كثرة الوضوء ومرض الوسواس القهري

بعد سن الأربعين يظهر على بعض الناس إصابتهم بمرض(الوسواس القهري) والذي يقال بأن سببه زعزعة الثقة بالنفس أو salafiالنقص في هرمون(السيرتونين), ولكن هذا المرض ينشأ مع المسلم منذ نعومة إظفاره وليس له علاقة لا بالسيرتونين ولا بالأدرينالين وله علاقة واحدة وهي الثقافة الدينية التي تجعل الفرد ليلا ونهارا يقف على المغسلة للاغتسال لأداء فروض الطاعة الدينية في عملية يتصور فيها المسلم نفسه في كل لحظة وفي كل دقيقة بأنه إنسان نجس أو غير طاهر وبعد قليل عندما يتوضأ سيصبح أطهر إنسان في هذا العالم,وهذا يعمل على إحداث القلق في شخصية المسلم فيبقى طوال النهار وهو يحتسب فيما قدمه من فروض الطاعة ويبقى يشك كثيرا في أنه سيدخل الجنة أو النار ويبقى طوال عمره وهو يفكر في الموضوع وقد قرأت وسمعت كثيرا من الناس عن قصة العابد الذي ركع لله 500 سنة وفي النهاية لم يدخل الجنة علما أن القصة كلها مبالغ فيها كثيرا وخصوصا عن الأعمار ولهذا حديث آخر ليست له صلة بالموضوع ,وهذا النوع من التفكير يعتبر ظاهرة أو عَرَضاً من أعراض مرض(الوسواس القهري), وقرأت مرة قصة قصيرة عن أحد الصالحين الذي تعذب في قبره لأنه كان لا (يستبرئ من البول) علما أن ثقافة الاستحمام والاغتسال من الممكن أن تتم بصورة أخرى دون أن يصبح الوضوء فرض ديني لازم ومن ثم ليتحول هذا الفرض إلى مرض الوسواس القهري, وكل الدلائل والإشارات تشير إلى أن كثرة اغتسال المسلم ظاهرة مرضية وليست ايجابية في شيء,وأنا هنا لست ضد الصلاة ولست ضد الاغتسال ولكن حين يصبح الاغتسال مرضاً يكون من الطبيعي أن نقف جميعنا مع المصاب بهذا المرض لتطهير المصاب به من الاغتسال نفسه وهذا يعني مرة أخرى بأنه لدينا مصابين بالوسواس القهري على وجه الكرة الأرضية بعدد ما يعيش على وجه الكرة الأرضية من مسلمين,وأعراض هذا المرض(الوسواس القهري) كثيرة جدا وأهمها,أولا وقبل كل شيء كثرة الأفكار المكررة جدا وبحثها وخصوصا إذا وقع المصاب في مشكلة تجده طوال النهار يتحدث عنه وتستغرق من صحوه أكثر من 90% وتحتل أهم الأحداث بالنسبة لديه ولا يكون لديه أي قابلية للتوقف عن البحث فيها,وتجد المصاب ينتش شعر رأسه كثيرا وإذا كان يلبس ملابس قطنية نجده كثيرا ما يقوم لنتشها,ومن الغريب جدا أن أصحاب هذا المرض يهتمون بترتيب الأشياء ترتيبا أنيقا فتجدهم طوال النهار وهم يحومون في المنزل من أجل ترتيبه في حالة مبالغ فيها إلى حد الهوس أو (الولع) كما يقول بعض علماء النفس, وهذا ما يصيب المسلم أثناء الوضوء حيث يهتم بالموضوع كثيرا إلى درجة الهوس والولع بالشيء فتجده طوال النهار وليس له شيء سوى الاستحمام والتطهر في طقس ديني اسمه كثرة الوضوء, وتظهر أعراض أخرى على المصابين بمثل هذا المرض مثل الاهتمام بالأشياء الثانوية وغير المهمة بينما هي تكون لديهم هم وحدهم ذات أهمية كبيرة عن دون كل الناس ,في حين أنا وأنت لا نعتبر بأنها تستحق كل هذه الأهمية أو كل هذا الاهتمام, وكذلك كثرة الحساب وكثرة إدراج التوقعات والتخمينات في حالة جلوس المريض مع نفسه أو حين يرسل العنان لأفكاره فيذهب المسلم في طقس ديني في أواخر الليل تحت غطاء قيامة الليل وهذه الزيادة في العبادة تعتبر بجد مرضا قهريا وظاهرة غير صحية,وأكثر المصابين بهذا النوع من المرض يذهبون إلى باب المنزل للتأكد من أنه مقفل أم غير مقفل وذلك أكثر من مرة ومرتين حين يريدون الخلود للنوم, وتجد المصاب بهذا المرض يسألك أكثر من مرة عن رائحة عطره أو هل توضأ أم لم يتوضأ؟أو هل أنا طاهر أم غير طاهر؟وهل أغلقت الشبابيك أم لم أغلقها؟وهل غسلت يداي أم لم أغسلها؟ وكذلك المرأة المصابة بهذا المرض تسأل أكثر من مرة عن ملح الطعام هل وضعت الملح أم لم أضعه؟ وهل هو زائد أم ناقص؟ والغالبية من المصابين بهذا المرض يلجئون إلى كثرة الاغتسال وخصوصا من الجنابة أو غسل اليدين إلى المرفقين في كل ساعة وفي كل دقيقة,وتعاليم الإسلام حافلة بمثل هذه التصرفات والمسلم ليس لديه طوال النهار إلا الاغتسال أكثر من خمس مرات في حالة إخراجه للهواء أو في حالة تبوله أو إخراجه للبراز وهذه الظاهرة تعرف باسم (الوضوء) علما أن مفسدات الوضوء كلها غير صحيحة أو مبالغ فيها فلا توجد علاقة بين كثرة الوضوء وإخراج المسلم للهواء وبعد ذلك غسل اليدين والأرجل والمضمضة وغسل الأنف ومسح الرقبة وهذا السلوك ليست له تسمية إلا واحدة وهي المبالغة جدا أو أن المصاب بهذا السلوك هو صريع مرض الوسواس القهري, وأعرف رجلا عمره تقريبا فوق السبعين سنة حين يريد دخول الحمام يلبس جزمة طويلة تصل إلى الركبتين وفي كل مرة يدخل فيها الحمام ليتوضأ لأتفه الأسباب لاعتقاده بأنه غير طاهر وهذه حالة من حالات مرض الوسواس القهري, وكذلك النساء المسلمات لديهن تصورات للوضوء والاغتسال مثل التصورات عند الرجال وأغلبيتهن لديهن شعورا أنهن دائما غير طاهرات ويلجأن لكثرة الاستحمام أو لكثرة الذهاب إلى الحمام من أجل التطهر وهذه حالة من حالات مرض الوسواس القهري, وكان لي زميل في العمل ما زال على قيد الحياة إذا أراد الوضوء يقيم الدنيا ويقعدها ويحفظ كثيرا من الأدعية عند دخوله المرحاض وعند خروجه منه في منظر مسلي ومضحك ,وهذا معناه مرة أخرى أن معظم المسلمين يحملون هذا المرض على أكتافهم,وتشكل تصرفات المسلم من هذا النوع أكبر عارض لإصابته بمرض الوسواس القهري, كذلك يرافق هذا المرض إيجاد أي شيء وادخاره بسبب التوقع للحاجة إليه أو لاعتقاد المريض بأن هذا الشيء له أهمية كبيرة لا أحد يعرفها أو يقدرها إلا هو ويعيب على الآخرين بقلة الوعي والإدراك وفي حارتنا التي أقطن بها رجال كثيرون لدى كل واحد منهم صندوق يسمونه(صندوق العِده) يحفظون به (البراغي ,المسامير,أسلاك كهرباء,كبسات كهرباء,حنفيات خربانه ,السوامين ,الرنديلات ,جلد الغاز,) على مبدأ كلشي بلزم,في مشهد مثير للضحك وللسخرية.

وتعايشت طوال حياتي مع أناس أثناء توقيع اتفاقيات معي على العمل وهم يتعبونني جدا أثناء تفكيرهم بهذه الطريقة طوال النهار:هل أنا غالب أم مغلوب ؟أم أنالا غالب ولا مغلوب؟وشاهدت كثيرا من الناس الذين يحتفظون في بيوتهم بأشياء غريبة جدا مثل دفع فاتورة التلفون منذ 20 سنة وكذلك فواتير الكهرباء وبعض الكفالات للأدوات الكهربائية التي مضى عليها أكثر من عشرين عام أو عشرة أعوام,وفي كثير من الأحوال تنتهي خدمة بعض الأدوات الكهربائية وتخرج من المنزل مثل النعش على نقالة الموتى بينما يحتفظ أصحابها ببعض الأوراق الثبوتية التي تثبت أحقيتهم في ملكيتها أو تجد لديهم وصولات مالية قديمة جدا وعمرها أكثر من 15 سنة.

وعلى فكرة الكلاب والخيول وبعض أنواع الطيور والإنسان هم وحدهم من يصاب بهذا المرض.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

هلو عيني هلو

في كل مجتمع هنالك نسبة شذوذ جنسي ، وفي رأي الحكومة الإعلامية والتي أعطتها أسماء ومسميات كثيرة ومختلفة …ft6 (3)

وهي إشارة (( إجازة )) قانونية لممارستها علنا …؟. وأبتعادها عن المفاهيم الدينية …

والتي كانت تصنع لها القوانين والأنظمة كافة …

فالاديان الثلاثة السماوية ، والأديان الأخرى الوضعية او المدنية او الفلسفية كلها تحرمها ، وما عليكم إلا قرأة تلك النصوص …

بالإجماع يجتمع على تحريم الجنس قبل الزواج ، وممارسة الشذوذ الجنسي حالة عامة في كافة الأديان …!.

نسمع قصص كثير ة عن مايدور في البيوت الدينية في كل مكان في العالم عن ممارسة الشذوذ الجنسي بين المربيات الفاضلات وبين رجال الدين الأفاضل ، وقد تكون مجرد إشاعات …

ولاشك بانهم بشر ويحتاجون للجنس … ولكن قوانين وضعها البشر …!. حرمت تلك الحالة الطبيعية ، وبالغت بها ، فلهذا نجد تلك الإشاعات والأخبار تنتشر ، وهنالك جانب اخر لتلك الإشاعات …وهي اللذة في سماع هذه الأخبار ، وهذا يعني الجمهور ليتسلى …

اما ان يكون دين واحد فقط هو الملام ..!. فهذه وقاحة وقلة أدب ، وحقد من طرف معين ، اما مدفوع الثمن او الكاتب لديه عقدة معينة من نفس الحالة ، او هنالك خلل في حياة هذا الانسان المعقد …!. فالبشر بشر … ارحموهم من سجن الكتاب ، وسوف ترون النتيجة الكل يتهم الكل ، والحقيقة الكل خاطئ ، وليس هنالك احد مصيب لانها عندما نرى غيرنا ننسى أخطائنا وهذه هي المصيبة …

هنالك دعوة لممارسة الرذيلة تحت عنوان الحرية …!.

هنالك دعوة لممارسة الشذوذ (( المثلية )) تحت عنوان الحرية…!.

هل هي دعوة لإسقاط الأخلاق العامة لكي تعم الرذيلة الأرض وبالتالي يستولي عليها الأشرار …؟.

ان من يساهم في نشر الرذيلة ، يساهم في مؤامرة على المجتمع ، وخصوصا عندما يكون له التزام ديني معين ، وهذا عكس المنطق قانونيا …

ولكن هنالك من يسمح للآخرين بنشر غسيل هم لكي يضحك عليهم (( كيدهم بينهم )) ويخرج نبيا في الوجه …

أخيرا ماذا نسمي شخصا يدعو للرذيلة او الدعارة … أرجو الإجابة ، والكل يعرف الكلمة …؟.

اما الحكومة الإعلامية تسميه مناضل جنسي …؟. من طيح الله حظ السفهاء منا ….!.

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار !!!

عبد الرزاق عيدAbdulrazakeid

هكذا عبر الشاعر السوري والعربي الأعظم في القرن العشرين الراحل نزار قباني ، عن بنية العقل العربي (البياني) وفق ثلاثية الراحل د. محمد عابدالجابري المفكر العربي المغربي الأهم والأبرز في العقود الأربعة الثقافية العربية الأخيرة، في ثلاثيته عن (البيان والعرفان والبرهان ) …

نزار قباني الصوت الأنقى والأصفى والأصدق، لما عبر عنه في مايسميه االجابري (البطانة الوجدانية) للعقل البياني العربي …بنزاهته وشعوريته الطازجة والبريئة للوجدان القومي العربي، قبل أن يجتاح بالإيديولوجية القومية (البعثية والناصرية ) ولذلك كان القباني الهاجي الأعظم للحاكم (السياف العربي) في صورة القزم المتعملق (النافق المقبور الطاغية الأسد الأب المؤسس للرعاعية الحثالية الأسدية الاستيطانية …
هذا التأقطب العاطفي والوجداني الذي عبر عنه الراحل العظيم (قباني)، كان مفهوما على مستوى (البطانة الوجدانية الشعورية) للشعور القومي الوجداني العربي الطازج، كما نلاحظه اليوم عند الأخوة في الوطن والتاريخ (الأكراد) …
لكن انعدام هذه المنطقة الوسطى المفهوم والمشروع عاطفيا، كان وظل يشكل عائقا وإشكالا على المستوى المعرفي والعقلي النظري للأمة ..
وهو أن العقل العربي (والشرق الأوسطي ) عموما،يلتبس عليه الحال بين المشاعر والمقال،أو ما سماه جدنا العظيم ابن رشدحول ضرورة الفصل ( في المقال مابين الشريعة والحكمة من اتصال) ..
هذا الأمر شكل لنا دراما حياتنا العقلية والفكرية والسياسيةالمجتمعية والفردية الشخصي

.. فعندما ناقشت أطروحة الدكتوراه في بداية سنة 1983 في جامعة السوربون الفرنسية، قال لي رئيس لجنة المناقشة اليساري الفرنسي أني (ملكي أكثر من الملك ) أي يساري أكثر من اليسارييين …

..، وعندما عدت إلى سوريا وبيئتها العقلية والثقافية والسياسية، رحت أواجه بتهمة الهرطقة (التحريفية ) اليمينية (حيث أيضا تهمة الملكية اليمينية أكثر من الملك)، التي بلغت حد الاتهام بانحرافي اليساري نحو اليمين حد السقوط بالـ (مارينزية الأطلسية) الذي سيتيح لي السقوط في بئر من الدولارات الأمريكية والنفطية …وأنا الذي لا أملك في فرنسا ترف أن أشرب فنجان قهوة على حسابي في عاصمة المقاهي في العالم (باريس …

في حين أن هذا الأمركان متاحا لي بسوريا رغم اضطراري للعيش كصاحب بقالية صغيرة في حلب أظن أنها تدمرت اليوم، بعد أن تمت مصادرة بيتي كإرهابي ..

إن ما قادني الحديث إلى ذلك أنني منذ ما قبل الثورات وحتى قيامها وخلالها وحتى الآن، كنت على يقين عقلاني برهاني أن جيلنا الفكري والسياسي (تاريخيا وليس فرديا) بتياراته: (البيانية : القومية ) -والعرفانية :الإسلامية ) -والبرهانية :اليسارية)، أصبحت متقادمة وغير صالحة للاستعمال والاستخدام كمناهج وبرامج فكرية وسياسية …بغض النظر عن ضرورة عدم المساس بالبطانة الوجدانية العاطفية والمشاعرية (القومية والدينية واليسارية) .للمجتمع..

واعتبرنا أن الربيع العربي هو (ربيع جيل جديد عقليا وسياسيا )، لا يمكن أن يحكمه نظام الشموليات (العسكرية القومجية أو اليسارية البروليتارية الستالينية أو الإسلاموية الفقهية والأخوانية) لا مصريا ولا عربيا ….
ولذلك فهناك أخوانيون ومتأسلمون (معصرنون)، يعتبرونا أننا نقف مع العسكر لأنا لم نعلن مبايعتنا مع الأخوان…

وهناك عسكريون يعتبرون أننا إسلاميون متخفون وطائفيون نقف ضد العلمانية والحداثة… ما دمنا نقف مع الثورة الشبابية (الدائمة المتجددة الموجات) حتى النهاية ( هدف المجتمع المدني والديموقراطية )، بغض النظر عن حساسيات (بطاناتها الوجدانية ) الإسلامية أو القومية أو العسكرية …

إذ -بالنسبة لنا -يكفي أنها ستضع حدا للوحشية والهمجية الأسدية ..وهذا أهم وأعظم انجاز في لحظتنا السياسية الوطنية الراهنة في وجه غزو المحور الطائفي الشيعي (الحالشي اللبناني والعراقي المالكي “المتأيرن”…

فطوبى لشبابنا السوريين المقاتلين في سبيل الحرية لسوريا (خارجيا وداخليا ) من الغزو الإيراني والاستعمار الأسدي الاستيطاني… في (كسب) على جبهة الساحل… وعلى كل الحبهات السورية..

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لا تلعنوا الثورات 1-4

الأديان اجهضت ثورات الشعوب الساعية للخلاص من حُكام السؤ . وحولت افراحها الي مآتم ..

حكام السؤ . لا يمكنهم الاستغناء عن الأديان كلعبة يسيطرون بها علي الشعوب . ويضمنوا البقاء في السلطة .

أجهزة أمن حكام السؤ . تسيطر تماما علي المؤسسات الدينية . وتجعلها تابعة للأنظمة . ومصير تلك المؤسسات الدينية وبقاؤها مربوط بمصير وببقاء النظام

الاديان ارتكبت الفظائع . بتونس – حيث أول ثورة – , وليبيا , وسوريا , ومصر , واليمن . والعراق .. عقب الثورات , وعقب سقوط حكام السؤ .

أجهزة أمن حكام السؤ . تنسق وتمرر جرائم الارهاب الأدياني . لتجبر الشعوب علي الاستغاثة بحكام الفساد . والتمسك بأحضانهم , واعادة انتخابهم , هم أو أحد فلولهم وأذنابهم ..
!!!

لا تلعنوا الثورات
أيتها الشعوب البائسة اعرفوا أعداءكم
طالما رضيتم بالأديان حبلاً يوضع حول رقابكم , سيظل حكام السؤ , يجرونكم بالحبل جراً , كما تُجر الخراف والنعاج .. فلا تلوموا سوي أنفسكم ..

لا تلعنوا الثورات
الثورات المدروسة باعتبارها علم تغيير المجتمعات , تأبي قياداتها الواعية . وضع حبل الأديان برقابها , كما الخراف والبغال .. فالثورات هي الحرية . والنهوض بالانسان وهي التقدم والرقي والتحضر .

لولا الثورة الفرنسية . لما كانت فرنسا الآن هي فرنسا , ولما كانت أوربا وأمريكا والعالم كله . كما الحال الآن ..
لا تلعنوا الثورات ( هكذا , جملة وتفصيلاً ) ..
لم يجرؤ رجال الدين في فرنسا . علي القول لقادة الثورة الفرنسية : ” هيا بنا لنصلي . في ميدان الكونكورد بباريس .. هيا لنصلي .. هيا هيا لنصلي ” .. !!
كلا كلا . لان الثورة الفرنسية , لم تقم علي الحاكم الطاغية وحده , لم تكن ثورة علي السلطة السياسية المستبدة وحدها , بل علي الدين وكهانه في نفس الوقت ( أعوان الطغيان , الخونة ) اذ طردت الثورة الفرنسية , كل هؤلاء شر طردة . خارج حياة الشعب .

أغلب الاختراعات الحديثة , التي تنعم بها البشرية كلها اليوم .. جاءت بعد الثورة الفرنسية .
لا تلعنوا الثورات ..
أيتها الشعوب البائسة .. الأديان من ورائكم , وحكام السؤ من أمامكم .
وعقولكم في رؤوسكم .. فاعرفوا عدوكم , لتنالوا خلاصكم .

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

كوارث خطيره فى استشهداد “ماري جورج “

بقلم :د. رفيق رسمىcopt

فتاة مصرية في مقتبل العمر، شاء قدرها أن تسير بسيارتها في عين شمس، أثناء مرور مظاهرة للإخوان ،

تضم ملثمين من رجال وسيدات ويحملون أسلحة آلية وطبنجات وأسلحة بيضاء وزجاجات مولوتوف. ،و” ماري” ليس لاعلاقه لها من قريب او من بعيد باى نشاط سياسى ، ماري لم تكن “صحفيه “تغطي الأحداث ، و لم يكن بينهم و بينها ثأر سابق .. ولا يعرفونها من قبل على الاطلاق ، بل هى خادمه اى ” تخدم الله فى احدى الكنائس ” تخدم ” لوجه الله دون مقابل ” المرضى والعجائز الغير قادرين ” مسلمين ومسيحين ” فى احدى الدور الخاصه بذلك، وكانت فى خدمتها تقوم بتوصيل الدواء لاحدى المريضات ،ولكن كان إرتدائها صليبا علي صدرها، ووجود بعض الرموز التي توحي أنها مسيحية في سيارتها، كافيا،.لتجمع االمئات حول السيارة، شيوخ ” يدعون معرفه الله ورسوله حق المعرفه ” و اخوان وسلفين ” يقولون انهم استلموا الدين الحق من الله مباشرا دون تحريف او تغيير “

والعديد من” الذقون “( يقولون انهم سيصلحون حال الدنيا كلها بالشريعه الاسلاميه “شرع الله ” )كل هؤلاء هجموا علي سياره بنت صغيره جريمتها الوحيده انها ” لابسه صليب ” ،و هجموا عليها ليطبقوا شرع الله وليصلحوا حا العالم اجمع … ،. اعتدوا علي السيارة وحطموها تماما، لحظات من الرعب شهدتها الفتاة المسكينة،هذا المشهد وحده كان كفيلا بموت ” ماري ” الفتاه رقيقه القلب ، صغيره السن ،وكان مجرد هجومهم الوحشى كافيا لارهابها وقتلها بالسكته القلبيه ، او ان تفقد اعصابها وتدوس بنزين باقصى سرعه فى سيارتها وتنفد بجلدها حتى لو قتلت منهم العشرات ، فلها كل العذر القانونى فى ذلك ، ولكن هناك قانون اخر فى قلبها الرقيق واخلاقها ” المسيحيه ” وتربيتها ” داخل الكنيسه “التى لاتسمح لها بذلك ابدا ابدا ، فتوقفت بالسياره رحمه بالمتجمعين حولها ، ورئفه بهم من ان تصيب احد ، وخوفا ان تدهس احد بالذئاب ، والتى كانت تعتقد ببرائتها و لحداثه سنها ورهافه حسها ” انهم بشرا” اما هم فلم يروا امامهم الا الصليب وجن جنونهم ، وخرجت شياطينهم جميعها ، ، أخرجوها من السياره ،وجردوها من ملابسها ، وقاموا بخنقها وطعنها بآلات حادة واسلحه بيضاء عدة مرات ، وتطاولو عليها بالايادى و ثم قاموا بالإعتداء عليها، حتي فارقت الحياة،،ومثلوا بجثتها،و أطلقوا عليها الرصاص .. فتكوا بها و حرقوا سيارتها في جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان.،. كل خطيئة ماري إنها وضعت صليبا علي صدرها وفى سيارتها , فنهشت الضباع والذئاب والكلاب لحمها بهذه الطريقة الوحشية …يا للخسة و الجبن هل يمكن لاحد ان يقول عنهم انهم بشر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وجاءت المصيبه الكبرى الثانيه

وخرج علينا مدير الطب الشرعى الاخوانى حتى النخاع ، بنفى ماحدث فى كافه وسائل الاعلام المصريه ، قائلا وان وفاتها بسبب رصاصه ولا وجود لطعنات او تعذيب او اعتداء جسدى عليها ، ونفى كل ماجاء على لسان شهود العيان للواقعه الذين حضروا الواقعة وشهدوا حفلة تعذيب “مارى ” قبل قتلها على يد ” من يريدون تطبيق الشريعه الاسلاميه شرع الله ” ، وجميعنا يعلم انه تم تعيينة وقت الاستبن مرسى بعد ان تم تهديد الدكتور المسيحى” جورجى ” بان يزور التقارير كما يريدون ، و رفض و تم الاطاحة بة و سافر لامريكا بعد تهديدة ،والكارثه الكبرى ان يظل فى موقعه حتى الان رغم معرفتنا بكل تاريخه والكارثه الاخطر ان يخرج علينا فى وسائل الاعلام وتسمع وتنشر له

وهو الكارثه الثالثه

الاعلام المصرى المخترق بكثافه من عناصر تكفيريه ” واخوان ، وكيف كانت التغطيه الغير مهنيه لهذا الحادث الاليم ، ثم اين القضاء ؟؟؟؟؟اين رجال الدوله ؟؟؟؟؟لم يستنكر احد

والكارثه الرابعه

كنا ننتظر من نشطائنا ومن منظمات حقوق الإنسان ( فى الداخل او الخارج ) التي صدعتنا بالكلام عن الحرية والديمقراطية والحقوق، والذين دافعوا عن حركه ” 6 الصبح” وكل الاخوان ، ان يكون لها رد فعل، سواء بتنديد او استنكار او ………………….. ولكن لاحياه لمن تنادى فلم تاتى لهم الاوامر بالعمل ممن يمولونهم ،من الخونة والجبناء ، منظمات حقوق الانسان يعيشون علي التمويل الأجنبي الذي هو ثمنه دماء المصريين، وخراب مصر ، هل عرفنا الان حقيقه منظمات حقوق الانسان ؟؟؟؟

الكارثه الخامسه

لقد كان المصريون لا يعتدون ابداً على أنثى هذه هى الأخلاق التى تربينا عليها لقد كان المصريون يتدخلون ويتسارعون بنخوه وشهامه ضد أى إنسان يتعرض لأى فتاة بالإهانة ، فاين كان الشعب المصرى من الماره الشرفاء

ومن هؤلاء الذين يتجمعون على فتاة لم تفعل شيئاً لهم ثم يقتلونها ابشع ميتة – هل هؤلاء مصريين – طبعاً لا – هؤلاء شياطين وينبغى التخلص منهم بقتلهم هم وعائلاتهم التى فشلت فى تربيتهم وصدرت للمجتمع شيطاناً فى صورة إنسان

السؤال الخطير الان الى اين يسير المجتمع المصرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المخرج. رفيق رسمى

Posted in فكر حر | 1 Comment

سيعود المسيح

سيعود المسيح,محملا بالبشائر الطيبة والأخبار السارة, سيعود المسيح محملا بالكلمات الهادئة ليريحنا من بصمات الثوار التي jesusmandezeأثقلت كاهلنا, سيعود المسيح وسيخلصني أنا شخصيا من هذا العذاب ومن هذه الحياة المقرفة مع الجهال والسحرة والدجالين, سيعود المسيح ومعه بطاقة العودة إلى الجنة, حيث هنالك كل شيء يسير على قدمٍ وساق, سيعود المسيح لينسينا أحزاننا وآلامنا وأوجاعنا ويشفينا من هذا المرض القاتل, سيعود المسيح ليرفع عنا أحمالنا الثقيلة وليخلع عنا الألبسة التي أجبرنا على ارتدائها, سيعود المسيح لينهي لنا هذه المأساة الحزينة, سيعود المسيح ومعه الصليب ليرفعه عاليا, سيعود المسيح ليقرر من منا الذي على خطأ ومن منا الذي على صواب, سيعود المسيح وسنشبع من هذه الحياة وسيلم لنا شملنا بعد أن فرقتنا الأيام والمذاهب والأفكار, سيعود المسيح ليخلصنا من حكم الطغاة وإلى الأبد, سيني لكل واحد منا بيتا صغيرا يضمه مع عائلته, سيؤسس لنا دولة الحب والمستقبل, وسيبني لنا مدنا طويلة وعريضة من الإخاء والمساواة, سيخلص العالم من شروره, وسيخلص الحاقدين من حقدهم, سيزف كل واحد منا إلى عروسه التي يلتصق فيها وإلى الأبد, سيعود المسيح ونحن سنعود معه إلى حياتنا التي بدأها أجدادنا معه, سيعود المسيح ولن يثنيه أحد عن عودته, سيقدم لكل واحد منا كسرة خبز وملعقة أرز, ستشبع بطوننا, وسيروي لنا ظمأنا, سيلتئم شملنا من جديد, وسنجلس أمامه في بيوتنا وسنرتاح جدا وأنا شخصيا سآخذ راحتي في الجلوس وسأجلس وأنا أمد بقدمايا على الأرض وسأجلس على الكرسي مريحا رجلي اليسرى على رجلي اليمنى, سيعود المسيح وسنأخذ راحتنا في كل شيء, وأنا شخصيا سأحكي كل شيء عن كل شيء, سآخذ راحتي في الكلام سأروي له الحكايات الطويلة والأمجاد المجيدة عن الذين صلبوا من بعده على الصليب, سأقول له كل شيء ولن أخاف أحدا, سأذكر له الذين نزفوا من عيونهم ومن قلوبهم, وسأقول له كيف آكل يوميا الخبز المغمس بالدم, سأجعله يشتم في وجهي رائحة الدم والعرق, وسأجعل وجهي وتقاسيمه تحكي عن نعمة المسيحية والبشارة في حياتي, سأتحدث معه عن الجرحى والقتلى والمعذبين في الأرض والسماء.

سيعود المسيح ولن ينتظر بعدها أحد عودته بفارغ الصبر, سيمتلئ هذا المكان بالحكماء وبالرومانسيين, سيعود المسيح من جديد وسيأخذ كل إنسان مكانه الحقيقي, سينتهي زمن الخوف والرعب والفساد الديني, سيبذل المسيح قصارى جهوده ليخلص الإنسان من العبودية لأخيه الإنسان, وسنأكل أنا وإخوتي على صحنٍ واحد, سأمد يدي أمام المسيح دون أن أخجل من أحد لأني سآكل حقي الطبيعي, سنمارس الحياة بشكل طبيعي جدا, سيعود المسيح وسنفرح جدا بعودته, سوف نبني له بيتا صغيرا وسنشتري له حذاء جديدا ولن ندعه يمشي حافي القدمين, سيعود المسيح وستزول دولة الظلام , سيخبر الحاضر منا الغائب وسيأتي الجيران ليشاهدوه في بيتنا , وستأتي الناس من الأماكن البعيدة والقريبة ليشاهدوا لحظة عودته إلينا, سنعمل في ذاك اليوم عرسا شعبيا أو عالميا وسنرقص فيه وسيغمى علينا من شدة الفرح, سيعود المسيح وسنفرح جميعنا بعودته وأنا شخصيا ستدمع عيناي وسأجد في وقتها من يكفكف لي دموعي, سيعود المسيح حتما وفي يده الصليب وسنحمل شارته إلى الكنيسة, سندخل جميعنا في مملكة الرب, وسيجد كل إنسان ما أضاعه من حياته, ولن يندم أحد على معاناته الكثيرة, ستفرح قلوبنا بعودته ولن يحزن أحد, سيعود المسيح ونحن سنعود معه, سنركب خلفه وسيجر الحصان العربة, لن يفلح الأشرار بعد اليوم, سيقدم لنا المسيح بعد عودته قطعة من جسده, سنراه كما نرى أنفسنا ملئ العين وحقيقة شاهدة وسنراه جسدا وروحا وقلبا رقيقا, سيعود المسيح وسيخلصني أنا شخصيا من البكاء الطويل, سيمسك بيدي وسأمسك بيده وسنعبر سويا عالم النور وإلى الأبد, سيعود المسيح وسيفرح الأطفال كثيرا بعودته, وستفرح الأرامل والثكلى والحزانى, سيفجر المسيح ينبوع الحب الذي نبحث عنه في كل مكان, ستنتصر شريعته السماوية, سيقدم نفسه مرة اخرى قربانا للرب, سيخلصنا من طبول الحرب التي تدق على أبوابنا, سينتزع من الشيطان سطوته وسيخرجه من أجساد وقلوب الدجالين, سينتهي الزمن الذي تعذبنا فيه كثيرا, سنتخلص أخيرا من كثرة التعب.

سيعود المسيح وسترتوي الأرض بالماء كما امتلأت بالدماء, وسنصحو على وقع أقدامه بينما تكون أمي مشغولة بإعداد كعكة العيد, ستعود البشارة إلى بيتنا وحارتنا ومدينتنا ودولتنا, سينعم الناس بالأمن والسلام, سيعود المسيح ولن يشرب بعده أحد من دمائنا ولن يأكل بعد عودته أحد من لحومنا, سنحتفظ بلحومنا لأمنا الأرض التي أرضعتنا والتي شهدت على قوة صبرنا وتحملنا,ولن يركب السياسيون على ظهورنا, سيعود المسيح وسنطمئن من بعد عودته على حياتنا ولن نخاف على أطفالنا من أن يأكلهم الذئب وستعود ليلى إلى منزلها وستكون جدتها بانتظارها وسيتزوج قيس من ليلى وجميل من بثينة وسينتشر الحب في البيوت وفي الشوارع وفي الأندية, ستفتح خزائن السماء أبوابها وسيأتي الفرج قريبا , سنفرح كثيرا وسنضحك كثيرا ونكون سعداء جدا في عودته وسنجد من يدغدغ لنا مشاعرنا وسنجد مكانا نصلي فيه ولن نخاف بعدها من أحد, سيعود المسيح وسيفصل بين الدين والسياسة والحماقة, وسيفصل بين الخير والشر…ثقوا بي سيعود المسيح.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

سالفة الطير الأصفر- سوالف عمو حمدان 2

(( سالفة الطير الأصفر ))swallo1

وداويها بالتي هي الداء …..

لاحظ أهل مدينة التمور الغنية ، مدينة العم حمدان ، وجود طير اصفر يأتي في الصباح ويذهب في المساء ، وتكررت الحادثة فذهب أهل العيان والأعيان ليستئنسوا برأي العم حمدان .

فقال : قد يكون جوعان .

فقالوا : ولكنه لا ينزل ليأكل .

فقال : قد يكون عطشان .

فقالوا هو قرب الغدير ولا ينزل ليشرب .

فقال : أعدكم قبل ظهور القمر يكون لدي خبر .

فرحلوا .!.

وارسل العم حمدان على الهدهد الأزرق من الوادي الأخضر ، وقال للهدهد لدي طلب فهل تساعدني ، فرد الهدهد ومن لا يساعد العم حمدان وقرية الخير التي كل يوم نأكل من خيرها ، وخصوصا تمورها ، فقص له العم حمدان قصة الطير الأصفر .

فأجاب الهدهد اعلم ذلك وسوف أقوم باللازم ، واطلق جناحيه للريح .

وبعد أسبوع عاد الهدهد وابلغ العم حمدان بان هذا الطير ليس من هذه البلاد ، وإنما عبر علينا من خارج الحدود ، وهو من المدن الحدودية المجاورة ، وهو مرسل للمراقبة والتجسس وعلمت بان عينه على قرية البيضة .

ماذا يريد من قرية البيض ، قال الهدهد بساتين نخيل التمور .

قال العم حمدان أريد أن تفعل الآتي : اطلب من الطير زيارة بستان التين ونحن سوف نضع ماء في فتحة التينة الكبيرة .

ولدي سرا – الطيور والبلابل تنقر التينة في الصباح ، وفي المغرب نأتي لنشرب ماء التين ، وبعد هنيئة يسكر البلبل وهذا سبب تعلمها التغريد ؟

للعلم فقط هذه رواية حقيقية وليست نسجا من الخيال .

فعل الهدهد واعترف الطائر الأصفر ورحل وبسبب تناوله الخمر ننسى أن يخبرها عنه بهذا .

عرف الهدهد بانه اهل تلك المدن سوف يغيرون على قرية البيضة يوم السبت وهكذا عاداتهم. …

استدعى أهالي البلدة والأعيان والشرطة وأمام الجامع والرهبان وقال لهم اني أعددت خطة وهي : إخراج عوائل قرية البيضة وتوزيعها على قراكم ويبقى الرجال ، وعلى الرجال الانسحاب والتخبي في الجداول قرب مدينتنا وترك هؤلاء يسرقون التمر ، واستغرب الجميع إلا صاحب الشرطة ضحك ، وقال خيرا تفعل وتفرق الجميع …

وكان موسم الحصاد (( الحوي )) بالنسبة للتمور ، وفي يوم الخميس والجمعة أمر رجال القرية (( بحوي )) حصاد التمور ونقلها لقرية العم حمدان الذي اشتراها منهم ، وطلب من العاملين كبسها في (( تنك )) وتخزينها لكي يقوم ببيعها لاحقا .

ارسل في يوم الجمعة رجال القرى لمؤازرة تلك القرية وأبلغهم أمر الاختباء في الجداول وأعطاهم سلاحا ومشاعل كثيرة .

وقال لهم سوف اطلب منكم إشعال المشاعل بعد دخول الأغراب بساعة .

تم ذلك وعندما دخلوا الأغراب القرية أصيبوا بالإحباط وعم الهرج والمرج وقرروا غزوا القرى الأخرى ، وهنا رفع المشاعل وإطلاق النار ، بها فأرتعب الأغراب وترددوا وبعد مدة قصيرة ضربت الطبول ورفعت السيوف وهنا تأكد للاغراب بانهم سوف يكونوا لقمة سهلة لأهل القرية ففروا بجلدهم .

جاء الهدهد بعد ذلك وأخبر السيد حمدان بان تلك القرية المجاورة وقعت بنهم وبين القرى الأخرى نزاعات ، وحروب ، فلقد غرر بهم .؟.

وهكذا وعى العم حمدان اهل المدينة والقرى وقال لهم في حفل عشاء . هل فهمتم معنى الوحدة فطلب الإمام والخوري الصلاة وشكر الرب ،
وعمت الفرحة وأكرم الهدهد التمور والتين والأعناب . سلامتكم

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

عصابات إيران لم تفعل شيئاً

هذا المقال أخصصه عن البعض. ولا أدرى كم يبلغ عدد هذا البعض.ghawar

أبشع شىء تبرير الإرهاب.

كثير منا تعاطف مع شيعة المنطقة الشرقية حين ارتبط اسمهم بالولاءات الخارجية. عممته عليهم الغالبية، لأننا كالإرث العربى نسير بآذاننا لا عقولنا.

كثير منا لم يصدق، قلنا التهمة بعيدة عن الشيعة. وكتبت مرة أنتقد بيان الداخلية، أطالبها بدلائل إعلانها عن وجود خلايا تابعة لجهات خارجية.

رفضنا الاعتراف بالحقيقة، وهى أن بعض شيعة الشرقية امتداد لحزب الله بفرعه السعودى، ولاؤهم لإيران التى وعدتهم وبشرتهم بجمهورية إسلامية تحاكى النموذج الإيرانى. ثوريون ليس تجاه الحريات بل تجاه مزيد من القمع تحت راية الولى الفقيه.

معركة الإرهاب تضم جهتين مرتبطتين ببعضهما ارتباطا وثيقا وعلاقة تثبتها الأحداث.

الإخوان والقاعدة عن السنة. وإيران وعصابات حزب الله بفروعه عن الشيعة.

منه حزب الله السعودى الذى لا تريد جهات عدة التصريح علنا بوجوده، ولا نعلم مدى تغلغله داخل المجتمع. اسمه الحقيقى حزب الله الحجاز، ليس لتبعيته لمنطقة الحجاز، بل لأن مؤسسيه الإيرانيين يرفضون الاعتراف بالدولة السعودية، ويقصدون بالحجاز كامل المنطقة التى تشكل السعودية.

الإرهاب الذى استهدف رجال الأمن وجد تبريراً عند بعض الشيعة ممن استغربت قولهم لى بأن العنف والإرهاب بالسعودية أو البحرين نتاج طبيعى ومنطقى لقمع الشيعة، وأن إيران تلعب دوراً بتلك الخيانات لكنها لا تشكل المسبب الرئيسى.

هم يشبهون الذين برروا إرهاب القاعدة واختزلوا أسبابه المعقدة. قالوا قبل عشر سنوات إن البطالة هى السبب.

ولو نسير وفق هذا المنظور المجنون، لكانت المرأة السعودية أحق أن تخون. فحقوقها منتقصة أكثر من الشيعى الرجل.

فماذا أفعل كأنثى مسلوبة؟ هل أتجه للمرشد الإخوانى أو للفقيه الإيرانى؟

ما رأيكم؟

الحرس الثورى الإيرانى لم يفعل شيئا كما يقولون.

بدايات التخريب كانت تنفيذ حزب الله الحجاز أعمالاً إرهابية بموسم الحج لعام ١٩٨٧ نتج عنها مئات القتلى والجرحى.

ثم فجر الحزب عام 1988 منشآت شركة صدف البتروكيماوية فى الجبيل شرقى السعودية.

ولفترة كان حزب الله الحجاز يستهدف ويقتل دبلوماسيين سعوديين بسفارات الخارج. وعام ١٩٩٦، فجرت عناصر من الحزب صهريجاً ضخماً بمجمع سكنى بمدينة الخبر أدى لمقتل سعوديين وأجانب وجرح المئات. واعتقل عشرات المنتمين لـ«حزب الله الحجاز».

وفى عام 2001، شملت قائمة الاتهام كلاً من: عبدالكريم الناصر الذى وصفته القائمة بأنه رئيس حزب الله السعودى، وأحمد المغسل زعيم «الجناح العسكرى» فى التنظيم ومتهم بقيادة الشاحنة، وهانى الصايغ الذى ساهم بإعداد القنبلة.

كل هذا لا يكفى لكى يقتنع البعض بأن حزب الله له نشاط بالداخل السعودى. وحين تثبت لهم حقيقة دعم الحرس الثورى لعصابات الإجرام بكل مكان يجيبونك باستهتار: هناك مسببات اقتصادية، ليست إيران هى العامل الرئيسى. هناك فقر. رغم أن عددا غير قليل من الشيعة هم من أثرى الأثرياء.

هذه الأيام، يقوم الحزب بحشد الأفراد وتحريضهم على قتل أبناء الوطن تحت شعار الاضطهاد والحريات.

عليك أن تدافع وإلا اتهموك بمحاربة الإنسانية والحرية. كل مواطن مخلص لأرضه محكوم عليه اليوم. حكم عليه الفقيه والمرشد.

وكى تسلم وتنجو من عقابهم وتلويثهم لسمعتك عليك أن تقسم يمين الولاء لجماعة الإخوان التى تعمل لأجل خلافة الإنجليز والأمريكان، أو الولاء للفرس الذين يرفضون الاعتراف بعروبتك.

وعصابات إيران لم تفعل شيئا.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | 1 Comment

تلخيص كتاب البدايات / إسحق عظيموف

مقدّمة كاتب السطور :Fondation

أخيراً وجدتُ في هذا الكتاب العلمي الجميل ,الجواب لسؤال حسابي بسيط , لكنّهُ شغلني 15 عام ولم يُصدقني الكثيرين فيما إدعيته , حتى كدتُ أشّك بنفسي !
أكثرنا يتذكر الإحتفال العالمي ببدء الألفية الثالثة والحديث عنها طيلة عام 1999 .
بحيث في يوم رأس السنة من ذلك العام ,الكل كان يُردّد الى حدّ صراخ البعض, بأنّنا نستقبل عام 2000 والألفية الثالثة بعد قليل !
وهكذا جرت الإحتفالات في جميع مُدن العالم .
وأكبر دليل على كلامي لمن نسيّ ذلك الحدث هو دولاب الألفية أو(عجلة لندن) التي تمّ إنشائها خصيصاً لهذه المناسبة ووضعت على نهر التايمس مقابل ساعة بك بن الشهيرة . ثمّ اُفتتحت بالألعاب النارية وقرع أجراس (بك بن) في الساعات الأخيرة من عام 1999 ومع بداية الساعات الأولى من عام 2000
(سأضع لكم رابط للعجلة التي أصبحت تسمى حالياً بعين لندن)
المهم أنّي كنتُ ومازلتُ أعتقد أن هذا خطأ عالمي كبير وقع فيه الجميع .
وأنّهم يستعجلون الإحتفال قبل سنة كاملة من الموعد الحقيقي !
إذ من المفترض أنّ القرن العشرين ينتهي مع نهاية عام 2000
والقرن ال 21 (ضمن الألفية الثالثة) يبدأ مع اليوم الأول من عام 2001
ولمن لا يعرف السبب فليلاحظ مايلي :
القرن الأوّل الميلادي يبدأ مع بداية عام 1 وينتهي بنهاية عام 100
القرن الثاني الميلادي يبدأ ببدء عام 101 وينتهي مع نهاية عام 200
القرن الثالث يبدأ 201 وينتهي بنهاية عام 300 …. وهكذا
إذاً فالقرن العشرين ينتهي بنهاية عام 2000 .. أليس كذلك ؟
اليوم فقط وجدتُ الجواب الشافي لهذا (الخطأ العالمي) في الحساب البسيط
في كتاب البدايات لمؤلفهِ الأمريكي (الروسي المَولِد) إسحق عظيموف
ترجمة / ظريف عبدالله .
الكتاب علمي بإمتياز .ومؤلفه هو أشهر كُتّاب تبسيط العلوم والخيال العلمي في القرن العشرين .ورصيده 375 كتاب .. تخيّلوا !
سنة تأليف الكتاب هي 1987 ,يومها كتبَ هذا العبقري قبل أن يموت (عام 1992) ولم يشهد الألفية الثالثة ,عن هذه الحالة التي ذكرتها تواً.
حيث بعد أن تحدثَ عن نظام التقويم الميلادي وكيف نشأ ومن هو صاحبه
كتب نصاً مايلي :
[ لهذا النظام عيب صغير لكنّهُ مُزعج .أنّهُ لم يأخذ في الحسبان وجود السنة (صفر) التي تفصل ما بين قبل الميلاد وبعد الميلاد ]
يقصد ميلاد السيّد المسيح طبعاً !
ثم يشرح كيف أنّ العقد الأول يبدأ بالسنة 1 وينتهي بنهاية السنة 10
وهكذا القرن الأول ينتهي بنهاية عام 100 والثاني بنهاية عام 200 …الخ
ويضيف ما يلي :
في الظروف الراهنة ( كان يتحدث عام 1987 ) تكون السنة 2000 هي آخر سنة في الألفية الثانية !
وتبدأ الألفية الثالثة في 1 يناير 2001 !!!
ومع ذلك ( أضاف عظيموف ) فالمتوّقع يقيناً أنّ العالم بأسرهِ سيحتفل ببدء ألفية ثالثة يوم 1 يناير عام 2000 .ولن يسعف أيّ قدر من الإيضاح في بيان أنّ الإحتفال سيكون سابقاً لموعدهِ في سنة واحدة !
(هذه المعلومة تجدونها من بداية الكتاب الذي ألخصه لكم اليوم الى ص 29 )
***
هذا الكتاب !
كتابُ البداياتِ يتناول قصة نشوء الإنسان ,الحياة ,الأرض ,والكون !
يتحدّث المؤلف في الصفحات الاولى من هذا الكتاب عن كيفية بدء الأشياء التالية :
طيران الإنسان , التأريخ , الحضارة , الإنسان الحديث , الإنسان العاقل , أشباه الإنسان , الرئيسات , الثدييات , طيران الحيوانات , الزواحف …الخ
ويستخدم طريقة العودة بالمعلومة من الحاضر الى الماضي تدريجياً .
ثمّ ينتقل الى الحديث عن الحياة على اليابسة , الحبليّات , القارات , الأرض , الحفريات , الكائنات الحيّة متعددة الخلايا , اليوكاريوت (كائنات تتكوّن من خلايا فردية), البروكاريوت ,الفيروسات , البحر والمحيط ,والجو .
قبل أن ينتقل الى الحديث عن الحياة , القمر , المنظومة الشمسية , الكون !
ويبسّط تلك المفاهيم (علمياً) للعامة .
***
الإنسان الحديث !
هناك ثلاث حُجج يطرحها الرافضون لفكرة (التي أصبحت نظرية فيما بعد) التطوّر البايولوجي للأحياء .وإحدى هذه الحجج المهمة تقول :
إنّ الله قادر تماماً على خلق الحياة في نظام ُمترابط من المجموعات تحقيقاً لمقاصده تعالى .فهو يصنع ما يحلو لهُ ولا رادّ لمشيئته .
حسناً هذهِ حُجّة لا تُرّد !
لكنّها للأسف هي من نوع الحُجج غير المقبولة في العلم .فكلّ مَنْ تواجههُ مشكلة يستطيع أن يهّز كتفيه ويقول :إنّها مشيئة الله !
ولو سلّمنا بهذا القول , لأنتهى العلم .. أيّ علم !
[كتاب البدايات :إسحق عظيموف / ص 60 ]
***
حول الحجة الثالثة / ص 63
أيّ حول قول مُعارضي فكرة التطوّر(التي بدأت قبل داروين بقرن كامل)
بأنّهُ في حالة ثبوت صحّة نظرية التطوّر البايولوجي للكائنات الحيّة ,
فإنّ ذلك التطوّر لابّد وأن يكون وراءه عقل موّجه ,في النهاية هو الله !
في الواقع هذهِ حُجّة من العسير الرّد عليها .
لأنّهُ حتى الذين كانوا يظنّون أنّ التطوّر البايولوجي يحدث .
تعثّروا في الإبانة بدّقة عن الآليّة التي تجعل ذلك التطوّر البايولوجي يحدث دون الإستعانة بعقل إلهي موّجه !
وأشهر شكل عُرِضَت به تلك الحجة (الثالثة) هو التالي :
إذا ما وجدتَ ساعة في الصحراء مُحكمة الصنع وتعمل بدّقة ,فلن تفترض أنّها صَنعت نفسها بنفسِها تلقائياً .
سوف تفترض بأنّ الذي صنعها كائن ذكي ,يُحتمل أن يكون إنساناً تركها هناك لسببٍ ما .ولن تجد أحداً يعترض على ذلك !
حسناً : الآن إذا رأيت الكون وكلّ شيء فيه أشّد تعقيداً من الساعة بما لا يُقاس ,وتسير الأمور فيه بدّقة أعظم بما لا يُقاس .
ألن تفترض بالمثل أنّ خالقهُ ذكي ؟ أذكى بكثير من الإنسان ,بقدر تفوّق الكون على الساعة روعةً ؟ وبإختصار هذا الخالق هو الله !
إنّ الذين لم يقبلوا بفكرة التطوّر البايولوجي رأوا فيما تقدّم حُجة يتعذّر الرّد عليها على الإطلاق !
مع ذلك جاء الرّد عليها ,لأنّ طريق العلم مستمر ولا يتوّقف عن البحث .
ففي عام 1859 بعد سنين من الدراسة والتفكير , نشرَ عالم الطبيعيات الإنكليزي ( تشارلز روبرت داروين / 1809 ــ 1882)
كتاباً عنوانه : (( في أصل الأنواع وتطوّرها بالإنتخاب الطبيعي ))
والعبارة الأخيرة في هذا العنوان كانت هي المفتاح الحقيقي !
فمعَ تكاثر الأنواع تطرأ دائماً تغيّرات صغيرة على الجيل الجديد .
تغيّرات في الحجم في القوة في الشكل في السلوك في الذكاء في قوّة التحمّل ,وفي كلّ واحدة من صفاتها العديدة .
الى هنا يبدو أنّ كلّ شيء يتّم عشوائياً !
غير أنّ بعض التغييرات أكثر قدرة على جعل النوع يتوائم مع البيئة .
وعموماً تكون هذهِ التغييرات أقدر على البقاء .
ومن ثمّ يحدث لها ((إنتخاب)) أو ((إنتقاء)) تحت تأثير بيئتها الطبيعية .
والإنتخاب الطبيعي لايأتي وليد الذكاء .
لكن النتائج المترتبة عليه تكون مطابقة للنتائج التي كانت ستترتّب لو أنّ الإنتخاب الطبيعي جاءّ فعلاً وليد الذكاء!
ومنذُ نشر كتاب داروين المذكور الى يومنا ,حدثت خطوات هائلة في مجالات علمية عديدة ,ساعدت على تمحيص وتعزيز إطروحة داروين .
وكانت النتيجة أنّ علماء البايولوجي اليوم ,يقبلون فكرة التطوّرالبايولوجي بوصفها حقيقة واقعة !
بل بوصفها الحقيقة المركزية في البيولوجيا ,رغم أنّهُ مازال يدور جدال عنيف حول تفاصيل آلية التطوّر !
***
أهميّة كتاب داروين ( أصل الأنواع …) / ص 64
إنّ تفسير داروين للقوّة الدافعة وراء التطوّر البايولوجي ,لم يكن يستند الى حُجج فلسفية فحسب ,فذلك من شأنهِ فقط أن يجعلها فكرة معقولة .
لكن كي تغدو حجّة مُفحِمة تفرض نفسها ,يجب أن يقوم عليها الدليل !
ومثل هذا الدليل كان موجوداً قبل أن يكتب داروين الكتاب , لكن ليس الجميع يعرفه … إنها الحفريّات !
الحفرية مشتقة من كلمة لاتينية تعني (شيء مُستخرج من باطن الأرض)
والآن باتت هذه الكلمة تنطبق فقط على الأشياء المُستخرجة من باطن الأرض والشبيهه بالكائنات العضوية أو أجزاء منها !
وقد إنتبه الناس للحفريات حتى في العصور القديمة لكنّهم لم يفهموا سرّها
فقيل أنّها مجرد فلتات او غرائب من الطبيعة .
أو أنّها جزء من قوّة حيوية تجعل حتى الصخور تُجاهد لتوليد شيء له مظهر الحياة .
وفي العصور الوسطى ظهرت أفكار عن الحفريات من قبيل أنّها محاولة من الشيطان لتقليد عمل الربّ في خلقِ كائنات حيّة , لكنّ الشيطان فشلَ فشلاً ذريعاً !
والبعض قالَ أنّها تجارب الإله نفسه وتدربّه ومحاولاته الأولى لو جاز القول !
وكان ليوناردو دافنشي هو أوّل من قدّم تفسيراً معقولاً عن هذه الحفريات قائلاً أنّها كانت فيما مضى كائنات حيّة حدث وأن دُفِنَت في الطين , وحلّت مادة صخرية ببطء محل المادة التي كانت تتكوّن منها أجسامها , الى أن أصبحت في النهاية صوراً حجرية طبق الأصل من اللحم والدم الأصليين !
ثمّ سار عالم الطبيعيات الإنكليزي جون راي ( توفي 1705) خطوة اُخرى الى الأمام حيث أثبت عام 1691 أنّ هذه الحفريات هي بقايا نباتات وحيوانات قديمة تشبه الكائنات الحيّة الحالية لكن ليس تماماً ومثلها لم يعد له وجود حيّ فقد إنقرض
وكان يومها فكرة (أنّ شيئاً من صنع الله يمكن أن ينقرض) تعني الكفر والزندقة !
لكن إكتشاف المزيد والمزيد من تلك الحفريّات أيّد فكرة جون راي كثيراً .
وفي محاولة لنصرة الرأي الديني على فكرة التطوّر البايولوجي ,قام عالم الطبيعيات السويسري شارل بونيه ( توفي 1792) بنشر فكرته (أسموها الكارثية) ومؤّداها :
أنّ الحفريات يمكن أن تُمثل أشكال الكائنات الحيّة التي ماتت في طوفان نوح وإندثرت بهذه الطريقة .
وعمّم فكرته تلك عام 1770 ودلّل على رأيه قائلاً :
إنّ ( التوراة ) تناولت فقط الأرض بعد الكارثة الأخيرة , لكنّها لم تكن كارثة شاملة
لكن مع تنامي السجل الإحفوري ,أخذ يتضح بمزيد من الجلاء أنّهُ قد وقعت العديد من الكوارث, إنّما لم تفلح أيّاً منها في محو الحياة تماماً !
وأخذت الحفريات تؤميء أكثر فأكثر الى فكرة التطوّر وليس الى الكارثة
(في الواقع كان بونيه نفسه هو أوّل من إستخدم كلمة تطوّر

evolution)
***
قبل ظهور داروين !
هذا الجزء يحكي عن تزايد دلائل التطوّر قبل بروز العالم جارلس داروين بقليل .
وكيف أنّ العلماء المختصين عملوا بصبر وجهد يفوق الخيال ,للوصول الى القول الصحيح . وكان عملهم يخّص الحفريات !
برزت أهميّة الحفريات بشكل ظاهر في عمل الجيولوجي الإنكليزي وليم سمث (توفي 1839) .وكان ذلك حين جرى شقّ الريف الإنكليزي في مواقع عديدة لإنشاء القنوات !
توّلى (سمث) مسح طرق القنوات وطاف في الريف لدراستها .وأخذَ يهتم بطبقات الصخور التي تنكشف بأعمال الحفر .وكانت هذه الطبقات تتمايز عن بعضها أحياناً بشدّة .
تسمى الطبقات باللاتينية

strata ,

ومفردها

stratum

وهذا هو السبب في انّها تُسمى بهذا الإسم أيضاً في الإنكليزية .
وفي عام 1799 إزداد تحمّس (وليم سمث) بموضوع الطبقات بحيث ذاعت شهرته تحت إسم سمث الطبقات

/Strata Smith

وفي عام 1816 , كانت ملاحظته الأساسيّة كالتالي :
لكل طبقة نوعاً من الحفريات ذات سمات خاصة بتلك الطبقة ,ولا وجود لها في الطبقات الأخرى !
وحتى في حالة إلتواء الطبقات وإنثناءاتها ,أو إختفائها مؤقتاً ثمّ ظهورها بعد أميال فإنّ الحفريات الموجودة في تلك الطبقات تبقى محتفظة بسماتها الخاصة !
بل من الممكن التعرّف على طبقة بعينها لم نكن قد لاحظناها من قبل من مجرد ما تحويه من حفريات .و كلّما زاد عمق الطبقة فهي أقدمُ عهداً .
ولاحظ (سمث) أيضاً أنّهُ كلّما زاد عمق الطبقة , قلّ مشابهة مافيها من حفريات لأشكال الكائنات الحيّة الحالية !
[ولاحظوا الآن كيف يتّم إثبات فكرة التطوّر بالعمل الدؤوب وتدريجياً]
فقد تبيّن التالي :
كلّما إنتقلنا في بحثنا من أقدم الطبقات صوب أحدثها , أمكننا ان نرصد أشكالاً من الكائنات الحيّة تتغيّر ببطء .
لكن بالتأكيد التغيّر يكون بإتجاه أشكال الكائنات الحيّة الحديثة !
وكان ذلك جميل الى درجة يشبه ملاحظة عمليّة التطوّر وكأنّها تجري أمام أعيننا !
(هل فهمتم الآن مصدر الثقة التي تلبّست العلماء بشأن التطوّر في تلك المرحلة قبل داروين ؟)
ومازال سجل الحفريات لم يكتمل الى يومنا , حيث لاتمثل الحفريات المعروفة سوى 200 ألف نوع مختلف من أنواع الكائنات الحيّة !
[ إنتبهوا الى دقّة عمل العلماء 200 ألف نوع ,لايعتبروه إثبات لصحة نظريتهم ]
لأنّ هذا العدد لا يمثل أكثر من 1% من مجموع الكائنات المعروفة !
***
البقايا الإحفورية , وكيف ثبتَ علمياً في النهاية , تطوّر الإنسان / ص 67 !
السبب في ضآلة البقايا الإحفورية التي نعثر عليها يعود لصعوبة طريقة تكوّن تلك البقايا نفسها .فلكي (يتحفّر) شكل من أشكال الكائنات الحيّة يجب أولاً أن يُحتبَس في الطين .وأن يُدفَنْ في ظروف لا يتعفّن فيها .ثمّ يجب أن يُحفَظ لفترات طويلة جداً .ويحصل خلال تلك الفترات أن تحّل محل الذرات التي يتكوّن منها
جسم الكائن الأصلي .. ذرّات من الصخور ببطء شديد .
بحيث يتحوّل شكل المادة الحيّة (أو أجزاء منها) تحوّلاً بطيئاً الى صخر ,دون أن تفقد مظهرها وهيئتها الأصلية !
بعد ذلك يجب أن يجتاز هذا الشكل (سليماً) صروف التقلبّات الجيولوجية ,وذلك لمّدة طويلة ,قبل أن يعثر عليه البشر في النهاية .
ويجب ملاحظة أنّ الأجزاء الصلبة من أشكال الكائنات الحيّة ( الأصداف , العظام , الأسنان ) تتحفّر بيُسر أكبر كثيراً من الأجزاء الرخوة .
لذا يندر العثور على إحفورات خالية من الأجزاء الصلبة !
وعموماً فإنّ السجل الإحفوري ليس فقط ناقصاً بشكل رهيب ,إنّما سيبقى كذلك الى الأبد !
ومع ذلك فإنّ هذا السجل يحتوي على ما يكفي للتدليل بقوّة على حقيقة التغيير التطوّري .
يجب كذلك أن لا يغيب عن البال ,أنّ النظرة العلمية الى التطوّر لاتتوقف على الحفريات لوحدها .
إنّما تعتمد على الأدلة المستمدة من فروع علمية اُخرى ,كلّها تؤكد بقوّة ما تنطق به الحفريات !
في الواقع لم يكن الصراع من أجل تقبّل فكرة التطوّر مستميتاً في أيّ مجال , بقدر ماهو كذلك في حالة تطوّر ((الكائنات البشرية )) !
فكأنّما الناس على إستعداد لقبول فكرة التطوّر ,لو تسنّى لهم إستثناء الإنسان العاقل من تلك الفكرة .
أيّ لو سمحنا لأنفسنا وحدنا من دون باقي الكائنات أن نقفز هكذا جاهزين, من ذهن الله !
وجدير بالذكر أنّ داروين نفسه قد حرص في كتابه (أصل الأنواع) على تجنّب ذكر تطوّر الإنسان .ليس لإيمانه بذلك ,إنّما فقط لتجنّب إثارة زوبعة من الجدال مع المتطرفين . وعلى كلٍ فقد أثار الكتاب تلك الزوبعة في نهاية المطاف !
لكن في عام 1871 عندما كبر داروين وأحسّ أن ليس لديه مايخسره نشر كتابه إنحدار الإنسان

The Descent of Man
الذي تناول فيه بجرأة قضية تطوّر الإنسان !
***
عاصفة هوجاء ضدّ داروين ! ص 68
نَجَمتَ عن نشر كتاب (إنحدار الإنسان) عاصفة قوية عاتية بطبيعة الحال .
السبب الأوّل كان فكرة أنّ الحيوان الأدنى مرتبة المُزمَع إستخدامهِ سلفاً لإثبات فكرة تطوّر الإنسان سوف يشبه بالتأكيد قرداً .
والسؤال الذي اُشيعَ يومها : هل البشر خُلِقَ في الأصل بصورة قِرَدَة أم بصورة ملائكة ؟
وإبتكر يومها السياسي البريطاني (بنجامين ديزرائيلي) تعبيره الشهير :
(( أنا أقف في جانب الملائكة )) !
وكان من الممكن أن يستمر الجدل والقتال على نظرية التطوّر , ويُلقى الكلام على عواهنه دون أدّلة علمية, قبل أن يظهر دليل مادي دامغ وغير قابل للجدل !
وكان أفضل دليل مادي بطبيعة الحال هو كائن متحفّر يقف ما بين القرد والإنسان .
وقد شاعت تسميّة ذلك الدليل المطلوب ب (الحلقة المفقودة) ,في العقود التي تلت نشر كتاب داروين . الكلّ كان يسأل : وأين الحلقة المفقودة ؟
وبالطبع كان ذلك السؤال سهلاً مقابل العمل والجهد المطلوب من العلماء للبحث والتدقيق والتنقيب ,عن ذلك الدليل !
(سوف أقفز الآن عن الحديث عن إكتشاف العالم الفرنسي إدوار لارتي لأجزاء من الماموث في احد الكهوف . وكذلك إكتشاف إنسان نياندرتال شرقي مدينة دوسلدورف في ألمانيا , وكثير من التفاصيل الأخرى بهذا الشأن )
حيث بعد تلك الفترة إستمر إكتشاف المزيد من الهياكل الإحفورية التي تقترب تدريجياً من شكل الإنسان الحالي .وكانت تسمى جميعاً أشباه الإنسان !
وكان يطلق عليها صفات من قبيل الإنسان الزاحف , الإنسان الواقف , الإنسان الحاذق ( وعمره يتجاوز ال 1,8 مليون سنة ) , ثم الإنسان القردي الجنوب أفريقي
ومازال علماء الإحاثة حتى اليوم يجادلون ويطلقون تخمينات حول خط الإنحدار الدقيق للكائنات البشرية الحديثة .
لكن ما لا يُجادل به أحد ,هو أنّنا منحدرون من أشباه إنسان بدائيين ,وأيّاً كانت التفاصيل الدقيقة !
وفي عام 1977 إكتشف عالم الإحاثة الأمريكي ( دونالد جونسون ) حوالي 40 % من الهيكل العظمي لما يسمى علمياً الإنسان القردي الجنوبي العفاري , وكونه يعود لأنثى فقد سمّي ب (( لوسي )) !
تبدو لوسي شابة بالغة لا يتجاوز طولها 3 أقدام ونصف , كانت تمشي منتصبة القامة تماماً كما نفعل (درسوا شكل عظام الحوض والفخذ والعمود الفقري) .
ولاحظ العلماء أنّ التطوّر الإرتقائي الذي أتاح ظهور أشباه الإنسان , ثمّ الكائنات البشرية في النهاية . لم يكن مُتمثّلاً في المخ العملاق أو اليد الماهرة .
إنّما في إلتواء العمود الفقري الذي جعل الوقوف ممكناً .
وإنطلاقاً من هذا أمكن أن تأتي كلّ التطورات اللاحقة !
وبمجرّد وقوف الإنسان منتصباً , تحرّرت يداه من مهمة تحمّل الجسم وتفرّغت لتناول الأشياء المحيطة وتفحّصها .وزادت معها صلاحية العينين للنظر !
وكلّما زاد إستخدام اليدين والعينين في تناول الأشياء وتفحصها زادت المعلومات المتدفقة على المخ . وهذا ساعد على البقاء وإطالة العمر وإنجاب المزيد من الصغار الذين ورثوا أمخاخاً أفضل زاد حجمها عن 3 أضعاف ماكان عليه الحال في عهد أشبه القردة الأفريقيين !
إنتهى الجزء الأول … يتبع لاحقاً
***

رابط عجلة ( عين ) لندن الذي دُشن بداية عام 2000
THE TALLEST FERRIS/OBSERVATION WHEEL….LONDON

تحياتي لكم
رعد الحافظ
30 مارس 2014

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

الجن والشويطين – تراث موصل

amomoshtaq

حكيات عمو مشتاق .تراث موصل الجن والشويطين

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment