تعلَّم-ي بحور الشعر (9) السَّريع

رياض الحبيّب

خاص – موقع لينغا

ذكرت في معرض بحر الرَّمَل شيئًا عن الإفلاس مع بيت من الشِّعْـر. وفي ودِّي ذِكر أشياء أخرى عنه وعن مفهومه المرتبط بالصّفر. والصّفر في لسان العرب- بضمّ الصّاد والفتح والخفض: (الشيء الخالي. ج: أصفار. يقال: بيتٌ صَفِرَ من المَتاع- المال والأثاث- أي خلا. ورجُلٌ صِفْرُ الـيَدَيْن. وأَصْفَرَ الرجُل فهو مُصْفِر، أي افتقر. وأصفَرَ البيتَ: أَخلاه) … إلخ. وللصّفر كعدد صحيح مكانة في الرياضيّات وفي الفيزياء ما يسهل الوصول إليه في ويكيپـيديا. وقد يَستاء تلميذ المدرسة من حصوله على الصفر عقب الإمتحان بمادة ما، أي لا شيء استحقّ التلميذ لقاء تعبه من دراسة تلك المادة وإِنْ تعب، لكن الصّفر لا يعني معاناة التلميذ من جهل مطلق، كما أن الدرجة 100% لا تعني وجود علم مطلق بالمادة لدى تلميذ آخر مجتهد. ذلك على افتراض وجود قانون مُوحَّد لتقسيم الدرجات الإمتحانية صادر من وزارة التعليم. فلا يجب تقسيمها وفقًا لمِزاج المُعَلِّم! لأنّ هذا المزاج يضرّ برغبة التلميذ في العِلم والتعلُّم أي بطموحه ومستقبله وتاليًا بصحّة العمليّتين التعليمية والتربوية، مثلما يضرّ ناخبٌ جاهلٌ ببلده؛ قال الرئيس الأميركي الأسبق جون كندي أنّ (جَهْل ناخب واحد في نظام ديمقراطي يضرّ بأمن المجتمع كلِّه) ولا مجال هنا للتوسّع في مواضيع التربية والتعليم

ومِن أقوال الأديب المصري توفيق الحكيم: (لا يوجد إنسان ضعيف، لكن يوجد إنسان يجهل في نفسِهِ موطن القوة) أمّا في الحياة العامّة فليس عيبًا نزول رصيد المواطن المصرفي إلى الصّفر. هذا ما حصل لي؛ تارة خلال الأسبوع الأوّل من الشهر وتارات خلال أسبوعه الأخير، لكنّي شكرت الله على أنّ الرّصيد لم ينزل يومًا إلى ما تحت الصّفر ولم أفتح عينيّ صباحًا لأجد حالي مَدينًا لأحد. فما أروع قول المُغنِّي الأميركي المعاصر عازف الگـيتار غارث بروكس: (لستَ غنيًّا إلّـا إذا كنت تملك شيئًا لا يمكن شراؤه بالمال) لذا وذاك ما بات صِفر المصرف يهمّني بشيء. والصّفر ليس أدنى الدرجات، كما يُظَنّ، إنما هو نقطة انطلاق جديدة

ومِن الأمثلة على نقطة البداية والإنطلاق؛ قيام المحتفلين والمحتفلات في ليلة رأس العام الميلاديّ الجديد بعَـدِّ الثواني العشر الأخيرة بفرح ابتداءً بالرقم 10 فنزولًـا إلى الصفر قُبَيل إطلاق الألعاب النارية في فضاء المدينة للإشارة بها إلى بدء عام جديد. كذلك حصل في بطولة أمم أوروبا الأخيرة بكرة القدم قُبَيل بدء المباراة الأولى وسائر المباريات؛ كم من الجهود بُذِلتْ للوصول إلى الصِّفر وكم من النقود صُرِفتْ، أمّا بَعْدَ الصّفر فكم حُقِّق من النجاح والأمل وكم تحتاج بطولة مثلها إلى التفكير والعمَل. لذا أقول هنيئًا لمن وَصَلَ بعِلمِه وعَمَلِهِ إلى هذا الصفر كي يبدأ بداية صحيحة في مجالات الحياة كافّة. فواقع كلّ من المناسبتَين المذكورتين أشار إلى حالة صعود إلى الصفر وليس نزولًـا إليه. وإلّـا فما معنى قول الشاعر نزار قبّاني- مِن بَحْر السَّريع

عشرون عامًا فوق دَرْبِ الهوى * ولا يزالُ الدَّربُ مجهولا
 
عشرون عامًا يا كتابَ الهوى * ولمْ أزَلْ في الصَّفحةِ الأولى 
 
وقد سبق لي فهْمُ حادثة رواها المفكِّر الفرنسي ألبير كامو بطريقة فهمي البيت السابق؛ حاول بطل روايته عشرين سنة (إذا أسعفتني الذاكرة) الفوز بقلب محبوبته فلمّا حظِيَ به فتزوَّجا، دام الزواج فترة قصيرة. سألتهُ عن سبب تخلِّيهِ عنها فأجاب: حالة ضَجَر. عشرين سنة؟ نعمْ. والآن؟ اٌنتهتِ الحالة. عِلمًا أن كامو من الشخصيّات التي أذهلتني في صِباي، حتى قرأت لهُ بالعربية أزيَدَ مِن عَمَلين (أعراس، السَّقطة، المقصلة، …) فتأثَّرت بأسلوبه في الكتابة. وكم تمنّيت لو سمح لي الوقت بقراءة أعماله كلِّها

أمّا بعد فإنّ هَضْمَ بحور الشعر هو الصَّخرة التي يبني الشاعـر الواعـد والشاعرة طموحهما المشروع عليها لينشدا النجاح في المستقبل، بعد إتقان الإملاء وقواعد اللغة ودراسة أساليب نظم مئات القصائد العمودية ابتداءً بزمان المُعَلَّقات العشر. فما يؤسِفني اليوم هو قراءة محاولات، شعرية ونثرية، مليئة بغلط إملائيّ وآخَر نحويّ، سبق لي الكتابة عنهما قبل عرض هذه السلسلة. وقد سبقني الشاعر والأستاذ إبراهيم طوقان إلى إظهار الأسَف بمعارضته قصيدة “المُعَلِّم” للشاعر أحمد شوقي- من بحر الكامل

شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي * (قمْ للمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبجيلا) ت
  
لو جَرَّبَ التعليمَ شوقي ساعة * لقضى الحياة شقاوةً وخُمُولا 
 
لكنْ أصَلِّحُ غلطةً نحويَّةً * مثـلًـا وأتَّخِذ الكتابَ دليلا
  
وأكادُ أبعَـثُ سِيبَويهِ مِن البلى * وذويهِ مِن أهل القرون الأُولى
 
فأرى حِمارًا بَعْـَد ذلكَ كُلِّهِ * رَفَعَ المُضافَ إليهِ والمفعـولا

ت= تضمين. فكلّ شطر (أو بيت تام) وُضِعَ بين قوسَين يُقصَد به أنهُ لشاعر آخر، قد احتاج الشاعر إليه ضمن قصيدته لغاية ما. وقد أشرت مسبّقًا إلى التضمين في معرض بحر البسيط وتحديدًا مشطور البسيط

وقد سُمِّيَ الكاتبُ شاعِرًا في «لسان العرب» لفِطْنَتِه! ولا نجاحَ يُرجى من كتابة الفوضى التي نسَبْتُها، في معرض بحر الهَزَج، إلى بَحْر الخُزَعْـبَلات. فإذا كتبَ مُتشاعِـر مئة محاولة- بالفصحى- معتمِدًا القوافي فقط وحصل على مئة علامة “لايك” فيسبوكيَّة عن كلّ منها فاٌستحقاقها عندي دون الصِّفر؛ لأنّه بنى أملًـا على أساس مِن الرَّمْل، ساكبًا مشاعره في قناة ليست من القنوات الأكاديميّة ومحاولاته لا تصلح سوى أمثلة على هبوط الشعر إلى أدنى مستوى له- منذ الفترة المُظلمة التي أعقبت احتلال هولاكو بغداد. وقد يُشبه المتشاعر تلميذًا حاول حلّ مُعادلة رياضيّة لكنّه أخطأ من الخطوة الأولى فاٌستحقّ صفرًا بالقلم الأحمر والخطّ العريض
  
* * * *
  
تاسِعًا: بَحْرُ السَّرِيع 
 
ينضمّ السَّريع إلى مجموعة البحور البسيطة نظمًا والشائعة استعمالًـا. أمّا وزنه
 
مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ مَفعولاتُ- مرّتين- لكنّه يُستعمل كالتالي
  
مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فاعِلُنْ * مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فاعِلُنْ 
 
وقد اٌستُحسِن في مُستفعِلُنْ الخَبْنُ مفاعِلُنْ والطّيّ مُفتعِلُنْ، لكنّ الخَبْلَ مَفَعِلُنْ (أو فَعِلَتُنْ) المقبولَ بعض الشَّيء في الرَّجَز غيرُ مُستحَبّ في السَّريع. أمّا مَفعولاتُ فقد اٌشتُقَّ منها الصَّلْمُ مَفْعُوْ= فعْلُنْ- بفتح الفاء أو خفضه- والكَشْفُ مَفْعُوْلا= مَفْعُوْلُنْ والوَقْفُ مَفعولاتْ- بإسكان التاء. فتمّ الحصول على عَروضَين؛ الأولى مكشوفة مطويّة فاعِـلُنْ ولها ثلاثة أضرُب: فاعِـلُنْ مثلها، فاعِلانْ، فَعْلُنْ
  
أمّا العَروض الثانية فَعِلُنْ (بخفض العين) فغير لائقة بهذا البحر- في رأيي- وإن ابتدعها مؤلِّف “العقد الفريد” ج5\3 في الأندلس أو نقلها؛ بل مُسيئة إلى عَرُوض السَّريع المشهورة {فاعِلُنْ} التي تغنّى بها شعراء من الطبقة الأولى. وقد وضع المؤلِّف لـ فَعِلُنْ ضربَين؛ الأوّل مثلها والآخَرُ أصْلَمُ فعْلُنْ- بإسكان العين. كما ابتدع غيرها في السريع وغيره، ما أدّى إلى صعوبة هضم جوازات البحور لدى هواة الشعر
  
أوّلًـا؛ العروض الأولى فاعِلُنْ وضربُها الأوَّل فاعِلانْ، اي
 
مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فاعِلُنْ * مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فاعِلاْنْ
  
الداهية- المُهَلهِل؛ ت ٥۳۱ م
 
وهو خال اٌمرئ القيس

جارتْ بنو بَكْرٍ ولمْ يَعْدِلوا * والمرءُ قد يعرفُ قصْدَ الطَّريقْ
 
جارتْبَنُوْ- بَكْرِنْوَلمْ- يَعْدِلُوْ * وَلْمَرْؤقدْ- يَعْرِفُقَصْ- دَطْطَرِيْقْ
 
مُستفعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فاعِلُنْ * مُستفعِلُنْ- مُفتَعِلُنْ- فاْعِلاْنْ 
 
حلّتْ رِكابُ البَغْيِ في وائلٍ * في رَهْطِ جَسّاسٍ ثِقالِ الوُسُوقْ 
 
يا أيّها الجاني على قومِهِ * جنايةً ليس لها بالمُطِيقْ
  
جنايةً لمْ يَدْرِ ما كُنهُها * جانٍ ولم يُصبحْ لها بالخلِيقْ 
 
كقاذِفٍ يومًا بإجرامِهِ * في هُوَّةٍ ليس لها مِن طريقْ… إلخ
  
سُمِّيَت هذه القصيدة بالداهية وهي إحدى القصائد السّبْع المعروفة عند العرب بالمنتقيات. قالها المهلهل في أعقاب مقتل أخيه كُليب. وقد عثرتُ منها على سبعة وثلاثين بيتًا في كتاب «شعراء النصرانيّة» للأب لويس شيخو اليسوعي ج 1 ص 172 وفي مناسبة الحديث عن الإفلاس قلت: كفى ادّعاءً بأنّ (الشعر الجاهلي منحول) من حُجَّة واهية أطلقها د. طه حسين، رحمه الله وغفر له، في كتابه «في الشعر الجاهلي» في وقت كان يتغنّى في «حديث الأربعاء» بقصائد شعراء “جاهِليِّين” ساعة بمُعلَّقة زهير بن أبي سُلمى وساعتين بمُعلَّقة لبيد بن ربيعة ورابعة بمُعلَّقة طرفة بن العبد. فلا مصلحة لأحد في نحْل قصيدة للمهلهل وأخرى لاٌمرئ القيس وثالثة للأعشى قيس، بدون أن يصِلنا شيء عن اٌسمه ونسبه وأسلوبه وغايته 
– – –
  
ابن الرومي؛ ت 283 هـ
  
شاعر عباسي رُومِيّ الأصل وُلد في بغداد، مِن طبقة بَشّار بن بُرْد والمتنبي
  
ظَبْيُكَ يا ذا حَسَنٌ وَجْهُهُ * وما سِوى ذاك جميعًا يُعابْ
  
فاٌفهَمْ كلامي يا أبا مالكٍ * لا يُشبهُ العنوان ما في الكتابْ 
– – –
  
ابن دُرَيْد؛ ت 321 هـ/ 933 م
 
قال البيتين التاليين في هجاء مُعاصره الأديب نِفْطَوَيْه 
 
أُفٍّ على النحو وأربابهِ * قد صار مِن أربابهِ نِفطوَيْهْ 
 
أحْرَقهُ الله بنصْفِ اٌسْمِهِ * وصَيَّرَ الباقي صُراخًا عَلـيْهْ 
 
لكنّ ابن دريد أديبٌ من البصرة؛ قيلَ عنه في كتاب ما: (أعلم الشعراء وأشعر العلماء)- ويكيبيديا وقد ورد فيها أيضًا: (تخرَّجَ على يديه كثير من العلماء والأدباء، منهم أبو الفرج الأصفهاني وأبو الحسن المسعودي مؤلِّف “مروج الذهب” وأبو علي القالي مؤلف “الأمالي”…) فكيف صدر عنه ما صدر في حقّ أديب مثله؟ عِلمًا أنّ نِفْطَوَيْه مِن أئِمَّة النحو ت 323 هـ/ 935 م؛ قال عنه أبو منصور الثعالبي: (كان عالمًا بالعربية واللغة والحديث وكان من طهارة الأخلاق وحسن المُجالسة والصّدق فيما يروي، على حال ما شاهدت عليها أحدًا)- ويكيبيديا. ولم يصِلني من سيرة نفطويه أنه هجا ابن دريد ولا ردّ على هجائه! لذا خَطَرَ في ذهني الآن قولٌ للأديب عبّاس محمود العَـقَّاد: (ليس الحاسدُ مَن يطمع في أن يساويك بأن يرقى إليك، بل الذي يريد أن تساويه بأن تنزل إليه!) انتهى. وخطر أيضًا ردّ على ابن دُرَيد- بالنيابة عن نفطويه

لو عَلِمَ الحُسّادُ قدْرِي اٌلّذي * مَيَّزهُ النُّحَاةُ في سِيْبَوَيْهْ
  
لَمَا تخطَّى اٌبنُ دُرَيْدَ اٌلمَدَى * فاٌنطلقَ الهِجاءُ منهُ إِلـيْهْ 
 
يُدعى هذا الفنّ بالمعارضة، قُوبِلَ هنا بيتان ببيتين من وزنهما وقافيتهما بالضبط. ولا يُشتَرَط في المعارضة الإتيان بعدد مساوٍ من الأبيات، إنَّما في الإمكان معارضة قصيدة ذات سبعة أبيات بأخرى ذات عشرين بيتًا فأزْيَدَ والعكس صحيح أيضًا
 
* * *  
ثانيًـا؛ العروض الأولى فاعِلُنْ وضربُها الثاني فاعِلنْ مثلها، اي
 
مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فاعِلُنْ * مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فاعِلُنْ
  
امرؤ القيس 
 
يا دارَ ماويّةَ بالحائلِ * فالسَّهْبِ فالخبْتَينِ مِن عاقلِ
  
صَمَّ صداها وعـفا رَسْمُها * واٌسْتعجَمَتْ عن منطق السّائلِ 
 
صَمْمَصَدَا- هَاْوَعَـفا- رَسْمُها * وَسْتعْجَمَتْ- عَنْمَنْطِقِسْ- سائلِي
  
مُفتَعِلُنْ- مُفتَعِلُنْ- فاعِلُنْ * مُستفعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فاعِلُنْ 
 
حَلَّتْ لِيَ الخمرُ وكنتُ اٌمْرَءً * عَنْ شُرْبها في شُغُلٍ شاغِلِ 
 
فاليومَ أُسقى غيرَ مُستحقِبٍ * إثمًا مِن الله ولا واغِـلِ 
 
الحائل وما بعده: أسماء لأماكن. حَلَّتْ لِيَ الخمرُ… قال السيد المسيح: {ليس ما يدخل الفم يُنجِّس الانسان. بل ما يخرج من الفم هذا يُنجِّس الانسان}- مَتّى 11:15 وقال الوحي الإلهي بلسان بولس الرسول: {ولا تسْكَروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل اٌمتلِئوا بالرّوح}- أفسس 18:5 مُستحقِب: مُحتمِل. واغـل: آثِم. الخمر مؤنّثة، جاز تذكيرُها 
– – –
 أبو نؤاس 
 
ما مِثْلُ هذا اليومِ في طِيْبهِ * عُطِّلَ مِن لهْوٍ ولا ضُيِّعا
 
فما نرى فيهِ وما ذا الذي * تُحِبُّ في ذا اليومِ أنْ نصنعا؟ 
 
هلْ لكَ أنْ تغدو على قهوةٍ * تُسْرِعُ في المرءِ إذا أسرعا؟
  
ما وجَدَ الناسُ ولا جرَّبوا * للهَمِّ شيئًا مِثلَها مَدفَعا 
* * * 
ثالثًـا؛ العروض الأولى فاعِلُنْ وضربُها الثالث فعْلُنْ، اي
 
مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فاعِلُنْ * مُستفعِلُنْ مُستفعِلُنْ فعْلُنْ 
 
بَشّار بْنُ بُرْد؛ قال في محبوبتِهِ عَـبْدَة 
 
أنّى دعاهُ الشّوقُ فاٌرتاحا * مِن بعد ما أصبحَ جَمّاحا
 
ذكَّرَهُ عَهْدَ الصِّبى صاحبٌ * كان لهُ إذّاكَ مفتاحا 
 
ذكْكَرَهُوْ- عَهْدَصْصِبا- صاحِبُنْ * كانَلَهُوْ- إذْذاكَمِفْ- تاحا 
 
مُفْتَعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فاعِلُنْ * مُفْتَعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فعْلُنْ
  
أيّامَ عبّادةُ مِنْ شأنِهِ * إنْ لمْ يزُرْها باكِرًا راحا 
 
فالقلبُ مَشعوفٌ بما قد مضى * يَلقى مِن الأحزانِ أتراحا
  
وكيفَ لا يصبو إلى غادةٍ * تكفيكَ في الظَّلماءِ مِصباحا

– – –

عِلمًا أنّ العَروض والضّرب في بَيتَي الشاعر نزار قبّاني المذكورَين من هذا الطِّراز 
– – – 
 
عباس بن الأحنف، قال في محبوبتِهِ فوز

يا فَوْزُ يا مُنْيَة عبّاسِ * قلبيَ يفدي قلبَكِ القاسي

أسأتُ إذ أحسنْتُ ظنِّيْ بكُمْ * والحَزْمُ سوءُ الظنِّ بالناسِ

يُقلقني شوقي فآتِيكُمُ * والقلبُ مملوءٌ مِن الياسِ

* * * 
رابعًا؛ مِثالًـا (من الكاتب) على العَروض الثانية فَعِلُنْ التي ضَرْبُها مثلها، أي
 
مُستفعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فَعِلُنْ * مُستفعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فَعِلُنْ

أخْجَلَها أنِّي أغازلُها * ومنتهى الحُبِّ أبادِلُها

قالتْ ألا تمَلُّ مِن غَزَلٍ * وقولةٍ قد ماتَ قائلُها؟

قالتْألـا- تَمَلْلُمِنْ- غَزَلِنْ * وقَوْلَتِنْ- قدْماتَـقا- إِلُهَا

مُستفعِلُنْ- مَفاعِلُنْ- فَعِلُنْ * مَفاعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فَعِلُنْ

قلتُ اٌطلُبي ما شِئتِ يا كَبِدي * لديَّ أفعالٌ تُقابِلُها

* * * 
خامسًا؛ مِثالًـا على العَروض الثانية فَعِلُنْ التي ضربها فعْلُنْ، أي
 
مُستفعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فَعِلُنْ * مُستفعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فَعْلُنْ

إلى النسم- سعيد عقل؛ من ديوانه م 4 ص 210

لبناني معاصر (زحلة 1912 م) من أبرز شعراء العربيّة حاليًّا؛ لُقِّب بالشاعر الصغير لأنه نظم الشعر في صباه وتميّز شعره بالتجديد¤ عَمِلَ في التعليم والصّحافة

لا أَنَا… أنتَ اٌحْمِلهُما واٌمْضِ * عَينيَّ وَسْطَ الشَّجَرِ الغَضِّ

يا نَسَمًا مَرَّ على شَعَرِي * فهَدَّني بَعْضًا على بَعْضِ

يا نَسَمَنْ- مَرْرَعَلا- شَعَرِي * فهَدْدَنِي- بَعْضَنْعَلا- بَعْضِي

مُفْتَعِلُنْ- مُفْتَعِلُنْ- فَعِلُنْ * مَفاعِلُنْ- مُستفعِلُنْ- فَعْلُنْ

وقال أنْ في الأرضِ لي سَفَرٌ * كيفَ وبيْ قد سافرَتْ أرضي؟

فالشاعر سعيد عقل وكاتب المقالة قد أتقنا عِلم العروض وسهل عليهما فهم الإبداع المذكور في “العقد الفريد” لكنْ ليس كلّ إبداع مُفيدًا والذوق الذي فيه رفيعًا. عِلمًا أنّ كلّ بحر قابل للتوسّع وباب الإبداع فيه مفتوح، لكني اعتدت على ذِكر المشهور من كلّ بحر، ما تذوّقه أرقى الشعراء والشاعرات في تاريخ الشعر العربي، مُنوِّهًا بشيوع عروض ما وما قابلها من ضروب- في هذا البحر وذاك- ونوَّهت بالنَّدرة
 * * *
الضَّربَان فَعِلُنْ وفَعْلُنْ مَعًا في قطعة قديمة
 
والجديرُ ذِكرُه هو ورود الضَّربَين معًا مختلطَين في قطعة واحدة منسوبة للشاعر اٌمرئ القيس، ما يُعتبر شاذًّا عن القاعدة وما يجب تجنّبُهُ في القصيدة العموديّة. أمّا في القصيدة الحديثة فجاز التنوّع بالقافية، كما جاز خلط الضروب بأناقة وبحسب ذوق الشاعر الذي أتقن الوزن. وهنا القطعة

أحللتُ رَحْلي في بَنِي ثُعَلٍ * إنَّ الكريمَ للكريمِ مَحَلْ

أحْللتُرَحْ- لِيْفِيبَنيْ- ثُعَلِنْ * إنْنَلْكري- مَلِلْكَرِيْ- مِمَحَلْ

مِمَحَلْ= فَعِلُنْ- الضرب الأوَّل  

وَجَدْتُ خيرَ الناس كُلِّهِمِ * جارًا وأوفاهُمْ أبا حَنبَلْ

وَجَدْتُخَيْ- رَنْناسِكُلْ- لِهِمِي * جارَنْوَأوْ- فاهُمْأَبا- حَنْبَلْ

أقربَهُمْ خيرًا وأبْعَدَهُمْ * شرًّا وأسْخاهُمْ فلا يَبْخَلْ

حَنْبَلْ، يَبْخَلْ= فَعْلُنْ- الضرب الثاني 
* * *

 السَّريع والشِّعْـر الحديث

يبدو أنّ روافد بحر السريع من الشِّعْـر الحديث قليلة العدد؛ منها بالتالي

وَجَدْتُها- فدوى طوقان

وَجَدْتُها في يوم صَحْوٍ جميل

وجدتها بعد ضياع طويل

جديدة التربة مخضوضرة

نديانة مُزهرة

وجدتها والشمس عبر النخيل

تنثر في الحدائق المعشبة
 
باقاتها المذهبة
 
. . .
 
وجدتها، يا عاصفاتُ اٌعصفي
 
وقنّعي بالسُّحْب وجه السَّما
 
ما شئت، يا أيامُ دُوري كما
 
قُدِّر لي، مشمسةً ضاحكة
 
أو جهمة حالكة
 
فإنَّ أنواريَ لا تنطفئ
 
وكلّ ما قد كان من ظلِّ
 
يمتد مسودًّا على عُمْري
 
يلفّهُ ليلاً على ليلِ
 
مضى، ثوى في هوّة الأمسِ
 
يومَ اٌهتدتْ نفسي الى نفسي
  
* * * 
ماذا يقول النهر- نازك الملائكة
  
أغنية
 
قديمة، بنتُ ليال طِوال
 
غنّى أساها مرّة عاشق
 
والليلُ سكرانُ بكأس الجمال
 
مثقلة بالدفء، ما زال في
 
ألحانها بعض حنين الجمال
 
وخشعة الهودج تحت الدجى
 
ووقع أقدام الحُداة الثقال
 
. . .
 
تسبيحة
 
من بابل النشوى بعطر البخور
 
وموكب الكهّان في معبد
 
دجلة يطوي سرّه والصخور
 
وذكريات الليل والشمس عن
 
مدينة الشمس وراء العصور
 
وعن حَمُورابي وعن حُبِّهِ
 
وما طوى سِفْرُ الزمان الغدور 
* * *

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | 1 Comment

ازرع صلاة

                                  ترنيمة بقلم : زهير دعيم

بين الخطوة والخطوة ازرع صلاه
واغسل نفسَك بدموعك وبْعطر دِماه
يسوع ربّي وحبيبي أصل الحياه
    واقف بيستنّى رجوعَك
    واقف بيستنّى رجوعَك

افتح قلبَك واسمحلو يدخل بَكيّر
تيغرّد على فْروعَك بلحن عْصافير
بحبّو بِسقي أيامك بمائو النَّمير
   وبمسح بإيدو دموعَك
   وبمسح بإيدو دموعَك

اعطي ثَمَر شَبابَك لربِّ النّاس
وتعامل مع مَصيرك بفنّ وإحساس
الهَك غَلَب الرَّدى والموت داس
   كلّو لأجل عيونَك
  كلّو لأجل عيونَك

السّما بتفرَح بالخاطي الراجِع ندمان
وبتسجِّل اسمو بذهب بْسِفر الأزمان
عجّل وارضي الهَك ربّ الأكوان
  وازرع بالأمل ربوعك
 وازرع بالأمل ربوعك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

توماس فريدمان مهرجا سطحيا

طلال عبدالله الخوري

في البداية, انا اعترف بانه لدي نظرة مسبقة عن الكاتب توماس فريدمان حيث كنت ولا زلت اعتقد بانه كاتبا سيئا ومنذ زمن بعيد. ومن وجهة نظري, الكاتب السئ هو الذي لا يقدم لي اي شئ جديد أو اي اضافة جديدة عندما اقرأه. بالرغم من اني اعتبره كاتبا محترفا لا يشق له غبار فهو قادر ومقتدر بمهنته بالكتابة, فهو يستطيع ان يعيد ويكرر ويتلاعب بالكلمات والتي توهم القارئ العادي بأنه يقول اشياءا قيمة ومبهرة في الوقت الذي هو يعيد صياغة الكلمات ليس الا, وكأنه يعيد اختراع العجلة. لم اكن معجبا قط بأي من المقالات التي كان ينشرها بالصحافة العربية, وانا اعترف بأنني توقفت عن قرآته بعد ان قرأت له اقل من ثلاثة مقالات, وتوقفت أيضا عن مشاهدته بالبرامج التي كانت تستضيفه بعد مشاهدتي لاول لقاء معه بالتلفزيونات الاميركية, فلم تعجبني حتى شخصيته.
بعد هذه المقدمة, لا مانع لدي من ان يقال بانه لدي حكم مسبق على فريدمان, فأنا اعترف بهذا ولهذا السبب بدأت بهذه المقدمة.
بعد نجاح كتابه الاخير ” العالم مسطح “, وتبوئه على قائمة افضل المبيعات, وقيام الكثير من الكتاب بكتابة مقالات عن كتابه هذا, قررت ان اتصفح كتابه لعلي اغير نظرتي من هذا الكاتب ولعلي اجد شيئا مفيدا بكتابه!! ولكن خاب ظني مرة اخرى ولم اجد في كتابه, لسوء الحظ , غير التهريج.

ولكي ادعم وجهة نظري من هذا الكتاب, اريد ان اجزأ مضمون الكتاب الى قسمين: القسم الاول, وهو المعلومات والحقائق المعروفة من تطور تكنولوجي هائل, والتي قدمها الكاتب توماس فريدمان باسلوبه المميز بالكتابة ومضيفا عليها خفة دمه وبعض النوادر المضحكة التي حصلت معه. ونحن نعترف بانه بهذا القسم من الكتاب اجاد توماس فريدمان بتقديم الحقائق باسلوب شيق وممتع للقارئ العادي, ومن دون شك فان استخدام فريدمان المتكرر للمصطلحات التكنولوجية الحديثة مثل: دوت كوم, نت سكيب, يو بي اس, واي تو كي, و انترنت برتوكول…. الخ, ابهرت القارئ الغير مختص بالتكنولوجيا والغير مختص بالاقتصاد, ولكن حتما لاتبهر القارئ ذو الثقافة الرفيعة. ونحن نعتقد بان المستهلك القارئ دفع نقوده فقط من اجل هذه السلعة من السرد الشيق للحقائق عن التطور التكنولوجي المعاصر.

اما القسم الثاني, وهو الاستنتاجات التي قام بها بناءا على الحقائق التي سردها و التدابير الوقائية والحلول الممكنة التي اقترحها للمشاكل التي يعتقد بانها موجودة او انه من الممكن مواجهتها بالمستقبل نتيجة للتطور التكنولوجي المتسارع؟ ونحن نعتقد بانه لم يكن موفقا في هذا القسم على الاطلاق, ولكن بلا شك استطاع ان يبهر القارئ العادي بانه استنتاجاته قيمة وحلوله للمشاكل مهمة واصيلة؟؟
في هذه المقالة سأبين بأن معظم استنتاجات وحلول توماس فريدمان بكتابه ” العالم مسطح ” ما هي الا تهريج وثرثرة لا اكثر ولا اقل.

يعتبر فريدمان بأن تسطيح العالم او العولمة بدأت عندما ابحر كولومبوس بسفينته لكي يصل الى الهند متجها غربا, بدلا من ان يتجه شرقا كالمعتاد, مستفيدا من كروية الارض؟؟
نحن نعتقد بان هذا تسطيح للحقائق وللتاريخ, فعملية تسطيح العالم بدأت عندما قام الانسان البدائي بالعصر الحجري بصناعة الادوات وقام هذا الانسان البارع بصناعة الادوات بمبادلة ادواته مع الانسان البارع بالصيد مقابل الصيد من اللحم من اجل غذائه, وهكذا بدأت مسيرة التطور التكنولوجي والمستمر حتى وقتنا الحالي, وهكذا بدأ التبادل التجاري وهكذا نشأ اقتصاد السوق وقانون العرض والطلب والمستمر حتى وقتنا الحالي!!
نحن فعلا نستغرب اختيار فريدمان لرحلة كولومبوس كبداية للعولمة, مع العلم بأن هناك احداث تاريخية اهم لها الافضلية بتأريخ بداية العولمة؟ على سبيل المثال لا الحصر, ركوب الفينيقيين السوريين لعباب البحر والوصول الى رأس الرجاء الصالح من خلال البحر المتوسط؟
انا شخصيا اعتبر بداية العولمة وتسطيح العالم بدأت عندما اخترع العبقري السوري اول ابجدية بالتاريخ وقبل آلاف السنين, وهذا الاختراع كان البداية لانشاء اللغات التي تتفاهم وتتواصل الشعوب مع بعضها البعض والتي بدونها لم تكن العولمة لتبدأ, وبدونها لم نستطع التدوين والتوثيق؟؟

بعتبر فريدمان بان سقوط جدار برلين, هو علامة مميزة ساهمت بالعولمة وتسطيح العالم؟
نحن لا نتفق مع فريدمان على الاطلاق على ان السقوط الفيزيائي لاي جدار يساهم بتسطيح العالم! فالعولمة لا تقف بوجهها الموانع الفيزيائية مثل المحيطات والبحار والجبال والمسافات, لان العولمة ليست كيان فيزيائي, وهي قادرة بواسطة ثورة الاتصالات ومفهوم اقتصاد السوق التنافسي الواحد الذي يربط بين كل الدول ان تتخطى كل الحواجز الفيزيائية.
نحن نعتقد بان اعتبار فريدمان لسقوط جدار برلين كعامل من عوامل العولمة لهو دليل على عدم فهم فريدمان للعولمة ولتسطيح العالم, وهو يعترف بان فكرة تسطيح العالم نقلها عن احد المدراء باحدى الشركات الهندية.
اما سقوط جدار برلين فهو نتيجة لسقوط اقتصاد الدولة الاحتكاري الذي كان سائدا بأوروبا الشرقية وعدم قدرة هذا الاقتصاد على منافسة اقتصاد السوق التنافسي الموجود بالدول الغربية.

في رحلته التاريخية والجغرافية عبر كتابه ” العالم مسطح “, يعرج فريدمان ليحذرنا من ان الارهاب قد يعيق العولمة او يبطأها؟؟
نحن لا نتفق مع فريدمان بان الارهاب قد يعيق العولمة, نحن نجزم بان الارهاب الاخير للقاعدة وبن لادن بالرغم من الجرائم التي ارتكبت بحق الابرياء كان له اثر ايجابي وذلك بتحفيز السوق التنافسي لاجهزة الامن وحماية المعطيات عالميا مما ساهم بشكل ما ايجابيا على العولمة. ولا بد هنا ان نشير بان هذا الارهاب ونتائجه كانت صفعة على وجه الشباب العربي النائم والمغسول الدماغ عقائديا, لكي يصحو وينهض ويكسر قيود الديكتاتوريات العربية والتي كانت اكبر عائق على طريق العولمة! لان الديكتاتوريات تسخدم الاقتصاد الاحتكاري والذي بلا شك هو العائق الاكبر بطريق العولمةّ! اذا الانظمة الديكتاتورية تشكل عائق وتبطئ العولمة اكثر بكثير من الارهاب. فلا شك بان تحول الدول العربية الى الديمقراطية واقتصاد السوق التنافسي سيساهم في تسريع وتيرة العولمة وتسطيح العالم.

في كتابه ” العالم مسطح ” يطالب فريدمان الحكومات بالتدخل والتخطيط للمستقبل من اجل مواجهة المشاكل التي قد تنجم من جراء التطور التكنولوجي الهائل والسريع, ومن جراء واتساع المنافسة الاقتصادية على النطاق العالمي؟؟
ما هذا يا سيد فريدمان؟؟ التدخل والتخطيط الحكومي؟؟ ونحن نعرف بان الاقتصاد والابداع وبالتالي العولمة وتسطيح العالم لا يأتي الا من خلال سوق تنافسي حر لا يتدخل به احد؟؟
نحن نعتقد بان تحذير وطلب فريدمان للتخطيط الحكومي يجعلنا نستنتج بان فريدمان غير مختص وغير ملم بالاقتصاد؟؟

هذا كان غيض من فيض من تهريج توماس فريدمان, ومما سبق نرى بان الاستنتاجات والحلول التي وضعها فريدمان للمشاكل المستقبلية والناتجة عن التطور التكنولوجي الهائل واقتصاد السوق الحر التنافسي والاسواق المفتوحة على بعضها, هي اصلا حلول تساهم في الحد من التسطيح, لانها تستوجب التدخل الحكومي بالاقتصاد والتخطيط الاقتصادي وهذا مشابه للاقتصاد الاحتكاري الحكومي الذي كان سائدا بأوروبا الشرقية والتي حتما لا يساهم بتسطيح العالم وعولمته ولاكنه يقف عثرة بوجه التقدم والتطور.
اما العولمة فهي نتيجة طبيعية للتطور الحضاري والذي بدأ عندما وجد الانسان الاول على سطح الارض, وسعي هذا الانسان الى تحسين وتطوير نفسه وبالتالي تطوير مجتمعه وحضارته. وسيستمر الانسان في ابداعه تلقائيا من دون تحذيرات فريدمان ومن دون تدخل الحكومات بالاقتصاد او التخطيط لحياتنا, لانه عندما تبدأ الحكومات بالتدخل بحياتنا والحد من حريتنا فهنا ستنتهي العولمة وسيبدأ الاستبداد وهذا ما يعلمنا اياه التاريخ.
وفي الختام, فان كتاب توماس فريدمان ” العالم مسطح ” ليس كتابا علميا, ولكنه كتاب ملئ بالتهريج. ربما يمكن تصنيف فريدمان على انه صحفي من الوزن العادي ولكنه غير مختص بالتكنولوجيا او الاقتصاد او التاريخ؟؟
نحن نقبل من عالم مثل فوكوياما مؤلف كتاب:”نهاية التاريخ” بأن يستقرأ لنا التاريخ ويحلله ويعطينا استنتاجاته العلمية عن المستقبل. ولكن لا يمكن ان نقبل من فريدمان ان يحاضر علينا بالمشاكل المستقبلية وكيفية حلها لان هذا الموضوع اكبر من حجمه.
توماس فريدمان كاتب محترف ويستطيع بكتاباته ان يبهر القارئ العادي من عامة الشعب ولكن لا يقدم أي شئ للقارئ ذو الثقافة الرفيعة.
نعم العالم مسطح, بسبب العولمة, واقتصاد السوق التنافسي وانفتاح الاقتصاد بالدول بعضها على بعض والتطور التكنولوجي الدائم, اما كتاب فريدمان ” العالم مسطح ” فهو تهريجا مسطحا!
ان الشئ الوحيد الذي نجح به توماس فريدمان هو ان يستغل تعطش القارئ العادي لسرد تاريخي يربط الحاضر بالمستقبل بطريقة شيقة تشبه كتابات الخيال العلمي الشيقة وبالتي نجح بان يبيع ملايين النسخ من كتابه ووضع ارباح برقم من سبعة مراتب في حسابه المصرفي.

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

Posted in فكر حر | Leave a comment

عن (هوايش) ايام زمان وحمير اليوم

محمد الرديني

كتبت ذات مرة عن حمار ايراني تاه في الصحراء الفاصلة بين العراق وجارتها ايران وكيف القت شرطة الهجانة العراقية القبض عليه في ايام الباشا نوري السعيد وكيف مات جوعا بعد ان رفض وزير المالية آنذاك صرف مخصصات علف له لعدم وجود ما يشير الى ذلك في ميزانية الدولة ولكن الشرطي الذي كان يطعمه على حسابه الخاص اطلق سراحه مرة اخرى في الصحراء ليدبر اموره بعد ذلك.
تذكرت هذه القصة ،وهي موثقة في كتب رسمية مازلت احتفظ بها، وانا اقرأ بيان جمعية الحمير في دولة كردستان( الاقليم سابقا) الذي صدر امس.
كان بيانا شديد اللهجة ومفعم بلواعج الألم والحسرة رغم ما يكتنفه من تنديد في بعض الاحيان.
الا ان الغريب في الامر هو الهجوم الذي شنَ على فصيلة الأبقار(الهوايش) التي لاتربطها مع الحمير اي رابطة نسب.
فقد جاء في البيان الذي صدر امس وساهم في تحريره احد الصوفيين “ان التسيب الذي يلف حكومة العراق بلفاف الاستهتار من هذه الثروة الحيوانية(نقصد الابقار) وعدم انتباه المسؤولين الى تسربها الى ايران فرادى وجماعات قد جعل اسعار اللحوم العراقية غالية على البشر المستهلكين لها رغم قلتهم.
واضاف البيان: ان بعض المسؤولين(كالعادة لم يشر الى اسمائهم لأنهم مقربون) ساهموا ومازالوا يساهمون في اطلاق العنان للهوايش العراقية لتتجه الى ايران بعد استلام المعلوم بالتومان من تجار الدولة المجاورة جدا.
واشار الى: ان هؤلاء المسؤولين قد عينوا نقاطا لتسلل هذه الابقار ليلا من موطنها الاصلي (نقصد العراق) الى بلد الجوار.. وهذه النقاط هي مدينة.. بلد في محافظة صلاح الدين ،عين كاوه في مركز الاقليم، منفذ الصالحية في شمال الموصل، خور الزبير وحديقة السندباد في البصرة، واخيرا منفذ مركز ديالي الحدودي.
ومن المؤمل ،حسب البيان، ان تفتتح مراكز اخرى لنفس الغرض.
وصاح البيان: اننا اذ نلفت انتباه تجار اللحوم العراقيين الى هذه الظاهرة الفريدة نطالبهم باعادة الاعداد البقرية التي فرت من العراق واسترجاع حقوق جميع الحيوانات واذا لم يلب طلبنا فاننا سنعمل على تأسيس منظمة حمير بلا حدود يكون هدفها الاول ارجاع قوافل الهوايش الى مكانها الاصلي وتغذيتها مجانا لغرض نحرها على الطريقة الشافعية واطعام ذوي القربى والمساكين، كما نطالبكم بشن حملة شديدة على كل من تسول له نفسه هدر هذه الثروة الوطنية التي ناضلت واكلت كثيرا ليصبح لحمها مضرب الامثال في المحافل الدولية.
وأكد البيان على وجود عقليات مافياوية النزعة(تعبير جميل ،مو؟) مهمتها البحث عن مصادر دخل جديدة لأصحابها ،اصحاب الكروش المتينة، مشيرا الى ان سعر(الهايشة) تضاعف 4 مرات منذ ايام المرحوم الملك فيصل الثاني وقبله الملك غازي الاول.
واعرب البيان عن قلقه من اختفاء (الهوايش) من العراق مشيرا في الوقت نفسه لاضطرار العراقيين مستقبلا الى ذبح اعضاء جمعية الحمير في الوجبات الغذائية بعد ان تصدر فتوى من بعض المرجعيات بهذا الشأن.
ولم يتسن بعد معرفة رد فعل الحكومة الموقرة على هذه الاجراءات الا ان علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة اعرب امس عن قلق حكومته من دخول بعض الايرانيين الى العراق بدون تأشيرة زيارة(هلة).
وقال الدباغ في تصريح نشر امس في موقع “السومرية نيوز” العراقية: ان دخول بعض الإيرانيين بدون تأشيرة إلى العراق يشكل عبئا على الحكومة العراقية خصوصا وانهم يتأخرون في اقامتهم بعد انتهاء مدة الزيارة وان الحكومة العراقية (والنعم) ستسعى للتخلص من هذا الأمر لأنه يخلق إشكاليات بين البلدين الجارين”.
فاصل بدون فيزا: اريد ان اسأل احد اصحاب العمائم وهو شخصية معروفة في المحافل المحلية هذه الايام:
س 1 هل انت رئيس جمهورية العراق او رئيس وزراء او وزير حتى تستقبل سفراء الدول الاجنبية والعربية؟.
س2:هل انت رئيس حكومة العراق لترسم للعراق سياسته في الحل والربط؟.
س3: هل انت محافظ لتقول رأيك في المنشآت الخدمية المزمع انشائها هنا وهناك؟.
هل انت…؟.
انت داعية اسلامي فخليك في حالك ولا تتكلم باكثر مما تطيق.
انت تعلم ان هذا المجلس يفتقد الى ضوء الشهرة ولهذا انت تقاتل من اجل ان يستعيد هذا المجلس عافيته بعد ان اعاب عليك رفاقك تهاونك مما انت فيه.
الساحة السياسية فاضية وتقبل اي احد فيها ولهذا انت فيها.
تابعنا كل تحركاتك،طبعا ليس على طريقة السي آي آيه، طيلة السنة الماضية ولم نجد لخطاباتك اي صدى.
كنت صفرا ياصديقي في هذا المجال ورحم الله من عرف قدر نفسه.
لاتكن مثل صاحبك الزعيم الشاب وتقع في نفس المستنقع… اختر طريقك اولا.. هل تريد ان تخوض معترك السياسة .. حسنا انزع عمامتك وادخل الميدان.. هل تريد ان تقتنص الفرصة؟ لقد قنصتها منذ زمن.. ماذا تريد اذن؟ الجاه عندك .. والمنصب عندك .. وايران تدعمك بالخفاء والعلانية.. اذن ماذا تريد؟.
وامس اطلقت تصريحا فض بكارة الكثير من الرجال حين قلت ان المرأة
المسلمة والمرأة العربية على وجه الخصوص لعبت دورا في رسم الخارطة السياسية الجديدة في الشرق الاوسط .
لو كنت فلسطينيا لصحت بك (احا…).
هل عرفتم من هو؟ يشترط عدم الاستعانة بصديق.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

معنى الصوم

مارثا فرنسيس

           ماهي قيمة الصوم للإنسان وما قيمته لله؟ وهل هو مجرد طقس من طقوس العبادة وليس له علاقة بالحياة العملية اليومية التي يكثر فيها تعامل الانسان بالآخرين؟ وهل كل مايهم الله أن يقدم له الانسان بعض الوقت طال أو قصر من الإمتناع عن الطعام والشراب بينما يقضي هذا الوقت في التسلية بمتابعة برامج ومسلسلات التلفزيون وبرامج الفضائيات، أو في النوم والكسل وقضاء عدة ساعات في إعداد أشكال وأنواع من الطعام الذي يمكن أن يكفي عائلة أكثر من أسبوع!! ليتم تقديمه وتناول بعضه في وجبة واحدة ؟

          ماهي الفائدة والنفع والتغيير الذي يحدث في حياة الإنسان كنتيجة لممارسة الصوم، وان لم يكن له أي تاثير فهل هذا يعني أن هذه الممارسات الدينية  كالصوم وغيره مجرد شعائر تتطلب جهداً ومداومة واستنفاذ للموارد المادية وأحياناً  للمداينة والعوز دون أن تخطو حياة الإنسان أي خطوات متقدمة نحو سمو الروح والنفس؟

         هل يجوز أن يكون الإنسان صائما ً متعبدا ً لله وفي ذات الوقت يقود سيارته بسرعة مخالفة لقوانين المرور بغض النظر عن التواجد الشرطي وفعالية قوانين المخالفات وسحب الرخص معرضا ً ابرياء للموت؟ وهل تتفق شعيرة الصوم مع الإنفعال والعصبية لأقل سبب بحجة الصيام وقذف الآخر مهما كانت بساطة أو عفوية الخطأ الذي ارتكبه- هل تتفق ممارسة الصوم مع خروج وابل من السباب والشتائم التي يقشعر لها البدن من نفس الفم الصائم عن الطعام والشراب؟  هل يتفق الصوم مع اللامبالاة في العمل بكل مظاهر هذه اللامبالاة كالنوم والإمتناع عن العمل بحجة الصوم والتعامل مع المواطنين بملل وتأفف وكأنهم يطلبون معروفا ً او جميلا!

        أين هو الله من كل هذا؟

          بعض الناس يسرون بالتقرب إلى الله، ويقولون لماذا صمنا ولم تنظر، ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ، ويكون رد الله عليهم انكم للخصومة والنزاع تصومون ولكم أهداف أخرى للصوم.  قد يكون الصوم  هو امتناع عن الطعام فترة من الوقت ليس فقط للتعاطف مع الفقراء والشعور باحتياجاتهم -رغم سمو هذا الهدف- ولكن الهدف الاساسي من الصوم هو الشعور بضعف الجسد وبالتالي تضعف الشهوات الجسدية وتسمو الروح ويتمكن الإنسان من التحكم في شهواته ورغباته ولا يكون عبدا ً لها، بالصوم يتحول اهتمام الإنسان خارج دائرة ذاته فيكون أكثر حرصا ً على السلام مع الآخرين والتعامل معهم بوداعة، الصوم يجب أن يدعم القيم الاخلاقية أكثر ويدعم الأمانة في العمل والأمانة في المسؤليات الواجب تحملها، الصوم هو اتضاع امام الله وطلب معونة إلهية في أمور صعبة أو عسرة، وليس مجرد أداء ديني لإرضاء الله ، فما الذي يرضي الله في صوم الانسان عن الأكل فقط وعدم صومه عن الكذب والقذف والسرقة والشهوات والأنانية والكراهية؟ أيهما أهم في نظر الله الإمتناع عن الطعام فترة من الوقت مع بقاء كل تحجر في القلب والنظرات الشهوانية والعدوانية  تجاه الآخرام تغيير القلوب، والسلوك ورقي التعاملات الإنسانية على أساس الرحمة والتعاطف والود والحب ؟ إن لم يكن نتيجة للصوم أن تكسر للجائع خبزك وألا تتغاضى عن لحمك وأن ترى عريانا ً فتكسوه وأن تساعد المحتاج والتائه والمتألم ؛إن لم يهذب الصوم أخلاقياتنا ونفوسنا ويرقى بأرواحنا فلا قيمة له.

هل يرضى الله بصوم يستنفذ موارد غذائية بشكل مبالغ فيه ويؤثر على موارد واحتياجات ملايين الأسر بينما يكون المتوقع أن يقل الاستهلاك في فترة الصوم خاصة إذا كان عدد الصائمين أغلبية  في مجتمع ما وفي ذات الوقت  تتتضاعف العصبية والتعدي وسوء السلوك!

محبتي للجميع

Posted in فكر حر | Leave a comment

بشار الأسد يتفلسف على قناة اي ار دي الألمانية

بشار الأسد يتفلسف على قناة"ايه ار دي " الالمانية

9\7\2012

طلال عبدالله الخوري

Posted in فكر حر | Leave a comment

تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الثالثة

رياض الحبيب

لقد اشتملت الحلقة الثانية من هذا البحث على الحجج الدامغة التي عرضها كتاب “الشخصية المحمدية أو حلّ اللغز المقدّس” لمؤلِّفه أديب العراق الكبير معروف الرصافي في موضوع مراعاة مؤلِّف القرآن الفواصلَ ما بين الآيات القرآنية، مؤكِّداً على أنّ مؤلِّف القرآن كان يراعي الفواصل كلّ المراعاة ويعتني بها كلّ الإعتناء، لأنها هي الطابع الذي يمتاز بها أسلوبه. ولا يُنكَر أنّ عنايته بالفواصل قد جاءت بكثير من المحاسن، ولكنها مع ذلك لم تخل أحياناً ممّا يُعاب. فضرب الرصافي أمثلة متنوّعة على وسائل مراعاة الفواصل منها:
1 التقديم والتأخير
2 الحذف
3 زيادة ما هو غير لازم
4 صرف ما لا ينصرف
وفي هذه الحلقة سأعرض وسائل أخرى- ممّا هو مدوّن في الصفحة المرقمة 563 والصفحتين التاليتين من كتاب الشخصية المحمدية- مؤيّدة بأمثلة:

5 التذكير والتأنيث
معلوم في اللغة أنّ النخل اسم جنس يذكّر ويؤنث؛
ولقد آثر محمد تذكير النخل في سورة القمر: 20 (أعجاز نخل منقعر)
بينما آثر التأنيث في سورة الحاقّة: 7 (أعجاز نخل خاوية)
فسبب الإيثار هو مراعاة الفاصلة لا غير!

ومن هذا القبيل قوله في سورة القمر: 53 (وكل صغير وكبير مستطر) فقد جاء بالقول مذكراً مراعاة للفاصلة، ولم يقل: صغيرة وكبيرة مستطرة- مثلما قال في سورة الكهف: 49 (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها)

6 ترك المطابقة بين الجملتين في الإسميّة والفعليّة
ففي سورة البقرة: 8 (ومن الناس من يقول آمنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) إذ ردّ على الجملة الفعلية بجملة إسمية ولم يطابق بين {آمنّا} وبين ما ردّ به عليهم مراعاة للفاصلة!
ومن هذا القبيل قوله في سورة العنكبوت: 3 (فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) فأورد أحد القسمَين غير مطابق للآخر مراعاة للفاصلة!-

[استطراد: أظنّ أنّ قصد الرصافي بالتطابق هنا هو إمّا من الحكمة أن يرد القول: فلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الصادقين ولَيَعْلَمَنَّ الكاذِبينَ- مراعاة للفاصلة التي في الآية السابقة (يُفْتَنُونَ) واللاحقة (يَحْكُمُونَ) أو أن يرد القول: فلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقوا والذين كذبوا- وهو ما لا يتفق مع إحدى الفاصلتين المذكورتين]

7 إيثار أغرب اللفظتين
كما في قوله في سورة النجم: 53 (تلك إذن قسمة ضيزى) ولم يقل: قسمة جائرة مراعاة للفاصلة!

وقوله في سورة الهمزة: 4 (كلا لينبذن في الحطمة) ولم يقل: في جهنم أو في النار.
وقد تفنن محمد في أسماء جهنم فقال في المدّثّر: 26 (سأصليه سقر)
وفي المعارج: 15-16 (كلا إنها لظى* نزاعة للشوى)
وفي القارعة: 9 (فأُمُّهُ هَاوِيَة)
وكلّ ذلك مراعاة للفواصل!

[تعليقي: تكمن المسألة في اختيار مرادفات {النار} إذاً بالفاصلة ليس إلّا وليس كما ظنّ علماء الإسلام بأنّ للنار طبقات! فأيّاً كانت طبقة النار فإنها النار وإنّ العقل السّويّ يجهل طبيعة النار الإلهية. فأتمنى تالياً على القرّاء الكرام مطالعة مقالتي عن أصناف النار وطبقات جهنم عبر الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=172099

فإن أعدّ اللهُ- شخصيّاً- النارَ لأصحاب الذنوب- الصغائر منها والكبائر- فلماذا يقوم الإسلاميّون بالنيابة عن الله باستخدامها للتعذيب والحرق، كما فعل عليّ بن أبي طالب بالمرتدّين عن الإسلام، حتى تعرّض الخليفة لانتقاد من أحد رفاقه: لماذا تعذبهم بعذاب الله؟]

8 الإستغناء بالإفراد وبالتثنية

أوّلاً- الإستغناء بالإفراد عن التثنية
كقوله في سورة طه: 117 (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) ولم يقل: فتشقيا، والخطاب للإثنين مراعاة للفاصلة!

ثانياً- الإستغناء بالإفراد عن الجمع
كقوله في سورة الفرقان: 74 (واجعلنا للمتقين إماماً) ولم يقل: أئمّة يهدون- مراعاة للفاصلة!
وأراد بعضهم أن يرفأ الثوب بخيط من لونه. فقال: إنّ إماماً هنا جمع آم، كصيام جمع صائم، وليس هذا بشيء لأنّ جموع التكسير ليست قياسيّة ولم يُسمع إمام جمعاً لآم!

وكذلك قوله في سورة القمر: 54 (إنّ المتقين في جنّات ونهر) ولم يقل: وأنهار مراعاة للفاصلة! وقد تمحّل بعضهم في هذا، فقال: إنّ النهر بمعنى السعة والضياء مأخوذ من النهار، وليس قوله بمقبول لأن القرآن من أوّله إلى آخره لم يسبق الجنّات إلّا وأتبعها بالأنهار.

ثالثاً- الإستغناء بالتثنية عن الإفراد
كقوله في سورة الرحمن: 46 (ولمن خاف مقام ربّه جنّتان) قال الفرّاء: أراد (جنّة) كقوله في سورة النازعات: 41 (فإنّ الجنّة هي المأوى) فثنّى لأجل الفاصلة!

9 إجراء غير العاقل مجرى العاقل
كقوله في سورة يوسف: 4 (رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)

وكقوله في سورة الأنبياء: 33 (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون) وفي هذه الآية، عدا إجراء غير العاقل مجرى العاقل في التعبير عن الإثنين بالجمع لأن الضمير في {يسبحون} يعود إلى الشمس والقمر، فالسياق يقتضي أن يقول: يسبحان- ولكنه جمعه وأجراه مجرى العقلاء مراعاة للفاصلة!

وكذلك قوله في سورة الشعراء: 4 (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) قال {خاضعين} ولم يقل: خاضعة كما جاء في إحدى القراءات مراعاة للفاصلة!

[سأكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة لأستكمل مراعاة مؤلّف القرآن الفواصل بين الآيات في حلقة قادمة وتبقى للحديث بقيّة]

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

علاقة الروح بالايمان والالحاد

صلاح الدين محسن

( تمهيد : هذا المقال ليس اتجاها منا – أو دعوة – للغيبيات . في مواجهة توهان الثورات , و تخبطاتها . كلا .. بل الحياة في رأينا لا تتوقف عند حال بعينه . ولا ننظر اليها من جانب واحد . ففي اوج الثورات نشرنا مقالات ” قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب ” , ثم عدنا للكتابة عن الثورة , وسنعود ثانية للكتابة عن الغناء , واليوم نكتب عن الروح , وغدا سنعود للكتابة عن الثورة . وبعد غد سنكتب ” من مذكراتنا في كندا “.. وربما عن ” الجينات ” , ثم نعود للكتابة عن الثورة .. وهكذا ,, فالحياة لم تتوقف يوما عند أي منعطف . مهما كان هول أهميته التاريخية ) . فيما بين سن 18 : 22 من عمري . وفي طريق بحثي في أمر الحياة , والموت , وما بعد الموت . قرأت عدة كتب عن الروح . لعدد من المؤلفين . الأديان تقول عن الروح – علي سبيل المثال – : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ من أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ” سورة الاسراء 17 آية 85 .. تفسير الجلالين : ” أَيْ عِلْمه لَا تَعْلَمُونَهُ ” . كما ترون هي اجابة سهلة . كمن يجهل شيئا . فيزعم انه خاص بالله ولا يعلمه الا الله ..! . وكأنها اجابة ! هذا الحكم في أمر الروح . يرجع لأكثر من 1400 عام .. قاله القرآن . أما ما قالته علوم الانسان الحديث . عن الروح . حسبما قرأت منذ حوالي 40 عاما فقط . في عدة كتب . أهمها كتاب ” الانسان روح لا جسد ” . – وهو مجلد من 3 أجزاء . للدكتور رؤوف عبيد – عميد أسبق لكلية الحقوق جامعة القاهرة – , ( وبعض كتب دكتور ” علي عبد الجليل راضي ” – وهو أستاذ سابق للفيزياء – بجامعة عين شمس بالقاهرة ) . فليس فيه هروب . بل فيه اجابة علم وعلماء . سواء صح أو لم يصح .. وسواء كان الصواب بعينه , أو يحتاج لتصحيح , أو نقد أو نقض . الا ان فيه في النهاية شيء يستأهل الاستماع اليه , واحترام أصحابه الذين سعوا وحاولوا وجربوا . و لم يستخفوا بعقول الناس بالزعم بأن الروح لا يعرفها الا الله . بما يعني عدم جواز الكلام أو التفكير في الموضوع ! . خرجت من هذه الكتب بان الروح علم , وتوجد معاهد علمية متخصصة في الروح . بأمريكا والبرازيل وبعض دول أوروبا. وكذلك علمت أن علم الروح , يستخدم في الوصول للأدلة الجنائية , وفي أغراض العلاج من بعض الأمراض التي يستعصي علاجها . والكتاب يضرب أمثلة كثيرة علي ذلك . من خلال أبحاث ودراسات وتجارب أجريت بالغرب – كمراجع للمؤلف – وعلي أيادي متخصصين, كثيرين , منهم علماء أكاديميون . تخصصاتهم في علوم مادية .. وكذلك تجارب مثيرة أجراها الروحيون – المهتمون بعلم الروح – بمصر , ومنها تحضير روح الشاعر العظيم أحمد شوقي . ومخاطبتها . وقيام تلك الروح بالقاء قصيدة . سجلوها . وعرضوها علي المختصين بدراسة وتدريس شعر شوقي . فأقروا بان القصيدة بالرغم من عدم وجودها في دواوين شعره . الا انها تنتمي لشعر شوقي . بخصائصه المعروفة عندهم . وتجارب أخري مختلفة . عديدة , ومثيرة . ( ملحوطة : قراءة ذاك الكتاب ” الانسان روح لا جسد ” أو مثيله من الكتب . ممكن لأصحاب القلوب القوية عموما . أما أصحاب القلوب الرقيقة . الضعيفة , ولاسيما النساء . فننصحهم بالابتعاد . حتي لا يصيبهم الخوف والكوابيس أثناء النوم . كما لا ننصح باعتبار الكتابة في موضوع الروح . ملاذ وشراب لنسيان هموم ومشاكل حياتنا وبلادنا . كلا ..) . وفهمنا مما قرأناه . ان الروح كيان ” أثيري – من الاثير – ” يلبس الجسد , ويخرج منه عقب الموت . ينطلق للفضاء , حيث عالم وحياة الأرواح . وهي حياة فيها زهور وطيور – جميعها اثيرية ( ضم الكتاب صورا عديدة لها , وصور أرواح من أمكن استحضار أرواحهم ) والفرق بينها وبين حياتنا الدنيا . هو : ان حياتنا مادية , وحياتهم أثيرية.. – وتفاصيل أخري كثيرة – . بخروج الروح وانطلاقها تاركة الجسد . تتألم من النور , ثم تتعود بالتدريج علي حياتها الجديدة . وكلما نسيت الروح عاداتها الأرضية المادية , ورضيت بالانفصال عن تلك العادات , وتكيفت مع حياتها الجديدة . كلما اكتسبت الراحة والسكينة والانسجام اللطيف . وارتقت لدرجات أعلي وأسمي . وعذاب الروح وشقاؤها . في طول ارتباطها – ونزوعها – بعاداتها المادية وقتما كانت متحدة مع الجسد. لم يرد فيما قرأته بتلك الكتب عن الروح , شيء مما قيل لنا عن عذاب القبر . او جنة , ونار . ولا جحيم وسعير .. وعملية تحضير روح من الأرواح . تتطلب جوا هادئا . طيب الرائحة . يتم تهيئته اما بقراءة بعض الكلام المقدس أو تشغيل موسيقي هادئة – سيان .. – ( أي أن المطلوب اثارة جو من الهدؤ والوقار والسكينة . ليشجع الروح علي الاقبال . أيا كان مصدر الهدؤ .. سواء تلاوة , بطريقة تبعث علي ذلك , أو موسيقي تؤدي نفس الغرض . يعني لا فرق بين تلاوة كلام مقدس أو كلام مكدس . المهم هو أن طريقة التلاوة تنشر السكينة والطمأنينة والسلام. وهو ما يمكن أن تؤديه الموسيقي . بدون تلاوة أي نوع من الكلام ) . بعد قراءاتي في علم الروح . خرجت و لدي اسئلة معلقة بلا اجابة .. و كان قد بقي لي أن اشاهد بنفسي عملية تحضير الأرواح . فذهبت في حوالي منتصف الثمانينيات من القرن الماضي . لجمعية الأهرام الروحية – و مقرها حينذاك . بحي مصر الجديدة بالقاهرة – وكان رئيسها دكتور ” علي عبد الجليل راضي ” – اشرنا اليه أعلاه – . حضرت اجتماع الجمعية مرتين او ثلاث , ثم انشغلت بظروف عملي والسعي وراء الرزق . فلم اتمكن من التواصل . و كنت انوي اأن اقترح عليهم . استدعاء أرواح عدد ممن زعموا انهم كانوا مبعوثي السماء . لنسمع منهم . ونعرف الحقائق . وأتصور انهم لن يكذبوا علينا وهم بعالم الارواح , بمثل ما كذبوا علي الناس وهم بالحياة الدنيا . مما سمعته من دكتور ” علي عبد الجليل راضي ” . انه عندما يصعب علي رجال المباحث الجنائية , الوصول للفاعل .. يطلبون مساعدة الجمعية الروحية , وتساعدهم في معرفة الجاني . يومها أضاف ضاحكا : ولكنهم – أي : رجال البحث الجنائي -. لا يذكرون شيئا عن جهودنا , عند نشر خبر التوصل للجناة . بوسائل الاعلام , بل يذكرون ان ذلك قد تم بفضل جهود – ضباط البحث الجنائي – الرائد فلان , والعقيد فلان , والمقدم فلان .. – وحسب .. (!) . نختم مقالنا بالقول : لا نستبعد وجود روح , وحياة روحية . بعد الموت . حسب ما قرأناه منذ زمن … ولكن : لم اجد بهذا العلم , ما يرسخ ايمان مؤمن , ولا ما يزعزع قناعات ملحد . فالأبحاث – صحت أو لم تصح – مقدمة بحيادية , وبلا انحياز , وبدون ترويج للايمان , ولا دعوة للالحاد . – انتهي المقال – و باب التعليقات مفتوح . بعد هذه الرسالة العاتبة التي وصلتنا تعليقا علي مقالنا السابق . من الاستاذة ليندا كبرييل . وهو العتاب الثاني من نوعه. الرسالة باختصار : – تعليق حول موضوعكم – شعب يبحث عن هويته ! مصر مصرية ؟ أم عربية ؟ – – عزيزي الأستاذ صلاح، أرجو أن تكون بأحسن حال إذا كان في مثل هذا الموضوع العظيم أيضا لن تفتح باب التعليقات فمتى ستفتحه يا أستاذ؟ ,,, الخ أما التعليق فننشره في المقال القادم . الروح والايمان والالحاد كتب : صلاح الدين محسن 7-7-2012 ( تقديم : هذا المقال ليس اتجاها منا – أو دعوة – للغيبيات . في مواجهة توهان الثورات , و تخبطاتها . كلا .. بل الحياة في رأينا لا تتوقف عند حال بعينه . ولا ننظر اليها من جانب واحد . ففي اوج الثورات نشرنا مقالات ” قليل من الغناء والطرب في زمن الثورات والغضب ” , ثم عدنا للكتابة عن الثورة , وسنعود ثانية للكتابة عن الغناء , واليوم نكتب عن الروح , وغدا سنعود للكتابة عن الثورة . وبعد غد سنكتب ” من مذكراتنا في كندا “.. وربما عن ” الجينات ” , ثم نعود للكتابة عن الثورة .. وهكذا ,, فالحياة لم تتوقف يوما عند أي منعطف . مهما كان هول أهميته التاريخية ) . فيما بين سن 18 : 22 من عمري . وفي طريق بحثي في أمر الحياة , والموت , وما بعد الموت . قرأت عدة كتب عن الروح . لعدد من المؤلفين . الأديان تقول عن الروح – علي سبيل المثال – : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ من أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ” سورة الاسراء 17 آية 85 .. تفسير الجلالين : ” أَيْ عِلْمه لَا تَعْلَمُونَهُ ” . كما ترون هي اجابة سهلة . كمن يجهل شيئا . فيزعم انه خاص بالله ولا يعلمه الا الله ..! . وكأنها اجابة ! هذا الحكم في أمر الروح . يرجع لأكثر من 1400 عام .. قاله القرآن . أما ما قالته علوم الانسان الحديث . عن الروح . حسبما قرأت منذ حوالي 40 عاما فقط . في عدة كتب . أهمها كتاب ” الانسان روح لا جسد ” . – وهو مجلد من 3 أجزاء . للدكتور رؤوف عبيد – عميد أسبق لكلية الحقوق جامعة القاهرة – , ( وبعض كتب دكتور ” علي عبد الجليل راضي ” – وهو أستاذ سابق للفيزياء – بجامعة عين شمس بالقاهرة ) . فليس فيه هروب . بل فيه اجابة علم وعلماء . سواء صح أو لم يصح .. وسواء كان الصواب بعينه , أو يحتاج لتصحيح , أو نقد أو نقض . الا ان فيه في النهاية شيء يستأهل الاستماع اليه , واحترام أصحابه الذين سعوا وحاولوا وجربوا . و لم يستخفوا بعقول الناس بالزعم بأن الروح لا يعرفها الا الله . بما يعني عدم جواز الكلام أو التفكير في الموضوع ! . خرجت من هذه الكتب بان الروح علم , وتوجد معاهد علمية متخصصة في الروح . بأمريكا والبرازيل وبعض دول أوروبا. وكذلك علمت أن علم الروح , يستخدم في الوصول للأدلة الجنائية , وفي أغراض العلاج من بعض الأمراض التي يستعصي علاجها . والكتاب يضرب أمثلة كثيرة علي ذلك . من خلال أبحاث ودراسات وتجارب أجريت بالغرب – كمراجع للمؤلف – وعلي أيادي متخصصين, كثيرين , منهم علماء أكاديميون . تخصصاتهم في علوم مادية .. وكذلك تجارب مثيرة أجراها الروحيون – المهتمون بعلم الروح – بمصر , ومنها تحضير روح الشاعر العظيم أحمد شوقي . ومخاطبتها . وقيام تلك الروح بالقاء قصيدة . سجلوها . وعرضوها علي المختصين بدراسة وتدريس شعر شوقي . فأقروا بان القصيدة بالرغم من عدم وجودها في دواوين شعره . الا انها تنتمي لشعر شوقي . بخصائصه المعروفة عندهم . وتجارب أخري مختلفة . عديدة , ومثيرة . ( ملحوطة : قراءة ذاك الكتاب ” الانسان روح لا جسد ” لأصحاب القلوب القوية عموما . أما أصحاب القلوب الرقيقة . الضعيفة , ولاسيما النساء . فننصحهم بالابتعاد . حتي لا يصيبهم الخوف والكوابيس أثناء النوم . كما لا ننصح باعتبار الكتابة في موضوع الروح . ملاذ وشراب لنسيان هموم ومشاكل حياتنا وبلادنا . كلا ..) . وفهمنا مما قرأناه . ان الروح كيان ” أثيري – من الاثير – ” يلبس الجسد , ويخرج منه عقب الموت . ينطلق للفضاء , حيث عالم وحياة الأرواح . وهي حياة فيها زهور وطيور – جميعها اثيرية ( ضم الكتاب صورا عديدة لها ) والفرق بينها وبين حياتنا الدنيا . هو : ان حياتنا مادية , وحياتهم أثيرية.. – وتفاصيل أخري كثيرة – . بخروج الروح وانطلاقها تاركة الجسد . تتألم من النور , ثم تتعود بالتدريج علي حياتها الجديدة . وكلما نسيت الروح عاداتها الأرضية المادية , ورضيت بالانفصال عن تلك العادات , وتكيفت مع حياتها الجديدة . كلما اكتسبت الراحة والسكينة والانسجام اللطيف . وارتقت لدرجات أعلي وأسمي . وعذاب الروح وشقاؤها . في طول ارتباطها – ونزوعها – بعاداتها المادية وقتما كانت متحدة مع الجسد. لم يرد فيما قرأته بتلك الكتب عن الروح , شيء مما قيل لنا عن عذاب القبر . او جنة , ونار . ولا جحيم وسعير .. وعملية تحضير روح من الأرواح . تتطلب جوا هادئا . حسن الرائحة . يتم تهيئته اما بقراءة بعض الكلام المقدس أو تشغيل موسيقي هادئة – سيان .. – ( أي أن المطلوب اثارة جو من الهدؤ والوقار والسكينة . ليشجع الروح علي الاقبال . أيا كان مصدر الهدؤ .. سواء تلاوة , بطريقة .. تبعث علي ذلك , أو موسيقي تؤدي نفس الغرض . يعني لا فرق بين تلاوة كلام مقدس أو آخر مكدس . المهم هو أن طريقة التلاوة تنشر السكينة والطمأنينة والسلام. وهو ما يمكن أن تؤديه الموسيقي . بدون تلاوة أي نوع من الكلام ) . بعد قراءاتي في علم الروح . خرجت و لدي اسئلة معلقة بلا اجابة .. و كان قد بقي لي أن اشاهد بنفسي عملية تحضير الأرواح . فذهبت في حوالي منتصف الثمانينيات من القرن الماضي . لجمعية الأهرام الروحية – و مقرها حينذاك . بحي مصر الجديدة بالقاهرة – وكان رئيسها دكتور ” علي عبد الجليل راضي ” – اشرنا اليه أعلاه – . حضرت اجتماع الجمعية مرتين او ثلاث , ثم انشغلت بظروف عملي والسعي وراء الرزق . فلم اتمكن من التواصل . و كنت انوي الأقتراح عليهم باستدعاء أرواح عدد ممن زعموا انهم كانوا مبعوثي السماء . لنسمع منهم . ونعرف الحقائق . وأتصور انهم لن يكذبوا علينا وهم بعالم الارواح , بمثل ما كذبوا علي الناس وهم بالحياة الدنيا . مما سمعته من دكتور ” علي عبد الجليل راضي ” . انه في الحوادث التي يصعب علي رجال المباحث الجنائية , الوصول للفاعل .. يطلبون مساعدة الجمعية الروحية , وتساعدهم في معرفة الجاني ( ثم ضحك و هو يضيف ) : ولكنهم – أي : رجال البحث الجنائي -. لا يذكرون شيئا عن جهودنا , بل عند نشر خبر التوصل للجناة . بوسائل الاعلام , بل يذكرون ان ذلك قد تم بفضل جهود – ضباط البحث الجنائي – الرائد فلان , والعقيد فلان , والمقدم فلان .. – وحسب .. (!) . نختم مقالنا بالقول : لا نستبعد وجود روح , وحياة روحية . بعد الموت . حسب ما قرأناه منذ زمن … ولكن : لم اجد بهذا العلم , ما يرسخ ايمان مؤمن , ولا ما يزعزع قناعات ملحد . فالأبحاث – صحت أو لم تصح – مقدمة بحيادية , وبلا انحياز , وبدون ترويج للايمان , ولا دعوة للالحاد . – انتهي المقال – و باب التعليقات مفتوح . بعد هذه الرسالة العاتبة التي وصلتنا تعليقا علي مقالنا السابق . من الاستاذة ليندا كبرييل . وهو العتاب الثاني من نوعه. الرسالة باختصار : – تعليق حول موضوعكم – شعب يبحث عن هويته ! مصر مصرية ؟ أم عربية ؟ – – عزيزي الأستاذ صلاح، أرجو أن تكون بأحسن حال إذا كان في مثل هذا الموضوع العظيم أيضا لن تفتح باب التعليقات فمتى ستفتحه يا أستاذ؟ ….. ,,, الخ أما التعليق فننشره في المقال القادم . ***************

Posted in فكر حر | Leave a comment

شكرا للرب

جهاد علاونة

عن جد شكرا لك يا رب على مواقفك النبيلة معي وعلى معجزاتك التي لا تنتهي…شكرا لك يا عظيم وشكرا لك يا كبير وشكرا لك يا مُجمع القلوب ويا مُفرق الدروب ويا فاتح بابه ويا معطي ويا منجد ويا فادي ويا مخلّص…وعن جد وعن جد أشكرك من أعماق أعماقي ومن أحشاء نيراني..أشكرا جدا على المزايا الكثيرة التي منحتني إياها…. وأشكرك أيضا على مزاياك المتعددة الأنواع والأشكال والألوان وأشكرك على الطرق الكثيرة التي توصل إلى باب دارك وأشكرك لأنك علمتني كيف أعرف دارك وصفاتك…شكرا لك تسببت بوقف النزيف في عين ولدي الوحيد حتى كادت الدماء أن تجفّ من عروقه…وأشكرك جدا حتى وإن أخذت مني روحي وأعطيتها لغيري…شكرا لك حتى وإن شَلعتَ لي قلبي من جذوره وشروشه وأعطيته لغيري أو حتى إن أخذت مني قرنية عيني وأعطيتها لغيري….حاشاك أن أتهكم عليك أو أن أكذب عليك أو أن أدعي عليك بما ليس بك… فأنت أفضل من يعطي وأنت أفضل من يأخذ..عن جد شكرا لك يا رب على حرارة الشمس التي تلفح وجهي…وشكرا لك على برد الشتاء الذي يجعل أعصابي ترتجف وكأنني أرتجف من الخوف….وشكرا لك على مشاعرك العظيمة تجاهي فأنا أعرف مكانتي عندك وأنا أعرف مدى قُربك مني فأنت أقربُ إنسان إلى قلبي وروحي وأنا أعرف مدى إعجابك بي ومدى حبك لي ومدى دنوك مني…شكرا لك لأنك دائما تظهر لي في اللحظات الأخيرة مثل البوليس في الأفلام السينمائية…عن جد شكرا لك يا رب على هداياك الثمينة التي لا تُقدرُ بثمنٍ وعلى عطاياك الكثيرة التي لا أعرف يوم الدينونة كيف أحصيها وأعدها عليك عدا,أنت مني وأنا منك,شكرا لك على كل الأحوال وبرغم كل الظروف لم تنقطع صلاتي لك…شكرا لك على نعمة الإيمان وعلى نعمة النسيان وعلى نعمة الصبر على الآلام وعلى نعمة الغفران وعلى عيد الشكر وعلى أيام الآحاد,شكرا لك لأنك عودت عيني على البكاء ودربت قلبي على الأحزان وعلّمتَ عقلي على كيفية التفكير….شكرا لك لأنك قلت لي كيف أنجو من الدجاجلة وكيف أصبح إنسانا كاملا مثل كمال خلقك لهذا الكون والذي أنا واحد من هذا الكون وواحدٌ من الناس المحسوبين عليك…شكرا لك لأنك جعلتني محبوبا بين الناس فهاهم أحبابي قد كانوا من حولي وأشكرك حتى وإن أخذتهم مني أو أبعدتهم عن طريقي…وأشكرك لأنك الوحيد الذي يعرف كلَ ما بداخلي وشكرا لك لأنك تعرف من أنا ومن أكون…شكرا لك على كل شيء مهما كان…شكرا لك على الكبيرة وعلى الصغيرة وعلى الدوران حول نفسي ليلا ونهار…عن جد عن جد شكرا لك على عواطفك التي تعطف فيها عليَّ…..وشكرا لك على حنانك الكبير وعلى مشاعرك تجاهي وعلى أحاسيسك معي فأنت تشعرُ بي فعلا كما يشعر الأب بأبنائه وأنت تُحسنُ الظن بي وكأنني واحد من تلاميذك..شكرا لك لأنك لم تتركني خارج البيت وحيدا…. وشكرا لك لأنك جعلتني مثل السيف فرداً …وشكرا لك لأنك حتى وإن أخذت مني أصدقائي فلم يعد أحد يكلمني أو يتصل بي وكلهم جعلوني في عالم النسيان…شكرا لك لأنك لا تنساني من الأمراض والكوارث,فحتى أمراضك أعتبرها نعمة كبيرة أحسد عليها… فتعطيني كل يومٍ من الآلام ما يكفي مدينة بأكملها…شكرا لك كلما وجهتُ وجهي إليك …وشكرا لك كلما تمسكتُ بالحبل السري الذي يوصلني إليك… وشكرا لك لأنك علمتني كثيرا من الأدعية التي توصلني إليك..

أكررُ شكري وامتناني العظيم لك ولكل المحيطين بك من حولك وأكرر لك تمجيدي…وأكرر إيماني بك..فشكرا لك على كل ما وهبته لي من كلمات فأنا رجلٌ لا يُحسن إلا صناعة الكلمات ولا أعرفُ كيف أكسب بكلماتي رغيف الخبز…وشكرا لك لأنك أعطيت الخبز لغيري وأنا لم تمنحه بعد إلا الكلمات التي لا تسمن من جوع……شكرا لك على النور الذي جعلته في رأسي ذلك النور الذي يجعلني مكروها بين الناس وبنفس الوقت محبوبا من بعض الناس…شكرا لك على وقوفك إلى جانبي في أكثر الظروف قسوة على نفسي شكرا لك لأنك وحدك من يطمئنني على صحتي النفسية فأنا أعرف بأنني ثابتٌ على الأرض من شدة وقوفك إلى جانبي ولولا إيماني بك لتهت في هذا الكون ولوقعت في الحفرة التي وقع فيها الأعمى…..عن جد عن جد شكرا لك على مواقفك الكثيرة والكبيرة وشكرا لك على آخر موقفٍ وقفته معي يوم جثوتُ على ركبتي في المشفى أُصلي لك طالبا النجاة لولدي والخلاص لي وله….عن جد عن جد شكرا لك على آذانك المصغية دوما لصلاتي…شكرا لك على مرورك في كل مكان أكون فيه واقفا كشجرة يابسة..شكرا لك على سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها معي…وشكرا لك لأنك أنقذتني من الحرمان وشكرا لك على مجهودك الطيب وعلى الخوض في أمعائي وأحشائي…. وشكرا لك لأنك قلبت لي كياني وقلبت لي حياتي وأنقذتني من الذي حاول أن يفقع لي مرارتي..وشكرا لك لأنك دائما هكذا لا تنساني من عطاياك الكثيرة ومن إجباري على السير في الظلمات الطويلة…شكرا لك لأنك لا تقطع اليد التي تمتدُ إليك… شكرا لك لأنك سبب خلاصي من همومي ومن أحزاني…أنت تصنع بي كل هذه المعجزات ولا تريد مني أي كلمة شكر؟ سأشكرك ما حييت أبدا وأنت تعملُ لي كل الأعمال العظيمة وتلهمني للكتابة ليلا ونهارا…شكرا لك على كل معجزة من معجزاتك التي أشاهدها أمامي….شكرا لك على قلبك الكبير وشكرا لك على محبتك العظيمة لأبنائك… وشكرا لك لأن لك وجه لا يشبه وجوه الناس… ولك عين لا تشبه عيون الناس… وشكرا لك على تقبلك لصلاتي وشكرا لك على مرورك بجانبي…وشكرا لك لأنك تعرف ما أريد دون أن أتكلم وتعرف ما لا أريده…شكرا لك يا رب…..عن جد شكرا لك.

Posted in فكر حر | Leave a comment

انا…و الله… و هيجز..

أكرم هواس

قبل ايام تنفس الفزيائيون الصعداء لانهم حققوا بشكل او باخر اطروحة نظرية عمرها اكثر من اربعين سنة حول وجود جزيء اسمه هيجز يعطي الكتل الاخرى وزنها النوعي …. بكلام ان ان هذا الجزيء يعطي العناصر الاخرى وجودها المادي الملموس فيما يتعلق بدور هذه العناصر في مجمل النظريات الفيزياوية الاخرى و خاصة المتعلقة منها بمفهوم الانسان عن تكون الكون بعد ما سمي بالانفجار العظيم….!!

و بعيدا عن الفيزيائيين و فرحتهم بهذا الانجاز التاريخي…. يبرز السؤال الاهم… ما يمكن ان يلعبه هذا الاكتشاف العظيم في حياة الانسان العادي اليومية… هل اكتشفنا الله اخيرا… ام اكتشفنا… ان هذا الاله هيجز.. مانح الحياة… الذي انتظرناه عبر الاف و ربما ملايين السنين… هو اله عاجز تماما…. لانه انتظر اكثر منا ولم يستطع يوما ان يظهر نفسه لنا رغم صلوات الملايين من الناس… و هو صم بكم تماما لانه لم يصرخ حتى نسمع صوته و لم يسمع دعاء الناس و صلواتهم…. و هو عديم الاحساس بالمسؤولية تماما لانه لم يشعر باهات ملايين الناس من الظلم و الجوع و العطش…

و لكن رغم كل هذا… لابد ان نعترف بان الفكرة جميلة في حد ذاتها… اكتشاف اله مادي… او اكتشاف الطريق المادي الى الله… لان هيجز ما يزال غير معروفة اوصافه الدقيقة… اي ان التجربة التي جرت في سويسرا مؤخرا… لم تبين ماهية جزيء هيجز… هل هو مادة… ام انه طاقة لمادة ما مجهولة لحد الان؟؟… كما اننا لا نعرف اذا كان هذا الجزيء كائنا عاقلا… ام انه طاقة تتحرر من تدافع قوى اخرى باتجاهات متعاكسة مثل الرياح التي تتصادم سطوحها المختلقة فتولد أعاصيرا تشكل قوة دافعة للتغيير..؟؟؟

اقول انها فكرة جميلة… لانها ببساطة… تخاطب فينا ذاتنا…. و تتلمس خواطرنا و امنياتنا… و قبل هذا و ذاك تطفلنا و اشتياقنا لمعرفة انفسنا… كيف نشأت و كيف نشأ ما حولي؟؟… هذه الاسئلة شكلت اساس الدين و لكن ايضا اساس العلم و النهج المعرفي… نعم الله او الخالق ايا كانت التسمية… او القوة الدافعة الاولى… ظلت تشكل التحدي الاعظم امام الانسان… سواء سواء كان هذا الانسان من الشاكرين لمنحه الحياة… ام من الناقمين لتوريطه في شيء لم يكن له يد او رأي فيه… اما العلم الذي يحاول ان يستكشف الاسس المادية لكل شيء فقد طرح نظريات كثيرة و متعددة يختص قسم منها بنشوء الحياة و تطورها في الكائنات المختلفة و قسم اخر منها بنشوء الكون و تطوره… و حيث ان العلم يعتمد على اساسين متكاملين هما النظرية و التجربة فان العلماء يبذلون جهودا عظيمة و بنفس طويل كي يحققوا نظرياتهم تجريبيا…

و في هذا الاطار… بقيت بعض اللبنات الاساسية في هذه النظريات لم تتحقق بشكل واضح… ففي نظرية النشوء و الارتقاء بقيت حلقة مهمة مفقودة و هي الحلقة التي تربط بين القرد و الانسان… اما في نظرية الانفجار العظيم فقد ظلت معرفة القوة المانحة للحياة مفقودة و هذا ما عمل العلماء على اكتشافه تجريبيا… و يبدو انهم حققوا نجاحا… ولكن… لا نعرف بالضبط ما هو.. و اذا ادخلنا البعد الفلسفي في الموضوع فاننا نواجه اشكالية حقيقية لاننا لا نعرف ان كان هيجز مثل كل الاشياء الاخرى هي اشياء وجودية … ام انه مجرد انعكاس لتصوراتنا…. او بشكل ادق… الواقع الذي تخلقه تصوراتنا…هل نحن نقترب من الله … ام اننا نهرب الى فكرة الله في ذاتنا مرة اخرى.. كما فعلنا عند اول لحظة لاكتشافنا انفسنا؟؟

طبعا… العلاقة بين تصورنا عن الاشياء و الواقع الوجودي المادي لهذه الاشياء تشكل واحدة من الاشكاليات الفلسفية المهمة… لكني اعتقد كما ذكرت انفا بأن الفكرة جميلة لانها تتدغدغ احلام اليقظة فينا… و لان الفكرة… مهما كانت بسيطة… فانها لا تنبع من الفراغ… كما انها لا تتلاشى… بل تتطور و تتخذ اشكالا و طروحات مختلفة…فاننا لابد ان نجلس و ننتظر كما فعلنا…و نعيد انتاج افكارنا التي هي انعكاس لتأثيرات خارجة عن ارادتنا… سواء كانت هذه تأثيرات مثل الجوع و العطش و الحاجة الى الجنس… او اجتماعية ترتبط بعلاقاتنا مع ما يحيط بنا من بشر و كائانات اخرى…هذه التأثيرات قد تكون عوامل طبيعة مثل البرد و الحر و الكوارث و النعم… كما انها قد تكون نتيجة انفعالاتنا تجاه الاخرين… قد تكون حبا او كرها… ابتسامة او بغضا…فكرا عقلانيا ام غيره… نعم لان ما نسميه العقلانية او المصلحة هي نتيجة تفاعلنا مع حاجاتنا بما يتلائم مع الواقع المادي… و عليه فان التغيير الذي نعمل على ايجاده هو بلورة اليات تحقيق حاجاتنا… اي ان التغيير هو امتداد للفكر خارج اطار الذات لاننا عادة نطلب تغييرما حولنا اكثر من تغيير ذاتنا… بل في الحقيقة اننا لا نتغير الا بعد ان نرى التغيير في الاخرين و في البنى السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية من حولنا….. و عليه لابد ان ننتظر… ان كان اكتشاف هيجز سيغير شيئا… ام انه سيدفعنا مرة اخرى الى داخل ذاتنا..؟؟؟..
لابد ان نتذكر ان فكرة الله ولد فينا منذ ان وعى الانسان نفسه في واقع لم يستطع ان يهضمه… و هذه الفكرة تتجدد و تتخذ اشكالا متعددة قد يكون رفض الله احد معالمها… لان رفض وجدود الله لا يختلف كثيرا عن حقيقة الايمان به… فكلاهما يعبر عن الحاجة النفسية للانسان حتى و ان اتخذ الايمان و الرفض منطقتين متناقضتين في وعينا و منطقنا … العلاقة هنا وثيقة بين المنطق و تصوراتنا…. لان المنطق هو انما بلورة واقعية لتصوراتنا…و تصوراتنا هي محاولة تطورية ذهنية لاعطاء افكارنا بعدا ماديا وجوديا ملموسا…

و من هنا… فان وجود الاشياء… خارج اطار ذاتنا…. لا ترتبط بالضرورة بتصوراتنا عن هذه الاشياء… انا لا احاول ان ؤكد او انفي هذا الوجود… و لكني اركز فقط على العلاقة بين افكارنا و تصوراتنا و حاجاتنا… اريد ان اؤكد اننا رغم كل التقدم العلمي و الفلسفي الهائلين… ما زلنا نعيش حالة ميتافيزيقية استسلامية متأصلة و رهيبة… لاننا سرعان ما نستسلم لاي تطور و انجاز سواء باتجاه تأكيد وجود الله او عدمه… لاننا ببساطة نريد ان نتخلص من هذا العبئ الوجودي و هذا القلق التاريخي الذي يقض مضجعنا… شئنا أم أبينا… نريد ان نتخلص من الفكرة الاولية عن الذات و الله الذي يلازمنا في وعينا و في وعينا الباطن… و لكننا بهذا الاستسلام السريع للنتائج… سواء كنا مسرورين أم محبطين … فانما نؤكد الفكرة مرة اخرى و نلتصق بها اكثر و اكثر…. لاننا ما ما زلنا نعيش صدمة اللحظة… لحظة التعرف الى الذات التائهة في وجود لم نفهمه و لم نجد تبريرا له ابدا…

في التاريخ البشري… مرت لحظات كثيرة… اعتقد فيه الانسان انه قد توصل نهائيا الى معرفة الله… كما مرت لحظات اعتقد البعض ان فكرة الله قد انتفت… لكن سرعان تراجعت الامور… نما الشك من جديد… بوجودالله عند بعض المؤمنين… كما ان اسئلة جديدة برزت حول امكانية وجود الكون مصادفة أو باليات غير عاقلة…. الانسان ما يزال يواجه السؤال الازلي… من انا و لماذا؟؟…رغم ان بعض الفلسفات حاولت التهرب او الهروب الى الامام عن طريق طرح فرضيات شديدة المادية او شديدة العبثية…

تلك النظريات شديدة المادية ربطت نفسها بالعلم الذي لا يتعامل الا مع المادة التي لم تجد مؤشرات حول وجود الله يمكن التحقق منها… اما العبثية فانها حاولت رفض اسس و هدف الحياة ذاتها… لكن ظل الجميع بشكل او باخر يأملون الوصول الى لحظة الحقيقة علهم يجدوا جوابا لذلك السؤال السرمدي… من انا و لماذا انا.. فالجميع حاول ايجاد اسس و قيم اخلاقية و ان كان ذلك بمفاهيم مختلفة… و نسي الجميع او بعضهم ان القيم و الاسس الاخلاقية تتعلق بثوابت و الثوابت تتعلق بنقطة او لحظة تاريخية ما زلنا نجهلها… لا احد يعرف تماما لماذا يجب الالتزام باحترام شرائع الله كما نعتقد… او نحترم حقوق الانسان في الوجود رغم اننا لا نفهم سر هذا الوجود بل نظن انها وجدت عبثا و العبث ليس له ثوابت… فكيف يمكن مثلا جعل حقوق الانسان من الثوابت اذن… هل يمكننا ان نقول ان الكانيبالز اي الذين يأكلون لحوم البشر هم ليسوا بشرا… او انهم ليست لديهم قيم اخلاقية و ثوابت؟… الا يعني ذلك اننا ما زلنا نعيش عالم تصوراتنا عن الاشياء فحسب..؟؟..

الان…لنعد الى السؤال الذي طرحنا في بداية المقالة…مالذي يمكن ان يلعبه اكتشاف هيجز في حياة الانسان و المجتمعات التي تواجه مشاكل لا حصر لها… اقتصادية و سياسية و بيئية و ثقافية و اخلاقية..؟؟.. هل يستطيع هيجز ان يوفر لنا جوابا مريحا..؟…ام انه يعيدنا الى المربع الاول… حيث قديما تسائلت بعض الفلسفات… اذا كان الله هو خالق كل شيء فمن ذا الذي خلق الله… هذا السؤال يمكن ان يوجه الى هيجز ايضا… و اذا كان الناس يعبدون الله الذي لم يروه… فلماذا يستعيضونه بالاله هيجز الذي احتاج العلماء الى اربعين سنة من العمل المضني و مليارات الدولارات حتى يلاحظوا مجرد وميض عن طاقته و عن طريق اجهزة و تكنولوجيات متطورة و معقدة لا يمكن للانسان العادي ان يفهم شيئا عن عمله..؟؟

ربما نتابع في مقالات مقبلة الا اذا تدخل هيجز و غير كل المعدلات… من يدري..؟؟!!

Posted in فكر حر | Leave a comment