الأسد للروس: عاجز عن الحل العسكري

جورج بكاسيني      المستقبل اللبنانية

 بدأ العدّ العكسي الأخير لسقوط نظام بشار الأسد. لا بل بدأت الاستعدادات الفعلية لمرحلة ما بعد بشّار.

بهذا الانطباع خرج أعضاء “الائتلاف الوطني السوري” من مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الذي عقد قبل أيام في مراكش، معززاً بوقائع ميدانية من الداخل توّجها أبطال الثورة السورية بالوصول إلى مشارف القصر الجمهوري في قلب العاصمة دمشق.

ربما الحديث عن بدء العدّ العكسي، كما يقول أحد أعضاء “الائتلاف”، كان فيه شيء من المبالغة في السابق، أو كان في معرض رفع المعنويات. أما اليوم فقد صار حقيقة ليس باعتراف المعارضة السورية وحسب، وإنما كل الدول التي شاركت في مؤتمر مراكش، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية التي لطالما أقلقت مواقفها، أو مقارباتها، المعارضة السورية في مؤتمرات تونس واسطنبول وباريس السابقة. أما اليوم فقد ذهب ممثلها في المؤتمر الأخير، مساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز، أبعد بكثير مما توقّع أعضاء “الائتلاف”، إذ يكشف رئيس “المجلس الوطني” جورج صبرا لـ”المستقبل” أن بيرنز أبلغ أعضاء “الائتلاف” على هامش مؤتمر مراكش أن “بشار الأسد سينتهي خلال أسابيع، وأن المهم الآن الاستعداد لسوريا المقبلة”.

ويضيف صبرا أن بيرنز كان أكثر وضوحاً أيضاً خلال النقاش الذي دار حول تسليح الثوّار السوريين أثناء التحضير للبيان الختامي وصوغ العبارة المتعلقة بـ”حق الشعب السوري في الدفاع عن النفس”، عندما أيّد هذه العبارة بالقول: “لكم الحق في الدفاع عن أنفسكم ولن يقف أحد بالباب ليمنعكم”.

هذا الموقف الأميركي الذي عكس تطوّراً ملحوظاً في الموقف بدأت ملامحه تظهر إثر انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية، تزامن مع إشارات أخرى لاحت من الضفّة المقابلة، أي روسيا، التي تبلّغت من الأسد قبل أيام، كما يضيف صبرا، “أن الحل العسكري لم يعد ممكناً”، وذلك بعد مهل متكررة كان يطلبها الرئيس السوري من المسؤولين الروس” أعطوني أسبوعين أو ثلاثة وأنا كفيل بحسم الوضع الأمني”.

ولهذا السبب كثّفت الديبلوماسية الروسية محاولاتها، في الأيام الماضية، من أجل الوصول إلى “حل سياسي”، هو في الواقع بديل من “الحل الأمني” الذي كان يراهن عليه الأسد. ولذلك أيضاً أبلغت الديبلوماسية الروسية وفد المعارضة السورية خلال لقاء مشترك قبل عشرة أيام رغبة موسكو في “بناء علاقة جدية مع الائتلاف السوري”، الذي زارها وفد منه أمس أيضاً.

ومعنى ذلك أن المعارضة السورية التي حققت إنجازاً كبيراً بتوحيد مجالسها العسكرية خلال الأسبوعين الماضيين، وقد ظهرت نتائجه سريعاً في الميدان، هي اليوم على عتبة تحدّ سياسي يتمثّل بتأليف حكومة انتقالية بصورة سريعة أيضاً لمواكبة أي سقوط مفاجئ للنظام في أي لحظة.

لكن السؤال: هل يمكن تأليف حكومة تكنوقراط لهذه المهمة، كما كان مطروحاً في الكواليس المعنية بهذا الاستحقاق، في ظل احتمال سقوط النظام خلال أسابيع؟

صبرا ومعه عدد من أعضاء “الائتلاف” يجيبون بالنفي: “ذلك أن فكرة التكنوقراط أثيرت عندما كان المطلوب أن تتولّى حكومة كهذه دور إغاثة الشعب السوري. أما اليوم فالوضع اختلف وصار المطلوب حكومة سياسية تعنى بملء الفراغ الذي سيخلّفه سقوط النظام، ومعالجة التداعيات الكثيرة والكبيرة التي تحتاج إلى استنفار سياسي على كل المستويات الداخلية والخارجية”. وهنا بيت القصيد.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الكاميرا غير الخفية

سمير عطا الله     الشرق الأوسط

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي دخلت الكاميرا الحرفية إلى أرجائه للمرة الأولى. يومها رأينا صورة قرية زعيم الكرملين، ميخائيل غورباتشوف، وكان مدخلها أرضا ترابية لم يصلها الإسفلت. وبعد سقوط النظام العراقي وصلت الكاميرا وكان المشهد مؤلما: بغداد بلا نمو وبلا تقدم. وعندما دخلت الكاميرا إلى ليبيا كان السؤال الأول: أين ذهبت بقية الأموال؟

مصر كانت بلدا تنقل في التجارب والمحن الاقتصادية، وكنا جميعا نعرف أنها تعاني من الفقر، فلم تكن هناك مفاجآت. سوريا كانت بلدا ممنوعا فيه كل شيء: التصوير والصحف غير الرسمية والهمس وانتقاد كوريا الشمالية، لأنك ربما لا تقصد كوريا الشمالية.

لم تخرج الصور الاحترافية من سوريا بعد، لكنّ السوريين بدأوا يتحدثون ويكتبون. ويقول باحث سوري متخصص في الإسكان («السفير») إن ثمة 700 ألف إنسان في عشوائيات دمشق. والعشوائيات هي المكان الوحيد الذي لا يعترف بالطائفية.

ليست سوريا ولا مصر ولا العراق ولا ليبيا، الدول الوحيدة في العالم التي تعاني من ألوان الفقر. لكن ليست بلدان العالم في غنى العراق وليبيا. ولا أحد كان في مثل غنى سوريا وأصبح في مثل فقرها. وما من دولة يسكن ربع شعبها في العشوائيات مثل مصر، أي على هامش كل شيء إلا البقاء، لا علاقة للدولة بهم سوى أنهم يولدون ويموتون على أرض مصر.

جميع هذه التجارب شبيهة بالتجربة (والنتيجة) السوفياتية. والسبب أنها حاولت، بدرجات متفاوتة، تقليد السوفيات في كل شيء، من دون أن تحاول لحظة واحدة دراسة النموذج الذي تقلده. حاول بعض حكامها أن ينسخ ستالين، بعدما أصبح ستالين ممنوع الذكر والصورة. وانكبوا على «الاشتراكية العلمية» في بلغاريا ورومانيا بدل الاشتراكية الإنسانية في النرويج. أبعدوا الأثرياء وسحقوا الفقراء وأنشأوا طبقة من الفاسدين في المال والفاسقين في الظلم.

لم يقتنِ أحد من السيارات القديمة مقدار ما اقتنى ليونيد بريجينيف وعدي صدام حسين وصديق ليبيا والعراق فلاديمير جيرينوفسكي الذي كان يحلم برؤية العرب راكعين من جديد. هذا الرجل الفاضح الذي رحبت به بغداد وطرابلس، منعته سويسرا من الدخول حتى للمعالجة الطبية. لا نعرف أين اختفى صوته واختفت صورته. لكن موسكو خففت عن نفسها وعن العالم أقوال مهرج غير خفيف الظل، ومنها أن «الخطر مصدره الديانات الشرقية والإسلام».

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Comments Off on الكاميرا غير الخفية

بشار الأسد إكسبيرد

اراد بوتين والوليه الفقيه الحصول على اكبر سعر ممكن من اميركا مقابل الاسد ولكنهم لم يحصلوا على شئ وضاعت كل استثماراتهم هباء لأن الاسد انتهت صلاحياته(إكسبيرد)؟ 

اراد بوتين والوليه الفقيه الحصول على اكبر سعر ممكن من اميركا مقابل الاسد ولكنهم لم يحصلوا على شئ وضاعت كل استثماراتهم هباء لأن الاسد انتهت صلاحياته(إكسبيرد)؟

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

عيد يسوع لا عيد بابا نويل

نسمات لاذعة يكتبها : زهير دعيم

منظر الشيخ الجليل، ذي الّلحية البيضاء ، واللباس الأحمر ، والحنان يقطر منه، وهو يحمل كيس هداياه إلى الأطفال في عيد الميلاد ، منظر جميل ، رائع، يأخذ بمجامع القلوب ، ويشدّكَ إليه فيدخل إلى النفوس ، ويستحوذ على القلوب دونما استئذان .

إنّه يمثِّل المحبّة المسيحيّة والعطاء والتضحية.

ولا يقلّ عنه جمالا ، منظر شجرة العيد الخضراء تحتل صدر كلّ بيت مسيحيّ .

وكيف تقلّ وهي المُزركشة والملوّنة بالزّينة والشرائط الكهربائية الخلابة، والمنسّقة بصورة مدهشة ، فالكلّ يفتنّ في تجميلها وتنسيقها وتلوينها ، ويتباهى بأنها الأجمل في الحيّ والأحلى في البلاد.

فلا يبخل عليها بالزينة تأتيه مستوردة من ايطاليا أو اليابان وبثمن يعلو فوق السّحاب، انّها تحتلّ صدر البيت وتحتل القلوب !!

أمّا عن الاحتفالات في الميلاد ورأس السّنة الميلاديّة ، فحدِّثُ ولا حَرَج ، فما من مطربة أو مطرب أو مُتنزّه إلا ويحتفل بهذه الذكرى !! يحتفل بمَن ؟ ….لست أدري …المهمّ الدّعايات تملأ الفضائيات والصُّحف والمواقع الالكترونيّة ، فالمطربة فلانة ستغرّد بهذه المناسبة ، وسيكوْكب إلى جانبها النجم علان صاحب الصوت الجبليّ ، وسيكون العَشاء ملوكيًا ، والجوائز ما لا تخطر على بال ، أمّا الحضور فهو مقصور على الأزواج والعائلات..والسَّهَر سيكون ملوّنًا ، ساهرًا ، وسيشرب الجميع نخب السّنة الجديدة ونخب بابا نويل ونخب المطربة التي تلبس ولا تلبس !!

سهرة حتى السويعات الصُّغرى من الليل !!

ستكون ليلة الليالي ..

ليلة ترتسم وتنطبع في الضمير والوجدان ….هكذا تقول الدّعاية ، وهكذا يُخبّر القائمون عليها ، وتفكيرهم ينصبّ فقط في الجيوب والجزادين ، والأوراق الخضراء.

لا يهمّهم الطفل يسوع صاحب العيد ، والذي لأجله غنّت جوقات الملائكة لأوّل مرّة ،ولأجله فرحت السّماء ، وفرحت الأرض ، وفرحت الملائكة .

لأجله ، ولأجله فقط .

حقًّا الأمر محزن ومحزن وألف محزن ….فالعيد فقدَ لونه وجوهره ، فغدا هذا العيد ، عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح عيد بابا نويل ، وعيد الشجرة المزركشة ، وعيد الزّينة والمظاهر والاحتفالات الصّاخبة ، أمّا الطفل الإلهي فنسيناه ، وتركناه خلفنا ، وما دعوناه إلى بيوتنا ، والى احتفالنا وقلوبنا ، وهو هو صاحب العيد.

ونفتح الهدايا ، ونشرب نخب فلان وفلانة ونضحك، وننسى أن نُعيّد على السيّد ، صاحب العيد، وننسى ان نهديه ولو هدية صغيرة.

هو لا يريد شيئا منّا ، لا يريد هدايانا ، يريد فقط أن يكون في فكرنا ، وفي مغائر قلوبنا ليعطينا الدفء والأمان ، يريد فقط أن نقبله في ضمائرنا، وأن نغنّيه ونسبِّح له ونُرنِّم مع الملائكة : “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السّلام ، وفي النّاس المسرّة “.

كثيرًا ما يحضر الطفل الإلهي إلى بيوتنا ، فيبقى جانبًا ، ولا نلتفت إليه ، ولا نهتمّ بحضوره ، فيخرج كما دخل بهدوء ، والألم يعتصره.

قد يقول قائل ، صدّقني ما رأيناه ، وما شاهدناه ، وينسى الأحبّاء أنّ يسوع قد يأتي بثياب طفل صغير لجارنا الفقير ، وينسى الأحبّاء أنه قد أتى في ثياب يتيم مدّ يده الراجفة فزجرناه !!

أحبّ بابا نويل ، وأحبّ أن أزيّن شجرة في بيتي ، ولكنني أموت حُبًّا بربّ الميلاد ؛ ربّ المحبة ، الطفل الذي جاء في ملء الزّمن ، ليغرّد في مغائر قلوبنا ، ويدفّئ سراديب حياتنا ، ويرفعنا إلى الأعالي ، لنرنّم مع جوقات السماء ، ترنيمة ما زال صداها يرنّ في جنبات اليهودية والى أقاصي الأرض.

يسوع ستبقى أنت العيد .

يسوع ستبقى أنت الفرح .

يسوع ستبقى أنت الطريق والحقّ والحياة.    زهير دعيم (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

حين يفقد المغترب العراقي بوصلة عقله

 محمد الرديني

 تعج الذاكرة باسئلة مستعصية تتعلق ببعض المغتربين العراقيين الذين رأوا جنتهم في بلاد الكفار ولكنهم فقدوا بوصلة انفسهم.

ترى العراقي يناضل بل ويستميت من اجل ان يخرج من قارورة العوراق باي ثمن، لايألوا جهدا في سؤال معارفه واصحابه بل ويتوسل بهم لكي يعينوه ويخلصوه من هذا الجحيم الذي هو فيه ، ويركض نحو السفارات الاجنبية يدق ابوابها بابا بابا وينتظر طاقة الفرج وليس له الا الصبر في بعض الاحيان.

وحين تفتح له طاقة الفرج وما ادراك ماطاقة الفرج ويتقرر قبوله في احدى بلاد الكفار يرقص فرحا فقد نجا هو وعائلته من موت محقق اما بكاتم صوت او في موقف حافلة او جنب احد باعة الخضار.

ويلملم حاجاته الاساسية مستعدا للرحيل الى بلاد الكفار.

في الطائرة يرسم له وجها عبوسا،ولايجد الحماس في محادثة زوجته فهو مسافر هناك حيث الامان والسلام والاستقرار وضمان مستقبل الاولاد.

ينزل من الطائرة ليجد ان موظفي المطار يبتسمون له كلهم، كلهم بدون استثناء حتى اذا وصل الى ضابط تدقيق الجوازات وجده يبتسم له هو منذ سنوات.

عجيب من وين يعرفني هذا الاشكر؟.

خجل من نفسه حين وجد وجهه لايعرف الابتسام، انه وجه عبوس قمطريرا، وهذا ليس ذنبه .

انهى معاملة التدقيق فيما كانت زوجته تحني رأسها خجلا فقد كان ضابط الجوازات يبتسم لها وهو يقول اتمنى لكم اقامة سعيدة.

عند باب الخروج وجد اسمه مكتوبا على لافتة صغيرة يحملها احدهم والذي بدا انيقا وكأنه مدير عام في مؤسسة عراقية محترمة.تقدم اليه وهو يشعر بالوجل وساقيه ترتجفان دهشة واستغرابا ورآه يتقدم اليه مبتسما هو الآخر حاملا له حقائبه بعد ان تأكد انه هو الشخص المعني.

صعد الى سيارة ليست فارهة فقط وانما تشع نظافة من الخارج ورائحتها تشبه رائحة الجوري من الداخل.

رحّب السائق بهم واخبرهم انه سينقلهم الى بيتهم المؤقت الى حين يجدون بيتا ملائما لهم توفره لهم الحكومة.

في الاسبوع الاول لم يخرج من البيت، ولماذا يخرج؟ وهو يجلس على “قنفات” لم يجد مثلها الا في فندق الرشيد الذي ذهب اليه مضطرا ذات يوم.

وفي اليوم الثامن دق احدهم الباب وكان عراقيا يسكن الى جواره.

بعد الترحاب والكلام اياه قال له العراقي:

اسمع ياصديقي.. لديك حقوق هنا يجب الا تنساها وتطالب بها في اول فرصة اولها لك منحة سنوية لتصليح اسنانك واسنان العائلة ولك منحة اخرى لتشتري بها ما تحتاجه من مواد غذائية اذا وجدت ان راتبك لايكفي في هذا الشهر.. التعليم مجاني والعلاج مجاني ولاتنسى ان تأخذ معك كل اولادك في اليوم الاول لصرف راتبك فالاولاد لهم راتبهم والزوجة ايضا ويمكنك ان تذهب الى دائرة الرعاية الاجتماعية القريبة من بيتك مرة كل اسبوعين او ثلاثة وتطلب قائمة بالمواد الغذائية التي تحتاجها حتى ولو كنت في غير حاجة لها لأنك على الاقل ستوفر مبلغا من المال الى يوم الحاجة.

ويمكنك ايضا ان تجد عملا عند احد المعارف ليصرف لك راتبا يسموه هنا”اندر تيبل” تضيفه الى حسابك في البنك.

ويمكن بعد سنة او اكثر ان تخبر هذه الدائرة بانك انفصلت عن زوجتك فيصرف لك راتب خاص وزوجتك ايضا ويكون لديكما راتبين بدل الراتب الواحد اضافة الى رواتب الاولاد..لا لا اخي الانفصال وهمي بس “كدامهم” هاي شبيك انت، انا شخصيا اضمن لك ان تسكن مع زوجتك كما فعلت انا والى ان ياخذ الله امانته.

بعد سنة…

في اليوم السادس من السنة الجديدة شعر صاحبنا بمخه يكاد يفلت من مكانه كما احس بان جيناته العراقية قفزت امامه لتعلن الصراع ضد كل الاشياء امامه .

استطاع بعد جهد ان يحدد ثلاثة انواع من الجينات كانت بارزة امامه وبقوة.

الاولى:قفزت هذه الجينات وهي اكبرهم واضخمهم حجما ووقفت امامه بتعال وتكبر رافعة شعار”جاءت الاوامر العليا واضحة وعليك التنفيذ.. الحسينية قريبة من بيتك ويجب ان تصلي فيها جماعة، ولاتنسى ان تشارك في طبخ القيمة والهريسة ، واياك ثم اياك ان تسمح لأحدهم ان “يجيب” طاري ايران بالشين، مثلنا الاعلى هو ولاية الفقيه ولاغيره مثالا بعد الخميني.

الثانية:هذه الجينات بدت دلوعة وهي تهمس في اذنه”الشورت ممنوع،قصة الشعر الغريبة ممنوعة،التدخين في الحسينية ممنوع، ضرورة تسجيل الاطفال في المدرسة الايرانية او الافغانية ليتعلموا قراءة القرآن،لاتشتري الحلويات من المحلات العامة لأنها محشوة بزيت الخنزير، سندلك على المحل الباكستاني الوحيد الذي يبيع الدجاج ولحم الخرفان بالحلال، ولا تقرب الخمر فانه من عمل الشيطان ولا تسير في جنازة أي احد من جيرانك الكفرة.

الثالثة: هذه الجينات صغيرة جدا و”حبابة” وشكلها لايدل على انها مؤذية ولكنه حين سمع صوتها ارتجف رعبا وانصاع للامر الواقع: اشتر نقاب عدد 3 لزوجتك ولاتدعها تمشي جنبك في الاسواق العامة كما لاتدعها تخرج بمفردها فانها ربما ترى الرجال الشقر وتتحسر على سمار وجه زوجها العبوس دائما.

سندلك على احد الجيران الذي سيعطيك صورا للخميني تعلقها في صالون البيت مع صور لولاية الفقيه واذا اردت صورا عن لطميات الحسينيات بالنجف وكربلاء فاطلبها منه.

قفلت الجينات راجعة الى مكانها الاصلي فيما استعد صاحبنا لتطويل لحيته وشراء محبس عدد 5 من احد البنغاليين و”عرقجينة” مرسوم في حاشيتها صورة احد الائمة.     تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

سياسة النأي فقدت صلاحيتها والأزمة إلى تفاقم ما بعد سقوط النظام السوري أخطر وأصعب لبنانياً

سابين عويس    النهار اللبنانية

مع التطور القضائي الاخير المتمثل بالمواجهة القائمة على خلفية المذكرات المتبادلة بين لبنان وسوريا، بات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام حقيقة أن معادلة الناي بالنفس عن سوريا لم تعد تصلح بعدما بلغت نار الازمة الداخل اللبناني وباتت تمس بتداعياتها كل المجالات السياسية والامنية والاقتصادية.

وإذا كان ثمة في الحكومة من يرى أن تلك السياسة أتاحت للبنان تأخير وصول الازمة لنحو عامين (منذ موعد إندلاعها قبل أكثر من عشرين شهرا)، على رغم الإضطرابات والحوادث المتنقلة التي أفرزتها، فإن مفهوم النأي بات يحتاج إلى صيغة مطوَرة ترمي إلى تحصين الساحة المحلية وجهوزها لمواجهة الإنفجار من الداخل، خصوصا أنه كلما إقترب النظام السوري من السقوط – وقد بات ساقطا عمليا في حسابات الخارج وجزء كبير من الداخل – برز إقتناع وتعزز لدى بعض الجهات المحلية (في المعارضة ومن خارجها)، معطوفاً على مخاوف دولية من أن مرحلة ما بعد الاسد أشد صعوبة وقساوة وخطورة على لبنان، سياسياً وأمنياً وحتى إقتصادياً، على قاعدة أن السيناريوات المطروحة لتلك المرحلة تكشف سوريا ومعها المنطقة على كل الاحتمالات.

ويصف مرجع مالي كبير الوضع بـ”الدقيق جداً”، معرباً عن قلقه من الانعكاسات السلبية للوضعين السياسي والامني غير المستقرين داخليا على الاقتصاد. ويعزو هذا القلق إلى حالة الغموض وعدم إتضاح ملامح المرحلة المقبلة. فعلى الصعيد الحكومي، لا تبدو الصورة واضحة في شأن التغيير الذي تطالب به المعارضة وتضغط في إتجاهه، علما أن هذا المرجع من الداعين إلى عدم إدخال البلاد في الفراغ، ليس تمسكا بالحكومة الحالية وإنما خوفاً من تطورات تقلب المشهد في مرحلته الانتقالية بين إستقالة حكومة وتشكيل أخرى. عامل القلق الآخر يتعلق بمسألة الانتخابات النيابية، وعدم تبين مصيرها ومدى قبول القوى السياسية بإجرائها وفق قانون الستين.

ويدلل المرجع على خطورة غياب التعامل الجدي والمسؤول مع التداعيات الاقتصادية للأزمة السورية. فالاقتصاد واجه منذ إندلاع الثورة صدمات متتالية أنهكت قطاعاته وقوضت مكامن القوة فيه سياحيا وخدماتيا وتجاريا. ولم يسلم الا القطاع المالي الذي حافظ على مناعته، لكنه لم يتمكن من الافادة من فرصة هروب الاموال السورية. فجاءت عمليات الخطف على الحدود لتثير ذعر السوريين من نقل أموالهم الى لبنان، وقابل ذلك ضغط اميركي على المصارف اللبنانية لمنع إستغلال الوضع والسماح لسوريا بالتفلت من العقوبات. وكانت النتيجة أن صبت الودائع السورية في دبي بدلا من بيروت. (قدّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في دردشته مع صحافيين في دارته في طرابلس قبل أيام حجم الاموال التي خرجت من سوريا بـ12 مليار دولار).

ويرفض المرجع مقولة إن نمو قاعدة الودائع في المصارف اللبنانية عائد إلى الفوائد المترتبة عليها (وهي بمعدل 6 في المئة تمثل نسبة الزيادة المسجلة هذه السنة تقريبا)، ويقول إن الانجاز في مثل الحالة التي يعيشها القطاع المالي في لبنان بظل ضغوط دولية وأزمة اوروبية ومقاطعة خليجية وقيود المعايير المالية الدولية، يتمثل في إمكان الحفاظ على الودائع وعدم خروجها، علما أنه لا بد من الاشارة إلى أن لبنان فقد ودائع رجال النظام التي كانت خرجت من النظام المصرفي اللبناني في المرحلة الاولى من الثورة.

ولا يخفي المرجع قلقه من مرحلة ما بعد الاسد. ففي رأيه أن النظام بات في وضعه الحالي بمثابة الساقط عمليا. وعدم إنهيار الليرة السورية يعود إلى المال السياسي الذي تغذى به المعارضة السورية من الخارج، فضلا عن الاموال التي يصرفها النظام لدعم صمود جيشه النظامي. ومرد هذا القلق في الدرجة الاولى الى أن البدائل للنظام غير واضحة، مما يعني أن سوريا معرضة للدخول في الفراغ والفوضى، فيتكرر النموذج العراقي أو المصري حيث الاضطرابات والتفجيرات لا تزال تهدد إستقرار البلدين وتحول دون عودة الاوضاع الى طبيعتها.

قد لا يكون لبنان بمعزل عن الفوضى السورية، ولا يمكنه في أي حال النأي عنها كما هو حاصل اليوم. ولا بد من كسر حلقة المراوحة التي يدور فيها المشهد السياسي الداخلي بعدما باتت تهدد ما تبقى من الحد الادنى من الاستقرار. وملفات الكهرباء وسلسلة الرتب والرواتب كما ملفات الامن باتت نماذج صارخة من العجز الرسمي الذي يكبل الحكومة ويمنعها عن إتخاذ القرارات وتنفيذها رغم القرار لدى كل مكوناتها بضرورة تفعيلها وتزخيم عملها.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لماذا تفرق الرحابنة وفيروز؟

سمير عطا الله    الشرق الاوسط اللندنية 

خطر لي قبل سنوات أن أستطلع إمكانية المصالحة بين فيروز ومنصور الرحباني، شقيق زوجها عاصي، ووسط العقد المثلث. كنت أعرف، مثل سواي، مدى صعوبة «المصالحة» وكثرة تعقيداتها المادية والقانونية وحتى العائلية: لكن لم أرد الدخول في حلول ولا في تفاصيل، بل أن أقرب ما بين المشاعر وأسعى إلى الصفح المتبادل، وأترك للعملاقين أن يحددا المشاكل العالقة في مناخ من الألفة، خصوصا أن الخلاف القديم ينعكس على أفراد الجيل الثاني من العائلة، ويسيء إلى عطر السمعة النقية.

اكتشفت بعد فترة أن علي أن أتوقف عن المحاولة. منصور كان يصرفني على طريقته، بالقول: إنه ما من مشكلة مع فيروز على الإطلاق. وفيروز كانت تقول: لا تصدق كل ما يقوله منصور. وكنت أنوي – أبعد من ذلك – أن أكتب سيرة فيروز ومعها طبعا الأخوان رحباني. لكن كيف يمكن أن أفعل ذلك من دون أن أصغي إلى فريقين متخاصمين، حول المسألة الجوهرية: نظرة فيروز إلى دور الأخوين رحباني في مجدها الفني، ورؤية الرحابنة إلى أهمية فيروز؟

كانت فيروز أكثر صراحة ومباشرة في توضيح جوهر الخلاف. إنها تشعر بأنه لولا فيروز لكان الأخوان أقل شأنا. فلا الموسيقى ولا التأليف والموسيقى يمكن أن يصنعا فيروزا أخرى. والدليل أنها عندما اختلفت مع عاصي، حاول تبني إحدى المغنيات، وظلت فيروز لا تقارن بأحد.

منصور كان يخفي رأيه ويغلفه دائما بنفي الخلاف والاستعداد الفوري لأي تقارب. نسيت الموضوع وصرفت النظر عن السيرة، وبعد عامين أو أكثر قليلا غاب منصور مقعدا بمرضه، وهو الذي كان يمثل دور راعي الماعز العملاق الذي يطيب له رمي الناس والماعز بالحجارة والبحص. يقيم في ولاية نيوجرسي منذ أربعين عاما، الدكتور جورج يونان. وفيما يتمنى الصحافيون لو انصرفوا إلى الطب يندم الدكتور يونان على أنه لم ينصرف إلى الأدب والشعر والتاريخ. وتعويضا عن ذلك أصدر مجلة أدبية جميلة سماها «الحكيم»، وهو اسم الطبيب في لبنان.

دعانا الدكتور يونان إلى الغداء في منزله مع مجموعة من الأصدقاء المشتركين. وبعد الغداء كانت هديته لي مجموعة «الحكيم». تصفحتها بمتعة وتقدير. ووقعت فيها على مقابلة مطولة أجراها بنفسه مع منصور الرحباني. يقول منصور: لولا الأخوان رحباني لكان أداء فيروز مختلفا. أدركت لأول مرة أن كل فريق يعتقد أن لا روعة للآخر من دونه.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

إلى كل شيخ جامع

نيوتن

أكتب خواطرى تلك فى شكل رسالة إلى كل شيخ فى جامع. إلى كل من سيقف اليوم الجمعة على منبر مسجد لكى يعظ الناس. أرجوكم لا تتدخلوا فى نزاع الدستور بين المصريين. كونوا قوامين بالقسط. يقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى…». الخطاب هنا موجه إلى الذين آمنوا. ما بالنا بشيوخ يعظون الذين آمنوا فى المساجد.

 شهادة الحق هى المنتظرة من المنبر. إذا كان بين المصريين خلاف لا تتداخلوا بالانحياز فيه لأحد. عظوا المصريين عن ضرورة أن يتحدوا. قولوا لهم قولاً ليناً. لا تكونوا فظاظاً. لا تكفروا الناس. لا تقتربوا من جدل الدستور. أنا أراه نكبة لمصر. أدعو كل المصريين أن يقولوا فى صندوق الاقتراع لا لهذا الدستور. لا أتمنى أن أذهب إلى المسجد اليوم وأجد خطيبا يردد ما أقول. للمسجد حرمته بعيدا عن نزاعات السياسة. فيما بين المصلين منتم للإخوان ومنتم للسلفية ومنتم للتيارات الليبرالية وبينهم شيوعيون. كلهم مسلمون. اختلافهم السياسى لا يتطلب ترجيحاً من واعظ المنبر.

 احفظوا للمنبر هيبته. تغير المصريون. تغير المصلون. لم يعودوا يقبلون من الواعظ أن يقول كلاما لا يرضيهم. أو أن يخرج عن الموضوع المتوقع. إذا وجدوه منافقا عارضوه. إذا وجدوه موالساً انتقدوه. قرأت أخباراً كثيرة عما حدث فى مسجد كان يصلى فيه الرئيس. فى الأسبوع الأول هاجم المصلون الواعظ والرئيس معا لأن الخطبة أيدت مشروع الدستور. فى الأسبوع الثانى هاجم آخرون الخطيب لأنه انتقد الدستور. حل هذا ألا يتدخل الوعاظ فى السياسة. أن يخطبوا فى الناس بما تم الاتفاق عليه فى صحيح الدين. علموهم الصدق. علموهم ألا يكذبوا. علموهم ألا يرفعوا سلاحا فى وجه مواطنيهم كما يفعل الإخوان. كما يهدد السلفيون.

 وفروا للمسجد وقاره. السياسة بطبيعتها اختلاف وتعدد. المسجد ليس منبرا للجدل. أنتم تخطبون فى الناس وليس عليهم أن يناقشوكم. قولوا لهم كلاما يتسق مع صلب الدين. لا تتسببوا فى اختلاف بين المصريين. المصرى يصلى فى مسجد فيسمع من يؤيد الدستور. يصلى فى مسجد غيره فيسمع من يرفضه. أيهما يمكن أن يتبع رأيه؟ لن يتبع أحدهما. سوف يتبع رأى نفسه. لكن الخطيبين هنا وهناك فقدا مصداقيتهما عنده. المسجد يجب أن يكون قبلة التوافق لا التفارق.

 لا تخضعوا لتوجيه. وجهوا أنفسكم من دين الله. لا من منشور وزارة الأوقاف. إذا كنت تعظ لأنك تقبض أجرا فلا قيمة لعظتك. إذا كنت تخطب لأنك موظف فلا مصداقية لخطبتك. أنت وقتها لا تكون رجل دين بل عبدالمأمور. كن حراً فوق المنبر. لا تكن أسيرا. الخطيب الأسير يقول ما يأمر به الوزير. ماذا إذا تغير الوزير. أتبدلون كلامكم وفقا لهوى وزرائكم. أتكونون يوما تابعين لهذا ويوما آخر تابعين لذاك. هل هذا ما علمكم دين الله. هل تلك هى شهادة الحق. لن يوقركم المصريون بعد اليوم إن لم تلتزموا الوسطية. إن لم يكن خطابكم موحدا لا مفرقا. طيبا لا عنيفا. بريئا من الميل. ملتزما بقول الله: «كونوا قوامين بالقسط».

 إلى كل شيخ جامع: إن كان لديك موقف سياسى اذهب إلى الصندوق باعتبارك مواطناً وقل رأيك فى الصندوق. ارفض. وافق. هذا حقك. حق المصلين خلفك عليك ألا تورط المنبر فى اختلافاتهم. عليكم الكثير يجب أن تقوموا به. لا تكونوا وقودا فى نار. يجب ألا تسمحوا باستخدامكم فى استعار. هذه رسالتى ونصيحتى. هذه أمنيتى. حلم ليس ببعيد. ففى خطباء مساجد مصر كثيرون ممن يدركون ما يجب عليهم أن يفعلوه. أن يكونوا طائعين لله لا للسلطان.

 *نقلاً عن “المصري اليوم”.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الإخوان المسلمون إيديولوجيا قبض ريح

 الفضل شلق

أصبح معروفاً أن قيادات الإخوان المسلمين قد تطهّرت صفوفها من المعتدلين وما بقي منهم إلا القطبيون (تلامذة أو مريدو سيد قطب الذي أُعدم سنة 1966 والذي كفّر الأمة الإسلامية واعتبرها جاهلية ورد عليه مرشد الإخوان المسلمين في حينها بكتاب «دعاة لا قضاة»). من المفيد العودة إلى خطاب المسلمين الآن؛ إلى مبنى الخطاب ثم معنى الخطاب ثم مؤدى الخطاب ثم تأسيس هذا الخطاب.

 لا يختلف مبنى الخطاب كثيراً عن ستالينية الأحزاب الشيوعية أو شوفينية الأحزاب البعثية؛ وقد استورد الاثنان الأخيران أفكارهما من أوروبا؛ في حين استورد الخطاب القطبي أفكاره من شرق آسيا، من أبي الأعلى مودودي وأبي الحسن الندوي وغيرهما.

 يكفّر القطبيون المجتمع الإسلامي، ويعتبر الستالينيون والبعثيون، المجتمع متخلفاً من دون الحداثة، مجتمعاً يتآكله الفقر والجهل والمرض؛ فهو لا يستحق الاعتبار بل الهداية وإعادة التشكيل. يحتاج الشعب بنظرهم أن يؤخذ بيده، كما في عهد الانتداب. يعتبر القطبيون ضرورة العودة إلى حكم الله، ويعتبر الستالينيون حكم الشعب. كل منهما يعتبر الله أو الشعب مقولة في جيبه، وليس وجوداً بشرياً يستحق الاحترام والتعبير عنه. يحتكر القطبيون حكم الله، يحتكر الستالينيون والبعثيون حكم

الشعب. يقوم بالهداية الطليعة المؤمنة عند القطبيين ويقوم بذلك عند الستالينيين والبعثيين الطليعة المناضلة. هذا عن مبنى الخطاب الإخواني.

 أما معنى هذا الخطاب فهو تكفير المجتمع عن طريق استبعاده إلا في عملية انتخاب شكلية. ثم الحاكمية (أي ما يزعم أنه حكم الله)، وهي تعني الاستعلاء على المجتمع. ثم النضال عن طريق ميليشيات حزبية، وهذا معناه دولة موازية. ثم مفهوم الطليعة، وهذا معناه الاستبعاد والاستثناء والاستعلاء والدولة الموازية في سلة واحدة.

 أما مؤدى كل ذلك فهو الاستئثار بالسلطة على أساس أن حكم الله أي الشريعة مقبوض عليه لدى الجماعة، وأن حكم الشعب (الذي تحول إلى مجرد مقولة) فهو أيضاً مقبوض عليه بواسطة الشرعية. الشريعة والشرعية لا تقولان بنظرهما إلا ما يقول الإخوان المسلمون القطبيون كما سبق ذكره.

 على الصعيد الأخلاقي، يعتبر الإخوان المسلمون القطبيون أن قبضهم على الشريعة والشرعية يتيح لهم استخدام كل الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية، كما بدا من تصرفاتهم حيال متظاهري الاتحادية؛ وفي شؤون السلطة بشكل عام. بنظرهم، كل الوسائل مبررة في سبيل تحقيق الهدف. أهدافهم خاطئة، لكنهم يعتقدونها صحيحة. أما وسائلهم فهي غير أخلاقية.

 وهم على غير استعداد للتسوية ما داموا يزعمون أن لديهم كلمة الحق. بذلك يلغون السياسة. وكل مجتمع لا بد له من تسويات كي تدار الأمور بسوية، كل دولة، وكل مجتمع، هما حصيلة تراكم التسويات. تأتي التسويات بالحوار، على اعتبار رأي الخصم خطأ يحتمل الصواب بينما رأي الذات صواب يحتمل الخطأ، كما قال الشافعي. خالفوا مبادئ كبرى اعتمدها كبار فقهاء المسلمين، وأهمها أن «اليقين هو غلبة الظن» (لا غلبة التأكد). هم، أي القطبيون، متأكدون؛ ولذلك يجب أن يخضع لهم الآخرون بأي وسيلة متاحة. لديهم رسائل كبرى وأهمها المال والميليشيات، الثروة والعنف.

 خرجوا على الأخلاق، ألغوا السياسة. الإمامة موضوعة لحراسة الدين وسياسة الدنيا. الرئاسة هي بمثابة الإمامة. أحدثوا شرخاً بينهم وبين الشعب بخروجهم على الأخلاق السياسية، وصاروا يشكلون خطراً على المجتمع والدولة في مصر والمنطقة العربية.

احتقروا الشعب، وسينتهي بهم الأمر إلى أن تحصد أياديهم قبض ريح. اكتشف الفاشيون ذلك من قبل؛ واكتشف ذلك جميع من شابههم أيضاً.

 *نقلاً عن “السفير” اللبنانية.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

كندا تدعم الشعب السوري

كندا تدعم الشعب السوري

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment