نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! ( 19)؟

وفاء سلطان

ماتعريفك للأخلاق؟!!
أعرّفها، باختصار شديد جدا، على أنّها الإلتزام بحدود ما بُغية حماية الحياة والعمل على تحسين نوعيتها.
يتضمّن تعريفي لها ثلاثة محاور: الإلتزام، الحدود، والحياة.
الإلتزام: هو السلوك الذي تمارسه.
الحدود: هي البوصلة التي ترشد السلوك وتقيّده.
الحياة: هي الغاية التي تقصدها.
أهم تلك المحاور على الإطلاق هو الغاية، فلو لم يكن هناك غاية لن يكون هناك سلوك ولن نحتاج إلى وضع حدود لتقيد ذلك السلوك.
لا تستطيع أن تبني لأيّ مجتمع بشري نظاما أخلاقيا مالم تقنعه أولا بقدسيّة الغاية التي يسعى من أجلها عندما يطبق ذلك النظام، وتبقى الحياة كقيمة أقدس الغايات!
المجتمع البشري الذي لا يرى في الحياة قيمة مقدسة لن يكون مجتمعا مبنيّا على أسس أخلاقية.
والحياة كقيمة تشمل تحت لوائها كلّ البشر دون تمييز بين أحد وآخر.
عندما يؤمن الإنسان بقدسية الحياة ويقدر حقه وحقّ غيره في أن يحيا، لا بدّ وأن يسعى لاحقا لتحسين نوعية تلك الحياة.
المجتمعات التي لا توفر لأهلها حياة تليق بهم، هي مجتمعات في أصلها لا تحترم حقّ الحياة.
لن تفرّط في شيء قبل أن تفقد إيمانك به كقيمة، وبالتالي لن تفرّط في الحياة مالم تفقد إيمانك بها كقيمة.
التدهور الرهيب الذي أصاب المجتمعات الإسلامية في كل جوانب الحياة يعكس مفهوم تلك المجتمعات للحياة كقيمة.
ولكي تتناول ذلك التدهور بعين الباحث عن أسبابه وطرق علاجه لا بدّ وأن تعرّج على مفهوم الحياة في الإسلام، باعتبار التعاليم الإسلامية هي المصدر الوحيد للمعرفة في تلك المجتمعات.
عندما يتعامل الإنسان مع الحياة كقيمة مقدسة لا بدّ أن يلتزم بحدود تحرّم تحريما مطلقا إنتهاك حرمة الحياة، وهذا ما افتقر إليه الإسلام.
الحياة ملك لخالقها، ولا يمتلك مخلوق حق التطاول على مالا يملكه!
لم يحرم القرآن، كأهم مصادر الشريعة الإسلامية، القتل تحريما مطلقا بل أباحه في حالات أطلق عليها “الحق” عندما قال: إلاّ بالحق!
والحقيقة الدامغة هو أنه لا يوجد حق يلغي حقا، وخصوصا عندما يكون الحق الذي نلغيه هو سيّد الحقوق، ألا وهو حقّ الحياة!
لو عدنا إلى الشريعة الإسلامية وبحثنا في تلك الحالات التي يعتبرها القرآن وتعتبرها الأحاديث حقا يلغي حق الحياة لأدركنا بسهولة أسباب تدهور الحياة كقيمة وكنوعية في المجتمعات الإسلامية.
يكفي أن أذكر حديث محمد المنقول عن سعد بن الخدري “إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما” كمثال على تفاهة السبب الذي يبرر انتهاك الحياة كحق وكقيمة!
لست هنا بصدد الخوض في تلك الحالات ولكن قراءة شاملة للآيات التي تبيح القتل والقتال وتلك التي تتحدث عن الحياة الدنيا، تعطيك فكرة واضحة عن استهتار الإسلام بالحياة كقيمة!
يحتج البعض بادعاءاتهم إنها آيات جاءت في سياقها التاريخي!
ليس للدين، كشريعة إلهيّة، سياق تاريخي وإلاّ لأنتهى مفعوله في اللحظة التي ولد فيها!
بغض النظر عن كل الأحداث التاريخية التي يتبجّح بها البعض دفاعا عن وحشية تلك التعاليم، تبقى اللغة المستخدمة فيها لغة عنيفة لا تقيم للحياة وزنا.
أبّان الثورة الفرنسية وأحداث المقاصل، يُروى أنهم كان يغمضون عيون الرجال المسؤولين عن رمي المقصلة فوق الرقاب، وكانت حجتهم في ذلك أن لا يدمنوا القتل من خلال ممارسته.
لأنك عندما تدمن سلوكا معينا لن تتورع عن ممارسة ذلك السلوك عندما يتطلب الأمر أن لا تمارسه.
ولذلك كانت اللغة العنيفة المستخدمة في آيات القتل والقتال وفي وصف الحياة الدنيا السبب الرئيسي الذي يكمن وراء استهتار المسلم بالحياة كقيمة، ومع الزمن أدمن الإستهتار فامتد ذلك الإدمان ليشمل حياته هو نفسه!
قاتلوا….اقتلوا…احصروهم…اقطعوا الأيدي والأرجل من خلاف…اضربوا الرقاب…اضربوا فوق الأعناق…اضربوا كل بنان…شدوا الوثاق…أثخنوا الجراح…
حفرت تلك اللغة، وعلى مدى أربعة عشر قرنا من الزمن، خنادق لها في عمق اللاوعي عند الإنسان المسلم، ومن هناك صارت تتحكم بحياته وقراراته وسلوكه.
………………
في الطائرة من عمّان إلى نيويورك جاورتني سيدة لبنانيّة متقدمة في السن، راحت تتصفح كتابا بعنوان “عشّاق العرب”. يبدو من خلال غلافه المهترئ وأوراقه الصفراء أنه من مخلفات أبي زيد الهلالي، وقد ورثته السيدة عن جدّها العاشر.
شدني العنوان فاستأذنتها أن تعيرني الكتاب لبعض الوقت، قدمته لي وهي تبتسم وتدردش: لا يوجد أجمل من العشق عند العرب، أنا متأكدة بأنك ستستمتعين به!
غرقت بين صفحاته، كعادتي عندما أتصفح كتابا، ورحت أبحث في ثناياه عن حكايا العشق ودموع العشاق فأذهلني ما وجدت!
وجدت نفسي اُحصي كم مرّة وردت عبارة “فاستل سيفه وقطع رأس غريمه”، ومن شدّة استغرابي توقفت عن العدّ قبل أن أصل إلى نهايته!
عندما يُدمن الإنسان لغة العنف لدرجة يرى في عبارة “فاستلّ سيفه وقطع رأس غريمه” عشقا ممتعا، يجب أن ندرك بأن الحياة، وفي أجمل لحظاتها، قد فقدت قيمتها لدى ذلك الإنسان!
تساءلت في سرّي: ألم يلعب ذلك الإدمان دورا كبيرا في الحرب الأهلية في لبنان؟!!
عندما نرى في قطع الرؤوس عشقا ممتعا، كيف سنستهجن أن يقتل الجار جاره بناء على دين هويته؟!!
وكيف سنستهجن أن يقتل الأخ أخيه عندما يختلف معه على أمر تافه؟!!
ناهيك عن قتل “الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون بدين الحق…..”!!
أين هي قيمة الحياة في ثقافة تعتبر قطع الرؤوس عشقا ومتعة؟!!
ألم تبنى تلك الثقافة على ما جاء في القرآن ككتاب لم يقرأ المسلمون غيره على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن؟!
ألا تمتد جذور تلك الثقافة لتصل إلى قول محمد: للقاتل سلبه!
أي ثقافة تلك التي تمنح القاتل حق السلب؟!! أية ثقافة تلك التي تجعل السلب حقا؟!! وأين قيمة الحياة في ثقافة كتلك؟!!
استهتر القرآن بالحياة فادّعى أنها مجرّد متاع الغرور بل هي لهو ولعب، وأصرّ على أن من يطلب حرث الحياة لن ينل حرث الآخرة ومن يطلب حرث الآخرة عليه أن يتنازل عن حرث الحياة:

وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ…
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور….
مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ…

أساءت تلك الثقافة إلى مفهوم الحياة ووصمتها بتعابير قتلت لدى الإنسان رغبته في تحسين نوعيتها، ولذلك لم يستطع الإنسان المسلم أن يتجاوز بدائيّة حياته بكل ما فيها من قحط وشظف العيش.
استهتر المسلم الذي وقع ضحية تلك الثقافة بالحياة كقيمة ولذلك لم يسعى إلى تحسينها، وما نراه من إنحطاط وإنحدار في مستوى حياته اليوم ليس إلا نتيجة حتمية لذلك الإستهتار.
في المجتمعات التي تعطي الحياة قيمة، سعى الإنسان بكل جهده لتحسين نوعية الحياة، وكان قادرا على الإرتقاء بها من بدائيتها إلى مستويات لم تكن يوما في حسبانه.
في زيارتي الأخيرة لسوريا كان لأهلي جارا وكان لذلك الجار ولد مشلولا من نصفه السفلي.
رأيته يزحف على مؤخرته ويديه في شوارع الحارة وقد أكل اسفلت الشارع من كفيه وجسده بطريقة تقطر القلب دما.
لا أحد يكترث، والمنظر يبدو مؤلوفا للغاية!
لقد فصلتني عن ذلك المشهد يومها أربعة عشر عاما قضيتها في أمريكا قبل تلك الزيارة.
علمتني تلك السنوات قيمة الحياة، وبالتالي لم أعد أحتمل إهانة الحياة بذلك الشكل المريع!
بكيت وضحك الجميع على بكائي!
بكيت لأنني أعتبر الحياة قيمة، ففي أمريكا يقود كل المعاقين عربات تتلائم مع حاجاتهم ونوع عاهاتهم، وإذا مرّ المعاق بعربته على رصيف ولم يجد فيه انحدارا كي ينتقل إلى جهة أخرى من الطريق يقيم الدنيا على بلدية المدينة ولا يقعدها!
في حيّنا كان لي جار مشلول من قمة رأسه حتى أخمص قديمه، وكان مدربا ليقود عربته الخاصة بشفتيه وفمه ويعيش حياة تليق بالإنسان مهما كان عاجزا!
أليس الإختلاف في مفهوم الحياة هو السبب في إختلاف نوعيتها؟!!
لو اعتبر الأمريكي حياته مجرد لهو ولعب ومتاع إلى حين، هل استطاع أن يسمو بتلك الحياة إلى ذلك المستوى الذي يليق به كإنسان؟!!
…….
كنت أتصفح مجلة علميّة منذ حين، قرأت نبأ مفاده أن عالما استراليّا قد توصل إلى اختبار جديد يستطيع بواسطته أن يكشف عن سرطان الثدي عند المرأة في مراحله الأولية وقبل أن يستفحل.
الإختبار في غاية البساطة ولا يتطلب إلا شعرة من شعر العانة، فلقد دلت الدراسات على أن أورام الثدي السرطانية عند المرأة تفرز في بداياتها ذيفانات تساهم في تخريب البناء التشريحي للشعرة والذي يبدو واضحا تحت المجهر، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا شعرة من العانة؟
يجيب العالم الاسترالي على ذلك السؤال بقوله: لأن شعر العانة لا يتعرض عادة للمواد الكيميائية المتواجدة في مستحضرات صبغ الشعر والشامبو والتي تساهم بدورها في تخريب بناء الشعرة، ولذلك عندما نستخدم شعرة من العانة تكون مصداقية الإختبار أعلى بكثير.
النقطة الأهم في ذلك النبأ هو ما صرح به العالم نفسه: “أنا اليوم في منتهى السعادة لأنني توصلت إلى اختبار قد يساهم في إنقاذ حياة ملايين النساء في بلدان العالم الثالث. لن يتطلب الأمر جهدا كبيرا أو مالا كثيرا، بل شعرة تضعها المرأة في ظرف وترسلها بالبريد إلى أي مخبر مجهز بمجاهر تستطيع أن تكشف التخريب الذي أحدثته الذيفانات السرطانية فيها”.
لو خضع ذلك العالم إلى ثقافة برمجته على أن الحياة مجرّد متاع إلى حين أو مجرد لهو ولعب، هل كان قد ضحى بوقته وجهده محاولا أن ينقذ ملايين النساء في مجتمعات لا تشتري حياتهن بفلس أكله الصدأ؟!!
أليس ما حرثه ذلك العالم في الحياة الدنيا هو ما سيحرثه في حياة الآخرة، لو افترضنا وجود آخرة!
أي إله ذاك الذي سيكافئ القرضاوي لأنه اغتصب طفلة بعمر حفيدته تحت اسم النكاح على سنة الله ورسوله، ولأنه يحرض على القتل في كلّ كلمة يتشدق بها، سيكافئه بجنات خالدات يتكئ فيها على الأرائك وغلمان تسرح وتمرح لتخدمه بإشارة من بنانه، ثمّ يزجّ ذلك العالم في نار وقودها الحجارة والناس أعدت له وللمشركين؟!!
من سنيقذ تلك الأمة المغلوبة على أمرها من ذلك الجحيم العقلي الذي لم يخلف سوى نارا ورمادا؟!!
عندما تسقط الحياة من ثقافة أمة كقيمة، بل كأغلى القيم، تسقط معها الأخلاق وتضيع عندها الحدود!
لماذا أحتاج لوضع حدود عندما لا اؤمن بالحياة كقيمة، ولماذا عليّ أن التزم بتلك الحدود طالما لا تساهم في الحفاظ على الحياة كقيمة ولا تساهم بالتالي في تحسين تلك الحياة.
طالما الحياة مجرد لهو ولعب، لماذا نحتاج إلى حدود ولماذا علينا أن نلتزم بتلك الحدود؟!!
………………….
ما معنى الإلتزام؟!!
الإلتزام هو القدرة على ضبط النفس، لا يستطيع الإنسان أن يلتزم بحد مالم يكن قادرا على ضبط نفسه وكبح جماحها، وبالتالي منعها من تجاوز ذلك الحدّ.
لا تسرق عندما تكون قادرا على ضبط نفسك…
لا تزني عندم تكون قادرا على ضبط نفسك…
لا تكذب عندما تكون قادرا على ضبط نفسك…
لا تغضب عندما تكون قادرا على ضبط نفسك..
لا تقتل عندما تكون قادرا على ضبط نفسك…
باختصار، لا تسيء إلى الحياة كقيمة ولا تستهتر بنوعيتها عندما تكون قادرا على ضبط نفسك. فضبط النفس هو الأخلاق برمّتها!
لقد وضع علماء الإجتماع للإنسان تعاريف كثيرة ميّزته عن الحيوان، منها على سبيل المثال لا الحصر: حيوان اجتماعي….حيوان ناطق…حيوان عاقل الخ.
لكنني لا أجد في قاموسي تعريفا يميّزه عن الحيوان أفضل من أنه حيوان قادر على ضبط نفسه!
ضبط النفس ميّزة ليست موروثة وإنما مكتسبة، يكتسبها الإنسان من تربيته ومن القائمين على تلك التربية.
السيرة الذاتية لنبي الإسلام والتعاليم الذي خصّت الرجل المسلم جرّدت ذلك الرجل من قدرته على ضبط نفسه.
لقد اعتبر الإسلام الحياة مجرد متاع إلى حين وطلب من أتباعه أن لا يسعوا إلى حرثها، لكنه في الوقت نفسه لم يضع لأتباعه من الذكور حدا لإشباع رغباتهم من ذلك المتاع، وفي ذلك تناقض يندى له الجبين!
تبقى غريزة الجنس من أقوى الغرائز التي يفترض بالإنسان أن يهذبها ويكبح جماحها كي يتميّز عن الحيوان، ويتطلب ذلك الأمر قدرة كبيرة على ضبط النفس؟!
فهل زوّد الإسلام ذكوره بتلك القدرة؟!!
انكحوا ما طاب لكم من النساء…..أوما ملكت أيمانكم!
أين الفرامل الأخلاقية التي على الرجل المسلم أن يكبحها في تلك الآية طالما يحق له أن ينكح ما ملكت يمنه؟!!
يستطيع ملك السعودية أن يشتري نساء دولة مسلمة بكاملها، فهل يحق له أن يكنح ما ملكت يمنه بلا ضوابط؟!!
ما قيمة حياة المرأة عندما يعتبرها الإسلام مما ملكت اليمين؟!!
أحد المفلسين فكريّا وأخلاقيا ردّ على إحدى مقالاتي بقوله: لو كنت تفهمين ما تقرأين لأدركت بأن اعتبار الإسلام للمرأة ناقصة عقل هو إكرام لها؟!!
من يدري، قد يخرج عليّ مفلس آخر ليقول: يعتبر الإسلام المرأة مما ملكت اليمين إكراما لها، لكن وفاء سلطان لا تفهم ما تقرأ؟!! ولذلك تجنبا لفضح المزيد من هؤلاء المفلسين لن أناقش تلك النقطة الآن.
لكن يحق لي أن أتساءل: كيف يتعلم رجل أن يضبط نفسه عندما تبرمجه ثقافته على أن ينكح ما هبّ ودبّ من النساء بلا تحديد؟!!
عندما يفلت من يد الإنسان زمام نفسه في أيّ أمر، لن يكون قادرا على الإمساك به في أمور اخرى.
فالرجل الذي لا تضبطه حدود عندما يطلق عنان شهواته الجنسية، لن يستطيع أن يضبط نفسه عندما تراوده تلك النفس على أن يسرق…أو يقتل…أو يغضب.. أو يؤذي.. أو ينتهك أيّ حد من حدود الأخلاق!
ولذلك استشرى الفساد على كلّ الأصعدة في مجتمعات لم تعلم ذكرها متى وكيف يربط عقدة سرواله!
لو كان للحياة قيمة في الإسلام لما أباح لأتباعه الذكور الإستهانة بالزواج إلى ذلك الحد.
لقد سقط الإسلام بالزواج إلى مستوى النكاح، واعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة “ما طاب”، دون أن يأخذ بعين الإعتبار ما قد يترتب عن تلك العلاقة من مسؤولية لا يمكن لرجل أن يقوم بها على المستوى الأفضل.
فلو افترضنا أنه نجم عن نكاح كل واحدة مما ملكت يمنه طفل، ما مسؤوليته أمام هذا الجيش من الأطفال؟!!
كيف يستطيع أن يكون مسؤولا في تلك الحالة عن حياة كل طفل من أطفاله كقيمة، وأن يسعى لتحسينها كواجب أبوّي مقدس؟!!
إذا كان قادرا على أن يوزع نطافه وأمواله بالعدل، هل هو قادر على أن يوزع ابوته بالعدل؟!!
هل النطاف والأموال هي كلّ ما يتطلبه الزواج ليكون عادلا وأخلاقيا، أم أن هناك متطلبات أقدس وأهم تخصّ الحياة كقيمة وتهتم بتحسين نوعيتها؟!!
قرأت منذ فترة قصة قصيرة شارك بها أحد القرّاء في أحد نواد النت وقد أقسم بصحة ما جاء فيها، وليس هناك من داعي كي نشك في مصداقية راويها فالقصة مألوفة في كل المجتمعات الإسلامية.
يقول الراوي: كنت أسير في أحد شوارع دمشق فمررت أمام هاتف عمومي وإذ بامرأة تركض باتجاهي وتصيح: أتوسل إليك يابنيّ أن تساعدني!
فتوقفت وسألتها عن نوع المساعدة، قالت: أريدك أن تتصل بهذا الرقم وستردّ عليك سيدة، اطلب منها أن تتحدث إلى أبي عمر وعندما يردّ أبو عمر قل له ابنه عمر في مستشفى المواساة يعاني من نوبة ربو خطيرة وتوسل إليه أن يزوره في المستشفى، قل له لا نحتاج إلى ماله بل إلى بعض من وقته ورحمته.
فسألت: من هي هذه السيدة التي سترد على الهاتف؟
قالت: امرأة تزوجها منذ فترة وتركني مع أولادي الثمانية، يزورنا بين الحين والآخر وعندما يغيب لا تسمح له أن يردّ على الهاتف.
لم يفعل أبو عمر شيئا يخلّ بشريعته، فلو أخذت تلك الشريعة بعين الإعتبار حقوق عمر كطفل وقدّرت حياته كقيمة لعلمت والده كيف يضبط نفسه ويكبح جماح فرامله الجنسية. ولما عجزت تلك الشريعة عن فعل ذلك أسقطت عن أبي عمر ما يميزه عن الحيوان ألا وهو القدرة على ضبط النفس.
قد يكون أبو عمر منصفا عندما قسّم نطافه وأمواله بين زوجتيه، من يدري؟! وبذلك التزم بحدود شريعته، لكنه لم يلتزم بحدود اُبوّته التي تفرض عليه أن يكون إلى جانب طفله وهو يحتضر!
الحدود التي رسمتها تلك الشريعة ليست حدودا أخلاقية لأنها لم تأخذ الحياة كقيمة ولم تفرض على الرجل أن يهتمّ بتحسين نوعيتها. لكن الحدود الأبوية التي يجب على أي أب أن يلتزم بها، والتي تجاهلتها الشريعة الإسلامية، هي حدود أخلاقية فهي تحترم الحياة كقيمة وتسعى إلى تحسين نوعيتها.
ليس كل حد هو حد أخلاقيّ! فالحد الذي لا يتعامل مع الحياة كقيمة هو ليس حدا أخلاقيا. تقاس القدرة على ضبط النفس بمقدار ما يستطيع الإنسان أن يلتزم بتلك الحدود الأخلاقية وليس بحدود لا علاقة لها بالأخلاق.
أن توزع نطافك بالتساوي ليس حدا أخلاقيا، ولكن أن توزع نطافك بعقلانية تأخذ بعين الإعتبار مسؤولية ما قد ينجم عن ذلك التوزيع هو الحدّ الأخلاقي الذي يجب على الرجل أن يلتزم به.
يحكى أن لاسامة بن لادن أكثر من ثلاثين أخا وأختا وكلهم من أب واحد، كم من الوقت قضى كل منهم مع والده، وهل نال أحد منهم ما للإبن من حقوق على أبيه؟!!
هل يعرف ملوك وامراء وأغنياء الإسلام كل أولادهم، وهل يساهم الواحد منهم في تربية كل ولد على حدة، أشك في ذلك؟!!
لم يعط الإسلام للطفل أية قيمة، اعتبره ملكية ولم يعتبره مسؤولية، وإلا لكبح شهوات والده الجنسية وهذبها بطريقة أكثر قبولا.
…………..
نجلاء ابنتي الأصغر وهي الوحيدة من ملائكتي الثلاث التي ولدت في أمريكا، أحسدها عندما أنظر إليها وإلى الفرح الذي يشعّ من عينيها.
في طفولتها كانت كثيرة الحركة، وبالتالي كثيرة الوقوع والجروح. لا أكاد ازيح عيني عنها لحظة حتى تقفز من مكان إلى آخر ثم تبدأ بالصراخ لأنها وقعت أو اصطدمت بشيء. وكنت استقبل بكائها بهدوء: “اعطيني ايدو…ايدو حتى بوسا”. وكانت على الفور تمد يدها فأطبع قبلة عليها وينتهي الأمر.
نجلاء اليوم في سنتها الجامعية الثانية وهي أصغر بعامين من طلاب صفها، ويبدو أن ضغوط الدراسة قد أثقلت كاهلها الغضّ. عندما تعود من الجامعة وأفتح لها الباب تمدّ يدها، وبعربيتها المحببة إلى قلبي تقول: “إيدو…إيدو بوسا”، فأطبع قبلة على يدها.
نجلاء تظن أنها تمزح معي وأنا أداعبها على أنّ الأمر محض مزاح، لكنني على ثقة بأن لعبة “القبلة على اليد” أعمق من ذلك بكثير.
في اللاوعي عند نجلاء استقرت قناعة تربط بين قبلة أمها على يدها وبين إحساسها بالراحة. كانت قبلتي في طفولتها تداوي جروحها وهي اليوم تخفّف ضغوطها.
كانت نجلاء في المرحلة الإبتدائية عندما رحت مرّة “أبحبش” في حقيبتها المدرسية كي أتفحص ما فيها.
عثرت على دفتر الإنشاء وفيه كانت المعلمة قد أعطتهم موضوعا حول “الصفات التي تحبها في عائلتك”.
أسهبت نجلاء واستفاضت، لكنّ عبارتها ” أشعر بالأمان عندما أتواجد مع عائلتي” كانت ما أثار دموعي!
أشعر بالأمان!
متى يعي الإنسان المسلم أهمية أن يشعر طفله بالأمان، فالخوف من الغد يقتل لدى الطفل رغبته في أن يحيا كي يرى الغد؟!!
كيف يشعر بالأمان طفل ينازع الموت بعيدا عن والده الذي يغرق في نكاح امرأة أخرى؟!!
كيف يشعر بالأمان طفل يعرف بأن والده يقضي الليلة في بيت آخر وفي حضن امرأة غير أمه ويعتني بطفل غيره؟!!
كيف يشعر بالأمان طفل لا يجد لنفسه موقع قدم في بيت يعجّ بالأطفال؟!!
لا يشعر الطفل بالأمان إلاّ عندما يكون على يقين من أن والديه قادرين على حمايته من كل ما يهدد ذلك الأمان.
يستمد الطفل قوته من قوة المحيطن به، ولذلك لا يبلغ إيمانه بنفسه سوى مدى إيمانه بوالديه.
كنت أقرأ مؤخرا مذكرات رجل أمريكي حيث كتب: كان طفلي البالغ من العمر ثمانية سنوات يساعدني في أعمال الحديقة. سألته: لماذا لم تزح تلك الصخرة من هنا، فرد: لم أستطع!
سألته: هل استخدمت كل امكانيتك، فرد طفلي: نعم!
قلت: هذا ليس صحيحا، كنت أقف بجانبك ولم تسألني كي أساعدك على إزاحتها!
أراد الرجل أن يُشعر طفله من خلال تلك المحادثة بأنّ إمكانياته هي استمرار لإمكانيات والده. أراد أن يقنعه بأن وجوده إلى جانبه هو مصدر يستطيع أن يستمد منه قوته.
عندما يغيب الرجل المسلم عن البيت بحجة رغبته في توزيع نطافه بالتساوي لن يكون قادرا على أن يُقنع طفله بأنه مصدر من مصادر إحساسه بالأمان.
يستمد الطفل خوفه من البيت الذي يعيش فيه، ويقتل الخوف عادة لدى الطفل كل حلم وكل أمل وكل رغبة في أنا يحيا ليرى غده.
ليس المال هو الشرط الوحيد لإحساس طفلك بالأمان، فالمال لا يغني عن وجودك في حياة ذلك الطفل. تواجدك إلى جانبه، لغتك، مفاهميك والطريقة التي تتعامل بها معه هي وحدها التي تمنحه إحساسا بالأمان.
كان أبي رجلا ميسورا ولم تضنّ عليّ الحياة في طفولتي. لكن جدتي ـ كسيدة البيت الأولى ـ سربلتني بالخوف!
كانت تعجن مع كل فجر، ثم تقرّص عجينها وتأخذه إلى فرن حيّنا، وعندما تعود تسبقها رائحة الخبز الطازج إلى البيت، فنركض نحن الأطفال نحوها وآيادينا الغضة تمتد باتجاه طبق الخبز.
لا أذكر بأنني أكلت يوما خبزا طازجا!
تدفعنا وهي تقول: ليس قبل أن تأكلوا فتات الخبز البايت كي لا أضطر أن ألقيه في سلة القمامة.
وعندما نحتج ترّد على احتجاجنا بقولها: تحمّدوا الله على نعمه، لا تتكبّروا عن أكل الخبز البايت، سيأتي يوم لا تجدون فيه “شدقا” تأكلوه. ثمّ تبدأ العزف على سيمفونية “سفربرلك”:
– أيام “سفربرلك” كنت وأمي نتقفى آثار البغال التركية كي نبش بعيرها بحثا عن حبات الشعير!
في أمريكا، عندما أدخل الماركت يقودني اللاوعي المبرمج على الخوف من أن يأتي “سفربرلك” ولا أجد بغلا تركيّا أنبش في بعيره عن حبات الشعير فأجد نفسي دائما في قسم الأخباز، علما بأنني لم أتناول الخبز منذ سنين فنظامي الغذائي يكتفي بنشويات كعكة الصباح!
……………..
عندما يمارس الإنسان الجنس عليه أن يكون قادرا على تحمل مسؤولية ما ينجم عن تلك الممارسة. الطفل هو أهم وأقدس ما قد ينجم، وهو الذي يمنح تلك العلاقة قدسيتها.
لا يوجد آية قرآنية واحدة تطلب من الآباء أن يحسنوا تربية أولادهم، بل على العكس أصرّ القرآن على أن الأولاد مجرد متاع وزينة كما هو المال بالضبط!
لقد حشر القرآن الأولاد مع الأموال في نفس المستوى وصنفهما على أنهما مجرد زينة الحياة الدينا، بل وذهب أبعد من ذلك عندما حظّر من أن يكون الأبناء والأموال فتنة تلهي الرجل عن واجباته الدينية.
هل يعقل أن يكون الوقت الذي تصرفه مع طفلك بنفس قيمة الوقت الذي تصرفه وأنت تتدبر أموالك؟!!
أية عبادة أقدس من أن تعتني بطفلك؟!! أيّ إله ذاك الذي لا يقبل إن يصرف الرجل من وقته على أطفاله أكثر مما يصرف على عبادته؟!!
هل يعقل أن تتساوى مسؤوليتنا أمام أولادنا من حيث الأهمية مع مسؤولياتنا تجاه أموالنا؟!!
ليست الأموال مقياسا لأخلاقنا، ولكن مما لا شكّ فيه أن سلامة أولادنا النفسية والعقلية هي المقياس الأصح الذي يعكس مستوى أخلاقنا.
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا….
اعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ
يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالكُمْ وَلَا أَوْلَادكُمْ عَنْ ذِكْر اللَّه
لي صديقة ايرانية، كلما ذكرت والدها تبكي بمرارة. مرّة كنّا نناقش العادات الإسلامية، وكانت تشكو إليّ من فقدان العلاقة الابوية الدافئة بين البنت ووالدها في العالم الإسلامي. قالت لي بأنها لا تذكر يوما واحدا تحدثت به إلى والدها ناهيك عن ضمة إلى صدره أو قبلة على جبينها فقد كان زوجا لثلاثة نساء وأبا لجيش من الأطفال. ومع هذا، تبكي كلما ذكرته والسبب هو ذكرى جميلة ووحيدة تحتفظ له بها.
قالت سيما: كنت مسؤولة في البيت عن تنظيف المطبخ وتلميع الأواني المصنوعة من الألمنيوم على وجه التحديد. مرّة غسلت الطناجر ولمعتها بالإسفنجة الخاصة بها وبدأت أنقلها إلى الشرفة كي تجف في الهواء الطلق، وإذ بوالدي يقف بجانبي ويضعه يديه على خاصرتيه ويقول: سلّم الله يديك، لقد أحسنت تلميعها!
وتتابع سيما:
كنت يومها في عامي الثالث عشر، ولقد خسرت والدي بعد تلك الحادثة بقليل إثر حادث سيارة، لا أستطيع أن أذكره إلا من خلال تلك العبارة. أشكر الله، هذا كل ما تركه والدي لي من ورثة، وأنا مدينة له بها. خرجت إلى الحياة لا أجيد سوى غسل الأواني، وأترحم عليه في كلّ مرة أغسلها.
…………………….
عندما يكون المقياس الوحيد لكبح جماح رغبة الرجل الجنسية هو مستوى تلك الرغبة “ما طاب لكم” كيف سيكون الرجل مسؤولا عن كل طفل يأتي كثمرة لتلك الممارسة غير المضبوطة وغير المقوننة!
ما الغاية من الزواج؟ وهل يتزوج الرجل فقط لإشباع حاجته الجنسية؟!!
الزواج هو شركة تحترم حقوق، وتهدف إلى تأمين حاجات، كل طرف في تلك الشركة بما فيهم الزوجان والأطفال الذين يأتون إلى الحياة كثمرة لتلك الشركة. عندما لا تراعي تلك العلاقة حقوق وحاجات كل طرف على حدة تفقد شرعيتها وأخلاقيتها.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، لا يستطيع الإنسان أن يتطور أخلاقيا إلا من خلال علاقاته مع الآخرين، ولا تستطيع علاقة أن تسمو بالإنسان أخلاقيا أكثر مما تستطيع العلاقة الزوجية.
العلاقة الزوجية تضع المرء أمام تحديات صعبة، ومن خلال مواجهة التحديات يكتسب الإنسان القدرة على ضبط النفس وبالتالي القدرة على الإلتزام بالحدود الأخلاقية.
تعالوا نتأمل معا في ذلك الحديث: عن ثابت البناني قال: (كنت عند أنس وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها فقالت: يارسول الله ألك بي حاجة؟
فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها وا سوأتاه….وا سوأتاه!
فردّ عليها والدها أنس: هي خير منك رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها!)
ما القيمة الأخلاقية من ذلك الحديث؟!! ما هو الدرس الأخلاقي الذي علّمه أنس لابنته عندما قال لها: هي خير منك لأنها رغبت في النبي فعرضت عليه نفسها؟!!
على أي أساس تعرض امرأة نفسها على رجل متزوج، وهل يندرج ذلك العرض تحت لواء الزواج؟!!
القرآن لم يترك امرأة إلا وحللها لمحمد، وكي لا تفلت امرأة واحدة من ذلك التحليل ختم الآية بقوله: “وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها…..”
فالشرط الوحيد الذي قيد نكاح محمد للنساء في هذا التحليل المطلق هو “إن أرادها”، خوفا من أن يلتزم بامرأة وهبت نفسها ولم يشته عليها!
ثمّ ما بالك أن تهب امرأة متزوجة نفسها له، هل يحلّ له أن ينكحها إن أرادها فالآية لم تستثن المرأة المتزوجة؟!!
كان ذلك واضحا في نكاحه من زينب زوجة ابنه بالتبني، والتي قرر أن ينكحها في نفس اللحظة التي رآها بها عارية عندما كشفت الريح باب خيمتها وكشفت معه عدم قدرة محمد على ضبط نفسه!
عبر التاريخ الإسلامي لم يستطع المسلم أن يضبط النفس أكثر مما استطاع نبيّه، فالإنسان يستمد قدرته من الشخص الذي يلعب دور المثل الأعلى في حياته.
عندما لا يجيد نبيّ سوى قرع الطبل لن يجيد أتباعه سوى هزّ الخصر!
كيف سيلتزم أتباع دين بحدود لم يلتزم بها نبيهم واسوتهم؟!!
عن عائشة قالت: إذا كانت إحدانا حائضا فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت: وأيكم يملك اربه كما يملك النبي صلى الله عليه وسلم إربه؟
ما الحكمة من أن يحلل محمد لنفسه أن يضاجع زوجته الحائض ويحرّم ذلك على أتباعه؟!! وما الحكمة الإلهية من أن يملك محمد إربه بينما لا يحق لغيره أن يملكه؟!!
مادام محمد اسوة لغيره كان عليه أن يلتزم بالحدود التي طالب أتباعه بالإلتزام بها؟!!
كلما غصنا في أعماق السيرة المحمدية كلما اكتشفنا تجاوزات رهيبة في مفهوم الإسلام للحياة كقيمة، وبالتالي في مفهومه للأخلاق وحدودها ومفهومه للقدرة على ضبط النفس.
رأيت في حديث آخر تجاوزا يصعب عليّ أن أصدق بأن مسلما عاقلا يقرأه ثمّ يصرّ على أن يظل قابعا داخل جبّة نبيّه!
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق….
عندما لا يكون الزنى أوالسرقة حدا من حدود الأخلاق ومقياسا من مقاييس الدخول إلى الجنة عند إنسان يؤمن بحكاية الجنة، ما الذي سيردع ذلك الإنسان عن أن يسرق أو يزني؟!!
لا أعتقد بأن صدام حسين أو أي ديكتاتور مسلم آخر قد أشرك بالله الذي يؤمن به، ولكن لم يترك ديكتاتور مسلم واحد حدا من حدود الأخلاق إلا واغتصبه؟!!
ولهذا السبب يعتبر الكثيرون من المسلمين صدام حسين شهيدا ينعم الآن في حضن حورياته السبعين ونيف، رغم كل ما اقترفه من جرائم بحق الحياة؟!!
ليست المشكلة في هؤلاء الحكام المجرمين، لكنّ المشكلة في شريعة أباحت الحدود وتجاوزت الأخلاقيات وأطلقت العنان للشهوات، فأساءت إلى الحياة كقيمة وهبطت بها دون مستوى يليق بالإنسان.
………….
يقول انشتاين: عندما تكون اسوة للآخرين لن يكون سلوكك الطريقة الأهم التي تؤثر بها عليهم، بل سيكون الطريقة الوحيدة!
لقد كان محمد اسوة لكل أتباعه، ولذلك لم يكن سلوكه الطريقة الأهم التي أثر بها على حياتهم ، بل كان الطريقة الوحيدة التي قولبت تلك الحياة.
ويبقى السؤال: متى سيخلع المسلم جبّة نبيه ويخيط لنفسه جبّة أكثر حشمة وأكثر قدرة على أن تحمي حياته كقيمة من تقلبات الزمان والمكان؟!!
**********************

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (18)؟

وفاء سلطان

في عقر اللاوعي عند الإنسان المسلم استقرت صورة مشوهة لمخلوق كامل، ألا وهو المرأة.
تبرمج ذلك الإنسان على أنّ المرأة ناقصة عقل، والإنسان ـ ذكرا أم أنثى ـ هو في حقيقة الأمر من قال له مربوه بأنه هو في السنوات الأولى من حياته.
يسعى في وعيه وفي حيّز اللاوعي عنده ليثبت بسلوكه صحة تلك الهوية التي لصقوها به.
لم يشرح الإسلام في بداياته لماذا خُلقت المرأة ناقصة عقل، وما الحكمة من أن ينهش الله قطعة كبيرة من عقلها ثم يتقيأها في سلة مهملاته. لكن الخلف اليوم يحاول بكل جهده أن يُستر فضائح سلفه!
تقرّ آذاننا جوقة من الألسنة الداشرة التي تتناول تلك الفضائح، وتلحقها بالقول: ولقد أثبتت الدراسات العلميّة الحديثة صحة ذلك!!
هم لا يشيرون إلى مصدر تلك الدراسات، ويبقى السامع في حيرة من أمره: هل توصلوا إليها في مراكز الدراسات والأبحاث العلمية في مكة، أم في الأزهر، أم في كهوف طورا بورا حيث يقيم خليفة المسلمين؟!!
يثرثر البعض منهم، وبينهم للأسف نساء، فيقول: لقد أثبت العلم الحديث بأن المرأة عاطفية!
ثم يتابعون: واستنادا إلى ذلك نستطيع أن نثبت بأن المرأة كمخلوق عاطفي ليست كاملة عقليا، وليست قادرة على أن تحتفظ بذاكرة سليمة، وهذا ما يثبت صحّة الآية التي تعطي شهادة المرأة نصف مصداقية شهادة الرجل.
………………………
حتى عهد قريب كان معدل ذكاء الإنسان يُقاس من خلال قدراته العقلية، أمّا اليوم فيُؤكد العلماء بأنّ معدل الذكاء هو مجموع القدرة العقلية والقدرة العاطفية.
يتمتع بعض الأشخاص بذكاء عقلي خارق لكنهم يفشلون على الصعيد العملي، لم يجد العلماء تفسيرا لتلك الظاهرة إلا منذ وقت قريب.
توصلوا من خلال دراسة تلك الحالات إلى ما أطلقوا عليه “الذكاء العاطفي”، والذكاء العاطفي تعريفا هو: قدرة الإنسان على إظهار عواطفه وقدرته على الإحساس بعواطف الآخرين، وبالتالي التفاعل عاطفيا معهم.
من المعروف علميّا بأن القشرة المخية وخصوصا في الفصّ الجبهي للدماغ

Frontal Lobe

هي مركز التفكير وهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات، وبالتالي تلعب دورا في تقرير مصير الإنسان. لكن أبحاثا لاحقة أكدت بأنّ تلك القشرة ترتبط بطرق عصبية مع منطقة أخرى تقع داخل الدماغ، وتعتبر تلك المنطقة مركز العواطف عند الإنسان.
عندما قطعوا الطرق العصبية التي تربط بين تلك المنطقتين ظل الإنسان محتفظا بمعدل ذكائه العقلي ولكنه خسر قدراته العاطفية، وبالتالي تأثر إنجازه على الصعيد العملي.
في معرض كتابه

Working with Emotional Intelligence

 ” العمل مع الذكاء العاطفي” يذكر الكاتب والمفكر الأمريكي

Daniel Goleman

 حالتين تستدعيان الوقوف عندهما:
ماثيو وجان طالبان تخرجا من جامعة Yale ـ وهي جامعة لا تقبل عادة إلا الطلاب المتفوقين أكاديميا ـ ثمّ انطلقا إلى ميدان العمل.
في البداية تهافتت الشركات عليهما وانهمرت بعروض مغرية. بعد أن أنجزا المقابلات المطلوبة مع إدارة كلّ شركة، تلقى ماثيو عرضا واحدا من أصل عشرة مقابلات، أما جان فتلقى سبعة عروض من أصل ثمانية مقابلات. لقد لاحظ الموظفون، الذين قابلوا هذين الطالبين والذين تعاملوا معهما على أرض الواقع لاحقا، على أن ماثيو كان متفوقا من حيث إنجازه الأكاديمي ولكنه كان مغرورا وبدى مجردا من عواطفه إلى حد أثار اشمئزاز هؤلاء الموظفين. أما جان فكان متواضعا وقادرا على إقامة علاقات دافئة مبنيّة على الودّ والإحترام مع كل من تعامل معه.
بعد عامين طُرد ماثيو من وظيفته بعد أن فشل فشلا ذريعا في إقامة ذلك النوع من العلاقات.
يتابع الكاتب: لا شكّ بأن معدل الذكاء العاطفي عند جان كان عاليا بينما افتقر ماثيو إليه، الأمر الذي انعكس على مستوى انجازهما في ميدان العمل رغما أن ذكائهما العقلي يكاد يكون بنفس المستوى.
يعمل الذكاء العاطفي بانسجام مع الذكاء العقلي، والمتفوقون على الصعيد العملي يملكون معدلات عالية من كلا النوعين. وتؤكد الدراسات والأبحاث على أنه كلما ازداد العمل تعقيدا كلما تطلب إمكانيات عاطفية أعلى.
Doug Lennick

نائب رئيس شركة الإئتمان الأمريكية

 American Express

 قال في سياق حديثه عن هذا الموضوع: درجة نجاحك كرئيس تتطلب حُكما معدل ذكاء عالي، لكنك تحتاج إلى أن تكون قادرا على التعبير عن عواطفك واحترام عواطف من تتعامل به من موظفيك. لاتستطيع أن تستغل المواهب والقوى الموجودة لدى هؤلاء الناس إلا إذا كنت قادرا عاطفيا على أن تؤثر وتتأثر بهم.
عندما يفقد الإنسان قدرته على التعبير عن مشاعره أو الإحساس بمشاعر الآخرين يعجز عن إقامة علاقات إنسانية ناجحة مثمرة مع الناس الذين يتعامل معهم.
……………
لا أعتقد بأن هناك أمّة على سطح الأرض مجردة من عواطفها كما هي الأمة الإسلامية على وجه العموم والعرب على وجه الخصوص.
عندما أنظر إلى الطريقة التي يتعاملون بها مع غيرهم، وحتى مع أقرب الناس اليهم، أراهم مجردين من عواطفهم.
حبّ الأذى مزروع في جيناتهم، زرعته ثقافة صحراوية كانت وليدة بيئة قاحلة بخيلة لم تنعم على أبنائها سوى بتأجيج الرغبة لديهم في الثأر والإنتقام!
فشل المسلمين كأشخاص يؤكد شحّهم العاطفي وحاجتهم إلى رفع مستوى ذلك النوع من الذكاء.
وصلتني مؤخرا رسالة من رجل مسلم، ليس مهما أن أدخل في تفاصيلها ولكن استوقفتني عبارة: لعنة الله عليك وعلى أجدادك اليهود والنصارى، أنت تمدحين اليهود لأنك شاذة وتنامين مع نسائهم!
قد يقترح البعض بأن أتجاوز تلك العبارات. طبعا أتجاوزها عندما يتعلق الأمر بيّ شخصيّا، لأنني لا أدعها تترك أي تأثير سلبي على حياتي أو أعصابي. لكن عندما يتطلب الأمر أن أتناول الجهاز العقائدي للمسلم يجب أن تكون تلك الرسائل شاهدا حيّا على فشل ذلك الجهاز!
لا أعتقد بأن ذلك الرجل هو مجرّد حالة استثنائية لا تستدعي أيّ انتباه، إنه الصورة النموذجية للإنسان المسلم وما عدا ذلك هو الإستثناء!
ليس شرطا أن يتظاهر الغباء العاطفي للرجل المسلم أو العربي دوما بهذه السوقية اللغوية، فأحيانا يأخذ أشكالا خفية وتحتاج إلى مزيد من الإنتباه كي يتمّ تشخيصها وعلاجها.
عندما نقيّم بشرا في أي حقل من حقول الحياة يجب أن نأخذ بعين الإعتبار قدراتهم على التعبير عن عواطفهم واحترام عواطف الغير.
قد لا تنقص المسلمين القدرات العقلية ليكونوا بشرا كغيرهم من البشر، ولكن لا أشك بأن شحّهم العاطفي الذي سببته تعاليمهم قد لعب دورا كبيرا فيما آلت إليه أوضاعهم.
في العالم الإسلامي لا قيمة للمشاعر العاطفية، يموت الناس من القهر العاطفي والنفسي ولا أحد يتحسس آلامهم. يتصرف المسلم ويطلق كلماته عنانا دون أن يأخذ بعين الإعتبار ما الأثر الذي تتركه تصرفاته وأقواله على مشاعر الغير .

أتلقى الكثير من الرسائل التي يشكو مرسلوها وخصوصا من الشباب مدى الآلام العاطفية التي يعانون منها.
لا أعتقد أن الحالة النفسية للناس في بلادنا هي حصيلة الواقع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي فحسب، بل إن جزءا كبيرا منها يعود إلى حالة القحط العاطفي الذي ابتليت به تلك المجتمعات بصورة عامة.
التعاليم الإسلامية لا تقبل شهادة المرأة مقابل شهادة الرجل، وهي تبرر ذلك بأن المرأة عاطفية وبالتالي لا تقوى على ذكر ما حدث بحذافيره.
إن مستوى الذكاء العاطفي، بلا شكّ، عند المرأة أعلى منه عند الرجل، ولقد خصتها الطبيعة بذلك المستوى لأنها تحتاج إليه من أجل خلق إنسان جديد.
فالدرسات العلمية، وكما أشرت سابقا، أكدت على أنه كلّما ازداد العمل تعقيدا وصعوبة كلما تتطلب إنجازه مستوى أعلى من الذكاء العاطفي.
هل هناك عمل أكثر تعقيدا وصعوبة من خلق انسان جديد؟!!
لقد عيّرت التعاليم الإسلامية المرأة بأفضل ما خصتها به الطبيعة، ألا وهو الدفق العاطفي الذي يتطلبه النجاح في الحياة.
ليتها عيّرت بما هو عار………….!!!
………
لم يعد هناك شكّ في أنّ البنية التشريحية والكيميائية للدماغ عند المرأة تختلف عنها عند الرجل.
ورغم أن دماغ الرجل أكبر من حيث الحجم من دماغ المرأة، لكن الطرق العصبية التي تربط بين أجزاء دماغ المرأة هي أطول وأكثر تعقيدا وتداخلا. هذا يفسّر قدرة المرأة على الدخول في تفاصيل أي حدث وتسجيلها في ذاكرتها خلافا للرجل.
عندما يتعرض زوجان لمشكلة ترى المرأة تصرّ على معرفة تفاصيل المشكلة، بينما يتبجّح الرجل بأنّه قادر على حلها دون الخوض في تفاصيلها.
الدماغ البشري الحالي هو حصيلة تطورات طرأت خلال ملايين السنين، ولقد تطور بطريقة حسّنت من قدرتنا على إنجاز مهامنا. يعتقد العلماء بأن المرأة، ومن خلال عملها داخل البيت وفي الحقل، كانت تحتاج للقيام بمهمات متعددة في آن واحد، كالطبخ والرضاعة والخياطة والتنظيف وجني المحصول …إلى آخره فتطور دماغها بطريقة تمكنها من إنجاز عدّة مهمّات في آن واحد وبنجاح، وازداد ذلك الدماغ تعقيدا وازدادت طرقه العصبية تشابكا كي تتمكن من نقل وتسجيل كل التفاصيل.
أما الرجل فكان يركز على عمل واحد وهو الصيد أو أي مهنة أخرى، ولذلك تتطور دماغه بطريقة لا تسمح له بالدخول في الكثير من التفاصيل، ولا يستطيع إن يركز إلا على نقطة واحدة.
………………………….
هذا من جهة ومن جهة أخرى، أكدّ التصوير الطبقي للدماغ

 MRI

 بأن الجسر الذي يربط بين نصفي الكرة المخية الأيسر والأيمن والذي يدعى

 Corpus Callosum

هو أثخن عند المرأة منه عند الرجل. يتألف ذلك الجسر من مجموعة أسلاك عصبية تنقل المعلومات من النصف الأيمن إلى الأيسر وبالعكس، تلك المعلومات تساهم في الوصول إلى قرار صائب وسليم. فكلما ازداد عدد تلك الأسلاك كلما سُهل الإتصال وكلما كان كان الإنسان أقدر على القيام بأعمال أكثر تعقيدا وتتطلب مزيدا من السرعة.
ثخانة ذلك الجسر عند المرأة تؤكد بأن عدد الأسلاك العصبية التي تمر من خلاله أكثر مما هي عليه من عند الرجل، وهذا ما يفسر تفوق المرأة على الرجل في الأعمال المتعددة المهام والتي تتطلب التركيز على نقاط متعددة في آن واحد.
العواطف تلعب دورا في إغناء الملكات العقلية، والذاكرة هي إحدى وأهم تلك الملكات.
وباعتبار المرأة أكثر قدرة على إظهار عواطفها وبالتالي الإحساس بعواطف الآخرين، هي بلا شك أكثر قدرة على امتلاك ذاكرة حيّة لا تشوبها شائبة.
لينظر كلّ منّا إلى ماضيه وليحاول أن يتذكر حدثا معينا بتفاصليه، سيرى بلا شك إن الحدث الذي يستطيع أن يتذكره بحذافيره هو الحدث الذي كان قادرا على إثارة عواطفه في اللحظة التي حدث فيها.
يتذكر الإنسان من ماضيه الأحداث التي أثارت حزنه أو فرحه أكثر من غيرها، بل يذهب علماء النفس والسلوك إلى أبعد من ذلك بكثير فيؤكدون على أن الحدث يتسجل في ذاكرتنا من خلال العاطفة التي أثارها، فالشيفرا التي ترمز إلى الحدث في دماغنا هي شيفرا عاطفية.
أضرب مثلا:
في إحدى العيادات النفسية في أمريكا لجأ مريض إلى طبيبه يشكو من نوع من أنواع الفوبيا “الخوف الشديد”، وذلك فقط عند دخول الماركت للتسويق.
ويؤكد المريض لطبيبه بأنه يصاب بحالة من الهلع بمجرد أن يدخل الماركت، فيتسرع قلبه ويزداد عدد مرات تنفسه، ثم يتصبب عرقا ويرتجف ويشعر بالإختناق مضطرا أن يغادر الماركت بسرعة وقبل أن ينهي تسويقه.
كشفت الطرق التحليلة النفسية التي أجراها الطبيب على ذلك المريض أنه وفي الرابعة من عمره كان يجلس في عربة التسويق التي تجرها أمه، ولسبب ما قامت أمه عندها بصفعه كفا على وجهه أصابه لحظتها بالألم الشديد وبالدوار.
يقوم الإنسان عادة، وباللاوعي، بإلقاء كل الحوادث المؤلمة خارج حيز وعيه كي لا تعذبه وتدعى تلك الحادثة

 Defense Mechanism.

 لكن في حقيقة الأمر هي تغيب من ساحة الوعي ولكنها تبقى في حيّز اللاوعي عنده، ثمّ تعود بعد حين إلى وعيه على شكل عواطف مؤلمة تعذبه دون أن يدري مصدرها.
في الحالة التي ذكرتها سابقا حاول المريض أن يلقي بالحادث خارج وعيه، ولكن ظلّ ذلك الحادث قابعا في اللاوعي عنده، وصارت ذكرى الحادث تعود إليه كلما دخل الماركت على شكل أعراض مؤلمة تجبره على مغادرة المكان.
الدفق العاطفي الذي منحته الطبيعة للمرأة لا يساهم، كما يدعي المدافعون عن الإسلام، بإنقاص قدرتها على الإحتفاظ بذاكرة سليمة، بل على العكس تماما يُغني تلك الذاكرة لأن الأحداث، أي حدث، يبقى في ذاكرتنا من خلال أثره العاطفي.

وهنا لا نستطيع أن ننكر دور الهرمون الإنثوي الاستروجين على الذاكرة. يلعب هذا
الهرمون دورا كبيرا في الحفاظ على سلامة الخلايا الدماغية ويساعد على تقوية الذاكرة، ولذلك تخف الذاكرة عن بعض النساء أثناء سن اليأس بسبب انخفاض نسبة الإستروجين عندهن، لكنها في جميع الحالات أعلى من نسبتها عند الرجل.
في كتابها:

Why men never remember and women never forget

ـ لماذا لا يتذكر الرجال على الإطلاق ولا تنسى النساء على الإطلاق؟ ـ ، تؤكد الطبيبة والباحثة الأمريكية ميريان ليجاتو: أن هناك خلافات تشريحية وكيميائية بين التركيبة البيولوجية للمرأة والرجل. لكن ومما لا شك فيه، بأن قوة الذاكرة عند المرأة، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل الدقيقة للحدث، هي أعلى منها عند الرجل، وذلك يعود إلى الشبكة العصبية الأكثر تعقيدا وتداخلا في دماغ المرأة مما هي عليه عند الرجل.
هذا ما تقوله ميريان بناء على ماتوصلت إليه من نتائج وبراهين، أما الآية القرآنيّة فتقول:
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى.
الركاكة اللغوية في تلك الآية تقود إلى عدم وضوح فكري، والفكر غير الواضح يقود دوما إلى ضبابيّة سلوكيّة وأخلاقيّة.
فمعنى كلمة “تضل” في الآية لا يقتصر على معنى كلمة “تنسى”، بل يتجاوزها ليشمل معاني أخرى أكثر قباحة وإدانة.
ومع هذا يبقى السؤال: إن كانت المرأة “تضل”، فهل الرجل معصوم عن الضلال؟!! وهذا السؤال يقودنا إلى آخر أكثر أهمية:
عندما يضل الإنسان، ذكرا كان أم انثى، هل يكفي “التذكير” لردعه عن الضلال؟!!
ثمّ لنمعن قليلا في عبارة ” أن تضل إحداهما تذكر إحداهما الأخرى”، من المقصود بـ “إحداهما” الاولى ومن المقصود بـ “إحداهما” الثانية، وما الحكمة من أن تتكرر كلمة إحداهما مرتين؟
هل “إحداهما” الأولى هي التي ضلت و “إحداهما” الثانية هي التي ذكّرت؟!
هل هذا كتاب مبين؟!! هل هذه لغة إلهية واضحة ومعصومة عن الخطأ؟!!
أليس من الأوضح والأفضل لو قال: أن تنسى إحداهما تذكرها الأخرى؟
ونعود إلى السؤال الأكثر أهمية: هل الرجل معصوم عن الضلال؟!!
أعتقد لو طرحنا هذا السؤال على القرضاوي لن يقول: نعم هو معصوم!
وهنا يواجهنا سؤال آخر: ماهي أسباب الضلال عند الرجل؟
“علماء المسلمين” وعلى رأسهم الجلالين يفسرّ لنا ضلال المرأة بقوله: لأنهن ناقصات عقل!
ويقودنا تحليل الجلالين “العلمي” لسؤال آخر: إذا كان الرجل كامل العقل لكنّه في الوقت نفسه غير معصوم عن الضلال، إذا ماهي أسباب ضلاله؟
نحن بانتظار دراسات وبحوث يجريها “علماء المسلمين” في محاولة لإيجاد جواب منطقي لهذا السؤال!
في الفناء المحيط بأية محكمة في سوريا بإمكان أي انسان يحتاج إلى شاهد أن يجد رجلا يدعى “شاهد زور” يدفع له مبلغا من المال ويطلب منه أن يشهد لصالحه، لم أسمع في حياتي بأنّ امرأة لعبت ذلك الدور!
لقد جرت العادة أن يحمّل الإسلام المرأة مسؤولية آثام الرجل، ولذلك لن أستغرب إن سمعت يوما أحدهم يقول:
لقد أثبت العلم الحديث بأن الرجل لا يضل إلا عندما ترفض زوجته الذهاب معه إلى الفراش، إذ يُصاب عندها بحالة هذيان عقلي، وتجنبا لذلك سمح له الإسلام أن ينكح ما هبّ ودبّ مما طاب له من النساء وما ملكت يمينه!!!”
وهنا نملك الحق أن نتساءل: هل تندرج عنزاته وغنماته تحت لواء ما ملكت يمينه؟!!
فالأية تقول:
فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا

الشق الأول من الآية ألحق عبارة ـ ما طاب لكم ـ بكلمة النساء تحديدا. أما في الشق الثاني من الآية فعبارة ـ أو ما ملكت أيمانكم ـ غير واضحة ولم تحدد النساء فقط !
عادة (ما) تشير إلى غير العاقل و(من) تشير إلى العاقل، والأوضح لو جاءت على هذا الشكل: وممن ملكت أيمانكم!
فهل هذا كتاب مبين؟!!
أضرب مثلا: عندما أقول:( لقد وجدت ما أحبّه)، هل ينطبق معنى تلك العبارة على معنى عبارة ( لقد وجدت من أحبه)؟!!
أليست كلمة (من) في العبارة الثانية تحدد بأنني وجدت الإنسان الذي أحبه، وليس الكتاب أو الطعام أو الحيوان أو ما شابه ذلك والذي تقصده (ما) في العبارة الأولى؟!!
…….
هذه اللغة غير المضبوطة وغير الواضحة أضلّت أمة بكاملها وقادتها إلى هلاكها. يتطلب إنقاذ تلك الأمة جهودا جبارة، جهودا تركّز على دحض تلك اللغة واستبدالها بأخرى أكثر وضوحا ومنطقا وأخلاقا.
………………………
هناك مثل أمريكي يقول: السلسلة ليست أقوى من أضعف حلقة فيها.
المجتمع هو حصيلة كادره البشري، وقوته تأتي من قوة كلّ رجل وامرأة فيه.
عندما تُبرمج المرأة على أنها ناقصة عقل ستخرج إلى الحياة مخلوقا ضعيفا وهشّا جدا، ولن يكون المجتمع الذي تساهم في بنائه أقل هشاشية منها، والواقع الراهن خير شاهد على ذلك!

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

يسارية جورج غالاوي والثورة السورية

طلال عبدالله الخوري 4\9\2012

يسارية جورج غالاوي والثورة السورية

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | 1 Comment

حولتم القذافي لضحية جريمة سياسية والثوار لمجرمين؟

طلال عبدالله الخوري     نشرت ب 21\10\2011

بادئ ذي بدء, نريد ان نهنئ الشعب الليبي بنجاح ثورتهم واكتمالها من الناحية العسكرية, ونتمنى من كل قلبنا للشعب الليبي ان يتبنى الطريقة المتحضرة لحكم ليبيا من ديمقراطية وحقوق للانسان, بعد ما ذاقوه من ويلات الاستبداد والقهر تحت حكم الطاغية معمر القذافي, وايضا لا بد ان نشكر, هنا, جهود الغرب المتحضر للمساعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية التي دعموا بها الثورة الليبية, والتي لعبت الدور الاساسي بنجاح الثورة واكتمالها, ونتمنى ان تتلقى الثورة السورية دعما ايضا من الدول المتحضرة لتسريع وضمان نجاحها ضد طاغية سوريا بشار الاسد.

ولكن…..لماذا ايها الثوار….قتلتم….. القذافي ….بعد ان تم القاء القبض عليه……؟؟؟؟

لقد كانت جريمة قتل القذافي جريمة من العيار الثقيل, وخطيئة كبيرة بحق الثورة الليبية والشعب الليبي؟؟

في الاسطر القادمة سأحاول ان اشرح لماذا جريمة قتل القذافي خطيئة فادحة؟

حسب العرف الدولي, فان القذافي تم القبض عليه حيا, ثم تمت تصفيته بجريمة سياسية بشعة وهو مقيد واسير, ولم تتم محاكمته محاكمة عادلة, لذلك حولت هذه الجريمة معمر القذافي من ديكتاتور مجرم الى ضحية لجريمة سياسية قذرة؟؟

لو مات القذافي اثناء القتال, اي قبل ان تم القبض عليه حيا, لكان مات كمجرم خارج على القانون, وكطاغية ارتكب جرائم ضد شعبه؟

لو أنه بعد ان تم القبض عليه تم اخضاعه الى محاكمة عادلة حسب الاصول, كما حدث لصدام حسين, وتم الحكم عليه بالاعدام, لكان ايضا قد مات كما مات صدام حسين, كمجرم خارج على القانون, وكطاغية ارتكب جرائم ضد شعبه؟

ولكن بقتلكم للقذافي بعد ان تم القبض عليه حيا, فهذا يعني بالنسبة للمجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية العالمية, وبشكل غير قابل للنقاش, بأن القذافي هو ضحية جريمة سياسية. نقطة على السطر انتهى!

لانه حسب المعايير الحقوقية العالمية, لو لم يكن هناك اشياء كان من الممكن للقذافي أن يعترف بها لكي يدافع بها عن نفسه امام المحكمة, وهذه الاشياء تخيف اللذين اعطوا الامر بتصفيته, لما كانوا امروا بقتله. نقطة على السطر انتهى .

الآن, وبدلا من ان يكون القذافي قد مات مجرما كما مات صدام حسين, فهو الآن حسب المعايير الدولية قد مات ضحية لجريمة سياسية مثله مثل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري وليس هناك فرق بينهما باي شئ؟

فهنا لا يوجد حل وسط, اما ان المسؤلين الليبيين يريدون ان يحكموا حسب المعايير الدولية او ان يضعوا لنفسهم معاييرهم الخاصة؟ وبهذه الطريقة يصبحون مجرمين مثلهم مثل القذافي, ولا فرق بينهم وبين القذافي بأي شئ!

من الواضح بان الثوار تباينت تصريحاتهم بالبداية حول طريقة قتل القذافي! لذلك سارعت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق المعتقلين بالمطالبة بعدم دفن الجثة قبل ان تتم عملية الكشف الجنائي عليها وحسب المعايير الدولية. ولكن على ما يبدو بان المسؤولين الليبيين لم يذعنوا لمطلب منظمة العفو الدولية لانهم يعرفون بانهم ارتكبوا جريمة سياسية.

اريد ان اذكركم بجريمة سياسة قريبة, وهي جريمة قتل العولقي, وهو مسؤول بتنظيم القاعدة! وكلنا نعرف كمية الجرائم التي ارتكبتها القاعدة ضد اميركا؟ والعولقي هو عراب جريمة فورت هود التي راح ضحياتها عشرات الابرياء من الجنود الاميركيين؟ والعولقي كان يصرح علنا بانه عدو لاميريكا, ويخطط لقتل المواطنين الاميركيين, وهو هارب من العدالة ومختبئ بجبال اليمن موطنه الاصلي…. ومع ذلك تم اعتبار قتله من قبل الجيش الاميركي, جريمة سياسية وتمت المطالبة بمحاكمة من اصدر امر القتل من المسؤلين الاميركيين؟ ونحن على يقين بانه ستتم محاكمة هذا المسؤول حسب القوانين المعروفة عاجلا ام اجلا؟

نحن هنا نتوقع ايضا بان تنجح منظمة العفو الدولية باجراء الكشف الجنائي على جثة القذافي , وسيقر التقرير الجنائي بأن القذافي لم يمت بسبب جروحه وانما بسبب رصاصة اطلقت عليه من مسافة قريبة اي ان هناك جريمة سياسية. ونحن نجزم بانهم سيصلون للمسؤولين الليبيين الذين اعطوا مر القتل وستتم محاكمتهم, فكما ذكرنا اعلاه, لا يوجد حل وسط هنا! اما مع المعايير الدولية او ضدها, وبالحالة الاخيرة لا فرق بين الثوار والقذافي.

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

آه ياعراق ستكون في متحف التاريخ الطبيعي قريبا

محمد الرديني

في هذا العالم تجد بين الحين والآخر شرفاء يفضحون اللصوص وتجّار الحروب وممارسي القتل بابشع الاسلحة.. وتجد بالمقابل ان هناك حكومات وقادة يتمشدقون بشتى انواع الشعارات الوطنية التي لايبللها المطر ومادروا ان الشرفاء هم الذين يبقون في ذاكرة الناس وقلوبهم.
الذي يشاهد هذا الفلم سيصاب بالرعب من الوضع الصحي والبيئي بالعراق.
انه فلم الماني مترجم للعربية يستعرض عبر مجموعة من العلماء الالمان الغبار القاتل الذي استعملته اميركا في العراق.. كما يستعرض اطباء المان المؤامرة امريكية لأبادة العراقيين.
الرابط هو :
http://www.youtube.com/watch?v=NbcxaLcHpyo
انها جرائم مفضوحة ضد هذا الشعب المذبوح من الوريد الى الوريد والذي كذبوا عليه واقنعوه انه السبب في قتل آل البيت وهو منه براء فاخذ يلطم ويصرخ ويشج الرأس ويركض من طويريج ويعفر رأسه بالتراب ويبكي طول الليل واناء النهار.
هناك جريمة افظع من جرائم الغزو الامريكي للعراق، بالتأكيد هي ليست البحث عن اسلحة الدمار الشامل ولا جلب الاسلحة اياها لتدمير العراق بل هناك ماهو افظع.. هذا الصمت المطبق لهذه الحكومة المهترئة عن كل الذي حدث ويحدث لهذا الشعب المغلوب الذي غلّفوا اجواؤه وغذاؤه وملابسه وكل شيء يستعمله في حياته اليومية باليورانيوم المخصب.
كلهم جبناء ولا استثني احدا،فهم مشغولون باصدار قوانين تخصهم وحدهم ويجنون منها ما يريدون حاسبين كم عدد الدولارات التي تتسلل الى جيوبهم وبعضهم الآخر لاه بالتسكع بين القنوات الفضائية ليحدثهم عن التجربة الفذة للديمقراطية بالعراق وعلى دول الجوار ان تحذو حذوه.
اقسم لكم اني لست متشائما ولا اميل الى السوداوية فيما اقول ولكن الذي يرى هذا الفيلم، والذي لايشك احد في مصداقيته، سيصل الى قناعة بان العراق بات قريبا من حفرة الابادة التي تعتبر المقابر الجماعية في ارضه نقطة في بحر.
لا اريد ان الصق قناعاتي في اذهانكم ولكني ،اذا سمحتم، سأسجل مادار بذهني بعد مشاهدة هذا الفيل المرعب بمعلوماته.
بدءا اتمنى من السيد الوقور يوسف القرضاوي الذي بارك ومايزال خطوات الناتو في ليبيا وتونس والبوسنة والهرسك وافغانستان واخيرا العراق ان يشاهد هذا الفيلم ولو بقيت له ذرة من ضمير اسلامي لأعلن على الملأ صرخة احتجاجية ضد الحلف وفي مقدمته امريكا.
وطننا ايها السادة ،اذا لم نسارع ونلم انفسنا، سيكون مهيأ الان للتفتيت والتقسيم والخراب اكثر من أي وقت مضى.. البعض يستعد الان لفحص صلاحية جواز سفره التابع لدولة الكفار والبعض الآخر ملّ من هذه الحياة وابدى استعداده للقيام بأي عمل من اجل ان يحس انه يعيش على هذه الارض ( الانتحار او الاعتزال من هذه الحياة)، والبعض تفنن في القتل واستعمال كاتم الصوت وهذا البعض تهيأ منذ زمن بعيد للحظة الحاسمة.. لحظة العبث بارواح الناس، ولا ننسى هناك 7 ملايين عراقي تحت خط الفقر ،عدا اكثر من 3 ملايين مراهق لايجدون ومضة امل في مستقبلهم يندرج معهم الآف الخريجين الذين يعرفون الان كيف يحصلوا على الاسترخاء من حبوب بيضاء وصفراء تصلهم باسعار رخيصة من دول الجوار.
شرارة الارهاب بدأت تشتعل بقوة هذه الايام في المدن العراقية (النجف نموذجا ويروح ضحيتها شخص واحد على الاقل كل يوم).
ان دول الدولار تنتظر بيان رقم 1 لتقضي على البقية الباقية من شعبنا بعد ان انتهوا تماما من اغتيال وتشريد العلماء والاكاديميين والشرفاء من القضاة والعسكريين.
حلف الناتو وبالتعاون مع قوى داخلية وخارجية نفّذ برنامجه الخاص في التفتيت وقدمّه على طبق من ذهب الى امراء الحرب وهو بانتظار الاوامر العليا لتنفيذ الضربة القاضية.
عراقنا سيضيع ايها السادة اذا لم ندرك مانحن فيه.. حكومتنا صارت مثل “بلاّع الموس” همها تشتري الاسلحة من العدو الذي دمر شعبها مع سبق الاصرار.. حكومتنا لاتستحي من شعبها ولكنها تقف خجولة مثل العروس في ليلة الدخلة امام اعضاء حلف الناتو.. حكوماتنا التي لاتستطيع ان تمد الناس بالكهرباء والماء الصالح للشرب لايمكن لها ان تقفز فوق التاريخ وتكون استثناءا .. حكومتنا قرأت بالتأكيد خبر قرار الحكومة البريطانية التي وضعت الشركة التي ورّدت السونار لوزارة الداخلية العراقية في اللائحة السوداء لاكتشافها عدم صلاحية هذه الاجهزة بينما حكومتنا لم تبد اي اهتمام وكأن هذا السونار يستعمل في هضبة التبت.
هناك قوى تريد ان تضع شعب العراق في متحف التاريخ الطبيعي والشروط كلها مهيأة لذلك.
فاصل مسباري: حقق العلماء في بلدان الكفار طفرة علمية هامة حين استطاعوا ان يضعوا مسبار كيوريوسيتي على المريخ حيث استطاع ان يتحرك فوقه بسهولة.. انهم فقط يريدون ان يعرفوا اذا كانت علامات للحياة فيه.. وحين سمع احبابنا رجال الدين بالخبر ضحكوا كثيرا ومسدّوا لحاهم وفركوا اسنانهم بالمسواك وقال كبيرهم: شنو يعني .. نحن ايضا لدينا مسبار ولكن بنقطة اضافية على الباء.
وهذا هو الرابط:
http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2012/08/120823_curiosity_mars_movement_.shtml

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

لقد دمر الإسلام عقولنا

كامل النجار

يعترف شيوخ الإسلام في القرن الحادي والعشرين بأن المجتمعات الإسلامية متخلفة ولكنهم يعزون هذا التخلف إلى الاستعمار ويحاولون إخفاء السبب الرئيسي الذي هو معتقدهم الصحراوي البائس الذي جعلنا عبيداً لله ثم للرسول والخلفاء وحتى لطفاة الحكام الذين أمرنا أن نطيعهم حتى أن جلدوا ظهورنا وسرقوا أموالنا لأن الخروج على الحاكم، أو ما يعرّفونه بالافتئات على ولي الأمر، يخرج المسلم من الملة. وخير مثال على ذلك هو المحاكمات التي تجري حالياً في مملكة آل سعود لمحاكة الإرهابيين الذين نسفوا المجمعات السكنية في الرياض وقتلوا المسلمين وغير المسلمين. فبدل محاكمتهم بالإرهاب، يحاكمونهم على الافتئات على ولي الأمر. وولي الأمر هو الذي رعى الشيوخ وسمح لهم بإصدار الفتاوى التي تحث الشباب السعودي على الذهاب إلى العراق وأفغانستان للجهاد في سبيل الله. وعندما انقلب السحر على الساحر وفجر نفس الشباب قنابلهم في الرياض جهاداً في سبيل الله أصبح الأمر افتئاتاً على ولي الأمر
من أخطر الأقوال التي حفظناها في المدارس تلك المقولة المنسوبة إلى محمد (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). وكعادة مؤسس الإسلام وشيوخه نجد أن محمداً لم يُعرّف لنا المنكر. فما أراه أنا منكراً قد يراه غيري حسناً. ولكن شيوخ الإسلام رءوا أن خروج المواطنين في مظاهرات ضد حاكم مستبد منكراً، وخرجوا لنا بالفتاوي من شيوخ اليمن والسعودية والسودان وحتى الكويت، تُحرّم الإضراب عن العمل، وهو حق مشروع في جميع دول العالم، وتُحرّم المظاهرات ضد أولياء نعمتهم. وعملاً من مبدأ من رأى منكم منكراً، نستطيع أن نستنتج أن الذي يرى رجلاً وامرأةً في مشهد جنسي يحق له أن يضربهما بيده ليغيّر ذلك المنكر، وهذا ما يفعله رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمملكة آل سعود. ولكن عندما جاءت آية الملاعنة وقال سعد بن عبادة لمحمد: والله لو رأيت رجلاً على بطن زوجتى لضربتهما بالسيف، قال له محمد: سوف يقام عليك الحد لأن الزنا لا يثبت إلا بأربعة شهود رءوا المرود في المكحلة. ولكن الرجل الذي يرى رجلاً آخر فوق بطن زوجته فقد رأى منكرأ بأم عينه، وعليه يجوز له أن يقوّم المنكر بيده.
وقد طبق السلفيون في تونس هذا المبدأ الإسلامي العظيم عندما بثت قناة نسمة فيلم بيرسوبولوس الإيراني الذي يحكي تخيلات طفلة صغيرة عن الله. وقد تخيلته رجلاً كبيراً محترماً ذا لحية بيضاء. وهذا هو خيال الأطفال الأبرياء عندما يسمعون أن الله ذو انتقام وأنه عزيز جبار يُلقي بالناس في نار جهنم. وأعتقد أن كل طفل قد مر بهذه المرحلة من الخيال. وفي مدارس الغرب يسأل بعض المعلمين تلاميذهم عن تخيلهم لله فيرسمون عدة صور له حسب خيال الطفل. ولكن في تونس الخضراء، مفجرة الربيع العربي، عندما شاهدوا ذلك الفيلم الكرتوني الذي يعرض تصور الطفلة لله، ثاروا وتظاهروا ضد القناة الفضائية ومالكها الذي اعتذر علنا عن عرض الفيلم، وكأنه ارتكب جرماً، وقال أنه لن يسمح بإعادة عرض هذا الفيلم مرة أخرى. هذا الاعتذار لم يشفِ غليل الإسلاميين فهاجموا منزل مالك القناة ورموا عليه قنابل المولتوف الحارقة وأشعلوا النار في المبنى وعائلة الرجل بداخل المنزل. فلا حُرمة لأرواح الأطفال الأبرياء الذين قد يكون أبوهم ارتكب جنح “سب الذات الإلهية”. وينسى هؤلاء الملتحين أن قرآنهم يقول (لا تزر وازرة وزر أخرى). وهم هنا يعترفون أن إلههم عاجز عن الانتقام لنفسه من المسيئين إليه. ثم يزعم لنا الله أنه قد خسف الأرض بمنزل قارون في مصر لأنه تبجح بماله. فإذا كان في إمكانه أن يخسف الأرض ببيت واحد فقط ولا يصيب جيرانه، لماذا لم يخسف الأرض ببيت مالك قناة نسمة واعتمد على عبيده الملتحين لينتقموا لذاته الإلهية. وهذا بالطبع يلقي الشك على كل قصص القرآن الميثولوجية التي تقول إن الله قد خسف الأرض بقوم لوط وسلط الرجفة على قوم عاد والصاعقة على قوم ثمود. فماذا حدث لهذه الأسلحة الربانية، هل صدأت من طول عدم الاستعمال، فلجأ الله إلى عبيده ليحموا سمعته وذاته الإلهية؟
ونفس هذه الذات غير المعروفة انتقلت من الله إلى محمد وإلى حكامنا الحاليين، فنسمع بمحاكم التفتيش في الكويت وفي الأردن وفي مصر الإخوان المسلمين تحاكم الأدباء تحت مادة “التعدي على الذات الإلهية أو الملكية أو الأميرية”. وما دام الله قد نفخ في الملوك والأمراء من روحه المقدسة (ونفخنا فيه من روحنا) فقد انتقلت الذات الإلهية وامتزجت بالذات الأميرية أو الذات الملكية. ولله في خلقه شؤون.
ولأن الذات الإلهية قد انتقلت إلى محمد بن عبد الله الذي انهدت قصور كسرى بفارس يوم مولده، فقد أصبح محمداً إله المسلمين المحسوس. فعندما نشرت الصحف النروجية صور كرتونية عن محمد ثارت الجموع في العالم الإسلامي من إسلام أباد إلى بيروت إلى القاهرة والشام وحتى أستراليا، وأحرقوا الأعلام الدنماركية ومعها سفارات ذلك البلد، ولم ينسوا أن يسبوا أمريكا والصهيونية العالمية. وقد أبدى (مجلس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية عن أسفه البالغ لما أقدمت عليه عدد من الصحف الدنماركية وغيرها من إعادة نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وما سببه ذلك من ردود أفعال في المجتمعات الإسلامية والأقليات المسلمة في جميع أنحاء العالم) الشرق الأوسط 4؟3؟2008). ولكن عندما عرضت قناة نسمة التونسية ذلك الفيلم الذي يسيء إلى الذات الإلهية، حسب فهمهم، لم يتظاهر غير الملتحين في تونس. فالله بالنسبة لمسلمي باكستان والعالم العربي ليس مهماً للإسلام مثل أهمية محمد. ولم نسمع شيئاً من مجلس حقوق الإنسان في الرياض.
غالبية المسلمين لا يعرفون من الإسلام غير سورة الفاتحة والمعوذتين لقرآتهما عندما يقوم المسلم بطقس الصلاة خمس مرات في اليوم، ولذلك لا يزعج المسلم عقله النظيف غير المستعمل بالتفكير في تناقضات القرآن رغم المآسي التي تحيط بعالمهم. فمثلاً يقول القرآن للمسلمين في مكة وما حولها (لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم) ويقول كذلك (ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها). ويرى جميع المسلمين على شاشات تلفزيوناتهم كل بضعة أعوام المسلمين في الصومال وهياكلهم المتآكلة من الجوع تمشي وسط جيف من مات منهم من المجاعة ولا يسألون أنفسهم: ماذا حدث لوعد الله أن يرزق الأطفال وآباءهم إن لم يقتلوهم خوف الفقر والحاجة.
المسلم لا يعرف وبالتالي لا يفكر في آيات قرآنية مثل التي تقول (كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون) (التوبة 69). فإذا تغاضينا عن ركاكة الآية، نجد أنها تسبح عكس تيار حضارة الإنسان الذي تعلمناها من الحفريات. فالإنسان الأول كان بدائياً يعتمد على الصيد، وأحسن ما تمكن من اختراعه ليساعده في الصيد كان الآلات الحجرية التي استعملها لتقطيع لحم الفريسة. ثم تقدم الإنسان قليلاً واكتشف الحديد والبرونز وغيرها وتمكن بعدها من صنع السكين أو السيف ليقتل بها أعداءه. فحتماً، حسب التطور الطبيعي للبشر، فإن الذين عاشوا قبل العام السابع الميلادي لم يكونوا أكثر قوةً ولا أكثر مالاً من الذين عاشوا في القرن السابع عندما ظهر محمد بن عبد الله. فكل اختراع في السلاح لا يلبث أن ينتقل إلى الأمم المجاورة أو تلك التي هزمتها تلك الأسلحة المتطورة نسبياً. فلا يُعقل أن تكون الأمم السابقة أكثر قوة من التي تليها. ولكنه الإيمان بما لا نعلم
القرآن يستعمل عبارة (من بين يديه ومن خلفه) عشرات المرات وفي مناسبات مختلفة، وهي تعني (من قبله ومن بعده). فإذا نظرنا إلى الآية التي تقول (واذكر أخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) (الأحقاف 21). فالله يقول لنا هنا إن النبي هود الذي أرسله إلى قوم عاد، قد خلت النذر أو الرسل من قبله ومن بعده. قد نفهم أن لا يكون هناك رسولٌ قبله لقوم عاد، ولكن بعد أن أرسل الله الله الريح العاصفة أو الصاعقة أو الرجفة، لأنه قد غير وسيلة قتلهم عدة مرات، فلا بد أن بعضاً من القوم قد نجا من العاصفة أو الرجفة، ونحن نبصر بأم أعيننا الأعداد الغفيرة التي تنجو من الزلازل في كل عام، فالذين نجوا من قوم عاد لا بد أنهم اندمجوا في شعوب مجاورة ثم أرسل الله لهم رسولاً جديداً. ونفس الشيء حدث مع قوم ثمود الذين قال الله إنه قد أهلكهم. ولكن الحفريات والتاريخ الروماني المكتوب يثبتا لنا أن قوم ثمود قد كانوا أحياء في القرن الخامس الميلادي، وكانوا جنوداً في الجيش الروماني وما زالت كتاباتهم في القرن الخامس موجودة أمام أعيننا. فلا يُعقل أن يكون الرسل قد خلوا من بعد عاد، فقد أرسل يسوع ومحمد. ولكن المسلم لا يشغل باله بمثل هذه الآيات
عندما توفي السيد ستيف جوب مقترع آيفون، نعته بعض المواقع العربية، فخرج علينا أحد الملتحين الذي يحمل لقب “دكتور” أمام اسمه الذي هو بسام الشطي، ليقول لنا إنه لا يجوز الترحم على الكفار لأن أعمالهم كسراب تذروه الرياح (ولقد حرم الله تبارك وتعالى الاستغفار للمشركين ولو كانوا ذوا قربى «ماكان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ماتبين لهم أنهم أصحاب الجحيم» فالاستغفار والترحم والدعاء لغير المسلم لايجوز فما بالك بالبوذي والهندوسي وغيرهم فلن يقوموا بعمل مثل ماقام به عبدالله بن جدعان كان في الجاهلية يذبح 1000 من الابل للحجاج ويصلح بين الاثنين ويعطي كل سائل ولم يعهد عليه الشتائم والسباب ولما سألت أمنا عائشة رضي الله عنها النبي عن ابن جدعان فقال هو في النار لأنه مات على غير الاسلام) انتهى
فالرجل الذي كان يذبح 1000 ناقة للحجاج ليطعمهم لا نتسغفر له لأنه مات قبل الإسلام ولم يمت عليه. ولكن عندما يسرق أبو هريرة من مال المسلمين ويقول لمحمد إن الشيطان سرق ذلك المال، ثم يسرق مال المسلمين في البحرين ويرجع بالإبل والمال الكثير بعد أن كان يخدم أهل قريش لقاء إطعامه فقط، وعندما يسرق عبد الله بن عباس مال بيت المسلمين بالبصرة ويذهب به إلى مكة ليشتري به الجواري، نترحم عليهما، بل نقول “رضي الله عنه” لأنهما ماتا على الإسلام. أي خبل هذا الذي يتمشدق به الملتحون.
يقول نفس الملتحي (وقد استأذن رسولنا صلى الله عليه وسلم ربه ان يستغفر لامه فقال أستأذنت ربي ان استغفر لامي فلم يأذن لي واستأذنته ان ازور قبرها فأذن لي قال النووي وفيه النهي عن الاستغفار لغير المسلم) لاانتهى.
ما للملتحين يرددون كالببغاء؟ ألم يقرأ هذا الشيخ الدكتور القرآن الذي يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا). وكذلك يقول لمحمد عن عرب مكة وما حولها: (وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم من قبلك من نذير) ( سبأ 44). فالله يقول لمحمد إنه لم يكن لعرب الجاهلية كتب دينية يدرسونها، ,إنه لم يبعث لهم من رسول قبله. ويقول (ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً). فإذاَ المنطق يخبرنا أن الذين ماتوا من عرب الجاهلية قبل بعثة محمد لن يعذبهم الله لأنه لم يبعث لهم من رسول، وهو يقول عن نفسه إنه لا يعذب الناس حتى يبعث لهم رسولاً. فأم محمد التي ماتت عندما كان عمره ست سنوات، وأبوه الذي مات قبل أن يولد محمد، كيف يتراجع الله عن كلامه ويعذبهما في النار، كما ذكر محمد نفسه أن أمه وأباه في النار؟ يا عالم تفكروا في آيات قرآنكم، خاصةً أن القرآن يقول (ألا يتدبرونه).
يقول لنا القرآن مخاطباً الرسل جميعهم (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) (المؤمنون 51-52). فالقرآن هنا يقول لجميع الرسل إن أمتكم أمة واحدةً. فالمسيحي واليهودي والمسلم كلهم أمة واحدة. ثم يقول لنا في نفس القرآن: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون) (النحل 93). فنحن إذاً لسنا أمة واحدةً، وتثبت الخلافات بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين الأديان الأخرى أنهم ليسوا أمة واحدة. فماذا حدث للآية الأولى؟ تناقض واضح ولكن المسلم لا يشغل باله بالتناقضات القرآنية إما لأنه لا يعرفها، وإما لخوفه من عذاب الله الذي قال إن المشركين يتبعون المتشابه من القرآن لينتقدوه، وقد أعد لهؤلاء عذاباً عظيماً.
وهناك طبعاً من يستغل جهل المسلمين والغرب بالإسلام وكذلك خوف المسلمين من حكامهم المستبدين ليتاجر بالإسلام في كل صغيرة أو كبيرة، كما يفعل آل سعود. فقد قال سعود الفيصل وزير خارجية مملكة آل سعود في فيينا عندما وقع على اتفاقية إنشاء مركز باسم الملك عبد الله بن العزيز لحوار الأديان: (إن جميع الأديان الأساسية تشترك في قيم جوهرية تدعو للتقدم والعدالة الاجتماعية والتسامح وحفظ الكرامة البشرية وأن الهدف الأساس لجميع الأديان يتركز في الدعوة للخير والتصدي للشر في الحياة.) انتهى. وهذا طبعاً كلام جميل جداً غير أنه كذب بواح. فالإسلام لا يدعو للعدالة الاجتماعية والتسامح. فلو كان الإسلام يدعو إلى العدالة الاجتماعية لما رأينا أمراء وأميرات آل سعود الذين يتعدى إحصاؤهم عشرة آلاف أو يزيد، يسيطرون على أموال النفط ويبنون القصور العديدة على أجمل السواحل بالمملكة وفي أوربا، ويمتلكون حسابات ضخمة في البنوك السويسرية بينما تثبت الأبحاث أن بالرياض طبقات من السعوديين المهاجرين إليها من القرى يعيشون في فقر مدقع (أوضحت البحوث أن الفقر مرتبط ببعض الشرائح الاجتماعية أكثر من غيرها، حيث تشكل المجتمعات المحلية البسيطة جزءا من الفقراء إضافة إلى الأميين وأصحاب الأعمال غير المهارية وكبار السن والأرامل والمطلقات. وأفادت أن هجرة الفقراء إلى الرياض تؤدي إلى الاستقرار في المناطق الشعبية في الرياض وأن91 في المائة من أسر المناطق العشوائية في الغالب من المهاجرين الجدد الذين يرون في تكريس وضع الفقر حالا أفضل من الحال التي كانوا عليها في مناطقهم الأصلية حيث أن انعدام توافر وسائل الراحة وصعوبة المواصلات وانتشار الحشرات وعدم تطور البيئة في تلك المناطق يزيد من شعور المهاجرين بقسوة بيئتهم الأصلية مقارنة بالرياض) (منيف الصفوقي، الشرق الأوسط، 31/7/2005).
واستمر سعود الفيصل في خطبته العصماء ( أنه وإدراكا منه لأهمية هذه الأهداف النبيلة، أطلق العاهل السعودي نداءه المخلص لكل دول وشعوب العالم لنشر الحوار بين أتباع مختلف الديانات والثقافات التي تشكل تراث البشرية جمعاء) انتهى. وهناك مثل إنكليزي ربما لا يعرفه آل سعود يقول:
Charity begins at home

 أي أن الأعمال الخيرية تبدأ في المنزل. فإذا كان الملك يدعو الأمم الأخرى لحوار الأديان، لماذا لم يبدأ بمملكته ويأمر شيوخ الوهابية بحوار الشيعة المضطهدين في شرق المملكة عندما (وصف إمام الحرم المكي الشيخ عادل بن سالم الكلباني علماء الشيعة بـ”الكفار”. وقال الكلباني في مقابلة مع قناة بي. بي. سي أذيعت مساء الاثنين ضمن برنامج “في الصميم” إن الشيعة لا يحق لهم أن يكونوا ممثلين في “هيئة كبار العلماء” التي تعتبر أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية) وعندما سئل الإمام عن تكفير جميع الشيعة، قال (تكفير الشيعة عامة مسألة يمكن أن يكون فيها نظر، أما تكفير علمائهم واجب بدون تمييز). ويمكن مشاهدة المقابلة على الرابط:
http://www.bbc.co.uk/arabic/av/programmes/2008/03/080311_tv_tothepoint.shtml?bw=bb&mp=wm&news=1&ms3=22&ms_javascript=true&bbcws=2
وقد حددت اتفاقية المركز في فيينا (دعم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتعزيز التفاهم والاحترام والتعاون بين الشعوب وحفز العدالة والسلام والمصالحة ومواجهة تبرير العنف والصراعات بغطاء الديانات) (إيلاف 13/10/2011).
والغريب أن التقرير الأمريكي السنوي عن حرية الأديان يقول عن السعودية ( وقد واجه الشيعة الكثير من التمييز السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي والديني ، بما في ذلك محدودية فرص العمل والتعليم ، وانخفاض مستوى التمثيل في المؤسسات الرسمية ، وتقييد حرية ممارسة المعتقد الديني وبناء أماكن العبادة والمراكز الجتماعية. بل أن هناك الكثير من الحالات اتهم فيها. رجال من هيئة المر بالمعروف والنهي عن المنكر )المطوعين( ، أو الشرطة الدينية، بالتحرش. وسوء المعاملة والقتل. كذلك فإن هناك العشرات من العمال الأجانب وأفراد أسرهم ممن القي القبض عليهم ورحلوا إلى بلدهم على خلفية ممارستهم لشعائرهم الدينية.) انتهى. هل يمكن أن يؤدي هذا الحوار الإسلامي إلى إزالة اللافتات حول المدينة التي تقول (طريق غير المسلمين)؟ وهل يمكن أن يسمح الحوار ببناء كنيسة واحدة فقط أو سيناجوج في الرياض، والحديث يقول (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان)؟ ألا تكفيكم البذور الشريرة التي نشرتوها في مدارس تحفيظ القرآن في باكستان وأفغانستان واليمن؟ هل لا بد من بذر نفس تلك البذور في أوربا باسم حوار الأديان؟ ويبدو أن الملك عبد الله يريد حواراً من جانب واحد، وهو الجانب الإسلامي الذي يستغفل الأوربيين ليسمحوا ببناء المراكز الإسلامية والمساجد ذات المآذن العالية بينما تظل جدران السعودية وأبوابها موصدة على الأديان الأخرى
صدق محمد عندما قال (ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين) ( التوبة 101). ولكن المشكلة أن كل هذه التناقضات لا تشغل عقل المسلم لأن عقول المسلمين قد خرّبها الإسلام منذ ألف وأربعمائة عام مضى.

كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 1 Comment

ليسوا رجال دين وانما سياسيون رخصاء

طلال عبدالله الخوري      نشرت ب 23\11\2011

إن أي رجل دين يتدخل بالسياسية من موقعه الديني ومن تحت ظل تاجه الإلهي لم يعد رجل دين, وإنما اصبح سياسي بكل ما للكلمة من معنى, ويحق لنا عندها نقده وضحض اقواله وفضحها, ومحاكمته كما نفعل مع اي سياسي يريد ان يمرر علينا برامجه السياسية التي تصب بمصلحته من دون ان يقنعنا بها!

إن رجل الدين الذي يريد ان يتدخل بالسياسة من داخل دور العبادة, لم يعد رجل دين وانما هو سياسي من النوع الرخيص, واذا كان يحترم دينه ويحترم رعيته فعليه ان يخلع ردائه الكهنوتي او ان يتخلى عن عمامته ولحيته الإلهية, وبعد ذلك ليصبح سياسيا كما يشاء, وإلا ما الفرق بينهم وبين الولي الفقيه؟

يتفانى العلمانيون المخلصون بالدفاع عن الحقوق الأدمية للانسان العربي بشكل عام و للاقليات بشكل خاص, وخاصة الاقلية المسيحية بما يسمى بالوطن العربي, من خلال كتاباتهم ونشاطاتهم, وبسبب هذا النشاط الانساني يتعرض الكثيرون من العلمانيين الى كل انواع الأذى والاضطهاد والترهيب والتشريد والتجويع وفي احيانا كثيرة للقتل, لهم ولاسرهم وابنائهم! فكيف يكافئهم رجال الدين المسيحيون على تفانيهم هذا؟ وكيف يردون لهم الجميل؟

في هذه المقالة, لن نكتب عن تجاربنا الشخصية مع سلبية أخوتي من المسيحيين العرب وعقدة استكهولم لديهم, لأننا سنفعل هذا في بحث مستقل, ولكن سنسرد تجربة اهم مفكرين علمانيين عربيين سنيين والذان دافعا عن حقوق المسيحيين اكثر من اي مسيحي واكثر من اي رجل دين مسيحي بالتاريخ المعاصر, وهما المفكر والفيلسوف المصري سيد القمني والمفكر والفيلسوف السوري نبيل فياض, وسنرى كيف تمت مكافئتهم بالغدر والخساسة ونكران الجميل من قبل رجال الدين المسيحي؟

يقول المفكر نبيل فياض في مقالته بعنوان: القط ولسان قداسته:

” في أواخر التسعينات من القرن الماضي، وكان كتابي، أم المؤمنين تأكل أولادها, يثير العاصفة إثر العاصفة في الوسط السنّي السوري، والتهديدات تنهال عليّ كالمطر من من كلّ حدب وصوب, وجدت نفسي فجأة في طالع الفضّة، أمام بطريركيّة الروم الأرثوذكس؛ وفجأة أيضاً، وجدت نفسي أمام قداسة البطريرك، أغناطيوس هزيم، الذي لم أكن رأيته مذ زرته مع شخص شيعي من جيرانه في المنطقة، كي أقدّم له كتابي، التلمود البابلي-رسالة عبدة الأوثان! كنت منفعلاً للغاية، خاصّة بعد أن تكرّر هجوم الغوغاء على مكان عملي بتحريض من شيخ وهابي متبعّث, وسكوت الأمن السياسي المريب حيال كلّ ذلك: وكأني مواطن تايلندي! كان طلبي الأوحد لقداسته مكاناً في أحد الأديرة الأرثوذكسيّة أقيم فيه شهراً من الزمان، أريح فيه أعصابي من الوهابيين والأمن السياسي على حدّ سواء. وكان ردّ قداسته أصعب من خساسة الوهابيين وتواطؤ الأمن معاً. وكان الردّ يركّز على نقطتين: إن الروم الأرثوذكس شعب مستضعف في سوريّا، وهم بالتالي بحاجة أكثر مني إلى الحماية، وإنّ الموارنة الذين زرعوني يجب أن يتحمّلوا وحدهم الحصاد المرّ! وعرفت وقتها، للأسف، أنّ المسيحيين السوريين، بسبب جبنهم التقليدي المتوارث، سيرفضون من يأتي لهم بحقوقهم الطبيعيّة، حتى وإن قدّمها لهم على طبق من دم!” انتهى الاقتباس.

ان تصرف البطريرك اغناطيوس هزيم ليس له اي علاقة بتعاليم المسيح لا من قريب او بعيد؟ وانما تصرفه كان تصرف زعيم سياسي يخاف على كرسيه! وحتماَ هذا التصرف خالي من الانسانية والمرؤة والشهامة للانسان العادي فما بالك برجل دين في منصب بطريرك لديه رعية بالملايين؟

نحب ان ننوه هنا بان المفكر نبيل فياض ارتكب خطأَ علمياَ صغيراَ عندما نعت المسيحيين بالجبن التقليدي؟ فلايوجد هناك جبن تقليدي, وانما سمة الخوف تتم اكتسابها بسبب التعرض للقهر من اطراف لا يستطيع مقاومتها او مجابهتها, مثل الاستبداد الذي يمارسه الطغاة ضد شعوبهم, فهم مع الزمن يصابون بمرض مزمن تم تعريفه طبيا: بعقدة استكهولم.

يعبر المفكر المصري سيد القمني في مقاله الأخير بعنوان: قبل الفزع الاكبر, عن مرارته التي اصيب بها من زعماء الكنيسة القبطية وبابا الاقباط شنودة, حيث ان القمني قام بالكثير من الابحاث العلمية الهامة والتي تبين عدم شرعية المادة الثانية بالدستور المصري والتي تقنن استعباد الاقباط من قبل المسلمين ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية, ولقد تعرض لهذا السبب لكل انواع التخوين, وتم ترهيبه وتهديده بالقتل, ولقد عانت معه ايضا اسرته وابناءه, وفي نهاية الامر يقول زعماء الكنيسة القبطية بانهم لا يمانعون من وجود هذه المادة العنصرية بدستورهم؟

يقول القمني بمقاله انف الذكر:”
مصيبتى تتضاعف مع الكنيسة بعد طول عراك بينى وبين الإسلاميين على وجود هذة المادة ، بعدها بزمن طويل بدأت الكنيسة فصرح بعض رجالها في آخر سنوات حكم مبارك على إستيحاء بضرورة إعادة النظر فى هذة المادة ، مستنداً إلى ما قدمة شخصى المتواضع بهذا الشأن ( دون ذكري بالطبع فهم يصفقون لي عن بعد لكنهم لايتحملون تبعات الاقتراب مني ولو كمرجع للفكرة والمعلومة لأني منطقة حرام ؟ ). وتقلبت الأيام وجاءت بما لم يكن بالحسبان ، فجأة جاء الغضب وثورته المجيدة ، ويالانكسار الروح عندما انتهز الإسلاميون الفرصة ليسرقوا ثوار الغضب مجدهم ومستقبلهم ، فما كان من كنيستنا الغراء إلا الإعلان عن مبايعتها وتأييدها لبقاء الماده المصيبة كعربون لحلف مع النظام الإسلامي القادم .

ويا لهول السقوط والتردي أمام أى بوادر تستدعي الرعب التاريخي الكامن ، الذى يحيل الثورة إلى انكسار وتراجع ذليل ، مع إعلان الكنيسه إن هذة المادة ستضمن تطبيق الشريعه الإسلامية للمسلمين ، وفى ذلك صالح الاقباط ، لأنهم بدورهم ستكون مرجعيتهم التشريعية هى الكنيسة بين بعضهم البعض ، يعنى كل واحد يبقى مع نفسه وكل وحده ومصيبته على قده ، وهو ما استقبله الإسلاميون أحسن استقبال فهشوا له وبشوا و أعطوا الموافقة على تسيلم المسيحيين للكنيسة مقابل أستلامهم للمسلمين.

ولا يطيب لى أبداً ، ولا يسعدنى ، بل يشعرنى بالقرف ، أن يعيش سيد القمنى عمره كله كعلمانى صادق مع مبادئة ، يحارب من أجل حقوق المواطنة الكاملة من حرية ومساواة وحقوق مدنية وسياسية للأقباط ، فيكون رد كنيستنا الوطنية للجميل أن تطلب له و لزملائة ولأهلة المسلمين العبودية والذل الكاملين. مع التضحية تماما بمصر وبالوطن وبأى أمل فى تقدم وتحضر كان مأمولاَ. رضى لنا أهلنا الأقباط الهوان وطلبوه لنا مكافأة على عمر طويل من العطاء غير المسبوق وغير المنكور ، لنعيش تحت قهر فقهاء الشريعة مقابل حصول الأقباط على العيش تحت قهر الكنيسة ويفوز كل بغنيمتة ، ويظل شعبنا فريسة الكاهن والشيخ بأسوأ مما كان قبل يناير الغضب. إن بنيامين قد عاد متحالفاً مع عمرو الفاتح ليفوز كل بنصيبه من العبيد ، فيفوز ابن العاص بكرسى الحكم ويفوز ابن بنيامين بكرسى الكرازة. كلكم سادتى المعمين المقفطنين الملحتين الملتحفين السواد أو البياض كهنة أو مشايخ مسلمين ، كلكم أزهراً أو كنيسة وإرهاباً ، كاكم داخل نفس الجبه الطائفية القاسية ، الناس فى قواميسكم هم عبيد يؤدون لله حقوقه (يعنى إليكم) ، أما هم فغير موجودين في البال ولا في الخاطر ، وليس لهم أى حقوق.

كنيستنا العزيزة الغالية غلاوة الوطن ، أصمتى عن الشأن السياسى ولا تكررى بيع عيال الله خشية أن يشارك الكنيسة فى ولائهم أى ولاء آخر ، حتى لو كان الوطن ، لا تفسدى علينا يا كنيستنا المكرمة ما بذرناه عبر عمر من العذاب ، أو كان العذاب قطعة منه ، نحرث ونبذر ونروى ونكنس ونمسح وننظف ونطهر جروح متقيحة فى العقل والروح والبدن ، سكبنا فيها رحيق العمر وعصارة الأيام وخبرتها ، فى زمن كنت فية يا كنيسة كامدة من طول الصمت حتى البكم ، وكنا نحن من يقول بعلو الصوت الجهير ، وكنا نحن دونكم من يتلقى الصعقات واسوأ النتائج والعقوبات المجتمعية ، بل ومن زملاء لى ليبراليين يتاجرون أحياناَ. تحملت وحدى ساعات رهيبة مفزعة إن تأخرت طفلتى فى العودة من مدرستها ، أو يكون ابنى فى سيارتى التى أغرقوها فى النيل أمام بيتى ، ولكن هناك فرق بين من يدير خدة للطم ، وبين من يرفض أى جرح لكرامتة الإنسانية ولو بالقول. وهو القول الطويل العريض الذى لم يترك فى قائمة اتهاماتة وتشهيرة بالكذب الشيطانى شيئاً بشعاً لم ينسبه إلى شخصى الضعيف فى تدمير منظم وحرق للكاتب وتخوينة وإقصاءه من مجتمعة ، فى عمليات تشهير وتجريس لم تحدث لكاتب غيرى ، فهى غير مسبوقة وربما غير ملحوقة.

كفوا عنا أذاكم سادتى كهنة الكنيسة وأنشغلوا بالعبادة وتطهير النفوس ، وأتركوا لنا شئون لا تفهمونها ، لقد سبق لنا ولا زلنا وسنظل ما دام العمر ، فى عراكنا من أجل حصول كل المصريين من أى دين أو عنصر على كامل حقوقهم فى المواطنة والمساواة أمام قانون واحد. عراك بدأناه فى زمن كنتم فية جثة بكماء مصابة بالشلل الرباعى ، ولا تستطيع أن تكسر صمتها بصرخة. إن المسيحى يستحق حظوظاًمثل حظوظ المسيحيين فى بلاد الحريات ، لأنه ليس أقل من الذين حصلوا على عتقهم من الكنيسة ، وعادت العلاقة بينهم علاقة صداقة ومحبة وأختيار حر بلا قهر بحرفية النص ، وهى لاشك الخطوة الأرقى من علاقة السيد والعبد ، هى الأنتقال من سلطان الشريعة والحرف النصى إلى علاقة المحبة التى تتساوى فيها كل الرؤوس ولا تنحنى فية رأس الأنسان لأى من كان ، المسيح قد أكد أن الحرف يقتل وليس أنا من قال.” انتهى الاقتباس.

طبعا, موافقة رجال الكنيسة القبطية على بقاء المادة الثانية من الدستور التي تجعل الاقباط مواطنين من الدرجة الثانية هو موقف سياسي اقتضته مصلحة رجال الكنيسة السياسية وهذا الموقف لا علاقة له بتعاليم المسيح لا من قريب او بعيد.

نحن لا نطالب رجال الدين بأن يقفوا بجانب النضال السياسي للعلمانيين من اجل الحقوق الآدمية لاخوتنا من اقلية ومن اكثرية ولكن على الاقل يجب عليهم ان يصمتوا ولا يقفوا بالخندق المعادي لحقوق الناس!

نحن لا نعتبر بشارة الراعي بطريرك الموارنة, و أغناطيوس هزيم بطريرك الروم الارثوذكس, و بابا الاقباط شنودة, و حسن نصرالله ولي فقيه الشيعة بلبنان, والشيخ يوسف القرضاوي, وشيخ الازهر, وأعضاء جماعة الاخوان المسلمين, برجال دين بررة, وانما نعتبرهم سياسيون ويستخدمون الدين من اجل مصالحهم السياسية وبذلك لا يوجد هناك اي فرق بينهم وبين القذافي ومبارك وصالح وبشار والولي الفقيه.

وفي الختام نحن نؤكد على ما اكدناه بمقالاتنا السابقة بأننا لا نطالب باصلاح الكنائس المسيحية, وانما نطالب باصلاح دين الاكثرية وهو الاسلام, لانه بعد اصلاح دين الاكثرية فان اصلاح دين الاقلية يكون تحصيل حاصل.
راجعوا مقالاتنا: التسعيرة.. ويا بلاش, ومقالنا:مسيحيو سوريا وخرافة وضعهم المستقر, ومقالنا: قس وعلماني (معضلة الكنائس العربية), ومقالنا: مخاوف الاقليات ومعالجتها.

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

هوامش:

https://mufakerhur.org/?p=214
https://mufakerhur.org/?p=165
  https://mufakerhur.org/?p=1085
https://mufakerhur.org/?p=334

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

من عدم الانحياز لانحيازات خارج التاريخ

محمد البدري

في الستينات قال وزير خارجية امريكا “جون فوستر دالاس” أن عدم الانحياز موقف غير أخلاقي. ولأن الاخلاق عليها خلاف كبير في معناها واهدافها ومواضعاتها طبقا للزمان والجغرافيا والثقافة والموقف من التقدم الحضاري فان ما جري في مؤتمر عدم الانحياز بطهران يجعل من قبر دالاس مزارا لا يقل عن تلك التي في ويست منستر آبي في لندن أو ما جري تحنيطهم كآلهه ووضعوا في احد جدران الكرملين. ولم يكن سكوت الاتحاد السوفيتي علي هذا القول سوي تطبيق للمثل المصري: السكوت علامة الرضا.

وبغض النظرعن قرارات المؤتمر رغم انها مصاغة لاضفاء نوع من الخلق السياسي علي اصحابها. لكن اليس من الاجدي ان يسارع الاعضاء الي التخلص من انحيازياتهم الواضحة ونفاق بعضهم البعض وممالأة العالم بان مصالحهم تمنعهم من الانحياز. اليست السعودية غارقة في معسكر الناتو والان سوريا وايران في معسكر مخلفات حلف وارسو. رضي الله عنك يا دالاس واسكنك فسيح جناته.

فاذا كان المقصود بعدم الانحياز الوقوف محايدا بين القوي العالمية في الستينات، الناتو في مقابل حلف وارسو، فان الحيادية الاخلاقية المفقودة عند معظم المجتمعين في طهران الشهر الماضي جعلهم ينصتون في خطاب الافتتاح الي انحيازات من النوع الذي يجعل للاخلاق معني واحد يعف اللسان والقلم عن ذكره. دول الخليج بضفتيه ليست فقط منحازة الي كتلة الناتو بقيادة الولايات المتحدة بل ومنقوعة فيها بالاموال والسلاح والقواعد العسكرية. مصر غيرت إتجاه القبلة أكثر من مرة وكأنها تسعي بين الصفا والمروة منذ الستينات وحتي القرن الحالي. فعندما نشأت الحركة كان كثير من الدول المشاركة تسعي للاستقلال والتحكم في مواردها لبناء ذاتها مستخدمة قواها البشرية. قليلين هم من حققوا بعضا من هذه الاهداف لكن كثيرين ممن أسسوا أو انضموا الي الحركة فيما بعد اصبحت اللا اخلاق هو انجازهم الوحيد. ولان الجميع وحسب ميثاق التاسيس كانوا علي وفاق ولو ظاهريا علي الاهداف التي يمكن تلخيصها أهمها في:
1- حق تقرير المصير
2- السيادة والاستقلال الوطني
3- وقف التمييز العنصري
4- عدم الانضمام للاحلاف العسكرية
5- نزع السلاح
6- عدم التدخل في الشئون الداخلية
7- عدم استخدام القوة لفض المنازعات

فكان من الصعب علي الذهن السياسي لحركة التأسيس ان تكون موقعة الجمل او حرب صفين ضمن مشكلات الحركة وتكون نتائجها ضمن افتتاحية المجموعة. لكن وبعد أم مرت مياه كثيرة من مخلفات الصرف الصحي العربية والاسلامية تحت الجسور وفي انهار الدول المؤسسة، بما يسمي الدعوة، لم يعد النهر هو ذاته حسب قول الفلاسفة اليونان أو الرفيق ماو. بينما بقيت الانحيازات المكتومة قائمة و اضيفت اليها إنحيازات جديدة فيما بين ام المؤمنين وبين صحابة اهل البيت التي لم يسمع عنهم دالاس أو قادة الكرملين وكثير من دول عدم الانحياز الغير اسلامية.

أثناء مشهد عملية التسليم والتسلم لقيادة الحركة في افتتاح مؤتمر الحركة بطهران، قفز لذهني طريقة تجار المخدرات لحظة تسليم البضاعة حيث الريبة واخفاء السلاح ومفاجأة الخصم خوفا علي المال او البضاعة من جهه أو عدم الثقة بين المتعاملين من جهة أخري. فقفزت كل الاسلحة العقائدية القديمة الصدئة لتشهر امام العالم اجمع كفضيحة اسلامية اصطبغت بها هذه الدورة من دورات عدم الانحياز. فما دخل الصلاة علي اهل البيت بعدم الانحياز فيما بين الناتو ومخلفات وارسو؟ رغم ان للحضور جميعا انحيازات واضحة تجعل اوباما وبوتين ضمن الحاضرين في المؤتمر. وفي الترجمة لكلمة الرئيس الاسبق للمجموعة ومن خلف الجدران جري تشوية الخصوم باستبدال البضاعة ببضاعة أخري او الاموال باموال مزيفة لمزيد من الربح أو تشوية الخصوم بعد ان اصبحت مجموعة عدم الانحياز ساحة لكل انواع النزاعات الغير متضمنة في ميثاق التاسيس. فهل من الاخلاق ان يتم تغيير خرائط العالم لتتناسب مع الاخلاق الجديدة. أغفل رئيس مصر بعد الثورة احتجاجات البحرين وما جري شعبيا فيها كثورة اجتماعية علي نمط الثورة المصرية فصحح له الاعلام الايراني خطأ مرسي بجغرافيا العالم العربي وذكره بسوريا؟ ثم وفي النهاية يتبادل كل صاحب لحية القبلات والاحضان بعد ان طعنوا بعضهم بعضا بالاسلحة العقائدية ممن انحازوا الي جهة أو اخري مؤكدين للقوي العظمي ان مشاكلهم كسياسيون وعقائديون لها نفس الدرجة وربما اشد. فهل ياتي اليوم الذي ستنضم فيه دول الغرب والشرق باحلافها وكتلها العسكرية والاقتصادية الضخمة لتؤسس مجموعة عالم عدم انحياز مماثلة لتنأي بنفيها عن مشكلات العرب والمسلمين بعد ان اصبحت العقائد القائمة علي الايمان اشد خطرا علي العالم من خطر الكتل الايديولوجية الكبري في القرن الماضي؟

بدأ الرئيس مرسي كلمته بالصلاة والسلام والتحية والاكبار علي كل رموز قبيلة قريش التي علي قواعدهم الايمانية انقسمت بلاد المسلمين الي سنة وشيعة. واصبح كلا منهما قوة اقليمية علي اساس عقائدي ومالي. ويتنافسان محليا بخلاف ميثاق تاسيس الحركة ويتباريان في الانحياز كل منهما الي الكتلتين الرأسمالية والاشتراكية بشكل اكثر قسوة وادني فكرا في غياب تام للعقلانية السياسية. ولن نتطرق للاخلاق بعد هذا، لا في المرحلة الاولية القديمة زمن تأسيس السنة والشيعة، أو في زمن تأسيس الحركة في الستينات، لسبب ان نفس القرآن وقت نشأة الفرقتين الاسلاميتين كان حمال أوجه، اي له أكثر من وجه سياسي واخلاقي. احتكم كلاهما اليه كمصدر وحيد واصلي لعمق ايمان زعماء واشراف تلك القبيلة به. بعكس ما احتكمت اليه الكتلتين الراسمالية والاشتراكية الي مصادر مختلفة هما كتاب آدم سميث (ثروة الامم) وكتاب ماركس (راس المال). وهنا يكمن الفارق الاساسي بين عالمين حافظ أحدهما علي التخلف والايمان واللا خلق وبين مجتمعات تبارت باسلحة مختلفة واثبتوا عبر صراعهم اين االحقيقة واين الصواب في سباقات التقدم والنمو والحقوق. هكذا بدي المؤمنون بكتاب واحد أكثر فرقة وانقساما ممن يؤمنوا بلا شئ أو بكتب لها آلهه متعددة. فعندما أوحي مرسي لاحمد نجاد بانه حضوره الي طهران دليل علي ان العلاقات لم تعد علي سابق خشونتها ووصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالشقيقة فان موقفه من النظام السوري جعل التناقض بين العروبة والاسلام بشقيه السني والشيعي اكثر التهابا خاصة ما أكده غياب ملك السعودية عن المؤتمر متعمدا والذي غادر مملكته قبل المؤتمر بيومين وارسل وفدا من الدرجة الثالثة وربما اقل حسب التصنيفات الوظيفية لدي المملكة.

وهنا نعود ولو مؤقتا لمعني الاخلاق، كيف انجز المسلمون اخلاقا جعلتهم كتلة ثالثة تاسست علي الانتماء للماضي وترديد الخرافات وكل ما اعاق البشرية عن التقدم. وعلي هذا الاساس جاءت كلمات رئيس مصر فى المؤتمر تقطر بالمداد الشعبي الديني في انحيازاته لبطل في مواجهة شرير مستعيدا تراث عبد الناصر لكن علي قاعدة جديدة وهي العداء للقوي الدولية العظمي لان افتتاحية المؤتمر انطلقت من قاعدة اسلامية معادية لكل شئ عدا ما هو سني. فبعد ان كسبت الشعوب حقوقا في مواجهه السلطة القديمة هاشمية أو أموية وبفضل الثورات الحديثة تعود مؤتمرات عدم الانحياز التي كانت وحسب التاسيس تدافع عن الحقوق، عادت لترتد باقل الشعوب اكتسابا للحقوق الي التلهي بمعارك علي شاكلة داحس والغبراء. فهل تغيرت اجندة ومبادئ المجموعة عندما ياخذ المسلمسن ذمام الرئاسة وانعكست مبادئها لان زمن التحرر اصبح يدق ابواب اكثر المناطق تخلفا وجهلا في العالم؟ ويبقي السؤال ما ذنب الدول الغير اسلامية ذات العضوية والتي حضرت لطهران لتسمع وتشارك فيما يمكنه ان يعينها علي موقفها كعالم ثالث في زمن لا مكان فيه الا للاقوياء، ما ذنبها لتسمع افتتاحيات دينية من دين يجعل من فعل الامبريالية رحمة ورافة بهم مقارنة لما في نصوص الاسلام، خاصة لو استعرضوا كيف ان من حضر لايران من جيرانها العرب الخليجيين المسلمين مثلها يعارضون تسليحها نوويا بل وعسكريا بشكل عام خوفا منها وكأنهم منحازون دون ريب الي معسكر اسرائيل.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تنهدات امرأة (6)؟

فؤاده العراقيه

كانت تسأل نفسها حين كانت صغيرة بعفوية الطفولة وبرائتها عن ماهية الفرق بينها وبين اخيها الذكر اين يكمن ؟ وأين يكمن الخطأ فيها ؟ سألت نفسها كثيرا بعد أن كانت تشعر بالفرق في المعاملة التي كانت تتلقاها وهي تدرك جيدا بأنها مساوية له ولا ينقصها شيء عنه حيث تمتلك الذكاء كما يمتلكه ولديها نفس العقل الذي يحمله , لديها نفس العيون التي يرى من خلالها العالم وتمتلك يدان تعمل أكثر من يداه , لكنها لا تمتلك ما يمتلكه من الحرية ولا تمتلك الحقوق كما هو يمتلكها بل الحق له دوما .
حدثت نفسها بصوت مرتجف ومخنوق ولا زالت تلك الأسئلة تراودها وتجول بذهنها مرارا حتى بعد ان تعدت سنينها مرحلة الطفولة بل وشعورها بالفارق كبر معها وأتسع مجاله أكثر وأكثر بعد أن بدأ يختار لها حياتها وتحركاتها بل ويتعدى ذلك ملبسها وطريقها بالحياة بحجة انه الوصي عليها والأرقى والأوعى منها , وبحجة انه قد كُلف من قبل الرب بقيادتها وهو القوامة عليها ليحولها بهذه الحجج الى روبورت لقضاء احتياجاته وحول نفسه الى ملك يعتلي عرشها وسارق لسنين هي بالأصل ملكها بشقاؤها وبهجتها وبحزنها وفرحها وألمها , كذبَ وصدّق كذبته دون ان يقف للحظات ليفكر بانه قد يكون مخطأً في تصوراته ولن يعي بأن كل فكرة يجوز فيها الخطأ , وحياتنا تسير وافكارنا تتغير لكنه متمسك بأفكاره التي تحولت الى أفعال وأفعاله تحولت الى عادات وعاداته تحولت الى طباع بعد ان اعتمد على مفاهيم ساذجة لا تتناسب مع تطور عقليته , فتحددَ مصيرها بذلك .
ليس هذا فقط وأنما عليها ان تداري هذا الرجل وان تكون تحت طوعه دوما , عليها ان تحضّر له القلم وقت ما اراد الكتابة بالوقت الذي هي تبحث به عن اي قلم بين طيات حاجياته , وبالخفية تحاول ان تختلس الوقت اختلاسا لتكتب أو تمسك , وهو يرتعد لكتاباتها خوفا من ان تكون موجودة وترتعد رجولته لو امسكت بكتابا فلا يحتمل رؤيتها خارج المكان الذي حدده لها ما بين المطبخ وبين غرفة نومه , فلا يحق لها الكتابة والأبداع والتعبير عن افكارها ويتحجج هو بعدها بأنها غير قادرة وتعاني من النقص في تركيبها الى ان اصبحت فعلا كما يريد لها , فكيف لعقلها ان يكتمل وهي تحت سقف العبودية هذا الذي يطبق على عقلها .
كبرتْ وبدأ وعيها يكبر وأخذت تشعر بأن الفرق الوحيد بينهما هو بعض الهورمونات وبعض الفروقات التي لا تستحق الذكر , لكن هناك الأمومة التي من خلالها أستطاعت أن تهب الحياة لأبناء يحملون اسم الرجل فقط , فهل هنا يكمن السبب ؟ هل لأجل هذه الأمومة أخذ يتفنن بفتاويه اليوم ومتججا بحجج غبية رجوعا بها الى ما قبل قرون , بالوقت الذي يكون العالم في تقدم مستمر وهو في تدهور مستمر بل ويريد المزيد والمزيد لأجل المحافظة على هيمنة ساذجة .
حدثت نفسها بالفرق بينها وبينه …. هي تستطيع ان تهب الحياة وعطائها هو الأكثر والأكبر من عطائه فكيف جعل ميزتها هذه لصالحه بل ويتفوق عليها من خلالها , وأصبح له كل الوقت ليفكر ويبدع وله حرية التنفيس عن افكاره ليطلق آرائه بها وله مطلق الحرية ليخرج الى العالم لكنها لا تمتلك حريتها ولا وقتها للخروج الى العالم والأبداع , لا تمتلك الحق للكثير والكثير , اصبحت العيب والحرام كله عيب ان تكتب وتعبر عن افكارها وعيب هي اعمالها مما شل قدراتها وأصبحت محدودة تحركاتها , هي عبارة عن عيب وعلى اخيها او ابيها او زوجها ان يخفيه عن الأنظار فهو رجل لا يعيبه شيء , هي النقص بالرغم من كمالها نقصها بالعقل وبالدين !! وهو الكمال رغم نقصانه .
لا تعلم كيف تكون جميع النساء ناقصات فهل تتساوى المرأة التي اخذت حقها وتطلعت للعالم مع من مكثت بين اربع جدران , وكيف له ان لا يدرك بالفرق بين اللواتي اخذن حقوقهن وكيف استطعن ان يبدعن كما هو حال العالمات والمفكرات والقائدات والاديبات.
هل يُقصد بالدين هو سيطرة الرجولة الناقصة التي لا يحق لنا ان نعيبها مهما عمل صاحبها فهو كما يُقال رجل لا يعيبه شيء !! كيف يكون جميع الرجال مكتملين بالدين على حد سواء ؟ كيف يكون لرجل مجرم الكمال في الدين ؟ وكيف يكون لسارق ومغتصب وووو كل هؤلاء الذين نراهم اليوم .
من المسئول عن ما كان ويكون ؟ هل هو الرجل ام المرأة ام المجتمع ام القانون ؟ من المسئول عن سيادة الفساد والقانون ؟ سألت نفسها كثيرا لكنها لم تسمع سوى صدى اسألتها فمن اين يأتيها الجواب وهي قابعة ومحاصرة بين جدران قوية متمثلة بتخلف الرجل وبموروث المجتمع وبسلطة دولة تريد لها التهميش لتعزز هيمنتها ولتجعلتها مشغولة دوما بالأبناء والبيت وهذه الحلقة التي افرغتْ جميع قدراتها وجعلت طاقاتها سلبية فقط .
هي امرأة اتعبتها السنين
محاصرة بوجعها والأنين
ما بين احكام الرجال والقوانين
ومقيدة من الشمال الى اليمين
تنكشف الحقائق امامها على غفلة من امرها حقيقة الأيام والسنين وكيف وجدت نفسها مجرد كيان لا يعبأ به أحد مجردة من كيانها ومالها وقرارها حيث اصبحت بحكم القوانين ملكا لهذا المخلوق الذي مسخته وشوهته السنين , فيحاول ان يثبت ذاته ورجولته من خلال حصرها ليستجمع قوته عليها , غافلا لمعاني الأنسانية الحقيقية فلا تعلم كيف انكشفت امامها حقائق تلك السنين ولا تعلم كيف وجدت نفسها مجردة من كيانها فهي الآن صفر اليدين لا تمتلك المال والقرار والرأي والحرية كأنسان , هي ملكا لهذا المسخ الذي نصب نفسه الاها عليها , واراد ان يسهم بالبناء بمفرده .
لكنه اثبت فشله فلا تنهض الأمة من سباتها وهي تسير على قدم واحدة والمرأة ساكنة

 

أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

بوق الأسد يوزع صكوك الغفران بالوطنية؟

طلال عبدالله الخوري 3\9\2012

الزعبي, بوق بشار الأسد الرسمي (وزير الإعلام ) يوزع صكوك الغفران بالوطنيةا

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment