طبيب وقديس

طبيب وقديسirqpry

قصة حقيقية حدثت مرة أخرى في العراق في البصرة الفيحاء .

كان هنالك شخص (( غني وثري وطبيب )) خريج جامعة لندن ، وابن عائلة عريقة … حدثني عنه صديق لي وهو بنفس الوقت صديق للطبيب القديس …!.

كان يستقبل في عيادته الخاصة كل المحتاجين ، والفقراء ، وبعد الكشف على المريض الفقير ، يطلب منه ان يذهب الى الصيدلية المقابلة لعيادته لصرف الدواء والرجوع اليه لمعاينة والتأكد من الدواء …!.

وعندما يعود المريض من الصيدلية للطبيب … ويعاين الطبيب وليتأكد من مطابقة الدواء … ويقول له اذهب لبيتك ، وإنشاء الله مشافى ، وفي هذه اللحظة يريد المريض دفع أجرة المعاينة ، فيقول له الطبيب ادفع عند الممرض خارجا …؟.

ويذهب المريض لدفع أجرة المعاينة للمرض …. فيقول له الممرض … الدكتور يقول المعاينة مجانية للطيبين فقط .؟. وانت منهم …

وهنا تدمع عيناه .!… ويذهب الى الصيدلية لدفع ثمن الدواء … فيقول له الصيدلي …!. ان الطبيب دفع ثمن الدواء … ومشافى انشاء الله …

وهكذا تدور الأيام ، واصبح الطبيب القديس رمزا للإنسانية ، وكان يغلق عيادته صيفا ويذهب لإنجلترا مع العائلة لكي يقضي الصيف فيها ويتابع ويطلع على أحدث ماتوصل اليه الطب في لندن واوربا من تطور في أساليب العلاج ، ومن ثم يقوم بجولة برفقة عائلته في أوربا ، ويعود لعمله المجاني …

وفي سهرة ليلية مع أصدقائه … قال له صديق … وكيف تستطيع تدبر وتسيير أمورك وأمور بيتك …؟.

فيقول له الله أعطاني بدون حساب ، وأنا أجود بما هو موجود …!.

وهكذا تنتهي سهرة الأصدقاء الأحبة بالضحكة والكأس وما طاب من الطعام ….

هذا إنسان نموذج من الذين يضع المواطنة قبل كل شيئا أمامه قبل حتى الدين ، فالمريض هو هدف العمل الأنساني ، والكريم كريم ، والكريم هو الله …

فهل يوجد هذا المثال اليوم أجيبوا …؟.

وإذا سألتموني أقول … نعم … نعم موجود وغدا سيعود ، وبأكبر من الموجود …

امتنا تمر في حالة كبوة ، ولكل فارس كبوة …!.

بالنهوض هو سمة من سمات هذه الأمة مهما يحاولون تشويهها فهي كبوة فارس ، وليست عيبا على الفارس..

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

قصة البطريرك الحبيس ايرينيوس

تقرير بث اليوم على القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن البطريرك السابق للروم الارثوذكس ايرينيوس الاول وهو

كنيسة القيامة - القدس القديمة

كنيسة القيامة – القدس القديمة

محبوس في شقة في البلدة القديمة في القدس اثار جدل كبير في وسط الاوساط المسيحية, حيث جاء في التقرير البطريرك ايرينيوس من وراء القضبان داخل بطريركية الروم الارثوذكس والممنوع من مقابلة احد منذ سنة 2006 من قبل ثيوفيلوس والذي يتلقى طعامه من الاخ (المسلم) ابو عمار عبر الحبل الى سطح عزله.

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

من طول عمري صاحب واجب و بفهم بالأصول ..

fatimamassoud

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

جامعة الدول العربية

*** جامعة الدول العربية ***muf35
قمم .. قمم حصادها رمم
فنادق واروقة كحظائر الغنم
شعارهم اياكم و الحمم
فشعوبنا لو صحصحت ترمينا بالجزم
ونخسر القصور والعرش والنعم
تعالوا لنخمد الحراك والفتن
قولوا بأنها مؤمراة تحيكها الامم
لتسلب الارادة وتسقط الهمم
قولوا بأنها صهيون كانت منذ القدم
تغار من اموالنا
بالرغم من سخائنا لها والكرم
وعهدنا لها بالصمت لا كلم
قولوا لابد من الجهاد
ولنشغل العباد
بالسيف والقلم
وخائن من ثار في وجهنا واحتكم
للحق او للعدل وقال واتهم
بأننا عصاة ومننا انتقم
وحرك الشعوب وحرض الذمم
***
يا عصبة الحكام اياكم والربيع
كونوا كالذئاب تهاجم القطيع
وأنشروا الفساد والخوف والهلع
فأما أن يكون شعبكم مطيع
أو تقتلون منهم الطفل والرضيع
فجمعنا الوضيع لحل سريع
يحفظ المناصب والمركز الرفيع

.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

رد على روبيرت فورد من برهان غليون

مقدمة من اسرة تحرير الموقعraprisoners

قام عضو المعارضة السورية الرسمية الاستاذ برهان غليون بالرد عل اتهامات روبيرت فورد للمعارضة بانها تنفذ اجندات الممولين لهم من اتراك وقطريين وسعوديين واردنيين على حساب الاجندة السورية الوطنية مما ادى الى طول امد الثورة الى نحو اربع سنوات والكثير من القتل والدمار الذي كان ممكن تجنبه لو ان المعارضة التزمت بالقضية الوطنية وليس باجندات الممولين.

 ونحن نأسف  لهذا الرد الهزيل من الاستاذ غليون حيث لم يتطرق الى الموضوع الاساسي الذي رفعه فورد, وانما كال الاتهام لاميركا بانها لم تسلح المعارضة مع العلم  انه قالت لهم اميركا مرات كثيرة قولوا لنا من هي هذه المعارضة؟ وهل يمكن ان نستأمنها على الاسلحة المتطورة وانها لن تستخدمها ضد المدنيين؟  ومن الضامن لهاذا وانتم لا تمنون على مقاتل واحد؟ ومن المعروف ان داعش تمكنت من نهب مخازن الاسلحة للجيش الحر فمن يرضى بأن يسلحكم؟

ونعرض لكم نسخة من رد الاستاذ غليون كما جائت في صفحته الفيسبوكية

رد على روبيرت فورد:

من المسؤول عن “صمود” نظام الأسد وبقائه،
سياسة أوباما أم فشل المعارضة في طمأنة العلويين

حسب آخر تصريحات روبيرت فورد، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في دمشق، قبل الثورة، ثم منسق سياسات واشنطن مع المعارضة، فيما بعد، ثلاثة أسباب تفسر بقاء نظام الاسد وصموده. السبب الاول فشل المعارضة في طمأنة العلويين بعد سقوط أو إذا سقط الأسد، والثاني الدعم العسكري والسياسي الكبير الذي قدمته كل من روسية وايران للنظام، وأخير التماسك الداخلي الواضح له وعدم تصدعه من الداخل.

اتهام المعارضة بأنها المسؤول الأول عن استمرار النظام بسبب فشلها في طمأنة العلويين ليس باطلا فحسب، ولكنه سيء النية، لأنه لا يهدف في الحقيقة إلا إلى تبرئة السياسة الأمريكية من مسوؤلياتها، وبالمناسبة، مسؤولها الرئيسي، فورد، تجاه ما حصل ويحصل حتى اليوم في سورية.

فما الذي كان يمكن للمعارضة أن تقدمه، مهما بلغت من الحنكة والحكمة والوطنية، من تطمينات لدفع الموالين للأسد إلى التخلي عنه، في الوقت الذي يتابع هؤلاء كل يوم مسلسل تخلى العالم والمجتمع الدولي عن الثورة والثوار، وسماحهما لطوفان السلاح والرجال والمال أن يتدفق على النظام، ويطمئن العلويين وغير العلويين الموالين له إلى امكانية المراهنة على بقائه.

وكما يؤكد اليوم معظم المحللين، ما كان لسياسة أوباما المتهربة من أي التزام تجاه محنة الشعب السوري إلا أن تشجع روسية وايران على امتطاء نظام الاسد لتحقيق أهدافهما الاقليمية والدولية، وأن تدفع، في ما وراء ذلك، الأسد وزبانيته المجرمين إلى عدم توقير أي سلاح، وفي مقدمه المذابح الجماعية والأسلحة الكيماوية وأخيرا حروب التجويع والحصار والعقاب الشامل لمدن بأكملها، للقضاء على الثورة السورية التي حرمت من أي دعم غربي فعال.

الموقف الأمريكي المتخاذل وما نجم عنه من تصاعد مطامع روسية وايران وليس موقف المعارضة، على ضعفه، هو الذي شجع روسية وايران على تسليح الأسد وحمايته واستخدام نظامه حصان سباق في صراعهما مع الغرب، وهو الذي تماسك هذا النظام وعزز أمله بالصمود والبقاء. وأضعف إرادة الموالين له من العلويين وغيرهم في الانشقاق عنه.

لقد تنكرت الولايات المتحدة الامريكية للثورة السورية من أجل تجنب الصدام مع ايران والابقاء على التفاهم الاستراتيجي مع روسية. وكان كلاهما، الشعب والمعارضة في سورية الضحية المباشرة لهذه السياسة اللئيمة والبعيدة عن أي مباديء أخلاقية أو إنسانية.

لكن الشعب الذي ضحى بمئات الآلاف من أبنائه وبكل ما لديه لن يوقفه شيء عن الاستمرار، لا تخاذل الأصدقاء ولا تخبط الأشقاء، فصراعه ضد العصابة القاتلة لم يعد مسألة سياسية وإنما تحول إلى قضية موت أو حياة.

مواضيع ذات صلة:  فورد يفضح المعارضة السورية والسعودية وقطر والاردن

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

وقتها يا ابن المستعجلين رح تستعجل موتك

“بانياس هي الطريق الوحيد الذي يمكّن الإرهابيين من الوصول إلى البحر. تطويق بانياس ثم البدء في تطهيرها أمر عاجل جداً، mhsagoralو كتنظيم (سوريا المقاومة) علينا التدخل ودعم الحرب الجارية”

بتتذكّروا مين قال هالكلام؟؟

معراج اورال قائد و صاحب و منفذ مجزرة البيضا في بانياس..

مين هالكائن ؟؟

بعد تأسيس تنظيم “المستعجلين” سنة 1975 من مجموعة من الشباب العلويين من اقليم هاتاي التركي، و بعد الانقسامات اللي طالت حزب “جبهة التحرير الشعبي” في تركيا، استلم قيادة التنظيم “محراج أورال”، و أسّس لاحقاً “الطليعة الثورية للشعب”. وشارك محراج أورال مع تنظيمو في عملية الهجوم بالقنابل على القنصلية الأمريكية في “أضنه”، وتم اعتقالو في 10 آذار 1978 بعد سطو مسلح على أحد البنوك. و هرب من سجن أضنه في عام 1980 بعد دفع رشاوي لإدارة السجن وتزوير أمر إخلاء السبيل. ودخل أورال سوريا في أيار 1980، وفي 1981 مُنِح الجنسية السورية بتوسّط من جميل الأسد, وتزوج بامرأة من عائلة الأسد.

محراج أورال”: قاتل مأجور و عميل مزدوج للمخابرات السورية وللاستخبارات التركية
(MIT)،
و من وقت اعتقالو من قبل الاستخبارات التركية في آذار 1978 بيعمل لصالحها في تصفية أعضاء تنظيم “المستعجلين ” التنظيم اللي بيرتبط عضوياً بالمخابرات السرية الفرنسية..

تنظيم المستعجلين شن حملة دعائية هائلة ضد النازحين السوريين في تركيا، و اخد مدن اقليم هاتاي مركز لحملتو ” اسكندرون، مرسين, أضنة ” و قام بإطلاق شعارات تحذيرية من انتقال الصراع السني – العلوي الى تركيا ، و اخد منطقة “الفرلق” التابعة لمحافظة اللاذقية مقر الو..

وفيما يتعلّق بوقائع الثورة السورية..
“أورال” طرح على بشار الأسد فكرة تسليم المناطق الكردية المحاذية لتركيا لحزب العمال الكردستاني، واستخدام بطاقة الحزب ضد تركيا اللي بتدعم المعارضة السياسية والمسلحة ضدّو.. بشار الاسد أخذ باقتراح أورال وسلّم المناطق الكردية إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني..

العلاقة بين أورال وأوجلان..
اللقاء الأول اللي جمع زعيم حزب العمال الكردستاني “أوجلان” وزعيم تنظيم “المستعجلين”، “أورال”، في بدايات تمانينات القرن العشرين و صار هاللقاء في منزل لعائلة الأسد، و كان عرّاب اللقاء جميل الأسد شقيق حافظ الأسد, و بعدها تحوّل أورال إلى عرّاب لعلاقات أوجلان ودوغو برينجيك رئيس حزب العمال التركي.

أورال في خريف 1984 كان ضابطا برتبة نقيب في جهاز المخابرات العامة السوري، ولا يزال ضابط فيه .. وكانت الغاية من دعم السلطات السورية الو، هو تجنيد أهل هاتاي لصالح المخابرات السورية. وقدّم بهالخصوص خدمات عديدة ولا يزال للمخابرات السورية. فأحد خدماتو أثناء إقامتو في فرنسا مكلفاً من قبل المخابرات السورية ، قام بملاحقة الإسلاميين السوريين المقيمين في باريس، و قام بالتعاون مع الاستخبارات الفرنسية باختطاف شخص يدعى حسن جابر ونقلو إلى سوريا..

انضم اورال وخلال الثورة السورية لوحدات جيش الدفاع الوطني و المرؤوس مباشرة من الفاطس هلال الاسد..و شكّل فصيل مقاتل من علويين هاتاي..

و بالنهاية..
ما رح ننتظر الاسد الابن يوم اللي رح يسلمك و يبيعك متل ما سلّم الاسد الاب عبدالله اوجلان ، رح يجيك الثوار قريباً ، و يشدّوك من هالقرعة النجسة.. و وقتها يا ابن المستعجلين رح تستعجل موتك بس رح اتشوفو..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هل بدأت عائلة الاسد تفهم ان الولي الفقيه يستخدمهم؟

طلال عبدالله الخوري 24\3\2014: مفكرحرbiblequranqouts

كانت تظن عائلة الاسد أن بامكانها ان تستعين بمقاتلين حزب الله والفضل العباس العراقي وجيش القدس الايراني والسلاح الروسي لقتل الشعب السوري تمسكا بكرسي الحكم منذ اكثر من اربعين عاماً, وأن الدول الاقليمية  والعالمية والتي لها مصالح متداخلة ومعقدة ستقف مكتوفة الايدي وهي ترى مصالحها تهدد في سوريا, … ابدا… فكل لاعب اقليمي او عالمي كان يراقب وكان يشارك بالكمية والكيفية التي تقتضيها مصلحته من دون توقف…, ولكن ابدا لن يدعوا بوتين والولي الفقيه ان يربحوا في سوريا ,وكانوا ينتظرون اللحظة المناسبة والوقت المناسب لكي يزيدوا او ينقصوا من كمية المشاركة في الازمة السورية بمنتهى والحنكة والدبلوماسية.

وعلى مايبدو بان تركيا قد رأت بان مصلحتها  تقتضي, في هذا الوقت بالذات, بان تزيد من كمية مشاركتها في الازمة السورية ففتحت جبهة الساحل وحمتها من الطائرات الاسدية باسقاطها, وامنت لها اسناد نيراني, ووجهت رسالة قوية الى عائلة الاسد واللاعبين الاقليميين وعلى رأسمهم ايران.

أما الولي الفقيه فقد رأي ان من مصلحته أن يغض الطرف عن التحرك التركي, لانه يريد ان يعطي صورة ايجابية للغرب من اجل رفع الحظر الاقتصادي عن نظامه لكي يتمكن من اطعام شعبه الجائع, وعلى ما يبدو بان ايران اقتنعت اخيرا بان رهانها على عائلة الاسد خاسر, ولاتريد ان تخسر اكثر من ذلك على حساب قوت شعبها.

طبعا, عائلة الاسد الغبية كانت تنتظر من (حلفائها) الروس والإيرانيين ان يردوا على التحرك التركي ردا يعيد التوازن!؟

عائلة الاسد الغبية تظن بان روسيا وايران حلفائها؟ ولا تعرف بانهم يستخدمون الازمة السورية وكل القتل والدمار على مدى ثلاث سنين من اجل ان تكون هذه الازمة ورقة بايديهم يفاوضون بها الغرب, الاولى من اجل ان يعترف بها العالم كقطب عالمي له مصالحه, والثانية لكي يعترف العالم بمصالحها الاقليمية وتمرير مشروعها النووي.

على ما يبدو فقد بدأت عائلة الاسد تفهم بان مصيرهم لن يكون افضل من مصير ابن عائلتهم (البار) هلال الاسد في احسن احوالهم, فإلى جهنم وبئس المصير وهذه نهاية كل خائن يستقوي بالجيوش المرتزقة والغريبة لقتل شعبه المسالم الامن.

فقد شن دريد الاسد احد افراد هذه العائلة المجرمة هجوماً قاسياً على إيران لأنها تتاجر بسوريا وبدماء السوريين حسب قوله.

وهل كنت تنتظر غير ذلك؟

وهل تظن بان الولي الفقيه سيخاطر بمصالحه من اجل انقاذ نظام عائلتك البائس؟ 

بالفعل انكم عائلة غبية.

نعم صدقت لاول مرة يا دريد الاسد بان الولي الفقيه يتاجر بدماء السوريين, ولكن ليس من البارحة مع بدء جبهة الساحل وانما منذ اكثر من ثلاث سنوات.

يبدو ان دريد ما زال لديه امل بالولي الفقيه ولم يفهم بعد بانه  انتهى وكل عائلتهم وكل من ساندهم, فهو يقول:” سنرى ماذا ستفعل إيران مع أردوغان .. سنرى إن كانت إيران قادرة قسراً أو ليناً على إقناع أردوغان بحماقة قراره هذا … إن القادم من الأيام سيحمل لنا ما كنا نجهله …”

ونحن نعطيك الجواب الان:” لن تفعل ايران اي شئ يتعارض مع مصالحها القومية, وهي ظنت انه يمكنها ان تكسب شيئا من دعم نظام عائلتكم, ولكنها ايقنت بانكم لاشئ, ومصيركم الهلاك, فهل فهمتم ام تريد ان تنتظر بعد؟؟”.

ثم يقول دريد ” لتعلم إيران و حكومة إيران .. أن ما يدفعه الشعب السوري و الجيش السوري لن يدخل في مساومات أحد و لن يوضع على طاولة قمار دولية هنا أو هناك …. فوضنا , نحن السوريين , أمرنا لله و للجيش العربي السوري البطل …” انتهى الاقتباس.

لاحظوا كيف يهدد بالبداية ثم ينتبه بان ليس بيديه شئ يهدد به, فيسلم امره لله وللجيش العربي السوري على حد قوله؟

ونحن نقول له:” اين كان الله (هذا اذا كنت تؤمن بالله) عندما كنتم ترمون القنابل العنقودية والفراغية وبراميل الديناميت وصواريخ الكروز والكيماوي على النساء والاطفال الامنين؟

وعن اي جيش عربي سوري تتكلم؟

أنا ساقول لك ماذا سيحصل في القريب العاجل

سيفهم حسن نصرالله الدرس الذي فهمتوه انتم من جبهة الساحل, وسيعرف بان الولي الفقيه استخدم دماء اهله من شيعة لبنان, وسينسحب عائدا الى لبنان وعندها الجيش العربي السوري ذاته العلوي قبل السني والمسيحي سيفرم عائلتكم بكاملها  فرما ولن يكفيه لكثرة الجرائم التي ارتكبتوها بحق كل اطياف الشعب السوري العلوي اكثر من السني والمسيحي.

وفي الختام يا ليت عائلتكم قرأت مقالنا  هل عائلة بشار الأسد من الأغبياء أم المجرمين الحاقدين؟

لكنتم وفرتم على انفسكم وعلى الشعب السوري الكثير

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

الحرب الباردة الجديدة

فيكتور سيباستيانobamaputin

إن كنا سنصدق عناوين الصحف وأخبار التلفزيون فإننا في وسط «حرب باردة جديدة»، نتيجة لقرار روسيا بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم. قد تكون المقارنة مريحة بالنسبة لمن يعيشون على جانبي المحيط الأطلسي: كانت الحرب الباردة الحقيقية هي آخر حرب كسبتها أميركا والغرب أو قد يبدو كذلك. لكن هذا مضلل بشكل خطير. ليست هذه حربا باردة جديدة. ولا يتجه العالم إلى صراع حضارات بين نظامين يختلفان جوهريا في تنظيم المجتمع. إنها مأساة لروسيا ولجاراتها القريبات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أن يكون على قمة النظام فلاديمير بوتين، وأن يسولي الأعوان على الكثير من أصولها. وتحول حكم الحزب الواحد إلى حكم اللمسة الواحدة بواسطة زملاء بوتين السابقين من الاستخبارات الروسية «كي جي بي» والكرملين وغيرهم من الفاسدين المتنوعين.

لكن ليست هناك «بوتينية» يمكن تصديرها بعيدا خارج حدود روسيا. فالقومية الروسية القديمة ورأسمالية الجماعات أو العصابات لا تقدم بديلا للعالم، إذ لا توجد فيها رؤية ولا نظام عالمي للقيمة.

مهما كانت عيوبها ووحشيتها فإن الشيوعية كانت فكرة كبيرة، أرضت على مدى عقود عقول الناس الأذكياء، وإن كانوا مضلَلين، وألهمت الأمل «بالخلاص» للملايين عبر العالم. ومن غير المحتمل كثيرا أن يلهم بوتين المثل لأي شخص سوى الجموع التي حيته في موسكو يوم الثلاثاء بعد خطابه الناري مقرعا الغرب، وربما بعض المواطنين من أصل روسي في شبه جزيرة القرم وأماكن أخرى في روسيا «قرب الخارج».

من الخيال أن نتصور أن يكون هناك قادة للمزارعين في أميركا الجنوبية وآسيا وأفريقيا يقاتلون من أجل عقيدة ثورية يبشر بها من موسكو، كما فعلوا أثناء الحرب الباردة. «يا عمال العالم اتحدوا.. من أجل أرباح شركة (غازبروم)!» ليس شعارا جاذبا.

لم يكن التهديد للديمقراطية الليبرالية والحرية خلال معظم فترة الحرب الباردة هو الجيش الأحمر أو ترسانة الاتحاد السوفياتي النووية، بل كان آيديولوجيا بدت لزمن طويل وكأنها تقدم بديلا للرأسمالية والقيم الغربية. لكن ذلك كان وهماً، وهماً شارك فيه الكثير من الناس في الغرب. لكن ليس هناك احتمال أن يستيقظ سكان العواصم الأوروبية ذات صباح ليجدوا أن المفوضين صادروا وسائل الإنتاج.

إن كان ثمة تهديد فهو جغرافي وليس آيديولوجياً، وهو ضمن منطقة مغلقة في محيط روسيا. وعلى الرغم من حديث بعض المسؤولين في موسكو وبعض محاربي الأرائك في قناة «فوكس نيوز»، فليس هناك تحد عسكري عالمي، ولا صدام من نوع ثقافي أو خلافه. إن كان هناك أي شيء فهو عكس ذلك. فخلال معظم فترة الحرب الباردة كان هناك القليل من الروابط الاقتصادية أو التجارية بين الشرق والغرب. أما الآن فالتجارة مرتبطة كما لم تكن أبدا من قبل. وتصدر روسيا الغاز بكميات هائلة كما تصدر مليونيراتها.

بعد يوم من سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم هبطت بورصة موسكو بنسبة نحو 10 في المائة وإن انتعشت بعد ذلك. وخلال معظم فترة الحرب الباردة لم تكن هناك بورصة في موسكو. لكن هناك صدى صوت للحرب الباردة يدعو إلى الاكتئاب، إذ قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الديمقراطية «لن تُسرق أبدا بالطلقات أو الغزو»، قول مثل ما قاله أسلافه في الستينات والسبعينات.

تحدث القادة الأميركيون خلال الحرب الباردة عن «دحر الشيوعية» و«تحرير الشعب الأسير خلف الستار الحديدي»، لكنهم لم يفعلوا شيئا يخاطر بالنزاع المسلح وبالتأكيد بعد أزمة الصواريخ الكوبية.

كانت الحروب الساخنة تتم بالوكالة، باتفاق غير مكتوب بأن القوى الكبرى لن تواجه بعضها البعض في أي مكان قرب الستار الحديدي ذاته. وعندما ارتكب السوفيات بعض الفظاعات في المجر عام 1956 وفي براغ عام 1968، وصف رئيس أميركا ورئيس وزراء بريطانيا ذلك بأنه «غير مقبول» ثم عادا وقبلاه.

وكانت تلك تقديرات مقبولة تماما: لم يكن هناك من هو مستعد في الغرب لخوض حرب من أجل بودابست. كانت الخطابات السياسية المبالغ فيها هي السمة، والوعود الضمنية التي لا يتم الوفاء بها، والتي تركت طعما مريرا من النفاق. وعندما أتت اللحظة الحاسمة وسقط جدار برلين وانهارت الإمبراطورية السوفياتية، كانت أوروبا الشرقية هي التي حررت نفسها، ولم يكن للآخرين كبير تأثير على ذلك على الرغم من الشعور بالنصر والتفوق في الغرب.

والآن استبعدت الولايات المتحدة وأوروبا أي رد عسكري على أزمة شبه جزيرة القرم. والدول الأوروبية الكبرى تعارض فرض أي عقوبات كبيرة، مما يعد مناسبا باعتبار التكاليف المحتملة الباهظة في وقت هشاشة اقتصادية كبيرة تعاني منها القارة.

ما يعد غير مناسب هو تصعيد الخطابات حول الحرية والديمقراطية التي لم تحقق الكثير خلال الحرب الباردة، والتي من المحتمل ألا تحقق الكثير الآن أيضا.

هذا ليس زمن الغلو والنفاق. والشيء الذي يجب أن يفعله القادة الغربيون بأمانة هو أن يخبروا أوكرانيا أنها وحدها، وأنه ليس هناك الكثير في الواقع مما هم مستعدون لتقديمه لها، وأن يعترفوا بأن قوتهم محدودة ومقيدة. سيكون ذلك هو الشيء الصادق الذي عليهم إخبار الناخبين الغربيين به أيضا.

* خدمة «نيويورك تايمز»
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

الصيد، حتي، في الماء الأسود!!

الصيد، حتي، في الماء الأسود!!nadinshamsedin

“نادين شمس الدين”، مبدعة أعطتنا أصابعها، منذ بداياتها، وعداً بالوقوف وراء إبداع ناعم سوف يترك خلفه في ذاكرة الثقافة الوطنية الكثير من الصدي ألأبيض، ماتت مؤخراً تعقيباً علي خطأ طبي، للأسف..

نهاية، بلا أدني شك، مؤلمة و فقيرة وغير لائقة بصاحبة الأصابع التي وقفت، علي الأقل، وراء القصة القصيرة، “الداخل .. الخارج”، التي تم اختيارها عام “2009” ضمن مجلد، “من عيون القصة المصرية”، الذي أصدره “المجلس الأعلى للثقافة” متضمناً مختارات القصة المصرية عبر الأجيال، وكانت قصتها القصيرة هذه قد نشرت ضمن المجموعة القصصية المشتركة “خيوط على دوائر” ..

و كان الضوء قد بدأ ينمو في اسم “نادين شمس” قبل ذلك العام بعام واحد، بفيلمها، “إحنا اتقابلنا قبل كده”، بطولة “نيللي كريم” و “آسر ياسين”، و إخراج “هشام الشافعي” ..

و أزعم أن كل ما انتمي إلي اصابع “نادين” بعد ذلك، أكد تحليقها في المطلق بأجنحة صحيحة ومفردات حريرية، كما أكد وعيها بأقصر الطرق لبلوغ نجمةٍ من نجوم المبدعين، وهي عادة نجومٌ أقلَّ بريقاً، مع ذلك، فهي نجومٌ أطول عمراً ..

فلأصابع “نادين”، فقيدة البياض، أثرٌ واضح في مسلسل “قانون المراغي”، و مسلسل “بالشمع الأحمر”، لكن ، كان لها أثرٌ أشدَّ وضوحها في مسلسل “موجة حارة” المأخوذ عن رواية ، “منخفض الهند الموسميِّ”، للمبدع الراحل “أسامة أنور عكاشة”، و هذا العمل، و ربما، لكن بتصرفات أقلّ ضجيجاً، كان الفيلم الوثائقيِّ، “مكان اسمه الوطن”، أيضاً، كان العمل الأكثر شبهاً بملامح أسطورة “نادين شمس الدين” التي عصف بها من كل الجهات “ورم في الرحم”، و طبيبٌ فاشل من أطباء “مستشفي مصر الدولي”، للأسف..

وأن تضمر ورقةٌ مسكونة بوجه “نادين”، و تسقط من شجرة الحياة في المجهول، حدثٌ صالحٌ لتنبيه الحزن في كل قلب فارغ من النوايا الملوثة، لكن، أن يوظف موتُها غير اللائق في خدمة السياسة، أو في خدمة شخص علي وجه الدقة، فهذه هي الخسة المطلقة ..

لذلك، أقسم بكل ما هو مقدس علي أن “جوزيف جوبلز”، وزير الدعاية السياسية في عهد “أدولف هتلر”، ذلك العهد الأوفر حظاً في الخسة والنذالة بين عهود الإنسانية، كان أرقي و أكثر نقاءاً من الكثيرين من المنتمين إلي صناعة الإعلام في مصر، الآن ..

ذلك أنهم، و أثق أن هكذا سقوطاً أخلاقيَّاً كان سيغضب “نادين شمس” نفسها، بعد لحظات من ولادة الضوء في خبر موتها، وهو موت دارج يحدث مثله في مستشفيات القاع يومياً عشرات المرات، قفزوا، بالأمر المباشر، من خلال الخبر مباشرة للنيل من سمعة كل أطباء مصر، فأصبحوا، المضربين الخونة، و الجشعين الذين لا يراعون شروط المرحلة “الدكيكة” التي تمر بها البلاد، و يطالبون بتطبيق الكادر!!

أيوه كده، هات م الآخر..

عيب، من أخطأ يحاسب، هذا كلُّ شئ، أو فمرحباً بالظلام و بالردة إلي عهود “محاكم التفتيش” ..

لقد اختبرتُ منذ عدة أعوام العمل في إحدي مستشفيات وزارة الصحة لفترة قصيرة، عرفت خلالها بعض الأطباء، شباباً، و كهولاً، و شيوخاً، كانوا، و أقسم علي هذا، يحصون الأيام المتبقية للحصول علي الراتب بتصرفات أكثر حدة من الفنيين و التمريض، أكثر من هذا، رأيت طبيباً أكثر من مرة وهو يرتدي قميصاً مثقوباً فوق الصدر، أقسم أيضاً علي هذا..

ليس كل ما يلمع ذهباً، فلا كل الفنانين “عادل إمام”، ولا كل الأطباء “علي مؤنس”، ولا كل الأطباء أطباء “مستشفي مصر الدولي”، وهي بالمناسبة مكان لا يلائم إلا القادرين جداً ، فتكلفة العلاج هناك فاحشة جداً !!

إن للنجاح وتربية الثروات أسراراً مغلقة إلا في وجوه الأقلية ، حقيقة لا تحتاج إلي الوقائعية للحكم علي امتلائها ..

لذلك، فالغالبية العظمي من الأطباء في مصر أطلالٌ براقة، و يحق للأطباء، بحكم شهرة المنتمين إلي هذه المهنة في تبذير أعمارهم بين الكتب والأمراض ومطاردة الجديد في منظومة المعرفة الطبية التي تتضاعف كل صباح، و بحكم شهرتهم أيضاً في أنهم عادة أصحاب أعلي الدرجات في كل المراحل الدراسية، أن يحيوا حياة كريمة، لا أقول كالتي يتمتع بها سادتنا، أولئك الناجحون عادة علي الحافة، بل مجرد حياة كريمة لا أكثر..

و مما يدعو إلي الموت في متون الألم أن موت “نادين شمس الدين” الذي ترددت حوله، وما تزال، أصداءٌ مضللة، واكب حكماً بإعدام “529” قلباً من الإخوان المسلمين دون أن ينبه هذا الخبر نظرية !!

“529” مصرياً الآن أصبحوا في مواجهة الإعدام، تلك العقوبة المشبوهة التي لا تتمتع الآن في أي مكان في الكون باحترام يذكر، حدث هذا بعد ساعات من بداية نظر المحكمة في قضيتهم، و أزعم أن ذاكرة التاريخ قد التقطت هذا الحكم بعد دقائق من صدوره، و أزعم أن أصداءً تتجاوز مصر سوف تنجم عنه، و أحزاناً مؤجلة !!

من أنت لتزهق كل هذه الأرواح بعدة مفردات ؟!

أختلف، كالكثيرين غيري، مع الإخوان المسلمين فكرياً، و أري أنهم أكبر الضالعين في استدراج مصر إلي الحفرة الراهنة، مع ذلك، أنا مستعد للدفاع عن حقهم في الحياة وإن كانت خسارة الحياة نفسها هي الثمن، فالاختلاف في طريقة النظر إلي الأمور لا يفسد للود قضية !!

ماذا تريدون من مصر و المصريين ؟!!

أقرُّ، بالنيابة عن كل المغيبين مثلي، أن المشير “عبد الفتاح السيسي”، نبضُ مشئية إلهية لإفساد المؤامرة الكونية علي مصر، أكثر من هذا، أقر أن “عبد الفتاح السيسي” نبيُّ الله ورسوله، وصفيُّه من خلقه وحبيبه، و أن قصر “تاج محل” قد اهتز يوم مولده، و انطفأت الشعلة الأولمبية، و جفت “بحيرة ناصر”، و سمع المصريون صوتاً يصيح من السماء الرابعة : “كاتش كادر في الالولو” ..

كما أنني أتمني، و أقسم علي هذا بكل ما هو مقدس، أن يصبح فعلاً رئيساً للجمهورية، لكن السؤال المتطلب هو، ماذا بعد أن يصبح رئيساً للجمهورية ؟!

أسأل كل القوي الإيجابية في الطبيعة أن تجعل من الأرض لجسد “نادين” أفعال حنان، و أن تضرب ماءنا الثقافيَّ الآسن بـ “موجة حارة” تملأ الفراغ الذي أصبح بفقدها بديناً، وداعاً “نادين شمس الدين”، وداعاً ..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

التزامات الغرب تجاه أوكرانيا

مادلين أولبرايت وجيم أوبراينkrimearef
عندما يجتمع الرئيس أوباما مع حلفاء الولايات المتحدة من الدول الأوروبية، سيتطرق الاجتماع إلى كيفية صياغة استراتيجية مناسبة للرد على النهج السياسي الطائش الذي يتبناه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وينبغي أن تؤكد تلك الاستراتيجية على أن المنظور الذي يرى بوتين العالم من خلاله يقوم على مجموعة من التخيلات التي تنطوي على قدر كبير من الخطورة.

كانت العلاقة بين روسيا ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل أشبه بلغز يحيط به الغموض في غياهب أحجية لا حل لها. أما في عهد بوتين، فيمكن وصف الخطاب السياسي الروسي بأنه أقرب إلى خيالات تلفها الأوهام المغلفة بالعديد من الأكاذيب. ربما يظن بوتين أن الأوكرانيين شعب فاشي يسعى إلى مهاجمة الروس، لكن ذلك الظن غير صحيح، إذ إن جميع القوى السياسية ممثلة في الحكومة المؤقتة، كما لم يرصد أي من المراقبين من خارج أوكرانيا أي دليل على وجود حملات تدعو للعنف ضد الروس.

لم يكن تفكك الاتحاد السوفياتي هو أكبر كارثة في القرن العشرين، كما يقول بوتين. فقد كانت أكبر كوارث القرن الماضي تتمثل في الحرب العالمية الأولى التي اندلعت بسبب غياب القيادة وعدم وضوح الأولويات، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية التي اشتعلت شرارتها عندما جرى استغلال النعرة العرقية كذريعة للسيطرة على دول أخرى، ثم جاء نصف قرن مارس خلاله نظام شمولي استبدادي كل أنواع القهر ضد شعبه وجيرانه. كانت الكارثة الأولى نتيجة سوء الفهم، والثانية كانت بسبب مجموعة من الأكاذيب الواضحة، أما الثالثة فقد حدثت بسبب القوة المتوحشة.

بعد انهيار الإمبراطورية السوفياتية كان الأمل يحدو الجميع في إنشاء أوروبا موحدة وحرة، وأن تكون روسيا جزءا منها. لكن روسيا في عهد بوتين، النصير الأول لنظرية تعديل التاريخ، أنفقت أكثر من عشرين عاما وهي تتعرض للإهانة، وكانت غير قادرة على استرجاع قوتها، أو إقناع الآخرين بمواقفها ووجهات نظرها، أو منع الآخرين من استعراض قوتهم. لم يخبر بوتين الروس عن إمكانياتهم ومصادر قوتهم التي تمكنهم من اللحاق بالركب العالمي، بل على العكس، راح يوسوس لهم بأنهم ضحايا وأن العالم من حولهم يمتلئ بالأعداء. في الواقع، تبدو روسيا اليوم أكثر رخاء مما كانت عليه خلال العهد السوفياتي، كما أن مواطنيها يستفيدون كثيرا من انخراطهم في المجتمع الدولي.

ومع التسليم بأن ما فعله بوتين في شبه جزيرة القرم يعد مخالفا للقانون الدولي، يبدو مثيرا أنه يحاول تبرير أفعاله من خلال الاستشهاد ببعض السوابق، التي لا تستند إلى حقائق. فبوتين يقول إنه يفعل ما فعله الآخرون في كوسوفو، لكن ذلك ببساطة ليس صحيحا. فخلال فترة تسعينات القرن الماضي، كانت جميع التدخلات الدولية في البلقان تقوم على موافقة ومشاركة ومراقبة عدد كبير من الدول من خلال المنظمات العالمية والترتيبات غير الرسمية، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وكانت بعض الخطوات يجري اتخاذها من خلال اللجوء إلى القوة بعد استنفاد جميع الحلول الدبلوماسية.

استغل بوتين هذه الأكاذيب، ولجأ إلى القوة العسكرية والدعاية – أدواته المتاحة – وتحرك في مكان تقطنه غالبية روسية وحيث يعتقد أن التلاعب بالتوترات العرقية قد ينجح. إذا كنا صدقنا مذهبه بـ«مساعدة» الأقليات التي ليست في خطر، فسوف يصبح العالم أكثر خطورة. والرد القوي فقط هو الذي سيحظى بالفرصة لمنع هذا السيناريو من أن يتكرر. قد لا تنصت روسيا بوتين، لكن الدول في جميع أنحاء العالم تترقب لترى رد الولايات المتحدة وحلفائها.

إلى هنا نكون قد حققنا بداية جيدة. فقد وقع الاتحاد الأوروبي اتفاق شراكة مع أوكرانيا. وقد دعمت الولايات المتحدة وغيرها المراقبين الدوليين، وعززت حلفاءنا في أوروبا الوسطى والشرقية، وتعهدت بتقديم الدعم المالي والأمني للحكومة الأوكرانية المؤقتة. وهناك عقوبات قد فرضت بالفعل بها ضد من انتهكوا القانون الدولي، وسيكون هناك المزيد.

لكن هذه الخطوات، وتلك التي ستليها، يجب أن تكون في خدمة رؤية استراتيجية أوسع. وأفضل مبادئ يمكن الاستفادة منها هي تلك التي وجهت الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، وهي أن لكل بلد أن يقرر علاقاته الخاصة، وأن أوروبا ينبغي أن تكون ديمقراطية وحرة وغير مقسمة.

ينبغي أن تتضمن الاستراتيجية ثلاثة محاور:

المحور الأول هو وضع المناطق التي يزعم بوتين ضرورة أن تظل موضع نزاع. ينبغي ألا تتدفق المساعدات إلى القرم، وألا يمنح مسؤولوها الاعتراف الدولي. ويجب على المسؤولين الأوروبيين والأميركيين وصندوق النقد الدولي مساعدة أوكرانيا بالمال والخطط والمستشارين.

المحور الثاني، ينبغي على الرئيس وحلفاء الولايات المتحدة أن يظهروا لقادة روسيا وشعبها أن روسيا لن تكون موضع ترحيب إذا ما رفضت أن تكون عضوا مسؤولا في النظام الدولي. وأننا نرحب بمن يقيسون عظمة بلادهم بثرواتها، ومشاركتها مع العالم، واستقرار علاقاتها مع الدول المجاورة، لا عن طريق القوة العسكرية على حدودها فقط.

ليس لنا أن نقول من يحكم روسيا. ولكن سلطة بوتين تكمن في دوره كحكم بين 400 رجل يلقبون برجال السلطة يستفيدون من البنوك والشركات التي تسيطر عليها الدولة. ينبغي عليهم أن يحسوا بجريرة أفعالهم. يجب أن تخضع أصولهم المالية للتدقيق والمنع عند عبورهم الحدود الدولية.

المحور الثالث، والأكثر أهمية، ضرورة أن تتمخض رحلة الرئيس أوباما إلى أوروبا لحضور مجموعة السبع والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن استراتيجية للدول المجاورة لروسيا. يجب أن يكون جوهر أي استراتيجية خلق علاقات اقتصادية واجتماعية دائمة لأوكرانيا مع الغرب.

هنا يمكن أن نستخلص درسا من البلقان. فعندما انتهت حرب كوسوفو في عام 1999، خلص الرئيس بيل كلينتون إلى أن الدول الضعيفة في المنطقة، التي مزقتها الانقسامات العرقية، لا يمكن أن تزدهر. وتعهد على الفور في القمة التي عقدت في سراييفو بضم تلك الدول إلى أوروبا ديمقراطية وحرة.

ينبغي على أوباما وحلفائنا تقديم تعهد مماثل الأسبوع المقبل واتخاذ خطوات فورية لدعم استقرار الاقتصاد الكلي في أوكرانيا والدول الرئيسية لدمج شركاتهم في العلاقات التجارية والسماح لشعوب المنطقة بفرص مواصلة التعليم والعمل، بصورة عصرية. فمن شأن مجتمع عبر الأطلسي قوي منصوص عليه في اتفاقية التجارة عبر الأطلسي المقترحة توفير نقطة جذب للبلدان التي تدرس رفض الاتحاد الأوراسي.

بيد أنه ينبغي أن نعترف بأهمية أن يتمكن الأوكرانيون من الدفاع عن أنفسهم. وعلى الرغم من أننا بدأنا تقديم بعض المساعدات غير القاتلة، فينبغي على الرئيس التراجع في الاقتراح السابق بوقف تمويل برنامج تحديث الجيش الأوكراني. تحتاج الحكومة الأوكرانية المساعدة أيضا في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإلكترونية والمساعدة في حفظ الأمن، خاصة في عمليات مكافحة الشغب.

وخلال استعدادات الأوكرانيين للانتخابات الرئاسية في شهر مايو (أيار) المقبل، فإنهم سوف يلجأون إلى القادة القادرين على مساعدتهم على العيش كما يريدون. فقد أوضح الشعب الأوكراني منذ الثورة البرتقالية رغبته في المشاركة في أوروبا. لكن قادتهم خذلوهم، وكذلك المجتمع الدولي، الذي لم يولهم اهتماما كافيا.

لا يحدث في كثير من الأحيان أن تمنح دولة فرصة ثانية. وقد حصل الأوكرانيون وقادة العالم على واحدة بالفعل. فقد أعقبت الحرب العالمية الأولى الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. ولن يغفر التاريخ لهؤلاء المسؤولين إذا ما وقعت حرب باردة أخرى.

* مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية خلال الفترة من 1997 إلى 2001 وجيم أوبراين مبعوث إدارة الرئيس بيل كلينتون إلى البلقان

* خدمة «واشنطن بوست»
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment