تعرضت لغسيل مخ

المعتوهه آسيالوفا التي غيّرت اسمها لإسم ثقيل طينه كثقالة دماء المسلمين المتديّنين ( أمة الرحمن) تعرضت لغسيل مخ من okcanaقِبل ناكحيها الصلاعمة الإثنان اللّذان تزوجتهما على مرحلتين، فجّرت نفسها ولحقت بهما لتصبح اشلاء وينفصل رأسها عن جسدها بنهاية تعيسة واليمة لأنها سمحت لنفسها بأن تكون امّعة غبيّة وامرأة حمقاء بتحوّلها لدين كهذا..

لقد اختارت توقيتاً دقيقاً اذ فضّلت ان تُهدي الكفار هديّة رأس السنة هذه الأيام في الوقت الذي يسافر فيه الناس لقضاء اجازة الكريسماس ورأس العام الميلادي الجديد..

لا يُوجد دين في هذا العالم يجعل الإنسان يَقتل نفسه محمّلاً بالحقد والكراهية كالإسلام وذلك عندما تغرس الحقيقة المُطلقة بعقولهم (كما يعتقدون)+ الولاء والبراء+ حشو النصوص التي تكره الآخرين بعقولهم!
ابحثوا بأنفسكم في هذا العالم ومن بين سبعة مليار انسان يعيشون بكوكبنا هذا.
تجدون من ينتحر بصمت ويرحل، والمسلم_ة ينتحر ويُفضّل ان يقتل الأبرياء معه.

هل تتذكّرون راشيل كوري؟ لقد وقفت أمام جرّافة اسرائيليّة دفاعاً عن مظلومين وذلك لتُحيي شعباً مسلماً يُطرد من منزله ويهدم فوق رأسه فيما الإنتحاريات المسلمات يقتلن انفسهن ومعهن الأبرياء!

Posted in فكر حر | 1 Comment

كيف يحتفل برأس السنة في السعودية

جميع دول العالم تحتفل هذه الأيّام برأس السنة فقد أضحى عيد شعبي عالمي وليس له اي خصوصية دينيّة، حتى تلك الدول salafiالشقيقة المجاورة عروضات الإحتفالات والفعّاليات هذه الليلة الموسيقية والفنية والثقافية تجعلنا حقاً نحسدهم على ما اوتوا من نعمة(!)،فيما انا رجعت للتوّ من احد المجمّعات التجارية أجد نطائح الهيئة بأشكالهم القبيحة ، وعلى وجوههم غابات سوداء محترقة كسواد قلوبهم.عيناي لا تحتمل رؤيتهم فأغض بصري لأحافظ على مستوى الضغط عندي، ونظافة عيناي
ان أعداء الله كما بالخطاب الإسلامي المهتريء، هم من يحبون الحياة والجمال والموسيقى ويبتكرون ويخترعون ويناضلون من اجل المساواة وحقوق الإنسان والتسامح .. أما أنصار الله تجدهم بالأسواق فهم من عبس وأطلق اللحية حتي تصير كالمكنسة وقصر ثوبه ويتدخل بخصوصيات النّاس ويلاحقهم بالأسواق ويمتهن كرامتهم .. يحرم الحب والجمال والفن وتقبل الآخر ويحلل الكبت والكره ويجمع المغفلين حوله ليُكسر أمامهم الآلآت الموسيقية وليقدّسوا من بعدها الحقد النصّي الديني .. ويداوي نفسه بالطب النبوي ولكن لا يستغني عن الأنسولين رغم أنه من صنع الدانمارك الصليبيّة ويحتوي على مكون مستخلص من الخنزير الديّوث القبيح الخبيث!

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

اعترافات مرتزقة عراقيين تم أسرهم من قبل الثوار في الريف الدمشقي

فى كل واقعة سوداء تخيم على سماء الوطن، بلون الدم والنار والدخان، ورائهاجرام، شرذمة هم ليسو ضيوفا ، ولم يأتو مسالمين !! صور بشرية بإجرام وحوش ضارية هم مرتزقة وقتلة مأجورين ، سافكي دم الاطفال وهاتكي الاعراض ، معتدين على الارض لإجل وسخ الدنيا وحفنة دولارات …… مرتزقة الكيان الحاقد الذي دمر سورية السلام !!

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

نظام الأسد… هل يخدع العالم؟

 الإتحاد الاماراتية:  إيميل حكيم

قد يعتقد البعض أن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لا يمكن أن تكون أسوأ مما هي عليه اليوم، ولكن صعود المتطرفين في ذلك البلد الشرق أوسطي أخذ يفضي إلى نوع خطير من التفكير في العواصم الغربية، حيث بدأ مؤخراً مستشارون رفيعو المستوى ومسؤولون سابقون يتحدثون عن بشار الأسد باعتباره أهون وأقل ضرراً من أي شيء آخر قد يأتي لاحقاً، بل إن البعض بات ينظر إليه باعتباره شريكاً ممكناً في محاربة الإرهابيين «الجهاديين».

ويذهب أصحاب هذا الاعتقاد إلى أن من شأن إعادة مدّ الجسور مع الأسد أن يسمح لأجهزة الاستخبارات الغربية باختراق أنشطة المجموعات المتطرفة وعرقلتها، وبالمساعدة على التعرف أكثر إلى المئات من «الجهاديين» الغربيين الذين يتقاطرون على ساحة الصراع في سوريا. والحال أن هذا التحليل التبسيطي يغطي على سجل نظام الأسد ويتغاضى عنه. كما أنه أيضاً يمكن أن يدفع إدارة أوباما التي يقاس النجاح بالنسبة لها في سوريا على ما يبدو من حيث مدى عدم انخراطها فيه، إلى العودة من جديد إلى استراتيجية محاربة الإرهاب الضيقة والرجعية التي تبنتها في بلدان مضطربة أخرى مثل اليمن.
ولعل آخر المدافعين عن هذا التفكير هو ريان كروكر، السفير الأميركي السابق إلى سوريا والعراق وأفغانستان، الذي قال لصحيفة «نيويورك تايمز»، في معرض كلامه عن محاربة الإرهاب وموضوعات أخرى، إن: «علينا أن نشرع في التحدث مع الأسد من جديد»، مضيفاً «على رغم أن الأسد سيئ، إلا أنه ليس سيئاً بقدر سوء الجهاديين الذين سيستلمون الحكم في غيابه».

والواقع أن عدداً متزايداً من المسؤولين والمحللين الغربيين باتوا ينظرون إلى سوريا اليوم باعتبارها، مثلما جاء على لسان أوباما «حرباً أهلية لا تخصنا»، حرب يقتل فيه أشرار (القاعدة وجهاديون سنة غيرهم) أشراراً آخرين (حزب الله والجهاديين الشيعة). ويعتبرون أن المصلحة الغربية الأساسية تكمن في الحيلولة دون توسع رقعة قتالهم ومنع «الجهاديين» الغربيين من أن يتحولوا إلى تهديد داخلي.

والحقيقة أن المجموعات «الجهادية» أخذت تكتسب موطئ قدم لها في سوريا بالفعل، خاصة مجموعة «دولة العراق والشام الإسلامية» التي ازدادت حجماً وتوسعاً وخطراً. فهذه المجموعة طردت الناشطين والصحافيين وعمال المساعدات، وقتلت الثوار المحليين، وفرضت حكماً متشدداً في عدد من المناطق. وفي هذه الأثناء، يكافح الثوار السوريون، بأسلحة ضعيفة ويقاتلون على عدد من الجبهات، لاحتواء المتطرفين، وفي بعض الأحيان، يتوصلون إلى حلول صعبة أو ينضمون إليهم في القتال ضد القوات الحكومية -من باب البراجماتية والضرورة أكثر منه من باب الأيديولوجيا.

والحال أن كل هذا كان متوقعاً. ذلك أن الأسد بادر بسجن وقتل ناشطين مدنيين سلميين، ولكنه أطلق سراح الكثير من السلفيين الذين كانوا مسجونين بعيد بدء الانتفاضة، وذلك بهدف تغيير طبيعة المعارضة واستراتيجيتها. وبالتوازي مع ذلك، أدى فشل الغرب أيضاً في تدريب الثوار السوريين وتسليحهم إلى إضعافهم مقارنة مع المتطرفين. وما خدم مصلحة الأسد، أن بعض المجموعات «الجهادية» لطخت صورة الثورة السورية وأساءت إليها، ما أكد الخطاب الكاذب الذي عمل النظام على الترويج له خلال المراحل الأولى من الانتفاضة حول «الإرهاب إسلامي».

إن النظر إلى سوريا بشكل رئيسي أو حصري من منظار محاربة الإرهاب بعد عامين من الحرب الأهلية يمثل خطأ فادحاً وجسيماً، وتجديد التعاون الاستخباراتي هو بالضبط الطريقة التي يأمل الأسد إغراء واستعادة الدعم الغربي بها. والحال أن بعض أجهزة الاستخبارات الأوروبية قامت منذ بعض الوقت باستئناف محادثاتها مع نظيرتها السورية، بل إن الأسد نفسه عرض مثل هذه المساعدة على أوباما، على ما يقال، من خلال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي زار واشنطن مؤخراً.

والراهن أن حسابات الأسد تذهب إلى أن تقديم معلومات حول الرهائن الغربيين و«الجهاديين» الغربيين أيضاً سيؤدي إلى مقابل، وسيعزز موقفه تماماً مثلما فعل الاتفاق حول الأسلحة الكيماوية. وأن الظهور بمظهر البراجماتي والمتعاون سيرغم الغرب على إعادة النظر في مواقفه السابقة منه، وأن التعاون مع الغرب سيدعم شرعيته وسيزيد من إضعاف معنويات أعدائه الداخليين.

والحقيقة أن الأسد سبق له أن لعب هذه اللعبة ضد خصومه بنجاح، حيث خدع المسؤولين الأوروبيين والأميركيين بعد أن أرسل مقاتلين «جهاديين» لقتل آلاف العراقيين -والكثير من الأميركيين- في العراق، وزعزع استقرار لبنان، وبنى مفاعلاً نووياً. وعلاقة الأسد بالمجموعات «الجهادية» السنية طويلة وموثقة بشكل جيد، حيث استعمل هذه المجموعات وتلاعب بها ليس في العراق فحسب، ولكن في لبنان أيضاً. واليوم، هناك شكوك قوية في أن الأجهزة الاستخباراتية التابعة للنظام اخترقت بعض المجموعات المتطرفة.

وفي نهاية المطاف، يتوقع الأسد أن خوف العالم من الإرهاب «الجهادي» المقبل سيجعله ينسى المذابح التي ارتكبها. غير أن إمكانية نجاحه في هذا المسعى بعد أن قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبه ستشكل إدانة للسياسة الغربية، بل إن فظاعات نظام الأسد -التي تتجاوز فظاعات الثوار بكثير- واستراتيجيته الطائفية القبيحة، كان ينبغي أن تنسف الفكرة الخاطئة التي مؤداها أنه علماني لمجرد كونه يرتدي ملابس غربية، ولديه زوجة غير محجبة، ويسمح لطوائف مختلفة بالصلاة طالما تخلت عن حريات أخرى. والحال أنه في كل هذه الظروف، فإن كلمة «علماني» لا تعني شيئاً.

وعلاوة على أنه من الإفلاس الأخلاقي والخطأ السياسي، فإن استئناف التعاون مع نظام الأسد في محاربة الإرهاب لن يؤدي إلا إلى مفاقمة المشكلة «الجهادية»، وذلك لأنه سيؤكد صحة الشكوك السنية بأن الغرب كان دائماً متواطئاً مع الأسد، وسيدفع المزيد من السوريين إلى الانضمام إلى المجموعات «الجهادية» المتطرفة، وسيجعل من الصعب أكثر تطوير شركاء محليين من أجل التصدي للمتطرفين.

وعليه، فإن أفضل استراتيجية لمحاربة الإرهاب تظل هي دعم وتمكين التيار الغالب والمعتدل من الثوار السوريين كجزء من السياسة الأكبر والأكثر قوة وفاعلية التي ما فتئ البيت الأبيض يرفضها.

إيميل حكيم

محلل متخصص في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن

ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

” شربت حجى زبالة ”

فى بغداد عاصمة السيف و القلم يوجد محل صغير لعصير الزبيب و هو مشهور جداً يبيع عصير الزبيب بالإضافة لبعض المأكولات البسيطة صمون و عروق (عجة) بالخبز الأسمر .. لقد توقف عنده الجميع و استلذوا بعصيره الطيب و لقد اغتنى و اصبح مشهوراً جداً و هو صاحب قلب كبير و من معلوماتى كان يساعد أقرباءه و الكثير من العوائل المحتاجة و هذا يعنى صاحب قلب كبير و كريم اليد و النفس.

ففى احدى الليالى زاره شخصاً من قرية نائية و أسمه (كنيته) “زبالة” و السبب انه شخص حاقداً على مجتمعه و معقد و يصطف مع أعداء وطنه و قوميته لقاء الدراهم التى يستلمها من سفارة اجنبية صديقة جداً للعرب و المسلمين. و استقبله الحجى و استضافه فى خانه و لكن فى الصباح اكتشف بأنه سرق الغلة و هرب …

هذه التسمية جاءت من أبناء عشيرته و بلده لكونه عندما ينتَقِد يُنفِد سمومه و ليس الفكرة و دائما ما يقوله مركز على تشويه صورة أهله و عشيرته و دينهم.

و لحسن الحظ أستطاع أن ينشر اسمه فى الصحف و الإعلام و تقبل الكثير من (وسائل الإعلام رأيه تحت عنوان “الرأى الآخر”), و تمادى كثيراً و جاء يوماً سأمت الناس من الصمت تجاهه و قرروا الآتى: مقاطعة ((الحكران يقطع المصران)) و فعلاً اشتطا غيظاً فلقد انكشف أمره و أصبحت سمعته أسوأ, و أخيراً قدم لجوء لتلك السفارة الحبيبة … و فى اللقاء مع القنصل, قال له القنصل: “بودى أن أحكى لك قصة بسيطة و هى عبرة لك فى الغرب البعيد؛ قام رجل أبيض ببيع سلاح للهنود الحمر و بعد أن سلم البضاعة و استلم المبلغ قال كبيرهم اقتلوه, فقتلوه .. و بعد ذلك قال أحدهم: يا رئيسنا لماذا قتلته؟ و لماذا أعطيته النقود؟ فقال: لقد أعطيته المال وفاء لكلمتى و لقد قتلته لأن من يخون أهله يخوننا و سوف يوشى بنا و لهذا قتلته”.

فقال: ” ماذا عن طلبى للهجرة؟”

قال له القنصل: ” نحن لا نتقبل الزبالة!”

إخوتى فى العقل و الطيبة و الأخلاق و الإنسانية .. الدين لله و الوطن للجميع .

كل الأنبياء رسل محبة و سلام و هم مصلحين اجتماعيين .. أما ان نتخاصم على التاريخ فهو ليس من الحكمة و العقل و المنطق.

صلوا لله و ادعوا لإخوانكم بالخير.

إخوتى .. الدين اللذى يفرقنا لا نريده .. نريد الدين اللذى يجمعنا.

عندما تزورون فراشكم ادعوا لى بالخير فأننى أحبكم بدون دينكم …

وسلامى,

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

حكم النخبة في روسيا ما زال حيا

 أندروز وايس

كان من الصعب على المرء تفويت فرصة تحليل المناقب القيصرية التي حفلت بها مفاجأة الرئيس فلاديمير بوتين للرأي العام 173646_Putin (1)بإعلانه إطلاق سراح ثري النفط الروسي ميخائيل خودوركوفسكي خلال المؤتمر الصحافي الطويل، الذي جرى عقده في التاسع عشر من ديسمبر. ويبدو التعليق الذي صدر عن بوتين وراء الكواليس، والذي قال فيه إن عشرة أعوام وراء القضبان تعد فترة عقاب كافية لخودوركوفسكي، محملا بمزيج مثالي من الجبروت والرغبة في عمل الخير، يضاف إليهما الصلاح والورع.

وداخل القاعة التي عقد فيها المؤتمر الصحافي، كانت الأجواء بعيدة تماما عن المهابة، الأمر الذي لم يكن ليتسامح فيه أبدا المثل الأعلى لبوتين: القيصر ألكسندر الثاني نيكولايفيتش رومانوف. لوح الصحافيون المتذللون بأشياء كانوا يمسكونها بأيديهم في محاولة منهم للفت انتباه بوتين، حتى إن أحدهم قام بإلقاء قصيدة شعرية يتوسل إليه فيها أن يصدر قرارات بترشيد صناعة الطاقة، وهو ما يمكن أن يدفع الشعب الروسي لرد الجميل له بأن يطالبه «بالبقاء في سدة الحكم طوال حياتك».

للوهلة الأولى، يظن المرء أن المنحى الذي اتخذته الأحداث في موسكو تشير إلى حدوث تغيير كبير في روسيا منذ أكتوبر من عام 2003 عندما جرى اقتحام طائرة خودوركوفسكي الخاصة في أحد مطارات إقليم سيبريا من قبل عملاء ملثمين في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي. وتقول الرواية الشائعة إن بوتين يتمتع بسلطة، تقريبا، غير محدودة، وإنه استطاع إخضاع جميع الأثرياء الروس، كما أحيا الدور المركزي للسلطة السياسية وفكك المؤسسات الديمقراطية التي كانت لا تزال في طور النمو، وأخيرا أعاد الاقتصاد إلى بيت طاعة الدولة. ومن خلال مخالفته لجميع التوقعات بأن خودوركوفسكي سيقبع مدى الحياة في غياهب السجن، دحض بوتين شكوكا ضعيفة حول اقترابه من السيطرة الكاملة على المشهد السياسي في روسيا.

ورغم ذلك، ينبغي لنا أن نعرف أن حكم النخبة الثرية في روسيا ما زال حيا وبخير. وبوتين، الذي يعتقد الكثيرون أنه يتحكم بشكل كامل في السلطة، يخصص جزءا كبيرا من وقته لإحياء الصراع بين أعضاء النخبة الثرية الحاكمة في روسيا. ويعد أثرياء السلطة هؤلاء الذين يعيشون في نفس الحقبة الزمنية، والذين استطاع كثير منهم بناء إمبراطوريات اقتصادية اعتمادا على علاقتهم الطويلة ببوتين، جزءا من التقليد السياسي المعروف والذي يضرب جذوره في تاريخ روسيا القديم.

ويمكننا أن نجد وصفا دقيقا للشكل السلطوي الخاص بنظام الحكم في روسيا في مكان غير متوقع: إنه مقال غير مشهور لإداورد كينان، أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد، وكان كينان أعد ذلك المقال لصالح وزارة الخارجية الأميركية في منتصف سبعينات القرن الماضي. وسيبدو ذلك المقال، الذي يحوي وصفا رائعا للمؤامرات وأسرار وسياسات السلطة في بلاط قيصر موسكو، مادة مشوقة للقراءة. الأكثر أهمية هو أن البروفسور كينان يصور الغموض الذي يحيط بالقيصر الذي يمتلك السلطة في يده، حيث يشرح كيف أن النظام الذي يسيطر عليه النبلاء والبيروقراطيون، الذين يفرضون قيودا على حاكم الدولة، كيف أن هؤلاء أصبحوا مرتبطين ارتباطا عضويا قويا بالثقافة السياسية في روسيا.

بعد الحرب الأهلية المدمرة في القرن الخامس العاشر، قررت تلك الفئات وضع أساس لزعيم قادر على لعب دور الوساطة في النزاعات، وكذلك توزيع السلطة والإقطاعيات عليهم. ومنذ ذلك الوقت، اتجه النبلاء والبيروقراطيون لوضع غطاء من السرية على النظام الحاكم وبالغوا في رسم صور الدور الذي يلعبه القيصر في أذهان العامة.

ولسوء الحظ، يبقى فهمنا لطبيعة نظام بوتين وأكثر اللاعبين أهمية في ذلك النظام مشوها بسبب الإحباط الذي يتملكنا من أن روسيا فشلت في التطور والسير على خطوات دول الغرب. وبالنظر إلى نزعة بوتين السلطوية وعدائه لمصادر النفوذ الخارجية، فضلا عن مقاومته للإصلاحات الغربية، فنحن بذلك نتغاضى عن فكرة أن تقييم بوتين للنظام الحاكم، تقوم على الحفاظ على التوازن بين جماعات المصالح المتنافسة فيما بينها. وكما كان الحال منذ خمسة قرون، تظل المعارك داخل الكرملين بين جماعات المصالح تلك تدور حول السلطة والمال وكيفية الحصول على الامتيازات الخاصة، وليس صراعا حول الآيديولوجيات.

* خدمة «نيويورك تايمز»
عن الشرق الاوسظ

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

فريق المؤمنين ضدّ فريق الكُفّار !

كنتُ في هذا الإسبوع الأخير من عام 2013 قد بدأتُ أضع على حسابي في الفيس بوك بضعة مواضيع من قبيل أجمل بوست معبّر , وأفضل سياسي أو عسكري نال إستحسان الجمهور ( السيسي طبعاً ) . وأسوء تاجر دين وأفسد سياسي , وأحسن كاتب وكتاب ومقال … الخ
لكن في هذا اليوم الاخير من العام عثرتُ على أغرب مباراة بكرة القدم !
في الواقع التسميّة الأصح : أسوء مبدأ وشعار على الإطلاق , تُقام تحته مباراة رياضية . إنظروا معي الى هذه المباراة
نجوم الدوري السعودي ــ ضدّ نجوم العالم المُسلمين .
الموقع الرياضي (( كوووورة ))
التأريخ : 30 ديسمبر 2013 , الساعة 18
المكان : ستاد مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية .
النتيجة : 9 ــ 5 لصالح نجوم الدوري السعودي .
لاحظوا ثانيةً إسم الفريق الخاسر هو .. نجوم العالم المُسلمين .
معناها ليسوا نجوم العالم الإسلامي , فربّما يكون بينهم في هذهِ الحالة مَنْ هو غير مسلم .
***
طيّب من غير تنظير وفلسفة وأدلجة وهرطقة وفذلكة وحذلقة .. للأمور .
وما عدا الأسئلة التي تدور في بال الجميع عن خطل إستغلال الرياضة في الدين والسياسة وما شابه .
أقول بكلّ لبابة وحصافة وكياسة وهدوء:
أليست هذهِ حفرة جديدة حفرتموها وأسقطتم أنفسكم بها .. يا قوم ؟
لأنّهُ ماذا تتوقعون النتيجة ,ولو على صعيد الرياضة وليس على الصعيد النفسي والإحباط المعنوي والإذلال الكبير , فيما لو حصلت مباراة مُماثلة يكون طرفها الأوّل نجوم العالم المُسلمين ( الذين خسروا بالتسعة )
ضدّ فريق مُفترض إسمهُ فريق العالم المسيحيين .
أو ضدّ فريق مُفترَض آخر ,إسمهُ على سبيل المثال :فريق العالم للكُفّار !
أتخيل الفريق الأوّل سيكون بقيادة ميسي , كوني أراهُ يرسم إشارة الصليب عند كلّ هدف يسجّلهُ . بينما الفريق الثاني ربّما سيكون بقيادة الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو أو CR7 حسب رمزهِ الحركي , كوني لا أراه يقوم بحركة دينية بعد كلّ هدف فظيع يُسجله .
حسناً / كيف ستكون مشاعركم يا قوم , لو خسرتم بنتيجة ثقيلة أمام فريق الكُفّار مثلاً 20 ــ 1 ؟
أو خسرتم أمام فريق البوذيين ( أفترض نجومه من اليابان والصين ) بنتيجة عاديّة 3ــ 1 ؟
بل ماذا لو فزتم على جميع الفرق وبفارق كبير , ماعدا فريق واحد مثلاً فريق المسيحيين ؟
هل سيكون هذا الفريق أحقّ منكم بالجنّة , وديانتهم هي الأصحّ ؟
مالكم .. كيف تفكرون وتحكمون ؟
هي مشاكلكم وعداوتكم وبؤسكم قليل , لتبحثوا عن الجديد حتى من خلال كرة القدم ؟
حتى هذه اللعبة الشعبية الجميلة الأولى في العالم , تريدون إفسادها ؟
بالطبع أنا كنتُ قد نبّهتُ الى ذلك منذ زمن ليس بالقريب . وبالتحديد منذُ قيام بعض البدو بشراء الأندية الأوربية الشهيرة بأموال البترودولار الناتجة من باطن الأرض بلا أدنى جهد بدوي . بل حتى العاملين في هذا الحقل ,جلّهم من الكفّار الأوغاد !
من القائل / يفعل الجاهل بنفسهِ ما لا يفعلهُ العدو بعدّوهِ ؟
نحنُ نعلم انّ تربية الأطفال على كراهيّة الآخر يحرمهم من برائتهم وينّمي روح العداوة والبغضاء لكل مختلف . فما بالك لو وصلت الأمور حتى الى مُتَع الحياة وجمالها , ككرة القدم ؟
أموت وأعرف : هل دخل الأشياخ مكان ولم يوّسخوه بوساختهم وعفونتهم ؟ من يعرف منكم مثل ذلك الشيء فلينوّرني به !
***
الخلاصة :
كان أفضل بوست إخترته يصوّر رجل أندونيسي تقريباً , يخوض مع الخائضين وغارق الى عنقهِ في مياه الأمطار وبالكاد يستطيع التنفس , وهو قد وصل الى كابينة هاتف عمومي , وقد رفع السماعة ليسأل المُقابل ما يلي : هل النقاب فرض أم سُنّة ؟
أسوء (تسميّة) في ظنّي تُقام تحتها مباراة رياضية هي التسميّة الدينية !
لأنّهُ متى وجدتم الأديان تجمع بين المُختلفين .. ولا تُفرّق ؟
ثمّ إذا سمحنا اليوم بوجود فريق اللاعبين المُسلمين .
فمن يضمن لنا الغد بأن لا تظهر تفاصيل وفرق جديدة على غرار
فريق السُنّة والجماعة لكرة القدم / وفريق الشيعة وآل البيت / وفريق الوهابيين الدموي / وفريق العلويين الأسديين … الخ
يعني هل إنتهت مشاكلنا وعداواتنا ليخترع لنا تُجّار الدين اُسس جديدة نتقاتل من أجلها ؟
أوّاه على شعوبنا البائسة النائمة في العسل , الى أيّ حفرة قذرة يقودها الطُغاة والبغاة وأعوانهم ؟
أرجوكم , كلّ جواب أتقبّلهُ ماعدا القول : هؤلاء لا يُمثلون الإسلام !
***
يقول أحدهم : مَن يكره أن تضحك الناس على عقائدهِ
ينبغي أن لا تكون لهُ عقائد مُضحكة !

تحياتي لكم
وكلّ عام وأنتم بخير بمناسبة العام الجديد
31 ديسمبر 2013

رعد الحافظ

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

فيديو لطفلين يتحاوران بطريقتهما الخاصة

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

لهجة القبائل العربية في المدن المصرية

حين دخل الإسلام إلى مصر , كان قادة المسلمين قد سكنوا المواقع الخصبة من السهول المصرية , وكان هؤلاء القادة من sbaالعرب الأقحاف , من قريش ومن طيء ومن القبائل اليمنية ومن مُضر ومن خثعم ومن تميم وغيرهما الكثير الكثير …إلخ .

فهؤلاء الأقوام كانت أراضيهم غير خصبة وعبارة عن صحراء قاحلة وحين دخلوا مصر ورأوا ما رأوا من نعيم البلاد وسحر المكان قرروا أن يسكنوا في المواقع المصرية الخصبة مثل : بني سويف ..والدقهلية ..وبعض مدن الصعيد ..وسكنوا أيضاً بَحري في المدن البحرية وسكنوا قِبلي في المدن القبلية .

وما زالت اللهجة المصرية العامية شاهد عيان على توغل القبائل العربية في المدن المصرية وما زالت بعض المدن لهجتها شبيهة بتلك اللهجات العربية المتعددة .
فهذه اللهجات ليست مصرية أي أنها ليست فرعونية ولا قبطية , وإنما هي لهجات العرب الأقحاف الذين إستعمروا مصر وفتحوها عسكرياً وثقافياً , وقد تأثرت تلك الأقوام بتلك اللهجات ونطقوا بها واليوم يستطيع المصري أن يكتشف عرقه المغشوش غير المصري الكح , فالمصريون الذين يدعون أنهم أقحاف لربما أنهم ليسوا أقحاف والشاهد على ذلك لهجاتهم العامية والتي سأورد منها عدة أمثلة .

مسؤل .: مسعول.
إجعر: إجأر.
إسعل: إسأل.
عنت: أنت.
وهذه اللهجة ساريةالمفعول في الصحارى المصرية , وبدو الأردن المحاذين للعقبة سيناء من بدو الحويطات ومعان والكرك الأقحاف.
إمبارح: إلبارح.
أمهواء: الهواء.

إمعلم: المعلم.
وتعود هذه اللهجة أصلاً للقبائل (حُمير) وهذه اللهجة ما زالت عندنا وأنا كاتب هذه السطور أتحدثُ بها في شمال الأردن ووسطه , ما عدى بدو الجنوب الذين نادرأ ما يتكلمونها.

وكذلك تبدل الكاف شيناً في اليمن , فيقولون شذب بدل قولهم كذب :
وكذلك أهل شرويدة والزنكلون في محافظة الشرقية يقولون :
شذب: كذب.

شلب: كلب .
شيف؟: كيف؟
وهذه أيضاً مستخدمة في بلاد الشام وخصوصاً في سهول حوران والتي ينتمي إليها كاتب هذه السطور حيث يتحدث أهلي قاطبة هذه اللهجة مع زيادة أخرى وهي أن الشين إنقلبت مع مرور الزمن إلى حرف ج ويلفظ بالجيم المرخمة يعني كما يضعون تحت الجيم ثلاث نقاط وليس نقطة واحدة .

النات: الناس.
التلج: الثلج.
التعلب: الثعلب.
ومن المعروف أن السين والثاء متقاربتان وتجري عليهما عوامل الإبدال, وهذه لهجة يتحدثها معظم سكان مصر وهي بالأصل ليست قرشية بل يمنية كُح.

ومن المعروف علمياً أن المغلوب يقلد النتصر أو يحاول تقليده حتى بالأخطاء والعثرات , ولمّا كانت القبائل العرية منتصرة , أخذت القبائل المصرية بتقليدهم , وكلٌ حسب المنطقة التي سكنوا بها , حتى طغت بنهاية الأمر اللهجات العربية المتعددة على القبطية والفرعونية .

وكذلك أهل الدقهلية وديروط يقولون :
بكانك: مكانك.
التمن: اتبن .
وكذلك تأثر بهذه اللهجة أهل الغربية .

ومن المعروف أن قبيلة طيء هي القبيلة التي تبدل التاء هاء نخو قولهم :
البناه: البنات, وقرى شربين وبقاس وكفر الشيخ يقولون يابه: يابنت.

وقبيلة طيء يقلبون الألف المقصورة إلى ألف ممدودة بسبب إشباعهم للفتح الظاهر على آخر كل كلمة مثل:
رضى: رِضا.
وهذا النوع من الإعلال اللغوي شائع الإستعمال في الدقهلية .

وبعض المهتمين في اللغة العامية والنحو يخطؤون في قولهم من أن قريشاً يقولون :
فأساً و رأساً , بالهمزة وهذا إعتقاد خاطىء لأن قريش أصلاً لا يهمزون في اللغة إطلاقاً , ولكن من المحتمل أنهم تأثروا بعد ذلك بالقبائل العربية التي أرادوا أن يأسلموها فإنتسب الناس لدينهم وأخذوا هم من لغة الأقوام الأخرى , وهذه أصلاً من لهجة تميم , وقد عاب يوماً العرب ُ على آخر الشعراء العرب الذين يستشهد بشعرهم وهو قريشي فقيل له :
إن قريشاً لا تهمز , فقال تالله لآتين بقصيدة كلها همزة فقال :
إن سليمى والله يكلأها

قد ضنت بأمر ما كان يرزأها .
وقد سقتُ الشاهد هنا للتدليل على صحة كلامي .

أهل دمياط والمنصورة أو بعض أهل المنصورة حسب ستطلاعاتي من خلال المصريين الذين يقيمون في الأردن , نعم أغلب هؤلاء يضيفون حرف الشين لضمير المخاطب فيقولون :
ما شافكش.
ما سافرتش؟
ما طلعتش .
وهذه اللغة أو اللهجة أتحدث بها أنا كاتب هذه السطور فيقولون عندنا في شمال الأردن :
ما رحتش :
ما طلعتش :
ما جبتش.
ما شفتش:
ما عرفتش.
وأغلبها بعد ما النفي .
وهذه من لهجة مضر وربيعة .
طبعاً أمي زنساء الحارة وكذلك المصريات لم يتخرجن في الأزهر أو في أعتى الجامعا ولم يتعلمن لغة الإعلال حتى لديهن هذه القدرة على التحدث بلغعة مضر وربيعة , ولكن هذا شاهد على عمق الإستعمار البدوي أو قوة التداخل الثقافي , فنحن هنا لسنا بحاجة إلى أحافير إنثربولوجية , ولكننا بحاجة للأحافير اللغوية التي إن دلت على شيء فإنما تدل على أسماء القبائل العربية التي سكنت المحافظات المصرية والشامية والتي تظهر من خلا لغة ولهجة كل واحدة منها .

وكذلك في مسألة إبدال أداة التعريف بحرف الميم فأنا كاتب هذه السطور أتحدث بها مثل :
إمبارح .
وإن قبيلة الأزد يقفون بالسكون التام على أواخر الكلمات وهو شائع في كافة اللهجات العامية في مصر والأردن وسوريا والخليج العربي .

ونحن في شمال الأردن نقول مثلأ:
طلعت عالسيارة , وطلعت عالشجرة , وهنا حذف حرف اللام من على , وهي في الأصل لهجة بلحرث

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

السلطان والانتخابات … لعبة دموية..؟؟!!..

السلطان والانتخابات … لعبة دموية..؟؟!!..

السلطان مفهوم يتجاوز منطق التاريخ و الحكم و الملك… انه يمتد داخل النفوس و يستحوذ على الأماني و الآمال… و لذلك لا يبدو غريبا انه حتى الفنانين يوظفوا هذا المفهوم ليعبروا عن فنهم الذي يصل الناس باعتباره يحمل قيمة إنسانية … فهل تساوى السلطان مع الانسانية ..؟؟.. ام ان السلطان يعبر عن رغبة إلانا الدفينة ..؟؟.. و هذه الرغبة هي التي تربط مفهوم السلطان العابر لكل انواع السلطات التي يعرفها البشر و و مفهوم الثورة و الديمقراطية الذين يعبران عن الاستعداد للتنازل عن إلانا من اجل المجتمع..؟؟..

مفهوم السلطان يجمع كل السلطات و يختصر كل التجارب… فهو يتجاوز حكم الحاكم مهما كان دكتاتوريا و يتجاوز ملك الملك مهما واسعا و سليطا… و يتجاوز الفرعون الذي هو اله الشعب بينما السلطان هو نائب عن الله…. اله الناس أجمعين … من أقصى الارض الى أدناها… هو اله كل الشعوب بألوانهم و ثقافاتهم و تجاربهم… بحكامهم و محكوميهم… بمن ولد منهم و من لم يولد… بيده كل شيء.. ليس له شريك و ليس عليه رقيب… اي لو وضعنا تعريفا لمفهوم السلطان وفق المرحلة التاريخية الراهنة فالسلطان ليس منافس حتى و ان دخل في انتخابات و له مطلق الحق ان يحسمها كما يريد… فأمره لا يرد.. و استخدام العنف و القوة هو من خصائص وجود السلطان … هكذا كان و هكذا يبدو ان يكون… في الانتخابات القادمة..

تاريخيا…الانتخابات هي واحدة من اهم آليات النظام الديمقراطي… او اللعبة الديمقراطية… كما يسميها البعض… و حيث انها لعبة… فقد كانت للبعض … لعبة كراسي… و للآخرين هي لعبة جماجم….. نعم للأسف رغم ان البعض من المجتمعات التي تحاول لأول ان تدخل اللعبة الديمقراطية فإنها تسمي الانتخابات بالمهرجان .. او العرس الانتخابي… كلمة العرس هي عادة كلمة إيجابية تعني البدء في بناء حياة جديدة… حياة أسرة جديدة حيث ان الاسرة هي اللبنة الاولى للمجتمع التقليدي فان العرس يؤشر الى تجديد في المجتمع كله… و على هذا الأساس فان الانتخابات تعتبر تجديدا لحياة المجتمع… او هكذا هو الهدف السياسي… او هكذا هي الرغبة و الرجاء… اذا تحدثنا باللغة الشعبية البسيطة… لان اغلب الناس التي تحتفل في الأعراس هم الفقراء… لكن يبدو ان هؤلاء الفقراء المساكين و هم يحتفلون بحماس شديد و يعتبرون مجرد اجراء الانتخابات انتصارا عظيما… ينسون حقيقة تاريخية حاسمة…

هذه الحقيقة يعرفها كل السياسيون … و تعرفها المؤسسات الإعلامية و هي تزخر إمكانياتها الرهيبة لكي تحقق الانتصار لهذا الحزب او ذاك…و يعرفها اصحاب الأموال و النخب العسكرية وغيرها… هذه الحقيقة هي ان الانتخابات و السلطة شيئان مختلفان…الحقيقة هي ان الانتخابات بغض عن نتائجها فإنها تترافق مع صراع شديد لا تحترم فيه القيم الانسانية او الأخلاقية … بل انها تترافق مع عمليات قتل سياسي و قتل اقتصادي و احيانا كثيرة قتل جسدي للمنافسين أفرادا او مجموعات… لكن تظل قمة الهرم اللا أخلاقي هو قتل و تجويع و إقصاء أناس ليس لديهم ناقة او بعير… اي انهم غير منافسين.. و إنما يتم القضاء عليهم … على أساس اعتبارهم مجرد وقود لتسخين المنافسة او في بعض الأحيان لمنع المنافسين من استغلالهم…

من الغرب حيث انبثقت فكرة الديمقراطية و تأسست مؤسسات هائلة لتنظيمها و توزيع الأدوار بين الأحزاب و النخب و الكارتلات الاقتصادية و المصانع العسكرية و في السنوات الاخيرة أيضاً مؤسسات المجتمع المدني و نقابات العمال و المنظمات غير الحكومية و غيرها من أصحاب المصالح و القوى الفاعلة في المجتمع… فان فكرة السلطان و فكرة الديمقراطية ظلتا مفترقتين من حيث الآليات و النتائج….الانتخابات في البلدان الاستعمارية كانت في عقود القرن الماضي تقوم على دماء و جماجم شعوب كثيرة من افريقيا و أمريكا الجنوبية و اسيا كان يتم ادخالها في حروب مدمرة و يتم استعمار بلدانها و نهب ثرواتها مجرد … طبعا بالاضافة الى تحقيقات أهداف استراتيجية في التسلط و الهيمنة و نهب الثروات …

هذه الحالة و ان خفت في السنوات الاخيرة من حيث نمطها التقليدي الا ان القوى الكبرى ما تزال تستخدمها و خاصة أمريكا و فرنسا و بريطانيا و كذلك اسرائيل بالنسبة للشرق الأوسط … و اعتقد اننا لابد من ان نركز على الشرق الأوسط لانها الهدف من هذه المقالة..

في الإشهرة القليلة القادمة هناك كلام او خطط عن اجراء انتخابات في اكثر من بلد و الإشكالية الاساسية ان الكثير من القوى المنافسة ذهبت مباشرة الى اختيار الدماء و الجماجم بدون المرور بالأساليب التقليدية الأكثرية تبسيطية مثل توزيع مواد غذائية او افرشة نوم اوالادعاء بوعود لا يمكن تحقيقها أبدا و كذلك استخدام الوعود السماوية المرتبطة بالجنة و النار في الآخرة … او بقيم قومية او قيم عابرة للحدود مثل الأممية و العولمة و اليونيفرساليزم و غيرها..

الظاهرة الطاغية والمترافقة للاستعدادات للانتخابات في هذه البلدان هي ظاهرة ممارسة السلطنة الحقيقية من خلال الاستخدام المفرط للعنف الدموي ليس بين القوى المتنافسة و أنما أيضاً ضد مجموعات سكانية تنتمي اليها الفرق المتنافسة المختلفة اليها طائفيا او دينيا او قومياً أثنينا … او سياسيا.. بمعنى اخر ان المستهدف لا يكون بالضرورة منافسا على السلطة و إنما داعما لا أدريا لهذه او تلك من المجموعات السياسية… اي كونها تشكل القاعدة الانتخابية او حتى عامل استفزاز للقوى المتنافسة…

على الأساس فان الانتخابات الحقيقية هي التي تجري من خلال اعمال العنف و القتل و الإقصاء حيث يتم حسم المعركة الانتخابية قبل الوصول الى يوم التصويت… و هذا هو منطق السلطان الذي يهيمن على كل الرغبات و الأهداف…حيث ان المشتركين في عمليات الانتخابات الدموية في الشرق الأوسط لا تتوقف على النخب كما كان الحال في الغرب و إنما يشمل أيضاً كل القوى الصغيرة و الكبيرة و تلك التي تمتلك قاعدة شعبية و غيرها ممن لا يملكون سوى وثيقة توظيف خارجية و أموال تأتي من بعض أقرانهم من سلاطين الأموال الذين لا يعرفون شيئا عن الديمقراطية و لا حتى عن حق الانسان الطبيعي في ان يكون له رأي …

سلاطين المال هؤلاء يملكون الكثير و يبدو انهم استهوتهم أفلام هوليود (القيمة الفنية المعاكسة للإنسانية) فقرروا ان يعيدو انتاج تاريخ إجداهم من الغزوات و منهج الغنيمة و الجواري و وجدوا ان افضل استثمار واقعي هو الدخول في سوق الديمقراطية و الانتخابات في البلدان العربية التي تشهد حراكا و تغييرا بشكل او باخر… و كان يسيرا عليهم إيجاد السلاطين المحليين و المأجورين الذين ما تزال أيضاً تتفاعل عندهم العقلية التقليدية في التسلط و التحكم… العقلية الأحادية … في إدارة المجتمع..

و عليه فان ما يحصل من تصعيد رهيب للعنف في البلدان التي تنتظر الانتخابات في الأشهر القادمة و منها العراق و مصر و سوريا و لبنان لا شك تدخل فيه عوامل كثيرة … لكن لابد ان نتذكر هذا النوع من الصراع التناضري بين العقل و رغبات إلانا…. او السلطان الذي يبهر الجميع… ببريق اسمه و حلاوة أمواله و قداسته التي ليس لها اول و لا اخر.. و السلام على المظلومين..

أكرم هواس (مفكر حر)؟

Posted in فكر حر | Leave a comment