سالفة الطير الأصفر- سوالف عمو حمدان 2

(( سالفة الطير الأصفر ))swallo1

وداويها بالتي هي الداء …..

لاحظ أهل مدينة التمور الغنية ، مدينة العم حمدان ، وجود طير اصفر يأتي في الصباح ويذهب في المساء ، وتكررت الحادثة فذهب أهل العيان والأعيان ليستئنسوا برأي العم حمدان .

فقال : قد يكون جوعان .

فقالوا : ولكنه لا ينزل ليأكل .

فقال : قد يكون عطشان .

فقالوا هو قرب الغدير ولا ينزل ليشرب .

فقال : أعدكم قبل ظهور القمر يكون لدي خبر .

فرحلوا .!.

وارسل العم حمدان على الهدهد الأزرق من الوادي الأخضر ، وقال للهدهد لدي طلب فهل تساعدني ، فرد الهدهد ومن لا يساعد العم حمدان وقرية الخير التي كل يوم نأكل من خيرها ، وخصوصا تمورها ، فقص له العم حمدان قصة الطير الأصفر .

فأجاب الهدهد اعلم ذلك وسوف أقوم باللازم ، واطلق جناحيه للريح .

وبعد أسبوع عاد الهدهد وابلغ العم حمدان بان هذا الطير ليس من هذه البلاد ، وإنما عبر علينا من خارج الحدود ، وهو من المدن الحدودية المجاورة ، وهو مرسل للمراقبة والتجسس وعلمت بان عينه على قرية البيضة .

ماذا يريد من قرية البيض ، قال الهدهد بساتين نخيل التمور .

قال العم حمدان أريد أن تفعل الآتي : اطلب من الطير زيارة بستان التين ونحن سوف نضع ماء في فتحة التينة الكبيرة .

ولدي سرا – الطيور والبلابل تنقر التينة في الصباح ، وفي المغرب نأتي لنشرب ماء التين ، وبعد هنيئة يسكر البلبل وهذا سبب تعلمها التغريد ؟

للعلم فقط هذه رواية حقيقية وليست نسجا من الخيال .

فعل الهدهد واعترف الطائر الأصفر ورحل وبسبب تناوله الخمر ننسى أن يخبرها عنه بهذا .

عرف الهدهد بانه اهل تلك المدن سوف يغيرون على قرية البيضة يوم السبت وهكذا عاداتهم. …

استدعى أهالي البلدة والأعيان والشرطة وأمام الجامع والرهبان وقال لهم اني أعددت خطة وهي : إخراج عوائل قرية البيضة وتوزيعها على قراكم ويبقى الرجال ، وعلى الرجال الانسحاب والتخبي في الجداول قرب مدينتنا وترك هؤلاء يسرقون التمر ، واستغرب الجميع إلا صاحب الشرطة ضحك ، وقال خيرا تفعل وتفرق الجميع …

وكان موسم الحصاد (( الحوي )) بالنسبة للتمور ، وفي يوم الخميس والجمعة أمر رجال القرية (( بحوي )) حصاد التمور ونقلها لقرية العم حمدان الذي اشتراها منهم ، وطلب من العاملين كبسها في (( تنك )) وتخزينها لكي يقوم ببيعها لاحقا .

ارسل في يوم الجمعة رجال القرى لمؤازرة تلك القرية وأبلغهم أمر الاختباء في الجداول وأعطاهم سلاحا ومشاعل كثيرة .

وقال لهم سوف اطلب منكم إشعال المشاعل بعد دخول الأغراب بساعة .

تم ذلك وعندما دخلوا الأغراب القرية أصيبوا بالإحباط وعم الهرج والمرج وقرروا غزوا القرى الأخرى ، وهنا رفع المشاعل وإطلاق النار ، بها فأرتعب الأغراب وترددوا وبعد مدة قصيرة ضربت الطبول ورفعت السيوف وهنا تأكد للاغراب بانهم سوف يكونوا لقمة سهلة لأهل القرية ففروا بجلدهم .

جاء الهدهد بعد ذلك وأخبر السيد حمدان بان تلك القرية المجاورة وقعت بنهم وبين القرى الأخرى نزاعات ، وحروب ، فلقد غرر بهم .؟.

وهكذا وعى العم حمدان اهل المدينة والقرى وقال لهم في حفل عشاء . هل فهمتم معنى الوحدة فطلب الإمام والخوري الصلاة وشكر الرب ،
وعمت الفرحة وأكرم الهدهد التمور والتين والأعناب . سلامتكم

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.