هل انتم لحم فاطس؟

اضاف المسؤولون العراقيون حفظهم الله وابقاهم ذخرا للبلاد ميزة اخرى لسلوكهم فبعد ان عرف الناس الفساد الاداري والمالي وانعدام الخدمات الاساسية عرفوا ن هؤلاء المسؤولين يمتازون ليس بالكذب فقط وانما بشىء آخر اسمه “الجبن”.
راس الحكومة سعادة نوري المالكي يلوح بلمفات كلما مرّ بازمة ثم يعود الى ارجاعها الى الادراج.
الشهرستاني هو الآخر له ملفات يحتفظ بها.
النائبة حنان الفتلاوي لها ايضا حصة من هذه الملفات رغم انها “زعلانة” على كتلة دولة القانون مطالبة بزيادة حصتها من هذه الملفات والا ستسعى الى تقسيم العراق الى اقاليم.
وقبل يومين اقسم اوباما امام الكونغرس انه لايملك أي ملفات عن العراق لكن بوتين سبقه بالقول انه يملك ملفات خطيرة لايريد الافصاح عنها الا في حينها.
وجاء امس دور حسن الشمري وزير العدل العراقي ليعلن امام الملأ بان “هناك رؤوس كبير في الدولة سهلت هرب سجناء تنظيم القاعدة من سجني أبي غريب والتاجي في بغداد في تموز الماضي.
ويشرح هذا اللغز بالقول”وذلك ان الغرض من تسهيل عملية الهرب هذه كان تقوية النظام السوري من خلال تقوية تنظيم “داعش”، وتخويف الولايات المتحدة من أن البديل القادم لنظام بشار الأسد هو ذلك التنظيم وان قوات حماية السجناء انسحبت قبيل اقتحام عناصر القاعدة وإطلاق سراح رفاقهم.
ويبدو ان امريكا ارتجفت من الخوف حتى ان اوباما بعث بمندوب عاجل الى بغداد لكي يعدل الشمري عن تصريحاته الفضائحية.
هل يعقل هذا ايها الناس؟. هل يظل هذا الشعب يبحث عن ارسين لوبين ليحل هذه الالغاز؟.
متى نملك الشجاعة لنقول الحقيقة و”طز” بالكرسي” بعد ذلك كسبا لأحترام الناس؟.
لاندري كيف يستطيع هذا الكرسي اللعين ان يساهم في قتل الناس وخيانة الامانة؟.
هل بدأنا نرفع شعار “طز بهذا الشعب مادام الكرسي يدغدغ مؤخراتنا”؟.
لماذا هذا العبث بارواح الناس ايها المسؤولين؟.لماذا تظلون تتفرجون على الدم العراقي في الشوارع العامة؟.لماذا غابت عنكم حتى ذرات الضمير الباقية؟.
سرقتم واتخمتم جيوبكم وحساباتكم في بلاد المهجر فيكفي وارحلوا عنّا فعلى الاقل سيتذكركم الناس الطيبون بكلمات طيبة حين تأتي سيرتكم في المقاهي والنوادي العامة.. سيقولون انكم شرفاء حين اكتفيتم بما سرقتموه..سيقولون انكم من جماعة “القناعة كنز لايفنى” رغم ان بعض المهرجين سيصفقون لكم ويهتفون “بالروح بالدم” كما فعلوا في قاعة المسرح الوطني قبل ايام حين كان المالكي يلقي كلمته بمناسبة يوم العراق.
هل وعيتم الدرس ايها الناس واذا نفيتم ذلك فسيأكلون بكم لحم”فاطس”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.