معاناة السوريين مع الجوازات

اذا تعرض امريكي او اوروبي او حتى فلبيني لاية مضايقات في بلد ما تقوم سفارة بلاده فورا بالوقوف الى جانبه وتوكل له mf14محامي
نحن ايام النظام كنا نعتبر السفارة دورها لا يتعدى سور السفارة لتجديد الجواز والوكالات وابتزاز السوريين والتجسس عليهم واذا وقع مكروه لسوري فهم اخر من يعلم واخر من يستجيب هذا اذا استجابوا
اليوم السوريين ممن يحسبون على المعارضة يعانون في دول كثيرة وبالاخص بدول الجوار كالبنان والاردن وبعض دول الخليج ,,, من مسؤول عن متابعه شجونهم وحل معضلاتهم
شاب سوري معارض يعمل في مجال الاعلام للثورة لم تجدد له السفارة بتركيا جواز سفره ارسل جواز سفره للداخل فتم تجديده من دون أن يكون للتجديد اساس بسوريا وعندما زار لبنان لاجراء لاجراء عمل صحفي قام الامن اللبناني بتوقيفه لأن جهاز المعلومات للامن العام اللبناني متصل مع الامن السوري فقط بين لبنان وسوريا توجد هذه الرابطة الاخوية
بعد جهد جهيد تم اخلاء سبيله ولكن لم يعيدوا له جواز سفرة ليعود الى تركيا
الشاب منذ اكثر من شهر في وضع سيء بلبنان
الجواز سليم ولكن التجديد على الجواز اللاصقه سليمة ولكن بدون اساس من سوريا
ما علاقة الامن العام بهذا الموضوع ليحجز حريته ويحتفظ بجوازه
لماذا لايعيد جواز السفر له ويطلب منه المغادرة والعودة الى تركيا من حيث اتى
من سيقف الى جانبه
الائتلاف ؟
الحكومة المؤقته ؟؟
من يستطيع ان يتكلم مع الامن العام اللبناني ليخلي سبيل هذا الشاب ؟؟

مواضيع ذات صلة:

 الأسد (العلماني) وجوازات سفر الى الجنة

ترتيب أسوء عشرة باسبورات في العالم

Posted in فكر حر | Leave a comment

السعادة مجرد حلم

حتى يشعر المكتئب بالسعادة يهرب إلى ممارسة اللذة والانغماس في الشهوات مثل ممارسة الجنس أو ممارسة التهام syrmonaالطعام,وهذه حقيقة علمية, ولكننا في بيئتنا استنفذنا كل تلك الخيارات فلم نعد نتلذذ لا بالأكل ولا بالشرب ولا بالجنس الذي أصبح في الآونة الأخيرة لا يخطر على بالي ولا حتى في الأعياد أو المناسبات الوطنية,لذلك اتجهت إلى الانغماس في النوم.. كنت ليلة الأمس أغط في نومٍ عميق, آهٍ ما أجمل النوم, وآهٍ ما أجمل الحلم, كنت سعيدا بتلك الليلة حيث غمرتني السعادة إلى أبعد حدود, وكلما جاء الوقت لاستيقاظي كنت أهربُ محاولا البقاء في النوم لوقت أطول, كنتُ أعرف بأنني سعيد لأنني أحلم, وثمة أمرٌ مدهش وهو أنني لم أكن أرى في الحلم مشاهد مثيرة للسعادة, ولكن على أبلغ تقدير كنتُ أشعر بالسعادة وبالفرحة, كان هذا مجرد شعور وإحساس بالغ الأثر.. كنت أشعر بسعادةٍ لم أشعر بمثلها من قبل, كنت أشعرُ بنشوة وبراحة أبدية..كنت أعرف بأن هذا ليس حقيقة,إن الحقيقة تقول غير ذلك,الحقيقة تقول أننا تعساء على أرض الواقع وما من شيء يجعلنا في هذه الدنيا سعداء سوى حلم يستمر لعدة ثوانٍ فقط لا غير.. كنت أعرف بأن هذا وهمْ…وهمْ…وهمْ.., كنت أعرف بأن الواقع مرٌ جدا وطعمه مثل الزفت أو ورق الدُفلى, ولكنني كنت مع كل هذا مصرٌ على إغماض عينيا للبقاء فترة أطول ثم أطول, كنت أحاول أن أبقى نائما وكلما شعرت باليقظة كلما حاولت إغماض عينيا أكثر, أنا لا أريد أن أعود إلى أرض الواقع, لا أريد بأن يأخذني أحدٌ من حُلمي الطويل,حلمي المدهش.. أنا لا أريد الحقيقة, لا أريد أن يذكرني أحد بحياتي الواقعية, الحلم والنوم بالنسبة لي أفضل بكثير من الحياة على أرض الواقع , ها هم الناس الذين يعيشون على أرض الواقع يبدون في حالة سيئة , قسماتُ وجههم تنبئ عن خللٍ كبير في حياتهم, الحياة عندنا في مجتمعنا لا تستحق الجهد والمثابرة والمكابرة, كل شيء عندنا فيه تدخلٌ من جهات غامضة, جمع المال غير ممكن من خلال العمل أو من خلال أي شيء آخر, في هذا البلد الذي نعيش فيه لا يمكن أن نجد قانونا يحمينا أو حكومة تهتم بنا, أو مؤسسات ترعانا وترعى مصالحنا وتحافظ عليها وعلينا, لا يمكن في هذا البلد أن تكون إنسانا ناجحا بكثرة العمل, بل هناك جهات خفية تلعب فينا, الكل هنا يلعب فينا وفي حياتنا, ويوجد عندنا فساد كبير ولكن المشكلة أن الفساد الذي عندنا خالي من المفسدين, وليس لدينا أي شعور بالسعادة إلا أن نرى السعادة حلما لتخلصنا من الكوابيس التي نشاهدها على أرض الواقع, في بيئتنا المقفرة جدا الحياة مقلوبة رأسا على عقِب, فكل شعوب العالم تشاهدُ الكوابيس في أحلامها فقط لا غير, وتشاهد السعادة وتشعر فيها على أرض الواقع, إلا نحن نشاهد الكوابيس على أرض الواقع والسعادة فقط في أحلامنا, لذلك بقيت مصرا على النوم لأطول وقت.

وأثناء نومي جاءت قطتي البيضاء عند رأسي, وبدأت تداعب أنفي وأنا نائم, فقلت لها بصوت خافت جدا: ليس الآن, أغربي عن وجهي, ألا تعرفين بأنني الآن أحلم بالسعادة؟ كانت على ما يبدو تقترب مني (ميو ميو ميو) لكي أفتح لها باب الدار لتخرج خارج البيت, فقلت لها مرة أخرى: ليس الآن, هيا أذهبي واغربي عن وجهي, أنا أحلم أنا أحلم, مرت عليّ الدقائق والساعات وأنا أحلم وسعيد جدا في نومي, وبدأ الضوء بالهجوم على الظلام جاعلا من غرفتي مساحة كبيرة للنور, كنت أشعر بهذا النور ولكن كنت أقول لنفسي: لا تستجب لهذه الخزعبلات حاول يا صديقي أن تنام أكثر, كنت أغرقُ في النوم, أغرق في الحلم, الحلم الذي ينسيني موطني وبلدي وأهلي, الحلم الذي ينسيني كم أنا تعيس بين هؤلاء المجانين الذين أعيش معهم, هؤلاء الذين جعلوا واقعي مليئا بالكوابيس, هؤلاء الجهلة والأغبياء من الناس الذين لا يعرفون ثلث الثلاثة ولا حتى ربع الأربعة ولا خمس الخمسة.
في واقعنا الذي نعيشه الجهل يزداد توسعا في كل يوم,والجهلاء يزدادون ويغلبون الأذكياء بالعُدة وبالعِتاد , فقهاء الحيض والنفاس يقال عنهم بأنهم علماء أجلاء,فكيف ستعرف السعادة طريقها إلينا ونحن نعيش مع هؤلاء الجهلاء؟؟!!!!!!, الواقع الذي نعيشه لا يمكن لي أن أصوره لكم مهما أوتيت من قوة وبلاغة في اللغة, كل علماء الكلام واللغة عاجزون عن وصف التعاسة التي نعيش فيها,لا تكفينا قصيدة واحدة ولا يكفينا ديوان شعر واحد لوصف التفاهة التي نعيش فيها,كل علماء التكنولوجيا عاجزون عن صنع جهازٍ لنا يجعلنا سعداء,القتل في الشوارع أصبح طريقة حياة, والفساد طريقة حياة أخرى , وكل فصحاء الكوميديا السوداء والبيضاء عاجزون عن وصف الفساد الذي يسيطر علينا, هؤلاء الكموديون لا يستطيعوا إضحاكنا, جاري أبو سمر قال لي قبل شهر: عندي استعداد لدفع مليون دولار أمريكي لأي ممثل كوميدي شريطة أن يجعلني أضحك, فقلت له والدمعة تكاد أن تسقط من عيني: ولا حتى كتاباتي الساخرة؟ فقال: أبداً, وكل المهرجين لا يستطيعوا أن يجعلوا أسنانا تظهر من شدة الضحك, أسناننا لا تظهر إلا عند الفرشاة ومعجون الأسنان, وأفواهنا مغلقة لا نفتحها إلا للطعام أو عند طبيب الأسنان, وأقسم بما أنجبت الصحراء من طغاة وأفاكين ودجالين ونصابين وجهلاء بأن جاري(مهند) كان دائم الضحك, وأنا لم أره يوما إلا وكان متبسما ومع ذلك منذ عدة أشهر اختفت الابتسامة من وجهه مطلقا ولم أسأله أين اختفت تلك الابتسامات العريضة لأنني أعرف الحقيقة أكثر منه.. السعادة عندنا حلم,مجرد حلم.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الحرة تحاور الأميرتين سحر وجواهر ابنتي الملك عبدالله من خلف جدران القصر الملكي

kingabduladaughters

مواضيع ذات صلة:  بنات الملك عبدالله يفضحن والدهن

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

الثورة السورية بدأت في عام 1980

الثورة السورية بدأت في عام 1980aleppomascard
في المجازر التي عاشتها سوريا بين عامي 1980 و 1982 بحماه وحلب وجسر الشغور والتي راح ضحيتها اكثر من خمسون الف ومفقودون اكثر من مئة الف وتهدمت احياء بكاملها
هل كان في سوريا يومها شيشاني أو افغاني أو قطري أو تونسي أو ليبي
هل كان اردوغان يومها رئيس حكومة تركيا ؟ وحمد او تميم او الملك عبد الله
هل كان اوباما رئيسا لامريكا ؟؟
هل كانت المؤمراة الكونية ضد سوريا بدأت من ذلك التاريخ
وهل كان شهداء المجازر حينها الذين تجاوزوا الخمسين الفا كلهم عصابات مسلحة ؟
نعم لقد بدأت المؤامرة منذ عام 1980 على الشعب نجح النظام الى حد بعيد بقمع تداعيات المجازر ولكنه لم يستطع أن يمسحها من ذاكرة ابناء الشهداء ولا اسرهم
وعندما اراد الشعب من جديد أن يسترد كرامته وحريته
اعاد الابن سيرة ابيه بالقمع والقتل والهدم والتشريد
فأيقظ الثأر في قلوب الامهات والزوجات الثكالى واحيا الثأر في نفوس من حرموا من ابائهم وهم اطفال يتامى
غضب ثورة الربيع العربي لا شك استفاد من مخزون الثأر لمجازر حماة وحلب وجسر الشغور في 1982
اما ما يقال من شيشان وافغان وتوانسه وليبيين فهو تحصيل حاصل الثورة قائمة فيهم وبدونهم ومستمرة ببقائهم او رحيلهم أما تحميل هؤلاء جميعا رايه الثورة فهو محاولة فاشلة لتشويه الثورة وتلبيسها ثوبا اجنبيا لايمت للسوريين بصلة
أنه تلبيس ابليس

Posted in فكر حر | Leave a comment

السيدة الرئيسة رجوي بقيادتك ينبلج فجر جديد

كاتب ومفكر عراقيmaryamrajawi

يذكرني تكرار أبواق حكومة المالكي الفاسدة، وبعض الممثلين على الشعب من نواب البرلمان العراقي تشغيل إسطوانتهم المشروخة حول إلحاق صفة الإرهاب بمنظمة مجاهدي خلق، والتي ملٌت آذاننا من سماعها وصُدعت روؤسنا جراء تكرارها، بقصة أحد الشيوخ المصريين ويدعى (سيدي علي) كان غلمان الحارة يستخفون به ويصيحون ورائه (علي كشكش) فيضجر منهم ويستعيذ بالله من شرهم، وأخيرا قرر الإختفاء عن الحارة لفترة عسى ان ينسوه ويكفٌوا عنه، بعد شهرين عاد ثانية للحارة فوجد الغلمان يرددون نفس الإسطوانه(علي كشكش)، فزهق ورمى أحدهم بحجرة وشق رأسه. أخذوه للحاكم وكان حينها الشيخ محمد عبده، فسأله الشيخ إن كان قد ضرب الغلام؟ إعترف الشيخ وينكر فعله، وإستطرد: لكن هناك سبب حدا بيٌ إلى ضربه؟ فقال له الشيخ محمد عبدة: ما هو السبب؟ قال له على كشكش، أولا: سيدي القاضي صلي على محمد. فصلى محمد عبدة على النبي(ص)، وكررها الرجل ثانية وثالثة ورابعة وخامسة، حتى زهق الشيخ محمد عبدة من التكرار، وقال له: كفاك مطاولة! وقص عليٌ السبب. فقال له كشكش: إن كنت أنت الإمام المعروف بعلمه وأدبه وحكمته قد زهقت من تكرار الصلاة على النبي(ص) فما بالك بيٌ! إلا أزهق انا المسكين فقير الحال من تكرار زعيقهم خلفي (علي كشكش)؟ كذلك فأن تكرار إتهام مجاهدي خلق بالإرهاب صارت من السخف والتفاهة، بما لا تستحق التوقف عندها او التعليق عليها.
ما يسميه المالكي وأزلامه بالإرهاب، نسميه نحن بالمقاومة الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية ضد الإحتلال والطغاة والدكتاتورية سواء الأفندية أو المعممة. والمالكي أعرف من غيره بمعنى الإرهاب! فقد مارسه على مرحلتين وعلى مدى عقود طويلة مبتدئا من ثم محترفا، وتمرغ في قذارة الإرهاب كما يتمرغ الخنزير في الكنيف والأوحال. المرحلة الأولى: هي ما تسمى بالمعارضة المأفونة، عندما احتضنه ملالي طهران، وجزار دمشق الأسد الأب ليمارس الإرهاب بعينه، وضحاياه في السفارة العراقية في لبنان والجامعة المستنصرية والكويت وغيرها لم يتراكم عليها الغبار بعد، صحيح في الوقت الحاضر يصعب إثارتها بسبب شيطاني البيت الأبيض وطهران، اللذان يحتضنان المالكي بقوة، لكن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وسيأتي اليوم الذي يتفجر فيه بركان الغضب الشعبي والدولي وتنحدر سيوله المدمرة الى سهول الإرهاب فتحرقها. والمرحلة الثانية: بعد الغزو بتسلمه دفة الحكم بتوافق أمريكي إيراني تام، وضحاياه في الزركة والحويجة والموصل وديالى والبصرة والأنبار وغيرها شواهد حية على حجم الأرهاب الذي يصل الى مستوى الإبادة البشرية. وقد مد أخطبوط الإرهاب أذرعه الملوثة بدماء الأبرياء الى مخيمي أشرف سابقا، وليبرتي لاحقا لتمتزج دماء الضحايا المسلمين من الإيرانيين والعراقيين في بوتقة ضحايا الإرهاب، حاملة معها رسالة مدوية للعالم بأن الإرهاب الحكومي لا يعرف الجنسية ولا الدين ولا المذهب ولا القومية، فإرهاب المالكي عادل ويشمل الجميع ولكن بنسب متفاونة.
إن يتعرض اللاجئون السياسيون في بلد ما والمحميون بموجب الإتفاقيات الدولية الخاصة باللاجئين إلى القصف الصاروخي والهجومات الهمجية من قبل القطعان الحكومية والميليشيات المرتبطة بها لثلاث مرات وبخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات دون ان يستيقط ضمير الشرعية الدولية من غفوته العميقة! وان يُختطف عدد من اللاجئين من المخيم بينهم نساء من قبل قوات الدولة المضيفة وعلى مقربة من مقر الأمم المتحدة دون معرفة مصيرهم لحد الآن! وان يُقتل العشرات من اللاجئين وهم مكبلي الأيادي في مخيم أشرف! وأن تُسرق جثث القتلى الأبرياء من الأشرفيين ويُدفنون في مكان سري كما دفنت فاطمة الزهراء! وأن تًصدر تهديدات لاحقة من قبل مليشيات إرهابية يرعاها نظاما المالكي والملالي في طهران بتصفية البقية الباقية من المجاهدين في ليبرتي! وإن يُفرض الحصار المائي والغذائي والدوائي والنفطي والخدمي على مخيم ليبرتي من قبل الحكومة! دون إيجاد الحل البديل لهذا الوضع الشاذ الذي لم يحصل في أية دولة في العالم حتى تلك التي لم تشرق عليها شمس الحضارة بعد!
فأن العار وفق هذه الجرائم البشعة يتوزع على ثلاث جبهات رئيسة هي: الأمم المتحدة وممثلها المتسكع على أبواب المرجعية في النجف. ثم والولايات المتحدة التي تعهدت لهم بالأمن والسلام وتنصلت من شرف المسؤولية وسلمت اللاجئين لحكومة الذئاب لتمارس إرهابها الدموي ضدهم. وأخيرا حكومة العار والشنار في العراق بقيادة حزب الدعوة الشيطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن وجود مكتب للأمم المتحدة في العراق، تقع ضمن مسؤوليته حماية مخيم العبودية(أي ليبرتي) هو شيء جميل لكن لا علاقة له بالواقع الحالي، فهو أشبه بجسد سليم تسكنه، روح شريرة. بعد أن تسلم ممثل الأمين العام ميلادينوف هدية المرجعية العليا خلال زيارته الأولى للسيستاني(نموذج ضريح الأمام من الذهب الخالص قيمته ملايين الدولارات) سلمهم بالمقابل ضميره وشرف المهنة ونموذجا مشوها لمكتب الأمم المتحدة لا يساوي بنسا واحدا، إذا عرف السبب، بطل العجب.
مشكلة المستبد أو الطاغية الدائمة هي أن نظره لا يتعدى نعليه، فهو لا ينظر الى التأريخ نظرة جدية ويأخذ منه الدروس والعبر، عبر معرفة مصير الطغاة من شاكلته. فهو جاهل، يدفعه جهله لتصنيع الأجيال المتمردة عليه، والتي تكون السبب الرئيس في نهايته. وهو مغفل، لأنه ينصب شرك النرجسية أمام عتبه دارة دون أن يفطن بأنه سيقع في أحابيله على عقبيه. وهو أحمق، فالحماقة تعشعش في أوكار عقله المظلم، فتحرمه من نعمة التمييز بين بناء القوة وبناء الدولة، وشتان بينهما.
ان قضية تحرر الشعوب المضطهدة من قبضة الدكتاتورية هي قضية عامة ووطنية ومصيرية، وبنفس الوقت هي مهمة خطيرة ومكلفة الثمن، إنها تستلزم جهود وطنية مخلصة تمثل ضمير الشعب وتكون لسان حاله. كما أنها تتطلب قيادة حكيمة مخلصة قادرة على الولوج في قلب الشعب وإشعال فتيل التحدي والثورة في داخله. وهي تتطلب قيادة وطنية من الشعب وإلى الشعب، يتجسد فيها عمق الإيمان، وقوة الإرادة، وسلامة العزيمة، وجرأة الإقدام، ونزعة الصبر والثبات وبعد النظر. وهذه السمات تفتقدها قوى الظلام، وينحصر وجودها في قوى الخير فقط، فهي القوى التي يتصاعد عنفوانها يوما بعد يوم مستقطبة حولها كل الأحرار ومن كل الجنسيات، وأفضل نموذج في الوقت الحاضر لمثل هذه القيادة الرائدة هي الرئيسة مريم رجوي.
بقدر ما هي إمرأة حديدية في وجه الطغاة فإنها وديعة كالحمامة مع أبناء شعبها، تحمل السيف بيد، وحمامة السلام باليد الأخرى، تصارع المستكبرين بيد، وتربت على أكتاف المستضعفين باليد الأخرى. تهب كالرياح الغاضبة بوجه الطغاة، وتتمايل كنسمة رقيقة على وجوه الفقراء. تزأر مثل لبوة بوجه الظالمين وتغرد مثل بلبل بوجوه المظلومين، تضمد جراح العاديات وتمسح دموع الأمهات. لا غرابة ولا عجب! هكذا هم صناع التأريخ وبناة الحضارات، والتأريخ شاهد. وهذه هي الزعامات الوطنية التي تتمناها الشعوب وتمنحها ثقتها وتفديها بالأرواح.
لكلمات السيدة الرئيسة رجوي هيبة ودوي، ترنٌ في أذان الشعب الإيراني ويردد صداها جميع الشعوب المحبة للسلام والحرية. فكلامها ينبع من القلب ويصب في القلب، يتغربل في العقل قبل أن يصل الفم وينطلق منه للناس، كلام واقعي يشخص العلل بوضوح ودقة دون أية مواربات ولا توريات. وكل الشرفاء في العالم يتطلعون بشغف وإعجاب الى نشاطها الدائب الذي يتحرك كالبندول من مركز الحاضر، تارة الى الماضي مستلهما عزيمة المسلمين الأوائل، وتارة الى المستقبل مستلهما تطلعات الأجيال القادمة. ومع كل حركة يمينا أو شمالا، تترسخ قيم جديدة، وتؤشر معالم هادئة في طريق الصحوة الجماهيرية، وتتوطد الآمال رويدا رويدا. على العكس من حركة نظام الملالي الرتيبة المملة البليدة التي لا تستقر على موقف موحد، فهي أشبه بالمحرار كل ساعة يعطيك درجة حرارة مختلفة.
لقد وضعت الرئيسة رجوي علامات جديدة في طريق العمل الثوري، حيث الغت المسافة التأريخية الفاصلة بين الحاكم والشعب، وجعلتهما توأمان سياميان لا ينفصلا عن بعضهما البعض، فحياة كل منهما مرتبط إرتباطا عضويا بالآخر. وأكد نهجها السوي بأن الأزمة تبدأ كبيرة من ثم تصغر شيئا شيئا حتى تتلاشى، اما الأمل فيبدأ صغيرا ثم يكبر ويكبر ويكبر حتى يتحقق.
لقد إثبت قيادتها الحكيمة بأن العقيدة القلبية لها سلطان قوي على الأفعال البشرية في الأوامر والنواهي، في ترويج الإصلاح ودرء المفاسد، وإقتحام المخاطر، وخوض بحار المشاق بثقة وجرأة وتضحية. وأن العمل الثوري يدخل في إطار نهج الواقعية، وليس من واقع التنظير فحسب. وان نيران الإستبداد يصاحبها دوما فوران ثوري عارم يمور على نار هادئة، وان نضج فالويل كل الويل للطغاة، كأنه يقول لهم: يا طغاة العالم إرحلوا.
من شجاعة الرئيسة رجوي وقوة التحدي التي تلازمها كظلها، وعمق الإيمان بالله وبقضية الشعب الإيراني يستلهم الأشرفيون معاني التضحية والفداء ويمارسونها قولا وفعلا بشكل يثير إعجاب المجتمع الدولي. كيف لا؟ وهم يقفون بصلابة وتحد أمام مارد الإرهاب، ولم تتزحزح إرادة النصر عندهم قيد أنملة، بل يزدادون قوة وبأسا، ويشتعلون حماسا! فما ضر وخزة شوكة في قدم فيل؟ إنها حالة نادرة في تأريخ الشعوب.
طوبى للشعب الإيراني بهذه الزعيمة الحكيمة. وطوبى للمرأة المسلمة وهي تحمل الكم الهائل من التحدي والإصرار. وطوبى للشعوب المحبة المتطلعة للحرية والسلام بالمرأة النموذج السيدة رجوي. وطوبى للصامدين الصابرين في ليبرتي، فهم يسامقون الكواكب علياءا ووتلألأ، فقد أمسوا قادة للحرية وهم معتقلون في سجن الحرية. إنهم بوابة النصر التي يمر من خلالها جميع الثوار وهم يحملون راية التحرر من الظلم والإستعباد. والخزي والعار لنظام الملالي الذي أزكم العالم الحر بوباء عفونته، نظام بالي كالثوب العتيق كلما رقعت مكانا فيه استجد خرق في مكان آخر. والعار كاملا بلا نقص لكومبارس الولي الفقيه على المسرح العراقي، فقد أصبحوا إضحوكة للعالمين. فلا ناموس يردعهم ولا ضمير يوخزهم.

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

بربر برابر بربرة !

بربر برابر بربرة !baganmonks

حكاية من حكاية رهبان مذهب “زن” اليابانيين أنقلها كما هي ..

فقد زوج شاب شريكة حياته في زهرة عمرها، كانت جميلة، و لكن مشاكسة قليلاً وغيورة بشكل مخيف،

بعد حداد يستحق التقدير استمر ستة أشهر، شعر الشاب، مع إطلالة الربيع، بمشاعر جديدة تتولد فيه ..

بحث عن زوجة، و خطب الحلوة “يويوهي”، التي يصدح اسمها مثل زقزقة القرقف، مثل هفهفة الحرير، باختصار، كان الشاب الأرمل عاشقاً، و أسعد مما كان مع زوجته السابقة في أي يوم ..

حينذاك، ظهر طيف تلك الزوجة لأول مرة..

ذات ليلة، بينما كان نائماً بارتياح علي حصيرته، أحس بتيار هواء بارد يدغدغ أخمص قدميه، فاستيقظ ..

كانت “كيريوكا” أمامه، تلك الحسناء، و علي رغم ما كان فيها من اضمحلال، بدت غاضبة، ولم تفقد شيئاً من طبعها الغيور ، قالت :

– كيف تجرؤ علي خيانتي مع صغيرة بلهاء، لا حسن فيها ؟

أضافت بلهجة لا تنم عن وفاء :

– و لها، منذ ولادتها، ندبة شديدة القبح علي الجهة اليسري من صدرها !

سأل “هيوشي”، الزوج المسكين مندهشاً

– كيف عرفت ذلك؟

قالت، قبل أن تتلاشي :

– في مملكة الأموات، يمكننا الوصول إلي الأسرار، و نعرف كل الأشياء التي تخفي علي عيون الأحياء !

لم ينم “هيوشي” المرتعد خوفاً تلك الليلة ..

منذ ذلك الحين، أصبحت حياته جحيماً، كان في النهار يتنزه مع “يويوهي”، الناعمة كالحرير، في بساتين أبيه، كانا يتأخران في الجلوس قرب بركة ماء كبيرة، مستمتعين بروعة أزهار اللوتس النامية ..

لم يعرف “هيوشي” الضجر برفقة خطيبته، كان يسامرها بحنان، و يحادثها ببسمات خجولة، متأملاً خلف عنقها المكتمل، و شعرها الحالك السواد، و خديها الناعمين كمخمل زهرة الخوخ ..

في الليل، كان يتسلل إليه طيف “كيريوكا” فيقض مضجعه،

بعد أن تجلس زوجته المتوفاة علي طرف الحصيرة، تروح تسخر من كل أفعال و حركات نهاره، و تقلد بتهكم رقة كلماتهما، كانت تذكره بغرامياتهما القديمة، و تردد علي مسمعه :

– أعرف كل شئ عنك، و معرفتي هذه تقيدك، حياتك لي وحدي، لي أنا !

أفضي “هيوشي” المسكين، و قد أنهكت قواه و أوشك علي الجنون، بسره إلي أحد أصدقائه، فنصحه بأن يستشير معلم “زن” شهيراً يعيش متنسكاً في معبد “كنينجي” القديم، كانت رحلته إليه طويلة و صعبة، و عندما أصبح في المعبد، حكي للراهب محنته، قال الراهب في هدوء :

– استحالت زوجتك شبحاً، و تعرف كل شئ عنك ..

– نعم أيها المعلم، أنت تعلم أنه يمكنها، و قد نزلت في ديار الأموات، الوصول إلي تلك الأسرار التي يتعذر علينا نوالها، تعرف الماضي، و المستقبل، و تدقق متي تشاء في أدني أفكاري !

و هو يحك إصبع قدمه بقضيب خيزران صغير، فالسماء كانت قد أمطرت، و لطخ بعض الوحل قدميه العاريتين في الصندل، قال المعلم بكل هدوء :

– أري ذلك !

– ماذا يجب أن أفعل أيها المعلم؟

– لا تزال شاباً، يا “هيوشي”، قلبك بكر و رقيق، من اليسير أن يبسط سيطرته عليك، سأساعدك ..

انهال عليه الأرمل الشاب عليه بالشكر، و قال :

– سأتبع نصائحك أيها المعلم، سأمتثل لها بكل دقة، دلني فقط علي الطريق ..

– عندما يظهر طيف زوجتك، جاهر بجهلك بتذلل، امتدح معارفها المدهشة، باختصار، تملقها، و اعرض عليها صفقة،

” إن استطعت الإجابة عن سؤال أخير، أقتنع نهائياً بقدراتك فوق الطبيعية، و أتخلي عن “يويوهي”، التي ليست سوي مخلوقة عادية، و سأكون زوجك المخلص إلي الأبد” ..

صرخ “هيوشي” :

– للأسف، هي التي ستتغلب عليَّ، أنا متأكد، ما لا تعرفه، تحزره، لا يخفي عليها شئ مما أفعل و أفكر ! ..

صاح الراهب بخشونة :

– اتبع نصيحتي أو انصرف إن لم تشأ الإصغاء لما أقول ..

“هيوشي”، المضطرب و المذعور، قبل :

– سأطيع أيها المعلم !

– تناول بيدك اليمني حفنة كبيرة من حبوب “الصويا”، واسألها كم هو عدد الحبات ..

سأل “هيوشي” في دهشة مشوبة بالتوتر والخوف :

– أهذا هو كل شئ؟

لم يجب راهب “الزن”، اتخذ وضعة اللوتس و التأمل ..

عاد “هيوشي” إلي البيت ..

في الليلة نفسها، ظهر طيف زوجته من جديد، تسائلت ساخرة :

– ذهبت لزيارة معلم “الزن”، أتحسب أني أجهل ذلك، و أنك تستطيع الإفلات مني؟

عندئذ، أدخل “هيوشي” يده في كومة “صويا”، و انتزع منها حفنة كبيرة بيده اليمني، و مدها مغلقة، و سألها :

– كم حبة في قبضتي؟

تبدد طيف “كيريوكا” في الهواء، و لم يظهر بعد ذلك قط ..

أراد رهبان “الزن” بهذه الحكاية الخيالية أن يقولوا :

” يكفي شئ زهيد، قدرٌ ضئيل من التفكير السليم، سؤال واضح، ضحكة لإرباك المعلمين الروحيين المزيفين، الذين يتدبرون أمر النفوس البسيطة، و الأرواح الحساسة أو التي ضعفت، بإحاطة أنفسهم بالغموض و الأسرار، حفنة من حبوب “الصويا”، و تتعري حقيقة الأشباح، و تتهاوي الأصنام التي تتحصن خلف قلاع كرتونية، و تداس بالأقدام التي لابد لها منها ..

لا أجد تعريفاً أكثر عدالة لهذا المذهب، أقصد “الزن”، و هو البوذية في نسختها اليابانية، من أنه لونٌ من ألوان الجمال، صدمة ميسرة لا يتعارض مع أي عقيدة ..

و لست أشك للحظة واحدة، في أن قدرة اليابانيين علي استعادة ايقاع الحياة، بتصرفات عصبية، بعد هزيمتهم المروعة في الحرب العالمية الثانية ولدت، ثم ينكمش بعد ذلك كل شئ، من تلك التراكمات التي تركها رهبان “الزن” في تكوين شخصية اليابان ..

شئ آخر،

يقول “يوسف إدريس” في كتابه “اكتشاف قارة”، أن صديقاً له هاجر إلي “اليابان”، حكي له أنه أحب امرأة يابانية، و هي أيضاً أحبته،

دعاها ذات يوم إلي العشاء في منزله، و قبلت الدعوة، ثم، بعد انتهاء طقوس المائدة، و هما يحتسيان بعض “الساكه”، المشروب الوطني هناك، باح لها برغبته في أن يمارس معها الجنس، فاحتدت تعبيرات وجهها، برغم ذلك، قالت في هدوء :

– أنا أيضاً أرغب في ممارسة الجنس معك يا سيدي، لكنني هنا، لا أمثلني وحدي، إنما أمثل المرأة في كل شبر من أرض اليابان !

علي أية حال، يجب ألا يمنعنا الإعجاب بكلام هذه الطاهرة أن ندرك أنه لونٌ من ألوان “مُحْن” النساء، لكن، علي الطريقة اليابانية، فلقد استطاع هذا المصري الأصلي في النهاية أن يطرد من الغرفة شبح “مليون” امرأة يابانية، و يحقق رغبته، هذا الكلام علي عهدة “د. يوسف ادريس” طبعاً !

للأسف، لقد تجاوز اليابانيون في مسيرتهم نحو الرقيّ هذا المذهب، بل تجاوزوا البوذية كلها، لم يبق منها سوي أصداء في الذاكرة، يصغون إليها عند الحاجة ..

نعم، الضحك ضرورة لإرباك خصمك، و “النكتة” سلاح متعدد الأبعاد لا يجب إغفاله في المعركة،

و السخرية من الحكام في الغرف المغلقة تكاد تكون عرفاً دارجاً في كل مكان علي وجه الأرض، و علي طول التاريخ وعرضه ..

و حين لا تنجح السخرية في استيعاب حالة السخط العام، تبدأ الثورات، هذا صحيح، صحيح أيضاً أنها اتخذت عند المصريين شكلاً أكثر عمقاً، إذ قدس المصريون النكتة، و جعلوا لها إلهاً يعبد، و لإضفاء ظل من الحقيقة علي هذا الإله، زوجوه إله الحكمة ..

و أول “نكتة” سجلها التاريخ صناعة مصرية خالصة، صحيح أنها “نكتة” سخيفة، أو بمعني أكثر دقة، هي ليست “نكتة علي الإطلاق، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار قبل الحكم علي سخافتها، عمرها الذي يقترب من “5000” سنة، يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً أن النكتة التي تسببت للكثيرين في جلطات مركبة: ” واحد راح يقعد علي قهوة قعد علي شاي” !، لا يتجاوز عمرها 50 سنة،

يجب أن نأخذ في الاعتبار كذلك، أن المصريين في ستينيات القرن الماضي كانوا يصنفون الفنان ” أبو بكر عزت ” كممثل كوميدي، و قبل كل شئ، نأخذ في الاعتبار نكات “حمادة سلطان”، صاروخ النكتة، آه !

و أول “نكتة” مدونة ترجع إلي عهد الملك “سنفرو”، والد الملك “خوفو” صاحب الهرم الأكبر، حيث حاول بعض المنافقين إيجاد طريقة لإسعاد الملك “سنفرو” حين يذهب لصيد السمك، فاقترح أحدهم بأن يقذفوا، دون أن يدري الملك، عبداً، ثم يصرخون جميعاً : هناك سمكة كبيرة يا سيدي !

لا هي نكتة و لا يحزنون علي ما يبدو، لكنهم علي كل حال سجلوا بها أنفسهم، لا أدري لماذا، رواداً للنكتة ..

من الجدير بالذكر، أن هذه النكتة، برغم سخافتها، تنطوي علي سخرية مغلفة من الملك “سنفرو” بقدر يفوق بكثير الرغبة في إضحاكه، كأنهم كانوا يرون فيه ذلك الغبيَّ الذي لا يفرق بين صوت العبد عند قذفه في الماء، و صوت السمكة، و هذه كانت البداية لسلسلة متصلة من “نكات” السخرية من كل الحكام فيما بعد ..

و لقد لجأ المصريون القدماء أيضاً إلي الرمز للسخرية من حكامهم، إذ خلَّدوا “الهكسوس”، أقدم المحتلين لوطنهم، علي جدران المعابد في هيئة فئران تهاجم قاعة من القطط، و فئران تقود العجلات الحربية وهي تلبس الدروع و تمسك بالأقواس و السهام، الطريف، أن القطط في النقوش لا تزال تقف علي أرجلها الخلفية و ترفع يديها مستسلمة !

إذن، لقد سبقوا “والت ديزني” في ابتكار هذين الرمزين المضحكين، بآلاف السنين، و لعل هذا النقش تحديداً يدحض الرأي القائل بأن النكات المرسومة ظهرت لأول مرة في أوروبا ..

كما أكد المؤرخ الكبير “هنري برستيد”، في كتابه “تاريخ مصرمنذ أقدم العصور”، أن المصريين القدماء هم أول من نقش النكت والرسوم الهزلية في القبور وعلى جدران المعابد!..

كذلك المؤرخ الألماني الكبير، “أدولف أرمان”، في كتابه “ديانة مصر القديمة”، أكد أن الرسام الفرعونيَّ، “نب رع”، كان أول من وعد الإله “آمون”، بإضحاكه وإسعاده بالنكت والرسوم الساخرة، شريطة أن يشفى له ابنه!”

كما أن أول كتاب في التهكم ، هو كتاب “تعاليم خيتي” لابنه بيبي، الذي يرجع تاريخه إلى الدولة الوسطي، أي منذ “4300” عام تقريبًا، وهو الكتاب الذي كان تلاميذ المدارس في “مصر” القديمة، بعد ذلك بألف سنة و أكثر يحفظون منه فقرات كثيرة تتندر على الحاكم و اللص و ناقل الحدود و شاهد الزور و الكذاب!

كذلك لم يسلم أبو التاريخ، “هيرودوت”، اليوناني، من سخرية المصريين، إذ ترك لنا خبراً له مع كاتب الخزائن المقدسة في معبد الإله “نيت”، إله الفيضان،

لقد سأله “هيرودوت”:

– من أين ينبع نهر النيل؟

فقال له مازحاً في لهجة الجادين :

– النيل يولد بين بلدة أسوان و جزيرة فيلة، من بين صخور جبلين كبيرين، ينتهيان بهضبتين مدببتين، واحدة اسمها “كروفي”، ماؤها رديء، و يتجه نحو الجنوب، و الثانية اسمها “موفي”، ماؤها عذب ومرح، يتجه نحو دلتا مصر في الشمال!”

لا أدري كيف يكون مذاق هذا الماء المرح الذي قصده ذلك الخبيث ..

الغريب أن بعض المؤرخين نقلوا هذه المزحة عن “هيرودوت” علي أنها حقيقة جغرافية مؤكدة ..

لكن الأغرب، أن ذلك الكاتب الساخر في الخزائن المقدسة لإله الفيضان كان يعرف أكثر مما يجب، لقد تنبأ بما سيحدث لنهر النيل بعد بناء سد النهضة الأثيوبي، تماماً كالشخص، لا أدري من هو تحديداً، الذي حرَّف في عمل سينمائي أغنية “النيل نجاشي” لـ “محمد عبد الوهاب” إلي “النيل مجاشي” !

لقد تمسك المصريون بهذا الموروث الفرعونيِّ السلبي عبر العصور، فأمطروا في أوجاع كل من احتل بلادهم، أو ظلمهم، حتي قيل أن الرومان منعوا المحامين المصريين من دخول محاكم “الإسكندرية”، لأنهم كانوا يسخرون من القضاة الرومان، و من أساليبهم في تحقيق العدالة، كما كانوا يسرفون أثناء مرافعاتهم في استخدام النكات، تماماً كـ “فريد الديب” في زماننا !

و الرومان معذورون، فما ظنك بقوم ابتكر أحد شعرائهم، وهو “ابن سودون المصري”، غرضاً جديداً من أغراض الشعر، و هو السخرية من الذات، و من كل قيمة، يقول في إحدي قصائده العصماء :

لموت أمي أرى الأحزان تحنيني / فطالما لَحّستني لحسَ تحنيني
وخلّفتني يتيماً، إبنَ أربعةٍ / و أربعين سنيناً في حسابيني
وطالما دلّعتني حال تربيتي / حتى طلعتُ كما كانت تربيني
أقول “نمنم” تجي بالأكل تطعمني / أقول “امبو” تجي بالماء تسقيني
إن صحتُ في ليلة “وي وي” لأسهرَها / تقولُ “هاها” بهزٍّ، كي تُنّنيني
كم كحّلتني ولي في جبهتي جعلت / “صوصو بنيلي”، وكم كانت تُحنّيني
وربما شكشكتني حين أغضبها / و بعد ذا كشكشتني كي ترضِّيني
ومن فقيهي، إن أهرب، ورام أبي / مسكي، وبعث له، كانت تُخبّيني

يقصد بالبيت الأخير أنها كانت تخفيه عن عين أبيه حين يهرب من الكُتَّاب !

طالت نكاتهم الفرنسيين أيضاً، إبان الحملة الفرنسية، و أزعج ذلك “نابليون” شخصياً، فأصدر أوامره باعتبار “النكتة”، لأول مرة في التاريخ، جريمة تستحق العقوبة !

بالإضافة إلي هذا، كان المصريون أول الشعوب التي خلعت علي حكامها ألقاباً تصغر من شأنهم، فأطلقوا علي “بطليموس الثاني عشر”، والد “كليوباترا”، لقب “الزمار”، و أطلقوا علي الأمير “سيف الدين طشتمر”، “حُمُّص أخضر”، غيض من فيض، انتهي بخلعهم لقب، “البقرة الحلوب”، علي “مبارك” ! ..

سخروا من الأتراك أيضاً، يقول الجبرتي :

لقد نكت المصريون على الباشا التركى وحولوه إلى أغنية لحنوها ورددوها :

– يا باشا يا عين القملة، مين قال لك تعمل دى العملة !
– يا باشا يا عين الصيرة، مين قال لك تدبر دى التدبيرة !

و مثل ذلك، يا برديسي يا برديسي، إيش راح تاخد من تفليسي، يقصدون بذلك الأمير “عثمان بك البرديسي”، لقب بالبرديسي لأنه تولي كشوفية “برديس” بصعيد مصر، و أرهق المصريين بالجباية ..

“الجبرتي” أيضاً، برغم اتزانه كمؤرخ، و برغم من أنه ليس مصري الجذور، يبدو أنه اكتسب أثناء مقامه في مصر هذا الطابع، و كان يبثه أحياناً في كتاباته، قال، و هو يريد أن يقول لنا من طرف خفي أن “محمد علي ” كان حسوداً ، أن “محمد علي” نظر من فوق حصانه، وهو يهم بالنهوض، إلي “محمد بك الألفي” أثناء المعركة التي دارت بينهما، و خلصت له مصر بعدها، وهو يظلل عينيه بيده، ثم قال كالمأخوذ من تناسق جسده و فتوته :

– هذا طهماز الزمان، و إلا إيش يكون؟! ..

ثم يقول هذا الخبيث الساخر، أنه لم يكمل جملته حتي سقط “محمد بك الألفي” من فوق حصانه ميتاً !

و هذه معلومة غير حقيقية، إذ مات “محمد بك الألفي فى يوم الأربعاء “27” يناير سنة “1807 م” بناحية “المحرق” وحيداً علي تلة في “شبرامنت” ..

الغريب أن “الجبرتي” نفسه أفصح عن السبب الذي دفعة لكتابة هذه الرواية، لقد كان يكره “محمد علي”، إذ علق علي نهاية “محمد بك الألفي” المؤسفة بقوله :

” و لكن الاقليم المصرى ليس له بخت ولا سعد، و أهله تراهم مختلفين فى الأجناس، متنافرى القلوب، منحرفى الطباع ” ..

كانت الحادثة التي ولدت علي إثرها نهاية ” محمد بك الألفي”، هي هذه ..

إجتمع (زعماء الثورة)، و كذلك اجتمع الكثير من العامة، وركب الجميع وذهبوا إلى “محمد على”، و قالوا له :

– إنا لا نريد هذا “الباشا” حاكماً علينا ولابد من عزله من الولاية ..

فقال:

– ومن تريدونه يكون والياً؟

فقالوا له :

– لا نرضى إلا بك، و تكون والياً علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير!

فامتنع أولاً ثم رضى، و أحضروا له كركاً وعليه قفطان، وقام إليه السيد “عمرمكرم”، – نقيب الأشراف -، و الشيخ “الشرقاوى”، – شيخ الأزهر، و رئيس الديوان الذي أنشأه “نابليون بونابرت” أيام الحملة الفرنسية -، فألبساه له !

و ذلك وقت العصر، ونادوا بذلك فى هذه الليلة فى المدينة، وأرسلوا إلى “أحمد باشا”، الوالى العثمانى، الخبر بذلك، فقال :

– إنى مولى طرف السلطان، فلا أعزل بأمر الفلاحين، ولا أنزل إلا بأمر السلطنة..

من الجدير بالذكر، أن “محمد علي” بعد أن استطاع أن يضبط ايقاعات السيطرة علي أرض “مصر”، نكل بالرجلين، و فرض علي “الشرقاوي” الإقامة الجبرية !

كان بودي أن أقول، ما أشبه الليلة بالبارحة، لكنني، خوفاً من الرجم بتهمة الإرهاب، بدلاً من ذلك، سأترك “كارل ماركس” يقول مقولته الشهيرة :

” التاريخ يعيد نفسه، كمأساة في المرة الأولى، و مهزلة في الثانية !

كذلك محاولات الاسقاط علي شخصية “عبد الناصر”، أو العمل علي استنساخها، و استدعاء مشاهد تراثية لـ “عبد الناصر” وهو يعانق البسطاء و الفلاحين و الجماهير المعذبة المطحونة،

هنا، ليصبح المشهد الساخر أكثر إقناعاً، يجب اللجوء إلي استعارة أزياء الستينيات من مخازن “استوديو مصر”، و لا مانع من استعارة بعض “ساعات الجيب” أم كتينة، و بعض الجزم أم أبزيم، و موضة بنطلون، الحزام فوق السرة، التي اشتهر بها الفنان “فريد الأطرش” ..

و من الأفضل أن يكون الممثل الذي يؤدي دور فلاح الستينات، “وشه معتق”، و يضع بعض “الششن” في عينيه، هذه نصيحة !

كيف يفكرون؟، كيف؟

ما دمت تمزح، لماذا تستكثر علي الناس متعة مجانية كالمزاح؟

اللي يعمل نفسه قنطرة يستحمل الدوس، هكذا يقول المصريون في موروثهم الشعبي من الأمثال ..

لا تكترث لهم، لك أسطورتك أيضاً، و لك سلاحك المروع، الذي أوجع “عبد الناصر” نفسه، خاصة بعد هزيمة “يونيو” !

لقد اشتعلت في ذلك الوقت ذاكرة النكتة في ألسنة المصرية بشتي صورها،

كان الآلاف من جنود الاحتياط قد شحنوا إلي ميدان المعركة بالجلباب، و عندما صدرت الأوامر بالانسحاب، عاد بعضهم فقط بالبنطلون “الكاكى”، و فوقه الجلباب وفوق الجلباب سترة عسكرية قذرة، و صندل أو بيادة في أقدامهم،

سخر المصريون من هؤلاء “الجنرالات” الذين يضعون شرائط حمراء على الكاب ووصفوهم بـ ” سلاح الإسعاف”، فهؤلاء يستعملون نفس الشرائط، و وصفوهم أيضاً بـ ” السِمَّاوية” النظاميين الذين يقتلون الكلاب الضالة بالسم، فهم يلبسون نفس الزي تقريباً!

و كان كافياً بالقدر الذي يلهم اشتعال ضحكات المصريين من كل الجهات، أن يروا جندياً أو ضابطاً يجري فى الشارع ليلحق بالأتوبيس، فيصيحون من كل الجهات :

– أحسن يا وَحْش !

و أطلق أحد المجاورين في الأزهر نكتة، هذا يبدو واضحاً من أسلوبها، انتشرت حينذاك كالنار في الهشيم،

ثلاثة لا يدخلون الجنة، سألوا من؟، قيل “شمس بدران”، و “عبد الحكيم عامر”، و “عبد الناصر”، فالأول، ترك الجيش بدون عدة، و الثانى مات حباً فى وردة، – وردة الجزائرية-، و الثالث تنحى وقت الشدة !

ثم، حدث بعد مسرحية تنحي “عبد الناصر” الشهيرة، أن خرج الشعب إلي الشوارع هادراً بهتافه المسئ :

“أ..ا، أ..ا، لا تتنحي”

كانوا قد بدأوا يفطنون إلي الواقع المرير الذي يعيشونه، و كانت الأسطورة الصناعية قد تآكلت تماماً، و وهم الزعيم الخالد تبخر، مما دفع “عبد الناصر” أن يتحدث عن النكتة في (البرلمان) قائلاً :

– الشعب المصري يمسك أي حاجة و ينكت عليها، هو شعب يحب النكتة ودى ميزة، بيفلسف بيها الأمور، لكن أعداءنا ممكن يستغلوها فينا، فلازم نكون ناصحين !

لقد وضعت مفردة (البرلمان) بين قوسين عن عمد، لأني كان يجب أن أقول “باتا”، كما أسماه المصريون علي لسان “نبوي اسماعيل”، وزير داخلية “السادات” في إحدي نكاتهم، يقولون :

” أراد “السادات” أن يغير اسم “مجلس الشعب”، فطلب من الأعضاء مناقشة الاقتراح، فاقترح عضو من حزب الوفد العودة إلى اسم ( البرلمان )، و اقترح عضو فى الحزب الوطنى اسم “المصطبة”، و سأل “السادات” وزير الداخلية :

– و أنت يا “نبوى” رأيك إيه؟

فقال :

– سيادة الرئيس أنا باقترح نسمى المجلس (باتا) !

فرد :

– ليه يا نبوي؟

– لأننا يا فندم بنختار من كل دايرة “جوزين” !

حتي المسكين “باتا”، صاحب محلات الأحذية الشهير، لم يسلم من ألسنة المصريين، و روجوا لشائعة تقول بأن “باتا” قبضوا عليه، لماذا؟، لأنهم ظبطوه ماشي حافي !

نالت النكات الساخرة من “السادات” حتي بعد انتصاره الهزيل في “أكتوبر”، فعقب مظاهرات الجياع، فى يناير”1977″، قالوا في نكاتهم أن “السادات” دخل جمعية استهلاكية فسأل عن الزيت، فلم يجد، وعن السكر و الصابون و الأرز و الشاى، فلم يجد، فقال مندهشا :

– الله حاجة غريبة، يبقى الناس بتودى فلوسها فين !

هذه النكتة تجري في سياق النكتة التي انتشرت خلال ثورة “25 يناير” عن مبارك يقول في حديث تليفزيوني

– التغيير سنة الحياة !

فسأله المذيع :

– و إنتا يا سيادة الريس؟

فأجاب :

– أنا فرض مش سنة !

و لقد انتبه المصريون إلي حقيقة أن شبح “عبد الناصر”، كان يلتحق كالفكرة السوداء بنوم “السادات”، الذي لم يصدق حتي بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، أنه أصبح بالفعل رئيس الجمهورية، لذلك، كان يفرط في استخدام جمل محددة، مثل: و قلت له، الله ده أنا رئيس الجمهورية !

من يعرف المصريين يعرف أنهم، علي الدوام، لا يحرسون المشاعر الصحية لشخص أياً كان، و هم مستعدون علي الدوم لتغيير عواطفهم كما يغيرون أحذيتهم عند أول إحساس بالخيبة ..

و لا أعتقد أن مصرياً كان له في قلوب كل المصريين نصيب أوفر حظاً من نصيب “سعد زغلول”، لا “جمال عبد الناصر” ولا غيره، و أستثني هنا الشيح الجليل، و الجميل، “محمد متولي الشعراوي” فقط، مع ذلك، حين أخطأ “سعد زغلول” يوماً، و قال في أحد تصريحاته الشهيرة :

– خسرنا المعاهدة، و كسبنا صداقة الإنجليز !

ثم قال :

– الإنجليز خصوم شرفاء معقولون !

ردد المصريون حينذاك، بحفاوة بالغة، خلف الزجال المصريِّ، سودانيِّ الأصل، “محمد إمام العبد”، و لعله غيره، لا أتذكر علي وجه الدقة، قوله في هجاء “سعد زغلول” الصريح :

بربر برابر بربرة / حيَّرْتنا يا ابن المَرَهْ !

خليفته، “مصطفي النحاس”، أيضاً، لم يبق منه في الذاكرة سوي ما قال عنه “مكرم عبيد”، في “الكتاب الأسود”، و بيتي شاعر البؤس “عبد الحميد الديب” في هجائه، بعد أن مدحه طمعاً في نواله و مني بالخيبة :

راجعْ زمانك أيُّهذا الكاسُ / فاليومَ، لا نحسٌ، ولا “نحَّاسُ”

لم يبقَ من مجدِ الزعامة ِكلِّه / إلا قميصٌ أزرقٌ ولباسُ !

يشير بـ “قميص أزرق” إلي الميليشيات العسكرية التي شكلها حزب الوفد، و عرفت بـ “القمصان الزرق” !

و هجاء الحاكم الظالم مبرر، كالمزاح من كل حاكم ظالم، و قد اعتمده حتي الجاهليون كسلاح للدفاع عن الإنسان، يقول “طرفة بن العبد”، الشاعر الجاهليُّ، في هجاء الملك “عمر بن هند”، من قصيدة طويلة :

فليتَ لنا، مَكانَ المَلْكِ عَمْرٍو/ رَغُوثاً، حَولَ قُبّتِنا تَخورُ

يقول، ليت لنا بقرة تحكمنا مكان “عمرو بن هند” !

و “دعبل الخزاعي”، الشاعر العباسيُّ، قال من قصيدة في هجاء الخليفة “المعتصم” :

ملوك بني العباسِ في الكتبِ سبعةٌ / ولم تأتِنـا عن ثامـن ٍ لـهمو كُتـْبُ

كذلك أهلُ الكهفِ في الكهفِ سبعةٌ / خيـارٌ، إذا عُـدُّوا، و ثامنـهم كلـبُ

وإنـي لأُعلـي كـلبَهم عنك رفعةً / لأنَّك ذو ذنْبٍ، وليس له ذنْـبُ

فالآن، و نحن نعيش في عالم لم يعد فيه شئ يحتاج إلي تأويل، بعد أن انقشع كل الغمام الفارغ، و انهارت الأصنام العقيمة، من الحماقة أن تحرم المصريين من هذه المتعة المجانية ..

لكن الغريب، أن أكبر المشاعر في تراث أولئك الساخرين هو الحزن، و أعظم ما ورثوا عن أسلافهم استحقاقاً لفخرهم كان قبراً، أقصد الهرم الأكبر ..

و من المؤسف أن السخرية العصبية، و هي تقليد يكاد يخص المصريين وحدهم دون سائر الشعوب، ارتبط في أعماقهم، بسبب نهر النيل، بحالة من الرسوخ الانفعالي، جعلتهم يفضلون الرضا و الاستسلام للواقع مهما كانت ضراوته، و التعايش معه، و خفوت الرغبة في تغييره، من السهل أن نلمس ذلك، بوضوح أكثر مما ينبغي، في موروثهم الشعبي، مثل :

” إن كان لك عند الكلب حاجة قل له ياسيدي “، ” اسجد للقرد فى زمانه “، ” أربط الحمار مطرح ما يعوز صاحبه “، ” القوي عايب “، “إن لقيت الناس بتعبد العجل، حش وارميله “، ” اللى يتجوز أمي، أقول له يا عمى “، ” مين فات قديمه تاه “، ” اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش” !

لذلك، كان يجب أن يفكر شخصٌ هكذا يفكر، في سابقة يندر أن تحدث في أي بقعة من العالم الحديث، في البحث عن حوش مقبرة ليسكنه هو وعائلته، بدلاً من التفكير في أن يبقر بطون حكامه !

مع ذلك، لقد نسقوا مكيدتهم، أولئك الخبثاء، و باشروا تربية جيل، انفجر في ثورة “25 يناير”، دون حتي أن يبحث البدائل، أو يزن المجازفة، فانهارت أو كادت، أكبر ديكتاتورية في تاريخ “مصر”، لكنها، لسوء الحظ، استعادت لياقتها مجدداً، لكن مؤقتاً، فلقد نسي للأبد هؤلاء الشباب حالتهم في الثورة علي أي واقع مذل ..

فاحذروا الغضب القادم، و هذه أيضاً نصيحة،

و استعير هنا بتصرف أصابع “ماركس”، حين قال :

– التاريخ يعيد نفسه، كمأساة في المرة الأولي، و مهزلة في الثانية ..

لذلك، إذا انفجر المصريون مجدداً، فالثورة الثانية ستكون مهزلة، و لا شئ يربك الخصم كالمهزلة، لأن المهازل لا تراعي عادة قواعد المعركة، تماماً كالنكتة ..

اضحك، بالله عليك، لإرباك الخصوم ..

محمد رفعت الدومي

‎محمد رفعت الدومي – مقكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

أنباء ايران 91: إيران وحزب الله دربا 100 ألف سوري لقوة الدفاع الوطني

أنباء عن ايران رقم 91rohanires

عناوين:
 احياء الذكرى الثالثة لملحمة يوم 8 نيسان/ ابريل 2011 في مختلف المدن الايرانية
 ايران: احتجاج آلاف المواطنين من أهالي اصفهان بشعار: روحاني الكذاب أين دعمك الحكومي والسلة الغذائية
 ممارسة الضغط على السجينة السياسية «زينب جلاليان» في سجن «ديزل آباد» بمدينة «كرمانشاه»
 الضغط على السجين السياسي «زانيار مرادي» في سجن «كوهر دشت»
 الموقع الرسمي للكونغرس الامريكي: لا تسمحوا لابوطالبي بدخول امريكا
 الهند تضبط ناقلة نفط ايرانية أخرى
 المتحدث باسم الحكومة البريطانية في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا: النظام الايراني يتدخل في شؤون الدول المجاورة له
 واشنطن تايمز: احتجاز الرهائن يعتبر من المواصفات لرجل ارهابي ولا دبلوماسيiranhunging
 نيويورك تايمز: إيران وحزب الله دربا 100 ألف سوري لتشكيل قوة «الدفاع الوطني»
 جواد ظريف يدافع عن محتجز الرهائن السابق لتمثيل النظام في الأمم المتحدة
 أعضاء برلمان النظام الإيراني يعترفون بإهدار المصادر والإمكانات
 تضجر زمرة الولي الفقيه من نسيان «اليوم الوطني للتقنية النووية»
 الغاء زيارة وفد للبرلمان الايراني الى اوربا
 258 نائبا في البرلمان الايراني يصدرون بيانا
 اعدام سجين في السجن المركزي في اردبيل
 مقال:عن طائفية إيران من جديد

احياء الذكرى الثالثة لملحمة يوم 8 نيسان/ ابريل 2011 في مختلف المدن الايرانية

تم احياء الذكرى الثالثة لملحمة يوم 8 نيسان/ ابريل 2011 في مختلف المدن الايرانية. وفي ما يلي صور لكل من مدن كرمان وشاهرود وقم الايرانية:

ايران: احتجاج آلاف المواطنين من أهالي اصفهان بشعار: روحاني الكذاب أين دعمك الحكومي والسلة الغذائية

نظم أكثر من ألفا من المواطنين من أهالي اصفهان يوم الثلاثاء أمام مركز «رفاه» لتوزيع المواد الغذائية في المدينة تجمعا احتجاجيا وهم يهتفون «روحاني الكذاب أين دعمك الحكومي والسلة الغذائية» معترضين على المشكلات التي تصاحب توزيع السلع الغذائية ورداءة زيت الطعام والرز وأعمال النهب.

إيران : ممارسة الضغط على السجينة السياسية «زينب جلاليان» في سجن «ديزل آباد» بمدينة «كرمانشاه»

نقل جلادو سجن «ديزل آباد» في مدينة «كرمانشاه»، السجينة السياسية «زينب جلاليان» مكبلة الأيدي والأرجل وفي حالة مهينة إلى المستوصف. وجدير بالذكر أن «زينب جلاليان» أعتقلت من قبل عناصر المخابرات لنظام الملالي في مدينة «كرمانشاه» ومن ثم حكم عليها في محكمة النظام الإيراني ، بالإعدام ومن ثم السجن المؤبد. ولحد الآن قد أضربت عن الطعام أكثر من مرة احتجاجا على تصرفات الجلادين اللاإنسانية.

إيران: الضغط على السجين السياسي «زانيار مرادي» في سجن «كوهر دشت»

منع جلادو نظام الملالي في سجن «كوهر دشت» بمدينة «كرج» الثلاثاء 8 نيسان/أبريل ، نقل السجين السياسي «زانيار مرادي » المحكوم بالإعدام إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية.
وأفادت تقارير واردة أن أحد عناصر القوات الخاصة باسم «اصغر سميعي» الذي هو المسؤول عن نقل السجناء إلى المستشفى قد قال لـ«زانيار مرادي»: أنت من الأكراد ، لا أرسلك إلى المستشفى و أمنع نقلك.

الموقع الرسمي للكونغرس الامريكي: لا تسمحوا لابوطالبي بدخول امريكا

دعا الموقع الرسمي للكونغرس الامريكي «هيل» الى عدم منح الفيزا لحميد ابوطالبي الدبلوماسي الارهابي للنظام الايراني بهدف الدخول الى الولايات المتحدة.
وكتب هيل: قرر النطام الايراني بتسمية حميد ابوطالبي كسفيره اللاحق في الأمم المتحدة الا اننا نعرف انه ضالع في احتلال السفارة الامريكية في طهران واخذ الرهائن.

الهند تضبط ناقلة نفط ايرانية أخرى

اعلنت مصادر جمركية هندية ان ناقلة نفط محملة ال بي جي والتي تم توقيفها منذ شهرين، كان قد تم شحنها في ايران.

المتحدث باسم الحكومة البريطانية في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا: النظام الايراني يتدخل في شؤون الدول المجاورة له

قالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا رزماري ديفيس ان الحكومة البريطانية تعرف ان برنامج النظام الايراني النووي ليس سلمياً. واضافت: النظام الايراني يلعب دورا سلبيا في منطقة الشرق الاوسط نتيجة تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول المجاورة له خاصة سوريا، الأمر الذي اثار قلق الحكومة البريطانية.

واشنطن تايمز: احتجاز الرهائن يعتبر من المواصفات لرجل ارهابي ولا دبلوماسي

واشنطن تايمز
8/4/2014

عنونت صحيفة واشنطن تايمز الامريكية مقالا: «خط أحمر آخر لأوباما وهذه المرة ايران وابوطالبي» وكتبت: ان احتجاز الرهائن يعتبر من المواصفات لرجل ارهابي ولا دبلوماسي.
واضافت واشنطن تايمز: بدأت ملامح عاصفة في الكونغرس الامريكي، العاصفة التي صوبت الى جانب واحد. على اوباما ان يرسم خطا أحمر لمنح الفيزا لابوطالبي ولا يتجاوزه ذلك ولو لمرة واحدة.

نيويورك تايمز: إيران وحزب الله دربا 100 ألف سوري لتشكيل قوة «الدفاع الوطني»

نيويورك تايمز
10/4/2014

تبدو منطقة السيدة زينب، التي كانت في السابق مقصدا للصلاة والتجارة، أشبه بثكنة عسكرية بالغة التحصين. داخل الضريح، تحت السقف الذي يتلألأ بالسيراميك الزجاجي، لا يزال الرجال والنساء تلهج ألسنتهم بالدعاء، متوجهين صوب القبر الذي يعتقدون أنه يضم رفات السيدة زينب، حفيدة الرسول، صلى الله عليه وسلم. لكن الشوارع المحيطة بالضريح والتي طالما اكتظت بالزوار والمتسوقين، باتت تشكو الآن ندرة زائريها. وولت الأيام التي كان الفناء المكسو بالسيراميك الأزرق يكتظ فيها بالمتنزهين الذين يتجاذبون أطراف الحديث، وحل محلهم الآن مسلحون يرتدون زيا لا يحمل علامة معينة.

أظهر البعض، في غمرة الإحساس بزوال الخطر الوشيك، بعضا من الارتياح. وأثناء الزيارة اقترب شخص يرتدي قميصا مموها أشبه بقمصان رجال البحرية الأميركية من أحد الزائرين في ساحة الضريح ومد يده قائلا: «أنا من حزب الله».

هذا التقديم غير الرسمي من أحد أفراد منظمة سرية، يعكس انفتاحا جديدا في سوريا تجاه الداعمين الأجانب للحكومة، ويؤكد فيه مقاتلو حزب الله على نحو متزايد أنهم يساعدون النظام على هزيمة الثوار.

أثارت فكرة تضرر ضريح السيدة زينب قلق الكثيرين من الشيعة واجتذبت الآلاف منهم من العراق ولبنان وسوريا، ظاهريا للدفاع عن الضريح، ولكن عمليا للقتال إلى جانب قوات النظام على الكثير من الجبهات، وهو ما دفع المتشددين من معارضي النظام، لإعلان الضريح هدفا لهم.

وأبدى بعض السوريين رغبة في الحديث عن الدعم الخارجي إلى جانب حزب الله. فيقول ضابط سوري ينسق بين القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله حول الضريح، إن «قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني لا تقدم المشورة لدمشق فقط، بل تقاتل بالقرب من مدينة حلب، شمال سوريا». وأشار إلى أن حزب الله وإيران قاما بتدريب أكثر من 100 ألف سوري، في سوريا ولبنان وطهران لتشكيل ميليشيات الدفاع الوطني. وقد سلمت إيران يوم الثلاثاء 30 ألف طن من الغذاء إلى سوريا، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

ايران: جواد ظريف يدافع عن محتجز الرهائن السابق لتمثيل النظام في الأمم المتحدة

دافع وزير الخارجية في كابينة الملا روحاني عن اختيار حميد ابوطالبي لمنصب ممثل النظام الايراني لدى الأمم المتحدة قائلا: «لن نسمح لمجموعة متشددة بان تعين سفيرنا في الأمم المتحدة».
هذا وقال المتحدث باسم البيت الابيض جي كارني: «تعتبر الادارة الامريكية انتخاب ابوطالبي لمنصب ممثل النظام الايراني لدى الأمم المتحدة بانه غير عملي وابلغت النظام الايراني بذلك».

إيران: أعضاء برلمان النظام الإيراني يعترفون بإهدار المصادر والإمكانات

اعترف «حسين نجابت» النائب التابع إلى زمرة الولي الفقيه في برلمان النظام الإيراني بموجة من احتجاجات اجتاحت عناصر النظام الإيراني بسبب إهدار مصادر وإمكانات البلاد في البئر النووية الفاشلة. وتكلم «نجابت» في جلسة البرلمان يوم التاسع من نيسان/أبريل قائلا: « في هذه الأيام نسمع من هنا و هناك ومن الصحف وحتى من هامش الحكومة، سؤالا بأنه هل الصناعة النووية تستحق لندفع لها هذه التكاليف الهائلة؟
وشن «نجابت» بعد اثارة الحابل على النابل لإقناع الاحتجاجات هجوما على زمرة روحاني بأنها طعنت الحركة العلمية للبلاد ووأدت هذه الحركة الثورية العظيمة.

ايران: تضجر زمرة الولي الفقيه من نسيان «اليوم الوطني للتقنية النووية»

أبدى نواب زمرة الولي الفقيه في جلسة علنية ليوم الأربعاء 9 نيسان/ آبريل تأوههم وتضجرهم من كون «اليوم الوطني للتقنية النووية» أصبح منسيا. وهنأ مجتبى رحمان دوست بهذا اليوم مبديا تأوهه من أن البرلمان قد خضع لقبول تجرع كأس السم النووي وقال «ما بنا لا نرى حتى في البرلمان أحدا يعظم هذا اليوم؟!».
علي طاهري عضو آخر في زمرة خامنئي في برلمان النظام هو الآخر أبدى تضجره من كون هذا اليوم الذي كانوا يعظمونه سابقا أصبح منسيا وخاطب على لاريجاني متسائلا «لماذا أصبح هذا اليوم منسيا بحيث لا الحكومة قد أعدت له برنامجا لاحتفائه ولا رئيس البرلمان الموقر قد أشار اليه في كلمته قبل شروع الجلسة الرسمية».

الغاء زيارة وفد للبرلمان الايراني الى اوربا

موقع اذاعة فرنسا
8/4/2014

نظام الملالي الذي المفزوع بشدة للقرار الصادر عن البرلمان الاوربي ألغى زيارة وفد برلماني كانت مقررة الى اوربا. وفي بيان له اعلن كاظم جلالي رئيس لجنة الدراسات في برلمان الملالي يوم الثلاثاء 9 نيسان/ ابريل انه واحتجاجا على القرار الصادر عن البرلمان الاوربي تم الغاء زيارة الوفد البرلماني الايراني الى اوربا. وكان من المقرر ان يزور الوفد مدينة استراسبورغ حيث مقر البرلمان الاوربي يومي 6 و7 نيسان/ ابريل الجاري.

في رد فعل على القرار الصادر عن البرلمان الاوربي
258 نائبا في البرلمان الايراني يصدرون بيانا

أصدر 258 نائبا من نواب البرلمان الايراني بيانا جاء فيه:ليس مستغربا ما جاء في قرار البرلمان الاوربي القاضي بان الانتخابات الرئاسية في ايران لم تكن ديمقراطية ونعتبر ذلك نوعا ما تدخلا سافرا في شؤون النظام الداخلية .
اننا ندين ذلك و لا يخفي على أي رجل سياسي رؤية الغرب المزدوجة على انظمة الحكم والتقاعس تجاه الدول الديكتاتورية والغير ديمقراطية. ولا يتمتع البرلمان الاوربي بمكانة سياسة لازمة للتعبير عن الرأي في مجال حقوق الانسان.

اعدام سجين في السجن المركزي في اردبيل

أعدم نظام الملالي اللاانساني سجينا في السجن المركزي في مدينة اردبيل. وتم تنفيذ حكم الاعدام صباح يوم الأربعاء 9 نيسان/أبريل في السجن المركزي لاردبيل بحق هذا السجين الذي لم يكشف عن هويته. وكانت ديكتاتورية الملالي قد أعدمت فجر يوم الثلاثاء 8 نيسان سجينين آخرين بأعمار 35 و 43 عاما في سجن اصفهان.

مقال:عن طائفية إيران من جديد

الحياة اللندنية
10/4/2014

بقلم: عبد العزيز التويجري

التصريحات الأخيرة لبعض كبار المسؤولين الإيرانيين حول أهداف إيران في المنطقة، تؤكد من جديد طائفية هذا النظام وخطورته على العالم الإسلامي. وتثبت تلك التصريحات المستفزة الكاشفة عن الخبايا، أننا لم نكن نبالغ، في مقالات سابقة في هذه الجريدة، في التحذير من سياسات إيران وامتداداتها وتدخلها في شؤون الدول المجاورة لها والبعيدة عنها، ومن أنها نظام طائفي متعصب كاره لتاريخ الأمة الإسلامية، ومشارك في التآمر على حاضرها ومستقبلها.

فقد صرح اللواء حسن فيروزأبادي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن دعم إيران للنظام في سورية هو لمحاربة أعداء إيران البعيدين. ولا ندري من هم هؤلاء الأعداء، فالعبارة عامة وتحتمل كل التأويلات.

كما صرح أية الله محمود نبويان عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، أن إيران دربت 150 ألف مقاتل سوري وأرسلت 50 ألف مقاتل من حزب الله اللبناني للقتال بجانب النظام السوري وزودت الحزب بأكثر من 80 ألف صاروخ. هذا بالطبع إلى جانب الميليشيات العراقية وغيرها من القوى المقاتلة مع النظام السوري، التي لم يصرح بها نبويان.

أما اللواء إسماعيل قاءاني، نائب القائد العام لفيلق القدس، فقد صرّح بأن الانتصار المتوقع في سورية، هو تمهيد للفتح المبين الذي ينتظر إيران، ولا يمكن لإيران التوقف عند سورية فهدفها يتمثل دائماً في قيادة العالم الإسلامي. فأي فتح هذا، هل هو فتح القدس؟ أم فتح المنطقة أمام طائفية النظام الإيراني وحلفائه؟

ويأتي تصريح آية الله محمد تقي يزدي كاشفاً لما أخفاه غيره من القياديين الإيرانيين، حيث قال إنه يجب على إيران السيطرة على سورية لكي تتخلص من الضرر الذي أصاب الإسلام من قبل الأمويين. وهذا كلام بالغ الخطورة يعني بلا أدنى شك، وبالوضوح الكامل، جعل سورية كلها شيعية، لأن المذاهب السنية في نظره ونظر قادة إيران ومتعصبي الشيعة، ضررٌ يجب إزالته وكفرٌ ينبغي محاربته.

إن هذه التصريحات المتغطرسة والمشحونة بالحقد والتطرف هي غيض من فيض، وقمة جبل الجليد الإيراني الذي يخدع من يراه بينما هو الخطر الماحق الذي يهدد العالم الإسلامي وينذر بأوخم العواقب. ولذلك فإن من الضروري أن تدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى اجتماع عاجل على مستوى المسؤولين السياسيين وعلى مستوى العلماء أيضاً، لبحث هذا الموضوع الخطير، واتخاذ الموقف الحازم تجاهه. فقد تجاوزت إيران كل حدود التعامل الأخلاقي الذي يحث عليه الإسلام بين المسلمين، واندفعت في مسار تخريبي عدواني مغلبة تعصبَها الطائفيَّ والعرقي لتحقيق الهيمنة على العالم الإسلامي، وهذا يفسر إنفاقها الأموال الطائلة على نشر مذهبها في المجتمعات السنية لإيجاد خلايا تابعة لها توظفها في تحقيق هذا الهدف، وتحريضها فئات من المواطنين الشيعة في دول الجوار، لإثارة الفوضى والقيام بأعمال تخريبية تخل بالأمن وتضر بمصالح الوطن.

هذه هي حقيقة النظام الإيراني الطائفي، تعصّب ذميم وحقد مقيم، وكراهية مقيتة لتاريخ الأمة الإسلامية ولمذاهبها، وتآمر مكشوف على حاضرها ومستقبلها. فهل يعي مَن بيدهم الحل والعقد في العالم الإسلامي حجم هذا الخطر وكارثية نتائجه؟، أم نحن نؤذن في مالطا. وهل يتحرك المسؤولون في المنطقة على وجه الخصوص، للرّد المطلوب على هذه التصريحات التي تكشف عن المخطط الإرهابي الذي تنفذه إيران؟ هل تتحرك منظمة التعاون الإسلامي في هذا الاتجاه، ويصدر عنها بيان يوضح الموقف الرسمي للدول الأعضاء فيها، وعددها سبع وخمسون دولة، إزاء هذا التآمر الخطير الذي خرج من الخفاء والسرية إلى الظهور والعلن؟

لقد كان الشيخ محمد علي التسخيري، رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران سابقاً، صريحاً للغاية حينما قال إن النظام الإيراني مسؤول عن نشر التطرف الشيعي وعن تفشي التطرف بين الشيعة في العالم الإسلامي، في تصريحات صحافية قال فيها: «نحن مقصرون أيضاً، لأننا لم نتمكن من خلق أجواء للتقارب والتعارف والتعامل في العالم الإسلامي ونحول دون التطرف المتفشي بين الشيعة. ثمة متطرفون بين ظهرانينا يقومون بتحريض الآخر عبر سب وشتم مقدساته، وبهذا يمهدون الأرضية لظهور الظاهرة التكفيرية». وما قاله الشيخ التسخيري الذي يحمل لقب «آية الله» وهي رتبة عالية في الحوزة الشيعية، يؤكد ما قلناه في مقالاتنا في هذه الجريدة، وهو أن التكفيريين هم من الشيعة أيضاً وليسوا فقط المتطرفين من أهل السنة. مع الأخذ في الاعتبار أن الشيخ التسخيري أظهر نصف الحقيقة ولم يكشف عنها كاملة. وعلى كل حال، فإن كلامه هذا إذا جمعنا بينه وبين التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين المذكورين في هذا المقال، فسوف تظهر أمامنا الحقيقة كاملة.

لقد دخل النظام الإيراني خلال هذه المرحلة، طوراً جديداً من المواجهة مع مَن يعدّهم أعداءً له، وهم أكثر من تسعين في المئة من المسلمين في العالم، بعد أن تجاوز الطور السابق الذي كان يضطر فيه إلى استخدام التقية وسيلة لبلوغ أهدافه، ويسلك الطرق الملتوية لإخفاء حقيقته، بحيث باتت اليوم اللعبة مكشوفة، وظهر النظام الطائفي في إيران على حقيقته. وتبيّن بصورة واضحة تماماً، أن الخطر الآتي من طهران ليس على دول المنطقة فحسب، بل على الإسلام والمسلمين عموماً، هو خطر حقيقي، داهم، ومدمر، ومكشوف للعيان، وأن السياسة الإيرانية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة أولاً، ثم في العالم الإسلامي كله، حتى تتربع على كرسي قيادة الأمة الإسلامية. أليس مرشد الثورة في إيران السيد علي خامنئي يصف نفسه بقائد المسلمين؟ أليس النظام الإيراني يزعم أنه يمثل الإسلام ويدعي زعامة العالم الإسلامي؟ ثم أليس التكفيريون الشيعة الغلاة المتعصبون يدعون أنهم هم المسلمون وغيرهم على ضلال؟

نحن اليوم إزاء تطور خطير تقتضي مواجهته بأقصى حد من الجدية والحزم والحسم والشعور بالمسؤولية إزاء حاضر الأمة ومستقبلها. فإذا لم تحرك هذه التصريحات الخطيرة لهؤلاء المسؤولين الإيرانيين مَن بيدهم الأمور في بلداننا ليتخذوا القرار المناسب للتعامل مع النظام الإيراني، فمتى يتحركون؟ أم أن الأمور ستظل كما هي، والنظام الإيراني ماضٍ في طريقه إلى آخر المطاف، ونحن نعرف حدود آخر هذا المطاف؟

..……………..
معضلة روحاني في اختيار حميد أبوطالبي
سنا برق زاهدي
عيين حميد أبوطالبي في منصب سفير نظام الملالي في الأمم المتحدة بنيويورك طغت منذ أيام على الصحافة الأميركية، وبتتبعها على الصحافة العربية والإيرانية وغيرها.
من المعروف أن روحاني ومنذ بدء حملته الانتخابية العام الماضي رفع شعار ضرورة التركيز على حلّ المشاكل الاقتصادية من خلال تهدئة الأجواء في العلاقات مع الغرب وبشكل خاص مع الولايات المتحدة الأميركية. وجاءت المفاوضات النووية الجارية ترجمة لهذا التوجه.
وإذا كان روحاني يبحث عن حل مشاكل نظام الملالي من خلال المفاوضات مع أميركا فمن المفترض أن يكون همزة الوصل بين حكومته وبين أميركا شخص مؤهل وقادر للتقدّم بهذه الخطة. ومن الواضح أن السفير الذي ينصبه النظام ليكون ممثلاً له في الأمم المتحدة في نيويورك هو المسؤول الرئيسي للنظام هناك وسيكون السفير غير الرسمي لدى الولايات المتحدة أيضاً.
وفي ما يتعلق بخلفيات حميد أبوطالبي فهو التحق بوزارة الخارجية عام 1981، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن كان في موقع مسؤول في دبلوماسية النظام وعمل في مختلف سفاراته على رتبة سفير في ايطاليا، وبلجيكا، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا؛ وعمل كدبلوسي في فرنسا والسنغال وفي وزارة الخارجية في طهران وضمن وفود النظام الرسمية وكذلك في مركز الأبحاث التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام مع حسن روحاني.
إذا لديه ما يكفي من الحرفية لتبوء هذا المنصب.
لكن هناك قراءة أخرى لخلفية هذا الرجل مختلفة عن المذكورة أعلاه، تؤهله ليكون ممثلاً للنظام في نيويورك. حيث إن المعلومات الدقيقة تقول إن حميد أبوطالبي التحق إبّان الثورة الإيرانية عام 1979 بصفوف قوات الحرس، وعمل بشكل خاص في استخبارات الحرس ومن هناك التحق بركب الخارجية. كما أنه كان ضمن طلاب خط الإمام الذين اقتحموا السفارة الأميركية واحتجزوا دبلوماسيين أميركيين رهائن لمدة 444 يوما. وهذا هو السبب وراء الضجة الدبلوماسية السياسية الإعلامية الواسعة التي أثيرت في الولايات المتحدة لعدم اعطاء هذا الرجل تأشيرة دخول أميركا. فقد أصدر عدد غير قليل من كبار أعضاء مجلس الشيوخ من أمثال ماك كين ورابرت منندز رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ وإد رويس رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب و29 غيرهم من أعضاء مجلس الشيوخ، أصدروا بيانات مطالبين بعدم قبول هذا “الإرهابي” على الأراضي الأميركية. كما أن الرهائن الأميركيين السابقين أعربوا عن غضبهم حيال هذا التعيين. وخلق هذا الموقف مشكلة كبيرة لإدارة أوباما ليس من المعروف كيف ستتصرف حيالها.
عودة إلى خلفية أبوطالبي، فهو جاء في 1982 إلى سفارة الملالي في باريس. ومعروف أن باريس في تلك السنوات كانت مركز نشاطات المقاومة الإيرانية بحضور مسعود رجوي زعيم المقاومة الإيرانية، ومعلومات الشرطة الرسمية تقول إن نشاطات السفارة في تلك الفترة كانت مركّزة على هذه النشاطات وعلى العمل ضد المعارضة الإيرانية. بعد عامين عاد أبوطالبي إلي إيران وبعد فترة ذهب إلى سفارة النظام في السنغال لكن أعلن أنه شخص غير مرغوب فيه وطُرد من هناك لأسباب لا نعرفها.
بعد فترة أخرى بقي في طهران، ونُصب بصفة سفير النظام في روما عام 1988 وبقي هناك حتى عام 1992. سنوات وجوده في روما تصادفت مع ذروة نشاطات ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في روما محمد حسين نقدي. أبوطالبي كان يعرف محمد حسين نقدي عن قرب لأن نقدي أيضاً دخل وزارة الخارجية في بدايات الثورة ومنذ ذلك الوقت كانا يعرفان بعضهما. وكان الرجلان ينتميان إلى تيّارين نقيضين حيث إن نقدي كان رجلاً وطنياً مناصراً لمجاهدي خلق، خلافاً لأبوطالبي الذي كان مع الملالي. محمد حسين نقدي نُصب في عام 1982 كقائم بأعمال السفارة الإيرانية في إيطاليا وبقي على هذا المنصب أقل من عام حيث ترك منصبه والتحق بالمقاومة الإيرانية وأصبح ممثل المقاومة في روما. وعندما جاء أبوطالبي سفيراً للنظام إلى روما شاهد العلاقات الوثيقة بين ممثلية المقاومة الإيرانية والطبقة السياسية الإيطالية بفضل النشاطات الواسعة التي قام بها محمد حسين نقدي وفريقه خلال تلك السنوات.
هذا ما كان يجري في ساحة ايطاليا. لكن في طهران قرّر كبار قادة نظام الملالي التخلص من حسين نقدي وحمّلوا وزير المخابرات الإيرانية علي فلاحيان خطة اغتياله. فلاحيان بدوره وجد في حميد أبوطالبي أفضل شخص لتنفيذ هذه المهمة. فأوكل هذه المهمّة له، حيث قام ابوطالبي بتنظيم الفرق العاملة في الساحة. وهكذا تم اغتيال ممثل المقاومة الإيرانية في روما صباح 16 آذار عام 1993 بالقرب من مكتب المقاومة هناك.

………………..

وضع حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية في ظل حكم حسن روحاني لم يتحسن
تمهيد: رغم الوعود والالتزامات التي كان الملا حسن روحاني قد تعهد بها في حملته الدعائية للانتخابات بشأن تحسن أوضاع حقوق الإنسان في إيران، لكنه وخلال الأشهر العشرة الماضية التي تمر من وصوله إلى سدة الحكم ليس لم يُشهد أي تحسن في وضع حقوق الإنسان في إيران فحسب بل أنه وبناء على ما يقوله الشهود والإحصائيات التي يعلنها النظام الإيراني نفسه فإن أحوال حقوق الإنسان في البلاد تحول من السيء إلى الأسوأ وفي هذا السياق:
يوم الخميس 28 آذار/ مارس الجاري صوت مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة قراراً بأغلبية الاصوات يقضي بتمديد مهمة المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بانتهاك حقوق الانسان في ايران.
ويذكر القرار على القرارات السابقة لمجلس حقوق الانسان والقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الانسان في ايران مبديا اسفه لعدم تعاون النظام الايراني مع مطالبات المجلس والجمعية العامة في تلك القرارات.
عقب تمديد فترة مهمة أحمد شهيد المقرر الخاص لحقوق الإنسان في إيران وإحباط محاولات النظام للحيلولة دون انتخاب مجدد للمقرر الخاص لعام آخر أطلق نظام الملالي صرخاته بعد الضربة التي تلقاها حيث بدأ يهين إلى المقرر الخاص التابع للأمم المتحدة.
وأكد «حسين نقوي حسيني» المتحدث باسم لجنة الأمن في برلمان النظام الرجعي في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الرسمية للنظام «إيرنا» في هذا الشأن قائلا: إن أحمد شهيد يهيئ ويكتب تقاريره الكذبة وفقا للمعلومات التي تصلها من «موساد» وكذلك «مجاهدي خلق». وليس هذا المقرر يهيئ ويكتب تقارير كذبة ضد النظام.
وبشأن وضع حقوق الإنسان في إيران في عهد حسن روحاني كتبت صحيفة لوموند الفرنسية بتاريخ 4 أبريل 2014، تقول:
بعد مضي 10 أشهر على مجيئ «حسن روحاني» على السلطة وضع حقوق الإنسان لم يتحسن. تظهر التقارير الرسمية عن الإعدامات في إيران أن 369 شخصا قد أعدموا خلال العام المنصرم في حين أفادت مصادر أخرى عن مئات إعدامات غير معلنة بحسب منظمة العفو الدولية.
في محافظة «سيستان وبلوتشتان» قد أصيب أهالي المنطقة بالصدمة بسبب الإعدام الجماعي لـ16 سجينا من البلوش. وأشارت «لوموند» في جزء من مقالها إلى مصير الشابة «ريحانة» المحكوم عليها بالإعدام حيث تم المصادقة عليه من قبل المجلس الأعلى للقضاء رغم مضي 7 أعوام و يكاد أن تعدم في أي لحظة.
هكذا، قامت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، في ا نيسان/أبريل، بتمرير مسودة قرار تفيد بأن الانتخابات الرئاسية التي جرت في إيران في يونيو (حزيران) 2013 لم تتمتع بـ«معايير الديمقراطية للاتحاد الأوروبي».
كما أشارت مسودة القرار الأوروبي إلى أن «إيران ما زالت تمارس انتهاك حقوق المواطنين الرئيسة بشكل منهجي ومستمر».
وتعد الفقرة الأخيرة من مسودة القرار أحد الأجزاء اللافتة للنظر حيث ترحب بالمبادرة التي قدمها الرئيس الإيراني حسن روحاني لصياغة ميثاق لحقوق المواطنة، كما تعرب هذه الفقرة عن قلقها الشديد بشأن أوضاع حقوق الإنسان في إيران بما فيها تنفيذ أحكام الإعدام بحق المواطنين، والحريات الدينية، ووضعية البهائيين في البلاد.
أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا حذرت فيه من اعدام مرتقب لمواطنين عربيين من أهالي خوزستان. وجاء في هذا البيان نقلا عن عائلتي خالد موسوي وعلي جبيشاد ان وزارة مخابرات نظام الملالي نقلت هذين السجينين الى جهة مجهولة وهذا يمكن أن يكون اشارة الى اعدام مرتقب ينتظرهما.
واعتقل هذان السجينان في تشرين الأول/ اكتوبر 2012 مع عدد آخر في أهواز وحكم عليهما بالموت قبل 8 أشهر في محكمة النظام بتهمة المحاربة. عوائل السجناء تقول ان السجينين لم يحصلا على محام وتم انتزاع اعترافات منهما تحت التعذيب.
اودري غوغهران، مديرة الشؤون الدولية في منظمة العفو الدولية (امنستي) إن ‘بلدين هما سبب زيادة عدد الإعدامات في العام 2013: إيران والعراق’، وهذا الرقم هو ادنى من الواقع كون النظام الإيراني لا يقر بالارقام الصحيحة.
قالت اودري غوغهران، عن قلقها العميق ازاء وضع المحاكم الصورية في ايران وصدور أحكام الموت على المتهمين وقالت منذ مجيء حسين روحاني للسلطة لم نر أي انفتاح ايجابي في مقولة الاعدامات بل بالعكس اننا نرى زيادة في الاعدامات في هذا العام. وبحسب التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية فان عدد الاعدامات المعلنة عبر المصادر الرسمية بلغ في عام 369 حالة بالمقارنة مع عام 2012 حيث كان عدد الاعدامات 314 حالة.
وكانت مفوضية حقوق الانسان للأمم المتحدة قد أعلنت في الشهر الماضي أن مالايقل عن 500 شخص أعدموا في ايران في العام الماضي.
في غضون ذلك أعربت المقاومة الإيرانية عن تضامنها وتعاطفها مع أسر الضحايا وأهالي محافظة سيستان وبلوشستان، داعية المجتمع الدولي خصوصا الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة السامية لشؤون حقوق الإنسان والمقرر الخاص لشؤون حرية المذاهب والعقيدة والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بانتهاك حقوق الإنسان في إيران والهيئات والمؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى إدانة صارمة لجرائم القتل والاغتيالات العشوائية والوحشية، مطالبة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق للنظر فيها.
وكانت النظام الحاكم في إيران العاجزة عن مواجهة الشعب المسكين في محافظة سيستان وبلوشستان، لجأت في عمل إرهابي إلى اغتيال رجال الدين من أهل السّنّة والوجهاء والمواطنين في هذه المحافظة حيث قُتل إمام جماعة جامعة شيرآباد في مدينة زاهدان مولوي عبدالله باجي زهي الأحد 30 آذار/مارس الماضي لدى خروجه من الجامعة بإطلاق 4 طلقات نارية على رأسه ليسقط قتيلاً في الحال.
وفي اليوم ذاته قُتل اثنان من المواطنين البلوش البالغ عمرهما 34 و40 عاما ملقبين بـ «شاهو زهي» إثر نيران القتلة التابعين لنظام الملالي.
وتعرّض السيد مراد كهرا زهي 45 عاما لهجوم بـ 8 طلقات نارية الاثنين 31 آذار/مارس في مدينة زاهدان ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، حيث يعيش حاليا في حالة الغيبوبة.
هذا هو جزء ضئيل من حقيقة وضع حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والعرقية في إيران بعد مرور 10 أشهر من مجيء ”حسن روحاني“ إلى سدة الحكم.

Posted in فكر حر | Leave a comment

تخرصات الإعلام الغربي

الرحلة في القطار نيويورك – واشنطن تستغرق ساعتين و45 دقيقة. لكن إذا أردت مقعدا منفردا لا يجاوره جار يروي قصة dogmilkحياته ويستفسر عن قصة حياتك، فالكلفة باهظة جدا. سألت عن الكلفة في درجة الأعمال، فقيل إنها كلفتان، واحدة بمقعد محجوز، وثانية بمقعد له جار، وللجار قصة حياة تروى.

هل من حل ثالث؟ لا حل ثالثا. السعر من أمامكم والجار عن يساركم. لم أقبل الاستسلام. قطعت تذكرة الجوار المفتوح، وصعدت مبكرا إلى الحافلة وجلست إلى جانب النافذة. حملت كتابا عربيا واضح الغلاف.

وبعد قليل تدفق الركاب. وبما أنني في أول صف في الحافلة فقد كانوا يهمسون بصورة عفوية بوضع الحقيبة على الرف ثم الجلوس. وتكرر المشهد: الراكب يضع الحقيبة ثم يبدأ بالجلوس، فيطالعه عربي منهمك في قراءة كتاب ذي أحرف عربية. فورا، يقف الراكب المسكين ويستعيد حقيبته ويمضي يبحث عن مقعد آخر، أو حافلة أخرى.

لست على خبث أو خداع. لكنْ للظروف أحكام. وقد تذكرت وأنا أشتري التذكرة ما حدث لمجموعة من الطلاب الهولنديين على طائرة «إيزي جِتْ». فقد شاهدوا شابا إيرانيا يقرأ في الكومبيوتر أمامه، وظنوا اللغة عربية، فرفضوا السفر خوفا. قررت أن أستخدم هذا السلاح البريء، وأنا أشعر بالخجل الآن. لكن الحقيقة أن ما وفرته كان يستحق التجربة. ولم تكن تجربة اقتصادية فحسب، بل كانت تجربة إنسانية مخزية، أي أن يصير للحرف العربي الجميل مثل هذا المفعول في هذا الزمان.

عندما أشرت إلى حادثة هولندا سابقا، كتب قارئ كريم إلى البريد أن المسؤول عن الصورة العربية هو الإعلام الغربي. صه.. أيها الإعلام الغربي المتآمر. ألم تشبع من القتل والدمار في سوريا؟ ألا يكفيك ماذا تفعل بالعراق؟ كفّ الآن، وفورا، عن السطو على النفط الليبي وبيعه. وأنت، أجل أنت، أيها الإعلام الذي يتقدم مسيرة الحوثيين إلى صنعاء.

ورانا ورانا، الإعلام الغربي. يفبرك الأفلام ويوزعها على التلفزيونات. يفجر المساجد في طرابلس. يغلي الرؤوس في مطابخ «داعش»، ويصور مجاعات الموت في مخيم اليرموك. ورانا ورانا، هو وأسياده الإمبرياليون الذين لا همّ لهم سوى تشويه صورة هذه البحيرة الساكنة المعروفة بلقب العالم العربي. نحو مليون قتيل مدني بين لبنان والجزائر وسوريا والعراق في أربعة عقود، والإعلام الشائن لا همّ له سوى تشويه صورة الأبوة والأخوة ووحدة عربية خالدة.

اطردوا الإعلام المتآمر. على الأقل إعلامنا التلفزيوني لذيذ، يخبرنا أن الطائرة الماليزية خطفها الأميركيون إلى قاعدة غارسيا لأن عليها علماء صينيين خبراء في الذرّة. بينما العالم الأهبل يفتش عنها في المحيط الهادي. أف!
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ماذا تعرف عن عيد الفصح

كلمة الفصح هي تعريب كلمة “بسحا = פסחא ” العبرية من الفعل “بَسَح” الذي يعني: اجتاز وعبر أو قفز عن الشيء دون أن

ودا معمول خصوصي لاهالينا المسيحيين

ودا معمول خصوصي لاهالينا المسيحيين

يلمسه. في المسيحية تعني هذه الكلمة عبور وانتقال السيد المسيح عليه السلام من الموت إلى الحياة- القيامة. القيامة هي أساس العقيدة لدى المسيحيين.

في اليهودية تحمل كلمة الـ”بيسح” نفس المعنى أي العبور والقفز، ولكنه في اليهودية يرمز إلى عبور سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل من مصر حيث كانوا عبيدا عند فرعون وشعبه إلى صحراء سيناء حيث أصبحوا أحرارا من العبودية لذلك فالبيسح عند اليهود هو رمز لانتقالهم من العبودية إلى الحرية.

يحتفل المسيحيون بعيد الفصح في فصل الربيع في الفترة ما بين 22/3 – 25/4 . تبدأ الاحتفالات بالعيد بعد أسبوع الآلام. يبدأ أسبوع الآلام في يوم أحد النخيل (الشعانين) الذي يرمز إلى دخول السيد المسيح عليه السلام إلى مدينة القدس راكبا على حمار واستقبله الشعب فارشا ثيابه وأغصان الأشجار أحسن استقبال. وأغصان النخيل ترمز إلى النصر. أي أنهم استقبلوا يسوع المسيح عليه السلام كمنتصر. لذلك يحتفل في اليوم الأول للعيد بذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام إلى القدس. وتشير المواكب والمسيرات التي يقيمها المسيحيون يوم أحد الشعانين وهم يحملون أغصان النخيل إلى تلك الذكرى. (ومن الجدير بالذكر انه في أيامنا اعتاد الناس شراء أو تحضير ما يعرف باسم الـ”شعنينة” وهي عبارة عن شمعة كبيرة مزدانة بالورود وأغصان الزيتون بالإضافة إلى بعض الحلويات كما يقوم البعض بتوزيع أكياس الحلويات).

تبدأ الطقوس يوم الخميس الذي يسبق يوم الفصح والذي يسمى يوم خميس الأسرار أو يوم خميس غسل الأرجل والذي فيه غسل السيد المسيح عليه السلام أرجل تلاميذه العمل الذي يرمز إلى التواضع (يوحنا 13: 2- 20). في هذا اليوم أيضًا تحل ذكرى الوجبة الأخيرة التي أكلها السيد يسوع المسيح عليه السلام مع تلاميذه قبل صلبه.

يشير يوم الجمعة العظيمة الذي يلي خميس الأسرار إلى صلب السيد المسيح عليه السلام ، والذي يرمز إلى ذروة التضحية من اجل الإنسانية. لقد فعل يسوع المسيح عليه السلام كل ما يمكن عمله لأجل خلاص الإنسانية لقد ضحى بنفسه لأجل الخلاص بمحض إرادته وعن حرية اختيار.

يوم السبت الذي يلي يوم الجمعة العظيمة هو سبت النور، في هذا السبت في ساعات المساء المتأخرة تبدأ احتفالات الفصح – احتفالات انتصار السيد المسيح عليه السلام على الموت. يستمر العيد ثلاثة أيام وفيه مأكولات خاصّة:

البيض المسلوق الملوّن- وهو يرمز إلى القيامة.

الكعك على شكل التاج – والذي يرمز إلى تاج الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح.

المعمول – وهو يرمز إلى الإسفنجة التي أسقوا بواسطتها السيد المسيح عليه السلام وهو على الصليب. (وهناك من يقولون بأنه يرمز إلى الصخرة التي وضع عليها الصليب.)

* في هذا العيد توجد عدة مأكولات خاصة به:

– كعك على شكل السوار (الأسوار) يعرف باسم ” الزرد “، هذا النوع من الكعك منقوش من أعلى ومحشوّ بالتمر (العجوة) أو maamooolبمعجون التمر وهي ترمز إلى إكليل الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح عليه السلام ساعة صلبه.

– كعك ” المعمول ” على شكل حبة الفاكهة وهو منقوش ومحشوّ بالجوز و/ أو اللوز ومن أعلى مرشوش عليه سكر مطحون وناعم. يرمز كعك المعمول إلى الإسفنجة التي بللت بالخلّ والتي وضعت على شفتي السيد المسيح عليه السلام عندما كان على خشبة الصليب.

– “البيض المسلوق”, يعرف عيد الفصح في التراث الشعبي بـ” عيد فقاس البيض”

– كلمة “فقاس” معناها التفقيس أي خروج الصوص من البيضة.

– البيض (بيض الدجاج المعروف والذي يشتهر به العيد)

من هنا هذا العيد في التراث والتقاليد الشعبية هو عيد خروج الصيصان من البيض.

ترمز البيضة إلى القبر (هناك من يرى وجود شبه بين قبر السيد المسيح عليه السلام والبيضة التي تكون جمادا بلا حياة ويخرج منها الفرخ.) وتكسير البيضة يرمز إلى قيامة السيد المسيح عليه السلام من القبر.

في هذا العيد من المألوف صبغ البيض بواسطة أزهار الصفير، أو أوراق البصل اليابس، ولكن إبداع الإنسان أوصله إلى طرق أخرى مثل طبع الأزهار، واستعمال الأصباغ الصناعية غير السامة، وهناك من يقومون بالرسم عليه أو الحفر عليه بواسطة آلات دقيقة، وكل ذلك رمز إلى البهجة بقيامة السيد المسيح عليه السلام. في كثير من البلدان تقام مباريات (بالذات بين الأولاد) في فقس البيض: ينقر الواحد ببيضته المسلوقة على بيضة زميله وصاحب البيضة التي تكسر البيضة الثانية يربح البيضة المكسورة.

* טנוס,וליד. (2008) . מאכלים במורשת הנוצרית,עבודה במסגרת הלימודים במכללת רידמן לרפואה אלטרנטיבית, חיפה.

طنوس, وليد. (2008). مأكولات في التراث المسيحي , وظيفة في نطاق الدراسة في كلية ريدمان للطب البديل, حيفا.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

موسيقى أوغاريت أقدم تدوين موسيقي في العالم:

sleiba

موسيقى أوغاريت أقدم تدوين موسيقي في العالم:

كتب جورج كدر
قمت بمونتاج بسيط في هذا الفيديو بحيث تظهر المعزوفة الأصلية ثم الانتقال إلى التوزيع الجديد الذي وضعه الموسيقار السوري مالك جندلي وقمت أنا بإخراجه قبل سنوات أثناء عملي في قناة الجزيرة ولأول مرة يتم بعد 3500 سنة يتم نقل بيانو إلى أوغاريت وعزف الموسيقى في مهدها وكان لي شرف هذه المحاولة ولم تكن لتنجح لو المشاق الزملاء المصوريين وبالطبع الموسيقار
Malek Jandali – مالك جندلي
أتمنى لكم رحلة سعيدة عبر التاريخ

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment