أحتاج إلى صورتي فيك

MAlaaeddin Abdolmoulafrancic2
ما حاجتي لصورتك الآن؟ أحتاج إلى صورتي فيك. ما حاجتي لأضيف ما لا يفيد ولا يجدي، أنا الذي ينقصني رثائي لا أنت. ولن أعتني بكلماتي ترفاً وإنما لأخفي تصدعي وراء بنائها كما أفعل في العادة. أنا الآن الذي خسرت جزءا من الإنسانية في داخلي. شيئا من الأخلاق. وقعت أكثر في طين الحيرة البشري. أحتاج أن أختفي وأضمر وأتلاشى بينما جدران مدينتي الآن تنتحب عليك وفقراء الله يغصّون وهم يتابعون خفة روحك ترقى السماء.
أحتاج أن أمحو اسمي من خريطة حمص، أحتاج أن أصاب بزلزال ينقذني من الفساد الروحي العامر. أحتاج أن أنسى القصائد التي قرأتُها وأنت تصغي بابتسامتك الرحمانية الرحيمة. تركتنا نتغنى في فضاء الدير بجسد المرأة وشهواتنا كما لو أننا في ملكوت الحرية بألوان رغباتنا. أحتاج أن أزيل آثار أصابعك الطرية من أصابعي حتى لا تذكرني بجبني وضعفي، ولا تذكرني بقوة الله فيك. أحتاج أن أرمي نفسي في نهرِ عاصٍ غريب تنتحرُ فيه الأجراسُ وتتّشح الظلال بالأسود اليتيم. كم مرة دخلنا ديرك فدخلنا في رحمة قلبك وبهاء تواضعك الذي تكاد من ورائه لا تُعرف؟
منّا من نسي أن يشكرك بعد الأمسية أو المسرحية أو المعرض… منّا من نسي أن يسلم عليك في نهاية اللقاء. ولكننا حين نعود إلى بيوتنا نراك هناك تفتح لنا الباب وتسلم علينا معتذرا.
ما جدوى الكلام وأنت لا تعرف ما نقول عنك؟ أم تراها الروح فعلا باقية وتزورنا وتحمل لك سلامنا وخجلنا ورثاءنا التافه؟
بعد أيام سيأتي عيد الفصح يا أبت… فهل لك يوم ثالثٌ تقوم فيه؟ بعد أيام سيشعر أيتام الملكوت باليتم أكثر في غياب صباحكَ المبخّر بالإنسان. بعد أيام ستنزف عناقيد (الأرض) دماً كونيّا سورياً إلهيّا بينما جسدكَ يلتصق بكرمة المعلم وقمحه. بعد أيام سينسى الجميع القاتلَ، والمستقبلَ، وترجع دورة الحياة إلى بلادتها الدموية وخرائبها السريعة. ماذا كنت تريد يا أبت؟ لماذا لم تغادر أرض الدم والقتل والطغيان؟ هل لتحمّلنا أكثرَ حقيقة سقوطنا ونفاقنا؟ بإشارة من عينك كان يمكن أن تنجو… ولكنك ابتسمت لنا وعتبت علينا: لمن أتركُ الله يا أبنائي؟… لقد تركوه وباعوه واشتروه بثمن بخسٍ يا أبت. فخذ الإله في تابوتكَ وأنقذنا منه لأننا لا يليق بنا غير الشيطان…
خذ الأمل معك يا أبت فلا يليق بنا إلا الاجترار. لا نعتذر منك ولا لكَ، لن نفعل شيئا مجدياً. فنحن أقلّ شأنا من الحقّ… خذ الحقّ والخير والجمال يا أبت… لقد اكتملت كارثة وطننا منذ زمن. لم نكن نتتظر استشهادك لنعرف أننا فقدنا الغد. ولكنك الآن أكملت علينا نعمتكَ… ورضيتَ لنا الألمَ والصلبَ… وسوريا.

علاء الدين عبد المولى

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هيدي ثورتي ، شو هيّة ثورتك؟؟؟

انا مع الثورة ، ايه مع الثورة ..aleppomascard

و واقف مع الخط اللي شايفو هوّة الحق ، مو ماسك العصا من النص..
انا ماني محايد لأقعد عذّب حالي و نافق كل يوم عالفيس بوك و احكي شي بلا طعمة و بلا ريحة، انا بكتب اي شي بيظهر انتماءي للثورة بدون مجاملة و ادّعاء بالغاندية الثورية في زمن الساطور..
اعرف عدوّك !!! هيدي القاعدة الاولى بالنسبة الي و لا رح حيد عنها..
و اذا سألتني : بدّك السلطة او البلد ، رح قلك لا بتهمني السلطة و اخر همّي البلد اذا ما فيها عدل..
انا مع الثورة ، ايه مع الثورة..
فلا عندي طموح سياسي يخلّيني نافق، و لا أحلام سلطوية اتخلّيني جامل..

انا مع الثورة لحد ما يسقط بشار..
بيجوز يخطر عبالك تساؤل انو شو بدّك تعمل بصفحتك بعد ما يسقط بشار و ينتهي سبب وجودها ؟؟

رح جاوبك..
اللي عبالو يضل على صفحتي و يشوف صوري بعد الثورة مع زوجتي و ابني هشام و كلبي في بيتي الصغير بشي قرنة من هالعالم ، فأهلا و سهلاً فيه بيشرفني كصديق ..

هيدي ثورتي ، شو هيّة ثورتك؟؟؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الثأر بعد اربعين عاما

الثأر بعد اربعين عاماdhahikhalfan
خليفان بن خريق الضحل بدوي ذبحوا له بعيره نكاية فيه فهجر قريته ولم يعد اليها الا بعد اربعين عاما وعندما عاد قام بذبح شاة تعود لمن ذبح له بعيره انتقاما وثأرا لبعيره وعندما سألوه ربعه أتتنقم الان قال مستغربا : هل استعجلت في ثأري ؟؟؟
خليفان بن خريق الضحل يبدو أنه صاحب حمية اكثر من النظام عندنا فاسرائيل تضرب و تقصف في في حمى ورحاب النظام منذ اربعين عاما ولم يثأر النظام وينتقم من اسرائيل حتى الان
وعندما تسأل النظام يجيبك كما اجاب ابن الخريق ولما الاستعجال نحن من نختار الزمان والمكان للرد
الم تحين الفرصة بعد لينقض النظام على شاة شاردة من حظائر العدو الاسرائيلي بعد وينزل بها غضبه وقصاصه ؟؟؟؟
الان خرج النظام الينا بتفتيه شغل حشاشين بأنه يرد الان على عملاء اسرائيل ويلقنهم درس على مبدأ يلي بيفش خلقه بالبردعه وينسى الحمار
السؤال :متى ينتفض النظام وينتقم لكرامته كما فعل خليفان بن خريق الضحل ولو بعد اربعين عاما ؟؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

من هلو الى السلام عليكم

من هلو الى السلام عليكمnancyajrom

في طفولتي أتذكر عندما نلتقي نقول هلو اشلونك ، كانت أيام الصبا جميلة ، وتلك الشقراء في الحارة نتبعها مثل الحيتان ، ونتمنى ان تنظر إلينا ، هي عراقية من قوم العراق ، لا يهمنا من أبيها او أمها ، ماهي أكلتها المفضلة او دينها المهم بنت بلد .

وفجأة بعد السبعينيات سمعنا الرجال يسلمون (( السلام عليكم )) ، نعم في القهوة ، والمقاهي وفي البيوت ، وبيوت العزاء وفي زيارة الأغراب ، وعندما نزور بشكل رسمي …

وعندما تحول هلو الى السلام عليكم ، ظهرت أمة غربية هي أمة الصلب وليس الصليب ، بدو غرباء في جزيرة العرب ، لا نعرفهم ويقولون نحن صلب فمن هم .؟.

هم صلب ومن أقوامنا .!.

ولماذا يستخدمون هذن الكلمة (( صلب )) .؟.

وبعد مرحلة كنا نجلس في قهوة (( مقهى )) في عصر كل يوم تقريبا ، وبعدها نذهب لزيارة العم يوحنا او الى البيوت وذلك حسب القدرة المالية بذلك اليوم .

جاء شخصا وقال السلام عليكم ، فردينا التحية وقلنا كما قال الرسول ( ص ) ، عليكم السلام ، وذهب للحمام وعندما رجع قال السلام عليكم .!.

وذهب لكي يطلب طبق من الكبدة المشوية وعندما رجع قال السلام عليكم !.

فقلت له هل انت مكينة او راديو ، مو كافي .!.

فقال هل انتم مسلمون …!.

فرد جعفر … فقال نعم …

فقال لنا لا اعتقد …!.

كل ما أتذكره في تلك اللحظة انه خرج وبقت في القهوة قندرته. اليسرى ، وهذا عنوان اصله .؟.

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

DNA 11/04/2014 القومية العربية

obezyan

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

هيفاء وهبي ومونيكا ورامي عياش وحلاوة الروح

أديب الأديب 11\4\2014 مفكر دوت اورج

بدايةً, جميع الاعمال الفنية العربية هي سرقة وتشويه لأعمال غربية ناجحة  ومعروفة, وجميع الاعمال الادبية والفقهية haifaramiوالفلسفية الاجتماعية, هي سرقة ومسخ لأعمال غربية معروفة! من أعمال المنفلوطي وعبد القدوس ومينا في الادب, الى كتب القرضاوي وعائض القرني وغيرهما الفقهية, وأعمال الاطرش وعبدالوهاب والرحابنة الموسيقية, وغيرهما من دون استثناء, والسبب انه من المستحيل لأي شعب يعيش تحت وطأة القهر والاستبداد والتخلف والموبقات الاجتماعية والعوز ان ينتج اعمالاً قيمة, لأن الروائع العالمية لا ينتجها الا اجواء الحرية لأناس احرار, وهذه قاعدة معروفة.

وفيلم هيفاء وهبي “حلاوة الروح” لا يشذ عن هذه القاعدة فهو نسخة مشوهة لفيلم نجمة السينما الايطالية ” مونيكا بلوشي”  بعنوان”مالينا”,من إخراج الإيطالي جوسيبي تورناتوري، ويدور الفلم الاصلي حول فتى مراهق يقع في غرام امرأة كلها انوثة, غاب زوجها بسبب الحرب العالمية الثانية, والقصة من روائع الادب العالمي التي تصور بصدق المجتمع الايطالي إبان الحرب العالمية الثانية , بينما لم يقدم فيلم هيفاء وهبي إلا مشاهد التلصص والشهوة والاستمناء والخيانة والاغتصاب, وسفاف لمشاهد وسياقات الشهوة المعلنة للطفل الصغير (كريم الأبنودي) لمفاتن هيفاء واستعراض رخيص لجسدها وصدرها وأفخاذها, تصلح للمجتمات العربية المغلقة من اجل ممارسة العادة السرية أثناء مشاهدة الفيلم.

يكرر فيلم حلاوة الروح من فيلم ” مالينا” مشهد احتلام الطفل وهو يتلصلص على حبيبته من وراء الشباك ليجدها في أوضاع وملابس مثيرة تزيد من خياله المستعر, الى جانب تكرار  مشهد اغتصاب هيفاء وهبة التي اخذت ضجة كبيرة في العالم العربي المحافظ، وخاصة السياق الإباحي في ذروة مثيرة مع المداعبة وصولًا إلى تمزيق الملابس والسحل والتعرية، والشذوذ الجنسي السادي,والمازوخي المتمثلة في عيني “باسم سمرة ” الناضحتين بشهوة المتخيل لما يحدث في الداخل.

حتى الديكور والملابس هي تقليد فاشل لديكور الفيلم الايطالي وليس له اي علاقة بالمجتمع المصري

وفي الختام نحن لا ندر كيف يمكن في مجتمع لا يسمح للمرأة ان تظهر أبسط مواهبها الانسانية بان تظهر حلاوة روحها؟

في الصورة المطرب رامي عياش ينظر الى حلاوة روح هيفاء وهبة بمنتهى حلاوة الروح

ونترككم مع مقطعين الاول من الفيلم الاصلي لفيلم ” مالينا” ل”مونيكا بلوشي” الاصلي لتقارنوه مع المقطع الثاني من فيلم هيفاء وهبي” التقليد”  وشتان ما بين الاصلي والتقليد

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

ما تركتوا شي للمعتدلين السنّة ليدافعوا عن اخطاءكون

بيرجع الولد على بيتو بكّير ، بيسألوا أبوه : ليش مانك بالمدرسة و راجع قبل وقتك ؟؟shabih2
كسرت باب الصف ، قلّعوني و قالولي ما تجي بلا ولي أمرك ..
بيروح الاب بدافع غريزي ليدافع عن أبنو و ليقدّم الأعذار و المسببات لمسؤولي المدرسة و اللي خلّت أبنو يرتكب هالغلط..
أسبوع تاني بيرجع الولد عالبيت كاسر زجاج الصف و مطلوب من ولي أمرو الحضور ..
بيحمل حالو الاب و معو جعبة من المبّررات اللي خلّت هالولد يكسر قزاز الصف و يدافع عن غلط أبنو ليعيدو تحت سقف المدرسة..
بيضرب الولد الاستاذ ، بيلاقيلو الاب عذر..
بيحرق مقاعد الصف ، بيركض الاب ليحط مبرّر..
بيحترش بمعلمة الإنكليزي ، بتلاقي الاب طاحش عالمدرسة و عم يبرر خطأ أبنو بإغراء المعلمة نفسها..

وصل الاب بعد تلات سنين دفاعاً عن أبنو لحائط مسدود، و نشفت من جعبتو كل الأعذار و المبررات لدوافع أبنو العنفية، و شاف حالو بلحظة معينة ما بقا عندو حجّة يقدّمها بدعوى الدفاع الغريزي عن أبنو ، و لو انّو شايفو غلطان و غاطس بالخطأ و الخطيئة..

هاد اللي صار فينا في سوريا..
تلات سنين و نحنا عم نخلق الأعذار الواهية و الكاذبة لتبرير اخطاء فئة بغت و اتجبّرت من شركاءنا بالوطن..
برّرنا بالبداية اجرامهون بحجة غسيل ادمغتهون من اجهزة النظام، و لاحقاً عذرنا حقدهون بدعوى خوفهون على مستقبلهون، و تباعاً وجدنالهون مبرّر لاستباحتهون دماء ولادنا بحجة غباءهون ..

ما ساعدتونا يا ولاد بلدي لنساعدكون..
مدّينا ايدنا لنشيلكون من حفرة الاجرام اللي وقعتو فيها ، سحبتونا لعندكون بدل ما تطلعوا لعندنا..
خلقنالكون الأعذار ، قلتو هدول ضعاف فلنبحر بقتلهون..
شفنالكون المبررات، استغبيتونا..
كبّرنا رؤوسنا ، قوّصتوا عليها..
حطّينا عالجرح ملح، قطعتوا الملح عنّا..
قلنا معلشي نحنا الأخ الكبير ، استقويتوا بابن عمكون على اخوكون..

ايها العلويين ..
ما تركتوا شي للمعتدلين السنّة ليدافعوا عن اخطاءكون و يخلقولها مبررات، فتحمّلوا التبعات..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

رأي اسرة التحرير: معارض او منحبكجي

هناك الكثير من المعارضين السوريين يمجدون ويؤلهون المجرم صدام حسين واللذي لا يختلف بشئ عن مجرمي عائلة الأسد, thinkgolanسوى انه ولد لأبوين سنيين بينما الاخر لعلويين, مع العلم بأن عائلة الأسد حكمتنا سنياً وعلى صحيح الإسلام بشهادة جميع أئمة المساجد من اكبر مدينة الى اصغر قرية, ومن الأزهر والحرمين الى القرضاوي حتى الأخوان المسلمين, على مدى اربعين عاماً, حتى انهم كانوا يرون حافظ الاسد وابنه المقبور في الجنة مع الرسول, ولم يختلف حكم عائلة الاسد عن اي زعيم عربي سني منذ 1430 سنة حتى الآن, من المبالغة في بناء المساجد والمدارس الدينية وهدم وإفساد المؤسسات التعليمة الحقيقية, وحتى انهم تصاهروا من سنيات وتحالفوا مع طبقة تجار السنة,  وما فعلته عائلة الأسد بسوريا فعله ويفعله وسيفعله كل زعيم مسلم طاغية من دون استثناء, ومشكلتنا في سوريا ليست مع نوع الطائفة,ولكن مع المستبد الذي يستعبد الشعب ويسرق الاقتصاد ويورث البلد الى ابنائه واحفاده كما المزرعة.

السوري الذي يمجد صدام حسين لا يختلف بأي شئ عن شبيحة المجرم بشار الأسد وهو معادي للثورة مثل المنحبكجية

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

عندما يتواصل زعيمان: الرسائل المتبادلة بين هيثم مناع وحسن نصر الله

مهيار الفارس – العدد (83) – 07 نيسان 2014nasshaithemanaa

قبل أيام نشر ملاذ الزعبي تدوينته الجديدة بعنوان: (عندما يتواصل زعيمان: الرسائل المتبادلة بين هيثم مناع وحسن نصر الله), مُخلّفاً عاصفة جديدة كما اعتاد أن يفعل في مدونته “نكاشة.كوم”, التي أطلقها قبل عام تماماً في نيسان 2013, مع شخصية وهميّة حملت اسم “عبد النافش نكاشة”.

يتخيّل “نكاشة” رسائل متبادلة بين المعارض السوري هيثم مناع رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي, وبين الأمين العام ل”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله. حيث يختتم بأسلوبه الساخر رسالة د. هيثم مناع بالتوقيع التالي: (المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية، مؤلف كتاب: “الإمعان في حقوق الإنسان”). بينما يبدأ رسالة السيد “نصر الله” بالعبارات العاطفية الممجوجة: (سلام سليم، أرق من النسيم، يجري ويروح في القلب المجروح.. صديقي الدكتور هيثم..).

تستند كتابة ملاذ إلى المقابلة التلفزيونية الذي أجراها الإعلامي اللبناني “طوني خليفة” مع هيثم مناع ، في برنامج “سري جداً” الذي يُعرض على قناة “الآن” نهاية آذار 2014، والتي سأل فيها خليفة ضيفه صراحة ومباشرة عن لقاء تواردت أنباء سابقة عنه مع حسن نصر الله الذي تقاتل قواته في سوريا إلى جانب قوّات النظام السوري. وحين ردّ مناع بأنّه لن ينفي ولن يؤكد, أفاده خليفة بتاريخ اللقاء وهو تشرين الأول 2013 في الضاحية الجنوبية في لبنان.

على عادته كذلك تهرّب مناع ليقف خلف اصبعته “الحقوقيّة” -إن جاز القول- إذ اختار مناع أنّ يبرّر أّنه لن ينفي ولن يؤكد اللقاء كي لا يستطيع الدكتور بشار النوم!!, وردّ خليفة إن كان-مناع- يعتقد حقاً أنّ الدكتور بشار لو رغب بمعرفة تفاصيل وحيثيات اللقاء تحتاج كل هذا الجهد أم لا, فقال مناع: لا أعرف. أنا مثل ما يقول منصف المرزوقي, نحن ذاهبون إلى السياسية ونحن نحمل حقوق الإنسان. وإذا حدث العكس, أن أذهب إلى السياسة دون قيم أو مبادئ فسأترك العمل السياسي فوراً.

الاطلاع على هذه التفاصيل هام وضروري لالتقاط النفس الذي يبني عليه “نكاشة” سخريته. فنقرأ مثلاً في رسالة مناع المًتخيّلة:

(عزيزي سماحة السيد حسن..

اسمح لي أن أخاطبك بـ”زميلي في النضال حسن”، فإن كنت أنت قد اخترت منذ ريعان شبابك النضال ضد الإسرائيليين وحلفائهم من اللبنانيين مختاراً لنفسك طريق الخنادق، فإنني اخترت النضال ضد انتهاكات حقوق الإنسان مختاراً لنفسي طريق بعثات تقصي الحقائق وهيئات التحقيق الدولية، فكلانا مناضل في سبيل العدالة، وإن كان كل منا قد اختار أولويات العدالة التي يسعى خلفها).

ويكون رد السيد: (أخجلني حقيقة خطابك الدافئ، وفاجأني اعتبارك أننا زميلان مقاومان في سبيل العدالة، فبتقديري لا مقاومة أبداً أمام مقاومتكم، فالرصاصة قد تؤخر العدو فترة من الزمن، لكن الفكرة وحدها هي من ينتصر عليه، فكيف إن كانت الفكرة هي: حقوق الإنسان).

عبر مُتخيّله هذا يختار ملاذ صوتاً هو صوت ناطق الخطاب الأول, ليقدّم نقدّه لكل ذلك الخطاب. نقدّه السياسي والفكري الذي يُميّز مدونة ملاذ “نكاشة. كوم” رغم عمرها القصير نسبياً عن مدوّنات سورية عديدة اختارت مهاجمة التابوهات القديمة “الكليشية” مثل الدين والجنس, فكان أن وقعت فريسة شبكاهما. أو غرقت في أيديولوجيا انتمائها السياسي المؤيد أو المعارض, حتى بات الأمر مساحةً للذم والتهجّم العنيف الخارج عن ضوابط الكتابة, الساخرة أو الناقدة, ليقارب التشبيح الأدبي.

ففي معرض انتقاده لما قاله مناع في اللقاء عن رغبته الصريحة في لقاء السيد نصر الله, (أريد أن أقابل المقاوم, لأنّ قناعتي الأساسيّة أنّ “حزب الله” في الجنوب مقاوم, ولكن في سوريا سيُختزل إلى حزب شيعي), يصيغ ملاذ العبارات التالية من رسالة مناع: (أعذرني بداية لأنني لن أقوم بتهنئتك على الانتصار الذي تحقق أخيراً لمقاتليك في يبرود، فهو وإن كان تحقق على جهة تكفيرية لا تريد خيراً للشعب السوري ولا لمثقفيه أو منظماته المدنية وهيئاته التنويرية، إلا أن مجرد قتالكم على الأرض السورية سيشرعن للجهاديين الأجانب التواجد على الأرض ذاتها بحجة الدفاع عن السنة في حرب طائفية.

يعنون ملاذ تدوينته بالرسائل المتبادلة, وذلك لما قاله منّاع في المقابلة التلفزيونية تهرّباً من سؤال مُضيفه حول الحديث الذي دار مع نصر الله, فقال انّه أوصل إليه رسالة (أنّ رصيد “حزب الله” الذي تكوّن خلال عقدين من الزمن سيخسره في سوريا, وهذا من حرصنا على المقاومة). ورد السيد نصر الله بأنّ: (نحن لسنا مع انتصار النظام السوري, ولسنا مع انتصار المعارضة. نحن مع تسويّة سياسية في البلد).

يستند ملاذ إلى معرفته ومتابعته للشأن السوري من خبرته كمحرر أخبار سياسية, وعمله في أكثر من صحيفة سورية وأجنبية, فيستعير لاءات هيئة التنسيق الثلاث, وظرافة السيد حسن نصر الله, لإنشاء قاعدة تحمل الخطاب الذي يريد قوله عبر الرسائل المُتخيّلة.

في رسالته يقول الأمين العام لحزب الله مثلاً: (أعتذر لأنني ربما خرقت واحدة من لاءاتك الثلاث، ألا وهي: لا للعنف، حيث اضطر مقاتلو الحزب في غير مناسبة لاستخدام القوة دفاعاً عن أنفسهم ضد التكفيريين، لكنني حريص كل الحرص على أن لا أخرق أي من اللاءتين الأخريين فنحن ضد أي تدخل خارجي في الشأن السوري اللبناني العراقي الإيراني المشترك، وضد الطائفية التي قد تحاول استهداف نظام حكم طائفي وحلفائه الإقليميين.)

تبدو كل رسالة من الرسالتين متماسكة في بُنيتها, ابنة بيئتها التي تعبّر عنها, وإن كانت مقابلة منّاع التلفزيونية أفسحت مجالاً معرفياً أوسع أمام ملاذ لتكوين مُتخيّل أكثر انضباطاً والتصاقاً بحالة مناع, في حين بدت رسالة السيد حسن نصر الله تفيض بالسخرية من الأول أكثر من كونها ردّاً جاداً, خاصة ختامها الذي يقول: (بعيداً عن الشأن السوري المعقد، أود أن أنقل لك تحيات مجموعة من الحقوقيين المنتمين إلى كوادر حزب الله، بعضهم حالياً يتواجد في سورية، فيما آخرون يستعدون للانتقال إلى هناك، مستغلاً هذا الخطاب لأكشف لك عن استعدادنا لإطلاق جامعة “آل البيت لدراسات حقوق الإنسان” والتي ستتخذ من مسجد “السيدة زينب” سلام الله عليها مقراً لها).

علماً أنّ مجرّيات اللقاء الواقعيّة التي تهرّب منّاع من البوح بحقيقتها تفتح من حيث تهرّبه من البوح بها مجالاً قابلاً ويحتمل مثل هكذا رد.

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

ماريا ميلر درسٌ وعبرة

د. مصطفى يوسف اللداويmaria_mille

ربما لا يعرف الكثيرون من هي ماريا ميلر، إنها وزيرة الثقافة والرياضة البريطانية السابقة عن حزب المحافظين الحاكم، التي قدمت استقالتها من منصبها في الحكومة البريطانية قبل أسبوع، بعد أن أثيرت شبهاتٌ حول ذمتها المالية، ما دفعها إلى التعجيل بتقديم استقالتها إلى رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون، الذي قبلها وكلف بريطانياً مسلماً لأول مرةٍ في تاريخ انجلترا بالحلول مكانها في الوزارة.

استقالتها قرارٌ شخصي محض، لم يجبرها أحدٌ على الإقدام عليه، ولم يطلب منها رئيسها التقدم به، ولم يبد لها رغبته في التخلي عنها والتخلص منها، بل كانت حرةً في قرارها، الذي اتخذته بإرادتها الحرة المستقلة، وعلى الجميع في بلد الديمقراطية الأول في العالم أن يحترمه ويقدره.

ربما من المفيد أن نتوقف عند السبب المباشر الذي دفع السيدة ميلر لتقديم استقالتها، إذ فيه عبرة لكلِ مسؤولٍ، ودرسٌ لكل صاحب منصبٍ، علَّ المواطن العربي يقف عند الشفافية الغربية المميزة، والحساسية الأوروبية المرهفة، تجاه كل ما يمس السمعة والأداء، وما يتعلق بالنزاهة والأمانة، وكل ما له علاقة بالشأن العام، ومصالح المواطنين وشؤون الوطن.

أتهمت السيدة ماريا ميلر بأنها مسرفة ومبذرة، وأنها تهدر المال العام، ولا تراعي في الإنفاق، ولا تتوخى الدقة في الصرف، وأنها لا تحرص على الشفافية فيما يتعلق بمصروفاتها، وبعبارةٍ أخرى فقد أتهمت بخيانة الأمانة، والإهمال في أدائها الوظيفي، وأنها تسببت في إلحاق أضرارٍ بحقوق المواطن البريطاني.

التهمة التي وجهت لها، وتسببت في تقديمها لاستقالتها، وخضوعها للمسائلة البرلمانية، وتقديمها الاعتذار الرسمي والشخصي أمام أعضاء مجلس العموم، وربما ستقدم لاحقاً اعتذارها إلى الشعب البريطاني، أنها أنفقت مبلغ أقل من ستة آلاف جنيه استرليني من حسابها الخاص، ومن حر مالها الشخصي، الذي يمنحه إياها القانون البريطاني من صندوق تعويضات نفقات النواب، والذي يحق لكل نائبٍ في مجلس العموم البريطاني الاستفادة منه، أو اللجوء إليه لتعويض نفقاته الخاصة، مستفيداً مما يوفره صندوق تعويض النفقات الخاصة.

أثبتت الصحافة البريطانية التي تناولت قضية ميلر على مدى أسبوعٍ كامل، أنها صحافة حرة ومستقلة، وأنها مسؤولة وأمينة، وأنها تعمل لصالح شعبها، وتتفق مع مصالحه، وأنها غير مأجورة، ولا تعمل لحساب آخرين، ولا تتقاضى رواتب من جهاتٍ أجنبية، توجهها وترشدها، وتأمرها وتنهاها، وتوقفها وتحركها، وأنها تنطلق من ثوابت وطنية، ومصالح شعبية، وأنها ليست موتورة ولا حاقدة، ولا عمياء ولا صفراء، فهي لا تعتمد سياسة التشويه الشخصي، والتحريض الحزبي، ولا تفتري ولا تختلق، ولا تكذب ولا تبهت، وإنما تعتمد على الحقائق البسيطة، وتمضي فيها حتى النهاية، بما يخدم مصالح المواطنين، ويحقق الشفافية في الأداء، والصدق في العمل، والأمانة تجاه حقوق الشعب.

لعلنا نحسد المجتمع البريطاني أو نغبطه على النعمة الكبيرة التي يعيشها مواطنوه، وعلى الشفافية اللافتة التي يتميزون بها، إذ نجحوا في تسليط الضوء على ما يرونه أخطاءً شخصية في أداء من يقومون على خدمتهم، ومن يتقدمون لمساعدتهم، ممن يسمون في السياسة وعلم الإدارة، بالوزراء أو الموظفين العموميين، الذين يتقاضون رواتبهم من دافعي الضريبة البريطانيين، وينفقون على أسرهم مما تدفعه لهم الأسر الإنجليزية.

فقد أخضعوهم للمحاسبة، وأجبروهم على تقديم استقالتهم، ولكن بعد بيان أخطائهم، وتفسير تصرفاتهم، والكشف عن ممتلكاتهم، وتوضيح ما لُبُس على البريطانيين فهمه، ولو كان شخصياً أو خاصاً، إذ لا خصوصية في التصرف بمال الدولة لمسؤولٍ أو وزير، ولا قبول أبداً للخلط بين العام والخاص.

ويُعذر الشعب في عدم تمييزه بين العام والخاص، فمن أراد العيش بترفٍ وبذخ، متميزاً عن مجتمعه، ومختلفاً عن محيطه، فليبتعد عن المناصب العامة، ولينأى بنفسه عن إدارات الدولة وأموالها، وليعمل بجهده الشخصي، وبماله الخاص، وليبتعد عن مناطق الشبهات، وأسباب الإتهامات، ليجب الغيبة عن نفسه، كي يجد له الناس تبريراً لفعله، وتفسيراً لثرائه، وشكل عيشه.

ألا نتعلم نحن العرب من هذه الحادثة ونستفيد منها، ونأخذ العبر والدروس من كل جوانبها، فنحن أولى بهذه الشفافية، وأحوج إلى مثل هذه المصداقية، والحساسية المرهفة تجاه الشعب ومصالحه، ربما أن ما ارتكبته ميلر لا يشكل جريمةً في عرفنا العربي، وفي تقاليدنا الرسمية والحكومية، فماذا يعني هدر ستة آلاف جنيه استرليني ولو كانت من ميزانية الدولة، ومن خزانتها العمومية، بل ماذا يعني هدر ستة ملايين دولار ومضاعفاتها، على طاولات القمار، أو في مراهناتٍ دولية، وسباقاتٍ ومبارياتٍ مختلفة، وماذا يعني تقديم هباتٍ ومساعداتٍ ومكافئاتٍ بملايين الدولارات، لإعلاميين متلونين، ولصحافيين مأجورين، ولحملة أقلامٍ مسمومة، ورواد الكلمة الخبيثة.

ألا يستحي كتابنا وحملة الأقلام ومقدموا البرامج السياسية من أنفسهم، الذين يتقاضون أحياناً على الحلقة الواحدة ما أنفقته السيدة ميلر من مالها الخاص، بينما يقومون كذباً بالتغطية على عمليات السرقة والنهب، وأعمال النصب والاحتيال، ويسكتون عن جرائم التهرب الضريبي، ويدافعون عن عمليات التهريب، والتجارة الممنوعة، والاحتكار العام، ويسكتون عن استغلال المسؤولين لمناصبهم في الدولة، وسلطاتهم في الحكومة، وعن تسخيرهم لإمكانيات الدولة لمصالحهم الشخصية، ومنافعهم الخاصة.

أترانا نجهل أن وزيراً يعيد طائرة مدنية بكل ركابها من حيث أتت، لأنها لم تقل ولده الذي كان يعبث في صالات المطار، أم أننا لا نعرف أن طائراتٍ خاصة تحمل زوجات وأولاد المسؤولين إلى باريس ولندن وغيرها للتسوق والعودة في نفس اليوم، أم لا نلاحظ أن السيارات الحكومية والعامة، تقوم على خدمة أطفال المسؤولين، وتجهد في تلبية حاجات زوجاتهم، وتنقلهم وما يشترون إلى كل مكان، وهي سياراتٌ حديثة جديدة، تحدث كل عام، وتستبدل مع كل منصبٍ ووزارة.

أم ترانا نجهل أن المسؤولين العرب لا يدفعون فواتير الهواتف الخلوية والأرضية، وأن لهم أرقاماً خاصة مميزة، وأنهم يعفون من فواتير الكهرباء، ومن أجور العلاج والطبابة، ومن كثيرٍ من رسوم الدولة، وأنه تصرف لهم ولخاصتهم بونات بنزين، وبدلات سفر، ومكافئاتٌ شهرية.

وأنهم يحصلون ببساطةٍ شديدة، ودون منافسةٍ أو مزاحمة، على تقديمات الدول للمساكن الشعبية، والمشاريع الصغيرة، والقروض البنكية الكبيرة، والتسهيلات المصرفية، وأن يحصلون على منحٍ دراسية كاملة، لأولادهم وأحبائهم وأصهارهم على نفقة الدولة، في أفضل الجامعات العالمية.

أليس جديراً بنا أن نتعلم من قضية ميلر، وأن نحترمها وشعبها، وأن نقدر تصرف حكومة بلادها وصحافته، وأن نتعلم كيف نسقط من سدة المسؤولية، ونقصي عن الحكم والقيادة، ونسحب الثقة والأمانة، ونحاسب ونحاكم، كل من ثبت إهداره للمال العام، وتبين أنه يستخدم قدرات الدولة أو الحزب والحركة والتنظيم لمصالحه الشخصية.

Posted in فكر حر | Leave a comment