واحد اعرج المخ اسمه فاروق الاعرجي

محمد الرديني

ليس خطرا ان تهجم فرقة من القوات الاتحادية على النوادي والمنتديات في بغداد وترعب روادها باطلاق النار في الهواء.
وليس مكمن الخطورة في اقدام الضابط المسؤول عن الحملة بالبصق على صورة رمز من رموز المسيحيين في ناد مسيحي.
وليس مهما ايضا ان يعد صاحبنا الضابط النجيب من 1- 10 لافساح المجال لرواد هذه الاندية بالخروج والا..
وليس مهما ايضا ان تطلق احدى الدوريات النار على محتفلين في زفاف في الفلوجة وجرح عدد منهم.
ليس مهما .. ليس مهما ..والحبل يطول, والمسبحة تكر.
فهذا الشعب اعتاد على رعب السلطات منذ عشرات السنين حتى انه لم يعد يصدق ان يأتي يوم من الايام ليسمع من شرطي كلمة “شكرا” لمبادرة ما.
الاخطر من هذا كله هو ان الخلفاء غير الراشدين الحاليين ينظرون الى هذا الشعب كطفل لم يكمل حتى مرحلة الحضانة ولذا فعليهم باعتبارهم اولياء الله في الارض ان يقوّموا سلوكه حتى لا يحيد عن الصواب وتحدث كوارث اخلاقية تهز عرشهم الالهي.
“الشعب العراقي بحاجة الى من يقوده” عبارة وردت على لسان سعادة دولة رئيس الوزراء قبل اكثر من سنتين، ويومها تساءل الناس هل نوري المالكي غير عراقي، واذا كان عراقيا فالمفروض ان هناك من يقوده.
وبعدها انتشرت القنوات الفضائية التي تشنف اذان هذا الشعب بحديث المنافقين من اعضاء البرطمان والحكومة عن الديمقراطية والحرية والتجربة الفريدة التي يمر بها العراق.. حتى ان المطلك لم يستح قبل ايام حين قال ان على الدول المجاورة ان تستفيد من تجربة العراق الديمقراطية وتبتعد عن الطائفية.. ولا ننسى الشهرسميغاواط الذي اشاع بان العراق سيصدر الكهرباء الى الدول المجاورة في العام المقبل ثم بلعها بعد يومين وكأن هذا الشعب ليست له ذاكرة.
في هجوم الفرقة الاتحادية على احد النوادي المسيحية سمع احد الرواد ضابطا يصرخ بهم” لماذا لاتلحقون بربعكم في استراليا والسويد”.
ماذا تعني هذه الصرخة؟ انها بالتأكيد تشير الى مدى العفونة التي تعصف بهذا الجهاز الامني الذي اقل ما يقال عنه انه ذنب كبير من اذناب السلطة المنتشرة بين خبايا الازقات تبحث دائما عن طريدة.
لا يدري هذا الضابط الامي ان العراق بني على ايدي هؤلاء قبل ان يولد جد جده.
هل يريد ان يعرف من هو واضع القاموس المنجد؟ هل يعلم من هو مؤرخ الحضارة العربية في 20 جزءا؟ هل يريد ان نقول له كم قسيسا في ارض العراق ساهم بشكل مباشر في احياء حضارات العراق المتعاقبة وتقديمها الى الناس.
هل يريد…. ام يريد ان يفكر فقط فيما بين افخاذه فقط؟.
كيف يمكن ان يتجرأ الفريق فاروق الاعرجي من البصق على صورة رمز من رموز المسيحيين ويركلها برجله.
لقد كشفت عن نذالتكم واخلاقكم “الواطية” دون مستوى الصفر، فالصفر له قيمة محسوبة في عالم الرياضيات.
لستم وحدكم الانذال في الجزيرة العربية .. هناك رئيس هيئة علماء المسلمين المدعو حارث الضاري الذي بصقت في وجهه صبية سورية امس في احدى مخيمات الاردن حين طلب منها الزواج فما كان منه الا ان فر هاربا من المخيم.
لستم وحدكم الانذال .. هناك القرضاوي التي “تنح” لحلف الناتو وباس نعال من يهمه الامر في قطر… وهناك تجّار الخليج الذين شدوا الرحال لزيارة هذه المخيمات في زيارات غير بريئة لفحص”الجواري” المتوفرات هناك.
هناك انذال كثيرون بل كثرتهم فاقت عدد اوراق الشجر التي تغنت بها فيروز.. ولكن الناس يزدادون حبا بفيروز كل يوم ،وفي كل يوم يوصي الاب ابنه لاتنسى ان تسمع “جايبلي سلام عصفور الجناين”.
وفي كل يوم تلعن الام من كان السبب في مجيئكم الى المنطقة الخضراء.
هل رأيتم الان الفرق..؟
الفرق بين عاركم وشرف هذا الشعب؟.
كلكم رعاع..الا فاروق الاعرجي الذي اتمنى ان يقرأ بعين غير عرجاء خبر السيدة اليابانية الكافرة.
اسمع الخبر يا…
مدام فوسايو سيدة يابانية تعيش منذ فتره طويلة في العاصمة عمان ، وتعمل في منظمة نسوية كورية عالمية تسمى ( الأتحاد النسائي للسلام العالمي الدولي) ؛ وقد نذرت نفسها لمحاربة الفقر في العالم وتركز اهتمامها لمساعدة الفقراء من ألأيتام وألارامل والمعوزين من اللاجئين العراقيين في الاردن . وهي تعيل الان 1500 عائلة فقيرة بينهم الكثير من اليتامى العراقيين وتساعدها في هذه المهمة الكثير من المنظمات الانسانية في العالم.
فاصل عشائري: احلق شعري صفر،رغم انه موضة هذه الايام، اذا رفت شعرة من شعرات فاروق الاعرجي وهو يقرأ هذا الخبر وسأحلقه للمرة الثانية اذا برهن ان عنده ذرة ضمير.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

نبيّك هو أنت.. لاتعش داخل جبّته! الحلقة الأخيرة

وفاء سلطان

لم يستطع كتاب في تاريخ البشرية أن يبرهن على أهمية الكلمة كما استطاع القرآن، وبرهانه يكمن في الكم الهائل من التخريب العقلي الذي أحدثه لدى قرائه وأتباعه.
للكلمة تأثيران سلبي وإيجابي، وأهميتها تأتي من حجم التأثير الذي تتركه سلبا كان أم إيجابا. قد تبني وقد تدمر، ووضع أية أمة في تاريخ البشريةـ كان ولم يزل ـ الإفراز الذي ينضح به القاموس اللغوي لتلك الأمة.
لقد أفرزت لغة القرآن رجلا يفتقر إلى كل ما يحتاج اليه الرجل لبناء مجتمع صحيّ معافى على كلّ الأصعدة وبكل ما تعنيه الكلمة!
العقل بكل ملكاته هو البوصلة التي ترشد الإنسان إلى بناء ذلك المجتع، وتلك البوصلة لا تخرج عن كونها جهازا متكاملا ومتماسكا.
الجهازـ تعريفاـ هو مجموعة من العناصر التي ترتبط مع بعضها البعض بروابط تختلف في شدتها من مكان إلى آخر. القلب جهاز، والحكومة جهاز، والتلفزيون جهاز، والأخلاق جهاز والعقل جهاز وبالتالي لا ينهار جهاز إلا عندما تتفكك الروابط التي تربط بين أجزاءه.
لكي تكون قادرا على أن تحطم رابطة بين جزئين من أي جهاز يجب أن تعرض تلك الرابطة إلى ضغط ما يفوق قدرتها على تحمله.
الضغوط التي تمارس على العقل البشري هي وحدها التي تؤدي إلى تفكيك روابطه، وبالتالي إلى إنهياره كجهاز.
تتولد أشرس أنواع تلك الضغوط عندما يتلقى العقل رسالتين متناقضتين ويتطلب منه الأمر أن يقبلهما كرسالتين متعاضدتين.
“القرآن متعاضد وليس متناقضا” واقع شرس كان على الرجل المسلم أن يتعامل معه عبر التاريخ الإسلامي دون خيار.
لقد أثبت الدراسات العصبيّة-النفسيّة على أن الأثر البيئي، لو استمر حقبة كافية من الزمن، يستطيع أن يغيّر الخريطة السلكية للنواقل العصبية داخل الدماغ، ثم تنغرز تلك التغييرات لاحقا في الشيفرا الوراثية لصاحب ذلك الدماغ.
بناء على تلك الحقيقة، قد تصبح الصفة المكتسبة من البيئة مع الزمن ميّزة تنتقل بالوراثة.
تستطيع أن تتخيل الدماغ البشري كمدينة صاخبة وعامرة بالأسلاك التي تربط كل جزء منها بالآخر.
الخريطة السلكيّة لكل دماغ تنتقل عبر الشيفرا الوراثية من صاحب ذلك الدماغ إلى أجياله المتلاحقة. لكن أثبت العلم بأن التأثيرات الخارجية التي تفرضها البيئة قد تساهم، عندما تستمر عدة أجيال، في تغيير تلك الخريطة وبالتالي في تغيير الشيفرا الوراثية.
النقطة التي أود الوصول إليها هنا أن التأثير الذي يتركه القرآن على أتباعه لم يعد يأتي من قراءته والإلتزام بما جاء فيه، وإنما صار ينتقل عبر الشيفرا الوراثية للمسلم وغير المسلم الذي يولد ويموت في بيئة إسلاميّة.
ليس شرطا أن تكون الشيخ القرضاوي لكي ينعكس ذلك التخريب على سلوكك، وإنما يكفي أن تكون ابن البيئة أبا عن جد لتسقط ضحية لذلك السلوك!
لقد شرحت باسهاب كيف أن البرمجة العقلية المميزة لكل شعب هي تحصيل حاصل لعاداته وتقاليده ومفاهيمه وعقائده، وأحب أن اؤكد هنا بأنها قد تصبح عبر مئات السنين جزءا من شيفرته الوراثية.
لذلك تتطلب إعادة برمجة العقلية الإسلامية أجيالا حتى في حال قمنا بتعقيم البيئة من كافة الآثار التي ساهمت في تلك البرمجة.
في المجتع الواحد، تستطيع أن تلمس فرقا في نمط البرمجة العقلية حسب مدة وكميّة التعرض للأثر البيئي.
في الطب يصنفون الحروق درجات حسب مساحة الأذية وعمقها تحت الجلد، فيقولون: حروق من الدرجة الأولى…الثانية…الثالثة.. أو الرابعة.
ويلعب زمن التعرض للمادة المحرقة ونوعها دورا في تحديد الأذية.
ينطبق هذا التصنيف تماما على المسلمين، فحجم التخريب العقلي الذي أحدثته التعاليم الإسلامية لدى المسلم يتعلق بالمدى الذي تغلغلت إليه التعاليم الإسلامية في اللاوعي عنده ونوعية ثم كميّة تلك التعاليم.
قد يتفق معي الكثيرون بأن البرمجة العقلية لدى أهل الشيعة تختلف عنها لدى أهل السنة.
والإختلاف قد نجم عن رفض الشيعة للكثير من السنّة المحمديّة، وبالتالي كان تعرضهم لما أحدثه الإسلام يختلف نوعا وكما، علما بأن كلا الطائفتين يتساويان في نوعية وكمية الأثر الذي ساهم به القرآن في تلك البرمجة، ولذلك هم يتشابهون في نواح ويختلفون في أخرى.
يصلني الكثير من الرسائل من مسلمين يحتجّون على ما أكتب، في معظم الحالات وبسهولة بالغة أستطيع أن أميّز إن كان المرسل شيعيّا أم سنيّا.
لا أذكر في حياتي تلقيت رسالة قذرة من شيعي تنعتني بأخلاقياتي وبسمعتي، أقسى ما يقوله لي الشيعي “أنت مغرورة…أنت جاهلة ولا تفهمين شيئا عن الإسلام، هل قرأتيه من مصادره الأصلية؟”
أما السني فيهددني ويشتمني ويتناول منبتي الطائفي بطريقة تثير قرفي.
هذا لا يتعارض مع كون الكثير من رسائل التشجيع تصلني من أخوة سنة، ولهم في قلبي مودة كبيرة.
هذا مع العلم، عندما يفتح السنّي عقله ويتخلى عن برمجته يكون أكثر جرأة في التعبير عما يجول بخاطره، إنتمائه إلى الأغلبية يشرح سرّ جرأته.
أمّا الشيعي، الذي يقتله الخوف المتربص باللاوعي عنده من أن يتهمه السنة بأنه من “الرافضة”، فيحاول في كثير من الأحيان أن يعبّر عن رغبته في الإنفتاح بطريقة أكثر تحفظا.
الأمر نفسه ينطبق على المسلمين العرب والمسلمين غير العرب، فالبرمجة تختلف لدى هذين الطرفين، وذلك بإختلاف العمق الذي تغلغت إليه التعاليم الإسلامية داخل التلافيف المخية لكل طرف.
في جميع الأحوال لم تستطع، ولن تستطيع، التعاليم الإسلامية أن تتغلغل في تلك التلافيف بنفس العمق لدى الطرفين.
أضرب مثلا: عندما يتعلم الطفل العربي كيف يصلي، يتعلم مع الصلاة أن يتلو الفاتحة ويكررها عدة مرات في الصلاة الواحدة.
لا أتصور بأن هناك طفلا عربيّا استطاع أن يتعلم الصلاة ويجيد أدائها ولا يعرف ماذا تعني الآية التي تقول: “صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين”.
الأثر الذي تلعبه تلك الآية في برمجته العقلية، ولاحقا في تحديد سلوكه من الآخرين، قد أصبح مع الزمن محفورا في البنية التشريحية والفيزيولوجية لدماغه ومغروزا في شيفرته الوراثية.
بالمقابل عندما يتعلم الطفل الباكستاني، كمثال على غير العربي، تلك السورة ويكررها في صلاته يكررها كالببغاء دون أن يدرك في معظم الحالات معناها.
ولذلك لا يمكن أن تترك لديه الأثر الذي تركته لدى قرينه المسلم العربي.
عندما تقارن بين السني والشيعي تلمس الفرق بينهما، كما تلمسه عندما تقارن بين المسلم العربي والمسلم غير العربي.
ولكن تتضاءل تلك الفروق وتبدو أوجه الشبه بينهم أكثر وضوحا عندما تقارن بين المسلم، شيعيا كان أم سنيّا عربيا أم غير عربي، وبين غير المسلم.
بدأت الهيمنة العقلية على المسلم منذ أن تمّ إقناعه بأن القرآن معجزة محمد السماوية، ومنذ أن وقف السيف حائلا بينه وبين أن يتساءل: أين تكمن المعجزة في ذلك الكتاب المليء بالأخطاء اللغوية والتاريخية والأخلاقية؟!!
وقع المسلم سجين تلك الهيمنة التي ضربت حوله عزلة فكرية، ولم تسمح له أن يتجاوز دفتيّ ذلك الكتاب على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن.
عندما يخضع الإنسان لمؤثر ما تزداد قوة تأثير ذلك المؤثر عندما ينفرد في تأثيره ولا يسمح للمؤثرات الأخرى بأن تفرض تأثيرها. في تلك الحالة بالذات يتم ما نطلق عليه بـ “الغسيل الدماغي”، فعملية الغسيل الدماغي تتم بطريقة أسرع وأسهل عندما يُعزل الشخص المراد غسل دماغه عن كافة المؤثرات باستثناء المؤثر المراد فرض تأثيره.
أول من أطلق تعبير “غسيل دماغ” كان الصحفي الأمريكي Edward Hunter عام 1950، عندما لاحظ ما فعلته الحكومة الصينيّة يومها بالجنود الأمريكان الذين أسرتهم خلال الحرب الكوريّة.
قام عالم النفسي الأمريكي Robert Jay Lifton بدراسة حالة هؤلاء الجنود عندما اُطلق سراحهم بعد أعوام من أسرهم، وتوصل إلى حقائق كثيرة تتعلق بالطريقة التي تمّ بها إقناعهم بالشيوعية وبضرورة رفض العودة إلى بلادهم. وجد من خلال تلك الدراسة بأن عامل العزل المطلق عن كافة التأثيرات الخارجية قد لعب الدور الأكبر في تسهيل تلك العملية.
هذا ما حدث عبر التاريخ الإسلامي، فعزل المسلم عن كافة المؤثرات الأخرى لعب دورا كبيرا في تسهيل عملية الغسيل الدماغي التي تعرض لها.
لم يتثنَ لذلك الإنسان يوما أن يتساءل عن مكامن الإعجاز في القرآن.
هل يكمن إعجازه في لغته، أم يكمن في تنبؤاته، أم يكمن في أحكامه، أم في ماذا؟!
أين الإعجاز اللغوي في كتاب لا يخضع لأبسط قواعد اللغة التي جاء بها؟!!
هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف يستطيع عقل بشري أن يتحمل الضغط الناجم عن التوفيق بين أخطائه اللغوية وبين إعجازه اللغوي؟!!
لا يستطيع إنسان على سطح الأرض أن يبني جهازا أخلاقيا سليما عندما يتغاضى عن الأخطاء ليثبت الإعجاز!
عندما تضيع الحدود بين النقيض ونقيضه تختلط الأمور وتنقلب المفاهيم، فيخضع عندها أي مفهوم للتأثير الذي تفرضه البرمجة العقلية للشخص الذي يتبنى ذلك المفهوم.
قد يرى ذلك الشخص الليل أحيانا أبيض وأحيانا أخرى أسود، في تلك الحالة تتوقف رؤيته على الظرف الذي يخدم برمجته العقلية إذ لا يوجد لديه تعريف محدد وواضح لمفهوم البياض أو السواد.
أضرب مثلا:
عثر أحد مغسوليّ الدماغ على خطأ إملائي في إحدى مقالاتي، فانتشى فرحا وراح يرغد ويزبد ويرقص حتى داس في عليقته!
ظن أنه قضى على وفاء سلطان بالضربة القاضية، فكتب مقالا مطولا، كان بيت القصيد فيه ذلك الخطأ.
لقد وردت في مقالتي كلمة “آبائهم”، وكان المفروض أن أكتب الهمزة على سطر ” آباءهم” بدلا من أن أكتبها على نبرة.
استخدم، تأبط شرا، ذلك الخطأ كمبرر يقوّض من خلاله فهمي للإسلام ويثبت عدم صلاحيتي لنقده!
لا ينتابني شكٌ بأن هذا المعتوه قد قرأ القرآن في حياته من المرات مالا يُعدّ ويُحصى، لكن لم تسمح له برمجته العقلية، والتي أوهمته بأن القرآن كتاب معصوم عن الخطأ، لم تسمح له يوما أن يلتقط ما فيه من أخطاء نحويّة وتاريخية وأخلاقية وتشريعية، ناهيك عن الكثير من المتناقضات، ولو فعل ذلك لأطلق الرصاص على نفسه قبل أن يصوّب بندقيته باتجاهي!
من كان بيته من قشّ عليه أن لا يرمي عود ثقاب على بيوت الآخرين، وخصوصا عندما تكون تلك البيوت من حديد!
جاء في سورة البقرة 24:2 “لاينال عهدي الظالمين”.
لكنه السيد المغسول لم يظهر “سيبويته” إلا عليّ، ورفض أن يتساءل: لماذا لم يرفع الفاعل فيقول “الظالمون”؟!!
جاء في سورة الأعراف 160:7 (وقطعناهم اثنتي عشر أسباطا أمما) لكن سيبويه لم يتساءل: لماذا لم يذكّر العدد فيقول “اثني” ويأتي بمفرد المعدود فيقول”سبطا”؟!!
جاء في سورة الحج 19:22 (هذان خصمان اختصموا في ربهم) لكنه تجاهل عن عمد بأنه كان يجب أن يقول: “خصمان اختصما في ربهما”!
جاء في سورة التوبة 69:9 (وخضتم كالذي خاضوا)، وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول:”خضتم كالذين خاضوا”!
جاء في سورة البقرة 183:2 (كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات) والأصح أن يقول: “معدودة”.
جاء في سورة التحريم 66:4 (إن تتوبا إلى الله فقد صفت قلوبكم)، ألا يعلم الله بأن لكل شخص قلب واحد؟! أليس من الأصح أن يقول “صفا قلباكما”؟!!
لست هنا بصدد ذكر كل الأخطاء النحوية التي وردت في القرآن، والتي على ذمّة المفكر الإيراني علي سينا قد تجاوزت الألف، وإلا لإحتجت إلى كتاب.
لكنني بصدد أن أتساءل كيف يستطيع المسلم أن ينبش خطأا إملائيا بسيطا في مقالتي ويتغاضى عن أخطاء قرآنه، كيف يستطيع أن يتحمل الضغط الناجم عن التناقض في هذين الموقفين؟!!
كيف يعتبر القرآن معجزة لغوية مالم تُقاس تلك المعجزة بمدى تقيده بأحكام تلك اللغة؟!!
الرجل العاجز على أن يسمي الأشياء بمسمياتها عندما تتعارض تلك المسميات مع برمجته العقلية هو ـ باختصار شديد ـ إنسان مغسول الدماغ لا يستطيع أن يرى خارج حدود البؤرة العقائدية التي برمجته.
لدى المسلم لم تتسع تلك البؤرة لتشمل ما كان ضروريا لخلق مجتمع بشري إنساني سليم ومعافى.
لم يُعزل المسلم داخل حدود القرآن وحسب، بل وقع ضحية عزلة ضمن عزلة، عندما فرض عليه الإسلام سجنا آخر داخل سجن القرآن نفسه.
ضمن السجن الواحد كانت هناك حواجز عقلية وهمية تمنع المسلم من سبر أغوار سجنه.
لقد أقنعته الهيمنة العقلية التي مورست عليه بأن قدرته كمخلوق بشري أقل بكيثر من أن يفهم ما يجري داخل حدود ذلك الكتاب.
عندما أتناول القرآن في كتاباتي تصلني رسائل كثيرة تتدعي بأنني لا أفهم القرآن، إذ لا يستطيع فهم ذلك الكتاب سوى ” فقهاء” يتمتعون بقدرات خارقة فوق مستوى قدرة البشر!
استنادا لإدعاءاتهم تطفو على السطح تناقضات من نوع آخر يرزح عقل المسلم تحت وطأة ضغوطها.
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ
فأين البيان في كتاب لا تستطيع وفاء سلطان أن تفهمه، ناهيك عن المسلمين غير العرب والعرب الأميين الذي لا يجيدون قراءته؟!!
إذا أخذنا بعين الإعتبار أن المسلمين غير العرب يشكلون %80 من مجموع المسلمين والأميين العرب يشكلون على الأقل %60 من العشرين الباقية، نستطيع بعملية حسابية بسيطة أن نتوصل إلى أن أكثر من %90 من أتباعه لا يجيدون قراءته، ناهيك عن فهمه!
ثمّ إذا أخذنا بعين الإعتبار نسبة الناس الذين يقرأونه لكنهم لا يجيدون فهمه ـ وأنا على حد زعمهم واحدة منهم ـ نستطيع بسهولة أن ندرك مفهوم “السجن داخل سجن” الذي أشرت إليه سابقا.
فبصورة عامة وقع المسلم رهينة كتاب لا يجيد قراءته، وإن أجادها لا يجيد فهمه.
الهيمنة العقلية التي أوحت للمسلم بأنه كتاب عصيّ على الفهم، وبأنّ فهمه محصور ضمن شرذمة من “الفقهاء”، سهلت على تلك الشرذمة أن تقبض بإحكام على عقل ذلك الرجل ولم تسمح له أن يتجاوز حدود تلك القبضة.
……………..
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ
توحي الآية الأولى بأن القرآن قد جاء لمن يقرأ العربية كي يعي ما يقرأ، أمّا الآية الثانية فتوحي بأن القرآن جاء للعالم كله دون أن تشرح كيف سيفهمه من لا يعرف قراءته.
ثمّ تأتي الآية الثالثة لتؤكد على أهمية تساؤلنا هذا، أي كيف يستطيع إنسان أن يفهم كتابا يبدو أعجميّا بالنسبة له؟!!
هنا، وخارج حدود الهيمنة العقلية المفروضة على المسلم، يحق لنا أن نتساءل: كيف يرسل الله كتابا بلغة العرب كي لا يحتجوا على عدم وضوح آياته، وفي الوقت نفسه يرسله للعالمين أجمع دون أن يحقّ لهم أن يحتجوا لنفس السبب؟!!
هذا من جهة ومن جهة أخرى، بناء على الآية التي تقول: إنّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
يُفترض أن يكون القرآن ككتاب عربي واضحا كلّ الوضوح، ويسهل على قارئ العربية أن يستوعبه بلا إشكالات، وإلا كيف يَعقل ما دام لا يفهم؟!
لكن الحواجز العقلية الوهمية التي فرضتها شرذمة “الفقهاء” أوقعت المسلم رهينة قبضتهم داخل سجن القرآن نفسه!
ولكي لا أضع كلّ اللوم على تلك الشرذمة، أود أن اُشير إلى لغة القرآن الغامضة وغير الواضحة أيضا قد لعبت دورا في عجز المسلم عن فهمه، وبالتالي سهّلت مهمة تلك الشرذمة.
معظم آيات القرآن تتكرر بشكل ممل في أكثر من موقع، ولو حُذف ذلك التكرار لخسر القرآن ثلاثة أرباعه.
والكثير منها يحوي كلاما متناقضا للغاية وبطريقة مثيرة للدهشة!
ورد في سورة النساء 82:4 (ولو كان من عند غير الله لوجدتم فيه اختلافا كبيرا) ولكننا نجد فيه الإختلاف الكثير:
ورد في سورة الواقعة 56/13و14 (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين) أي أن قليلا من أهل الجنة مسلمون، وورد في السورة نفسها 56/39 و40 (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) أي أن كثيرا من أهل الجنة مسلمون!
ورد في سورة السجدة5:32 (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج اليه في يوم مقداره ألف سنة مما تعدون)، وورد في سورة المعارج 4:70 (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)!!
في الأية الأولى اليوم عند الله ألف سنة، وفي الأية الثانية اليوم عند الله خمسون ألف سنة!!
ورد في سورة المائدة 69:5 (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصائبون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
وورد في سورة آل عمران 85:3 (من يتبع غير الإسلام دينا فلا يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين)
تصرّ الأية الأولى على أنّ الله سيقبل في جنته اليهود والصائبين والنصارى الذين آمنوا به وباليوم الآخر، بينما تصرّ الآية الثانية على أنه لن يقبل في جنته سوى المسلمين!!
وهنا أيضا ليست غايتي أن أذكر كل التناقضات التي وردت في القرآن وإلا لاحتجت لكتاب آخر، ولكن لأوضح كيف تبرمج المسلم على أن يرى القشة في عين غيره ولا يرى المسمار في عينه!!
لقد احتوى القرآن على كثير من التراكيب اللغوية التي لا تجد لها مبررا ولا تجني منها فائدة.
ما هي الفائدة التي جناها المسلم ومازال يجنيها من قراءة الآيات التالية:
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
ثم ما الغاية من أن تبدأ بعض الآيات بحروف لا معنى لها ولا قيمة، ألم يلعب ورود تلك الأحرف في القرآن دورا في إقناع المسلم بأنه ليس أهلا لفهم ذلك الكتاب؟!!
َلَرَ، اَلمَ، المص، حم، حم غسق، ص، طس، طسم، كهيعص، يس وغيرها.
كيف نستطيع أن نترجم للصيني أو الأمريكي أو الهنغاري لغة عربية محليّة بدويّة ماتت منذ أن انقرضت قريش؟!!
إذا كان القرآن لكل زمان ومكان فلماذا لم يستمر أتباعه، على الأقل العرب منهم، في استخدام تلك اللغة كي يحافظوا على جدوى استمراريته ككتاب قابل للقراءة؟!!
…………
سُئل الكاتب الأمريكي الحائز على جائزة نوبل William Faulkner عن رأيه بالقاص الأمريكي ارنيست همينغواي، تعالوا نتأمل بإمعان ما قاله:
“تكمن عظمة السيّد همينغواي في أنه لم يكتب كلمة واحدة احتاج عندها القارئ أن يسأل عن معناها”.
ولا يخرج القرآن ككتاب عن تلك الحقيقة، فعظمة أي كتاب تكمن في وضوحه وفي سهولة فهمه واستيعاب رسالته.
الضبابية الفكريّة التي نجمت عن هذا اللغط اللغوي أوقعت المسلم رهينتها، وأحالت بينه وبين أن يرى الواقع كما هو.
يقرأ المسلم كتابه ويتوقع أن يكون خلف كلّ كلمة يقرأها معنى لا يستطيع إدراكه.
وبالتالي ينظر إلى الأمور، حتى في أبسط أشكالها، ولا يستطيع أن يراها ويفهمها على حقيقتها، لأن الحواجز العقلية الوهمية التي أحالت بينه وبين فهمه لكتابه، تحاول باللاوعي عنده أن تحول بينه وبين رؤية واقعه على حقيقته.
لقد اقتنع إلى حد التسليم بأن للأمور، مهما كانت واضحة، خفاياها وبأنه عاجز بإمكانياته البسيطة عن استيضاحها.
الرجل الذي لا يستطيع أن يفهم لغته لن يستطيع أن يفهم واقعه، وبالتالي لن يستطيع اطلاقا أن يتفاعل مع ذلك الواقع بطريقة إيجابية ومنتجة.
ولهذا لم تقف شرذمة “الفقهاء” بينه وبين لغته وحسب، وإنما وقفت سدا منيعا بينه وبين فهمه للحياة والتفاعل مع تلك الحياة.
………………….
يقول بوذا في أحد تعاليمه: لا تسمع إلاّ ما تسمع، ولا ترَ إلا ما ترى!
لقد جاء بوذا قبل محمد بآلاف السنين، لكنه كان يدرك يومها أحدث ما يدركه اليوم علماء النفس والسلوك، كان يُدرك بأن البرمجة العقلية للإنسان تقف بين عينيه وما يرى وبين أذنيه وما يسمع، فأوعز إلى أتباعه أن يروا بتجرّد وأن يسمعوا بتجرّد.
علّق أحد ضحايا “القرآن” على مقالتي الأخيرة في الحوار المتمدن مدافعا عن سيّده البيانوني تحت عنوان “حفدة القردة والخنازير”، بمايلي:
صدق قرآننا حين وصف أولئك الجماعة بحفدة القردة والخنازير وسنضم طائفتك العلوية إلى عبدة القردة والخنازير وبالسيف والرمح سنحرر دمشق وحلب من العلويين. فضيلة المراقب العام المحامي الأستاذ علي صدر الدين البيانوني لايرد على سفاهات الكتاتيب ولاكبارهم فهو الكبير دائما. لقد ألبى في الجاد في سبيل الله وأما السيدة سلطان فقد أـبلت في خدمة الطائفة النصيرية المتآمرة مع الغرب. قاتل الله النصيرية وأراحنا منهم. إخواني اصبروا فإن موعدكم الجنة. زموعد الكافرة الرافضة النصيرية سلطان هو النار وعذاب جهنم. لا إله إلا الله ومحمد عبده ورسوله. سبحان الذي يعطي والذي يأخذ وأرجو من كل الشرفاء محاربة الطائفية النصيرية أينما رأيتمونها على وجه الأرض. والصلاة والسلام على نبينا نبي الهدى محمد صلي الله عليه وآله وصحبه وسلمز
لو لم يُبرمج الإسلام أتباعه بطريقة حدّية لا تسمح لهم أن يروا أو يسمعوا إلا وفق تلك البرمجة، لما وقف هذا الحقد الدفين بين عيونهم وبين ما أكتب، بين آذانهم وبين ما أقول!
علويتي لم تكن خياري، وليست عيبا يستدعي أن أتسول رضى الآخرين كي يتستروا على ذلك العيب!
من خلال علومي وتجاربي أدرك بأنني امرأة بلغت مرحلة النضج العقلي.
لا يستطيع الإنسان أن يبلغ مرحلة النضج العقلي إلاّ عندما تصل ثقته بنفسه حدا لا يحتاج عنده أن يُرضي الغير على حساب رصيدة المعرفي والأخلاقي.
لا يهمني أن أرضي الغير على حساب أرصدتي، وخصوصا عندما يكون ذلك الغير مفلسا فكريّا وأخلاقيا وأكون قادرة على إعادة تمويله!
لأنني أرى بتجرّد وأسمع بتجرّدـ إلتزاما بمبدأ بوذاـ لم أر في تعليق ذلك الرجل سوى حالة الإحباط النفسي التي وصل إليها، والتي نجمت عن إفتقاره لحجة الإقناع.
وجد نفسه في مواجهتي مجردا حتى من قشة يتعلق بها فراح يشتمني ويهددني!
منذ أن قطع محمّد رأس كعب بن أشرف وفسخ أمّ قرفة وغرز السيف في صدر عصماء بنت مروان وهي ترضع طفلها، منذ أن فعل ذلك جرّد أتباعه من قوّة المنطق وحجّة الإقناع!
في تصريح له حول شريط بن لادن الذي أصدرته القاعدة مؤخرا، قال السيّد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للأمن القومي في البيت الأبيض، قال: ماجاء في شريط السيد بن لادن يدّل على حالة العزلة والإحباط النفسي التي يعيشها منذ أن وقف العالم متحديا لإيدولوجيته في الأعوام الأخيرة، ولذلك لن نقيم للشريط وزنا!
ولنفس السبب لن اُقيم لتعليق ذلك المسكين وأمثاله وزنا!
……….
نعم أرى بتجرّد وأسمع بتجرّد، وهذا سرّ سعادتي وقدرتي على الإستمرار في العطاء.
قبل حوالي ثلاثين عاما، وكنت يومها صبية غرّة أقل علما وتجربة، سمعت قولا لإسحق رابين عقب لقائه بالسادات استحوذ انتباهي، رغم البرمجة العقلية التي كانت تمنعني يومها من أن أهضم ما يقوله عدوي، قال:
“علينا أن ننزع الملح من الماء والرمل من الصحراء والحقد من النفوس”
لم اسمع في حياتي حاكما مسلما يعترف بمسؤلياته ويقترب في أخلاقياته من هذا القول ولو ميلا!
هذا من جهة ومن جهة أخرى تمنع البرمجة العقلية الرجل المسلم من أن يعي ما يقوله عدوه، ناهيك عن أن يتعلم من قوله!
مازال حديث محمد عن شجرة الغرقد التي سيختبئ وراءها اليهودي خوفا من أن يقتله المسلم يقف حائلا بين عيني المسلم وأذنيه من جهة وبين قول رابين من جهة أخرى.
مازال حديث محمد عن أمته التي ستنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة فقط في الجنة والباقون في النار يقف حائلا بين عيني المسلم وأذنيه من جهة وبين كتاباتي من جهة أخرى، ولذلك لا يستطيع أن يرى في تلك الكتابات سوى إنتمائي الطائفي الذي لا حول لي به ولا قوة!
كيف نعتبر محمد مرسلا من الله، ولا نعتبر بوذا هو ذاك الله؟!!
ألا يجسد قوله: “لا تسمع إلا ما تسمع ولا ترَ إلا ماترى” سرا من أسرار الله في خلقه؟!!
كيف يعرف رجل جاء قبل كل هذه الأديان التي يسمونها “سماوية” سر الخالق لو لم يكن هو صاحب ذلك السرّ؟!!
يذكر توفيق الحكيم في إحدى كتاباته بأنه رأى رجلا روسيّا عقب الحرب العالمية الثانية يقرأ في كتاب لفيلسوف ألماني، وكان الروس يومها قد دفعوا ضريبة تلك الحرب ما يزيد عن خمسين مليون ضحية، فسأله:
كيف تقرأ كتابا لألماني وأنت روسيّ، ألا تكرهون الألمان؟!!
فردّ الرجل الروسي: قد نكره الألمان، ولكننا لا نكره ثقافتهم فثقافة كل شعب هي ملك للجميع!
عندما يتمكن الإنسان من أن يرتقي بروحانيته إلى المستوى الذي لا يرى فيه إلا ما يرى ولا يسمع إلا ما يسمع يكون قد اقترب من الله، أو ربّما قد توحد فيه!
أرفض أن أعتبر بوذا.. رابين.. توفيق الحكيم أو الرجل الروسي مجرد أنبياء، لأنهم قد توحدوافي الله!
كل عبارة جميلة هي موحاة من الله!
عندما يتجاوز المسلمون حدود برمجتهم العقلية ويعون ما قاله عدوهم، فينزعون الملح من الماء والرمل من الصحراء والحقد من النفوس، سيكونون في مستوى مواجهة ذلك العدو!
هل بإمكاننا أن نتصور ولو لبضع دقائق لو أن محمدا قد أتى برسالة لا تشمل في طياتها سوى عبارة رابين، بمعنى أنه لو قال لأتباعه: “جئت إليكم لأحضّكم على أن تنزعوا الملح من مياهكم والرمل من صحرائكم والحقد من نفوسكم”، هل بإمكاننا أن نتخيل عندها وضع العالم الإسلامي الذي نعيش به اليوم؟!!
……………….
يقول المثل العربي: عدو متعلم خير من صديق جاهل!
ولكن الآية التي تقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
تمنع المسلم من أن يستفيد من علم عدوه أو أن يعترف بجهل نفسه، ولذلك تصحرت أرضه وتملحت مياهه وطغى الحقد في قلبه حتى حرقه!
عندما انسحبت اسرائيل من غزة في أيلول عام 2005 ترك المستوطنون اليهود وراءهم حوالي 3000 مما يُطلق عليه بالـ Greenhouses والمعدة لزراعة الأزهار والخضروات وحمايتها من تبدلات الطقس. لقد تبرع بثمن تلك البيوت بعض اليهود الأمريكان شرط أن يتركها أصحابها للفلسطينين كي يستفيدوا منها. رئيس البنك العالمي يومها السيّد James Wolfensohn ساهم من جيبه الخاص بمبلغ نصف مليون دولار. غار الفلسطينيون على تلك البيوت وأحالوها قفرا في يوم واحد، نهبوا ما نهبوا وحطّموا ما تبقى!
اقرأ النبأ مقرونا بالصورة على هذا الرابط:
http://www.msnbc.msn.com/id/9331863/

وهذا ما حدث بالضبط عندما جلت القوات الفرنسية عن الأراضي السورية عام 1947. كانوا قد خلفوا وراءهم محطّات للسكك الحديديّة، فهجم السوريون عليها وأحالوها في يوم واحد خرابا. لسبب ما بقيت محطة قطار حلب سليمة، وما زالت شاهدا حيّاعلى فشل الحكومات الوطنيّة المتلاحقة في بناء مثيلا لها.
ويبقى السؤال: من يستطيع أن يعيد لتلك القطعان الضالة صوابها، ما داموا يقرأون في تاريخهم الإسلامي كيف غار محمد على بني النضير وحرق نخيلهم عن بكرة أبيه؟!!
………………….
تصلني من الرفاق “أهل الكافيار” رسائل كثيرة شديدة اللهجة تحاول بلا جدوى أن تدافع عن الإسلام بطريقة لا تتعارض مع ماركسيتهم، تتدّعي تلك الرسائل بأن جميع الأديان التي يعتبرونها “سماوية” تحضّ على الإرهاب بشكل أو بآخر.
قد يكون في قولهم بعض الصحة، لكن لا يختلف اثنان على أن مساحة الحرية الموجودة في الديانة المسيحية قد أطلقت العنان للكثير من أتباعها كي يتجاوزوا حدود برمجتهم الدينية ويحلقوا بإبداعهم، ولا ينتابني أدنى شك من أنه يوجد في الديانة اليهودية مساحة من الحرية، مهما كانت ضئيلة، سمحت للكثير من أتباعها بأن يتجاوزوا حدود تلك البرمجة!
لولم يستطع كارول ماركس وسالك وفرويد وانشتاين وغيرهم من علماء اليهود أن يتحركوا بحرية خارج حدود برمجتهم الدينية لما توصلوا بالبشرية إلى تلك الدرجة من الإنجاز والتقدم، ولو استطاع المسلمون أن يفعلوا ذلك لما كانت إنجازاتهم أقل شأنا!
لو لم يكن الأمر كذلك، كيف نفسر حصول أكثر من مائة وثلاثين عالما يهوديا على جائزة نوبل وهم أقل من 0.02% من سكان العالم، بينما لم يعثر عليها أكثر من ستة مسلمين ـ مع الأخذ بعين الإعتبار أن العالم ياسر عرفات واحد منهم (!!!) ـ وهم يشكّلون الـ 20% من سكان العالم.
كلنا سمعنا عن يهود في العالم تمرّدوا على دينهم وهم يستنكرون مواقف اسرائيل وينددون بالتعصب اليهودي، هؤلاء اليهود يعيشون في اسرائيل بأمان وسلام ولم أسمع في حياتي بأن حاخاما يهوديا قد أهدر دم أحد منهم، ألا يبرهن ذلك على وجود تلك المساحة من الحرية في ديانتهم التي أشرت إليها؟!!
لو خاف هؤلاء المتمردين على حياتهم من يهودي متعصب واحد لفروا من اسرائيل فراريَ من “الأسد”؟!!
هل يستطيع أحد منكم أن يتخيل وفاء سلطان تمشي بحرية في أزقة خان الخليلي أو سوق الحمدية؟!!
قصّت لي صديقة يهودية كيف كانت تمشي في أحد شوارع اسرائيل عندما تقدم منها رجل يبدو من زيه أنه من اليهود الأرثوذكس وبصق في وجهها لأنها كانت ترتدي قميصا سافرا.
سألتها: كيف تتعاملون مع هذا النوع من العبيد؟! ردت: نضربهم بأحذيتنا وهم قلة قليلة، لقد خلعته على ظهره بفردة حذائي، لكنه فرّ هاربا ولو أصابت رأسه لأفقدته وعيه!
كم مرّة هبط القرضاوي بالمرأة إلى مستوى البهيمة، هل تتجرأ امرأة مسلمة على خلعه بفردة حذاء؟!!
كيف نواجه تلك الحقائق ونصرّ على أن الديانتين توأمان لبويضة واحدة؟!!
اعترضت في إحدى مقالاتي على الآية التي تقول:(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
فتلقيت إثر نشرها رسالة من رجل سعودي تتجاوز الأربعة صفحات. تحوي الصفحة الأولى كلّ ما يوجد في قاموسه من شتائم، بينما تشرح الثانية بالتفصيل كيف سيقليني الله ويشويني في ناره وكلما نضج جلدي سيبدله بجلد آخر، علما بأن ذنبي الوحيد كان أنني فندّت اتهامهم لله بالمكر ودافعت عنه. المهم حاول في الصفحة الثانية والثالثة أن يُثبت جهلي بالإسلام ويشرح المناسبة التي نزلت بها تلك الآية محاولا أن يبرر أمرا ترفضه الأخلاق للغاية!
تذكرت وأنا أقرأ هذيانه ما قاله الفيلسوف الرومان Cicero، والذي ولد قبل المسيح بحوالي مائتي عام، قال: “مهما كان الأمر مرفوضا يستطيع الدين أن يبرره”.
هل هناك أمر مرفوض أخلاقيا أكثر من أن نتّهم الله بأنه يمكر وبأنه خير الماكرين؟!!
أتفق مع الجميع بأن اليهودية تبررـ كما يفعل الإسلام ـ أمورا مرفوضة للغاية، ولكن تختلف عن الإسلام في أنها لا تحكم بالقتل على من يتمرّد على تبريراتها.
هذا تماما ما قصدته بمساحة الحرية المتواجدة في تلك الديانة والتي سمحت للكثير من أتباعها أن يفلتوا من مدارها.
لو توفر للمسلمين تلك المساحة، مهما كانت ضئيلة، لكان حال المسلمين اليوم كحال اليهود إن لم يكن أفضل.
قد يكون مقبولا أن تبرر أبشع الأمور بما فيها اتهام الله بالمكر، ولكن ليس مقبولا أن تحكم عليّ بالقتل إذا رفضت تبريراتك!
عندما أقام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مؤتمرا لتكريم من ينكر الهولوكوست، استقبل في قصره مجموعة من الحاخامات اليهودية وقلدهم أوسمة. تلك المجموعة تعيش في اسرائيل وعادت لتوها إلى بيوتها دون إحساس بالخوف على حياتها، هل تستطيع أن تتصور أنه بإمكان وفاء سلطان أن تعيش في بلد اسلامي بحرية ودون أدنى إحساس بالخوف على حياتها؟!!
هذا هو الفرق بين اليهودية والإسلام، وهذا الفرق كاف لأن يجعلهما دينين مختلفين مهما التقيا في تبريراتهما لأمور يرفضها العقل والمنطق والأخلاق.
………..
لا يستطيع الشر أن ينتصر إلاّ إذا رفضنا أن نواجهه.
يقول المفكر الأمريكي Thomas Penn: إذا كان ولا بدَّ للشر من أن يقع فليقع في زمني، لأنني أريد أن يعيش أولادي بسلام.
لو قرر سلفنا الطالح أن يواجه شرّ زمانه لما ورثناه، ولما كانت حياتنا اليوم جحيما.
لذلك قررت أن أواجهه رغم خطورة المواجهة، أملا في أن تعيش أجيالنا القادمة بسلام.
…………………
أعزائي القرّاء:
“أودّ أن أختم كتابي بقول رائع لكاتب مجهول:
كن حذرا من أفكارك قد تصبح كلمات…
كن حذرا من كلماتك قد تصبح أفعال…
كن حذرا من أفعالك قد تصبح أنت..
كن حذرا من شخصك قد يُصبح قدرك…”
لقد تحولت أفكار محمد إلى قرآن، وصار ذلك القرآن أفعال المسلم، ثمّ صارت أفعاله هويته، وبالتالي قادته هويته إلى قدره!
قدر المسلم هو اللحظة التي يعيش بها الآن، فهل هو راض عن قدره؟!!
محمد آتاكم بكتاب لا تستطيع حتى وفاء سلطان أن تفهمه، أما وفاء سلطان فآتتكم بكتاب يستطيع حتى الأمي أن يفهمه!
هذا هو البيان، وهنا يكمن إعجازي!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

لهث زعماء الأديان الإلهية وراء القوانين الوضعية

طلال عبدالله الخوري      6\9\2012

من غرائب ازدواجية وفصام رجال الدين الكبار مثل بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر, القرضاوي وشيخ الأزهر, والولي الفقيه آية الله الخميني, انهم يلهثون وراء تقنين أديانهم, وإعطاء الدين قوة القانون, وجريهم وراء الزعماء السياسيين للاعتراف بهم, بالرغم أنه من المفترض أن هؤلاء الزعماء الدينيون يؤمنون بالله وقوته وعظمته وعدله, فما حاجتهم إلى قوة القوانين الوضعية, واعتراف الزعماء السياسيين بهم؟ هل هذا يعني بأنهم ماديون ولا يؤمنون بالله بالرغم من انهم يمزقون آذان اتباعهم ويحثونهم على الإيمان بالله ومبياعتهم كممثلين له على الأرض؟

لن نجيب على هذا السؤال في هذه المقالة, وإنما سنقوم باستقراء بعض الحوادث من واقع هؤلاء الزعماء الدينيين, والتي تضئ وجهة نظرنا,ثم نترك للقارئ الاستنتاجات لنفسه.

المرشد ألإيزاني آية الله الخميني:

بالرغم من انه يدعي بأنه هو من يفقه بشريعة الله وإرادته ويصدر أوامره بوحي من الله وشريعته وإرادته, فقد قام بصرف اكثر من 600 مليون دولار لاحتضان قمة عدم الانحياز بطهران, وذلك من اجل الاعتراف به دوليا  ومن قبل دول العالم الكافرة بأنه زعيم عالمي!
لقد أراد من إنفاق هذه الملايين ان يثبت للغرب, الذي قام بعزله, بانه زعيم عالمي وغير معزول, والدليل ان زعماء العالم تأتي اليه الى مملكته بطهران وتعترف به؟
هناك الكثير من المقالات التحليلية والتي كتبت عن فشل الخميني من تحقيق هدفه هذا, ولكن ما يهمنا في هذا المقال  هو السؤال التالي: هل لو كان الخميني يؤمن فعلا بالله ويؤمن بمركزه الإلهي لكان توسل قادة العالم للاعتراف به زعيما عالمياً؟
لو كان الخميني فعلاً يؤمن بالله وقدرته لكان سعى لامتلاك الأسلحة النووية المبيدة للبشر والحجر؟ وهي على النقيض من إرادة الله!

الإخوان المسلمون:

تسعى جماعة الإخوان المسلمون من خلال تأسيسية الدستور في مصر الى تقنين الشريعة الاسلامية والأكثر من هذا الى تقنين حماية الذات الإلهية؟
لقد تم كتابة الكثير من المقالات حول عنصرية هذه القوانين ضد العلمانيين واللاقليات من الديانات الاخرى وإنتهاكها لحقوق الإنسان, ولكن ما يهمنا في هذه المقالة هو أن نتسأل لو كان الإخوان المسلمون يؤمنون بالله وقدرته فعلاً, فلماذا يستميتون لتقنين دين الله؟ و تقنين حماية الله ورموزهم الدينيين؟

 المسلمون المتشددون في وقت السلم يشتمون اميركا الكافرة الزنديقة وعدوة الله, ولكن وقت الشدائد والمحن لا يقبلون الا بحماية اميركا, ومساعدة اميركا, وينسون الله وقدرته, وينسون الجهاد والجنة والحوريات والغلمان وفقط يفكرون ويستميتون بطلب حماية اميركا؟
والاكثر من هذا عندما يريدون اللجوء, لا يلجأون الى مكة او قم, بل يستميتون الى اللجوء الى اميركا عدوة  الله الكافرة؟ فهل مثل هؤلاء المسلمون يؤمنون فعلاً بالله؟

كذلك الامر بالنسبة للزعماء المسلمين, عندما يتفاوضون فيما بينهم, لا يقبلون الا بالضمانات الأميركية لاتفاقياتهم, ويرفضون ضمانات كل الدول ألإسلامية والمنظمات الاسلامية والمراكز الاسلامية الدينية, ولا يثقون الا بالضمانات الأميركية! فهل مثل هؤلاء المسلمون يؤمنون فعلا بالله ؟

البابا بنديكتوس السادس عشر:

عندما وجد البابا بنديكتوس السادس عشر بأن اوروبا قد غزاها الكثير  من المهاجرين من مختلف الديانات ولم تعد اوروبا مسيحية نقية, طالب بتقنين المسيحية في اوروبا, وبإصدار قوانين اوروبية تقر بمسيحية اوروبا؟
طبعاُ, أوروبا العلمانية لم تعط اي اهتمام لمطالبة البابا لان اوروبا علمانية ولا خوف عليها من الاديان, ولكن نحن نتسأل في هذه المقالة ,هل لو كان البابا فعلا يؤمن ب الله وبقدرة الله لكان طالب من السياسيين  بتقنين المسيحية بأوروبا؟

من هنا نستنتج بأن الزعماء الروحيين هم اكثر الناس مادية عند الحاجة والشدائد والأزمات.

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر | 3 Comments

إذا جاء نصر الله وخامنئي

سرمد علي الجراح

وأخيرا تمكنت وزاره الملابس الداخليه قسم مكافحة الارهاب وبأرشادات سديده من وزيرها بالوكاله, وقائدنا الى الخراب والزباله, السيد رئيس وزراء المحراب, والداعي الى دولمة القانون والكباب, تمكنت من تحديد أوكار الارهاب, التي ضربت أنحاء البلد المبتلى, بحثالة البشر وسقط المتاع من أولي الامر منا
فبعد أن حددت أماكنهم بدقه نتيجة الجهود الاستخباراتيه الهائله لدجاج المرجعيه بالفسنجون والجوز
وباستخدام الاقمار الصناعيه ماركة سيد سات, والتأكد من أن يتم ضبط الارهابين بالجرم المشهود, وهم بكامل عدة التفخيخ من لبلبي وحامض وجاجيك, ويحملون كواتم الصوت والمتفجرات من بيره وعرق وويسكي إمبريالي,
فصدرت الاوامر لفوج طوارئ بغداد, من قوات مكافحة الطماطه الخايسه, لمداهمة أوكار الارهاب والقضاء على دابره
وفعلا تمت بعونه تعالى وبمباركة مراجع قم العظام وبنجاح ساحق, القيام بغزوه ايمانيه وتوجيه ضر..طه قاصمه للبيك ومايحتسون والخس وما يمزمزون
وبذلك سينام المواطن الاثول مطمئنا تحت هواء المكيف توشيبا, الذي يعمل على طاقه الكذب الصادره من برلمان الخيبه والخسران
فهذا المواطن منذ أن أجر عقله واشترى بثمنه حلاوه دهينيه, أصبح لايرى ولايسمع ولايفهم مايقوله هؤلاء السياسيون
والحقيقه فأنا أيضا من ضمن هذا الجمهور الاطرش بالزفه
الذي أريد أفتهمه هو: اعرف الشرب بدينكم حرام لكن السرقه حلال
بس معليّه بدينكم, أريد اعرف بالقانون الموجود, الخمر مسموح لو ممنوع ؟؟
إي ياعني إذا مسموح ليش هل هوسه, شو البلد بديكم, سووا القانون اللي يمشي وياكم ويناسبكم
وكولوا ممنوع الشرب ومسموح السرقه, حتى نطبق الشريعه الاسلاميه السمحاء.
فليش هل مستحى, وعلى كولة الايه الكريمه, إن الله لايستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة, وإنتو تشبهون البعوضه
بس الفرق بينكم وبين البعوضه إنكم ماتشبعون من مص الدماء
هذا دينكم صار ماينفع لأن إذا أخلاقكم من أخلاق هل دين فخوش دجاجه وخوش طين
لذلك راح نسوي دين جديد. وأول آيه تنزل بيه تكول: إذا جاء نصر الله وخامنئي, ورأيت الناس يكفرون بدين الله أفواجا, فسبح بسبحة المالكي واستظرطه, انه كان كذابا
صدق مردوخ العظيم
كاتب الوارده والصادره للوحي
سرمد الجراح

Posted in فكر حر, كاريكاتور | Leave a comment

انا الرماد والنار

هناء شني

انا الرماد والنار

انا كل نساء الارض،،
انا فرح الحياة..
وانا المنية..

انا امّ لا تتذكر اين اضاعت رحمها..
انا امرأة من طراز سخيّ ..
ازرع وردة بيضاء في حلم الامس،،
لملئ خواء الغد..
انا..

انا معبد..
انا الرماد والنار..
عطري كعطر الرضيع..
وعندما تبتلعني الارض اتباها برائحة عهري..
انا مرارة الحرمان،، وتأوهات الوصال..
انا تشققات البراءة..
انا غصن مرغم على التأرجح..
انا اله لا يحتمل نهيق مخلوقاته العاطفية..
انا مجموعة اكاذيب ..
امرر لساني بمحاذات سخريتي من الاشياء دون ان الامسها..

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

ثلاث قطرات ماء في الطابق الثاني

محمد الرديني

واخيرا اقتنع عضو البرطمان بشراء احدى العمارات السكنية المطلة على شارع السعدون رغم انه كان معجب بعمارة مزخرفة في القصر الابيض.
لكن دلال العقارات المعروف ب”ابو فتيهن” حذره من شرائها معللا ذلك بانها تطل على نادي اتحاد الادباء المعرض للتفتيش نهاية كل شهر.
وقال له:بصراحة سيدي النائب.. ان رواد هذا الاتحاد من الكفرة والثرثارين ويدّعون العلم والثقافة.. الواحد منهم سيدي النائب قرأ كتابين او ثلاثة حتى بدأ يخطب بالجماهير ويتكلم عن الديمقراطية والحرية والكلام الفارغ المعروف.. ولهذا لو تقبل نصيحتي ان تشتري تلك العمارة التي رأيتها امس الاول والمطلة على شارع السعدون.
رد السيد النائب: ولكن يقال ان الماء لايصل حتى الى الطابق الثاني.
ضحك ابو فتيهن قائلا: وهذا من صالحنا سيدي النائب..وفي هذه الحالة امامك خياران رائعان جدا.. اما ان تحصل على اجازة استيراد “الماطورات” والحصول عليها سهل جدا خصوصا بالنسبة لك وراسمالها تلفون”صغير” لوزير التجارة وبعدها تبدأ استيرادها من الصين وتضّمن فقرة في عقد الايجارتلزم المستأجر شراء “ماطور الماي” من سيادتكم.
تململ السيد النائب وهو يقول: ولكنك تعرف ان الصناعة الصينية اي كلام ولاتقاوم الا شهور قليلة ثم “تخرب”.
ضحك ابو فتيهن هذه المرة بقوة وهو يقول: وهذا ايضا في صالحنا فحين يخرب “الماطور” يأتيك المستأجر مستنجدا وما عليك ان ترحب به وتطيب خاطره وتبيع له “ماطور” جديد وتقسم له انه “سرمهر” ولايمكن ان تصيبه العطلات.
رد السيد النائب: وماذا عن الخيار الثاني.
قال ابو فتيهن: لك علاقات قوية جدا ،حسب ما عرفت، مع احد البنوك وبالتأكيد سيرحب عضو مجلس ادارة هذا البنك باقتراحك لمساعدة المستأجرين للحصول على قروض ميسرة يشترون بها “الماطورات” وغيرها وطبعا لايفوتك ان لك عمولة مئوية انت تحددها.. وهذه ستكون البداية، فانت خلال سنة واحدة يمكن ان تشتري العمارة المجاورة وخلالها تكون قد جمعت قيمة الفوائد من بيع “الماطورات” لشراء العمارة الثالثة وربما سيستنجد بك ساكني العمارات المجاورة لشرائها وهكذا.
تململ السيد النائب مرة اخرى : دعني افكر بالامر.
رد ابو فتيهن: المسألة لاتحتاج الى كل هذا التفكير .. انها فرصة العمر ويجب ان تسرع فهناك من يريد شراء هذه العمارة.
نهض السيد النائب: من هو ؟؟.
رد ابو فتيهن: لاداعي لذكر الاسماء فانها كما تعرف من اسرار” الشغل” ولكني اطمئنك الى انه من زملائك المقربين جدا في البرطمان.
صاح السيد النائب: حسنا، قبلت العرض ودعنا نوقع الاوراق حالا.
مد ابو فتيهن يده الى احد الادراج واخرج ملفا :انه جهاز للتوقيع سيدي النائب.
وفي زحمة الاوراق التي تراكمت امامه توقف فجأة ليقول : ولكن الماء ياعزيزي.. صعب اقناع المستأجر بان الماء يمكن صعوده الى الطابق الثاني او الثالث.
قال ابو فتيهن: سيدي النائب.. امين العاصمة او محافظ بغداد يمكن ان يحلا لك هذه المشكلة بقليل من “البرطلة” كل مافيها ان يأمر احدهما بمد انبوب يشبه انبوب المجاري الى بناياتك السكنية على ان يكون مرتبطا بانابيب متفرعة الى كل “ماطور” شقة واتعابك تستحصلها شهريا مع الايجار.. شفت كل شيء سهل وابوك الله يرحمه.
وبعد انجاز كافة الاوراق الاصولية استعد السيد النائب للمغادرة وعند باب المكتب الرئيسي قال ابو فتيهن مازحا: هاي عليها حفلة.. مو؟
ضحك السيد النائب:طبعا راح اسوي اكبر حفلة بس مو في بغداد.. انت تعرف هنا فضيحة ،لدي ناد ليلي اشتريته في الشهر الماضي في بيروت سأقيم فيه حفلة العمر وانت اول المدعوين.
فاصل: لايوجد فاصل هذا اليوم فانا مشغول بكتابة اسماء المدعوين لحفلة بيروت.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

ارادة الحياة

أبو القاسم الشابي

إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ       فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر

وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي          وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر

وَمَنْ  لَمْ  يُعَانِقْهُ  شَوْقُ  الْحَيَـاةِ        تَبَخَّـرَ  في  جَوِّهَـا   وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ  لِمَنْ  لَمْ   تَشُقْـهُ   الْحَيَاةُ        مِنْ   صَفْعَـةِ  العَـدَم  المُنْتَصِر

كَذلِكَ  قَالَـتْ  لِـيَ  الكَائِنَاتُ        وَحَدّثَنـي  رُوحُـهَا    المُسْتَتِر

وَدَمدَمَتِ   الرِّيحُ   بَيْنَ   الفِجَاجِ     وَفَوْقَ  الجِبَال  وَتَحْتَ   الشَّجَر

إذَا مَا  طَمَحْـتُ  إلِـى  غَـايَةٍ       رَكِبْتُ   الْمُنَى  وَنَسِيتُ   الحَذَر

وَلَمْ  أَتَجَنَّبْ  وُعُـورَ  الشِّعَـابِ       وَلا كُبَّـةَ  اللَّهَـبِ   المُسْتَعِـر

وَمَنْ  لا  يُحِبّ  صُعُودَ  الجِبَـالِ        يَعِشْ  أَبَدَ  الدَّهْرِ  بَيْنَ   الحُفَـر

فَعَجَّتْ  بِقَلْبِي   دِمَاءُ   الشَّبَـابِ        وَضَجَّتْ  بِصَدْرِي  رِيَاحٌ   أُخَر

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ  الرُّعُودِ  وَعَزْفِ  الرِّيَاح  وَوَقْعِ  المَطَـر

وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ – لَمَّا  سَأَلْتُ :  ” أَيَـا أُمُّ  هَلْ تَكْرَهِينَ  البَشَر؟”

“أُبَارِكُ  في  النَّاسِ  أَهْلَ  الطُّمُوحِ  وَمَنْ  يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ  الخَطَـر

وأَلْعَنُ  مَنْ  لا  يُمَاشِي  الزَّمَـانَ    وَيَقْنَعُ  بِالعَيْـشِ  عَيْشِ  الحَجَر

هُوَ الكَوْنُ  حَيٌّ ، يُحِـبُّ  الحَيَاةَ        وَيَحْتَقِرُ  الْمَيْتَ  مَهْمَا  كَـبُر

فَلا  الأُفْقُ  يَحْضُنُ  مَيْتَ  الطُّيُورِ        وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر

وَلَـوْلا   أُمُومَةُ    قَلْبِي   الرَّؤُوم      لَمَا ضَمَّتِ  المَيْتَ تِلْكَ  الحُفَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ  لَمْ  تَشُقْـهُ   الحَيَـاةُ      مِنْ   لَعْنَةِ   العَـدَمِ   المُنْتَصِـر!”

وفي   لَيْلَةٍ   مِنْ   لَيَالِي  الخَرِيفِ        مُثَقَّلَـةٍ  بِالأََسَـى   وَالضَّجَـر

سَكِرْتُ  بِهَا  مِنْ  ضِياءِ   النُّجُومِ     وَغَنَّيْتُ  لِلْحُزْنِ   حَتَّى  سَكِـر

سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ  تُعِيدُ   الْحَيَاةُ      لِمَا   أَذْبَلَتْـهُ   رَبِيعَ    العُمُـر؟

فَلَمْ   تَتَكَلَّمْ     شِفَـاهُ    الظَّلامِ        وَلَمْ  تَتَرَنَّـمْ  عَذَارَى   السَّحَر

وَقَالَ  لِيَ  الْغَـابُ   في   رِقَّـةٍ        مُحَبَّبـَةٍ  مِثْلَ  خَفْـقِ  الْوَتَـر

يَجِيءُ  الشِّتَاءُ  ،  شِتَاءُ الضَّبَابِ  شِتَاءُ  الثُّلُوجِ  ، شِتَاءُ  الْمَطَـر   

فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ  وَسِحْرُ  الزُّهُورِ   وَسِحْرُ  الثَّمَر   

وَسِحْرُ  الْمَسَاءِ  الشَّجِيِّ   الوَدِيعِ  وَسِحْرُ  الْمُرُوجِ  الشَّهِيّ  العَطِر

وَتَهْوِي    الْغُصُونُ     وَأَوْرَاقُـهَا       وَأَزْهَـارُ  عَهْدٍ  حَبِيبٍ  نَضِـر

وَتَلْهُو  بِهَا  الرِّيحُ  في   كُلِّ   وَادٍ       وَيَدْفنُـهَا  السَّيْـلُ  أنَّى  عَـبَر

وَيَفْنَى   الجَمِيعُ   كَحُلْمٍ   بَدِيـعٍ        تَأَلَّـقَ  في  مُهْجَـةٍ   وَانْدَثَـر

وَتَبْقَى  البُـذُورُ  التي   حُمِّلَـتْ       ذَخِيـرَةَ  عُمْرٍ  جَمِـيلٍ  غَـبَر

وَذِكْرَى  فُصُول ٍ ،  وَرُؤْيَا   حَيَاةٍ    وَأَشْبَاح   دُنْيَا   تَلاشَتْ   زُمَـر

مُعَانِقَـةً  وَهْيَ  تَحْـتَ الضَّبَابِ        وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ  الْمَدَر

لَطِيفَ  الحَيَـاةِ الذي  لا  يُمَـلُّ        وَقَلْبَ  الرَّبِيعِ   الشَّذِيِّ   الخَضِر

وَحَالِمَـةً  بِأَغَـانِـي  الطُّيُـورِ        وَعِطْرِ  الزُّهُورِ  وَطَعْمِ   الثَّمَـر

وَمَا  هُـوَ  إِلاَّ  كَخَفْـقِ  الجَنَاحِ       حَتَّـى  نَمَا شَوْقُـهَا  وَانْتَصَـر 

فصدّعت  الأرض  من    فوقـها     وأبصرت الكون  عذب  الصور

وجـاءَ    الربيـعُ      بأنغامـه        وأحلامـهِ  وصِبـاهُ   العطِـر

وقبلّـها   قبـلاً   في   الشفـاه        تعيد  الشباب الذي  قد   غبـر

وقالَ  لَهَا : قد  مُنحـتِ   الحياةَ        وخُلّدتِ  في  نسلكِ  الْمُدّخـر

وباركـكِ  النـورُ   فاستقبـلي        شبابَ  الحياةِ  وخصبَ   العُمر

ومن  تعبـدُ  النـورَ   أحلامـهُ        يباركهُ   النـورُ   أنّـى   ظَهر

إليك  الفضاء  ،  إليك  الضيـاء     إليك  الثرى   الحالِمِ   الْمُزْدَهِر

إليك  الجمال  الذي   لا   يبيـد        إليك  الوجود  الرحيب  النضر

فميدي كما  شئتِ  فوق  الحقول     بِحلو  الثمار  وغـض الزهـر

وناجي  النسيم  وناجي  الغيـوم     وناجي النجوم  وناجي  القمـر

وناجـي   الحيـاة   وأشواقـها        وفتنـة هذا الوجـود  الأغـر 

وشف  الدجى  عن  جمال عميقٍ     يشب  الخيـال ويذكي   الفكر

ومُدَّ  عَلَى  الْكَوْنِ  سِحْرٌ  غَرِيبٌ        يُصَـرِّفُهُ  سَـاحِـرٌ  مُقْـتَدِر

وَضَاءَتْ  شُمُوعُ النُّجُومِ  الوِضَاء وَضَاعَ  البَخُورُ  ، بَخُورُ   الزَّهَر

وَرَفْرَفَ   رُوحٌ   غَرِيبُ   الجَمَالِ       بِأَجْنِحَـةٍ  مِنْ  ضِيَاءِ   الْقَمَـر

وَرَنَّ  نَشِيدُ   الْحَيَاةِ    الْمُقَـدَّسِ       في  هَيْكَـلٍ حَالِمٍ  قَدْ  سُـحِر

وَأَعْلَنَ  في  الْكَوْنِ  أَنَّ   الطُّمُوحَ     لَهِيبُ الْحَيَـاةِ  وَرُوحُ الظَّفَـر

إِذَا   طَمَحَتْ   لِلْحَيَاةِ    النُّفُوسُ        فَلا  بُدَّ  أَنْ  يَسْتَجِيبَ  الْقَـدَرْ

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 9

رياض الحبيّب

تناولت في الحلقة السابقة طرحاً موجزاً لموضوع إسقاط أشياء من القرآن عند جمعه في زمن عثمان بن عفان- الخليفة الثالث، كما ورد في كتاب “الشخصية المحمدية” لمؤلفه أديب العراق الكبير معروف الرصافي. وسوف أكتب في هذه الحلقة أمثلة متنوّعة ممّا نقل الرصافي عن كتاب “الإتقان في علوم القرآن” لمؤلفه جلال الدين السيوطي وعن كتاب “إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون” أو “السيرة الحلبية” لمؤلفه علي بن برهان الدين- ممّا يأتي في حينه. وتسهيلاً للعرض فقد أوجزت الأمثلة بنقاط:

أوّلاً- ما تمّ إسقاطه من مصحف عثمان
1 في الإتقان 25:2 حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن المبارك بن فضالة بن كعب، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش قال لي أبيّ بن كعب: كأين، وفي بعض الروايات: كم تعَدّ سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، قال: إنْ كانت لتعدل سورة البقرة، وإنّا كنّا لنقرأ فيها آية الرّجم، قال: إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم.

وهناك حديث آخر حول سورة الأحزاب عن عائشة قالت:
سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن.

[وقد قمت بالتعليق على موضوع حرق الكلام المُسَمّى كلام الله وعلى موضوع الرجم- المُقتبس من الشريعة الموسوية- في الحلقة الثامنة من هذا البحث]
_______

2 وفي الإتقان 25:2 أيضاً: حدثنا حجاج عن ابن جريح، أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس، قالت:
قرأ عليّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) أي سورة الأحزاب: 56 وعلى الذين يصلّون الصفوف الأولى، قالت: قبل أن يغيّر عثمان المصاحف!

[تعليقي:
بغضّ النظر عن الإختلاف ما بين مصحف عثمان ومصحف عائشة، كيف يصلّي الله وملائكته على النبي ويسلّمون؟
قيل ممّا قيل في تفسير ابن كثير لهذه الآية- باختصار شديد- أنّ صلاة الله تعالى هي ثناؤه عليه عند الملائكة وقيل رحمته، أمّا صلاة الملائكة فقيل أنّها تعني الدعاء وقيل الإستغفار. وقيل أنّ المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يُثني عليه عند الملائكة المقرّبين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا… انتهى

قلتُ:
1 لكنّ مفردات اللغة العربيّة ما كانت لتقصّر لو كان المراد بالمعنى غير الصلاة التي تعرفها العامّة.

2 إنّ هذه الآية لم تستثنِ إبليسَ من الصلاة على محمّد! ففي آيات أخر تمّ استثناء إبليس من السجود لآدم، كما في سورة البقرة: 34
(وَإذ قلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إبْليسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
ولي في موضوع السجود لآدم مقالة كاملة عبر الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=178992

3 لقد ناقض إلهُ القرآن قوله فهو من جهة يجعل العالمَين العلوي والسفلي- ومنهم الكفّار بدليل إبليس وسائر الجنّ من غير المسلمين- يصلّون على النبي ومن جهة أخرى يجعل محمّداً يقاتل الكفّار والمنافقين ويجاهدهم ويُغلظ عليهم، كما في سورة التحريم: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير)
وهكذا يصبح الذي يُكذّب محمّداً إمّا منافقاً أو ظالماً أو كافراً أو عدوّاً لله ورسوله ويصبح مصيره جهنم، أمّا الذي يُصدّق محمّداً فيدخل الجنّة وإن زنى وإن سرق- حديث محمّدي صحيح رواه البخاري: 5827 ومسلم: 94- وأجدني أضيف على الحديث وفق ما تقدّم: يدخل الجنّة المحمّدية وإنْ كان من الجنّ أيضاً- بخلاف ما في كتاب أهل الكتاب المقدّس إذ لا خلاص لإبليس!
وهنا آيات من سورة الجنّ:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قرْآَناً عَجَبا (١)
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدا (٢)
إلى قوله:
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدا (١٤)
وَأَمَّا القاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطبا (١٥)

4 تدلّ الآية- في نظري- على أنّ محمّداً لم يترك وسيلة لتمجيد نفسه، بما في الوسيلة من إشكاليّات ظاهرة لأولي البحث، إلّا استخدمها ومرّرها على عقول أتباعه ولا سيّما الذين يُطلق عليهم (أهل العِلم)]
_______

3 وفي الإتقان 25:2 أيضاً- أخرج الحاكم في المستدرك عن أبيّ بن كعب قال: قال لي رسول الله: إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، فقرأ: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين)- سورة البيّنة: 1 قال: ومن بقيّتها ((لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيه سأل ثانياً وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره)) أقول (أي الرّصافي): إن كان ما أسقطه عثمان من المصاحف كله من هذا القبيل، فقد أحسن إلى الإسلام وإن كان أساء من جهة أخرى

[تعليقي:
أوّلاً- هنا النصّ الكامل للآية الأولى في سورة البيّنة:
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَة)

وبهذه الآية اٌتّهم محمّد قوماً من أهل الكتاب بالكفر من جهة- ومن جهة أخرى عطف عليهم المُشركين بواو العطف، أي أنّ قدرهم وقدر المشركين واحد ومصيرهم واحد. ونحن- أهل الكتاب- مؤمنون بالله وموحّدون، فما معنى الكفر الذي في مخيّلة النبي العربي؟ وما دليل محمّد على كفر ذلك القوم من أهل الكتاب سوى عدم تصديقهم به؟ وتالياً ما دخل محمّد بالمشركين وسواهم؟ إنهم- في نظر الأحرار- أحرار فيما هم عليه من معتقدات وكان الواجب تبشيرهم وليس محاولات ترهيبهم وتقتيلهم واستباحة أرواحهم ونسائهم وحلالهم!
هنا من تفسير الطبري للآية المذكورة:
(لم يكن هؤلاء الكفار من أهل التوراة والإنجيل، والمشركون من عبدة الأوثان {منفكّين} يقول: منتهين، حتى يأتيهم هذا القرآن…) انتهى
وهنا من تفسير الجلالين للآية:
(حتى تأتيَهم ”أي أتتهم“ البيّنة أي الحجة الواضحة وهي محمد…) انتهى

إنّ ما تقدّم ليضطرّني إلى أن أكتب ما نُزّلَ عليّ أيضاً من ملائكة حقوق الإنسان- ردّاً على هذه الآية:

لَمْ يَكُنِ المغفلون سوى الذين صدّقوا بمحمّد نبيّاً للرّحمة وهو لا يختلف بجرائمه ضدّ الإنسانيّة عن الوَحْش*
منهم اٌبن تيمية ممّنْ أشركوه مع الله بالعَرْش*
ومنهم الذين اعتبروه معصوماً وخطاياه تجاوزت البَطش*
ومنهم الذين يُدافعون عن كتابه عبثاً وأمامهم مصادر النقش*
لا يحسن في القرن الحادي والعشرين خلافٌ على الباطل والغِشّ*
لقد انتهى محمّد إلى نَعْش*
وأمّا كِتابُهُ فمخصّص للسياسة واستعباد النّاس بالرّفش*
ولِوَطْء النساء منهنّ الجواري كماريّة القبطيّة ومنهنّ الحرائر كزينب بنت جَحْش*
يا أيّها الذين آمَنوا آمِنوا بمواثيق حقوق الإنسان إنّها الدّالّة الصحيحة لسُبُل العَيْش*

2 أمّا قول الرصافي (فقد أحسن إلى الإسلام وإن كان أساء من جهة أخرى) فالمقصود بالعبارة (وإن كان أساء من جهة أخرى) هو ما مرّ ذكره في الحلقة الثامنة من هذا البحث إذ قال: ولو فرضنا أنّ هناك صحفاً غيرها لما كان ينبغي أن تحرق أيضاً، بل كان الواجب أن تحفظ من الضياع بل تُجمَع في صوان لتبقى على الدهر أثراً من آثار النهضة الإسلامية يتوارثها المسلمون خلفاً عن سلف]
_______

4 وفي الإتقان 25:2 أيضاً- حدّثنا ابن أبي مريم عن نافع بن عُمَر الجمحي، قال: حدّثني بن أبي مليكة، عن المُسوّر بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: ألم نجد فيما أنزل علينا (أنْ جاهِدوا كما جاهدتم أوّل مرّة) فإنّا لا نجدها! قال (أي عبد الرحمن) أسقِطتْ فيما أسقِط من القرآن.
أقول (أي الرصافي) وهذا الحديث يدلّ أيضاً على أنّ بعض القرآن قد أُسقِط قبل أنْ ينسخ عثمان المصاحف. ولا منافاة بين هذا وبين ما قلناه آنفاً من أنّ عثمان أسقط بعض القرآن لمّا أمر بنسخ المصاحف، لأنّ عثمان يكون على هذا قد جدّد الإسقاط، أو يكون قد أسقط شيئاً آخر أيضاً عدا الذي تمّ إسقاطه من قبل!
______________

وللحديث بقيّة

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 8

رياض الحبيّب

توقفت في الحلقة السابعة من هذا البحث عند قول الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال: أمّنا [أي قصَدَنا] أميّة بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ السورتين: اللهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك… [وهما سورتا الخلع والحفد] ولا شكّ أنّ قراءته بهما في الصلاة- وهو إمام- تدلّ بوضوح على أنهما سورتان من القرآن لأنّ الصلاة لا تصحّ إلّا بقراءة شيء من القرآن! فبالنظر إلى هذا- أردف الرصافي- تكون سور القرآن مائة وستّ عشرة سورة!

[تعليقي: وقد كان لي تعليق على ما تقدّم بل تساؤل مشروع: أليس من معاني التحريف {الزيادة} أو {النقصان} أيّها الفقهاء الأفاضل؟! ومع الأسف لم يُجبْ على تساؤلي أيّ فقيه، إنّما الصمت علامة الرضا في موضوع كهذا- كما يُقال- أي موافقة ضمنية على تحريف القرآن، علماً أنّ الذي يتفضّل بالإعتراض على هذه النتيجة سيلاقي مني حججاً دامغة أيضاً؛ بشهادة السّنّة متّهمِين الشّيعة بالتحريف وشهادة من الشيعة متهمين السّنّة به- وهاتان الطائفتان هما الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي من سائر الطوائف والتي عددها ثلاث وسبعون طائفة- بحسب حديث مُحمّدي عن الفرقة الناجية]

وتساءل الرصافي (هل سقط شيء من القرآن عند جمعه؟) والرصافي قد أجاب بعدما مهّد للجواب بالحديث عن كيفية جمع القرآن فقال:
إنّ أبا بكر كان أوّل من أمر بجمع القرآن (من العسب واللخاف والرّقاع وقِطع الأديم والأكتاف والأخلاف والأقتاب ومن صدور الرجال) بمشورة من عمر بن الخطّاب ولم يجعله في مصحف كما فعل بعده عثمان، بل في صحُف جمعها وضمّها بعضاً إلى بعض وأبقاها حفظاً للقرأن من الضياع، ذلك عندما رآى في حروب الرّدّة كثرة القتلى من القرّاء الذين هم حفظة القرآن. وبعد وفاة أبي بكر انتقلت هذه الصحف إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب، ولما وُلي عثمان كانت هذه الصحف التي جمعها أبو بكر عند حفصة أمّ المؤمنين بنت عمر أمير المؤمنين. ولمّا بلغ عثمان ما وقع بين المسلمين من الإختلاف في القراءات أراد أن يُزيل من بينهم هذا الإختلاف بأنْ يُجمِعهم كلّهم على مصحف واحد يقرأونه كلّهم على سواء.

[تعليقي:
1 أي أنّ أبا بكر لم يجمع القرآن بمشورة من محمّد شخصيّاً ويبدو لي أيضاً أنّ الله لم يأمر محمّداً بجمع القرآن وإلّا لاٌهتمّ بهذا الموضوع الحيوي وأنزل آية أو سورة- إذ عجز الله من حصر كلامه أو سورته بآية واحدة- فلماذا لم يُنزّل الله سورة تاًكيداً على أهميّة كلامه وحفاظاً عليه؟

قلتُ- وهذا الحديث الوهمي هو عن نفسي لو كنتُ من الأنبياء العرب- سأستأذن الله وأنزل بالنيابة عنه سورة وأستبعد أن يُقرئنيها (الملاك) لضعفٍ في إمكانيتي الماديّة على دفع تكاليف رحلته السماويّة ورسوم إقامته:

عرق* يا أيها النبيّ إنّ الله قد أناط بكَ جَمْعَ القرآنِ اٌلّذي ألقى عَلى قلبكَ وَعَلى لِسَانِكَ وَنسْخَهُ بخيْرِ تدْويْنٍ* فاٌنتدِبْ مِنْ صَحَابتِكَ اٌلّذِيْنَ هُمْ بالجَنّة مُبَشَّرُوْنَ* لا يُذهَبُنّ بشيءٍ مِّنْهُ وَلَاْ تكُوْنَنّ مِنَ الغافلينَ* نزّلَهُ رَبّكَ بلِسانٍ قرَشِيّ مُبيْنٍ* فاٌحْفظْ مَاْ نُزِّلَ عَليْكَ مِنْ لوْحِهِ وَليُتلَ هُدَىً للمُتّقيْنَ*

طبعاً لنْ يكون إسم السّورة بتوقيف منّي! سوف أترك الأمر للمساكين الذين يُحبّون الإجتهاد فمنهم من يسمّيها سورة عرق أو سورة س أو سورة ش! ومنهم الأكثر اجتهاداً الذين يحبّون الإختلاف على تسميتها: سورة الجمع أو سورة النّسْخ أو سورة التدوين أو سورة الحِفظ؛ أمّا المهمّ عندي فهو اختلاف العلماء وتدويخ الفقهاء لكي يهتمّوا بالشكليّات وينأوا بعقولهم عن المضمون بما فيه من معنىً ومغزىً بل ينشغلوا بالتفاسير وأسباب النزول ويغضّوا بالطرف عن الغيبيّات والغموض إذ ليس علّام الأسرار إلّا الله! فإذا ما توصّل الأكثر فقهاً فيهم إلى الإجتهاد المطلوب فجّرتُ إشكاليّة للناسخ وأخرى للشارخ وثالثة للمنسوخ ورابعة للممسوخ وخامسة للمسلوخ وسادسة للمطبوخ وسابعة للمفسوخ وهلمّ جرّا! فمهما حاولوا التيقن ممّا أنزلتُ ما استطاعوا أنْ يأتوا بمثل (قرآني) ولا أفلحوا في تفسير إسرائي من مسجد حرام إلى مسجد حلال* ولا عروجي إلى السماوات السبع وقضاء فترة الإستراحة والإستجمام على سطح عطارد أو رُبّما المرّيخ!

ويسألونني ما معنى “عرق” فأقول: إبحثوا في القاموس لتجدوا أزيد من عشر دلالات أو عشرة معانٍ- بعد تغيير الحركات التي يَحتمِلُ حرفا العين والرّاء في الكلمة، بالإضافة إلى أخذ احتماليّة تشديد حرف الرّاء بنظر الإعتبار ما بين حالات الإحتمال.
وإنْ سأل بعض العرب لماذا “بلسان قرشي” وليس “بلسان عربي” أقلْ: فليقلِ الفقهاء لهم ما ذكر الرصافي في كتابه “الشخصية المحمدية أو حلّ اللغز المقدّس” ص 577- نقلاً عن كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص 59:

لأنّ عثمان أمر أربعة رجال لنسخ القرآن، الأول: زيد بن ثابت (وهذا أنصاري) وأمّا الثلاثة فكانوا من قريش وهم: عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وقال للرّهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنّما نزل بلسانهم!

2 ما سبب إيداع الصحف المذكورة عند حفصة وليس عند عائشة- مثالاً؟ فهي الأقرب إلى أبي بكر ومحمد وإنْ كان عندها مصحف خاص وعندها نصف الدين! وكيف لم يُستبعَد الظنّ بأنّ في قلب حفصة غِلّاً- بكسر الغين- أو غيظاً على الرسول الذي زنى بماريّة القبطيّة في يوم حفصة وعلى فراشها؟ وقد حدّثتنا العَمّة ويكيبيديا عن ماريّة القبطيّة أنها: (من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر، أهداها للرسول الملك المقوقس حاكم مصر سنة 7 هجريةـ ومعها أختها سيرين بنت شمعون والتي أهداها الرسول لشاعرهِ حسان بن ثابت والتي أنجبت لهُ ولده عبد الرحمن بن حسان…) انتهى. ولكنّ الجدل هنا ضروري: كيف أصبح الإنسان هديّة شأنه شأن الهدايا الماديّة؟ وهل من واجب رسول مُرسَل من السّماء تصحيح غلط البشر أم السكوت عليه والقبول به وأحياناً تشريعه؟!

3 كيف يُرسَل من حفظة القرآن- المفترض به كلام الله- إلى قتال المرتدّين فيُقتلوا ويفنى معهم كلام الله الذي قال عنه (إنّا له لحافظون) فأين وعدُ الله بالحفظ؛ هل المقصود أنه محفوظ في السماء بعدما ضاع منه الذي نُزّل على الأرض؟ إن صحّ هذا الإستنتاج فإنّ عند الله كلاماً لم يُنزّل بعد وعلى الدنيا أنْ تنتظر رسولاً جديداً لكي يُكمل الرسالة! صحيح أنّ محمّداً قال قبيل وفاته في سورة المائدة: 3 (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا…) ولكنه لم يقل: أكملت لكم دينكم كلّه ولا نصفه ولا ربعه!

4 ألم يلاحظ ابو بكر تعدّداً في القراءات مثلما لاحظ عثمان فيما بعد فلماذا لم يجمع أبو بكر القرآنَ في مصحف واحد بدلاً من الصّحف؟ والسؤال موجّه أيضاً لعمر بن الخطّاب، بعد تولّيه الخلافة إذ الصحف لا تزال عند ابنته حفصة، أفلا يهمّ عُمَرَ حفظ ُ القرآن كما اهتمّ به أبو بكر من قبله وعثمان من بعده؟] انتهى تعليقي

كيفية استدلال الرصافي على إسقاط أشياء من القرآن عند جمعه:
وفي الإتقان- استكمالاً لما تقدّم في نهاية تعليقي المرقم 1: ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمانُ الصّحف إلى حفصة وأرسل إلى كلّ أفق بمُصحَف ممّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة أو مصحف أن يُحَرّق!

هنا علّق الرصافي قائلاً: إنّ الظاهر من عبارة الحديث الأخيرة أن الذين نسخوا الصحف في المصاحف قد تركوا شيئاً ممّا كان في تلك الصحف فلم ينسخوه في المصاحف- كما هو ظاهر من قوله (وأمر بما سواه) أي سوى المصحف الذي نسخه، ومن قوله (في كلّ صحيفة) أي من تلك الصحف التي أرسِلتْ إلى حفصة.
فإن قلتَ: إنّ المراد بالصحيفة في قوله (في كلّ صحيفة) هو كلّ صحيفة لم تكن من الصحف التي أرسِلتْ إلى حفصة، قلتُ: ليس هناك صحيفة أو صحف غير الصحف التي كانت عند حفصة، فإنّ الرواة كلهم يقولون: إنّ أبا بكر لمّا أمر بجمع القرآن جمعوه- من العسب واللخاف… ومن صدور الرجال- ولم يقولوا: جمعوه من الصحف، فليس هناك صحيفة أو صحف غير التي كانت عند حفصة وهي التي جُمِعَتْ في أيّام أبي بكر.

وضرب الرصافي أمثلة على اقتصار الجمع في أيّام أبي بكر، يستطيع القرّاء الكرام العودة إليها في كتابه- ص 578 لكنّه أردف: فأيّ صحيفة يعني عثمانُ بقوله (وأمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة) غير الصحف التي كانت عند حفصة؟ ولو فرضنا أنّ هناك صحفاً غيرها لما كان ينبغي أن تحرق أيضاً، بل كان الواجب أن تحفظ من الضياع بل تُجمَع في صوان لتبقى على الدهر أثراً من آثار النهضة الإسلامية يتوارثها المسلمون خلفاً عن سلف. فإذا قلتَ: إنّ ما جاء في متن الحديث من قوله (حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمانُ الصّحف إلى حفصة) صريح في أنّه ردّها إلى حفصة ولم يحرق منها شيئاً، قلتُ: إنّ ردّ الصّحف إلى حفصة واقع، لكنّه لا يستلزم أنّه ردّها بأجمعها، بل يجوز أنه أخذ منها ما أخذ فأدخله في المصاحف وترك ما ترك فلم يدخله فيها، ثمّ أمر بإحراق ما لم يُدخلهُ وردّ الباقي إلى حفصة، وخصوصاً أنّ ما جاء في عبارة الحديث من قوله (وأمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة) يقتضي ذلك ويدلّ عليه.

[تعليقي: يدلّ الحرق الذي قام به عثمان- عن حسن نيّة بسبب اختلاف القراءات وبحضور الصحابة- على أنّ الآية القائلة في سورة الحِجْر: 9 (إنّا نحْنُ نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) لم يعُد لها محلّ من الإعراب إذ قد أغفلها عثمان ولم يفقه عواقب إغفالها، إلّا ما كان المقصود بالحفظ الذي في الآية يشير إلى السماء ولم ينزل بعد، ما يستدعي انتظار رسول جديد لينزل المتبقى من الكلام المحفوظ في لوح الله- كما أسلفت. ولكنّ السّؤال التالي: إنْ أغفلها عثمان- افتراضاً- فكيف سكت عليّ بن أبي طالب على حرق كلام الله؟ فمعلوم أنّ عليّاً هو ابن عمّ محمد وصهره ومن آل بيته وأحد أصحابه ومن أكبر علماء هذا الدين علماً وفقهاً. وكيف يختلف عاقلان على أنّ اختلاف القراءات يؤدّي منطقيّاً إلى تطبيق حكم القرآن على القرآن ذاته، كما في سورة النساء: 82 (أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) أي أنّ الإختلاف الكثير، سواء في القراءات أو المصاحف، يدلّ على أنّ القرآن من عند غير الله- وهذا ما لا شكّ فيه عندي وعند غيري من الباحثين عن الحقيقة]

يواصل الرصافي تعليقه:
بقي هنا قوله ((أو مصحف)) الوارد في الحديث (وأمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة أو مصحف أن يُحَرّق) فيُفهَم من هذا أنّ هناك مصاحف كانت موجودة قبل أن يأمر عثمان بحرق المصاحف. نعم، إنّ الرواة فيما رووا قد ذكروا مصحفاً لابن مسعود ومصحفاً لأبَيّ بن كعب ومصحفاً لابن عبّاس وغيرها من مصاحف عدّة، ولعلّ هؤلاء كانوا يكتبون لأنفسهم مصاحفهم في حياة رسول الله، أو أنهم كتبوها بعد وفاة الرسول، فإنّ بين استنساخ المصاحف في زمن عثمان وبين وفاة الرسول ثلاثاً وعشرين سنة! فيجوز في هذه المدّة أنّ بعض الصحابة كتبوا لأنفسهم مصاحف، وينبغي أن يُقال لهذه المصاحف إنها مصاحف خصوصية كما تقول الناس اليوم. وظاهر عبارة الحديث يقتضي أنّ عثمان قد أحرق من هذه المصاحف الخصوصية ما لم يُدخِلهُ من القرآن في المصاحف التي نسخها. ولا غرابة في ذلك فإنه الخليفة المُطاع، فيجوز أنّه أمر أصحاب هذه المصاحف أنْ يأتوه منها بالقرآن الذي لم يكتبه في مصاحفه فأتوه به فأحرقه.

[تعليقي: إنّ عثمان لم يكن مجرّد خليفة يُطاع فحسْب، إنما كان من السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المُبشرين بالجنّة المحمّديّة وله فيها نصيب، وكنيته ذو النورين- لأنه تزوج أثنتين من بنات الرسول: رُقيّة ثم أمّ كلثوم بعد وفاة الأولى]

وفي الإتقان 25:2 عند الكلام عن الناسخ والمنسوخ ما يؤيد تحليل الرصافي إذ انّ عثمان لمّا استنسخ المصاحف من صحف حفصة قد ترك شيئاً من القرآن فلم يكتبه في المصاحف، وأنّه أمَرَ بإحراقه:

قال أبو عبيدة إسمعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر:
(لا يقولنّ أحدٌ قد أخذت القرآن كلّه، وما يدريه ما كلّه، قد ذهب قرآن كثير، ولكنْ ليقلْ قد أخذت منه ما ظهر)

وفي الصفحة ذاتها من الإتقان:
حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن المبارك بن فضالة بن كعب، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش قال لي أبيّ بن كعب: كأين، وفي بعض الروايات: كم تعَدّ سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، قال: إنْ كانت لتعدل سورة البقرة، وإنّا كنّا لنقرأ فيها آية الرّجم، قال: إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم.

[تعليق لا بدّ منه:
معلوم أنّ محمّداً قد اقتبس آية الرّجم من الشريعة الموسويّة التي سبقت الإسلام ب 2000 سنة ونيّف، متجاوزاً عهد السيّد المسيح وتعاليمه السّامية؛ إن الشريعة الموسوية بما في بنودها من قسوة شُرّعتْ من الله بسبب قساوة قلوب الشعب العبراني القديم. وقد كان السيّد المسيح يؤبّخ اليهود الذين في عصره بسبب تمسّكهم الحرفي بتلك الشريعة ولا سيّما بعد مجيئه بعهد النعمة والذي من مقوّماته المحبة والسلام على الأرض والخلاص والمجد في السماء.
فقد قال لليهود الذين همّوا برجم المرأة الخاطئة- مثالاً: {مَن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر} أي أيّها اليهود لم آتِ لأنقض الشريعة بل لأكملها والآن هي ذي الشريعة ثابتة ولكنْ لا يحقّ لأحد منكم أنْ يُدين هذه المرأة إلّا الذي كان منكم بلا خطيئة! فمن هذا الذي بلا خطيئة سوى الله الحيّ القدّوس وحده وهو الديّان الوحيد؟ فمنذ ذلك الحين لم يجرؤ أحد على فعل الرجم من اليهود الذين سمعوا كلام السيد المسيح، علماً أنّ تطبيق هذه الشريعة ملغيّ قطعاً عند المسيحيّين- ويهود اليوم على ما أظنّ- على رغم وجودها في الكتاب المقدّس.

فأين احترام محمد للكتب السّماوية التي سبقت دعوته- إذ لا تزال عقوبة الرّجم سارية المفعول في بعض الدول الإسلاميّة إلى اليوم؟ إلّا إن كان لدعوته شأن آخر وهو الشأن السياسي، بإقامة إمبرطورية للعرب أسوة بنظائرها عند الفرس والبيزنطيّين والرومان، تحت غطاء تبليغ رسالة جديدة نزلت من إله منسوب إلى السماء]

تأتي بعد ما تقدم ملاحظة مطوّلة من الرصافي لعلّي أستطيع أنْ ألخّصها في الحلقة القادمة لأعلّق عليها- كما جرت العادة- فقد بدأها هكذا:
إن أبَيّ بن كعب من كتاب الوحي وكان ممن عُنوا بالقرآن كتابة وقراءة وحفظاً، فلا غرابة في أنه يعرف آية الرجم ولا يعرفها زر بن حبيش، والظاهر من قوله: “كنا نقرأ آية الرجم” أنه كان يقرأها قبل أن يأمر عثمان بنسخ المصاحف، وأنه ترك قراءتها بعد نسخ المصاحف، كما أن كلامه لزر بن حبيش كان بعد ذلك أيضاً، فيُفهَم من هذا أن عثمان لم يكتفِ بإحراق ما أسقطه من القرآن بل منع من قراءته أيضاً كما يدل عليه الحديث الآتي:

في الإتقان 25:2 حدثنا ابن أبي مريم عن أبي لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت:
سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن.

وقال أيضاً- المصدر السابق: حدثنا حجاج عن ابن جريح، أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس، قالت:
قرأ عليّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) أي سورة الأحزاب: 56 وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى، قالت: قبل أن يغيّر عثمان المصاحف!

—————
وللحديث بقية مع محبّتي
_______________

يُقال إنّ المسجد الأقصى هو ليس ذاك الذي في القدس، إنما المقصود به مسجد الجعرانة الذي في الجهة الشمالية الشرقية لمكة صوب المدينة- التي تبعد حوالي 400 كم عن مكة بذلك الإتجاه. وهذه معلومة تبدو جديدة لغير المطّلعين والمطّلعات على حقائق التاريخ- وقد أعلن القمّص زكريّا بطرس عن محاولة عرضها يوم الجمعة الموافق السابع من أوغسطس 2009 ببرنامجه الأسبوعي {حوار الحق} عبر قناة الحياة الفضائية بهدف البحث والتنوير لا بهدف تأجيج المشاعر ما بين اليهود والمسلمين، علماً أنّ الحلقة تعاد في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي بتوقيت أوروبا الغربية، كما يُعاد عرضها فيما بعد. وسوف تكون مشاهدتها متيسّرة في بعض المواقع الالكترونية ومنها:
http://www.islamexplained.com

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

ديمقراطية حسون الامريكي

محمد الرديني

شخصية حسون الامريكي ديناميكية بالمعنى الحرفي للكلمة، ظهرت قبل سنوات طويلة في شوارع بغداد وربما لايعرف عنها شيئا جيلنا الجديد.
كان يتمشى كل يوم في شارع الرشيد مع كلبه الصغير “بوبي”.. في ذلك الزمن لم يكن للكلب اي احترام عند البغداديين الا عند حسون.
لم يكن ذلك وحده بل انه كان يثير الاستغراب ببدلته البيضاء “القاط كان شديد البياض” وقبعته البيضاء المربعة وربطة عنقه الحمراء الرفيعة جدا والتي تشبه ربطات رعاة البقر في تمساس الامريكية.
وينقل عنه مقربون استطاعوا كسب ثقته قصصا قصيرة ولكن المهم فيها انه كان يحب كل شيء امريكي.. بيته الصغير المتواضع لايضم الا الاثاث الامريكي ولا يطبخ الا على الطريقة الامريكية، ويقال انه نسي الكثير من مفردات اللغة العربية لكونه يتكلم مع الاخرين بلكنة انكليزية امريكية حتى حسب بعض القوم انه امريكي الولادة.
كانت الناس تحج الى مكة المكرمة في موسم الحج وهو يحج الى حديقة البيت الابيض ليجلس هناك اياما وليال.
لايعرف احدا ماذا كان يعمل او من اين يحصل على مورد رزقه ولكن السفهاء كانوا يشيعون عنه انه يتقاضى راتبا ثابتا من السفارة الامريكية في بغداد رغم انه لم يستطع احد اثبات ذلك.
كان ،حسب المقربين، يعشق لعبة الشطرنج ولديه الاستعداد الغريب لقضاء اسابيع وهو يلعبها حتى مع نفسه.
وكان يردد مع نفسه دائما: اننا مثل هذه الرقعة يحركها من يريد ويلعب بها من يريد ويفوز بها من يريد.
ولم يكن احد يعرف سر هذا القول في ذلك الزمان ولكن يبدو ومع مرور الوقت تحققت نبوئته في تشبيهنا برقعة الشطرنج يلعب بها من يشاء.
احد الذين عاصروا حسون الامريكي وقد بلغ من العمر عتيا قرأ امس خبرا نقلته “السومرية” للانباء.. كان جالسا في مقهاه المفضلة وفجأة صاح باعلى صوته” ولكم وين حسون حتى يشوف البلاوي الجديدة”.
تنبه القوم الى صوته.. بعضهم جاء اليه ليعرفوا ماذا حدث، وجدوه يبكي وقد وضع راحتا كفيه على وجهه مخافة ان ينكشف امره ، فالبكاء ليس للرجال كما كان يردد دائما.
تبرع احدهم واخذ الجريدة من يده وقرأ بصوت عال:
” أفاد مصدر في العاصمة بغداد بأن قوات مسلحة يرتدي افرادها زي الشرطة الاتحادية هاجمت العديد من النوادي الاجتماعية في بغداد وقامت بالاعتداء على مرتاديها بالضرب واطلاق الرصاص في الهواء لاخافتهم، فيما ذكر شاهد عيان أن أفراد الشرطة حاصروا العديد من رواد النوادي وانهالوا عليهم بالضرب المبرح بالكابلات واعقاب بنادقهم ومسدساتهم وقاموا كذلك باطلاق الرصاص فوق رؤوسهم”.
واضاف المصدر أن “تلك القوات التي كان افرادها يرتدون ملابس الشرطة الاتحادية شوهدت وهي تنتشر بالمئات وتحاصر مناطق الكرادة والعرصات والسدة وساحة الاندلس حيث هاجموا هناك نادي الادباء وتم اغلاقه بالقوة، كذلك ناديي الصيادلة والسينمائيين ودمرت محتوياتهم”.

وقال شاهد عيان في أحد النوادي أن “أفراد القوى الأمنية حاصروا العديد من مرتادي النادي ولم يسمحوا لهم بالخروج إلا بعد أن يأخذوا حصتهم من الضرب المبرح بأعقاب البنادق والمسدسات”، حسب قوله.
وأضاف أن “أفراد الشرطة قاموا بتدمير محتويات النادي بالكامل”، واصفا ماجرى لمرتاديه بأنهم “أصيبوا بالرعب وفوجئوا بسرعة الهجوم وقسوة أفراد الشرطة بحقهم، مع قيامهم بالعد حتى العشرة لخروجهم من النادي قبل الاعتداء عليهم”.
من كاتب السطور: لانعتقد ان وكالة اخبارية تضحي بسمعتها من اجل فبركة خبر كهذا.. ربما وردت بعض المعلومات المبالغ فيها كضرب الرواد باعقاب البنادق او العد من 1 الى 10 للخروج راكضين ولكن الامر يستحق المتابعة.
من يقف وراء هذا الاجراء؟.
اعتقد ان السيد صلاح عبد الرزاق له سوابق في هذا المجال حيث اغلق العديد من النوادي في شارع ابو نؤاس واقتحمت زبانيته اتحاد الادباء، وامر مريديه بتفجير محلات المشروبات الكحولية.. لم لا؟ اليس هو خليفة الله بالارض ويريد اصلاح القوم؟ اليس من حقه ان يبتهل الى الله ان يستمر بالسرقة والفساد شرط ان يردع الاخرين ويقوّم سلوكهم؟.
ربما.
وربما السيد العيساوي امين العاصمة الذي اراد ان يظهر بدلا من المنتظر الذي طال انتظاره ويرش” البخور” على اعين الحاسدين وهو يغرف مالذ له وطاب من صندوق الدنيا.
ربما.
هل هو دولة رئيس الوزراء؟ لايمكن الثقة بهذه المعلومة فهو مشغول الى قمة رأسه بحل الصراعات و”العركات” بينه وبين الاخرين الذين يتربصون الفرصة للاطاحة به.
ربما.
فاصل عن ربما: ستبقى ربما قائمة ممدة بطولها على وجوه اولاد الملحة الى ان يتضح الخيط الابيض من الخيط الاسود.

Posted in فكر حر, كاريكاتور | Leave a comment