الشيخ المغربي مصطفى بن حمزه يحرم السطو على بطاقات إتمان اليهود

Moroccan Cleric Mustafa Bin Hamza: Hacking into Credit Cards of Jews Is Forbidden

Posted in يوتيوب | Leave a comment

أحدب نوتردام – فيكتور هيغو

hunchback

ازميرالدا تسقي كازيمودو ويقع في غرامها

أحدب نوتردام – فيكتور هيجو – يلخصها لكم أديب الأديب

شخصيات وأبطال القصه:

كلود فرولوا: أسقف كنيسة نوتردام

جيهان فرولو: شقيقه الصغير ،شاب ماجن عربيد

أزميرلدا: غجرية حسناء ترقص في شوارع باريس, و جالي: عنزتها الصغيره التي تشاركها ألعابها ورقصاتها

كلوبان تريفو: زعيم اللصوص والمتسولين في باريس

فيبوس دي شاتوبير: ضابط وسيم وزير للنساء

فلور دي ليس: خطيبة فيبوس دي شاتوبيير

كازيمودو: بطل الرواية و أحدب نوتردام: وهو دميم الخلقة بشكل مريع، ولقيط رباه الأسقف وظيفته ان يقرع نواقيس الكنيسه

جاك شارمولي: النائب العام لدى المحكمه الكنسيه

الراهبة جيدول: متنسكة في صومعة ليس لها باب, موجودة بأحد أركان ساحة الأعتصاب

بيار جرجوار: الشاعر الفيلسوف

في عام 1482 وخلال فعاليات مهرجان السفهاء, تم انتخاب كازيمودو لمنصب ” بابا السفهاء”, كونه الشخص الاكثر دمامة في باريس, وتم تتويجه على العرش وطافت به الغوغاء الكارهة له بموكب من المشاركين بالمهرجان حول باريس.

 يحاول بيار جرجوار، الشاعر الفيلسوف المكافح, ان يجذب الحشد لمشاهدة مسرحيته بدل من عرض الموكب ولكن دون جدوى.
يظهر رئيس الشمامسة كلود فرولوا ويوقف الموكب ويأمر كازيمودو أن يعود معه إلى نوتردام.
بينما كان جرجوار المعجب بجمال ورشاقة أزميرلدا، راقصة الشوارع الغجرية، يبحث عن الطعام , يرى أزميرلدا و يقرر ان يلحقها حتى منزلها,  وعند دورانها المنعطف تتم مهاجمتها فجأة من قبل ” فرولوا “و”كازيمودو”, فيندفع جرجوار لمساعدتها فيضربه كازيمودو ويطرحه ارضاً, بينما يفر فرولوا بعيدا, فيصل جنود الملك، بقيادة ” فيبوس دي شاتوبير” في الوقت المناسب ويلقوا القبض على الاحدب كازيمودو. في وقت لاحق من تلك الليلة، تكون مجموعة من المتسولين واللصوص على وشك شنق جرجوار عندما تتقدم أزميرلدا لإنقاذ حياته عن طريق ” الزواج ” به لمدة أربع سنوات فقط.

في اليوم التالي ، يتم وضع كازيمودو للمحاكمة وتتم مقاضاته بساعتين من التعذيب في مكان ” بلاس دي غريف” حيث يعاني الألم من الشد فضلا عن الإذلال علنا من قبل حشد من الناس، الذين يكرهونه لقبحه الشديد, فيتوسل الماء، ولكن لا أحد يجيب توسلاته حتى تأتي أزميرلدا وتجلب له شيئا للشرب.

 في مكان قريب، الراهبة المتنسكة جيدول تصرخ في أزميرلدا لكونها من ” الغجر سارقي الاطفال” وتلقي باللوم عليها لاختطاف ابنتها قبل خمسة عشر عاما.

 بعد بضعة أشهر ، ترقص أزميرلدا أمام نوتردام, فيدعوها فيبوس إليه, لقد وقعت في غرامه وتحمر وجنتيها عندما يدعوها لمقابلته في وقت لاحق من تلك الليلة, فيقوم “فرولوا” بمراقبتهم من أعلى نوتردام, ويغتاظ غيضاً غيرة من فيبوس.

 لقد جعل هوس الشهوة ل “أزميرلدا” لدية لان ينبذ الله, ويتحول الى دراسة الخيمياء وممارسة السحر الاسود, وخطط في زنزانته السرية ان ينصب لها فخ العنكبوت لكي يصطادها كما الذبابة في شبكته, وفي وقت متأخر من تلك الليلة لحق ب”فيبوس” ل “لقاء الحب” مع أزميرلدا و طعن فيبوس مرارا وتكرارا, ثم هرب بينما تم القاء القبض على أزميرلدا بواسطة الحرس الملكي.

بعد تعرضها للتعذيب في محاكمتها ، تعترف أزميرلدا زورا بقتل فيبوس إضافة الى جرم انها مشعوذة, ويتم الحكم عليها بالشنق في مكان”بلاس دي غريف”.

 يزورها ” فرولوا” في السجن ويعلن حبه لها, ويتوسل اليها ان تبادله الحب وتبين له بعض الشفقة, ولكنها وصفته بأنه ” جني – راهب ” و قاتل ، رافضةً ان تربطها به اي علاقة.

  قبل إعدامها ، يتم إذلال ” أزميرلدا” علنا أمام الملأ في نوتردام, وبينما هي تنظرعبر الساحة ، ترى فجأة “فيبوس” وتصرخ باسمه.  بالواقع لقد نجا من محاولة الإغتيال لكنه لا يريد لأحد أن يعرف أنه أصيب, فيبتعد عن ” أزميرلدا” ويدخل بيت خطيبته.
وفي اللحظة الحرجة يظهر” كازيمودو” متأرجحاٌ على الحبال من نوتردام و يحملها عائداً إلى الكاتدرائية، ويصرخ ” أنت هنا محصنة”. لقد وقع في غرامها منذ ان احضرت له الماء, و كان يخطط لهروبها طوال الوقت.

بسبب حصانة الكاتدرائية دينياً, فإن “أزميرلدا” في مأمن من الإعدام فقط إذا بقيت داخل الكاتدرائية.
في البداية، كانت تجد صعوبة حتى في النظر الى كازيمودو، لكنهما مع ذلك شكلا صداقة غير مستقرة, وبالرغم من أنه أصم, فقد كان يستمتع بتواجده حولها عندما تغني.

  وفي الوقت نفسه، تقرر مجموعة من المتشردين أن تنقذ “أزميرلدا” بعد أن سمعوا أن البرلمان قد أمر بإخراجها من كاتدرائية نوتردام, وعندما يراهم كازيمودو يهاجمون الكاتدرائية، يعتقد انهم جاؤوا من أجل قتل ” أزميرلدا” فيقوم بصدهم بأقصى ما يستطيع ، مما يسفر عن مقتل عدد كبير منهم.

  يستغل “فرولوا” الهجوم لحرف الإنتباه, ويقوم بتهريب “أزميرلدا” من الكاتدرائية, ويعرض عليها خيارين : إما أن نقول أنها تحبه أو الإعدام.  فتختار الإعدام فيدعها مع الناسكة جيدول, وللدهشة تكتشفان أنهما أم وابنتها, وأن ازميرالدا هي ابنتها التي خطفها الغجر قبل خمسة عشر عاماً. تحاول جيدول حماية أزميرلدا، ولكن بعد فوات الأوان .

  نعود الى نوتردام ، حيث يذهب كازيمودو إلى الجزء العلوي من البرج الشمالي, ويحدق على المدى, فيرى جسد “أزميرلدا” في ثوب أبيض يتدلى من المشنقة, ومن شدة الخوار واليأس يقبض على فرولوا من رقبته ويرفعه في الهواء، ويتنهد ” كازيمودو” من الحزن و ثم يلقي فرولوا ليلقي حتفه سقوطاً على الارض. وهو ينظر الى أزميرلدا تتدلى من بعد و جثة “فرولوا” تنازع في الأسفل ، يصرخ ” كازيمودو”: ” هناك كل شيء احببت ابدا! “.

  وبعدها لم تتم رؤية كازيمودو أبدا مرة أخرى…..

  ولكن بعد سنوات قال حفار القبور انه عثر عبر بقايا “أزميرلدا” ، و رأى هيكل عظمي لأحدب يضم الهيكل العظمي لإزميرالدا ويحضنها.

لمشاهدة الفيلم باللغة الانكليزية من بطولة سلمى حايك:

مواضيع ذات صلة: ملخص رواية البؤساء- فيكتور هيجو

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

لاشئ!! في زمن كل شئ!!

أريد أن اكتب هذا اليوم عن موضوع غريب!! وله علاقه بحياتنا اليوميه, يتنفس, يأكل ويشرب معنا, يخطط حياتنا!!
يستهدف أرواحنا, ويصوغ مستقبلنا ومستقبل أجيالنا!! انه اللاشئ!!!!
شلون تكتب موضوع عن, لاشئ؟؟؟ كلش صعبه مو؟؟ لكن لأننا نحن شعب لاشئ وحياتنا لاشئ, فالكتابه عن أي شئ يخصنا هو الكتابه عن لاشئ!!!
إنه اللاهدف في حياتنا!! واللا أمل في احلامنا!! واللا عمل في جهودنا!! انه اللا شئ!!
إنه اختصار عام لحصيلة ناتجنا القومي والفكري والروحي!! لاشئ!! تاريخنا, اختصر في معركه بين بدو قبل اكثر من الف سنه!! حاضرنا, يعيش على ثقافتها, مستقبلنا يصاغ طبقا لتحزبنا لطرفيهاا!! هل يوجد لاشئ اكثر من هذا؟؟؟
لماذا هذا اللاشئ, يتحكم فينا؟؟ ننتجته بغزاره, وينتجنا بنوعيه غير قابله للتقليد!!
هل لاحظتم أو سمعتم أو شاهدتم في حياتكم, عن أمه كلها لاشئ؟؟
هل وعيتم وأدركتم أو قرأتم عن دول كلها لاشئ؟؟
كأننا ومنذ قرون قد التهمنا ثقب اسود, فأصبحنا لاشئ!!
نمنا كأهل الكهف, فأيقضنا العالم من سباتنا فوجدنا أنفسنا لاشئ!!
وبقينا لاشئ, ونصر بعناد وغباء وجنون على أن نختار من بين كل الطرق الى الحياة, على اختيار طريق, لاشئ!!
كيف ولماذا؟؟؟
ألعالم تجاوز الثوره الصناعيه, والثوره التكنلوجيه والالكترونيه, ووصل الى العوالم الافتراضيه ونحن لازلنا بدو نفتخر بالقبيله والعشيره!! وكأن عشائرنا اخترعت الدرنفيس!!
نقاوم الطائفيه بالطائفيه!! والقتل بالقتل!! والجهل بالجهل!! والغباء بالغباء!! والعنصريه بالعنصريه!!
لاتحتاج الى عالم رياضيات ليخبرك ان أي معادله, عندما تطرح نفس القيمه من نفسها!! يكون ناتجها لاشئ!!
لدينا رئيس وزراء بدون رؤيه او مشروع دوله, ومعارضه لاتقل عنه عبقريه, أي لاشئ!!
لدينا زعماء أقل مايقال عنهم, وتمدحهم إذا قلت انهم, لاشئ!!
لدينا أحزاب بلا برامج ولا فكره عما يجب ان يكون, بلا رجال ولاحتى صراصير!! أحزاب اللاشئ!!
لدينا مذهب طائفي يحكم السراق باسمه!! ويقف ضده مذهب طائفي اخر!! ينتظر الانتهازيون فيه ليتسلقوا عليه للحكم,
لا تحتاج هنا لعلي الوردي لكي يقول لك إن نتيجة هكذا صراع, سيكون لصالح سارق من أحد الفريقين, يعني لاشئ!!
لدينا سياسيون لم يسبق لهم ادارة معمل طرشي, يديرون إقتصاد بمبلغ 120 مليار دولار في السنه!! طبعا لاتحتاج لماركس أو سميث ليخبرك ان النتيجه لاشئ!!
لدينا دين يقوده معممين همهم الوحيد كثرة الاتباع وجمع المال والسلطه, ستكون النتيجه حتما في الدنيا لاشئ وفي الاخره أكيد لاشئ!!
العالم وفي كل شئ, يسير بشكل مطرد الى التطور في الافضل والاقوى والاحسن والاجمل والانقى والارقى, ونحن مصرون على السير عكس الزمن, الى حيث البداوه والبدائيه والجهل والغيبيات, لاتحتاج هذه لدارون ليخبرك ان النتيجه, لاحصلنا!!!!!!
لانعرف حتى كيف نموت ولماذا!! فما بالك كيف نعيش؟؟؟
كلها بچفه, وإنو احنه نشوف نفسنا ماكو مثلنا ونعتبر نفسنه فد كلاش عتيك, بچفه!!! هسه لو نبقى لاشئ, هم كان أستر واوجه!!
مثال على ماتقدم: في هذا الفديو نشاهد محافظ صلاح الدين يقسم بالقران كيف ان الدم العراقي يباع ويشترى والسماسره عراقيين والمشتري قطر!!! لا يفرحون الشيعه وعبالهم همه أشرف!! لأن أكو من صنفهم من يفعل نفس الشئ والمشتري أيران!! ولهم في البطاط اسوة حسنه!!

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

الحرب بين مصر و حماس؟

Oliver كتبها

دعونا نصل إلي نهاية التوقعات.و بداية تقسيم المنطقة.لأن زمن المؤامرات قد ولي و فات و الآن يكشف كل لاعب عن وجهه المقيت.فاللعب أصبح علي المكشوف.إقترب وقت حصاد المؤامرات.وقت توزيع أدوار المؤامرات كان مجهولاً خفياً لكن وقت تقسيم الأنصبة يكون علنياً علي رؤوس الأشهاد.

السياسة تبدأ بفكرة خيالية يتم ترويضها و توظيفها لتحقيق مصالح ما لجماعة أو حزب أو دولة ما.و في هذا المقال أترك للخيال السياسي كل الآفاق ليتصور ما يشاء .

الكل يعرف أن الإخوان كانوا فقط أداة يلعب بها الآخرون.و هؤلاء الآخرون هم الولايات المتحدة و فرنسا و المانيا و إنجلترا و إيران و إسرائيل و تركيا.

نموذج قديم لحرب قادمة

حدث كثيراً أن الدول العربية فاض بها الكيل من إرهاب الجماعات الفلسطينية و خروجها الدائم علي القانون فقاومتهم حتي بالسلاح و طردتهم يغر رجعة.حدث هذا في الأردن في لبنان في سوريا و في مصر و في أماكن أخري.إذن ليس غريباً لو سمعنا أن حدثت معركة و تم فيها إنتزاع غزة من الخاطفة حماس و إعادتها للسلطة الفلسطينية بواسطة الجيش المصري.تعالوا نقرأ هذا النموذج و نقيس عليه.

معركة تل الزعتر نموذجاً لما (قد) يكون عليه السيناريو الجديد القديم بالمنطقة بإعتبار أنه كان تجربة ناجحة للتخلص من الإرهاب في لبنان..

تل الزعتر كان مخيماً بدأ ببضع مئات فروا من فلسطين و تجمعوا في مساحة كيلو متر واحد في منطقة بجنوب بيروت تسمي تل الزعتر.هذه المئات بدأت حياتها في تلك المنطقة اللبنانية التي كانت تقطنها أغلبية مسيحية مارونية .و سرعان ما أخذ الفلسطينيون الأمر بفكر توسعي طائفي.فضموا إلي هذه المنطقة الآلاف من المسلمين اللبنانيين ثم مزيد من الفلسطينين حتي أصبحوا أربعون ألف نسمة في منطقة إتسعت إلي ما لا يزيد عن ثلاثة كيلو مترات مربعة.ثم بدأ ينتشر الفكر المتطرف بفعل هؤلاء المتقوقعين حول الهوية الدينية.

كانت هذه الأعداد مغرية لإسرائيل لتستخدمها كمنطقة واقية من هجمات المقاومة اللبنانية التي تتم بسلاح سوري.فكان أن إستخدمت هذا التل لتفكيك بيروت جنوباً و شمالاً.فيسهل عليها إصطياد المهاجمين لها.

و كان ياسر عرفات متفقاً مع الإدارة الإسرائيلية علي إستخدام تل الزعتر درعاً أولياً لإسرائيل.

كانت سوريا مسيطرة علي لبنان و وجدت أن تل الزعتر عائقاً يحول دون تحقيقها حرب إستنزاف تنهك إسرائيل فإتفقت مع الكتائب اللبنانية بقيادة بيير الجميل علي محاصرة التل و طرد الفلسطينين الذين كانوا يعيثون فساداً في كل بيروت و يلقون يومياً ضحاياهم من المارونيين علي أرصفة بيروت .(قارن بما حدث في كنائس مصر)

تم تحقيق الهدف من وجود الفلسطينيين و تم نشر الفكر الطائفي بسببهم تمهيداً لتقسم لبنان إلي دويلات صغيرة كي يمكن إستبعاد أحد جبهات الصراع العربي الإسرائيلي إذاً لم تعد هناك حاجة إلي هؤلاء الفلسطينيين خصوصاً بعد أن إستفحلت قواهم التسليحية حتي أنهم لم يعودوا يخضعوا للقانون اللبناني في شيء.لقد صاروا مارقين علي قانون الدولة التي تأويهم؟

و إسرائيل لم يعد من مصلحتها أن تكون هذه القوة المسلحة بالقرب من أبوابها.

و ياسر عرفات لا يريد هذه القوة الفلسطينية لأنها لم تعد تنسق مع فتح بل كانت تتبني قراراتها و عملياتها العسكرية من نفسها فهي أيضاً مارقة علي فتح؟

و لبنان لا يريد هذه القوة لأنها تهدد سيادته علي أرضه.

و سوريا لا تريد هذه القوة لأنها تتسبب لها في مشاكل عسكرية و تورطها و هي غير المستعدة لحرب مع إسرائيل.

إذن إجتمع الجميع علي مصلحة و هي إنهاء هذا المخيم بعد أن إستنفذ دوره. لكن الوحيدون الذين لا يريدون إغلاق هذا المخيم هم الفلسطينيون المارقون من الحركات الفلسطينية المسلحة.

نهاية القصة أن الكتائب اللبنانية و القوات السورية دكت المخيم الذي كان نقطة إختراق للسيادة اللبنانية و السوري معاً حين كانت سوريا تقاسم لبنان السيادة.و خرج من تبقي من الفلسطينيين تشيعهم لعنات اللبنانيين الذين قاسوا من هؤلاء الوافدين الذين لم يقدموا إمتناناً للبلد الذي إستضافهم في محنتهم بل باعوه و صاروا عبئاً عليه و تهديداً لأمنه و إنتهاكاً لسيادته.

سيناء و حماس

ليس خافياً علي أحد أن سيناء كانت الملعب الخلفي لحماس و هي الذراع العسكري للإخوان. يعرف الجميع أن حماس هي الإبنة الكبري لجماعة الإخوان.تأتمر بأمر المرشد قبل الجميع.و تنفذ سياسات التنظيم الدولي بغير مواربة.

كانت سيناء سوق سلاح رائج. من الأسلحة اليدوية حتي صواريخ سام و جراد التي كان يظن من قدموها لحماس أنها ستدافع بها عن فلسطين لكنها أخفتها لتتاجر بها في سيناء؟

سيناء هذه كانت منطقة منعزلة لا سيادة حقيقية عليها.الأنفاق تخترق بطونها في كل شبر و إتجاه.فتدخل الأسلحة و يتم التسليم و التسلم عبر الأنفاق.كانت سيناء أيضاً سوق تهريب للبشر و البضائع بأرباح خيالية تصب يومياً في جيوب قادة حماس.كانت سيناء مرتعاً يأوي الجماعت الإرهابية فتسكنها آمنة هانئة بغير أن تخشي أحد و لا حتي تحتاج إلي الإختباء و التنكر.بل تعيش و تزهو علانية أنها هناك حرة طليقة.و حماس تربي في هذه الجماعات لتقايض عليها إذا إحتاج الأمر.و تستخدمهم كمرتزقة للحرب لحساب الغير حين اللزوم.

حماس كانت تحتل سيناء إحتلالاً فعلياً بقوة الإرهاب.و قد زرعت لنفسها عيوناً من جميع قبائل سيناء و رصدت أموالاً لشيوخ القبائل فيها لكي تعجز القوات المسلحة المصرية عن إيجاد دعم داخلي لها من شعب سيناء مما يعرقل اية محاولة لتطهير سيناء.

لهذا نري أنه وسط كل ثلاثة يقتلون من الإرهابيين في سيناء يكون واحد منهم حمساوي.و حتي نهاية أكتوبر تم القبض علي أربعمائة تكفيري منهم مائة فلسطيني حمساوي؟

و بين حماس و مصر ثأرمتبادل بسبب القبض علي كثير من قادة تنظيم حماس و إيداعهم السجون المصرية و كلنا نعرف أن إقتحام السجون المصرية وقت الثورة كان بواسطة قوات حماس لتحرير أعضاء حماس و الإخوان ( و هم تنظيم واحد) . الكراهية الآن متبادلة.و دور حماس في قتل الجنود و إختطاف جنود آخرين ليس خافياً علي أحد.و لا زال هناك ضباط مختطفين أحياء لدي حماس و هي تنكر.بينما تحتفظ بهم ليوم أسود سيأتي عليهم حين يتم القضاء علي تنظيمهم بأكمله فتستخدمهم للمقايضة لإنهاء القضاء عليهم أو مبادلة قادتهم بهؤلاء المختطفين.

و ليس غريباً أنه حدث أن دبابات مصرية دخلت قطاع غزة و تمشت خمسة كيلو مترات دون أن يجرؤ أحد علي إعتراضها و عادت وسط تساؤلات عن سر هذا الإستعراض المسلح و مغزاه.كما أن طائرات حربية دخلت إلي هناك و وقتها ابو مازن بأن هذه الطلعة تمت بالتنسيق مع الرئاسة الفلسطينية (ضد حماس).هذه الموجات ليست عشوائية و لا هي مجرد إستعراض.فتحريك القطع في العالم العسكري يتم بحسابات معقدة و يخضع لحساب جميع الإحتمالات.لابد أن هناك هدف وراء هذه التصرفات الذي ربما يكون تلويحاً بما سيكون.و تجربة عملية لما هو مزمع أن يتم لدك حماس علي رؤوس أصحابها.

لابد أن نعرف أنه واحد من أهم أسباب قوة الإخوان هو حماس .هم يستندون عليهم في تنفيذ مخططاتهم التخريبية و تهديد الأمن المصري.و حماس بعد أن أذعنت لإتفاق إيقاف الأعمال العدائية ضد غسرائيل لم تجد مكان تمارس فيه البلجة و الإرهاب سوي مصر عن طريق سيناء و أنفاقها.

و ضعف الإخوان و تقلييم أظافرهم يبدأ من سيناء.من إستبعاد حماس من المعادلة.أمنياً و مخابراتياً و سياسياً و عسكرياً.و هذا ليس بالأمر الهين بل يحتاج جهداً كبيراً و تضحيات تصل إلي تضحيات الحروب الكبري.

و بحسبة بسيطة نظرياً معقدة عملياً أقول أن القضاء علي الإرهاب يعني أولاً القضاء علي حماس و إنهاكها عسكرياً.

ثم يتبادر للأذهان إستفسارات عن موقف القوي المحلية و العالمية من معركة كهذه؟

ما موقف السعودية؟ ستؤيد بشدة لأنها في عداوة مع حماس منذ نشأتها لأنها مارست البلطجة علي العائلة المالكية و أقلقتهم كثيراً في السعودية و كانت هذه القوي مع صدام حين هدد بإجتياح السعودية بعد الكويت.

ما موقف إسرائيل؟ لن تمانع فهي من مصلحتها إضعاف كافة القوي حولها.و القضاء علي حماس يعني عشرون عاماً من الإطمئنان علي أحوال الجبهة الجنوبية الإسرائيلية مما ينعش السياحة أكثر و يصب في صالح إسرائيل من الناحية الإقتصادية و العسكرية ايضاً.

ما موقف أمريكا؟ ما دامت إسرائيل لا تمانع فأمريكا لن تمانع أيضاً .لكن هناك عائق.أن إيران تريد بقاء حماس و أمريكا تريد الصلح مع إيران لتكليفها بمهام كثيرة في المنطقة بعد فشل تركيا و عدم وجود قوة قادرة علي إحداث توازن في الشرق الأوسط.لهذا سيكون موافقة أمريكا مشروط بأن لا يمتد الأمر للقضاء التام علي حماس بل فقط تقليم أظافرها و ردعها.

ما موقف إيران؟ ستعترض.فحماس إخوانية بأموال إيرانية.عسكرية بمخابرات إيرانية.بين حسن نصر الله و بين حماس ود دفين إذ يجمعهما الحاضنة إيران.و سيتكرر وقتها التهديد الدائي لحسن نصر الله كما قال عند إجتياح غسرائيل لغزة بأن حزب الله لن يسمح بالقضاء علي حماس و لكنه فقط عنترية وهمية.لكن ليس هذا كل شيء.إذ يمكن أن يتم المقايضة مع إيران بإعادة العلاقات و وضع حدود لهذه المعركة المحتملة لا تتعداها الأحداث أي الإكتفاء بضربة تأديبية.

ما موقف الإخوان؟ سيعيثون فساداً و يجن جنونهم.لأن القضاء علي حماس فيه إختفاء هذه الجماعة الإرهابية إلي الأبد و إعادتها إلي نقطة الصفر حيث تصبح شراذم إرهابية و بؤر و خلايا سرية مثل المافيا و و ينعدم تأثيرها السياسي و تصبح كاية عصابة مطاردة من المجتمع. الإخوان سيعتبرون الأمر مسألة حياة أو موت و حينها سينسحب الكثير من أعضاء هذه الجماعة من غير القياديين و لن يتبقي سوي المنتفعين اصدقاء القاعدة و الظواهري.

موقف تركيا: سيكون موقفاً دعائياً أكثر منه حقيقياً.مثل محاولتها إرسال سفينة وقت ضرب غزة العام الماضي فكان مصيرها القتل و القبض علي الباقين.تركيا الآن في ورطة و قد تجد حرباً كهذه وسيلة للخروج من الورطة السياسية الداخلية التي تهدد أردوغان.لكن موافقة أمريكا و إسرائيل علي حرب كهذه يشل السياسة التركية فتتخذ مواقف عنترية في الإعلام فقط بلا أي أثر علي الواقع.

موقف الرأي العام المصري: في معظمه سيكون سعيداً طالما كان الضرب و الأسلحة موجهين للإرهابيين دون المدنيين.و علي الحدود دون الدخول في العمق السكاني.و تقديم المعلومات متي تم بإحترافية سوف يستقطب أكبر عدد من المؤيدين سواء في السياسة أو الصحافة أو الإعلام.هؤلاء هم الذين يجب أن تحرص المؤسسة العسكرية علي إقناعهم لأن في إقتناعهم إتجاه سيقود الشارع المصري للتعاطف مع هذه المعركة المصرية التي تخلص مصر من اشخاص ثبت أنهم أعداء لا أصدقاء لمصر و شعبها.

هذه الحرب أمر قابل للنقاش و الإضافة و الإستبعاد لكنه عند السياسيين إحتمال و عند العسكريين أحد الحلول و عند الإخوان هذه هي أم الكوارث.

صلاة العام الجديد

يا من صنعت كل الأيام.كل الأيام تسبحك.النهار و الليل يتسابقان كي ينطرحا في يدك تعمل بهما كما يحلو لك.هذا العمر الذي وهبتنا إياه هو مزيج من حبك و مراحمك و طول أناتك.هذا الزمن سبيكة مزجتها يداك من شفقتك و حنانك.النور فيه نورك.و إختفاء النور فيه هو من سلطانك.

الراحلون إليك تصحبهم قصص الباقين هنا.يحكون لك أنت العارف بالخبايا.يحملون إليك رسائلنا رغم أنك تعلمها من قبل أن نرسلها.الطبيعة تطوي أحد أوراقها فتهبها أنت صفحة جديدة بيضاء تسطر فيها مراحم جديدة و إحسانات تتجدد كل صباح.الناس يبتهلون أو يتهللون أو يتلاهون لكنك تهب الجميع سنة جديدة ليباركونك إسمك فيها لا تحرم أحداً لكونه خاطئ بل تشرق علي الجميع حبك الأبدي.

تمد يداً طالما إمتدت آلاف السنين و لم تكل و لم تزل ممدودة.أيها الرب يسوع الحلو ما أطيب أسمك.أنت أطيب ما في الوجود.و روحك القدوس المعزي هو يقدمنا إليك و يقدمك إلينا.و أبيك الصالح الذي بحبه أرسلك إلينا و بحبك ترسلنا إليه.أيها الثالوث المحيي إبق فينا بغير إنقطاع.ملاشياً كل ما لا يليق فينا.

الأيام تتبعك.تعود إلي مكامن الينبوع الذي منه إنبثقت.هناك لا تختفي الأزمنة.كلها حاضرة عندك بغر إختفاء.تبق كصفحة مبسوطة قدام عينيك.أنت تحفظها لتبارك الصديق و تنتقم لدماء المظلومين.أنت تحفظها يا من لا تنس تعب المحبة.هذه الأيام تمضي عندنا لكنها عندك تستقر.

أيها القدوس الذي لا توصف عظمة قداسته.هب لكل نفس عطشي إليك بعضاً من قداستك.أشبع الجائعين إلي شخصك.أرو العطاشي إلي محبتك.إمسح دموع التائبين ليبدأوا سيرة مقدسة بغير قلب منقسم.

إحفظ العذاري و الأبكار في بتولية محبتك.و قدس حياة الذين في زيجة.أذكر أن لك مذبح في وطننا.نريده أن يكون وطنك يا سيد الأوطان.كن حاضراً وسط الشعوب كلها.فلا يراك أحد غريباً هناك.إفتح أعين القساة القلوب فتصيرهم عجباً يعملون لمجد إسمك .

ليس في الأيام ذخر يغنينا غيرك.ليس هناك آمان و حماية إلا في دمك القاني.ليس لنا رجاء إلا في روحك القدوس روح الرجاء.أما نحن فنحن مثل عصافة ريح تأخذها و تختفي.فلا تقف في المحاكمة مع حفنة طين أعددتها أنت لتصنع منها آنية.لا تقف في الدينونة لتحاكمنا و إلا سنفني.بل أستر بدمك و غطينا بمسحتك.فلتسترنا مراحمك و ليشفع فينا روحك.أمح ذنوبنا الحاضرة و المستأنفة كي نتطهر بشخصك أنت بدمك أنت فنهتف رغم ضعفنا أن أبينا السماوي صنعنا أبطالاً.

يا من أغني الفقراء ها نحن في حاجة إلي غني حكمتك.يا من اشبع الجياع نحن هنا أيضاً نطلب الخبز الأبدي.يا من رفع المتضعين إعطنا سلطان دائماً لندوس الحيات و العقارب و كل ضعف و خطية.يا من وعدنا بالعشرة الأبدية معه نحن لن يهدأ لنا بال إلا لما نجد أنفسنا في حضنك الأبدي بغير حواجز العالم و الجسد و الخطية.طمئننا في ضعفنا أن نصيبنا فيك لن يضمحل.أبق صوتك واضحاً لنا لا يخفيه ضجيج العالم.نحن لا نعرف فادياً و معزياً و حبيباً إلا الثالوث الأقدس.كن لنا في كل الظروف لأننا لك.

Posted in فكر حر | Leave a comment

رسالة مشتركة يبعثها سكان ليبرتي الى الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي والمفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة

رسالة مشتركة يبعثها سكان ليبرتي الى الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي والمفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة
المناشدة الى فتح تحقيق مستقل من قبل الأمم المتحدة واطلاق سراح الرهائن السبعة وتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الأمن في ليبرتي

بعد الهجوم الصاروخي الرابع على ليبرتي يوم الخميس، 26ديسمبر/كانون الأول ، كتب جميع سكان ليبرتي في رسالة مشتركة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي والمفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة بأنّ هذا الهجوم حدث مباشرة بعد زيارة نوري المالكي إلى إيران ولغرض كسب دعم من النظام الإيراني لولايته الثالثة كرئيس للوزراء.
وأثناء هذا الهجوم الإجرامي اضافة الى اطلاق ثمانية صواريخ بعيار 280 ملم تم اطلاق 60 صاروخا من عيار 107 ملم على ليبرتي. وفي المجموع تم معاينة 38 نقطة اصابة للصواريخ وتم تسجيلها من قبل مسؤولي الأمم المتّحدة كانت ثلاثة منها لصواريخ بعيار 280 ملم حيث قوتها التدميرية أقوى من صاروخ 107 ملم بحدود 20 ضعفا.
وفي رسالتهم أكد السكان: «ان هذا الهجوم الذي خلف ثلاثة قتلى و71 جريحا وفي منطقة خاضعة الى حد كبير للسيطرة العسكرية والأمنية للحكومة العراقية مستحيل تنفيذه بدون التنسيق مع أعلى مستويات حكومية». وأضافوا «الهجوم المذكور أعلاه يحدث في وقت لم يجري فيه بعد تحقيق مستقل حول مذبحة 1 سبتمبر/أيلول حيث أعدم 52 شخصا وهم مكبلي الأيدي في أشرف وأن الحكومة العراقية تواصل الرفض لإطلاق سراح السكّان السبعة الذين اختطفوا من مخيم أشرف وأخذوا كرهائن».
وجاء في رسالة سكان ليبرتي: «مع الأسف ان الأمم المتّحدة ورغم جميع الأدلة والوثائق لم تحمل الحكومة العراقية اصلا مسؤولية المذابح المتكرّرة في مخيمي أشرف وليبرتي في السنوات الماضية، لاسيما وبغض الطرف عن دور الحكومة العراقية في مجزرة الأول من ايلول/سبتمبر 2013 في أشرف، فان هذه الحكومة ترى نفسها مطلقة الأيدي لمواصلة جرائمها ضد السكان».
وفي رسالتهم، طالب السكان الأمم المتّحدة والولايات المتّحدة:
«أولا: أن يتم تنظيم ترتيبات لفتح تحقيق مستقل من قبل الأمم المتّحدة حول مذبحة الأول من سبتمبر/أيلول في أشرف والهجوم الصاروخي على ليبرتي في 26 ديسمبر/كانون الأول.
ثانيا: أن يتم مطالبة الحكومة العراقية بالحاح لإطلاق سراح الرهائن الـ7 المخطوفين من أشرف كما هو منشور من قبل مقرّري الأمم المتّحدة.
ثالثا: تكليف الحكومة العراقية بعدم منع توفير المستلزمات الأمنية الضرورية في ليبرتي».
وشدّد السكّان على أن بعض هذه المستلزمات هي: «اعادة 17,500 كتلة كونكريتية ونقل الملاجئ الخرسانية الكافية الى المخيم ونقل الخوذ والسترات الواقية وأجهزة ومعدات طبية من أشرف إلى ليبرتي و السماح بالبناء في ليبرتي بهدف تشييد بنايات تكون حصينة على الأقل مقابل الشظايا خصوصا للسكّان المرضى وبناء وتركيب سقوف ثانونية للكرفانات في ليبرتي بالتجهيزات التي نشتريها على نفقاتنا الخاصة وتوسيع مساحة المخيم بهدف تقليل نسبة الكثافة السكانية وتقليل نسبة الخطورة. ولو كانت هذه الحدود الدنيا قد تم تأمينها بعد أول هجوم صاروخي في شباط/فبراير 2013 حيث طرحناها مئات المرات مع المسؤولين الأمريكيين والأمم المتحدة والحكومة العراقية لكانت الخسائر البشرية في ليبرتي أقل مما هو عليه الآن».

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
31 ديسمبر/كانون الأول 2013

Posted in فكر حر | Leave a comment

بينج بونج

لعبة كرة الطاولة وصول مستر أوى روحانى للسلطة و بجبة ليبرالية انفتاحية على العالم هى سياسة متفق عليها بين الولايات المتحدة و ايران لإخراج ايران عن عزلتها و تسيدها شرق الوطن العربى و اخضاع دول الخليج العربى و العراق و سوريا و لبنان و بعدها الأردن و تأمين أمن الحبوبة الأمريكية اسرائيل. فرنسوا يلتقى مع الروحانى فى نيويورك, أوباما يعلن بأنه توجد اتصالات مع الإرادة الإيرانية (ليش هى متى انقطعت؟ لا تنسوا “ايران جيت” الحرب العراقية و الإيرانية)

أرآب أيدل مثل الزوج المخدوع تستهلون (يقولون شنو القصة؟) و السؤال هل سوف يتبادل أوباما مع روحانى القبلات فى نيويورك أم فقط فى أماكن غير مكشوفة, فالبوس سياسة الأخوة .. إخوة الحرم الواحد.

إذن لماذا يوجد اساطيل فى الخليج العربى و حشود و عقود التسلح التى وقعت؟ لماذا؟

إنها سورية .. ابتعاد شبح الحرب العالمية و التماس الدولى, إنها المعركة على سورية التى ابتدأت منذ وصول الفرنسيين فى القرون الماضية.

السؤال المطروح اليوم: الكيماوى المستخدم هو نفس الكيماوى اللذى استخدمته ايران فى حرب حلبجه حسب التقارير الأمريكية؟! إذن النظام و ايران و الولايات المتحدة تم كل شيء بمعرفتهم اليوم الكيماوى تم تفسيره, هو حل المشكله السورية العويصة بواسطة ايران يرفع الحصار التدريجى و إعادتها للحرم الواحد و النتائج تكون:

v اخراس دول السوبر ماركت التى تقع على الضفة الشرقية من الوطن العربى.

v ضمان السيطرة على العراق و سوريا و لبنان و الله ساتر من بعد ذلك.

v ضمن تدفق النفط من غير عدادات.

v تدفع اثمان السلاح اللذى لا يستخدم قطعياً.

v تلميع صورة ايران و بقاء النظام المحتل للوطن السليب الأحوازى.

v السيطرة على افغانستان من خلال بقاء النظام و ابقاء البعبع الفارسى.

v تسيد حزب الله الساحة العربية

v تحقيق حلم القرن الأمريكى و لكن هنالك فقرة فى الحلم الأمريكى؛ هل سوف تضمن أمن إسرائيل؟ أو ستكون هى ضمن القرن الأمريكى؟

إذا كان كذلك صدقونى سوف يتحرك القرن الأمريكى و يدخل فى أمريكا و تكون بريطانيا الرابح الكبير و بعدها نفهم لعبة الربيع العربى و سقوط الأنظمة العربية …

نحن مع مشهد اكتمال المسرحية و بعدها يسدل الستار على الفصل الأخير.

و فى الفترة اللاحقة سوف يفتح الستار و يتغير الممثلين و الوجوه و المخرج و كاتب النص و الكومبارس.

فى قواعد لعبة الشطرنج يربح المحظوظ و يخسر الذكى لأن الأذكياء هم كبار ألأغبياء عندما يخطئون و يعتقدون بأنهم أصبحوا آلهة …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

دراسة: كيف غيرت ‘داعش’ مسار الحرب السورية وحولتها لقضية ‘أمنية’

إبراهيم درويش

كيف غيرت القاعدة ‘معالم الحرب في سورية’ مقال كتبته سارة بيرك، المراسلة الصحافية لمجلة الإيكونوميست والعاملة في مشروع الشرق الأوسط للبحث والمعلومات قالت فيه ‘تحدث إلى أي سوري على الحدود السورية- التركية هذه الأيام وفي أقل من دقائق يتحول الحديث إلى ‘داعش’ وهو الإسم المختصر بالعربية للمنظمة المعروفة باسم ‘الدولة الإسلامية فيالعراق والشام’، والمرتبطة بالقاعدة، والجماعة المثيرة للخوف التي اجتاحت شمال سوريا – وقامت بفرض قوانين الشريعة، واعتقلت بل وقطعت رؤوس سوريين رفضوا تطبيق نسختها الطهرانية عن الإسلام، وقامت بشن حرب على منافسيها في الفصائل الأخرى. وفي بداية كانون الأول / ديسمبر قامت الجماعة بقتل صحافي أجنبي، ومصور عراقي هو فيصل الجبوري الذي كان يعمل من شمال سوريا. ويعتبر أفراد التنظيم استخدام كلمة ‘داعش’ إهانة لهم ويعاقب من يتفوه بها بثماني جلدات كما قال لي أحد المقاتلين الجرحى وعمره 23 عاما من جماعة منافسة والذي تحدث إلي من سريره في مستشفى ميداني سوري فيتركيا’.

إعادة التفكير

وتضيف الكاتبة في مقالها الذي نشره موقع ‘نيويورك ريفيو أوف بوكس′ ‘غيرت داعش منذ ظهورها في نيسان / أبريل الماضي مسار الحرب في سوريا، وأجبرت الفصائل السورية الرئيسية المقاتلة للقتال على جبهتين، وقامت بتعويق المساعدات الإغاثية ومنعت دخولها إلى سوريا، ومنعت نقل الأخبار للخارج. وبصعودها للسلطة فقد أجبرت الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين على إعادة التفكير باستراتيجية الدعم المتقطع التي تقدمه للمقاتلين المعتدلين في سوريا، وكذا إعادة التفكير في خطابها الداعي للإطاحة بالرئيس الأسد. وبعد أشهر من تجنب الجماعات الإسلامية في سوريا، تقول الإدارة الآن إنها تريد التحدث مع الجبهة الإسلامية، التحالف الجديد من جماعات المقاتلين المتشددين، لأن الجبهة قد تثبت قدرة على العمل كحاجز ضد داعش’. وأشارت الكاتبة إلى تصريحات رايان كروكر التي نقلتها عنه صحيفة ‘نيويورك تايمز′ والتي دعا فيها لإعادة النظر في الموقف من النظام السوري لبشار الأسد. وأدى صعود داعش بالحكومة الأمريكية والبريطانية لتعليق المساعدات ‘غير الفتاكة’ للجيش الحر في شمال سوريا. ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله ‘ ينظر لسوريا الآن باعتبارها مشكلة أمنية، وليست حول التخلص من الأسد ومساعدة السوريين على تحقيق ما يريدون تحقيقه’.

الرقة

وتقول الكاتبة إن تأثير الدولة الإسلامية في العراق والشام مثير للدهشة، إذا أخذنا بعين الإعتبار وصولها المتأخر ومشاركتها في الصراع، ‘خذ مثلا المدينة الواقعة في شرق سوريا، والتي سيطر عليها في البداية مقاتلون ينتمون إلى جماعات مختلفة في بداية آذار / مارس 2013. وعندما زرتها في ذلك الشهر كان يحكم المدينة تحالف من الفصائل وكان من السهل التحرك حيث التقيت امرأة علوية بدون حجاب على رأسها، والتقيت ممرضة علوية تعمل مع زميلات سنيات لها، وتحدثت إلى عبدالله الخليل، وهو محام كان معروفا في المدينة قبل الحرب، واستمر كرئيس للمجلس المحلي بدفع رواتب عمال النظافة، وكان يحاول تأمين تمويل لاستمرار عملهم’.

كل هذا تغير في غضون شهرين ‘فقد أصبحت داعش تحكم بشكل مطلق، وقامت الجماعة بإعدام ثلاثة من العلويين في الساحة العامة للمدينة، وأعلنت عن إنشاء محاكم للشريعة وقوات شرطة، وتم اختطاف عبدالله الخليل، رئيس المجلس المحلي من داعش أو من بعض حلفائها. وأمرت النساء بتغطية الرأس، وحظرت التدخين، وأعلنت عن الفصل بين الطلاب والطالبات في المدارس، وتمت ملاحقة أبناء الأقليات وإجبارهم على الخروج من المدينة، ولم يعد الصحافيون وعمال الإغاثة مرحبا بهم، وهناك عشرات منهم في قبضة داعش’.

أكبر القوى المقاتلة

وترى الكاتبة أن الشهور التي تبعت سيطرة داعش على مدينة الرقة، أصبحت فيها ‘الدولة’ من أقوى الجماعات العاملة على الأرض في سوريا على الرغم من عدد مقاتليها المتواضع والذي لا يزيد عن 7 آلاف مقاتل. وبدأ التنظيم يتوسع شمالا على طول الحدود التركية، وفي آب / أغسطس قاد مقاتلو التنظيم الفصائل الأخرى وداهمو قاعدة منغ القريبة من مدينة حلب. وبعد ذلك هاجمت الدولة فصائل أخرى وسيطرت على بلدات استراتيجية في الباب، أعزاز وجرابلس وأطمة وهي مدن حدودية تعتبر معبرا للخروج إلى تركيا والتي ‘أصبحت إمارات صغيرة’.

وتقول الكاتبة ‘بحسب المقاتلين السوريين وعمال الإغاثة والمدنيين الذين تحدثت إليهم، فهم (داعش) يستخدمون هذه المدن الإستراتيجية للسيطرة على من يخرج أو يتحرك لخارج سوريا. وعندما زرت الجانب التركي من الحدود كانت الشاحنات مصطفة في طوابير تمتد لأميال، وكان السائقون ينتظرون نقل المواد للسيارات السورية على الجانب الآخر، فلم يكن السائقون راغبين بدخول البلد. ومن جانبهم، تحدث المدنيون السوريون والمقاتلون الذين عبروا الحدود من سوريا لتركيا برعب عن نقاط التفتيش التي أقامتها داعش ‘لا أحد يستطيع منا الذهاب لأي مكان’ قال عامل إغاثة لقيته في أنطاكية’.

نذير شؤم

وتقول الكاتبة إن توسع سيطرة الدولة الإسلامية كان نذير شؤم للجيش السوري الحر ‘الذي اعتمد منذ فترة على المعابر من تركيا لشمال سوريا، فقبل عام كانت الجماعات المقاتلة التي تقاتل تحت لوائه غير منظمة وتتصرف بطريقة سيئة، لكن معظمهم كانوا معروفين، على الأقل في هدفهم الرئيسي وهو الإطاحة بالرئيس الأسد وبناء دولة وطنية لكل السوريين مع حركة التظاهرات التي بدأت عام 2011. وفي الوقت الذي كانت فيه الجماعات السلفية تلعب دورا مهما في النزاع عام 2012 كان معظم مقاتليها من السوريين ويعتبرون جزءا من المجتمعات التي ظهرت فيها فصائلهم’

بالمقارنة ‘فداعش جماعة ذات بعد دولي وموقف متشدد حول الحكم الإسلامي وأظهرت استعدادا لمواجهة السوريين الذين لم تعجب بهم، سواء كانوا من مؤيدي المعارضة أم النظام، ففي أيلول / سبتمبر قامت داعش بالإطاحة بالجماعة المعتدلة، أحفاد الرسول في الرقة، واعتمدت في هذا على التفجيرات الإنتحارية. وقامت بإخراج مقاتلي ‘عاصفة الشمال’ من بلدة أعزاز الحدودية، وخاضت معارك مع الجناح العسكري في حزب الإتحاد الكردستاني في شمال شرق البلاد، مما لم يعط أي مجال للشك حول قوتها والضرر الذي تركته على حركة التمرد’.

وتشير الكاتبة إلى الوضع الصعب الذي وجدت الفصائل المعتدلة نفسها فيه واضطرت في 19 كانون الأول / ديسمبر إلى اصدار بيان اتهمت فيه داعش ‘باختطاف الناس بسبب عدم انصياعهم لأوامرها’ وأشار البيان إلى ان التحالف لا يعتبر داعش جزءا من المعارضة لان ما تقوم به من أفعال لا يخدم إلا مصالح النظام.

ولاحظت الكاتبة أن ‘تبرؤ’ التحالف من داعش يتناقض مع ترددها مع جماعات أخرى تحمل مواقف متشددة مما يظلل الطبيعة القائمة في العلاقات والتحالفات على الأرض، فالتحالف تنصل من جبهة النصرة التي اعتبرتها الإدارة الأمريكية جماعة إرهابية واليوم يقيم التحالف علاقة غير واضحة.

الجذور العراقية

وتتحدث الكاتبة أيضا عن جذور داعش العراقية، حيث تعتبر امتدادا للدولة الإسلامية في العراق والتي يتزعمها أبو بكر البغدادي، ‘المتشدد العراقي الطامح والذي أشرف على سلسلة من الهجمات في العراق والتي أدت لمقتل الكثير من المدنيين، واسمه على قائمة الإرهاب الدولي الصادرة عن الخارجية الأمريكية عام 2011 بجائزة على رأسه قيمتها 10 ملايين دولار، ومع تقدم الحرب في سوريا وجد البغدادي فرصة للقاعدة فيها، وفي كانون الثاني / يناير 2012 أرسل بعضا من جنود المشاة لإنشاء جبهة النصرة وبهدف إنشاء دولة عابرة للقوميات تتحقق عبر العنف وتحكم بالشريعة’.

ومع تقدم جبهة النصرة وبناء قواعد لها في سوريا قرر البغدادي في نيسان (أبريل) أن الوقت قد حان لدمج التنظيم السوري بالقاعدة في العراق، وتوسيع المجال الجغرافي للتنظيم الذي لا يعترف بالحدود وهدفه توحيد الأمة. وفي إعلان الدمج ‘قرر ضم الفرعين تحت اسم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام، أي سوريا الكبرى، وتحظى الشام في فكر الجهاديين بموقع خاص لأنها قلب المنطقة وقريبة من القدس، لكن قائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، نفسه سوري، ورفض الدمج، ربما لأنه لم يتم بموافقة من زعيم القاعدة أيمن الظواهري والذي أكد على بقاء التنظيمين منفصلين مما قاد البعض لاعتبار داعش جماعة خارج القاعدة’.

خلاف في الرؤية

وفي الوقت الذي يشترك فيه الفصيلان بالكثير من الملامح من ناحية التمويل والتدريب إلا أن هناك خلافا جوهريا بينهما، من ناحية تأكيد النصرة على العدو وهو الأسد، فيما تقوم داعش بإنشاء إدارات وحكم في المناطق التي تم غزوها وتحريرها. وفي الوقت الذي تعتمد النصرة على مدخل تدريجي لتحشيد الدعم لدولتها الإسلامية كانت داعش شرسة في هذا، واستخدمت القتل الطائفي وفرض الشريعة. وفي النهاية تظل النصرة تنظيما سوريا مقارنة مع داعش التي تقاتل فيها كتيبة قوية من الأجانب.

ومع ذلك ترى داعش لنفسها، وعبر إعلام التواصل الإجتماعي لنفسها كحركة إجتماعية ‘فهم هناك لتحقيق أهداف سياسية، لوضع أسس الخلافة’ كما يقول تشارلس ليستر الذي يتابع تطورات الفصائل السورية. وتقول بيرك ‘زادت في الأسابيع القليلة الماضية هجمات داعش في العراق مما يجعل هذا العام الأكثر دموية منذ عام 2008، وقد ركزت معظم هجماتها على المحافظات الغربية القريبة من سورية، حيث تتمتع الجماعة بقوة فيها’.

شعبية

وتقول الكاتبة إن رؤية داعش تحظى بشعبية تدعو للدهشة بين الجهاديين المتشددين أكثر من رؤية جبهة النصرة، وهذا يفسر تدفق المقاتلين الأجانب لصفوفها، وحملات جمع التبرعات لها عبر التويتر، مشيرة إلى أن بعض المتبرعين الكويتيين ألمحوا لوصول بعض أموال التبرعات إلى داعش. و ‘في كل رحلة قمت بها للبلدات التركية القريبة من الحدود السورية في العامين الماضيين صادفت العديد من المقاتلين الذين كانوا في طريقهم للقتال، والكثير منهم جاؤوا في الأشهر الأخيرة كي ينضموا لداعش’.

وتقول إن ‘بعض المحللين ناقشوا تعلم داعش دروسا من العراق، حيث قامت القبائل السنية والمقاتلون بتشكيل جماعات الصحوة لمواجهة القاعدة …. وفي المناطق السورية حيث حققت داعش سيطرة بدأت بمحاولات للوصول للسكان المحليين، وأعلنت عن إنشاء صحيفة قبل فترة، وتظهر أشرطة الفيديو التي وضعتها الجماعة على الإنترنت احتفالات في ساحات القرى وبعد صلاة الجمعة حيث يحتشد فيها الشباب. وفي مدينة الرقة سلم المقاتلون سائقي الحافلات ملصقات تعلم النساء ما هو اللباس المحتشم. وهناك اهتمام خاص بالأطفال الذي يوزع على البنات حقائب زهرية، ولوحظ هذا في مناطق حول دمشق حيث بدأت الجماعة تبني تأثيرا لها بشكل تدريجي، وتأكدت من وصول المواد الغذائية للمدن الواقعة تحت سيطرتها وعادة ما تمنع أي جهة أخرى حتى يظل السكان معتمدين عليها’.

الخوف

لكن سلطة داعش لا تكمن في الهدايا والدعم الإنساني والتواصل مع السكان بل من الخوف الذي تزرعه في قلوب الناس. فلم تتسامح الدولة مع أي معارضة سياسية لها ‘فالكثير من السوريين الذين قابلتهم عل الحدود ذكروا برعب إعدامات داعش لصبيين في حلب بسبب ما أسمته اتهامهما بالتجديف او الهرطقة، كما منعت الإختطافات للناشطين المحليين والصحافيين التعبير عن أي معارضة سياسية.. كما قامت الجماعة بتفجير مزارات شيعية، ولم يظهروا أي تأنيب للضمير لقتل سنيين أٌثناء هذه التفجيرات. ويعتبر قطع الرؤوس أمرا عاديا. فلا يزال الأب باولو دالوجيو، الإيطالي من طائفة الجزويت والذي عاش في سوريا لثلاثين عاما، ومن قاد حملات للتفاهم الديني مختف منذ اختطفه مقاتلون من داعش عندما زار الرقة في تموز / يوليو الماضي، وهناك العشرات لا يزالون معتقلين، ولم تطلب داعش أي فدية ولم تقم بتنفيذ إعدامات، ويبدو أنها تحتفظ بهم كحماية لها من الهجمات’.

الكراهية

وقد أدى هذا الوضع بالسوريين لكراهية داعش فقد شهدت الرقة سلسلة من التظاهرات المعادية لداعش، ‘وهي تظاهرات تحتاج لشجاعة إن أخذنا بعين الإعتبار شراسة داعش. وفي الفترة الأخيرة انتقدها الناشط الإسلامي السوري هادي عبدالله، من حمص والذي وصف داعش بـ ‘دولة البغدادي’ في مقاربة مع ‘سورية الأسد’. وعلى الرغم من كل هذا لا تزال داعش تجند مقاتلين سوريين. والبعض يقول إن التجنيد مرتبط بالمال الذي تدفعه والتدريب المتوفر لديها’.

واشارت إلى الكاتبة مع صدام الجمال، وهو قيادي سابق في أحفاد الرسول حيث تحدث عن سبب انضمامه لداعش ‘لأن المقاتلين المعتدلين يتعرضون للتدخلات الخارجية ويضغط عليهم لقتال النظام والإسلاميين’.

وتبرز تعليقاته ‘الموقف العدائي لدى الكثير من السوريين للتدخلات الخارجية، والتي حسب عدد من داعمي المعارضة سببت ضررا أكثر من كونها دعما للمعارضة كي تواصل القتال بدون أن تتمكن من تحقيق النصر’.

وتقول ‘عندما نناقش داعش مع السوريين على الحدود، عادة ما ينقسم النقاش بين من يراها أحسن من الجماعات الأقل تدينا لأنها أقل فسادا (على الرغم من وجود أدلة عن هذا) في الوقت الذي يقوم فيه المجرمون المحليون بسرقة الأسلحة والسيارات ويحتلون البيوت، ولكنني لم أجد أي شخص يدعم رؤية داعش المتطرفة’.

وهذا يعني أن الكثير من المقاتلين السوريين يحضرون ‘لحرب ثانية ضد داعش، مع أنهم يختلفون إن كان عليها الأن، مع افتراض أنها ستحدث ‘عندما يرحل الأسد’.

ويرى الكثير من السوريين في صعود داعش مدعاة للشك ‘والرأي العام الشائع الذي سمعته هو أن داعش صناعة النظام في دمشق أو حليف لإيران تهدف لتمزيق المعارضة وتدمير الثورة. وكما يقول كمال الشيخ من اللاذقية والمقيم في انطاكية ‘ببساطة، نتعامل معها كامتداد للنظام’.

صحوات سورية

وفي الوقت الذي لا يوجد ما يدعم هذه الرؤية لكن الأسد عمل كل ما بوسعه لتصوير المعارضة على أنها جماعات ‘إرهابية’ مدعومة من الخارج. وأسهم في نشر هذه الرؤية حيث يقول محامون سوريون يوثقون للثورة إن النظام أطلق سراح مئات المعتقلين الإسلاميين من سجن صيديانا من أجل تعزيز الراديكالية الإسلامية. ومع أن داعش تخوض معارك مع النظام في دير الزور وحلب والقلمون لكن هزيمة النظام تظل ثانوية لهدف إقامة الدولة الإسلامية.

وفي نهاية مقالها تشير لتركيا العدو اللدود للنظام في سوريا والتي فتحت حدودها للمقاتلين الأجانب، وفي المدن الحدودية خاصة إلى مناطق لاستقبال المقاتلين، ويعتبر فندق أليس في نفس المدينة مكانا يلتقي فيه الجهاديون. وفي بعض الأحيان شارك المقاتلون الأجانب بحراسة معبر باب الهوى الحدودي ‘وفي زياراتي الأخيرة لاحظت عددا قليلا من الشرطة التركية، وعلى بعد خمسة دقائق من بلدة كلس كانت كافية للتعرف على المقاتلين الأجانب الذين كانوا يلوحون للسيارات قرب الحدود مع سورية’، مع أن تركيا أعلنت الشهر الماضي عن ترحيلها 1100 مقاتل أجنبي.

وتختم الكاتبة مقالها فيما يتعلق بداعش بالحديث عن التحول المهم في أحاديث المسؤولين الغربيين عن الوضع السوري. مشيرة إلى قرار إدارة أوباما وقف العمل العسكري ضد سوريا بعد فشل البيت الأبيض بالحصول على موافقة الكونغرس، والتصريحات الأخيرة للتحادث مع الجبهة الإسلامية. وفي الوقت نفسه تقول الكاتبة إن المؤسسات الأمنية بمن فيها الألمانية فتحت صلاتها مع الحكومة السورية ‘وهناك إمكانية لتخيل عمليات أخرى لإعادة تأهيل نظام الأسد مع استمرار تهديد القاعدة. واقترح بعض المحللين على الغرب تبني سياسة صحوات سنية في سوريا مثل ما حدث في العراق، مع أنه لا توجد إشارة لحدوث هذا حتى الآن’.

وما لا جدال فيه هو ‘ان التمرد الجهادي- السلفي وبروز واحدة من فروع القاعدة المثيرة للرعب داخله، أدت لتغيير طبيعة الحرب في سوريا وبشكل أساسي. وفي صراع يسقط فيه كل شهر حوالي 6 ألاف شخص، وأجبر ثلث السكان على ترك بيوتهم، فقد تغلبت الحاجيات الأمنية البسيطة على طموحات وآمال حركة سلمية كانت تحاول مواجهة النظام’.

القدس العربي 29/12/2013

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

رجلان يتحكمان في مصير تركيا.. فلمن الغلبة؟

المعركة المتوقعة بين الاثنين منذ زمن وقعت، وقد يكون الخاسر فيها رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء التركي. أما الآخر، فتح الله غولن، فإنه يعرف مدى شعبيته بين الأتراك في داخل تركيا وخارجها، ويعرف أيضا أنه هو من أوصل إردوغان إلى الحكم.

في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بدأ غولن حركته بنشر مدارس «بيوت النور»، وحسب من عرفه عن كثب، وهم كثر، فإنه عمل مع وكالة الاستخبارات الأميركية الـ«سي آي إيه» التي كانت تحاول التسبب في مشكلات للسوفيات حيث يوجد مسلمون، ونسقت الوكالة مع غولن لنشر مدارسه «بيوت النور» في جمهورية القرم حيث التتار لزعزعة سيطرة السوفيات عليهم، ولم يتردد الطرفان في استعمال العنف.

من ناحيتها، سمحت الاستخبارات التركية بتوسع نشاط غولن إنما تدريجيا، وذلك لمساعدة الأميركيين، فهي كانت ضد أسلمة الدولة، وعندما انهار الاتحاد السوفياتي أبلغت الاستخبارات التركية الجانب الأميركي أن دور غولن انتهى، فإما أن يجري أخذه إلى الولايات المتحدة، أو تحيله تركيا إلى المحاكمة للتخلص منه بتهمة محاولة قلب نظام الحكم وهذه عقوبتها الإعدام.

وهكذا نقله الأميركيون سرا إلى ولاية بنسلفانيا، ووفروا له مقرا منه طور «إمبراطوريته»، والأثرياء من أتباعه دعموه بالمال الوفير فأصبح القوة الإسلامية الحقيقية في تركيا.

يظن بعض متابعي نشاط غولن أنه اعتمد في حركته الأسلوب الذي تعتمده منظمة يهودية دينية تدعى «خاباد» ترى أنه حيث يوجد يهودي في العالم يجب أن تكون هي هناك، وبالتالي حيث يوجد تركي في العالم (10 ملايين في أوروبا وحدها) فهناك مدرسة أو نشاط لغولن.. هو الأكثر شعبية في تركيا وبين الأتراك في الخارج.

يخبرني صحافي غربي أنه دُعي عام 1993 للمشاركة في ندوة عقدتها صحيفة «حرييت» حول الإرهاب.. لدى وصوله إلى أنقرة أعطي شريطا ليستمع إليه، كانت خطبة لغولن يقول فيها: «إن إعادة ولادة الإسلام في تركيا ستكون دموية، إنما هذا جيد».. اعتمد الفكرة موضوعا لنقاشه، ولم يكن يعرف أن غولن من «المحرمات». بعد ذلك جاء من يقول له إن جماعة غولن ثائرة، وقد تهاجم الندوة، وما كان من الشرطة إلا أن أخذته إلى المطار ليغادر في اليوم نفسه.

وكان أحد الكتّاب الأتراك ألّف كتابا عن مجموعة غولن، فجاءت الشرطة واعتقلته، وهو في الطريق صرخ محذرا: «إن الاقتراب من غولن كالاقتراب من النار». لكن يبقى في حالة وصول إردوغان إلى السلطة أن غولن كان القوة الحقيقية وراء وصوله.

قبل أن يختاره غولن لم تكن هناك من إنجازات تذكر لإردوغان سوى أنه كان رئيس بلدية إسطنبول، وما لا يعرفه كثيرون أن إردوغان عندما كان رئيسا لحركة الثقافة والشباب في «حزب الرفاه» بزعامة نجم الدين أربكان، كتب مسرحية أخرجها ومثل فيها وكان اسمها «ماسكونيا» وهو اختصار لـ(الماسونية والشيوعية واليهود): «ثلاثية الشيطان».وعندما أراد خوض الانتخابات، ولم تكن له بعد أي قوة أو نفوذ، سافر إلى واشنطن، وأراد، بناء على نصيحة، لقاء الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الأب، فرتب له أحدهم لقاء مع ريتشارد بيرل (أمير الظلام)، فسأله هذا: «من تريد أن تلتقي في واشنطن؟» فرد إردوغان: «مجلس العلاقات الأميركية – الإسلامية (يديره الإخوان المسلمون حتى اليوم)» وطلب من بيرل أن يساعده للقاء الرئيس بوش.

يروي بيرل أنه نصح إردوغان بتجنب لقاء أعضاء ذلك المجلس «فهذا خيار خاطئ». في اليوم التالي علم بيرل أن إردوغان عمل بنصيحته، وألغى اللقاء، عندها علق بيرل: «هذا يعني أنه يمكن العمل والتعاطي مع هذا الشخص.. إنه يتعلم وبسرعة قواعد اللعبة وسوف نحصل معه على نتائج»، ونصح بأن يستقبله الرئيس بوش، وكان هذا في حد ذاته إنجازا كبيرا.

من مقره في بنسلفانيا، أنشأ غولن صحيفة «زمان» التركية، ونشر مدارس الدعم المدرسي الخاصة، وعندما وصل إردوغان إلى السلطة شعر غولن بأن الوقت حان ليعود إلى تركيا، لكن إردوغان لم ولا يريده في تركيا.

لكن غولن اختار طريقا آخر لتجميل صورته في العالم، فأقدم اللورد نظير أحمد على دعوته إلى مجلس اللوردات في لندن، ودعته جامعة اسبوزيتو في إيطاليا لمؤتمر حوله وأطلقت عليه لقب الـ«مربي». ومع هذا ظل إردوغان يرفض عودته إلى تركيا.

نشر غولن قوته داخل مؤسسات الدولة، وبالذات الشرطة، ثم قرر التحرك علنا ضد إردوغان، وعندما وقعت حادثة سفينة «مرمرة» انتقده فيها علنيا، وقرر أن يظهر أنه أكثر اعتدالا من إردوغان.

الغريب أن غولن ظل في أميركا لأكثر من 10 سنوات من دون تأشيرة أو إقامة. ربما كان يرغب في العودة إلى تركيا حتى دون موافقة إردوغان لكنه لم يكن يملك أوراقا ثبوتية، والأميركيون لم يعطوه ما يحتاجه، لأنهم كانوا أصبحوا مع إردوغان، وفي نظرهم؛ تقاعد غولن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ولم يعودوا في حاجة إليه. نفد صبره، فرفع دعوى في فيلادلفيا ضد الحكومة الأميركية مطالبا بتصحيح وضعه، والحصول على أوراقه الثبوتية.

المتقاعدون في جهاز الـ«سي آي إيه» شهدوا لمصلحته، أما رجال الوكالة الممارسون ولأنهم الحكومة، فقد وقفوا ضده. وفي النهاية كسب القضية؛ إذ بعد مكوثه في أميركا لسنوات طويلة وتحت الحماية لم يستطيعوا أن يقولوا له: لا أوراق ثبوتية لك، أو يطردوه. حصل على ما يحتاجه، ولكن ظل إردوغان على عناده ورفضه. وعندما يردد الأخير «أياد غربية» فإنه يقصد غولن، خصوصا أن الرئيس باراك أوباما يعده (إردوغان) صديقه الوحيد.

قبل أن يحاول إردوغان إغلاق المدارس التي تدر الأموال الوفيرة على غولن، تسربت وثائق لإحدى الصحف تحكي عن محاولات مجلس الأمن القومي التركي عام 2004، وبموافقة إردوغان، لتصفية كل المؤسسات التابعة لغولن. الصحيفة هذه هي نفسها التي نشرت ما سمي لاحقا بالمحاولات الانقلابية التي قيل إن القادة العسكريين الكبار فكروا فيها.. خطة إبعاد العسكر عن الحكم طبخها إردوغان وغولن معا، لكن تسرب الوثائق أخيرا ومحاولة إغلاق المدارس يقف وراءها إردوغان فاشتعلت الحرب بين الاثنين.

قصص الفساد صحيحة.. غولن كان يعرف عنها، إنما ينتظر أن يساوم إردوغان عليها.. من جهته، كان إردوغان يعرف أيضا بتورط بعض وزرائه ورجال حزبه «العدالة والتنمية» في الفساد والصفقات وغسل الأموال، لكنه وصل إلى درجة من الغرور، بأن الرياح تعصف في الخارج، ولا يمكن أن تشلّع ما بناه. رد فعله عندما انكشفت بهذه الطريقة الصارخة كان بطرد 500 من رجال الشرطة، معلنا أن تركيا في حالة حرب، وأنها الحرب الثانية للاستقلال.

يبدو أن غولن مستمر في حملته، ومجرد أن تردد الصحف التركية أن غولن على اتصال بالأحزاب العلمانية المعارضة، فهذا يعني أنه يريد الإطاحة وبسرعة بإردوغان.

يعتقد إردوغان، المقاتل، أنه بنى الاقتصاد التركي، وهو عندما وصل إلى السلطة فعل ما اقترحه قبل سنوات عديدة جون ماينارد كينز.. طبع الأموال. هذا ساعده في بناء ما سماه بعض رجال الاقتصاد: «النمر الأناضولي». كل المشاريع كانت أموالا سياسية نمت في ظلها عدة شركات اقتصادية.. حصل على الأموال الإضافية من دول الخليج ومن الدول الأوروبية، لكن الوقت سيصل عندما ستضطر هذه الشركات إلى أن تعيد هذه الأموال إلى الخزينة، لكنها غير قادرة فقد توسعت كثيرا، وتحتاج الأموال لفترة أطول. كان كثيرون يعرفون أن تركيا على وشك الانهيار اقتصاديا.. الآن قد يحدث هذا، لكن كما يقول البعض فإن غولن أذكى من أن يُتهم بأنه المسبب الرئيسي للانهيار.. يريد أن يضع المسؤولية كلها على إردوغان، خصوصا أن الضرر وقع.

يستبعد بعض المحللين فوز إردوغان في الانتخابات المقبلة.. هناك من يرى سقوطه مدويا، وبمجرد أن يتوجه غولن إلى العلمانيين، فإن هذا يعني نهاية إردوغان. بعض الأتراك بدأ يقلق على مصير تركيا الذي يتحكم فيه حزبان إسلاميان، ويسألون: لكن، من هو خليفة غولن، وماذا سيبقى من حركته إذا ما أصابه مكروه؟

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

اسرائيل وتنبؤات الفلكيين العرب

Egyptian Astrologer Warns: In 2014, Saturn Enters Sagittarius, Making Jews Stronger

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

عن «اختبار صيدنايا» وتداعياته على الثورة وسوريا: تنظيم الإسلاميين وبروڤة أولى لصراع أهلي

فراس سعد: الجمهوريةsjnsidnaya

ببرودة أعصاب ولامبالاة غير مسبوقة في التاريخ، قامت أجهزة الأمن الأسدية ابتداء من سنة 2005 بتنفيذ برنامج تدريبي عملي لإعداد إسلاميين جهاديين كجزء من اختبار أكبر لصراع أهلي محتمل، مكان الاختبار هو معتقل صيدنايا العسكري شمال غرب دمشق.

تمّ تسليم السجن للمعتقلين الإسلاميين بالتدريج ابتداء من الاستعصاء الأول (27 آذار 2008)، ثم لاحقاً وعملياً بعد الاستعصاء الثاني (5 تموز 2008) تمت العودة إلى الفصل، لكن الإسلاميين كانوا ينتقلون من طابق إلى آخر بواسطة التسلق على الحبال داخل مجاري التهوية.

تجربة صيدنايا توفّر مادة بحثية ضخمة لعلماء الاجتماع وعلماء النفس والسلوك وللاختصاصيين في الحركات الإسلامية، كونها مختبراً حياً لأعضاء هذه الحركات ولمدنيين يجري تأهيلهم ليصبحوا جزءاً من هذه الحركات.

البرنامج قام على حشد مئات المعتقلين الإسلاميين، ومعتقلين أبرياء تمّ زجّهم في السجن بغاية أسلمتهم بعد ضغط نفسي وجسدي استمرّ سنوات.

ولم يكن معتقل صيدنايا فقط مكاناً لهذا البرنامج التدريبي، الذي ربما كان تحت إشراف يتجاوز إشراف الأمن السوري، فلقد كان أيضاً مكاناً لتنظيم الحركات الإسلامية العنيفة التي ظهرت خلال الثورة والحرب السورية الأخيرة، أهمها بقيادة زهران علوش قائد جيش الإسلام، وحسان عبود (أبو عبد الحموي) قائد حركة أحرار الشام، وأحمد عيسى الشيخ (أبو عيسى) قائد صقور الشام1، وأخطرهم نديم بالوش الذي ظهر دوره في شمال اللاذقية في خطف ضابط من الجيش الحر من تركيا وقتله، وفي قتل أبو بصير اللاذقاني، وفي موضوع اللعبة باتهام المعارضة بقصف الكيماوي (حيث حاول النظام بالتعاون مع المخابرات الروسية الترويج لمعلومات خطيرة بأن الذين استخدموا الغاز الكيماوي في الهجوم على الغوطة هم من كتيبة الريح الصرصر بقائدها نديم البالوش، ويعرض فيديوهات ملفقة على اليوتيوب محاولاً إثبات ذلك). وكان سجن صيدنايا مكاناً لاختبار صراع أهلي مصغّر يرافق ويسبق إعلان دولة إسلامية داخل السجن هي الأولى من نوعها في تاريخ سورية الحديث.

بعد مقتل وفيق الحريري في ذلك العام، 2005، كان على النظام السوري المتهم بجريمة القتل أن يقوم بعملية تلاؤم لينجو من العقاب، فأعاد إثر ذلك إعادة تموضعه تجاه قضيتين أساسيتين في المنطقة: الحرب على الإرهاب، ولبنان. قام بالانسحاب من لبنان بسرعة بعد أمر أميركي واضح وحاسم لبشار الأسد. أما بالنسبة للحرب على الإرهاب، فقد تعهّد أحد أهم ضباط الأسد للأميركان بالقبض على عناصر القاعدة السوريين وغير السوريين، العائدين إلى سورية أو الذاهبين عن طريق حدودها إلى العراق. لقد كان النظام الأسدي موفقاً في مسألتين تبدوان متناقضتين، ولكنهما في الحقيقة متكاملتان: تصنيع الإرهابيين من جهة، وملاحقتهم والقبض عليهم من جهة ثانية، وذلك بحسب المتطلبات الإقليمية والدولية ما بعد الحرب الباردة.

هكذا زجّت أجهزة الأمن بمئات الشبان والأطفال الأبرياء في الفروع الأمنية بدون اتهامات أو باتهامات سخيفة، وأوحت لهم وللمجتمع الذي ألقي فيه القبض عليهم أنهم إرهابيون وإسلاميون خطيرون. وتعطي عمليات القبض الصاخب هذه إيحاء للأميركان أن النظام الاسدي ملتزم بتعهّده بمحاربة الإرهاب. وهي إن كانت تقدّم فروض طاعتها للأميركان في عملية مكافحة الإرهاب، فقد كانت في نفس الوقت –بمعرفتهم أو بجهلهم– تقوم بتهيئة أفواج جديدة من الإرهابيين ليتم استخدامهم لاحقاً في أماكن أو أوقات يحددها النظام، وهو ما بدا مناسباً مع بداية الثورة السورية حيث تمّ إطلاق سراح ما يقرب من ألف إسلامي من صيدنايا والفروع الأمنية داخل سورية، وبعضهم لم يكمل مدة حكمه بعد.

«برنامج صيدنايا» أو «اختبار صيدنايا» إذا جاز التعبير يشمل في جزء أساسي منه اختباراً لصراع أهلي بين التنظيمات الإسلامية نفسها، صراع فكري وسياسي وعملي، وصراع مفاوضات، وكان من ضمن ذلك عملية انتخابات حقيقية وديمقراطية ربما تجري لأول مرة في تاريخ سورية الحديث خارج سلطة النظام، وكذلك صراع تفاوضي وسياسي مع النظام، أو أجهزة الأمن بالأصح (هذا ما ظهر في المفاوضات التي جرت تمهيداً للخروج من صيدنايا بين لجنة من تسعة قياديين إسلاميين وبين لجنة من النظام، دامت يومين وانتهت بإعلان الخروج من صيدنايا).

الصراع الأهلي داخل سجن صيدنايا جرى بين كل العناصر الإسلامية المتعددة الآراء والتوجهات والمسالك، ابتداءً من السلفيين بأنواعهم الثلاثة (الدعوي، الجهادي، التكفيري)، وانتهاءً بحزب التحرير الإسلامي والأكراد وقليل من بقايا الإخوان المسلمين، إضافة لاشتماله بشكل أساسي على عناصر القاعدة (حوالي 300 عنصر) وفلسطينيين إسلاميين وتنظيمات إسلامية عنفية صغيرة (جند الشام، فتح الإسلام).

في البداية استطاعت هذه المجموعات والتنظيمات التعايش بتجاور بسلام، رغم أن مختلف أنواع المقاطعة العملية والصراع الفكري قائم بينها سراً. تطور الموقف بعد الاستعصاء الثاني الشهير(5 تموز 2008) وقبيل الاستعصاء الثالث (6 كانون أول 2008) حتى ظهرت أنواع الصراع الفكري والمقاطعة العلنية وصولاً إلى التكفير والتكفير المتبادل.

الجزء الثاني من برنامج صيدنايا كان لاختبار إعلان دولة إسلامية وتأسيس حكومة إسلامية فيها ما يشبه ضباطاً مسؤولين عن الدفاع والأمن ووزارء للصحة والإعاشة والتموين، ومحكمة شرعية داخل السجن، وهو ما جرى في الاستعصاء الثالث تحت اسم «دولة صيدنايا الإسلامية» التي أعلنتها القيادات المتشددة في صيدنايا، وكانت بنظر معظم هؤلاء المنطلق لإعلان الدولة الإسلامية في سورية وبلاد الشام، كما أظهرت ذلك الشعارات التي كُتبت على جدران المعتقل الكبير، وتحول السجن إلى ما يشبه أرض معركة محفورة الخنادق، وسدّت المنافذ بأكياس الرمل خوفاً من قناصات النظام (التي قتلت في اليوم الأول من الاستعصاء الثالث 4 أو 5 معتقلين)، وكانت بعض الأجنحة قد تحولت بعد الاستعصاء الثاني إلى أمكنة للتدريب الرياضي والعسكري، وظهرت البدلات العسكرية المرقطة واللباس الإسلامي والسيوف والخناجر وجلسات العلم والدروس وحلقات ضوابط التكفير.

تنفيذ البرنامج

اتبعت أجهزة النظام إجراءً تضمن فيه تحويل مدنيين أبرياء إلى إسلاميين متشددين، وفي حالات عديدة يحملون فكراً تكفيرياً، وبالتالي يتحولون إلى إرهابيين؛ كل ذلك جرى ببطء خلال سنتين أو ثلاث سنوات، لكن بفاعلية.

بدأ البرنامج بالقبض على أطفال وشبان صغار بحجج متفاوتة في سخافتها، مثل شريط لشيخ إسلامي أو كتاب أحاديث نبوية، وهي أشياء متوفرة في كل مكان من أسواق دمشق الرئيسية، ولا سيما في شارع الحلبوني وشارع البحصة وسط العاصمة وفي معظم المكتبات في دمشق وبمعرفة النظام (سئل أحد الضباط عن السبب وقال إنها كانت فخاً للشباب). البعض من هؤلاء الشبان قبض عليه في أماكن السهر والرقص، واتهم لاحقاً بأنه سلفي أو جهادي، علماً أن معظم هذا القسم لا يصلي. أحد الشبان من هذا القسم لم يمسك القرآن يوماً، ولم يعرف القراءة، لكنه أصبح في السجن أميراً إسلامياً، (قيل إنه قتل في الاستعصاء الثالث داخل السجن). في العموم تمت تصفية بعض الأشخاص الذين استخدمهم النظام في أشياء خطيرة ومحددة، مثلما قتل شخصاً أو اثنين استُدعيا من سجن صيدنايا للقاء لجنة التحقيق الدولية بقضية اغتيال الحريري، وجرى اللقاء في أحد الفنادق في دمشق.

وضعت إدارة السجن أطفالاً من عربين وجوبر لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة مع عتاة الإسلاميين، أمثال حيدر الزمّار مساعد بن لادن في الشيشان وأبو حذيفة الأردني المحكوم بالإعدام في الأردن لأعمال إرهابية وإبراهيم الظاهر أمير الأنبار في تنظيم القاعدة في العراق وإبراهيم الشعفاطي منسق تنظيم القاعدة في العراق. وجرى خلط مدنيين مع عناصر القاعدة، القادمين من معارك في العراق للعلاج في سورية أو في استراحة بين جولتي قتال أو عائدين إلى منازلهم وذويهم، إضافة لأقلية من بقايا الإخوان المسلمين ولعدد من السلفيين الجهاديين وعناصر جند الشام وفتح الإسلام وكامل أعضاء حزب التحرير الإسلامي.

البدء في عملية التهيئة

1) تبدأ التهيئة منذ الفروع الأمنية بالضغط النفسي والجسدي، حيث يتعمّد السجّان شتم الأعراض وإهانة الكرامة وشتم الله والإسلام والرسول، إضافة للجوع والعطش والمنع من الحركة أو رفع الصوت أو تبادل الأحاديث في مجموعة لا تزيد عن اثنين، والنوم «تسييف» (أي بمحاذاة بعض بسبب ضيق المساحة عن جميع أجساد النائمين)، إضافة للإهانة بشكل مستمر وللتعذيب أثناء التحقيق، وبالطبع يمنع أي اتصال بالعالم الخارجي ويجري تصعيد الشعور الطائفي، فالسجّان يجب أن يكون علوياً أو درزياً غالباً، بحيث تدلّ عليه لهجته القروية التي يتعمّد إظهارها، كما درج بقية السجانين على تقليد هذه اللهجة (العلوية) كي يوحوا للسجناء أنهم علويون، وبالتالي يحدث التأثير المطلوب (الشعور بالتمييز والاضطهاد الطائفي).

2) يُنقل هؤلاء المعتقلون المتهمون بتهم إسلامية إلى معتقل صيدنايا، ويتم جمعهم لاحقاً مع إسلاميين عاديين أو مقاتلين قادمين من العراق، وهنا تبدأ عملية تفاعل بحيث يتم التشارك بالشعور بالظلم ويتم التوسّع وتعميق وشرح الشعور بالاضطهاد الطائفي، من «النظام العلوي» بدلالة السجّانين العلويين، ودلالة التهم الإسلامية للمعتقلين، ومن ثم تلقائياً بعد أن تسود وحدة الحال بين الجانبين يتم التزام الوافدين الجدد بالصلاة والصيام بفعل الشعور بتفوق الإسلاميين عليهم، فهم معتقلون سابقون أو مقاتلون في العراق وأفغانستان، أو تتم دعوتهم للصلاة والالتزام ببقية الشعائر الدينية من صيام الاثنين والخميس وآداب الإسلام العامة في الطعام والجلوس وسنن الصلاة وحفظ القرآن…

3) ردود الفعل عند هؤلاء المعتقلين الأبرياء تتفاوت بين ردّين أو موقفين:

الأول: الابتعاد عن الإسلاميين مع الالتزام بالصلاة الفردية دون الصلاة الجماعية، التي كانت ممنوعة في صيدنايا في زمن علي خير بك، ومع قراءة القرآن لأنه لا يوجد كتب أخرى سواه، فبعد الاستعصاء الثاني منع الإسلاميون الكتب غير الدينية عن أجنحتهم فلم تعد تجد سوى القرآن وكتب الحديث (في فترة ما قبل الاستعصاءات كان هناك كتب قليلة، منعها الإسلاميون بعد الاستعصاء الثاني، وفي الاستعصاء الثالث أحرقوا المكتبة الضخمة في السجن حيث استخدمت الكتب في عملية التدفئة والطبخ). يحافظ المعتقلون الجدد على مسافة بينهم وبين الإسلاميين طوال عام أو عامين أو أكثر، إلى أن يحين موعد الحكم حيث تزول تلك المسافة بالنسبة لمن يُتهمون ويُحكمون بتهم إسلامية، أما من يُبرّأ من هذه التهم فيبتعد أكثر عن الإسلاميين.

الثاني: ينجذب بعض المعتقلين الجدد إلى الإسلاميين، أغلب هؤلاء من الأطفال والشبان أو السذّج أو الذين لا خبرة لهم في الحياة أو بسبب عدم توقعهم لمخاطر هذا الانجذاب. فباعتقادي أن كل من ينجذب إلى الإسلاميين كان يتم اتهامه لاحقاً بتهم إسلامية، لأن المخابرات تتأكد من ميوله الإسلامية بحيث يمكن تدجينه في إحدى هذه التيارات، لقد تمّ «ضبط» العديد من هؤلاء في دروس دينية عبر تقارير «عواينية» من السجن الغاية منها مضاعفة أحكامهم أو لوضعهم أمام الأمر الواقع وتشجيعهم على هذا الطريق الذي يرغبون به سراً ولا يتجرؤون على إعلانه، فيضطر هؤلاء لإعلانه بعد أن تدري به المخابرات، ويصدر الحكم بالثمن الذي يجب أن يدفعوه مقابل خيارهم، فلا يبقى لديهم ما يخسرونه! بعض هؤلاء الأطفال الساذجين، وبعد أن تتم عملية غسل لعقولهم البسيطة من قبل أمراء أو مقاتلين في القاعدة، كانوا يرتدون أحزمة ناسفة في بعض الأجنحة الإسلامية في السجن على مرأى ومسمع الجميع، ولا سيما بعد الاستعصاء الثاني حيث كان كل شيء مباحاً وعلنياً تقريباً.

4) التهيئة في معتقل صيدنايا: استمرت هذه الأمور بالتزامن مع استمرار الضغط النفسي والمعاشي. فالطعام سيء رغم كونه أفضل منه في الفروع الأمنية، وتم منع «الندوات» وتأجيل المحاكمات وقطع الكهرباء والماء وقمع رفع الصوت والضغط عبر المخبرين ورؤساء المهاجع الذين أعلن عنهم صراحة مدير السجن علي خير بك. فقد كان الأخير، كسلفه مدير السجن السابق لؤي يوسف، يتبع سياسة الفتنة بين المعتقلين، فيصف المدنيين غير الإسلاميين بأنهم زنادقة وفاسدون، ويقول للمدنيين إن الإسلاميين سوف يقتلونكم لأنكم بنظرهم كفار.

5) جرى الاستعصاء الأول في صيدنايا بضغط واضح من مدير صيدنايا علي خير بك، حيث قطع الماء والكهرباء عن أحد الأجنحة لعدة أيام، وحين حاول السجناء سرقة الكهرباء دخل نائب مدير السجن (أديب) وشتم أعراض المقيمين في ذاك الجناح الإسلامي وشتم الله، مما جعل السجناء الإسلاميين يدقون الأبواب، وانتهت المشكلة، لكن مدير السجن علي خير بك في اليوم التالي بدأ بمعاقبة هذا الجناح وشتمهم، الأمر الذي أدى إلى الانتفاضة الأولى في صيدنايا.

6) عند الحكم على هؤلاء المعتقلين المدنيين الأبرياء بأحكام وتهم إسلامية، تصل بين سلفي دعوي، سلفي جهادي، سلفي تكفيري، قاعدة، إخوان مسلمين…، يتغيّر سلوك هؤلاء وتزول آخر حاجز بينهم وبين قدامى الإسلاميين والأمراء والمقاتلين. فالأمل الذي كان لديهم بالبراءة والخروج من المعتقل يتبخّر، ويقول الواحد منهم لنفسه: «طالما النظام يريدنا أن نكون سلفيين فسوف نصبح سلفيين، ليس لدينا ما نخسره بعد الآن»، كل واحد يقول لنفسه هذا القول بحسب التهمة التي يُتهم بها. فيبدأ الإسلاميون المحترفون بلعب دورهم المنتظر الذي لم يتمكنوا منه قبل الحكم على هؤلاء الأبرياء، فيبدؤوا بدروس الدين بشكل علني أو شبه علني، وتبدأ دروس «ضوابط التكفير».

7) يمكن أن نفترض نظرية في النهاية هي باختصار كالتالي: من المحتمل أن يكون الضغط وتفجير الاستعصاءات سببه الانتهاء من التهيئة العقائدية الإسلامية لأعداد ودفعات من المعتقلين، أو عكسها؛ أي عدم تحقق الاستجابة المطلوبة من الدفعات المقرّر تحويلها إلى اعتناق الفكر الإسلامي المتشدّد، حيث يلجأ النظام عندها إلى تفجير الاستعصاء فيعرّض هذه الدفعات لمزيد من الضغط تدفعهم تحت الرصاص والموت والاشتباكات مع الشرطة وقوات الأمن إلى تبني النهج الإسلامي العنفي، وبالنسبة لمن انتهت تهيئته الفكرية والعقائدية كانت الاستعصاءات تدريبات بالذخيرة الحية على الجهاد والقتال بأدوات بدائية ضد النظام، استعداداً للخروج من السجن والانتقال إلى الجهاد الفعلي. نشير هنا إلى أن عدداً من أمراء وقيادات إسلامية مهمة تمّ سحبها من سجن صيدنايا من قبل المخابرات العسكرية، ولم يُعرف مصيرها حتى هذه الساعة، وهم الأردنيان إبراهيم الظاهر (أمير الأنبار في تنظيم القاعدة العراق) وسامي عبد الدايم (المتهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة)، والفلسطيني إبراهيم الشعفاطي (من تنظيم القاعدة في العراق)، والسوريون الثلاثة فؤاد النعال (قاعدة) ومحمد كيلاني (سلفي) وحسن صوفان (سلفي).

خاتمة الثورة، هل هي من جنس خاتمة صيدنايا؟

الاعمال بالخواتيم: كنا في صيدنايا نعتقد لشهور أن النظام سيسقط ابتداءً من المعتقل، وأذكر أن أحلام يقظة، عدا عن أحاديث يومية محورها الخروج من السجن واقتحام المراكز الهامة للنظام في العاصمة، كانت تسيطر على كثيرين في المعتقل!

في المقابل، كانت خاتمة تجربة صيدنايا من أسوأ الخواتم الممكنة، فبعد الحرمان والجوع والبرد والمرض وإهانة الكرامات والتعذيب في المنفردات، وبعد الفوضى والاقتتال داخل السجن بين الأجنحة المتشددة والأقل تشدداً، التي كانت ترفض الخروج من السجن وترفض السماح لأحد بالخروج منه باعتبار الخروج هزيمة لها وانتصاراً للنظام، أو خوفاً من الإعدام بعد تورطها بقتل عناصر من النظام أو من المعتقلين المتهمين بالتعامل مع المخابرات، وبعد مقتل ما لا يقل عن 170 شخصاً بين معتقل وشرطي وضابط وعنصر مكافحة شغب، وبعد دولة صيدنايا الإسلامية والحكومة الإسلامية بعَسَسها وأمنها ورقابتها على السجناء غير الإسلاميين خصوصاً، وبعد الانتخابات داخل السجن والمفاوضات بين اللجنة والنظام، بعد كل ذلك كانت النتيجة الخروج من المعتقل، وهو كان مطلب 90% من المعتقلين، مجردين من كل شيء باستثناء لباسنا الذي نرتديه، والانتقال إلى سجن عدرا، ومقتل من تبقى من المعتقلين الإسلاميين بعد معركة كرتونية بالبواري والخناجر مقابل رشاشات النظام وألغامه ودباباته، مع خروج عدد مهم بصفقه مع المخابرات، أشهرهم نديم بالوش (وهو الشخص الذي كان يكفّر كل سجين يريد الخروج من صيدنايا!) والذي خرج بالاتفاق مع آصف شوكت كما قيل استعداداً لطلبهم عند الحاجة، وهو ما حدث لاحقاً.

وبعد ستة أشهر عدنا إلى صيدنايا لنفترش الأرض كما الصيصان في مهاجع صُفّحت بالحديد، ومُنعنا لمدة شهر من كل شيء كعقوبة لنا وخوفاً من إعادة تجربة التمرّدات الثلاثة، حيث تمّ ثقب جدران معظم المهاجع في الاستعصاء الثاني.

كان تمرّد صيدنايا لصالح النظام بالكامل آخر الأمر، فقد عاد المعتقلون من عدرا ليبدؤوا مشوار الاعتقال في المعتقل من الصفر، كأنهم يدخلون المعتقل لأول مرة، وهم بذلك يحتاجون لسنوات عديدة ليحصّلوا مكتسبات كانت بديهية قبل الاستعصاء الثاني، ولقد كانت النتيجة من ناحية المعتقلين الخسارة الكاملة لجزء من حرياتهم ولكامل مكتسباتهم التي دفع ثمنها أفواج من المعتقلين السياسيين والإسلاميين والجنائيين هناك، وخسر الكثيرون حياتهم، ولو أن قيادات الإسلاميين اقتنعت بفكرتنا التي طرحناها (حول الإضراب السلمي والإضراب عن الطعام وسائر أنواع المقاومة السلمية) لربما كانت النتائج أفضل.

كل ما نأمله ألاَ تكون نتائج الثورة السورية والحرب الأهلية والحرب الداخلية للثورة على شاكلة نتائج «اختبار صيدنايا»، ولاشك أن النظام يطبّق ما كسبه من خبرات في تجربة صيدنايا في حربه الدائرة اليوم مع الإسلاميين الذين أطلقهم ليأكلوا الثورة أولاً، ومن ثم ليتفرّغ هو لأكلهم لاحقاً فيقضي بالقضاء عليهم على الثورة، وهو تكتيك كنت أسميته (في مقال سنة 2001) بتكتيك «خنزير الذرة»، وهو الأسلوب الذي استخدمته الولايات المتحدة في أفغانستان، بدفع الإسلاميين للقتال ضد السوفييت وإقامتهم دولة إسلامية، ومن ثم بدأت أميركا بالحرب ضدهم بعد أن عاثوا في أفغانستان وأعادوها إلى العصر الحجري، فجاءت أميركا مع حلفاءها لتحرير أفغانستان من هؤلاء أو للحدّ من تواجدهم ولتظهر الولايات المتحدة بمظهر المنقذ لأفغانستان.

على أن النظام الاسدي اليوم، بكل أركانه وأجهزته الأمنية والسياسية والإعلامية، يظهر في موقع المعتقل من قبل أجندات دولية تُخضعه لاختبار صيدنايا، فيتحول بذلك إلى فأر تجارب في مختبر أكبر يجري فيه اختبار أعقد وأضخم وأخطر مما حدث في معتقل صيدنايا، يمكن أن نسمّيه للأسف «الاختبار السوري».

نرجو ألا ينتهي هذا الاختبار بإعادة احتلال النظام لسورية بموافقة عربية ودولية، وإعادتها إلى العصور الوسطى واستعباد شعبها من جديد فيما يشبه حالة الرقيق في ذلك العصر الأسود.

* فراس سعد كاتب سوري ومعتقل سابق في صيدنايا
1.الثلاثة قادة أكبر ثلاثة تشكيلات عسكرية معارضة على امتداد سوريا، إذ أعلن عن تشكّل «صقور الشام» في 25 تشرين الثاني من عام 2011، وتشكّل «لواء الإسلام» في شهر آذار من عام 2012، وبدأ تشكيل «لواء أحرار سوريا» في 25 تمّوز من عام 2012، هذا بينما عاد صديقهم الرابع، الجولاني، من في إلى العراق في ذات الفترة ليؤسّس «جبهة النصرة».

Posted in فكر حر | Leave a comment