عشتار

 لماذا الحزن في عينيكي

Sleeping beauty by Jolien Rosanne

Sleeping beauty by Jolien Rosanne


وفي وجنتيكي
مافيها من أزهار
يوقفني الحزن
وتأسرني عينيكي
يرتشف أفكاري
على مهل
ذاك الصمت المطبق
على شفتيكي
يقتلني الناس إذا رأوك
في الليل والنهار
لا تتكبري وتكبري
لا تحبي لتكرهي
لا تبعدي يديكي
و أقبلي مني
أن أغار
جميلة جميعها الأشياء
التي بمجموعها أنتي
بريئة كطفل مدلل
وحقيقية
كالصيف والشتاء
2013-01-21

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

واقعية الكم .. عود على بدء

 عبدالله حبه – موسكو

الفنان محمود صبري وعبدالله حبه في "ميدين هيد"

الفنان محمود صبري وعبدالله حبه في “ميدين هيد”

  أجد نفسي مضطراً للعودة الى الحديث عن نظرية “واقعية الكم” للفنان الراحل محمود صبري، بعد ان قال لي احدهم تلميحاً بأنني لا اتفق مع الفنان في طروحاته بصدد هذه النظرية . إنني اعتبر ان القائل قد ظلمني حين أطلق هذا الحكم لأنني كنت ولا أزال اقف في صف الفنان محمود في ولوجه الدرب الوعر لـ” واقعية الكم”. والحق انني منذ ان تسلمت في عام 1971 مظروفاً من براغ تضمن “البيان” الذي اطلقه الفنان من منفاه هناك بشأن الدخول في متاهات فيزياء الكم وربطها بالابداع الفني، كنت اضرب اخماسا باسداس في دوافع انقلابه المفاجئ من الواقعية الرومانسية الثورية، التي ميزت لوحاته حتى ذلك الحين، الى اسلوب لم يطرقه احد غيره من قبل. ولكن الامور اتضحت لي لاحقا حين اشار محمود في احدى رسائله لي الى ان “الفنان يموت اذا كرر نفسه”؛ أي يبقى يراوح في مكانه في العمل الفني. فقد رسم الفنان محمود لوحاته في بغداد ومن ثم في موسكو وبعد ذلك في براغ تحت تأثير اوضاع المجتمع العراقي الذي بدأ لتوه ينتقل من العلاقات العشائرية الى علاقات مدنية أكثر تطوراً. وكانت الطليعة الثورية من ابناء الشعب تتطلع الى بناء ” وطن حر وشعب سعيد”. وناضلت وقدمت التضحيات الجسيمة في سبيل ذلك. وقطعت القوى التقدمية شوطاً طيباً في هذا المنحى حتى وقوع انتكاسة انقلاب 8 شباط المشؤوم عام 1963. واضطر الفنان بعدها الى البقاء في المنفى في اوروبا حيث عاش في اوضاع مختلفة تماماً سياسياً واجتماعياً وثقافياً بالرغم من الاحتفاظ بجذوره القوية مع الوطن.
وكان لابد من حدوث هذا التحول المفاجئ في ابداعه الفني ، واذا لم تكن “واقعية الكم ” فلربما ابتكر الفنان واقعية أخرى واسلوباً آخر له مفاهيم أخرى وتسمية مغايرة. لكن تطوره الفكري كان يملي عليه ايجاد شئ جديد في الفن. لاسيما انه كان يتمتع ليس كغيره من الفنانين بالحرية الكاملة في اختيار الاساليب والنظريات لأنه لم يكن من المنتفعين ولم يكسب رزقه من بيع اللوحات مما يضطره الى مسايرة حاجات سوق اللوحات الفنية كما هي حال كثير من الفنانين الآخرين. وحسب علمي ان اللوحات التي باعها في حياته الفنية كلها ربما تعد على الاصابع ، وقد اهدى الكثير من اللوحات الى الاصدقاء.
وعندما بدأ محمود صبري يعيش في ظروف المجتمع الاوروبي، تغيرت نظرته الى كثير من الامور بالرغم من تمسكه بالفكر الماركسي كالسابق . علما ان الفكر الماركسي تعرض نفسه الى الكثير من التعديلات تحت تأثير التغيرات في العلاقات الاجتماعية في المجتمع الرأسمالي ، حيث لم يعد للصراع الطبقي ونضال البروليتاريا ذلك الدور في الحياة السياسية. ودخل المجتمع البشري مرحلة جديدة في تطوره. وبدأت بوادر افكار “المجتمع الاستهلاكي” بالنمو في البلدان الصناعية المتقدمة وبممارسة تأثيرها في تشكيل اتجاهات الثقافة. واصبح الفن في اواخر القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين خاضعاً لمتطلبات المجتمع الاستهلاكي، ويقدم الخدمات اليه وتغيرت القيم الجمالية نفسها. ولم يعد وجود للبرولتياريا الثورية التي تحدث عنها الماركسيون وأمنوا بأن توليها السلطة سيحل جميع مشاكل المجتمع البشري وفي مقدمتها ازالة الطبقة البرجوازية الاستغلالية من الوجود واحلال المساواة بين البشر ووضع حد لغريزة التملك والاثراء على حساب الآخرين. وصار الحديث يتركز في العالم المعاصر على حرية الفرد وحقوق الانسان والديمقراطية على الطراز الغربي، وغير ذلك من القيم التي يحاول الغرب ” المتحضر ” فرضها قسراً في عصر ” العولمة” على جميع شعوب العالم دون مراعاة مراحل تطورها التأريخية. اما مكافحة مشكلة الفقر والجهل والمرض فلا تحتل المرتبة الاولى من اهتمام الغرب الرأسمالي خشية الاضرار بمصالح اساطين المال الذين يسيطرون على مقدرات الشعوب ويكسبون المليارات على حسابها. علما ان الماركسية لم تكن ابداً عقيدة جامدة وطبقت في البداية في ظروف المجتمع الصناعي وعندما انتصرت الثورة في روسيا البلد المتخلف صناعياً نسبياً في مطلع القرن العشرين تحولت عن مسارها الاصلي وتراجعت عن قيمها الاصلية، وأصيبت بانتكاسة. والآن بعد ان اصبحت روسيا دولة رأسمالية نجدها تمضي في مسار تلبية متطلبات المجتمع الاستهلاكي . ويؤثر ذلك كثيرا في ميدان الثقافة، وتزحف ثقافة الكسب في جميع المجالات بعد ان لم يعد الكاتب والفنان حراً بل يخضع لمتطلبات السوق. ويلاحظ ذلك في السينما والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية وكذلك في الادب. ونجد الفنان المعاصر يبتعد لحد ما عن الاحتجاج على الظلم الاجتماعي . وتغيرت القيم الجمالية أيضاً.
من المعلوم ان المجتمع العراقي في فترة الخمسين عاماً الاخيرة لم يكن المجتمع ذاته الذي عرفه محمود صبري حين غادر العراق في مطلع الستينيات. ولم يشهد الفنان عن قرب ماحدث للعراق في فترة الحكم الدكتاتوري وما بعد الاحتلال الاجنبي. وتابع من منفاه القسري تراجع المجتمع العراقي بخطوات حثيثة صوب القهقرى إلى تقاليد البداوة واحتقار المرأة وانتشار الامية وسيادة الفئات المنحطة فكرياً في اجهزة السلطة سواء قبل الاحتلال او بعده. وترك ذلك تأثيره في الثقافة التي لم يعد لها اية قيمة في بلاد كانت مهد الحضارات. والغريب ان الفنان العراقي اليوم لا يجسد في اعماله مأساة سجن ابو غريب ومظاهر الاحتلال التي نقلتها وسائل الاعلام، ولا مظاهر تسلط الطائفية في العلاقات الاجتماعية ناهيك عن الفقر والجهل والخراب في المدن والقرى. ويتراءى لي من متابعة ما ينشر حول غالبية الفنانين التشكيليين العراقيين المعاصرين واعمالهم ان دور الفنان الاجتماعي قد تراجع، ولم يعد الفنان شاهداً على العصر مثل الفناين الكبار الذين دخلوا حومة النضال من اجل العدالة الاجتماعية مثل دوميير الفرنسي وغويا الاسباني وبيكاسو والفنانين المكسيكيين وغيرهم، كما كان حال العديد من الفنانين العراقيين في الخمسينيات ومنهم محمود صبري . ويبدو ان المفاهيم الجمالية الجديدة في الفن اصبحت خاضعة للاقتصاد اللبرالي وتداخل عنصري الفن والنقود. وفي هذه الحالة تصبح حرية الفنان في التعبير معدومة تقريباً، ولا يمارس الفنان أي دور في سيادة الديمقراطية الحقيقية والتنوير الاجتماعي.
ان دور الحكومات في مختلف البلدان المتقدمة اصبح مرتبطا بمصالح النخبة المالية التي هدفها كسب المال من اقامة الفعاليات الفنية وتنظيم المعارض بدعم اعلامي قوي عبر الاذاعة والتلفزيون والانترنت. كما أن هدفها يتحدد في استغلال التراث الفني من أجل كسب المزيد من الربح. وتحول الفن الى سلعة مثل السلع الاخرى من ملابس واحذية ومواد تجميل ومواد غذائية. فالنخبة المالية ذات المستوى الثقافي المنحط تقدم على شراء اللوحات من اجل بيعها لاحقا بمبلغ اكبر وتحقيق الكسب المادي. ان الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش القاطن في لندن يشتري لوحات الانطباعيين وفناني الافانغارد الروس دون ان يفقه شيئاً في الفن، فهو لم ينه الدراسة حتى في المدرسة الثانوية. ووجد نفسه فجأة من الاثرياء في عهد سيطرة اللبراليين الروس في عهد يلتسين على جميع المرافق الاقتصادية الكبرى للبلاد. واعتقد ان ” هواة الفن” من شيوخ الخليج ينظرون أيضاً الى سيزان ومانيه وفان كوخ النظرة نفسها.
ووجد محمود الفنان والمفكر نفسه حتى في صومعته وحياة النساك التي فرضها على نفسه في براغ غارقا عن بعد في خضم كل هذه التغيرات سواء في بلده او منفاه. وشاهد ما احدثته “العولمة” من تشويه للتراث الفكري الانساني وسيطرة الرأسمال على سوق الفن. وبدأت الضغوط التجارية على الفانين والمؤسسات الثقافية عموماً. وظهرت فئة “السماسرة” التي تقرر أي فنان يبرز واي فنان يطويه النسيان ، باستخدام وسائل الاعلام وحتى المطاعم والمقاهي في الترويج للاعمال التي تجلب الربح. وتغيرت حتى المفاهيم الجمالية (الاستيتيكية) . لكن محمود رفض السير في هذا الدرب البعيد عن مفاهيمه الفلسفية التي ترسخت لديه منذ شبابه وفي أثناء الدراسة في بريطانيا. وجدّ محمود صبري في البحث للخروج من مأزق ” التكرار” الذي بات يهدده. وهدته مطالعاته الكثيرة الى فكرة وجوب تصوير الطبيعة الأخرى غير المرئية؛ أي عالم الذرات والجسيمات والكواركات والنيوترونات والبوزونات وغيرها التي لا يراها الانسان بالعين المجردة. علماً انها تمارس تأثيرها في حياة الانسان والكون عموما في كل لحظة. وعندئذ لم يعد محمود صبري فناناً عراقياً يصور حياة الانسان العراقي البائس وتطلعه الى مستقبل أفضل، بل دخل في طور العالمية في ابداعه لكن خارج نطاق ” العولمة”. فقد بقي فناناً حراً في التعبير وطرح المفاهيم الجمالية التي يؤمن بها. انها ظاهرة نادرة في أيامنا وتذكرنا بإصرار جوجان وفان كوخ على السير في طريق ابداعي مخالف للمنحى السائد في سوق الفن الباريسية، ورفض النحات رودان الانصياع الى ارادة معهد الفنون حين رفض قبوله فيه للمرة الثالثة.
ان غالبية الباحثين في أيامنا يتطرقون الى مصطلحات مثل التحديث والحداثة وما بعد الحداثة في وصف اعمال هذا الفنان او ذاك. علما ان الاصلاح الاستيتيكي في الفن التشيكلي قد بدأ في باريس منذ ايام اقامة ” معرض المرفوضين” في عام 1863، الذي اعتبر بداية عصر الحداثة. واليوم يدور الحديث عن عصر ما بعد الحداثة الذي يرمز الى مرحلة جديدة في التطور التأريخي. ان الزائر الى المعارض الدولية والمتاحف الكبرى مثل بينالي البندقية وبينالي موسكو وكاليري ” تيت مودرن” ومتحف الفن الحديث في نيويورك وغيرها يصدم عند مشاهدة تراكيب عجيبة من حطام الاثاث او مجموعة من الاحذية العتيقة واواني الخزف المحطمة ومقاعد المرحاض التي تقدم للمشاهد على انها ابداع فني. ولا يجد المشاهد أثراً لتذوق عنصر الجمال الذي ولد لدى الانسان منذ ان غادر الكهوف وشاهد فجأة جمال الطبيعة والزهور والطيور والحيوانات وخلدها لاحقاً في أعماله. ربما ان تذوق الجمال صفة تميز الانسان عن الحيوان. وهنا يطرح موضوع العلاقة بين الفن والجمال ، بالرغم من ان تذوق الجمال شئ نسبي يختلف بإختلاف الخلفية الثقافية للانسان ونضوجه الفكري. ان فن ما بعد الحداثة يثير الكثير من التساؤلات لدى الانسان العادي الذي اعتاد على رؤية الاشياء الجميلة في زهور حديقة المدينة او الزخارف في اثاث بيته ومحتويات المطبخ وملابس زوجته. ان الانسان حين يذهب للمتجر لشراء حاجة ما يعتمد على ما يتمتع به من احاسيس تذوق فني.
وعندما اردت دراسة نظرية واقعية الكم التي اوجدها الفنان محمود صبري وجدت صعوبة في نسبها الى مصطلح ما بعد الحداثة . فقد ظهر هذا المصطلح في اعوام السبعينيات ( أي في الفترة التي اعلن فيها محمود “بيانه ” الشهير في عام 1971) ، وكان الهدف منه كما يبدو رفض ” الثقافة الجماعية ” ونبذ المفاهيم الميتافيزيقية في الفن. علما إن غالبية الاعمال الفنية التي ظهرت في الغرب وفي الشرق ايضا في هذه الفترة لا تعكس حرية التعبير الفني التي يصبو اليها الفنان في كل زمان ومكان. ان علاقة الفنان محمود صبري بالطبيعة المرئية او غير المرئية انما تجسد علاقة جميع الفنانين بها على مر العصور. فالانسان قد تميز عن الحيوان عندما لم تعد اهتماماته تقتصر على البحث عن الطعام سواء بالصيد او الزراعة والامر الاهم الحفاظ على نوعه حين بدأ بتذوق الجمال. ان انسان الكهوف كان اول من مارس مهنة الرسم للتعبير عن موقفه من الطبيعة لاغراض نفعية معيشية او دينية كما في الحضارات القديمة. واستغل الانسان العلم وكذلك الفن في جعل حياته المعيشية أفضل سواء بالاختراعات ام في العمارة والزخرفة، كما نلاحظ ذلك فيما خلّفه الفراعنة والاشوريون والبابليون والاغريق وغيرهم من ممثلي الحضارات القديمة. وكانت جميع اعمالهم تمثل محاولة لفهم الطبيعة سواء في التصوير او النحت او الموسيقى والعمارة. واقتبس الانسان الكثير من الطبيعة لدى ممارسته الابداع الفني. وفي الواقع اصبح الفنان وسيطا بين الطبيعة والبشر. واحتاج لتحقيق هذه الوظيفة الى المهارة والمعرفة والخيال التي تعتبر من العناصر الاساسية في العمل الفني. وركز محمود صبري على عنصر الخيال في الابداع، حيث تتراكم في ذاكرة الانسان الصور لكنه لا يراها بصورة كاملة ويتولى الخيال مهمة استكمالها. وكما قال “كانط” فان الجميل في الطبيعة هو غير الشئ الجميل من صنع الانسان.
وعندما اعلن محمود صبري بيانه حول “واقعية الكم” تخلى في الواقع عن الكثير من مفاهيمه الجمالية السابقة كمفكر وفنان ماركسي النزعة، ولاسيما في تعريف الجمال نفسه. واعتمد تفسير هيجل له بأنه يمثل المطلق في الوجود الحسي وبأن جمال الطبيعة يختلف عنه في الفن. ان هيجل اكد على انه ينبغي على الفن ان يتخذ مهمة اخرى غير المحاكات الشكلية للطبيعة. كما ان الوظيفة الاجتماعية للفن قد تغيرت لديه في كونه لم يعد وسيلة دعائية بهدف ايقاظ المشاعر واتخاذ موقف من البؤس والظلم وكافة شرور المجتمع. وحسب رأي محمود صبري فأن ظروف المجتمع قد تغيرت وادخلت العولمة تعديلات على المفاهيم الايديولوجية السابقة ولاسيما زوال الصفة القومية في الابداع الفني. ان الفنان الاوروبي والصيني والهندي والامريكي يستخدم اليوم الوسائل ذاتها تقريبا في التعبير عن الذات. ولذا لا يمكن نسب لوحات محمود صبري التى انجزها بعد اعلانه واقعية الكم الى الفن العراقي الخالص مثلاً. كما ان غالبية الفنانين العراقيين البارزين يلجأون الآن إلى التجريد أكثر من تجسيد واقع المجتمع العراقي او الطبيعة العراقية، ويستخدمون في ذلك بعض الرموز المميزة لبلادهم من زخارف وحروف وهلمجرا.

الطين

الطين

 ولابد من الاشارة ايضا الى ان واقعية الكم لم تصبح مدرسة فنية جديدة، لأن الفن في أيامنا يتسم بصفة فردية بحتة ويعتبر كل فنان بارز مدرسة قائمة بذاتها يمثلها وحده. وكان الفنان ضياء العزاوي على حق حين قال لي مرة ان من الصعب اليوم ايجاد مدرسة فنية ما تنسب الى شخص معين. وقد ولى ذلك الزمن حين استحدث بيكاسو وبراك التكعيبية وتبعهما العديد من الفنانين في تقليدهما. لكن نُسيت اسماء اكثرهم وبقي اسم بيكاسو وحده لأنه عبقري عبر مختلف المراحل في مشواره الفني . وعبثا ان يحاول بعض الفنانين تقليد نهج “واقعية الكم”، لأنها من ابتداع فنان كبير ينتمي الى قاعدة فكرية معينة في فترة زمنية معينة. والشئ الاهم انه فنان حر غير مقيد بمتطلبات السوق وضغوط العولمة. حقا ان الفنان في العالم سيتحول ان عاجلا او آجلا الى تصوير الواقع “الآخر” الذي لا تراه العين المجردة. ولو انه سيستخدم الوسائل الحسية التقليدية. لكن يبقى “البحث” ديدنه في الابداع. وهذا ما كان يردده محمود صبري دائما لدى تقييمه اعمال الفنانين الآخرين. فكل فنان أصيل يتبع مجاله في البحث الذي يقوده إلى ابتكار شئ جديد.
وقد راجعت لدى تقييمي لواقعية الفن ليس ما كتبه المؤلفون الآخرون وحتى ليس ما ورد في بيان الفنان نفسه، لأن الامور واضحة تماما هناك . وطالعت مرة آخرى الملاحظات التي سجلتها في دفتري في ليلة أمضيتها مع الفنان في شقته بضواحي لندن. فقد تحدثنا آنذاك عن أمور كثيرة، عن معارض الخمسينيات ولوحته في ” الانتظار ” التي قال إن جواد سليم قد سبقه في تناول هذا الموضوع، وكذلك الحديث عن الاصدقاء من اعضاء جماعة الرواد وكذلك عن المشاركة في تحرير الصفحة الثقافية في جريدة ” اتحاد الشعب”. كما استرجعنا الذكريات عن موسكو ومتاحفها ومسارحها والقسم الداخلي لطلاب المعاهد الفنية وساكنيه من فنانين روس واجانب.
وقال محمود ان الفن كالعلم يجسد حقيقة موضوعية، ولابد من ان يدعم الفن بالعلم. وإن الفنان وسيط بين الطبيعة والبشر نتيجة تراكم الصور وهو يشكلها في خياله. ويعتمد الفن على ثلاثة عناصر هي المهارة والعلم(المعرفة) والخيال. وكان ليوناردو دافنشي من اكثر الفنانين اهتماماً بربط العلم والثقافة عموما بالفن. وفي اليونان القديمة كان سقراط نحاتاً وافلاطون شاعراً وارسطو ناثراً لا يشق له غبار. وكانت التربية الفنية ضرورية في المجتمع اليوناني، وقد أعطى ذلك ثماره في روائع الحضارة اليونانية القديمة من آثار معمارية ومنحوتات ونقوش جدارية. وحسب قوله فانه يأمل ان يأتي اليوم الذي يتعاون فيه الفنان والعالم في صنع لوحة جدارية ما. فالانسان لا يرى الاشياء بصورة كاملة ويتولى الخيال مهمة استمكالها. ان غويا لم يعرف الذرة واكتفى بتصوير الواقع الموجود امامه، ولكن من وجهة نظره في النقد الاجتماعي. وأراد الفنانون الانطباعيون ابراز اشياء لا يهتم بها الانسان العادي لأول وهلة. فأظهروا الطبيعة من وجهة نظر الفنان. طبعا ان الفن يتسم دائما وفي مختلف العصور بصفة دعائية سواء في ابراز القيم الجمالية (الانطباعية) ام لدعم وجهة نظر دينية ( الايقونات) أو سياسية (صور دومييه الكاريكاتيرية ولوحة بيكاسو”غورنيكا”)مثلا.
ويؤكد محمود صبري ان واقعية الكم تحاول اعطاء صورة للطبيعة كما يفهمها الفنان خلال دراسته للتفاصيل التي يعطيها العلم عن الطبيعة. وقال لي لدى محاولتي الاشارة الى ان العمل الفني يجب ان يكون قريباً من فهم المشاهد العادي: “ان العملية الابداعية في جوهرها محاولة محاكاة الطبيعة، إنها الانتقال من المحاكاة الظاهرية الى خلق طبيعة ثانية، وهذا ما نسميه وحدة العلم والفن. والفن المعاصر يرمي الى انجاز مهام آنية تتبعها مهام اخرى ترتبط بها. وفي القرن العشرين امكن اختراق المستوى الذري والتحول الى العمليات نفسها وليست مظاهر الطبيعة فقط. ومنذ ان ظهر الانسان الى الوجود قبل حوالي المليوني سنة كان يحاكي مظاهر الطبيعة. والآن اخترق العملية وبلغ تركيب المادة نفسه، ومضى ابعد من ذلك في التوغل الى أعماق جوهر الطبيعة. هذه العملية لن تنتهي ما دام يوجد بشر. وانا، والحديث لمحمود صبري، لا اتفق مع من يقول ان الفن في مأزق. فجميع الفنون تقوم دوما بمحاولات متجددة لاظهار جوهر الطبيعة في العمل الفني. ولم يعد وجود للقول ان الشكل تعبير عن المضمون. ودخل الانسان عوالم عميقة للمادة . والفن يتحرى المادة بوجودها كأجسام . اما العلم فيتحرى المادة بشكل اكثر عمومية – اي في العلاقات الكونية. لقد اراد ليوناردو دافنشي معرفة المادة عن طريق تشريح الاجسام . بينما بحث نيوتن علاقات المواد ببعضها البعض. ووصل التحري الآن الى درجة لم يعد فيها هناك فصل بين تحري المادة وتحري الجسم. المادة عبارة عن اطياف متداخلة. وبدأ البحث عن الطاقة وليس عن كتلة المادة. العلم والفن يسيران في اتجاه ترابط العلم والفن في العمل المشترك لتحري الطبيعة. والعلم يتحرك في اتجاه تحري القوانين العلمية للطبيعة والفن يتحرك بإتجاه كشف القوانين الجمالية”.
وأضاف محمود صبري قائلاً :” أنا آخذ الكون كظاهرة واحاول تفسيرها وفق معادلة اينشتين حول العلاقة بين الكتلة والطاقة. ولهذا درست الطيف الشمسي وخصائصه. هناك طاقة تمثل الكون وتتجسد في الطيف وهي تعادل الكتلة حسب اينشتين. صورة ذرة الهيدروجين توجد بشكل اطياف وكذا جسيمات دقيقة. وحين رسمتها خلقت هذا الانسجام . بهذا استطيع تبرير موقفي من وجود انسجام في الطبيعة. علما ان العلم توصل الى معرفة هذه العلاقات بين الكتلة والطاقة قبل الفن بوقت طويل”.
وعندما قلت له ان لوحاته تبدو لغير العارف بوجود نظرية الكم وكأنها مجرد لوحات تجريدية قال:
“أنا افهم التجريد بشكل آخر. فالطبيعة تقرن تشكيلاتها دائماً بوظائف معينة وليست بشكل زخرفة لا معنى لها. كان الفن التجريدي كما ابدعه بول كلي وكاندينسكي في مطلع القرن العشرين يحاول تقليد الجوانب الشكلية للطبيعة وكانت له قيم وظيفية وليست جمالية. هذا بالرغم من ادعاء كاندينسكي انه يرفض الطبيعة كلياً، لأن الاشكال التي يرسمها والالوان التي يستخدمها مستوحاة من الطبيعة اراد الفنان ذلك أم أبى . وانا اعتقد ان للفن قيمه الوظيفية دائماً. وستتحدد هذه القيم في مرحلة تالية بالنسبة للفن التجريدي. ولا يوجد فرق بين فن الجداريات وفن الصالونات من حيث القيمة الجمالية.
وبصدد الهوية القومية للفن في واقعية الكم قال الفنان:” لاتوجد فروق في فنون الشعوب الآن. في بلدان الشرق ومنها العراق تأثر الفنانون بالتيارات الفنية الاوروبية. وتتجه الحركة الفنية كلها في العالم الآن نحو التجريد، مما يدل على ان الظروف القومية المحلية لم يعد لها تأثير بحكم وجود التلفزيون والانترنت. لم تعد هناك فوارق محسوسة بين مناطق سكنى الانسان. وصار هناك تقارب بين الحضارات. ان المعارف التي تظهرفي امريكا يعرفها العالم كله … في اليابان والهند…..في اليوم التالي. اليابان اخذت الكثير من التكنولوجيات الحديثة، لكنها تخلفت عن الغرب اجتماعياً، وبرز ذلك في تطور الفنون لديها. الفوارق القومية في الفن ستزول … ولا توجد سيطرة طبقية، والمستقبل للمجتمع اللاطبقي الذي تتوجه اليه البشرية. وستظهر في المستقبل تراكيب اجتماعية متماثلة في كل مكان بشكل مباشر وفعال. ان البشرية تمضي نحو تجاوز المجتمعات الطبقية”.
وعندما سأته عن تطبيق واقعية الكم في النحت قال:” انه لم يفكر في ذلك اصلا. والنحت له خصائصه الهندسية. وواقعية الكم تنطلق في الاساس من ان الاجسام ذات كتلة لها سماتها الشكلية واللونية. وفي الواقع الذري يتم الانتقال من الكتلة الى الطاقة. وكل مادة تعطي كمية من الطاقة بقدر نسبة كتلتها. وانا في لوحاتي انتقل من رسم الكتلة الى رسم الطاقة. ووجب علي اختيار الشكل الذي سأستخدمه في ذلك. وعندما اختار اي موضوع للتعبير استخدم الوحدات المسماة ( الكمات) أي وحدات الطاقة التي يمكن قياسها والتعبير عنها ظاهرياً بما يعادلها من وحدات الطاقة التي لا تفنى ولا تستحدث. وكل ذرة تنطلق منها ابان تفاعلاتها وحدات معينة .. كأن تشع وحدات حرارية مثلا. ولكل واحدة منها طول موجة معينة. ويوجد لدينا جدول العناصر الذي يضم كافة حجوم الطاقة المنطلقة من الذرات. وبعضها يكون بشكل ألوان (طيف) وبعضها بدون الوان ولا ترى بالعين المجردة. بينما يمتد الطيف لمساحة واسعة من المناطق المرئية الى المناطق غير المرئية. ولكل وحدة طيف موجة معينة، وترى فقط في المنطقة التي تقترب فيها. اذن فالنحات لن يستطيع التعبير عن فكرته بواسطة واقعية الكم اللهم الا اذا استخدم مواد معينة كالاسلاك او قطع الخشب او الحبال الملونة. وهذا لا يعتبر نحتاً عندئذ بل هو تركيب. في النحت لا يوجد تكامل مع الضوء”.

ذرة الهيدروجين

ذرة الهيدروجين

ومضى محمود قائلا في تفسيره لعمله الفني:” انا شخصياً اردت التعبير عن الذرة . الكتب العلمية تتضمن الاشارة الى نقطة هي النواة وحولها دوائر، وفي كل دائرة توجد نقاط اخرى هي الالكترونات ولها مدارات معينة حول النواة. انا خذت الضوء الذي تشعه الذرات. وكل اشعاع من الذرة يختلف عن اشعاعات الذرات الاخرى. وفي كل ذرة مجموعة اطياف مميزة لها وتحسب مختبرياً. وواجبي كرسام هو تصوير التفاعالات الجارية في الطبيعة، والتي كان الرسام حتى الآن يأخذها جاهزة ظاهرياً من الطبيعة. وكان الرسام يرسم التفاعلات اعتماداً على الضوء في الاساس. اما الآن فانه يتجاوز الكتلة إلى العمليات الذرية التي لا ترى بالعين المجردة. ان فن المستقبل هو فن مرتبط بالنشاطات العلمية المختبرية التي تمدنا بالمعلومات لفهم العالم الذري، وعلى سبيل كيفية رسم ما يدعى اللف (spin ) في ميكانيكا الكم. وانا لم اتناول بعد هذه الاشياء التي لا يوجد لها طيف ملون. انا استخدم اللون الاسود احيانا لرسم الاشياء غير الطيفية. وكل فنان له رؤيته حيال تركيب الذرة . ولا يمكن ان يرسم كل فنان الذرة بشكل مماثل لفنان آخر”.
وعندما سألته حول موقفه من لوحاته التي ابدعها في مرحلة سابقة قال:” انني كنت ارسم الانسان. وكنت آخذ لحظة ثابتة في نشاط الانسان. والفنان حين يرسم الطبيعة يجسد

فلاحة

فلاحة

لحظة معينة منها. وكنا مجموعة من الفنانين من جماعة الرواد نذهب كل يوم جمعة ومعنا مواد الرسم والطعام الى جزيرة أم الخنازير حيث توجد بساتين نخيل كثيرة. وكنا نمارس الرسم هناك ورسمت انا الفلاحين. وكان الانسان في لوحاتي هو الاساس، لهذا قلما رسمت المناظر الطبيعية او الطبيعة الجامدة

(still life )،

لأنني كنت اعتبرها اضافة للانسان. الانسان في لوحاتي هو الاساس. وكانت التطورات الفنية في النصف الثاني من القرن العشرين مرتبطة بالاحداث السياسية والاوضاع الاجتماعية. ولهذا انجزت الكثير من الاعمال التي تعكسها لكوني فنانا ملتزما. علما انني ما زلت حتى الآن اعتبر الفن ذا وظيفية اجتماعية يخدم عامة الناس. اما الآن فالوضع يتغير ..ان الفن في مفترق طرق .. ان رسم المنظور على مستوى الحياة أدى دوره .. الفن في مرحلة بحث .. وقد انتهت مرحلة الصراعات الطبقية وبدأ الدخول الى اعمال جديدة للمادة. والسياسة تريد ايجاد حل جديد لمشاكل البشرية لمصلحة الانسان وليس ان يذبح شعب ما شعباً آخر. لقد بدأ التوجه نحو الذرة والتفتيش عن طاقات جديدة لم يعرفها البشر سابقا. وهي ستحل مشاكل المجتمع السابق. اننا خرجنا من القرن العشرين ودخلنا القرن الحادي والعشرين .. وانتهت التجارب الاشتراكية بما رافقها من اخطاء .. وكانت فترة قلقة انعكست على مستوى الفن. إن تفسيري الشخصي للاحداث اقترن بالتحولات الاجتماعية في الاتحاد السوفيتي والصين… وهي تتركز على علاقة الانسان بالمجتمع والسلطة. واليوم اصبحت الايديولوجية غير محددة ويمكن القول ان جميع مشاكلنا لها عمق ذري ان جاز التعبير.. وماركس تحدث في حينه عن الديمقراطية الانكليزية التي اعطت في حينه الحق للعمال للمساهمة في الحياة السياسية عبر الانتخابات. وحصل الانسان الاوروبي على حرية التعبير والديمقراطية. اما ستالين فقد أجرم عندما حاول فرض (الواقعية الاشتراكية) في ميدان الفن والثقافة. وهذا أدى الى تأخر التقدم في المجتمع الاشتراكي. والبشرية تتجاوز مثل هذه الاخطاء الآن “.
وقد شكوت لمحمود صبري عندئذ من ضعف النقد الفني في العراق حيث لا يوجد نقاد محترفون في الواقع فقال:” ان النقد الفني في أزمة حقاً. فهو اخفق في توجيه العملية الفنية نحو الاهداف الخلاقة. فالنقاد لم يدركوا ان الفنان يبحث عما يجب فعله لاحقاً. والبشرية عموما تريد التعمق اكثر في الواقع… وتفاعل البشر مع الواقع وتطويره لاحقا. ان جميع انجازات الفراعنة والبابليين هي محاولات لفهم الطبيعة بشكل اعمق من المراحل السابقة. وفي القرن العشرين حدثت قفزة في علاقة الانسان بالطبيعة. وكان لابد ان ينعكس ذلك في الفن ايضا. ان البشرية مرت بمراحل كثيرة من مرحلة الكهوف والصيد ثم اكتشاف الزراعة وظهور المعتقدات بوجود قوى روحية خارقة والاديان. فالالهة ظهرت في مرحلة الاستقرار الزراعي. وتفاوتت مستويات تطور المجتمعات في العالم من منطقة الى أخرى. واختلفت مستويات تطور الثقافة ومنها الفنون. لكن الآن بدأت البشرية بالتقارب وتصبح الثقافة والفنون عالمية تدريجيا وليست لها صفات قومية”.
لقد اعلن أحد العراقيين في حفل تأبيني اقيم بموسكو بعد وفاة الفنان ان محمود صبري وضع نفسه في مأزق حين طرح نظريته وتطبيقاتها بشكل لوحات، لأنها لا تجد صدى لدى المشاهد العراقي بشكل خاص. وفي الواقع ان النوابغ من الرجال ومحمود أحدهم يتجاوزون عادة المرحلة الزمنية لمجتمعاتهم. وقال الفنان فائق حسن مرة لطلابه في معهد الفنون الجميلة في تعليقه على اعمال الفنانين في الخمسينيات :” احنا ما زلنا نخيط لحف!”، في اشارة الى ان الفن في العراق ما زال في المرحلة الجنينية. ان محمود صبري قد تجاوز المرحلة الاقليمية المحلية الى المرحلة العالمية لأنه كان مفكرا وفيلسوفا قبل ان يكون فنانا. ومن الصعب الآن اعطاء حكم قاطع حول مكانة ابداعه الفني في مسيرة الثقافة العراقية. ان مشكلة محمود صبري (الباحث الاجتماعي في الاصل) انه كان ينظر الى مسيرة التطور الاجتماعي نظرة ابعد مدى من نظرة الآخرين لها. وعندما كان يجلس في صومعته ومكتبته في براغ ويتأمل في احداث المنطقة العربية ووطنه يستخلص استنتاجات حول مستقبل الثقافة فيها تختلف عما يصل اليها الآخر. انه يذكرني بنابغة عراقي آخر هو علي الوردي الذي كان يتنبأ مسبقاً بما سيجري للمجتمع العراقي، وشخص جميع امراضه وطرح الدواء الشافي منها. وتبقى مؤلفاته شاهدة على تنبؤاته. ان واقعية الكم قد دخلت المعاجم الفنية باعتبارها مرحلة متقدمة في تطور الفن التشكيلي.
6/1/2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

يسقط حزب الدعش العربي الإشتراكي: للولي الفقيه

daiish

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | 3 Comments

ثرتَ يا شعبُ لأجلِ الأوكسجينْ

syrmona

الموناليزا السورية: طفلة تبيع العلكة بشوارع عمان

syrmeser

بهذا البؤس يعيش اطفال سوريا

ثرتَ يا شعبُ لأجلِ الأوكسجينْ
وخسرتَ الملحَ؛ أقمارَ الطحينْ
والوقودُ النذرُ أمسى
في سماكَ اليومَ حلماً
يا زمانَ الكازِ والبنزينْ
صارَ منكَ الأمنُ عنقاءً
خذِ السلبَ؛ خذِ الخطفَ المبينْ…
من جحورِ الليل هاتيكَ الوحوشْ
تنهشُ الأجسادَ من حينٍ لحينْ
خيروكَ الجورَ عيشاً
أو يزفوكَ الأنينْ
تقبلُ البطشَ وفي الإسطبل عبداً مستكين
أو تقضّي العمرَ مطروداً وفي البردِ اللعينْ
لم تردْها جنةً يا شعبُ ريّا
إنما رمتَ بأرضي
فُسحة أو بعضَ لينْ
باللظى قد أمطروكْ
بحديدٍ وعديدٍ أكرموكْ
استكنْ أو يحرقوا البيتَ الأمين
وطني قد حولوكَ اليومَ غابةْ
شرعوا الأبوابَ فيها للملاعينْ
وغدوتَ اليومَ كهفاًً
يختبي فيه البغاة العابثينْ
أنتَ يا شعبي
أردتَ الثورة البيضاءَ
ضد الظلم والبؤس اللعين
فانبرى العهرُ جميعاً
كي تعودَ اليوم عبداً؛ مستكينْ
هاكَ حلم الحاقدين
لم يقمْ شعبي الأمين
ثائراً كي يخلف الشيطانَ إبليسُ اللعينْ

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

” إليمتا تبقون إزواج ”

( حتى متى هذا الهبل؟ )

عندما أُقصىّ السيد غالاوى من مجلس النواب فهمنا اللعبة – أسس حزب الاستقامة, لقد رمى لنا ثعلب بريطانى ذكى (يتقن بعض اللغة العربية لكى يداعب القلوب) لقد ارسلوه كرسول الى قلوب الجماهير العربية لمداعبتها. الصراع البريطانى الأمريكى على المنطقة لديه أدوات كثيرة, البريطانيون أرسلوا بابا نويل هدية للعرب اسمها السيد المحترم غالاوى.

نحن شعوب مسلوبى الإرادة يحكمنا استعمار وطنى مُنَصَب بِحِراب الأجنبى و هذا تعرفه جيداً فلقد كنتم ضيوف لسنين خلت حتى قام الأمريكان و أخرجوكم من المنطقة و قبلها الفرس و أهل الأناضول, و أنتم عَرابى “سايس بيكو” تقسيم العرب و هذه هى مؤامرة المؤامرة …

تم تمزيق العرب لولا سايس بيكو و التى هى مستمرة لحد هذه اللحظة لكان بالإمكان الوحدة. أنتم و شركائكم تمنعون الوحدة, و شركائكم اليوم العالم كله .. و أنا لا ابالغ.

العالم كله شريككم فى هذه الجريمة, فكيف يستطيع شعب ان يتوحد و الجميع ضده؟ و كانت هنالك محاولات تم الإجهاز عليها و بالاستعمار المباشر و قتل قادتها.

و من فمك أدينك تقول برلمانكم (هم معنيون فقط بتقسيمكم و تجزئتكم و يهمهم أن تتقاتلوا بينكم) و هذا برلمان متحضر! و أهم برلمان فى العالم.

فأنتم من خلال التاج و دول الخمسة نجوم تحكمون العالم.

سيدى الفاضل إنى أحبك .. لقد احببناك كسندا لنا و رسول حب من بريطانيا و نعلم بأنك ثعلب و لكن لو خُلِيَت قُلِبت و حقاً خليت و قلبت.

أرجوك بلا هزار لا طعم فيه و ابقى صديقاً لنا فنحن نحتاج أن يكون هنالك صديق لنا, و تذكر المثل العربى: ” الصديق وقت الضيق!”

قد تحتاجوننا فى المستقبل .. فابقوا خيطكم الأخير و تذكر, الله خلق البشر و لم تخلق فى ويست مينيستر!

صديقى و تحياتى,

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

ما زلنا مع عمار الاسد..ايه و الله لخلّيك اتشوفني بكوابيسك..

قصة و حكمة:

الصورة هدية للمخبر تبع الصفحة و عمار بخش الاسد

الصورة هدية للمخبر تبع الصفحة و عمار بخش الاسد

القصة:
الباصات و البولمانات اللي جايبة أهل حلب و الشام و أدلب واقفة صف واحد على طول الكورنيش الجنوبي، و كل زوّار اللادقية على الأرصفة, اللي عم ياخود صور عالبحر، و اللي عم يشتري درة مشوية و اللي حامل الميلانة الخضرا..
جو ما بيوحي لشي أكتر من أنو يوم هادي و عادي من أيام صيف اللادقية 97…
قاعد على بلكونة رفيقي ببنايات الاسكان المواجهة للكورنيش،عم نشرب قهوة بعد الغذا، و عم راقب أهل حارة العامود اللي عم يمارسو رياضة الأكابر بين جموع زوار باقي المحافظات..
فجأة و بدون مقدمات، تلات سيارات ميرسيدس سودا، بيدخلو جوا حواري بنايات الاسكان باتجاه بيت عمار الأسد..
كل فكري أنو هالسيارات بتخص عمار، و الشباب جايبين اللحمة أو الخبز الطري للمدام بمهمّة أمنية فائقة السرية و هنن عم يستخدمو سيارات الدولة..
تلات سيارات بينزل منها عشر شباب، عصابة حسين ديب و اخوانو، عصابة بتشتغل بأعمال التشبيح عند اللي بيدفعلهون تمن مهمتو.. عشر شباب حاملين سلاحهون و طالعين على بيتو لعمار( نقيب المهندسين الدكتور عضو مجلس الشعب/ أسيادنا )..
تلات دقايق كانت كافية لتتحول الحارة من شارع عادي عم يتمشّو فيه أهل البلد و عم يتصوروا فيه الزوار لساحة حرب حقيقية..
تلات دقايق كانو كافيين لنشوف العشر شباب اللي طلعو على بيت الباش مهندس العضو، نازلين ركض و حسين ديب حامل بأيدو بنت صغيرة ما بيتجاوز عمرها الخمس سنين..
بالبداية كان صوت بكي هالبنت و صوت الخدامة من بلكونة البيت هوة الصوت الوحيد المرافق لهالمشهد..
ثواني و بيبدا ضرب الرصاص، ليختفي صوت البنت بعجقة هالصوت.. تلاتة من الشوفيرية و حراس عمار صارو يقوصو عالتلات سيارات ، و هالشباب العشرة اتمركزو ورا سيارات الحارة و صارو يبادلوهون ضرب الرصاص..الروسيات اشتغلت و المسبات و الكفر المرافق لصوت الرصاص كان معبّي الحارة، و الأب عمار عم يراقب خطف بنتو من داخل خزانات غرفة نومو..
أنا و رفيقي صرنا على أرض البلكون عم نتفرج شو عم يصير، و هالناس اللي عالكورنيش المقابل نزلو تحت السيارات تفادياً لشي رصاصة طايشة..
معركة بتستمر دقيقتين و بينسحبو هالشباب مع البنت الصغيرة بسياراتهون و بيطيرو على طريق الحرش..
يللي ما بيعرف اللادقية منيح، بنايات الاسكان مسكونة من كل رؤوساء فروع الأمن بالمدينة، و كلشي في ضباط كبار بالدولة..بالاضافة لبيت قائد شرطة اللادقية، و عالرصيف المقابل لهالبنايات بيجي بيت المحافظ مباشرة..كل الكولبات المعبّاية حرس مسلحين لحماية هالشخصيات العظيمة ، بالاضافة لعمار الاسد بذاتو، انضبو جوا محارسهون مع معلمينون بالبيوت و اللي عالأغلب كانو ملهيين بالتحضير لشي نصر إلهي من اللي بالي بالكون..
متل كل قصة باللادقية، بتصير الحكاية قدّام كل البشر و ما حدا بيعرف اللي صار لتاني يوم..
مين هالبنت و ليش حسين ديب و عصابتو خطفوها؟؟؟
سؤال كل اللوادقة ضلو بانتظار معرفة جوابو لتاني يوم لمّا داب التلج و بان مرج الدكتور العضو..
عمار الأسد متزوج وحدة من اللادقية من بيت الكاتب، و عندو بنت منها.. بس المدام عالأغلب استحلت و استلطفت ابن عمّوا حسين الاسد اكتر من عمار هالشبوبية الحلوة, و شردت معو بليلة مافيها ضو قمر..
بتهرب مع حسين و بتترك بنتها مع الدكتور عمار.. بس من كتر مو حنونة و قلبها على بنتها، طلبت من زوجها الجديد يجبلا ياها..
و من كبر قلبو لحسين الاسد قال : هلق اذا بدنا نطلبها عن طريق المحاكم بتاخود الحكاية هديك الحسبة، فخلينا نجيبها عطريقتنا الخاصة.. فاضطر يبعت حسين ديب و عصابتو لتنفيذ المهمة..
يعني يا عيني هالبنت: إذا سألوها بكرة بس تكبر مين البابا: رح تقلهون عمار الأسد، و مين زوج الماما : رح تقلهون حسين الاسد، طيب و مين الناني يا حلوة: رح تقلهون عمو حسين ديب..
ايه شو هالمشروع شبيحة هيدي؟؟؟

الحكمة:
دكتور و عضو مجلس شعب و نقيب مهندسين ، ايه و الله ليوصل صوت عواك ما بعد بعد الصين..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هل انتم لحم فاطس؟

اضاف المسؤولون العراقيون حفظهم الله وابقاهم ذخرا للبلاد ميزة اخرى لسلوكهم فبعد ان عرف الناس الفساد الاداري والمالي وانعدام الخدمات الاساسية عرفوا ن هؤلاء المسؤولين يمتازون ليس بالكذب فقط وانما بشىء آخر اسمه “الجبن”.
راس الحكومة سعادة نوري المالكي يلوح بلمفات كلما مرّ بازمة ثم يعود الى ارجاعها الى الادراج.
الشهرستاني هو الآخر له ملفات يحتفظ بها.
النائبة حنان الفتلاوي لها ايضا حصة من هذه الملفات رغم انها “زعلانة” على كتلة دولة القانون مطالبة بزيادة حصتها من هذه الملفات والا ستسعى الى تقسيم العراق الى اقاليم.
وقبل يومين اقسم اوباما امام الكونغرس انه لايملك أي ملفات عن العراق لكن بوتين سبقه بالقول انه يملك ملفات خطيرة لايريد الافصاح عنها الا في حينها.
وجاء امس دور حسن الشمري وزير العدل العراقي ليعلن امام الملأ بان “هناك رؤوس كبير في الدولة سهلت هرب سجناء تنظيم القاعدة من سجني أبي غريب والتاجي في بغداد في تموز الماضي.
ويشرح هذا اللغز بالقول”وذلك ان الغرض من تسهيل عملية الهرب هذه كان تقوية النظام السوري من خلال تقوية تنظيم “داعش”، وتخويف الولايات المتحدة من أن البديل القادم لنظام بشار الأسد هو ذلك التنظيم وان قوات حماية السجناء انسحبت قبيل اقتحام عناصر القاعدة وإطلاق سراح رفاقهم.
ويبدو ان امريكا ارتجفت من الخوف حتى ان اوباما بعث بمندوب عاجل الى بغداد لكي يعدل الشمري عن تصريحاته الفضائحية.
هل يعقل هذا ايها الناس؟. هل يظل هذا الشعب يبحث عن ارسين لوبين ليحل هذه الالغاز؟.
متى نملك الشجاعة لنقول الحقيقة و”طز” بالكرسي” بعد ذلك كسبا لأحترام الناس؟.
لاندري كيف يستطيع هذا الكرسي اللعين ان يساهم في قتل الناس وخيانة الامانة؟.
هل بدأنا نرفع شعار “طز بهذا الشعب مادام الكرسي يدغدغ مؤخراتنا”؟.
لماذا هذا العبث بارواح الناس ايها المسؤولين؟.لماذا تظلون تتفرجون على الدم العراقي في الشوارع العامة؟.لماذا غابت عنكم حتى ذرات الضمير الباقية؟.
سرقتم واتخمتم جيوبكم وحساباتكم في بلاد المهجر فيكفي وارحلوا عنّا فعلى الاقل سيتذكركم الناس الطيبون بكلمات طيبة حين تأتي سيرتكم في المقاهي والنوادي العامة.. سيقولون انكم شرفاء حين اكتفيتم بما سرقتموه..سيقولون انكم من جماعة “القناعة كنز لايفنى” رغم ان بعض المهرجين سيصفقون لكم ويهتفون “بالروح بالدم” كما فعلوا في قاعة المسرح الوطني قبل ايام حين كان المالكي يلقي كلمته بمناسبة يوم العراق.
هل وعيتم الدرس ايها الناس واذا نفيتم ذلك فسيأكلون بكم لحم”فاطس”.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

هي بغداد لا بيروت!

هي بغداد لا بيروت!

سألت عائدا من بيروت بعد تفجير الضاحية الأخير: كيف هي العاصمة اللبنانية؟ فقال دون تردد: «كأنها بغداد»! وهذا صحيح، حيث باتت التفجيرات تضرب في كل مكان، وأصبح السؤال الواقعي هو: متى هي لحظة الانفجار هناك؟

وبالطبع فالقصة ليست قصة التدخل الإسرائيلي في لبنان، أو التدخل الأسدي، وكلاهما أسوأ من بعض على لبنان واللبنانيين، وكذلك على السوريين، بل إن القصة الحقيقية هي في إرهاب حزب الله، ليس داخل الأراضي اللبنانية فقط، بل وفي داخل الأراضي السورية أيضا. فما يفعله حزب الله من إرهاب الآن يشير إلى أن لبنان في طريقه إلى لحظة انفجار، أو كما قال نائب زعيم حزب الله نعيم قاسم إن «لبنان على طريق الخراب إن لم يكن هناك تفاهم سياسي». وبالطبع مقولة قاسم هذه ليست بالنصيحة الصادقة بقدر ما هي تهديد مبطن للبنان، وكل الفرق السياسية فيه، ومن هنا نستطيع فهم عقلية قاتل الراحل محمد شطح، وليس القاتل المنفذ، بل الذي اتخذ قرار تصفية شطح.

وهنا يقول لي مطلع عن كثب بما يجري في لبنان إن عملية اغتيال شطح لها ثلاثة أبعاد وهي: الشخصية، والزمان، والمكان. ويقول إن الشخصية هي شطح المقرب جدا من سعد الحريري، وإحدى الشخصيات اللبنانية الوثيقة العلاقة بدوائر صنع القرار الأميركية، منذ كان سفيرا للبنان في واشنطن. وبحسب المصدر فإن الأهم أيضا هو أن الراحل شطح كان إحدى العقليات الاستراتيجية لفريق 14 آذار، وأحد عوامل عقلنة القرار في ذلك الفريق، كما أن الراحل شطح هو مهندس فكرة الحكومة الحيادية! وبالنسبة للزمان فإن متخذ القرار استعجل تنفيذ الاغتيال لتعطيل فكرة الحكومة الحيادية، وكل التحركات الداعية لتشكيل تلك الحكومة.

أما المكان، وبحسب المصدر، فهو الطريق اليومي الذي يسلكه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لمقر الحكومة، بل إن شظايا التفجير انتثر بعضها داخل منزل سعد الحريري، الذي قيل إنه يفكر في العودة للبنان، ولذا، وبحسب المصدر، فإن أهمية المكان لمن قرر تصفية شطح تكمن في توجيه عدة رسائل في وقت واحد سواء لواشنطن، أو الحريري، وميقاتي، ولكل رئيس وزراء لبناني، بأنه من السهل الوصول إليهم حتى لو كانوا في «المنطقة الخضراء» للسنة في بيروت السوليدير. كما أن من رسائل اغتيال شطح ما هو موجه للرئيس اللبناني، حيث إن مضمون الرسالة هو أنه ستتم تصفية أي رئيس وزراء يتعامل معه. وهذه القراءة التي نقلتها عن مصدر مطلع على ما يدور في لبنان عن كثب تقول إن المستفيد الوحيد من اغتيال شطح هو حزب الله، وتقول إن السبب الوحيد لكل ما يحدث في لبنان الآن، ويحول بيروت إلى بغداد جديدة، هو حزب الله وأعماله الإرهابية التي لا تقف عند الإيغال في الدم السوري، بل واللعب بأمن لبنان، وتعريضه للحريق الكبير الذي لن ينجو منه الحزب بكل تأكيد.

tariq@asharqalawsat.com
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تعليقاً على كلام عمار بديع الاسد نقيب المهندسين و عضو مجلس الشعب ..

عطفاً عالبوست الماضي، و تعليقاً على كلام عمار بديع الاسد نقيب المهندسين و عضو مجلس الشعب عن مدينة اللادقية ..

طلبت منك يا دكتور عمار من أسبوع انو تحكي لزباين صفحتك اللي بيشبهوك خمس قصص ذكرتك فيهون، و كان ردّك انو عملتلي بلوك عالسريع، و استعرضت عضلاتك بعدين ببوست بيحمل كل المعاني و الأسباب اللي قامت منشانها الثورة..

حاولت ببداية بوستك ترهبني و تهددني بأهلي ، و هيدي طبعاً وحدة من اهم أدوات عصابتك، بحب خبرك يا مأفون انو عيلتي هيّة كل لادقاني و أصحابي هنن كل سوري، اما انت يا ابن العيلة المارقة، رح يجي اليوم اللي اتشوف حالك فيه مرمي بشوارع مشروع الصليبة اللي آوتك تلاتين سنة، آوتك لأنو ابناء عيلتك نبذوك من بداية عهدك، و طردوك من اكوارهم في مشروع الزراعة، و ما لقيت غير أهلي بحارتي هنن اللي يآووك..

اتهمتني بعدين بهروبي من خدمة العلم ملوحاً بالتخوين ، و اللي هيّة الأداة التانية اللي بيستخدمها النظام بعد الترهيب، و هاد مردود عليك و على كل عائلتك ، فأنا خدمت الوطن و ليس العلم بالفرقة ١٨ دبابات دورة ٨٠ ، وكان رقمي العسكري للتوثيق ١٠١٣١٠٧ .. فيا ريت تحكيلنا يا حشرة عن هالوطن اللي خدمتو؟؟ او صحيح نسيت انو انتو معتبرين حالكون الوطن..

و في إطار تقيؤه قال انو انا نسيان مين أسيادنا؟؟
اسمحولي هون شوي لأنو ما كتير فهمت عليه..
ولك يا دكتور.. يوم اللي اجا جدي الشيخ العلامة يحيى الصوفي عاللادقية سنة ٩٣٢ ميلادي واشتغل بالعلم و بالاجتهاد ، يعني من شي الف سنة ، لسّا عيلتك كلها ما كانوا بيعرفوا يفكّو الخط، و هالنطفة الأسدية القذرة لسّا ما كانت اتكونت، فالله يرضى عليك هيدي حكاية الأسياد كتير مبهبطة على عيلتكون يا ابن الطبّال بديع..

حاجة بقا كلام اعلى من مستواك ، رح انزل شوي لعندك لأنو كل اللي كتبتو فوق وعلى الرغم من شهادة الدكتوراه اللي بتحملها ما رح تفهم منّو شي..
عامل حالك رجال عالفيس بوك؟؟ كنت فرجيني رجولتك يوم اللي حسين الاسد أبن عمك خطف بنتك من بيتك و قدّام عينك..
كنت فرجيني نخوتك و شهامتك، يوم اللي اجا حسين ديب خطف مرتك نهلا من نص بيتك ليسلمها لحسين عشيقها و يتزوجها و هيّة على ذمتك..
كنت فرجيني حرصك عالوطن يوم اللي زوّرت أختام شركة النفط السوري لسرقة و تهريب البنزين و المازوت..
كنت استعرضلي رجولتك قدّام ابن عمك فواز لما ضربك بال شاطىء الأزرق و حرمك اتدوسوا كل عمرك..
اما علاقات الشذوذ الخاصة، و حفلات السمر فما رح احكي فيهون ، لأنو شي بيخليني استفرغ، و الشهيد كريمو كان بيشهد على كلامي لو بعدو عايش..

و بالنهاية بحب قلّك، راجــعيــن عاللادقية غصباً عنك، و رح نرقص بالساحات متل ما وعدتك، بالوقت اللي رح تكون انت وما تبقّى من عيلة الجراد اما بإيران او بإسرائيل مسقط رؤوسكون..

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

خيارات سورية!

من الصعب اليوم استشراف منطويات وأبعاد تدمير سوريا، سواء في ما يتعلق بأهميتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أو بما تمثله من إرث حضاري ودور تاريخي. ومن المحال اليوم الحديث بدقة رقمية أو تفصيلية عن نتائج التدمير الذي تتعرض له، وطاول كل فرد من شعبها: من أعلى قمة هرمه وصولا إلى آخر فرد فيه، حتى ليمكن القول إن سوريا ستكون بحاجة لأن يعاد بناؤها حجرا حجرا وبيتا بيتا، وإن ما صنعه شعبها على مر تاريخه لا بد أن يعاد صنعه من جديد، وإلا فإنها لن تنهض من تحت ركام الدمار الشامل، الذي ألحقه بها نظام غاشم على يد جيشه وما يتفرع عنه من منظمات ومؤسسات أمنية وعنيفة، أسسها في الأصل كي تكون مستعدة في أي وقت لتدمير ما كان يسميه كذبا «وطنه».

ثمة نتيجتان متناقضتان سيتمخض عنهما الصراع الدائر اليوم في سوريا:

– انتصار النظام وبقاء سوريا بلدا نازفا، يجب أن يظل مدمرا إلى فترة طويلة لا يستطيع شعبه خلالها الخروج من الشلل العام، الذي أنزلته به آلة عسكرية فتاكة، ستحرص على عدم نهوضه من جديد، حتى لا يستأنف مقاومته ويكرر ما جرى بعد عام 1982، حين سحقت حماه وقال حافظ الأسد في اجتماع للقيادة القطرية إنه قصم ظهر المعارضة لمائتي عام. لكن ثورة عام 2011 أكدت أن قوله بني على الجهل بطبيعة الشعب السوري، الذي انتفض بعد أقل من ثلاثين عاما على أفظع مجزرة مروعة عاشتها مدينة في الشرق العربي على مر تاريخه، وانخرط في ثورة لا تشبه ما هو معروف من ثورات، ليكون هذا الإنجاز الخارق مفاجأة مزدوجة عبرت عن جدة الحدث وعظمة الشعب المبدع الذي صنعه من جهة، ووحشية النظام وغربته عن الشعب من جهة أخرى، والتي جعلته يرى في موت أبنائه وتدمير عمرانه انتصارا له، ودليلا يؤكد قدرته على إبقاء المواطن السوري مهزوما لا أمل له في انعتاق أو حرية.

– سقوط النظام وإعادة بناء سوريا جديدة ومغايرة، لا تشبه ما سيخلفه نظامها وراءه.. ستنهض دولتها الوطنية والديمقراطية على أسس مغايرة جذريا للأسس التي قامت عليها دولة الطغيان والاستبداد الراهنة.. سيكون السوري فيها إنسانا كامل الحقوق ومواطنا حرا وليس رعية خاضعة أو عبدا ذليلا وتابعا، وسينظم القانون، السيد الوحيد، الذي سيخضع له كل فرد فيها أينما كان موقعه، علاقة المواطن الحر بالسلطة وبالمجال العام، وسيضمن مجتمعها المدني، مجتمع المواطنين الأحرار والمنتجين، استقلالها ووحدتها. بذلك، سينشأ لأول مرة في تاريخنا تطابق بين ثالوث المواطن والمجتمع والدولة، أساسه المواطن الحر، حامل الشأن العام، الذي سيحميه القانون والقضاء المستقل والرأي العام القوي والإعلام الحر، ودوره في فضاء سياسي – اجتماعي مفتوح يمكن تحرك الفرد فيه بحرية من دون أن يرتطم ارتطاما عنيفا بغيره، فإن وقعت له فيه مشكلات تمت تسويتها بالوسائل السلمية والتوافقية كالحوار وتوازنات القوى والمصالح والتنازلات المتبادلة وغيرها. بعد سقوط النظام الحالي ستبني سوريا نفسها بطريقة تحصنها ضد الاستبداد، بأي صورة كان، وإلا فإنها لن تصير وطنا يحقق أهداف شعبها: العدالة والمساواة والكرامة.

ستأخذنا الحرب الظالمة، التي يشنها النظام وتفرعاته الأصولية والأمنية ضدنا، في واحد من اتجاهين متناقضين:

– هزيمة الثورة، وما ستنتجه من تفاقم في الاستبداد سيحول بين الشعب وبين العودة إلى مدنه وقراه، وسيقضي على أعداد كبيرة من أبنائه الذين لم يغادروا وطنهم، الذي سيبقى مدمرا ليظل عاجزا عن الوقوف على قدميه واستعادة عافيته، خشية أن يقوم بثورة جديدة.

– أو انتصار الشعب على الاستبداد السياسي والمذهبي – الفئوي، وإعادة بناء وتجديد سوريا في حاضنة تاريخية وقيمية مغايرة تماما للحاضنة التي خنقها النظام طيلة نيف ونصف قرن، وساقتها إلى هزائم خارجية متكررة ومجازر داخلية متلاحقة.

ليس لتدمير سوريا الراهن غير معنى وحيد: الإبقاء على السلطة ونظامها عبر القضاء على شعب يدفعه وعيه بمقاصد استبدادها وسياساتها إلى تقديم تضحيات يومية محملة بطابع إنقاذي يريد حماية حياة وحقوق كل فرد في وطننا، بينما يبقي أبواب المستقبل مفتوحة على الأمل في تحقيق ما خرج ناسنا لتحقيقه: الحرية للشعب والعدالة والمساواة للمواطن، الذي لن ينسى ما عاناه من وحشية، يقاومها منذ نيف وثلاثة أعوام بأفعال مفعمة بنكران الذات، يقدمها في العادة طلاب الحق والكرامة، وهم في الطريق إلى حريتهم!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment