الصين تسأل الغرب: حقا… ما الذي تريدوه منّا ؟

الصين تسأل الغرب: حقا… ما الذي تريدوه منّا ؟china-one-child-nz
ترجمة: محمد رياض حمزة
قصيدة شعر نشرتها صحيفة ال(واشنتن بوست) الأمريكية في عددها الصادر بتأريخ 18/5/2008 ، ومنذ شهر مارس 2013 بدأت تتداول عبر شبكة الإنترنيت العالمية فقرأها الملايين باللغتين الإنجليزية والصينية ، ولم يذكر أسم قائلها ، وعندما قرأتُها بالإنكليزية لم تكن شعرا بموسيقى الشعر وزُخْرُفِهِ بقدر ما جاءت مُرْسَلة حملت الحكمة والغضب والنقد المقتدر.ربما يقول القارئ ” أن القصيدة بترجمتها إلى العربية لا تنتمي للشعر، ولكنها إقتصاد وسياسة وفلسفة ، وإن جملها تعبر عن واقع علاقات الغرب الإقتصادية والسياسية مع الصين . نعم إنها تساؤلات قد لا تنتمي إلى الشعر إلا أنها جاءت مرسلة بمفردات يسيرة الفهم معبرة بعمق عن علاقة الغرب بالصين ( المترجم).

النص :الصين تسأل الغرب: حقا… ما الذي تريدوه منّا؟:
• متى كُنّا إنسان آسيا المريض … سَميتمونا الخطر الأصفر.
• وعندما وُصِفْنا بالقوة العظمى القادمة… سميتمونا التهديد.
• وعندما أوصدنا أبوابنا لنتجنبكم … أعلنتم علينا حرب الأفيون لنفتح لكم أسواقنا.
• وعندما تبنيْنا التجارة الحرة … لمتمونا بسرقة فرص العمل في بلدانكم.
• وعندما تعرضنا لخطر التفتت والتجزئة … إستنفرتم جيوشكم وطالبتمونا بالمساواة والعدل.
• وعندما شرعنا بإعادة ضم أجزاء من وطننا تعرضت للكسر.. تعالى صراخكم ” الحرية للتبت .. إنكم لغزاة”.
• وعندما تبنينا التجربة الشيوعية… حقدتم علينا كوننا شيوعيون.
• وعندما تبنينا بعضا من الرأسمالية … حقدتم علينا كوننا رأسماليون .
• وعندما صار تجاوز تعداد سكاننا مليارا … قلتم إنّا ندمر كوكب الأرض.
• وعندما حاولنا الحد من زيادة السكان .. قلتم إنّا نُسيء لحقوق الإنسان.
• وعندما كنا فقراء .. كان تصوركم عنا بأنا كسالى.
• وعندما عملنا وإغتتنينا وأقرضناكم المال… لمتمونا على تعاظم مديونياتكم.
• وعندما بنينا صناعتنا … وصفتمونا بالملوثين.
• وعندما بعناكم بضاعتنا … لمتمونا على إننا سبب الإحتباس الحراري.
• وعندما بدأنا بشراء النفط … وصفتمونا بالإستغلاليين والمتربصين.
• وعندما أشعلتم الحروب من أجل النفط … وصفتموها ب” بحروب التحرير”.
• وعندما داهمتنا بعض الفوضى … طالبتمونا بإقامة القانون.
• وعندما أقمنا القانون و النظام في مواجهة العنف … قلتم إنه إنتهاك لحقوق الإنسان .
• وعندما نصمت … طالبتمونا بإطلاق حرية التعبير.
• وعندما قررنا أن نرد لن نسكت لكم … قلتم إننا مغسولو الأدمغة ومُعبؤون بالكراهية.
• نحن نتساءل : فلم أنتم حاقدون علينا كل ذلك الحقد؟.
• ستجيبون: كلا ، نحن لا نحقد عليكم .
• ونقول : ولا نحن… ولكن هل أنتم تفهموننا حقا؟
• ستجيبون : طبعا نحن نفهمكم .. ولدينا ال( فرانس بريس) وال( سي أن أن) وال( بي بي سي )….
• ونسأل : ما الذي تريدوه منا ؟
• فكّروا بجدية ثم أجيبوا .. فقد أخذتم ما يكفي من الفرص.
• فكفى تعني كفى، يكفينا النفاق ..لأنّا نعيش في عالم واحد.
• نريده عالم واحد، حلم واحد،والسلام للأرض.
• أن ألأرض الزرقاء رحبة تسعنا جميعا

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

DNA 12/05/2014 الحملات الانتخابية السورية

thumbelect

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

العندليب الأسمر والزمن الجميل

العندليب الأسمر ارسل رسالة ، وقال بها يا أبني ماهذا الطوله اني مشتاق لكم بكل حالة .halimsisi

كيف نسيتم البصرة ، وشط العرب ، والكورنيش ، لاشك انت في حالة تحشيش …!.

فقلت له يا اسمر انا لا أرى سوى القمر … فأنت اسمر ولكنك قمرا …

فكيف يكون السواد بياضا ، وكيف يكون الزمن حلوا بدون اسود القمر …

أبي سامحني ، لم أنسى ، ولكني استحي فبودي لقائك ، ولكن ربي لا يسمح فحياتي تنتهي عندما يغيب القمر …

قال العندليب يا إبني تريث يوما ما سوف نلتقي العمر مرسوم مثل نخلة خضراء فيحاء سمراء ، إنتاجها دبس ورواء وكبرياء .

فقلت يا أبي سوف أصلي اليوم ، فاليوم عيدا ، فلقد تذكرت القدر والهجر .

لقد هجرني القدر وتذكر القمر … فياليتني كنت الهجر … فتفتقت السماء وسقط الماء ، وكان اسمه المطر …!.

المطر ثم المطر يسقط ويثوب … يسقط ويرتفع … يسقط ويبتسم عندما ابتسم القمر جائني منك خبر .

قال العندليب الأسمر لا تحزن فدمعتك عزيزة ، وأنا عزيز لا تسقطها فيسقط العزيز .

وفي تلك اللحظة أرجعت دمعتي الى البؤبؤ ، وصرخت انت الآن في البؤبؤ لأنك العزيز .

إذن انت القدر ، ووجهك أحلى من القمر …

وصوتك تغريد ، والله يوما ما سيركع لك القمر تمجيدا …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هتلر = الأسد

asshitlerHitler = alassad – Never again* Hitler = alassad – Nie wieder
الأسد = هتلر – ليس مرة أخرى

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

محسن عمران يهين المسلمين ويشتم خالد بن الوليد

khaledoutالصحفي الموالي لعائلة الاسد الإجرامية يهين المسلمين ويشمت بثورا حمص ويشتم الصحابي الاسلامي الجليل خالد بن الوليد

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الأنباريون.. قطاع طرق أم وطنيون؟

تورد الأنباء كيف أن الوضع يزداد سوءا في المحافظة العراقية الأكبر، الأنبار، رغم أن الانتخابات ومزايداتها انتهت. بلغت من mabaالسوء أن القتال ارتفع وطيسه في الفلوجة، وبقية مدن المحافظة، التي لم تهدأ منذ عام 2003. بعد الغزو الأميركي، وحتى اليوم، إلا لبرهة قصيرة، بعد طرد «القاعدة»، لكنها لم تلبث وعادت.

في الأنباء، أن حرب الأنبار تسببت في وقف صادرات النفط العراقية إلى تركيا، أربعمائة ألف برميل كانت تعبر عبر صحرائها. كما أن البترول الذي تشحنه حكومة المالكي إلى الأردن، عشرة آلاف برميل يوميا بسعر مخفض، هو الآخر انقطع. وليست فقط صادرات بغداد التي عطلت، بل وارداتها أيضا من إسمنت وجبس، وكذلك وارداتها من سوق الخضار الأردنية، كلها أصبحت معطلة. وأصبح قطّاع الطرق يسيطرون على الطريق السريع شمالا وغربا.

وليست بغداد التي تعاني، بل تعاني مدن الأنبار أكثر، بعد أن قطعت الطريق إليها إلا لقوات الجيش وتنظيمات «القاعدة»، ولا يزال الأهالي يعيشون في حصار قاس منذ عدة أشهر.

أما لماذا كل هذا؟ فالسبب في الاقتتال في الأنبار، وهي حرب معقدة بسبب كثرة الأطراف المتقاتلة فيها، ورغم ادعاء البعض الوطنية فإن معظمها حرب قذرة، لا وطنية فيها ولا وطنيون. لقد استطاعت «القاعدة»، ووليدها «داعش»، من الهيمنة على مساحات كبيرة، وهي تقاتل العشائر وقوات الحكومة، التي تقاتل بدورها عشائر أخرى تحالفت مع «القاعدة»، والجميع نجحوا في أمر واحد؛ تدمير المنطقة وتشريد عشرات الآلاف من أهاليها.

ويخطئ بعض قيادات الفلوجة، وبقية الأنبار، الذين يتحالفون مع «داعش» و«القاعدة»، لأن هذه جماعات مرفوضة ومعادية في كل المنطقة، لا العراق وحده. أيضا يفترض أن يتذكر الأنباريون أن «القاعدة»، سواء التابعة لجماعة الظواهري أو للقتيل الزرقاوي، لم تكن إلا واجهات للنظامين السوري والإيراني. لقد خدمت «القاعدة» النظام الإيراني حتى مكنته من الهيمنة على العراق من خلال إجبار الأميركيين على التفاوض مع طهران، بعد أن أصبح عاجزا على السيطرة على البلاد. وقد اختفت «القاعدة» بعد ذلك. ثم عادت «القاعدة»، تحت اسم «داعش» وغيرها، نتيجة ضعف العشائر السنية في الأنبار التي حاربت الجماعات الإرهابية تحت عنوان «الصحوات». فقد قام نظام المالكي بشطب رجالها من قائمة القوات العراقية وقطع عنهم مرتباتهم، وترك الأنبار مفتوحة بلا حماية.

النتيجة اليوم، المحافظة تعاني من مجرمي «القاعدة»، والمتمردين، وعشائر متحالفة معهم، ومواجهة القوات العراقية وعدد من العشائر. ولا أحد سينتصر في هذه الحرب التي قد تطول طالما أن حكومة بغداد لا تزال تعتقد أنها قادرة على حسم المواجهة بقوة السلاح.

من المؤكد أنه يمكن هزيمة «داعش» وبقية قوى «القاعدة»، لأنه سبق لقوى المحافظة أن دحرتها، وهذا سيتطلب تضافر الجيش مع العشائر، مع حل سياسي ينهي القطيعة. بالحل السياسي والعسكري سيمكن إعادة فتح الطرق، وتدوير المصانع، وضخ البترول إلى تركيا والأردن، وعودة الأمن إلى العاصمة بغداد التي تقع على مرمى حجر من الأنبار.

alrashed@asharqalawsat.com

نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هزائم (أبطالنا الميامين ) تكمن في المال السياسي … والإسلام السياسي !!!

هزائم (أبطالنا الميامين ) تكمن في المال السياسي … والإسلام السياسي !!!khaldiya
د.عبد الرزاق عيد
لم يعد أبطالنا الملحميون الرائعون الذين فاقوا قدرة الخيال الملحمي على تصور ممكنات للبطولة تفوق ما سجله أبطالنا في حمص، والغوطة وحلب وحبل الزاوية ودرعا ودير الزور ….لم يعد أبطالنا في موقع اختبار لشجاعتهم وجدارتهم بالحرية والكرامة …سوريا وعربيا وعالميا ..!!
لكن فعلنا العسكري -مع الأسف- لا يختلف عن فعلنا الفكري والسياسي ، بأنه فعل لا يراكم،حيث كأن كل جهودنا السياسية والعسكرية تصب في ( برميل بلا قعر ..) …
ومصدر ذلك صراحة -وبدون مجاملات ولياقات سياسية – هو المال السياس للإسلام السياسي والجهات الدولية الداعمة له، حيث حول الثورة إلى (ميليشيات ) تابعة لهذه الأحزاب والتنظيمات، والجهات الدولية الداعمة لها …ناهيك عن إشاعة الفساد والنفاق وبيع الذمم والضمائر والخيانات، مما أثر على التفوق الأخلاقي لثورتنا وطنيا وعالميا …
منذ قيام الجيش الحر كضرورة أملتها البربرية والهمجية الأسدية في إبادة ثورة شبابنا السلمي (قنصا وذبحا وتصفية في السجون …-وذلك وليس خيارا كما يريد النظام الأسدي الطائفي ،وحلفه الطائفي،بل ومؤيدوه من الغرب الصديق والعدو ،بل وأناس بيننا يزعمون أنهم مع الثورة- أن يؤكد بأننا عسكرنا الثورة !!!
منذ تلك اللحظة كتبنا عدة مقالات ،ندعو فيها إلى وضع كل التشكيلات المدنية المقاتلة (داخلية أو خارجية متضامنة مع الثورة) تحت قيادة الجيش الحر،بوصفه قيادة وطنية مركزية، بهوية وطنية :(( غير سلفية، ولا علمانية )، حيث كان يمكن أن يكون مظلة للجميع كجيش وطني …قادر أن يشكل قوة وطنية مركزية مضادة للجيش الأسدي الطائفي…
الأخوانيون ردوا ويردون علينا (فليشكل العلمانيون فصائلهم كما نشكل فصائلنا الإسلامية) ،و ملأت عناصرهم الفيسبوك تباهيا وتفاخرا وشموخا ، بأن لديهم امكانات مالية وسياسية وقاعدة شعبية وطنية، مسلمة مؤمنة منذ قرون، لا فضل لأحد على إسلامها سوى الإسلام ذاته و”جاذبيته الإسلام) ذاته، على حد تعبير أحد المشتشرقين …
وليس جاذبية فصائله (السياسوية التحزبية ) …فأخرج لهم النظام قواه الإسلامية (الداعشية والقاعدية) من السجون لتأسيس إمارة إسلامية في الرقة …كما وأطلق قوى كردية (ب-ي-د) لتشكيل إمارة كردية …في الجزيرة السورية باسم عجيب (آفا روج أو روج آفا)، وكأن سوريا لم تكن سوريا أو لم تعد سوريا، (وفق أخواننا الأكراد الترك الأبوجيين)، وذلك تشكيل الإمارة الإسلامية والإمارة الكردية …
والخلاصة : إن كل المنجزات العسكرية التي حققها الجيش الحر، تم نزعها تدريجياعلى يد قادة ( الميليشيات الأسدية والحالشية والداعشية السلفية الإسلامية والقومية الكردية الأبوجية ) …
لم نخسر فقط عسكريا على الأرض السورية فحسب، بل وعلى أرض الكرة الأرضية كلية … بعد أن قدم شبيحة الأسد الأكثر توحشا في العالم أنفسهم، بوصفهم منقذين سوريا، بل والمدنية البشرية من المتطرفين !!!
وفي المآل : إن جيش الثورة أو الوطن -أي ثورة أو وطن – لا يكون جيشا (إسلاميا ولا علمانيا ولا مسيحيا ولا طائفيا علويا)، هذا الدرس تعلمه (ستالين ) بكل غطرسته وصلافته وعجرفته العلمانية الفجة، وبعد تعلمه هذا الدرس حول الهزيمة إلى انتصار…
جيش الثورة أو الوطن هو جيش وطني فقط، ولكل الناس حقوقها العقائدية فيما تؤمن به للدفاع عن الوطن، وفيما يحفزها للوصول إلى الشهادة، والالتحاق بمملكة السماء، والاتحاد بذات الله اللامتناهية بلا تناهي الكون،المتسعة لكل خلقه بكل أديانهم ومذاهبهم وألوانهم وعروقهم …
لا بد من إعادرة زمام المبادرة في المواجهة العسكرية مع الأسدية البربرية، للجيش الحر، ووضع جميع الفصائل ودعمها بالمال أو السلاح تحت قيادته المركزية،لمنع تساقط المدن الواحدة تلو الأخرى ..إذ نحن نفخر ببطولات مقاتلينا الرائعين ..لكن دون مراكمة …بل وإعادة زمام المبادرة للشارع الشعبي، وإحياء قواه المدنية والشعبية الشبابية بتولي الشباب قيادتها مباشرة مثلما بدأت الثورة …علما أنكم تعرفون بأني لست شابا .. حيث الحركة الشبابية هي التي كانت صاحبة الفضل الأول والأخير في ثورة الحرية والكرامة …

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

موقف الشيعة من مبدأ السيادة الوطنية؟

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

كلنا يتذكر الضجة التي أثارها النواب أحمد العلواني وحيدر الملا حول التدخلات الايرانية في الشأن العراقي والتي إثارت حمية حكومة الإحتلال وأدت الى مطالبات برلمانية وحكومية بنزع الحصانىة عن النائبين واحالتهما الى القضاء، وشكلت لجنة برئاسة ـ الباكستاني الجنسية الايراني الهوى ـ رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري، ولو كان النواب قد تعرضوا الى شرفه لم احتد بهذه القوة كأنتفاضة خروف مذبوح، وكان مصير العلواني كارثي على المستويات الشخصي والعائلي والقبلي.
كان ومازال تعليق صور الخميني والخامنئي في الشوارع والساحات العامة في العراق أمر يثير سخط الكثير من العراقيين من لهم غيرة وطنية وشرف الإنتماء الى العراق.
بغض النظر عن الإنتماء المذهبي، فان الزعيمين الإيرانيين لهم مواقف مخزية إتجاه العراقيين بشكل عام، فالأول يتحمل وزر دماء الملايين من العراقيين والإيرانيين خلال الحرب العراقية الإيرانية، بسبب رفضة وقف الحرب رغم موافقة العراق على ايقافها منذ الإسبوع الأول من إندلاعها وكان العراق في وضع المنتصر. والخامنئي كان متواطئا مع قوات الإستكبار العالمي في إحتلال العراق عام 2003 حسب تصريحات أركان نظام الملالي نفسه، علاوة على ما تبع الغزو الغاشم من مذابح وحرب أهلية على ايدي المليشيات التابعة له كجيش المهدي وقوات بدر وعصائب أهل الحق وجيش المختار وغيرها.
عندما طالب النائب الملا بإحترام مشاعر العراقيين ورفع الصور المعيبة والمستفزة لذوي شهداء الحرب، ثارت مشاعر النواب الشيعة وأزبدت أفواهم النتنة، وأقاموا القيامة لأن هذه الرموز برأيهم أممية وربما كونية! ويجب احترامها حتف أنف الجميع رضوا او مانعوا! يعني المسألة لا تتعلق بالرموز، بقدر تعلقها بإستفزاز أهل السنة والشيعة الوطنيين. لو ـ على سبيل المثال ـ رفع أهل السنة صور للشيخ القرضاوي او شيخ الأزهر او غيرها من مشايخ العرب وليس العراقيين! كيف سيكون موقف نفس الأمعات من البرلمانيين والمسؤولين الشيعة؟ حسنا لنترك العرب جنبا! لو رفع أهل السنة صور الشيخ العلامة عبد الملك عبد الرحمن السعدي أدام الله ظله الوافر، او سماحة مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي، أو فضيلة الدكتور طه الدليمي او حارث الضاري حفظهم الله جميعا، كيف سيكون موقف الشيعة؟
ليس ببعيد عن محطة الذاكرة حادثة الرسام الكاريكاتير أحمد الربيعي وهو من أتباع أهل البيت وليس من الجيران! الذي رسم صورة بورتريه في جريدة الصباح ـ وهي بالمناسبة من صحف أتباع آل البيت وليس الوهابية ـ لشخصية المرشد الايراني خامنئي بمناسبة ذكرى الثورة الاسلامية الايرانية. ودفع حياته ثمنا لتلك الصورة المشؤومة. فقد فجر أوغاد الولي الكريه مقر الصحيفة، وخرج الشيعة في تظاهرات إستنكار في ساحة الفردوس وسط بغداد، ورفعوا لافتات وشعارات ضد من يتطاول على ربٌهم البشري خامنئي، مؤكدين بأن المرجعيات خط احمر لا يمكن المساس به حسب قولهم. وخرجت مرجعية النجف عن صمتها المعهود، وعوى ذئبها الإيراني المسعور صدر الدين القبانجي ممثل السيستاني في النجف صائحا” التطاول على الثورة الاسلامية في ايران غير مسموح به من اي صحيفة او قلم عراقي، ويجب ان تحاسب تلك الصحيفة”. لاحظ أي صحيفة وقلم عراقي! وهُدد الصحفي بالموت، وقامت قيامة السفير الايراني في العراق رغم تذلل رئيس الصحيفة ونزوله عند حذاء السفير مقبلا كعبه، مطالبا بالعفو والمغفرة والسماح له بالعودة الى العراق حيث ولى أدباره حينها الى عمان. وهرب الصحفي المسكين خ الى شمال العراق خوفا، بعد الفتوى غير المباشره بتصفيته، حيث ودع الحياة بوجه مرعوب، ورأس أشيب رغم انه من مواليد 1968.
عندما ذكر الرئيس المصري السابق حسني مبارك بأن ولاء الشيعة لإيران وليس لأوطانهم، وهذه حقيقة لم تعد خافية على أحد ـ نحن نتحدث عن الأكثرية العاوية وليس عن الأقلية الصامتة ـ بدأ الفوران الجمعي يتصاعد، وفاض بتظاهرات عارمة ضد التصريح، وطالب اعضاء من البرلمان العراقي من أصول ايرانية أو ممن يحملون جنسيات إيرانية بقطع العلاقات مع مصر، وثارت الديدان في مؤخرة المرجع الأعلى مسببة حكة صفوية حادة، فأرسل رسالة إستنكار للرئيس المصري، منوها بالعكس من ذلك، أي ولاء الشيعة لأوطانهم وليس لإيران! ربما يقصد نفسه وشدة ولائه لبلده ايران على الأحوط!
من البديهي لو حصل ذلك الإستنكار في دولة غير العراق أو دويلات حسن نقمة الله، وحوثي اليمن وجزار دمشق، لكان في الأمر وجهة نظر، اما أن تتبجح هذه الدويلات الخامنئية بالولاء للوطن فهذا لا يصدقه الا نجم البحر( ينفرد عن بقية الحيوانات بأنه لا يمتلك عقل)، سيما ان زعمائها يتشدقون بكل وقاحة أمام شعوبهم بأنهم من أقزام الولي الكريه، لذا من أفواههم الكريهة يُدانون. إنهم اشبه بمنظومة اغطية البالوعات، تغطي نفس المحتويات.
سوف لا نلكأ جراح الماضي وهي كثيرة ومثيرة للحساسية بشكل مفرط، سيما إنها تتعلق ببعض الزعماء المحسوبين على العراق ممن ودعهم الشرف والضمير الوداع الأخير على رصيف محطة الزمن. وسنتحدث عن تصريحات إيرانية جديدة حول العراق وبعض الأقطار العربية الشقيقة التي إستبدلها العراق بنظام الملالي. إنها تصريحات وقحة يفترض أن تثير نخوة أي عراقي له ذرة من الوطنية والشرف والكرامة! ويمكن من خلالها أن نستشف فيما إن كان ولاء شيعة العراق لوطنهم أو لإيران؟ وذلك من ردة الأفعال إتجاهها عبر وسائل الشجب المعروفة كالخروج بتظاهرات أسوة بالتظاهرات المؤيدة لإبقاء صور الخميني والخامنئي في ساحات وشوارع العراق. أو ظهور بعض تنابلة البرلمان والحكومة بتصريحات منددة، أو على الأقل تحسس ورفض الشيعة عموما لتلك التصريحات الفضائحية، وذلك أضعف الإيمان.
فقد صرح الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون العسكرية، والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني الجنرال بتأريخ 3/5 /2014 في مدينة أصفهان بمناسبة الذكرى السنوية لاسترجاع القوات الإيرانية منطقة الشلامجة ومدينة المحمرة من سيطرة الجيش العراقي عام 1983. بأن ” منطقة الشلامجة الحدودية مع العراق لا تمثل الحدود الدفاعية لإيران فحسب، إنما حدودنا الدفاعية هي جنوب لبنان، ويشكل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من إسرائيل، العمق الإستراتيجي لإيران، نلاحظ اليوم امتداد النفوذ الإيراني إلى البحر الأبيض المتوسط للمرة الثالثة في الإمبراطورية الإيرانية، التي يعود تاريخها إلى 2500 عام. وتكتسب سوريا أهمية بالغة بالنسبة إلى إيران، لأنها تمثل جسرا يربط آسيا بشمال أفريقيا”. أي منذ 2500 عام لهم نفس الأحلام الإستيطانية، سبحان الله!
من جهة أخرى صرح العميد آبنوش قائد فيلق الحرس الثوري لمحافظة قزوين في كلمة ألقاها بمناسبة اسبوع العقائدية في يوم 22 نيسان2014 ” أن فيلق الحرس الثوري يتم تأسيسه في دول أخرى، وسيلعب دورا مهما في هذه البلدان، منها فيلق الحرس في العراق حيث يؤدي دورا مهما في العراق”. فيلق حرس ثوري عراقي! كأنما لا يكفيهم فيلق بدر والعصائب وجيش المهدي وجيش المختار وغيرها!
وذكر الرئيس الشبح جلال طالباني “الإجراءات كانت ستنتهي بسحب الثقة عن المالكي لكنني فوجئت بأتصال من قاسم سليماني، إذ قال لي إننا نريد بقاء نوري المالكي رئيساً للوزراء”. زويتحدثون عن السيادة الوطنية! ويجادل الزعماء الشيعة بصفاقة ورعونية بأنه لا يوجد تدخل إيراني في شؤون العراق.
وقبلها تناقلت وكالات الأنباء الخبر الصاعقة الذي بثته وكالة إيسنا شبه الرسمية لقائد فيلق القدس الايراني الفريق قاسم سليماني خلال ندوة تحت شعار الشباب والوعي الاسلامي، وقد جاء فيه ” ان ايران حاضرة في لبنان والعراق، وهما يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها. وبإمكان إيران تشكيل حكومات إسلامية في هذين البلدين، وكذلك تحريك الأوضاع في الأردن”. لاحظ! إيران تشكل حكومات في العراق ولبنان! فعلا العراق بلد بسيادة كاملة.
وهناك العشرات من التصريحات التي خرجت من قم قم التقية، لتسفر عن وجه المطامع التوسعية لإيران في العراق وسوريا والبحرين والكويت والاردن ولبنان والسعودية وفلسطين، والخارطة مفتوحة لإنضمام المزيد من الدول. منها على سبيل المثال، تصريح آية الله العظمى حسن روحاني، عندما كان يشغل السكرتير السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الأيراني ” إن البحرين جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية وهي تشكل الإقليم(14) لإيران بموجب الدستور الجديد”. كذلك بشارة المرجع آية الله محمد باقر خزاري للشيعة بـ” قيام دولة إيران الكبرى التي تمتد من إفغانستان إلى فلسطين”. وتصريح الرافسنجاني بأن” أمن الخليج هي مسئولية دول الخليج فقط ولا يحق لمصر وسوريا ان تحشرا أنفيهما في هذا الموضوع”. وهناك تصريحات مماثلة أخرى يمكن الرجوع إليها، تصب في نفس القالب الإستيطاني والتوسعي.
سنترك الأنظمة جانبا لأننا على ثقة تامة من ضعفها، وعدم قدرتها على مواجهة نظام الملالي ولو بالتصريحات فقط، ففي حديث للدكتور عبد الله النفيسي ذكر” إن بغداد ودمشق وبيروت سقطت في يد إيران، وإن صنعاء في طريقها للحاق بهم، متسائلًا: “متى تتحرك السلاحف؟ الجواب: أنها ليست سلاحف، بل فئران مذعورة أمام إيران، واسود تزأر أمام شعوبها يا دكتور.
فحديثنا عن ولاء المواطنين الشيعة وليس ولاء الأنظمة. طالما ان أكبر مرجع شيعي يدعي بأن ولاء الشيعة لأوطانهم! فأين شيعة العراق وسوريا والاردن ومصر والبحرين ولبنان والكويت والسعودية من هذه التصريحات التي تمس سيادة أوطانهم؟
لماذا لم تخرج تظاهرة واحدة فقط تندد بهذه التصريحات الصلفة؟
لماذا تخشى وسائل الإعلام العربية غير الرسمية نشر التعليقات على هذه التصريحات المسيئة والتي تمس السيادة والكرامة الوطنية؟ هل هناك توجيهات رسمية تمنعهم؟ حسنا الا يوجد نواب شيعة مستقلون؟ الا توجد أحزاب وطنية شيعية مستقلة؟ ألا توجد نقابات ومؤسسات مجتمع مدني حرة مستقلة؟ الا توجد اقلام شيعية حرة؟ ألا توجد مراجع دينية شيعية وطنية؟ ألا يوجد جواب شيعي يشفي الغليل ويداوي العليل؟

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

كُنْ أنت مؤرخ الشعب الموازي لمؤرخ السلطان !

هذا هو رابط الحملة

http://www.ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=593horsedignity

كُنْ أنت مؤرخ الشعب الموازي لمؤرخ السلطان !

التاريخ ليس سوي كذبة متفق عليها، هذه المقولة اكتسبت أهميتها و احتفظت بحيويتها و حضورها القوي حتي الآن لا لذاتها، إنما لذات قائلها،فقد صدرت عن أحد القلائل الذين كانوا يعرفون أكثر مما يجب، و أحد القلائل الذين أرغموا التاريخ علي أن يكون خادماً في بلاطهم، يلتقط كل ما ينتمي إليهم من نزوات و يختزنه للمؤجلين صاغراً، إنه” نابليون بونابرت ” مصدر هذه المقولة، وهي مقولة تليق به إلي حد بعيد و تشبهه، حادة و دقيقة و عبقرية و شبه حقيقية و كاشفة و مشحونة بطاقة داخلية تمكنها من تجاوز الزمن، كل زمن، إلي نسق من الصيرورة، تماماً كقائلها الجلل ..

التاريخ ليس سوي كذبة متفق عليها، هذه حقيقة ناقصة !

نعم، التاريخ الرسميُّ يكتبه المنتصرون علي الدوام، و يحرسون علي الدوام التصاقه بالذاكرة القومية بشتي الصور، و كل ما التقطه التاريخ من أحداث سلبية عن أحد المنتمين إلي السلطة، أو عن أحد الحكام، كتبه مؤرخو البلاط أيضاً، لكنهم مؤرخون من زواية أخري في البلاط، و هؤلاء يولدون دائماً من خلال الأجنحة المتصارعة في كل أسرة حاكمة !

و لولا خلاف داخلي نشب بين قطبي ” الوفد ” في ذلك الوقت، ” مكرم عبيد “، و ” مصطفي النحاس “، ما كان ” الكتاب الأسود “، و ما كنا لنعرف شيئاً عن استغلال ” زينب الوكيل، ” زوجة ” مصطفي النحاس ” الشابة، لنفوذ زوجها، و ضلوعها في الكثير من جرائم الفساد، حتي أن منطقة ” الهانوفيل ” بمحافظة ” الإسكندرية، سميت بهذا الاسم نسبة إلي ” عبد المنعم هانو “، أحد أقارب تلك المرأة، و تم رصف الطريق الطويل المؤدي إلي تلك المنطقة التي كانت في ذلك الوقت بكراً، بالأمر المباشر منها، خارج سيطرة الدولة ..

كذلك، الصراع السياسي بين ” عدلي يكن ” و ” سعد زغلول ” أضاء مناطق مجهولة من شخصية الرجلين ..

لقد كان هناك علي الدوام، و في كل زمان و مكان، مؤرخون موازوون لمؤرخي البلاط، يسجلون في الظل الجانب الآخر من الحدث، و بفضل هؤلاء وحدهم فشلت علي الدوام مكائد السلطات لتزييف التاريخ ..

” نابليون ” نفسه انزلق في شراك هؤلاء، و فضحوا بداياته الوصولية، و خيانة زوجته ” جوزفين ” له مع كل نبلاء ” فرنسا ” في ذلك الوقت تقريباً ..

و ” مصر” نموذجاً ..

بفضل مؤرخي الظل، نجونا من مكيدة مؤرخي بلاط ” رمسيس الثاني ” الذين خلدوه علي جدران المعابد، نقوشاً و كتابة، كإله يقاتل ” الحيثيين ” في معركة ” قادش ” بمفرده، و يفر ” الحيثيون ” من أمامه مذعورين و قد خسروا الكثير من الضحايا، بين قتيل أو أسير أو مفقود !

بسبب هذا النقش تحديداً، اعتقد الكثيرون من علماء المصريات الأجانب، لأن هؤلاء المساكين ” مبيعرفوش فرعوني “، أقصد الأساليب لا اللغة، أن طول قامة ” رمسيس الثاني ” كان يبلغ ” 11 ” متراً، و هو ارتفاع تمثاله، و ظل هذا الاعتقاد سائداً في الأوساط العلمية حتي اكتشفت في الجانب الآخر وثائق هذه المعركة، و هي مكتوبة بالخط المسماري بواسطة أحد المؤرخين الحيثيين، وبات جلياً أن ” رمسيس الثاني ” وقف في هذه المعركة علي مشارف الضياع أكثر من مرة، و أن الحرب كانت متوازنة، لا إلي هؤلاء و لا إلي هؤلاء، لذلك، اضطر ” رمسيس الثاني ” أن يوقع مع ” الحيثيين ” معاهدة “
سلام الشجعان “، يرجحون أنها أقدم معاهدة سلام في التاريخ !

لقد فضل ” رمسيس الثاني ” ألا يخسر عمره من أجل مجد زائل، أما المصريون البسطاء فهو كفيل بهم، قليل من الاحتفالات و النقوش و أغاني النصر و حزمة أكاذيب من مؤرخي بلاطه و ينتهي كل شئ، و هو، ربما اعتقد في ذلك الوقت أن ” الحيثيين ” لا يجيدون الكتابة !

كذلك، تآمر كهنة الإله ” آمون ” علي محو اسم، لا مجرد تشويه سيرة، الملك ” إخناتون “، أول موحد في التاريخ، و الثائر السابق لأوانه، من كل نقش ذكر اسمه فيه، كأنه لم يكن، نقمة منهم عليه بسبب الطعنة التي وجهها إلي خاصرة ” آمون ” و امتناعه عن عبادته، و اختراعه إلهاً خاصاً به، الإله ” آتون “، و هو لم يكتف بكل هذا، بل نقل عاصمة ملكه من ” طيبة “، مدينة ” الأقصر ” الحالية، إلي أفق جديد يلائم إلهاً جديداً، أفق ” آتون “، أو أفق قرص الشمس، مدينة ” أخت آتون “، مدينة ” تل العمارنة ” الحالية بمحافظة ” المنيا ” !

كأنه استوعب في ذلك الوقت المبكر، في واحدة من الحقائق القليلة بطول التاريخ و عرضه، التي تجعل المرء يشهق من فرط الدهشة، أن الثورة، لتنجح، يجب أولاً اقتلاع النظام القديم من جذوره ليبدأ بعد ذلك البناء علي أنقاضه، و يعزز من قوة الإيمان باستيعاب ” إخناتون ” لهذه الحقيقة مبكراً، ما طرأ علي الفن في عصره من ثورة علي الأساليب القديمة !

تلك المفردات الغريبة التي ازدحم بها الشعر، و تلك الوجوه الطولية السائلة التي أبدعها فنانو تلك الحقبة البعيدة، و رقبة ” نفرتيتي ” زوجة ” إخناتون “، و معني اسمها في الهيروغليفية ” الجميلة أشرقت “، تلك الرقبة التي جعلت ” هتلر ” يقف علي مشارف الجنون، و يقتنيها لنفسه، بل كان تأملها هو قهوته الصباحية !

علي كل حال، لقد فشلت، بفضل مؤرخي الظل، حيلة الكهنة، و سكن ” إخناتون ” في النهاية الكوكب الذي يستحقه، في جوار ” قرص الشمس “، ” آتون “، و سكن الكهنة في النفايات، و هذه بارقة أمل، فالنهايات ليست كما تبدو في الظنون أحياناً !

كذلك،

التاريخ لا يستنكف أن يضع الجنود المجهولين في الظل، لذلك، لم يلتقط التاريخ الرسمي من حقبة بناء الأهرامات سوي ما يتعلق بالملك ” خوفو ” و كهنته و كبار موظفيه، مع ذلك، لحسن الحظ، كان بعض عمال الأهرامات أذكياءً بالقدر الذي ألهمهم أن يرسلوا لنا، عن غير عمد، في أوقات فراغهم، و تعب النهار يتمطي في أعضائهم، رسائل مهمة، بل شديدة الأهمية،

قالوا في بعضها أن الموظفين كانوا يوزعون علي كل عامل حصة من البصل و الثوم، فاقت في النهاية مليوني كيلو !

و تأكد لنا فيما بعد أن أحد عمال الأهرامات أجريت له في ذلك الوقت المبكر عملية ” تربنة “، و أن أحدهم أجريت له عملية ” بتر ” و عاش بعدها سنين كثيرة !

و بالقياس، نستطيع أن ندرك الآن أنهم قد أسسوا حول منطقة الأهرامات مجتمعاً حقيقياً، بدفئه و حرارته و نمائمه و طقوسه و آلامه و مشاجراته الصغيرة، و بالتأكيد الزائد عن الحد قد اصطحب بعضهم عائلاتهم إلي هناك، و أقاموا لها مساكن ارتجالية بالقرب من عملهم، و لابد أن هذا المجتمع الناشئ قد اجتذب الكثيرين من الذين يتسللون إلي كل منطقة زحف العمران عليها حديثاً، كبائعي اللوتس و بائعي البردي و بائعي السمك المجفف و بائعي الترمس و بائعي البخور و بائعات الهوي، و لهذا المجتمع بالتأكيد خيوط في نسيج سكان منطقة ” الجيزة ” حتي يومنا هذا !

لعله أصبح واضحاً، أننا بفضل مؤرخي الظل من عمال الأهرامات، عن غير عمد، استطعنا أن نري في ضوء مبهر مناطق حرص مؤرخو البلاط علي تعتيمها، أو لم يكترثوا لإضاءتها علي وجه الدقة، إذ كان المحور الذي يدير حوله المؤرخون الرسميون كتاباتهم علي الدوام هو الحاكم !

لا جديد تحت الشمس، كما قيل ..

كذلك، بفضل ” مؤرخي الظل ” من المصريين المغلوبين، عرفنا بشاعة ما اقترفه الملك البابليُّ ” نبوخذ نصر ” بدم بارد في مواطنيهم ..

كذلك، ما اقترفه الحاكم الفارسي ” قمبيز ” الذي بلغت به القسوة عليهم أن قتل إلههم المقدس ” العجل أبيس ” في يوم احتفالهم بعيده، و منذ ذلك اليوم انحسرت عبادة ” العجل أبيس ” و فقد الكثير من قداسته في قلوب المصريين !

” مصر ” أيضاً كانت في ذلك الوقت قد فقدت شخصيتها و أصبحت مجرد نزهة لكل محتل، و حتي كتابة هذا السطر !

و جاء ” الاسكندر “، و مات ” الاسكندر “، و ترك خلفه للمصريين وردة خالدة و طليعية، أقصد مدينة ” الاسكندرية “، و ترك خلفه كذلك ” البطالمة” يحكمون ” مصر ” من هناك، حتي وضعت ” كليوباترا “، حداً لسيطرة تلك السلالة علي ” مصر “، و لا أرجمها باللوم هنا، و لا يستطيع أحد أن يرجمها باللوم، لقد فعلت أقصي ما تستطيع، و لقد ورثت الملك عن أبيها متآكلاً بالفعل و رخو المفاصل، و كانت دوائر النهاية توشك علي الاكتمال، ليرث الرومان عنها ” مصر ” سهلة و سائغة و وديعة !

و ادعي، بعد ذلك بعقود، الحاكم الروماني ” جوليان “، تقرباً للمصريين، أن ” العجل أبيس ” هو إلهه المفضل، تماماً كما ادعي ” نابليون ” الاسلام بعد ذلك بمئات و مئات السنين، تقرباً إليهم، لكن ذلك لم يكن كافياً ليوقظ عبادة ” العجل أبيس ” في النفوس مجدداً، كانت نجوم كثيرة قد فقدت وضوحها !

و ذهب الرومان و انحسروا، و جاء العرب يحملون فكرة واحدة، تحطمت في غضون مئات السنين إلي مذاهب و نحل، وكان يجب أن يكون للخلافات الناجمة عن انقسام الفكرة الإسلامية أثرها علي ” مصر “، فتمتعت لفترة بالحكم الذاتيِّ إبان ” الدولة الطولونية ” و ” الدولة الإخشيدية “تحت ظلال خلفاء بني العباس في الظاهر فقط، و كدولة مستقلة في الباطن !

ثم، سقطت ” مصر ” فجأة في فجوة الحكم الشيعيِّ خلال حكم ” الفاطميين “، هنا عند كل شئ، و هنا المصدر الجذري للكثير من الأمراض التي تعاني منها ” مصر ” الآن، لقد كان اليهودي المتحول ” يعقوب بن كلس ” هو صاحب فكرة إنشاء ” الجامع الأزهر ” الذي كان منذ ذلك الوقت نصيراً للسلطة ضد الشعب، و كان، منذ ذلك الوقت، ” جلاد المجددين “، و كل الذين يغردون خارج سرب البلاط ..

من الجدير بالذكر أن ” مصر ” كلها في ذلك الوقت كانت شيعية المذهب، و كانت ” ايران ” دولة سنية، و هذا دليل باهظ علي أن الدين هو الخادم في بلاط السياسة، لا العكس !

و اختبر الأكراد بدورهم الطريق إلي ” مصر ” و قوضوا الدولة الفاطمية، و قامت دولة الأيوبيين علي ركامها، لتولد، بعد عقود قليلة، من رحم دولة ” بني أيوب “، في مفاجأة مشوهة الملامح، ” دولة المماليك “، و تصبح السلطة في ” مصر ” لعقود و عقود حكراً فقط علي الذين حملتهم أمواج أجنبية القسمات، من كل أركان الدنيا، إلي أسواق النخاسة العربية !

و ورث العثمانيون، بقيادة السلطان ” سليم الأول ” تركة المماليك، و ظلوا يجلدونها بسياطهم و يستحوذون علي مقدراتها حتي أصبحت ” مصر ” في نهاية القرن الثامن عشر مجرد صندوق لتبادل الرسائل السياسية بين ” أوروبا ” الصاعدة، و المتصارعة في نفس الوقت، و بين ” تركيا ” التي تواصل ضمورها، رجل آسيا المريض، و من خلال هذا الثقب تسلل الفرنسيون بقيادة ” نابليون بونابرت ” و استولوا علي ” مصر ” لثلاث سنين فقط، هي أكثر فترة في تاريخها رقياً و جمالاً، و اقرأوا تاريخ ” الجبرتي ” لتعرفوا لماذا خلعت عليها هذا الوصف !

و في وثبة من وثبات الصدفة الحيوية، آل حكمها، بعد رحيل الفرنسيين بعطورهم الجارحة، إلي تاجر الدخان الألباني الماكر، لكن العبقري الممتاز في الوقت نفسه، ” محمد علي “، لتحتفظ أسرته بملك ” مصر ” حتي انقلاب ” عبد الناصر ” الشهير !

عسكر، عسكر، عسكر، تكرار، و حتي كتابة هذه الكلمة ..

و العسكر أيضاً، بقيادة ” أحمد عرابي “، هم الذين قدموا ” مصر “، في واحدة من كبري ملاحمهم الكثيرة في الحماقة، هدية علي طبق من ذهب للإنجليز الذين ظلوا يحكمونها من وراء الكواليس المضيئة حتي بعد انقلاب ” يوليو ” بسنوات !

لم يأت ” عبد الناصر ” ليحرر المصريين كما غرس مؤرخو البلاط في هواجس البسطاء، إنما جاء ليحرر ” مصر ” من حكم ” الملك فاروق “، و ثمة مسافة رحبة بين العبارتين، و إذا استطاع عقلك أن يقطع هذه المسافة بينهما، ستكتشف، ببساطة الماء، لماذا نجح انقلاب ” عبد الناصر “، عدو الإمبريالية العالمية الرأسمالية الحلزونية العلمانية المهلبية الانكشارية المشمشية المتعفنة، كما علَّمكَ مؤرخو البلاط !

و تاريخ ” مصر ” منذ ” عبد الناصر ” و حتي الآن لا يحتاج إلي إضاءة، إنه قصة شهيرة و طويلة و أحداثها محتفظة بلياقتها من القمع و الفساد و انتهاك كرامة الإنسان، و قصة بلد قد تخثر، و أصبح في المؤخرة !

هذه، تقريباً، هي الخطوط العريضة لتاريخ ” مصر “، و هناك، علي الدوام، شئ رقيق للغاية، و دقيق للغاية، يضيع ..

غابات من الأعوام مرت، ظل المصريون خلالها يواظبون علي حراسة وجودهم السلبي علي الهامش، يصطفون لمشاهدة موكب السلطان، كل سلطان، و يرقصون من أعماقهم في أعراس السلطان، و يبكون من أعماقهم في مآتم السلطان، و جنود السلطان، و حاشية السلطان، و حلاق السلطان، و حامل نعل السلطان،

و يصطفون أيضاً لمشاهدة الجيوش العائدة و الجيوش الذاهبة، الممولة بالضرائب الفاحشة التي حصلها جباة السلطان من جيوبهم هم، و إن بالجلد، و يبدعون النكات في خلواتهم، و يمارسون الجنس في كل وقت، و أي وقت، لينجبوا مصريين صغاراً، رغبة منهم في التمدد من خلالهم في حياة أخري بديلة، أو حياة آخرة بديلة، و هذا كل شئ، و هنا، لا يملك المرء إلا أن يعجب كيف نجا هذا الشعب من الإنقراض، أو الذوبان علي الأقل، كيف ؟!

تاريخ المصريين كتبه الآخرون، هذه بديهية مشمسة لا تحتاج إلي تأويل، لكن، هناك بديهيات تولد في الظل أيضاً ..

و بفضل مؤرخي الظل وحدهم، عرفنا، كيف كان المصريون يسخرون من ” الرومان ” في خلواتهم و يجلدونهم بنكاتهم، و كيف كان ينظر الولاة، و لا أستثني أحداً،إلي المصريين كقطيع أقلَّ يسكن مزرعة خلفية لبيت مال المحتل !

و عرفنا بفضل المتنبي و غيره، و لقد لعب الشعر، دوراً مفصلياً في تعرية ما وراء الكواليس في كل زمان، أقول، عرفنا، بفضل المتنبي، أن الإخشيدين كانوا خصية سوداً، و بخلاء، و هو شعر علي كل حال، و أجمل الشعر أكذبه !

لكن، كان هناك لون من الشعر لا يجوز الكذب فيه، لعب دوراً مهماً في تعرية الأحزان المحتجزة في أعماق المصريين منذ آلاف السنين، يتوارثونها جيلاً فجيلاً، و هو الرثاء الشعبي، أو العديد علي الموتي !

كما عرفنا كيف كان ” الطولونيون ” يبذرون الأيام و الليالي في ظلال من الترف الأسطوريِّ، حتي أن حفل عرس ” قطر الندي ” حفيدة ” أحمد بن طولون “، كان الحدث الأبرز في لهجات سكان ذاك الزمان، بل، لم يسمع الناس عن مثله إلا في كتاب ” ألف ليلة و ليلة “، و من أموال الضرائب التي حصَّلتها الدولة ” الطولونية “، بالسياط أحياناً، و بنزع الملكية نادراً، من المصريين أيضاً !

حادثة مؤلمة رواها بعض مؤرخي الظل عن أجدادنا، تفصح بوضوح عن شخصية المصريين تماماً ..

لقد ذهب ذات يوم جابي الضرائب إلي قرية من قري الوجه البحري، بصحبة ” صراف المال ” و ” الجلادين ” و تجريدة من العسكر كالعادة، و ادعي الفلاحون أنهم معدمون ليس لديهم ما يدفعونه، فجردهم العسكر من ملابسهم، و بدأ الجلادون عملهم، و حدث أن أحد الفلاحين العراة، ضرب مئة جلدة، و حين أصبح الوجع أكبر من احتمال جسده، سقطت من فمه العملة المعدنية التي تفي بقيمة الضريبة المقررة عليه !

قصة مؤلمة، لكن الأكثر إيلاماً، هو أنهم، عقب كل مهرجان جلد كذاك المهرجان، كانوا في حلقاتهم المسائية الساهرة يمتدحون الفلاح الذي نال أكبر عدد من السياط قبل أن تسقط العملة المعدنية من فمه !

و الحديث شجون ..

عرفنا أيضاً، بفضل مؤرخي الظل، سبب ميلاد ” سيرة عنترة بن شداد” التي استحوذت في ذلك الوقت علي عقول كل المصريين، حتي قيل أن أحد المصريين كان يستمع في مقهي إلي أحد رواة تلك السيرة، و أنهي ” الراوي ” أحداث تلك الليلة بعد أن وضع ” عنترة ” في السجن، ربما للتشويق، رجع الرجل إلي منزله فلم يستطع تناول الطعام و لا النوم، فما كان منه إلا أن ذهب إلي بيت ” الراوي ” و منحه عن طيب خاطر نقوداً، و هو يقول :

– لا أستطيع النوم، اكمل، حتي تخرجه من السجن !

كان سبب ميلاد ” سيرة عنترة بن شداد ” هو ريبة، أو فضيحة، حدثت في دار الخليفة، لعله ” العزيز بالله “، فأراد أن يشغل الناس عن تناولها بألسنتهم، أو محاصرتها في المدي الذي انتشرت فيه علي الأقل !

كأن إلهاء القطيع كان إحدي حيل السلطة منذ قديم الزمان !

و بفضل ” ابن مماتي “، عرفنا فداحة الظلم الذي طال المصريين من وزير ” صلاح الدين الأيوبي “، و نائبه في حكم “مصر ” الأمير ” بهاء الدين قراقوش “، فلـ ” ابن مماتي ” فيه كتاب اسمه ” الفاشوش في حكم قراقوش “، جلده فيه بالنيابة عن كل المصريين بضراوة بالغة، و الفاشوش هو الصفر، كما احتفظت ذاكرة المصريين بذكري هذه الحقبة، و ما زال المصريون يقولون :

– هو حكم قراقوش ؟!

و بفضل هؤلاء أيضاً، عرفنا أن ” الظاهر بيبرس ” اغتال ” ” سيف الدين قطز ” بعد معركة ” عين جالوت ” مباشرة، و هذه الحادثة لم يمسها أو يقترب منها حتي صناع فيلم ” وا إسلاماه “، فهو باب مشرع علي ظنون مضرة في حقيقة العسكر !

و بفضل مؤرخ الظل ” ابن إياس الحنفي “، و ما ترك لنا في كتابه الجميل ” بدائع الزهور في وقائع الدهور “، عرفنا فداحة الظلم الذي كان يقع أجدادنا تحت طائلته جيلاً بعد جيل، و عرفنا بشاعة القائمين علي أمور الحسبة، كـ ” الزيني بركات بن موسي ” جيلاً بعد جيل، و قسوة جباة الضرائب للخزانة السلطانية، و المجاعات، و أصبح لدينا، بشعيرة بسيطة أداها في الظل، العظيم ” ابن إياس “، قاعدة بيانات مهولة عن بعض حقبة ” المماليك ” الرديئة !

حتي الحوادث التي يعتقد الحمقي أنها تافهة، تسربت إلي أصابع ” ابن إياس “، و وشي لنا عن أرمني كان يذبح الكلاب و يبيعها علي أنها لحوم ضأن، و هذه حادثة مهمة، ربما، لأن كل الحوادث الجلل هي قبل كل شئ منظومة من الحوادث التافهة، وهل قصة الحرب العالمية الأولي سوي قصة لحظة طيش من شاب صربيٍّ قتل ” فرانز فيرديناند ” ولي عهد ” النمسا ” ثم يتضاءل كل شئ ؟!

كذلك، تلك الحادثة التي رواها ” ابن إياس “، و التي قد يعتقد الحمقي أنها تافهة، ربما تفسر لنا سبب مذبحة الأرمن علي أيدي العثمانيين !

و لا يمكن أن نتجاهل في هذا الصدد، ما للمستشرقين من حضور في تاريخ الظل، كـ ” ادوارد لين ” مثلاً، و هو أحد الذين أضاءوا عتمة بيوت العامة من المصريين و طقوسهم و ما يدور حتي في غرف النوم المصرية إبان تلك الفترة تحت سيطرة الإنجليز، و إن أنس لا أنسي ما تركته في أعماقي لحظة استطاع هو أن يثبتها بقلمه، كان يتحدث عن المتسولين، ثم قال، و أنا أكتب الآن أسمع من الخارج صوت إحدي السائلات تنادي، لله يا محسنين، كنت كأني أسمع أنا أيضاً صوت هذه المسكينة حياً دافقاً، بل كأني كنت أري صوتها !

لكن، مع مجئ ” عبد الناصر “، اتخذت الأمور منعطفاً غريباً، ليس له صيغة تاريخية سوي في ” الإتحاد السوفيتي ” في عهد ” ستالين “، و سوي في ” ألمانيا ” في عهد ” هتلر ” الكئيب، إذ أصبحت كتابة التاريخ حكراً علي أجهزة الدولة الرسمية و مخابراتها، و تخللت أصابع السلطة في السينما و الأدب و الشعر، يحاصرون بقناعاتهم الخاصة، و طريقتهم في النظر إلي الأمور، حتي الهواء الذي يتنفسه البسطاء، و هنا، المصدر الجذري لمرارة الواقع المصري من جميع جوانبه ..

من الجدير بالذكر، أن محاولة الترويج مؤخراً لاختراع الشريف ” عبد العاطي ” الذي يعالج الإيدز و فيروس سي و كل الفيروسات و الحصبة و البهاق و البرص و يحولها إلي أصابع ” كفتة ” مشوية، كحقيقة لا تقبل القسمة علي اثنين، و لا الجدل، هو الأسلوب المعتمد في الترويج للنظام منذ الخمسينيات، أكاذيب متواصلة و متماسكة، لكن، لحسن الحظ، لقد تجاوز الكثير من المصريين مرحلة الطفولة الفكرية، و تغيرت ألوان الجدران، و بلغ الكثيرون الفطام !

و الآن، و أكثر من أي وقت مضي، هم يحتاجون عشرات السنين لترميم هيبتهم، و لإعادة ترتيب أعماقهم ليتقبلهم المصريون مجدداً، أو يحتاجون إلي مزيد من القمع، و الزحف الحرام إلي الأمام علي الدماء البريئة !

لقد اخترت ” مصر ” نموذجاً لأنها وطني المنتهك، و لأنها فجر الضمير الإنساني، لذلك، لابد أن يجد سكان كل بقعة في العالم في تاريخ أوطانهم صدي لتاريخها، حتي سكان ” أوروبا “، قبل أن يلتقطوا من جيوب التاريخ، و بعد اختبار كل أساليب الحكم، ذلك القانون الأنبل لحياة بيضاء، و عادلة، و صاعدة، و لائقة بإنسانية الإنسان، ما عدا ” روسيا ” التي لم تبرأ بعد من أمراض الماضي، فهي جارتنا في القرون الوسطي ..

و التاريخ ليس مجرد سرد لحكايات كتبت لتسلية المؤجلين قبل النوم، إنما هو أجراس تدق بصيغ الواقع التي كانت معتمدة في الماضي، ليثور الذين يهمهم أمر المستقبل علي السئ منها حتي ينهار، و يبنون من أنقاضه واقعاً أنبل، و يتمسكون بالجيد منها و يسيرون به نحو الأفضل، التاريخ هو انعكاس الحياة !

و تاريخنا مزيف، و محاولات تزييفه نشطة، وسيواصلون تزييفه علي قدم و ساق، و لهذا، لا يمكن أن تدخل ” مصر ” من باب المستقبل بماض ٍ محرف، كيف يُبني بيتٌ من أطلال بيت ٍ لا وجود له من الأساس !

و لهذا، أرجو من كل الذين تورطوا في حمل جنسية هذا الوطن، من الماء إلي الماء، أو من المحيط إلي الخليج، أن يكتبوا تاريخهم بأنفسهم، بالتوازي مع مؤرخي السلطة، من أجل المؤجلين إن لم يكن من أجلنا، و ما أهون أن يتحقق هذا في عالم أصبح بإمكان كل من يريد، و في أي بقعة من العالم، أن يري بالعين المجردة ما يدور في أي بقعة من العالم و هو يسترخي في فراشه ..

صفحة علي وسائل التواصل الاجتماعي لكل مؤرخ موازي باسمه، أو باسمه المستعار، أو مدونة، يضع فيها و هو يسترخي في فراشه كل أحداث يومه، أو أحداث محيطه، مهمةً كانت أو تافهة، فالأحداث المهمة و المصيرية كما قلت من قبل هي منظومة من الأحداث التافهة، و بأي لغة، سواءً الفصحي أو العامية الدارجة، فاللغة في النهاية مجرد وعاء لفكرة، بل العامية في كتابة التاريخ أجمل، و في سرد النكات أيضاً، مع الأخذ في الإعتبار أن نصف كتاب ” بدائع الزهور في وقائع الدهور ” لـ ” ابن إياس ” مفردات عامية قد تثير الآن ضحكاتنا !

أتمني أن يحدث هذا لكن بشرطين لا ثالث لهما :

1 – لا تتعامل مع التاريخ بمنطق الرحالة، و تكتب أكاذيبك الخاصة، كمؤرخي البلاط ..

2 – احتجز مشاعرك الخاصة في مكان بعيد عن متناول حروفك، فالمؤرخ ليس ناقداً، و لكي تكون محايداً، لا تكتب و أنت غاضب، و اكتب ما رأيت لا ما سمعت ..

إذا تحقق هذا، أعدكم بحجر كبير في مياه الوطن الآسنة، و الآثمة، سوف تثور له سواحل بعيدة، و سوف يكون لنا و للذين سيأتون من بعدنا تاريخ حقيقي، نلجأ إليه عند الحاجة !

في النهاية ..

أعلن تنازلي عن ملكية الفكرة، فهي ملك لكل متحمس لها ..

محمد رفعت الدومي

Posted in فكر حر | Leave a comment

قطع المياه عن المناطق التي تحت سيطرة النظام في مدينة حلب

قطع المياه عن المناطق التي تحت سيطرة النظام في مدينة حلب لا يحتمل تأويلات كثيرة سواء أكان بعض الكتائب الثورية تقف assaelgraورائه او الكتائب المخترقة من قبل النظام او هو فعلا بفعل النظام ولا يد للثوار فيه
في النهاية من هو المستفيد من تلك العملية ؟؟؟
هل قطع المياه عن تلك المناطق سيجعلها تسقط بيد الثوار طالما النظام المتواجد في تلك المناطق لا يشعر بالظمأ
هل قطع المياه سيرغم النظام على الرضوخ بعدم قصف الاحياء التي يتواجد بها الثوار بالبراميل والصواريخ ؟
بالطبع لا فالنظام اخر همه المواطن جاع او عطش طالما لم تنقطع عن القصر الرئاسي المياه والطعام
هل قطع المياه سيفرغ المواسير من المياه ليتسلل منها الثوار كانفاق ويخرجون من الحنفيات لمواجهة النظام في تلك المناطق ؟؟؟
ماهي النتيجة التي يمكن ان يتمخض عنها قطع المياه عن تلك المناطق؟؟؟
1- خسارة الحاضنة الشعبية للثورة في تلك المناطق
2- زيادة معاناة الشعب الذي يرضخ تحت حصار النظام وبعض اطراف من يسمون انفسهم ثوارا
3- يكسب النظام نقطة لصالحه بأن المعارضة التي تصارعه لاتملك اي حس انساني وهي عدوة للشعب
هنا يجدر الاشارة الى امرين هامين :
آ- هل من المعقول أن النظام صاحب الانتصارات المبهره يقف عاجزا عن الاستيلاء على منطقة التحكم بخط تغذية المياه الى تلك المناطق اذا صدقنا أن الثوار هم من يتحكمون بتلك المنطقة
ب – اذا فعلا عاجز فهذا نظام لا يستحق ان يحكم بلد لا يوفر لاهلها امن المياه
يبقى أن نذكر هنا أن البطل الثوري الهمام الذي يقف وراء قطع امداد المياه الى تلك المناطق بحلب اسمه أبو ايمن التركماني وهنا اشارة غامضة من النظام تتعدى الغمز واللمز
الثورة بريئة من اي عمل يستهدف امن المواطن السوري في مأكله او مشربه او ملبسه او حريته او كرامته واي عمل في هذا الاطار يصب في مصلحة النظام لا نبرأ النظام منه وأن يكون خلفه او عرابا له واذا كان من يقوم به يعتبر نفسه ثائر فأننا نعتبره عميلا للنظام سواء عن قصد متعمد او جهل مسؤول عنه
الايام ستكشف كم كان للنظام ادوار عديدة يقوم بها باسم الثوار بهدف التشويه وتجييش غضب الشعب ضد الثورة
النظام السوري بارع في سلاح دنيء هو سلاح فرق تسد وسلاح زرع الفتن والقلاقل وهذه هي سياسية يتقنه بفعل عراقته بالفكر الباطني والتقية التي استوردها من ايران الصفوية
لن تخدعنا الاعيب النظام ولا حيله وهي لا تنطلي الا على المغفلين

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment