المتباكي على الشعب السوري

khadamsonEng-Adib Nasan

عبد الحليم خدام احتفل بعقد قران حفيده الذي حمل اسمه عبد الحليم جمال خدام على البريطانية المدعوة صوفيا
الخدام حجز جزيرة كابري الإيطالية لإقامة الزفاف
حجز جزيرة بأكملها لإقامة زفاف حفيده في وقت يدعي فيه دفاعه عن شعب جائع يقتات من القمامة
عشرات الطائرات الخاصة أقلعت من باريس ولندن وروما والرياض ونيويورك وغيرها لحضور هذا الزفاف وطبعاً على حساب هذا الرجل المتباكي على الثورة
أفخر أنواع الأطعمة والمشروبات أحضرت خصيصاً لهذا ” العرس الوطني ” من أكبر وأفضل مطاعم العالم وهدايا قدر ثمنها بعشرات الملايين من الدولارات
ولا ننسى بالتأكيد وجود فنانين ومطربين عالميين كبار .
ألم يكن الأجدى بهذا المتباكي على الشعب السوري أن يكتفي بزفاف عادي في هذا الظرف وأن يتبرع بقيمة هذه الحفل إلى اللاجئين السوريين الذين يقيمون في المخيمات ولا يجدون ما يأكلونه

مواضيع ذات صلة: 

المليارديرة ناهد مصطفى طلاس (عجة) نجحت بتهريب عائلتها

هل صحيح بأن عائلة طلاس ليست من الكلاب والخرفان؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

استربتيز سلفي

الإسلام هو الحل يحلل الإزدواجية

الإسلام هو الحل يحلل الإزدواجية

زيورخ فى 25/6/2014

“استربتيز إخواني”.. مقال كتبته منذ عام ونصف وضحت خلاله كيف غيرَّ الإخوان ثوابتهم واحدة تلو الأخرى لإرضاء الإدارة الأمريكية، وتحولت من الشيطان الأعظم إلى الشريك الكامل والمخطط والمعضد سياسيًا وماليًا وإعلاميا للجماعة .. ذكرت فى مقال ” الاستربتيز وهو نوع من الرقص المشهور فى بعض حانات الغرب هو قيام الراقصة بخلع ملابسها قطعة قطعة فى حركات إثارة أمام الجمهور حتى تصل إلى العري الكامل …. وكلما خلعت الراقصة قطعة من ملابسها كلما تطلعت إليها عيون الضيوف وعطاياهم وصيحاتهم .. وبعد أداء رقصتها تنتقل إلى وصلة أخرى وهى الجلوس مع الضيف لتقدم ذاتها مقابل جزء من المال بالطبع يكون الضيف كريماً معها بقدر ما تقدم له من خدمات تشبع رغباته وشهواته …

وبذلك فالاستربتيز هو نوع من الدعارة المقننة ومع العولمة والتطور فى شبكة الاتصالات انتقل إلى المجتمعات الشرقية التى سلكت هذا السلوك في مناحي الحياة السياسية، وسخرته واستفادت منه فى نواح كثيرة من حياتنا الاجتماعية وأصبح ليس قاصراً على النساء بل زاحمهم فيه الرجال ولم يعد يمارس ليلاً بل على مدار الـ24 ساعة، وأصبح أسلوب حياة وتداخل الاستربتيز فى نشاطات عديدة تجارى ووظيفى وأخطره هو الاستربتيز السياسى .

وعلى نفس النهج سلكت الجماعات الدينية واحدة تلو الأخرى، ونشاهد ونسمع ونقرأ يوميًا تصريحات لقيادات حزب النور تتطابق مع سلوك راقصة الاستربتيز في تحطم الثوابت والشعارات، والفارق بينهم أن الراقصة تخلع ثيابها واحدة تلو لكسب الأموال وكسب نظرات الآخرين، أما حزب النور لسرقة وطن وضحك على البسطاء، وأخيرًا كسب الانتهازيين من العقائد والأديان المختلفة .

وبنظرة سريعة تأكد أن حزب النور مثل الإخوان، فالإخوان خلعوا ملابسهم وناموا فى أحضان الأمريكان، وحزب النور خلع أكثر لينال ويتحكم فى البرلمان فعلى سبيل المثال وليس الحصر:

.. تحية العلم حرام شرعًا رفضوا الوقوقف لتحية علم مصر، في حين أنه في السفارة الأمريكية وقفوا احتراما وتبجيلا لتحية العلم الامريكى

.. طلبهم من الدكتور سعد الدين ابراهيم عراب صفقة الاخوان ليقدمهم للإدارة الأمريكية حسب ماذكرة الدكتور سعد فى مائدة رمضان العام السابق “

.. نشاة الحزب بدون قبطي واحد وممنوع انضمام الاقباط، ولكن الآن يسعوا لضم اقباط ..

.. يجب كراهية القبطى وكراهية القبطية المتزوجة من مسلم والان نضمهم للحزب السلفي.

.. الوردة علامة لمرشحتهم “أم أحمد” او زوجة المهندس فلان السلفي ..على اعتبار صورتها عورة واسمها عورة وتصريحات جلال مرة، أمين عام حزب النور إن الحزب لايمانع من انضمام أقباط اليه أو الترشح على قوائم الحزب وتصريحة ايضا إن حزب النور لن يحاسب المرأة اذا اردت ”شورت أو بنطلون أو قميص، حتى وإن كان ذلك مخالفًا للشريعة !!.

وهكذا تخلع الثوابت ويتعرى الحزب خوفٍا من عدم دستوريتة الواضحة ليكسب التشريع ويتمكن من مصر ويحطم وحدة شعبها ويدخلها فى حروب اهلية ..ويقودها للخلف در قرون سحيقة مضت ويخرج من التاريخ افكار عقيمة تقودنا للتخلف والتاخر والتناحر على امل اقامة دولة داعش مصر.

أيتها السياسية ما أقبح المتعطشين إليك السالكين فى دروب الدعارة السياسية، فالعاهرة تبيع جسدها لتكسب قوتها اليومي، أما الأحزاب الدينية تبيع كل شيء لتحطيم الوطن ونحن غافلون وأولي الأمر راضون ………………كم أنتي ملعونة ! وكم نحن غافلون ام مغفلون

مدحت قلادة

Medhat00_klada@hotmail.com

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

مأساة العراق رجل اسمه نوري المالكي!

قال الجنرال الأميركي المتقاعد: «إذا برزت دولة سنّية من العراق وسوريا سيكون تنظيم داعش عنصرا أساسيا فيها. تنظيم assadmalkiالقاعدة طرد (داعش) من صفوفه، فكيف سنسمح بإقامة دولة من عناصرها الأساسية (داعش)، تشكل خطرا على العالم؟!».

يوم الاثنين الماضي، وفي بغداد، قال جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، إن «داعش» يشكل خطرا على العراق والمنطقة، لذلك على جيران العراق أن يدعموا أمن العراق وأمن دولهم، بدفعهم إلى تشكيل حكومة عراقية تمثل كل العراقيين، وتحترم وحدة أراضي العراق. بعد مغادرة كيري أصدر مكتب نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، بيانا جاء فيه أنه سيعمل حسب الدستور العراقي، وأن رئيس الوزراء تختاره الكتلة الأكبر في البرلمان، أي كتلة المالكي (الوفاق الوطني)، بمعنى أنه لا نية لديه للتخلي عن المنصب، رغم أن هذا ما تجمع عليه كل الدول باستثناء إيران.
قال الجنرال الأميركي المتقاعد: «كان متوقعا أن يحدث هذا في العراق. إنما فوجئنا بالسرعة التي انهارت بها القوات العراقية. بعد عملية سامراء عام 2007 عملنا على مصالحة العراقيين، مددنا يدنا إلى السنة، انقلبوا على (القاعدة). بدأنا في الرمادي، ثم الأنبار، ثم وصلنا إلى أبو غريب حيث المناطق المختلطة. 140 ألف شخص انضموا إلى (الصحوة) بينهم 20 ألفا من الميليشيات الشيعية. كانت مهمتنا إعادة وحدة النسيج الاجتماعي العراقي. أحمد الجلبي رفض التعاون مع السنّة، حكومة العراق لم ترحب بمبادرتنا. لو كان هناك الآن 10 آلاف جندي أميركي في العراق، لا أعتقد أننا كنا سنؤثر على حكومة المالكي». يضيف الجنرال الأميركي المتقاعد: «نسف المالكي الترتيب القيادي للجيش العراقي الذي أسهمنا في إنشائه. حصر كل القرارات العسكرية بمكتب تابع له، وهذا المكتب عاجز عن التنسيق بين الفرق. كان يمكن للقوات العراقية مواجهة مقاتلي (داعش)، لو كانت هناك قيادة لتنسيق العمليات. أبعد المالكي ضباطا أقوياء لأنهم كانوا من السنّة، وجاء بضباط أهميتهم أنهم موالون له شخصيا. هؤلاء قد يكونون أكفاء على نقاط التفتيش، إنما عندما ينهمر الرصاص يهربون».
سيث جونز، مدير «مركز الأمن الدولي والسياسة الدفاعية» في «مؤسسة راند»، وكان شغل منصب ممثل لقائد وحدة العمليات الأميركية الخاصة، ومساعد لوزير الدفاع في أفغانستان، قال: «كان على الولايات المتحدة أن تُبقي على وجود عسكري أميركي في العراق بعد عام 2011 لمواصلة تدريب القوات الأمنية هناك. لكن هل كان هذا سيجنب ما حدث؟ لا أعرف».
لكن المالكي يطلب غارات أميركية على «داعش» في العراق!
يقول جونز: «أهم مساهمة أميركية الآن تكون بالضغط نحو إصلاحات سياسية لمعالجة مظالم السنّة، وبدء العمل مع قوات الأمن العراقية على الأرض. الغارات الجوية تعتمد على العملية السياسية، والاستعداد لاستيعاب السنّة، عندها يمكن القبول بغارات جوية محددة على (داعش)، أما إذا لم تحصل العملية السياسية وتتم معالجة القهر السني، فإننا سنعود إلى هذه الحالة بعد ستة أشهر أو سنة على الأكثر».
جون كيري أكد أنه لا غارات جوية الآن، أما الجنرال الأميركي المتقاعد فقال: «هناك خطران الآن. فحدود سايكس – بيكو معرضة للخطر في سوريا والعراق، مما يعني حربا سنية – شيعية، لذلك علينا أن نكون حذرين، وألا نبدو كطرف مع أحد، أو كسلاح جوي للميليشيات الشيعية.
«نريد رؤية حكومة عراقية تمثل كل أطياف المجتمع، وتوقع عقدا جديدا مع السنّة. يجب أن يكون للسنّة دور في نجاح العراق، وليس فقط في فشله، خصوصا أن السنّة لا يستطيعون الاستمرار وحدهم دون بقية العراق، فالنفط في الجنوب، ويمكن أن يتجاوز «بيجي» محطة التكرير الضخمة ويذهب إلى منطقة كردستان.
«الخطر الآخر «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أي «داعش»، كونه يمثل توجها متطرفا، ويريد أن يكون جيش الإرهاب. لذلك أكرر أن علينا تجنب الوقوف مع طرف ضد آخر في حرب مذهبية، إلا إذا تم تشكيل حكومة وحدة وطنية، عندها نستطيع معالجة «داعش» عبر عمليات سرية. خذوا مثلا تنظيم القاعدة، لم يعد يستطيع تشكيل نفسه في أفغانستان، كما أننا نضغط على «قاعدة شبه الجزيرة العربية»، وعلى «قاعدة شمال أفريقيا».
أسأل سيث جونز، وهو مؤلف كتاب «مطاردة الأشباح»: «هل الأشباح غزت العراق الآن؟».. يجيب: «كلا.. آيديولوجية تنظيم (داعش) مرفوضة. حقق تقدما الآن. إذا عدنا إلى تاريخ (داعش) بما فيه فترة زعامة أبو مصعب الزرقاوي نجد أنه كان للمجموعة ميل إلى الأساليب الوحشية والإجرامية والعنفية، لذلك من الممكن أن يحتفظ (داعش) ببعض هذه الأراضي لأشهر، إنما سيواجه مشاكل في ما بعد. هناك الكثير من القهر لدى سنّة العراق بسبب تعسف حكومة المالكي».
يضيف جونز: «(داعش) ذو هيكلية جيدة وتمويل ضخم، لكن يجب ألا نبالغ في نظرتنا إليه. هناك الكثير من التصدع في أجنحته حتى مع الجهاديين السنة: انقسام مع أيمن الظواهري زعيم (القاعدة)، قتال مع جبهة النصرة، فرع (القاعدة) في سوريا. لا أعتقد أن الأساسيين في سنّة العراق يشاركون (داعش) رؤيته، حتى مجموعة 1920 الثورية لديها تاريخ من القتال مع (داعش) ».
إلى أين يسير الشرق الأوسط بما فيه تركيا وإيران بعد مفاجأة «داعش»؟
يقول جونز: «تركيا في وضع مهزوز. الإسلاميون الجهاديون تدفقوا على المنطقة، خصوصا إلى سوريا، عبر تركيا. إنها عرضة لأنها صارت معروفة بأنها أنبوب ضخ الجهاديين، إضافة إلى أن المنطقة تتعرض لخطر قتال أبعد من مذهبي؛ إذ لاحظنا صراعات سنّية – سنّية، وشيعية – شيعية. هناك احتمال انتشار هذا الخطر إلى لبنان إذا ما تورط (حزب الله) في الذهاب إلى العراق، ومن المؤكد أن الأردن قلق جدا. على الأقل يمكننا القول إنه على المستوى الإقليمي الأوسع فإن تركيا والأردن ولبنان ستظل على الجانب المتلقي للمزيد من اللاجئين».
أما عن إيران، فيرى جونز أنه يمكنها أن تلعب دورا أساسيا لأنها صاحبة التأثير الأول والأقوى على المالكي، وهي تساعد الميليشيات الشيعية. المالكي لا يقدم على أي خطوة من دون إيران، وأي خطوة يقدم عليها يكون القرار فيها لإيران. ثم هي من تحدد تمويل الميليشيات الشيعية. ما يقلق إيران الآن أن حكومة العراق والقوات الأمنية تدمرت ولو جزئيا، مما يعني أن خط المواجهة الأول لـ«داعش» والنقشبندية والسنّة صار الميليشيات الشيعية والبيشمركة، وهذا سيؤثر بشكل أو بآخر على إيران.
أما عن الانفتاح الأميركي على إيران فيرى أن المسألة ليست في البحث مع إيران إنما في ما يمكن أن يحدث لاحقا. هو يرى ضرورة التوصل إلى اتفاق ما بين الأميركيين وإيران ودول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية، وإلى نوع من المشاركة في ترتيب الأوضاع في العراق بحيث تتم معالجة المظالم السنّية وأيضا الكردية، هذا يمكن اعتباره إنجازا جيدا «لا أعرف إذا كان سيحصل لكني آمل ذلك».
أما الجنرال الأميركي المتقاعد فقال: «قاسم سليماني كان وراء تشكيل الحكومات العراقية. أميركا لا تريد أن يكون العراق محافظة إيرانية. إيران أضعفت العراق إلى درجة أنه صار يعتمد عليها في الكهرباء والتجارة. تورط الإيرانيين منتشر في المنطقة كلها: متورطون مع الحوثيين في اليمن، متورطون في البحرين، متورطون في سوريا وفي لبنان، وفي العراق يمولون الميليشيات الشيعية ويحركونها».
يضيف: «التفاوض مع إيران الآن يجب أن يركز على برنامجها النووي والتأكد من التزامها. يجب أن نكون حذرين لأن إيران قد تغير موقفها من النووي إذا أدخلناها في مفاوضات حول العراق».
ويصر على ضرورة الواقعية بالنسبة إلى الأهداف الإيرانية، ويقول: «لن يكون هناك أي اعتدال في النظام الإيراني الحالي. المقاطعة الاقتصادية دفعتهم للتفاوض حول النووي. إذا وسعت إيران تدخلها فإن المنطقة كلها ستكون في حال من القلق. وإذا ما حصل اتفاق حول النووي الإيراني فعلينا أن نتبعه بشروط أخرى تتعلق بـ(فيلق القدس) وبـ(حزب الله) في لبنان. يجب أن نضع هذه الشروط بوضوح». ثم يشير إلى أن القيادة العسكرية الأميركية أعدت مسرحا للعمليات العسكرية ضد إيران في حال توتر الوضع، ويقول «هذا المسرح يجب أن يظل جاهزا، كما يجب توحيد أنظمة الدفاع الصاروخية في دول مجلس التعاون الخليجي».
الجنرال الأميركي المتقاعد ختم حديثه بالقول: «لست متحمسا لتقسيم العراق، لنتخيل ما سيحصل في بغداد حيث هناك مليون سنّي. حتى الأكراد لا يستطيعون تمويل دولتهم من دون 17 في المائة من عائدات النفط العراقي». ويعترف بأنه كان من أخطاء أميركا حل الجيش العراقي، واصفا إياه بـ«المؤسسة الوحيدة التي كانت محترمة». ويقول إن بول بريمر ندم لأنه لم يجر مصالحة عراقية بعد حل حزب البعث.
هل هذا بكاء على الأطلال أم بكاء على مستقبل مجهول قد يكون أسود لفترة طويلة؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تأثير البابا فرانسيس

جيمس زغبي: الاتحاد الاماراتيةpopefranc1

منذ تزعمه الكنيسة الكاثوليكية، أبان البابا فرانسيس عن إدراك كبير لوقع وقوة اللفتات العفوية أو غير المتوقعة قصد التأثير على الرأي العام ومنح الأمل لمن يعانون الرفض. فخلال ترؤسه «قداس الخميس المقدس» لأول مرة، على سبيل المثال، قام فرانسيس بغسل وتقبيل أقدام سجناء من بينهم امرأة مسلمة. ورغم أن هذا الأمر صدم بعض التقليديين الكاثوليك، فإنه اعتُبر على نطاق واسع دليلا قوياً على تواضعه وتضامنه. وبعد بضعة أشهر على ذلك، قام فرانسيس بأول زيارة له إلى خارج روما فسافر إلى لامبيدوسا، الجزيرة التي يتقاطر عليها المهاجرون الأفارقة الساعين لدخول أوروبا. وكانت تلك طريقته الخاصة لمواجهة مشاعر العداء المتزايدة للمهاجرين في القارة.

وإلى جانب هذه المبادرات المقررة، هناك الخطوات الباباوية المفاجئة -والأكثر حدوثاً- والتي جعلت من «مراقبة فرانسيس» عملا مفيداً ومجزياً. وقد شاهدنا خلال زيارة البابا إلى «الأرض المقدسة» التي دامت ثلاثة أيام كلا من فرانسيس الرسمي البروتوكولي وفرانسيس الارتجالي العفوي؛ وكما هو الحال دائماً، فإن تأثيره كان كبيراً.

ومنذ البداية، أكد الفاتيكان أن الهدف من زيارة البابا ديني بالأساس ويتماشى مع دوره كزعيم لأكبر كنيسة مسيحية في العالم؛ وتم التركيز على جهوده لتشجيع توحيد الكنائس المسيحية والحوار بين الأديان، حيث أشير إلى اجتماعاته المقررة مع البطريرك اليوناني بارثولوميو، والتي تحيي الذكرى الخمسين للقاء التاريخي الذي جمع سلفيهما في القدس. كما أشير أيضاً إلى حقيقة أن صديقين أرجنتينيين يرافقان البابا في هذه الزيارة، حاخام وإمام، وأن فرانسيس سيلتقي في القدس مع المفتى الأكبر وكبير حاخامات إسرائيل.

غير أنه كانت ثمة مؤشرات واضحة -حتى انطلاقاً من برنامج الزيارة- على أن الزيارة البابوية لن تقتصر على ذلك. فهناك مثلا الإشارة إلى قدومه لـ«دولة فلسطين». وإذا لم تكن تلك الرسالة واضحة بما يكفي، فإن البابا والوفد المرافق له، قام بالرحلة من عمان إلى بيت لحم مباشرة بواسطة طائرة هيلوكبتر، دون الذهاب إلى إسرائيل أولا.

وقبيل الزيارة، كانت ثمة تخوفات من حدوث أعمال عنف قد يرتكبها متشددون إسرائيليون مستاؤون من الزيارة البابوية ومن الإذن الذي قدم من أجل السماح لفرانسيس بإحياء قداس ديني في موقع يعتقد المسيحيون أنه مكان «العشاء الأخير للمسيح». وكان ثمة ارتفاع في هذه الأعمال المعادية للعرب، والمعادية للمسيحيين بشكل خاص، خلال الأسابيع التي سبقت قدوم البابا. غير أنه عقب تصريح للبطريرك اللاتيني في القدس ينتقد الرد المتراخي للسلطات الإسرائيلية على هذا التهديد -وهو تخوف عبّر عنه الفاتكان أيضاً- تحرك الإسرائيليون أخيراً لاعتقال عدد من المحرضين على العنف.

ثم إنه إذا كان برنامج الزيارة ومسارها قد أوضحا أن فرانسيس سيتنقل داخل بيت لحم في مركبة مفتوحة وسيكون له اتصال مباشر مع الفلسطينيين، فقد تم التأكيد بالمقابل على أن السلطات الإسرائيلية هي التي تتحكم في كل جوانب الزيارة أثناء وجود البابا في إسرائيل. وفي إيجاز قبل الزيارة، استعمل المتحدث باسم الفاتيكان لغة غير دبلوماسية بعض الشيء لوصف هذا الأمر، حيث أشار إلى أن دولة إسرائيل فرضت شروطاً «أساسية» وطلبت «إدخال بروتوكولات وجوانب دبلوماسية جديدة»، وإلى أنه «من المؤسف أن المؤمنين المسيحيين في القدس لن يستطيعوا رؤية البابا بسبب القيود التي تضعها قوات الأمن والتي تحدد متى وأين سيذهب البابا».

ورغم قوة هذه الرسائل التي بعثت بها الأنشطة المقررة ضمن الزيارة، فإن الأعمال العفوية التي صدرت عن البابا كانت أكثر قوة. فتوقف فرانسيس غير المقرر من أجل الصلاة لفترة وجيزة عند الجدار الذي يفصل بيت لحم عن القدس مثال قوي في هذا الباب؛ حيث تصدرت صورة البابا وهو مطأطئ رأسه للصلاة عند الجدار، في مكان خطت عليه بوضوح عبارتا «فلسطين حرة» و«بيت لحم تشبه جيتو وارسو»، الصفحات الأولى للجرائد عبر العالم. وهناك أيضاً توقفه غير المقرر في مخيم الدهيشة للاجئين والتعاطف الذي أبان عنه خلال حواراته مع عائلات ممن فقدوا بيوتاً وأراضي في النزاع المستمر مع إسرائيل.

وأثناء وجوده في إسرائيل، استمر البابا في إذهال المراقبين من خلال لفتات العطف والأمل؛ حيث أشار إلى الجالية المسلمة التي تجمعت خلال اجتماعه مع المفتي الأكبر بـ«إخواني الأعزاء». وبعد أن ندد بالإرهاب والهولوكست، حيى مجموعة صغيرة من الناجين من الهولوكست عبر إمساك وتقبيل يد كل واحد منهم. وفي رسالة موجهة إلى كل المجموعات الدينية في «الأرض المقدسة»، صلى فرانسيس من أجل «ألا يكون في هذه الأرض المباركة مكان للذين.. يُظهرون عنفاً وعدم تسامح تجاه تقاليد الآخرين».

وبعد صورة فرانسيس مطأطئا رأسه من أجل الصلاة عند الجدار، والتي قد تكون أكثر نشاط غير مقرر ضمن البرنامج تداولتها وسائل الإعلام، كانت هناك الدعوة التي وجهها إلى الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي للالتقاء بهما في روما الشهر المقبل. ولئن قال فرانسيس إنه دعا الزعيمين فقط لينضما إليه في منزله من أجل الصلاة، فربما يجدر بالمرء أن يتوقع من فرانسيس ما لا يمكن توقعه.

وفي النهاية، وإلى جانب اللفتات والمبادرات التي قام بها البابا من أجل السلام وقدرته على التحدث بإقناع وعطف، هناك مجال آخر تركت فيه زيارته تأثيراً كبيراً. ذلك أن وجوده منح مسيحيي فلسطين الأمل وقوى عزمهم وتصميمهم على البقاء في أرضهم وتأكيد دورهم كشعب فلسطيني موحد. وربما كان ذلك على برنامج البابا وربما لم يكن، إلا أنه قد يكون أكبر مساهمة لهذه الزيارة البابوية.

مواضيع ذات صلة: 

البابا فرانسوا في تصريح مفاجئ: لا وجود لجهنم وآدم وحواء مجرد أساطير 

مسلمة اردنية ترنم العذراء للبابا

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

١٦ مليون علوي في الجنوب التركي كانوا عايشين و لمدة تلاتين سنة على نفس بطاقات الإعاشة السورية

altaghribasyria

مأساة التغريبة السورية

عاش السوريين في ثمانينات و تسعينات القرن الماضي على اعتقاد كان سائد في الوسط الشعبي بيقول انّو بيت الاسد كانو عايشين على تهريب الدخان و المخدرات الى الداخل السوري..

الشي اللي ما كانو بيعرفوه، انو بيت الاسد كانوا عايشين على التهريب و لكن من نوع تاني تماماً..

الكل بيتذكّر بطاقات الإعاشة ، البطاقات اللي كنا ندفع حقها تمن للسكر المرطّب و الرز المسوّس و الشاي المنخور و القهوة الخضرا..

١٦ مليون علوي في الجنوب التركي كانوا عايشين و لمدة تلاتين سنة على نفس بطاقات الإعاشة السورية ، و لكن دخول المواد الغذائية الى تركيا كان يتم عن طريق التهريب ، و توزيع المواد على ملايين الأتراك العلويين كان يتم بحسب قوائم بأسماءهون كان يحتفظ فيها النظام السوري و يتم تجديدها كل سنة بالتعاون مع ضباط المخابرات الأتراك العلويين..

حافظ الاسد كسب ولاء العلويين في تركيا كخط اول للدفاع عن دولة العلويين و اللي خطط لإقامتها و اليوم قائم العمل على تنفيذها..

و بيقولو انو نحنا الطائفيين ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الكبت الجنسي كمشكلة أمنية

2014 CFDA Fashion Awards - Cocktails

المغنية الاميركية ريهانا بملابس شفافة

الكبت الجنسي كمشكلة أمنية
ثقافة الكبت الجنسي وتأثيم الجسد هي البيئة الحاضنة للعنف بكل أبعاده. وإحدى أبعاده القصوى، تفجير الحجر والبشر والشجر، بل تفجير الأوطان والعمران والإنسان.
العرب:: سعيد ناشيد, نُشر في 26/06/2014، العدد: 9601، ص 24
منذ وليام رايخ إلى يومنا هذا، قليلون من واصلوا التفكير في علاقة الكبت الجنسي بالعنف الاجتماعي والسياسي. لربّما لأنّ الكبت الجنسي لم يعد مشكلة غربية منذ سنوات خلت، وهذا صحيح إلى حد بعيد، لكن ليس الأمر كذلك بالنسبة إلى الكثير من المجتمعات الشرق أوسطية والتي تطبق مبدأ الفصل بين الجنسين، في المدرسة والمسبح، في الجامع والجامعة، في قاعات الأفراح وبيوت العزاء، وأحيانا حتى في موائد العشاء العائلي.
والسؤال، هل من علاقة بين الكبت الجنسي والعنف في تجلياته الأكثر وضوحاً بالبلاد العربية: التحرّش والإرهاب؟

جاكارتا، عاصمة الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، تنعدم فيها أشكال التحرش الجنسي في الشارع، يقل العنف الاجتماعي، تكاد تنعدم حوادث الاغتصاب، تمشي المرأة كيفما كان لباسها في معظم الشوارع وحتى بعد منتصف الليل دون أن تتعرض لأي شكل من أشكال التحرش، حتى حوادث السير تنعدم أو تكاد. ما السر؟ هذه المرّة لن أتردد في الإجابة بالعودة إلى وليام رايخ: الإشباع الجنسي يقلص من نزوع الإنسان إلى العنف.

والحال أن ذلك الشعب الآسيوي والاستوائي والأرخبيلي، لا يعاني من عقدة الجنس، ولا تبعث الممارسة الجنسية في وجدانه أدنى شعور بالذنب أو العار.

هناك، يعدّ الجنس ممارسة طبيعية جدا لدرجة أنهم لا يعتبرونه من المفسدات كما نفعل نحن العرب والأمازيغ والأكراد والفرس والأتراك.

يمثل العنف نوعا من التفريغ الجنسي، إنه تفريغ للكبت الجنسي المتراكم على مدى سنوات من الحرمان الليبدي والشح العاطفي وشيطنة الشهوة وتأثيم الاستمناء وتقديس العذرية والتخويف من فقد البكارة وتجريم العلاقات الجنسية. ولأن الضغط يولّد الانفجار، طبيعي أن تنفجر في وجوهنا تلك الأجساد المكبوتة أو المكتوية بلهيب الشعور بالذنب.

ثقافة الكبت الجنسي وتأثيم الجسد هي البيئة الحاضنة للعنف بكل أبعاده. وإحدى أبعاده القصوى، تفجير الحجر والبشر والشجر، بل تفجير الأوطان والعمران والإنسان.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

كيف تمت لعبة (الأمثلة) للحسين بن علي …و(الشيطنة) ليزيد بن معاوية 2

كيف تمت لعبة (الأمثلة) للحسين بن علي …و(الشيطنة) ليزيد بن معاوية ( 2) !!!iraq-security
د.عبد الرزاق عيد
لعل التفسير الأساسي لها ، هو أن أهل السنة كانوا عبر التاريخ الإسلامي هم الأكثرية الغالبة والسائدة المتسامحة حد السذاجة، ولذا لم يأبهوا للحركات (الشعوبية )، بوصفها مجموعات أقلية منشقة على إرادة الأمة الأكثرية، ولذا كانوا فقهيا وسياسيا يطلق عليهم (صفة الخوارج )، اي الخارجين عن إجماع الأمة، و”عقدها الاجتماعي ” حول السنة النبوية” التي تجاوزت صراع وحروب الفتنة بوصفها الأغلبية المنتصرة، بصيغة المصالحة ودرء الفتنة، والتوافق تحت صيغة (رفض التكفير )، واعتبار أن (القاتل والمقتول في الجنة ) ….
بينما انبرت الأقلية المنهزمة (الشيعية) لاستخدام الصيغ النارية عبر الرغبة في تأجيج نار الصراع والحرب …من خلال تكفير (الخليفتين : ابوبكر وعمر ، واعتبارهما ومن ينهج خطهما السني النبوي (الاجماعي المصالح ) ” نواصب”)، أي يناصبون |(أهل البيت النبوي العداء ) …
رغما أن أحدا من فرق أهل السنة ما كان قد ناصب العداء لأهل البيت، وخاصة لعلي بن أبي طالب ولابنه الحسين في خروجه الانشقاقي على (الجماعة )، ومبايعة الأمة له بما فيهم ( اهل الحل والعقد) ستين صحابيا كانوا قد بايعوا يزيد، ولم يعترض مع الحسين سوى عبد الله بن الزبير …هذا لا يعني أن نقوم باسقاط معايير الحاضر، ونؤيد الحسين من مبدا رفض (التوريث ) ليزيد …فنحن نعتبر أن هذه العملية عي ابنة سيرورة ونظام عصرها …
لكن الفرس الأكثر خبرة ودهاء واحتيالا في دهاليز السياسية من (العرب : إسلام الفطرة )، فقد صبوا كل طاقاتهم وجهودهم (لأمثلة الحسين ) باعتباره (صهرهم ) الذي كسب مجد العظمة الفارسية من خلال زواجه من ابنة (يزدجرد ) ، مقابل (شيطنة يزيد) وبني أمية الأرستقراطية العربية القرشية العليا، التي كانت يمكن لها أن تتعالى على الزواج من (أسراهم –سباياهم الفارسيات ) حتى ولو كنّ بنات كسرى …يزدجرد …
وذلك أن (معاوية) وأبنه (يزيد) كانوا على درجة عليا من الثقة والاعتداد بالنفس، حيث كانا يرنوان إلى احتلال القطنطينية …وقد جهز (معاوية ) بالفعل سنة 49 للهجرة، جيشا بقيادة ابنه (يزيد )، ليكون تحت رايته كل الصحابة الذين كانوا على قيد الحياة، بمشاركتهم كجنود في جيش (يزيد ) بما فيهم ( الحسين ) نفسه …
لكن الفرس سيستغلون المشاعر الدينية عند المسلمين العرب، ليلعبوا على مقدساتهم كمسلمين عرب، ليقدموا ( صهرهم الحسين كأمثولة للحق والحقيقة على مر الأزمان ..)، وذلك من زاوية استغلال عاطفتهم (الدينية السنية الأكثرية)، بوصفه حفيد النبي، وابن آل بين النبي… وذلك دون أن يكون له اية مأثرة على مستوى فعله البشري (كإنسان) ، وإنما تم تصعيده وتساميه الإلهي عبر عشرات الأحاديث النبوية الملفقة، التي جوهرها قبل الوضع والتلفيق، هو الاستناد إلى حب النبي الإنساني (كجد لحفيده) كحب كل الأجداد البشر لأحفادهم البشر، وهو (ص) الذي حرم من الأطفال الذكور .
سنكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة ، استجابة وردا على حديث ممثل الشيعة على قناة الجزيرة ( الاتجاه المعاكس) على أن ثمة إجماعا إسلاميا (شيعيا سنيا ) على عظمة الحسين، التي لا نعرف عنها شيئا سوى أنه حفيد للنبي، وصهر للفرس …
وسيكون حديثنا اللاحق حول (السذاجة الفقهية السنية) التي سهلت للفرس تسويق شائعاتهم (القومية والعنصرية الشعوبية عن تفوقهم ) العنصري الفارسي، حول (قدوسية ( أمثلة ) الحسين … وزندقة يزيد ( شيطنته )…ومن ثم سنتصدى في الحلقة القادمة لدور النخبة العلمانية العربية الإسلامية (الجاحظ –التوحيدي) لكذبتهم الفارسية العنصرية الطائفية (الشيعية) منذ القرن الرابع الهجري …

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

’’نفق الذل‘‘ رواية تلخص عقود المأساة السورية في ظل الدولة البوليسية

تغوص الكاتبة السورية سميرة المسالمة، في روايتها الأولى “نفق الذّل”، الصادرة حديثاً عن “منشورات ضفاف- بيروت، nafaqelthel2014″ في متاهات ودهاليز الفساد الأمني والاقتصادي والأخلاقي للنظام الاستبدادي الحاكم في سورية، وتفضح عبر حكايات، يبدو أنها مقاربات مع واقع شهدته وربما عاشته الكاتبة، جوقة النظام المنخورة بالفساد والموبقات حتى النخاع، قبل أن تتم إقالتها من منصبها كرئيسة تحرير صحيفة تشرين، إثر مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة في بداية الانتفاضة السورية، قالت فيها أن القوى الأمنية تتحمل جزء من المسؤولية على ما حدث من جرائم في درعا، حيث أبلغت بإقالتها من أحد قادة الفروع الأمنية

رامي زين الدين: أخبار الأن

مقاربات رمزية

تنطلق المسالمة في الأحداث من العلاقة الغرامية التي تجمع عماد، الشاب السنّي الفقير، الحاقد على السلطة، ومنى الفتاة العلوية، ابنة أبو حيدر المسؤول الأمني الكبير، وبين علاقة عماد ومنى المليئة بالحب والشبق الجنسي، تمتزج مغامراتهما العاطفية في غرفة عماد الرثّة والفوضوية، بكراهيته للتفاوت الطبقي من جهة، ولوالدها رجل السلطة الحديدي من جهة أخرى.

تختصر القصص المنسوجة بإحكام، تاريخ من الظلم والاستبداد، يمارسه النظام السوري المتمثّل في عائلة الأسد، ضد الشعب المقهور منذ عقود، وعلى الرغم من أن الإيحاءات للشخصيات وانتماءاتها، والجهات على اختلافها أوضح من أن يشار إليها بذلك، إلا أن الكاتبة ابتعدت عن استخدام الأسماء الحقيقية لأولائك جميعاً، مع الترميز إلى انتماءات طائفية وأمنية عبر بعض الألقاب والأسماء المتعارف عليها في المجتمع السوري مثل المسؤول الأمني “أبو حيدر” وهو لقب شائع لدى الطائفة العلوية.

مشاهد مفجعة

تفاصيل كثيرة في حياة الإنسان السوري تستحضرها المسالمة، تتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية في الدولة البوليسية، وكيف تدار الأمور والصفقات والعمليات المشبوهة بين مجموعة من الشبكات الأمنية والمالية القائمة على الجشع وحب الثروة، والمجتمعة على الرغبة في إبقاء البسطار العسكري صلة الوصل مع الناس. وعند الانتقال من فصل إلى آخر، يتعرف القارئ على مشاهد مفجعة وصادمة، تعرفها الكاتبة بشكل دقيق جداً بحكم عملها الصحفي وقربها من النظام لسنوات،. أسئلة عديدة مهمّة وجوهرية عن خبايا وخفايا النظام الأمني في سورية، تجيب عنها شخوص تنتمي لطبقات ومستويات مختلفة، من مثل: كيف تلفّق التهم للناس؟، كيف يتحول المظلوم إلى جلاد؟، كيف تنتزع الرحمة من قلوب الناس؟ كيف تصبح المغتصبة ابنة سلطة؟.. ومناحي كثيرة عن أساليب ومناهج إفساد المجتمع وقهره وإذلاله، ودوس كرامته.

شريعة الانتقام

وتقدم الكاتبة رسماً توضيحياً للنفق الذي على كل من يريد الوصول إلى السلطة أن يسلكه، بتشعباته اللاأخلاقية، وطرائقه الملتوية، فهذا عماد طالب الطب والشاب الاشتراكي الناقم على الاستبداد ورموزه، يتحول، بعد الاعتقال وتذوق كل أنواع الذل والمهانة التي تفقده رجولته، إلى خليل ليالي مسؤول أمني كبير ينقذه من عذاباته، ليصير فيما بعد اللواء عماد، الفاعل بالناس كل أنواع القمع وانتهاك الحقوق الإنسانية، بعد أن كان المفعول به في أقبية الظلام، ويجسد عماد حالة الشيزوفرينيا والسادية التي يتّصف بها رجل الأمن السوري، عندما يتفنّن في تحقير الناس، وسحق كل من يقول “لا” في وجه السلطة الحاكمة، المتعالي على الآخرين، الفاقد للشعور الإنساني في أدنى صوره، فحتى غيث الابن غير الشرعي لعماد، لم يسلم من الأذى على يد أبيه الذي لم يعرفه.

فضائح أخلاقية

شخوص رواية “نفق الذّل” كثيرة ومتداخلة مع بعضها، في الفساد والظلم والمظلومية، ولكل منها قصة وطن نخره العهر والفجور، تبدأ من نفق الذل وتنتهي في قاع مظلم، لتبدأ من جديد في نفق آخر أكثر سؤداً وبشاعةً، وتمزج الرواية بين المشاعر الإنسانية في تناقضاتها والتواءاتها، فتحضر مثلاً في علاقة عماد بمنى التي أسفرت عن ابن غير شرعي، لم يعلم به عماد، ونسبته منى لرجل آخر تزوجته في بداية حملها، حيث سافرت مع والدتها- التي تهرب لاحقا مع سائقها الخاص- إلى فرنسا لتقوم بعملية تقطيب المهبل، حيث تتزوج من ابن اقتصادي نافذ في الدولة، هرباً من الفضيحة، وتنطلي على الزوج طبعاً حكاية ترميم بكارة منى.

خيانة

الجانب الإنساني طاغي بشدّة في الأحداث والسياقات الممتدّة والمترابطة، وإن كانت في معظمها تثير التشاؤم والإحباط، لكنها صادقة، أو على الأقل ليست بعيدة عن عالمنا المثقل بهمومه وبشاعته، وتجسّد منى صورة المرأة المعتدة بنفسها، الصادقة في مشاعرها، فحتى في خياناتها الكثيرة كانت تبحث دائماً عن حبيبها عماد الذي غيبته عنها سنّة العيش في ظل نظام سياسي اجتماعي يقوم على الظلم والطبقية والطائفية، نظام يتمثّل في وجود عقليات مريضة مثل والدها أبو حيدر. ليس سهلا إحصاء الأسرّة التي وطأها جسد منى المشبع بالشهوة والخيانة، أحياناً تراها مشروعة بسبب ما ذاقته من قهر بحكم قدرها في العيش بكنف أرباب السلطة والاستغلال، وأحياناً أخرى بسبب قساوة الصدمات التي رسمها لها القدر، فتارة تكون الضحية، وتارة تكون السبب في شقاء الآخرين، كسلام التي وثقت بها، فكافأتها منى بخطف جسد زوجها.

التعذيب النفسي

لا تنتهي الرواية عند مستوى معيّن من الفساد، بل تترك أمام القارئ الأبواب مشرّعةً لاستحضار كل أشكال وأساليب انتهاك كرامة الإنسان، عندما يقوم المحقق في إحدى جلسات التعذيب بالطلب من المعتقل أن يقوم بالتحرش بشقيقته، متجاوزاً مع مجموعته كل المعايير الأخلاقية والإنسانية، وفي مشاهد أخرى لا تقل اشمئزازاً وحقداً يؤمر السجناء بالتحرش ببعضهم، إرضاءً للنزوات المريضة لضباط الأمن والمحققين.

مذبح الحرية

يمكن القول أن سميرة المسالمة تمنظر في روايتها صورةً أكثر وضوحاً ودقّةً في وصف الظلاميّة التي يتبعها النظام السوري سياسةً ومنهجاً من أجل تحويل الإنسان من كائن مفعم بالحياة والحيوية، إلى كائن ميّت، جسداً بلا روح، عقلاً بلا تفكير، معدوم الطموح، مسلوب الكرامة، متقوقع في إطار من الخوف والرعب، ويحيطه الموت والظلام من كل جانب، ولا تكتفي بذلك، بل تعرّج إلى توصيف أساليب تحجيم طاقة الشباب وقتل الروح المعنوية العالية، في اعتماد السلطة على نسف أي محاولة لترميم الواقع البائس، وملئ المعتقلات بفتية رفعوا شعار “الموت ولا المذلّة” في وجه الظلام، فدفعوا الثمن غالياً وسفكت دماءهم على مذبح الحرية، لتكون عبرةً لمن اعتبر، وهو ما يحدث مع غيث وصديقه أحمد الذي يغيّبه الموت تحت التعذيب، تحت وطأة الألم، عندما كان يتلذذ السجانون في تعذيبهم وإهانتهم، “انتزعوا حزامه ولكمه آخر على وجهه، نفر منه الدم ولم يصرخ، وبدأت رحلة السوط بين المدى وجسد”، ص97. “في الزنزانة ثمّة ما يطمئنك أن الطريق إلى الموت ليست بعيدة كما يتوهّم بعضهم..” ص96.

شراء الذمم

تقدم مسالمة عبر شخصية سلام، نموذج الصحفية الجريئة التي تطرق أبواباً مغلقة، وتتنقل عبر كتاباتها في أماكن محظورة، متجاوزةً الخطوط الحمراء الممنوع تجاوزها لأي كان، وكيف يمكن عبر سياسة شراء الذمم والضمائر، المعهودة لدى النظام السوري، أن تتحوّل من منتقدة للاستبداد والفساد إلى ربيبة الفاسدين والمستبدين، في هيكلية تنظيمية ممنهجة لخلق طابور خامس، يبيع مبادئه في سبيل المصلحة الشخصية وخدمة الأسياد.

إجهاض الثورة

للربيع العربي الحصّة الأكبر في إسقاطات رواية “نفق الذّل” على واقع موجعٍ يعيشه السوريون بمرّه ومراره منذ عقود، وكيف قامت سلطات الأمر الواقع بالتجهيز والتحضير والاستعداد لإجهاض أي حراك، شعبي أو نخبوي، عبر خطط مرسومة لمحاصرة الناشطين والضرب بيد من حديد على كل محاولات إشعال ثورة شعبية حقيقية، والسيطرة على جميع المنابر الإعلامية، التي تخضع أساساً لرقابة أمنية شديدة، ومسالمة التي كانت في عمق الأجهزة الإعلامية للنظام، ربما تكون أكثر من يفهم ويدرك سياساته وتدابيره في هذا المجال، ومنها شراء الأقلام وتحويلها من لسان حال الشعب إلى لسان حال السلطة، وتغيير مهمتها من فضح الأخطاء، إلى تسخيف وتسطيح الأشياء، ولعلّ مهمة الإعلام الأولى في كنف النظام هي تمجيد الأب القائد وتعظيم خطواته الإصلاحية الواهية، ومواجهة المؤامرة الكونية المزعومة.

نهاية النفق

كل فصل في الرواية يشكّل حالة شاملة يمكن سردها في كتاب أو سلسلة متتابعة من الكتب لتشريح حالة العهر السلطوي في سورية، وفي آخر الفصول الذي تعنونه الكاتبة بـ اسم “نفق آخر”، توحي مسالمة بأن نهاية النفق تلوّح أنوارها من بعيد، فنتبع ذلك النور مثقلين بآلامنا، متعثرين بخطىً متباعدة مشتّتة، على أمل الخلاص من ظلام سوّد ماضينا وحاضرنا، ثم تصدمنا بالإشارة إلى أن نفق آخر ينتظرنا، بعد الانتهاء من ذلّ خمسين سنةً مظلمة، “فأي ملامح لذلك النفق القادم؟” ص167.

Posted in فكر حر | Leave a comment

المتصارعون يمثّلون مشاريعهم السياسية، ولا يمثّلون طوائفهم ومذاهبهم

العلاّمة السيد علي الأمين:alaiamin

أين الوارثون لخير أمّة أخرجت للنّاس؟!.
المتصارعون يمثّلون مشاريعهم السياسية، ولا يمثّلون طوائفهم ومذاهبهم

من تصريح للعلاّمة السيد علي الأمين اليوم حول أحداث المنطقة:

….إن إسقاط العناوين الدينية والمذهبية على الصراعات الجارية في المنطقة يزيد من الإحتقانات الطائفية والعداوات بين أبناء الأمّة الواحدة ويهدد وحدتها وعيشها المشترك.
ونحن نرى أن جذور الصراع هي سياسية وإدخال المذاهب فيها هو للإستقواء بالعصب المذهبي والديني لجمع المزيد من الأنصار والأتباع .

ويعود السبب الرئيسي في ظهور الطائفية العنيفة في مجتمعاتنا إلى الصراع على السلطة والنفوذ بين معظم الأحزاب الدينية و الجماعات السياسية ذات الإرتباطات الخارجية، وقد زاد من حدّته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية في المنطقة خصوصاً بعد اندلاع الأحداث السورية واستمرارها بدون حلول فانتقلت اليوم إلى العراق لوجود المناخ لها بسبب سياسة الحكومة العراقية.

وقد عاش السنة و الشيعة مع كل الطوائف والقوميات إخوانا في مجتمعاتهم وأوطانهم قروناً عديدة وعلى ذلك يبقون بمشيئة الله، وقد كانوا يختلفون في قضايا تاريخية ودينية تبعاً لاختلاف الإجتهادات التي لم تمنعهم من إقامة الروابط العائلية،ولم يؤثر ذلك على حياتهم المشتركة وعملهم سويّة في بناء أوطانهم، لأنه لم يكن هناك صراع على السلطة و الحكم.

ويقف المرء متعجّباً أمام هذا التحشيد الطائفي على الرغم من أن منطقتنا في تعددّها الطائفي وتنوّعها الديني والقومي تعدّ فقيرة من حيث التعددّ والتّنوّع بالقياس إلى أمم كثيرة ودول عديدة في العالم،ففي اميركا وحدها يقال بأن فيها ما يقارب أربعماية جماعة دينية وطائفة، وفي الهند يقال بأن فيها ما يتجاوز الألف من الطوائف والقوميات تتعايش معاً، فما بالهم لا يتصارعون، ولا يقتل بعضهم بعضاً، ولا يطلبون التقسيم والإنفصال ولا يختارون الإحتراب والإقتتال ؟!. فما بالنا نحن المسلمين اليوم، ونحن نزعم بأننا الورثة لخير أمّة أخرجت للناس!

إن المتابع لوقائع التاريخ والحاضر يعلم أن نهج التطرّف لا يمثل الإسلام في قيمه ومبادئه ودعوته إلى مكارم الأخلاق، ويرى أن ما تقوم به بعض الجماعات من قتل وقتال ليس ثورة للسنّة على الشيعة كما يقولون، وليس ثورة للشيعة على السنّة، إن المتقاتلين لا يمثلون مذاهبهم وطوائفهم، وإنما يمثلون أحزابهم وأنصارهم ومشاريعهم السياسية،وهم جزء يسير بالقياس إلى الأمّة الواحدة التي تجمعهم بكل طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم، ولكن كما قلنا: إنها احتقانات طائفية ولدتها الصراعات القائمة في المنطقة على النفوذ والسياسة من دول وأحزاب تطغى أصواتها على مذاهبها وطوائفها لأنها هي الموجودة وحدها في الواجهة في ظلّ تغييب متعمّد لأصوات الإعتدال من كل الطوائف والمذاهب، وليس من الصحيح اختزال الشعوب والمذاهب بدول وأحزاب وجماعات، فإن حزب الإخوان المسلمين في مصر هو من أكبر الأحزاب الدينية في مصر والعالم الإسلامي ولكنه لم يكن ممثّلاً لكل الشعب المصري،ولم يكن أيضاً ممثّلا لرؤية المذهب السنّي في العالم الإسلامي، وهكذا هي الحال في الأحزاب الشيعية.
٢٠١٤/٦/٢٥/

Posted in فكر حر | Leave a comment

إلى متى هذا (التكاذب ) العلمانوي / الإسلاموي؟

إلى متى هذا (التكاذب ) العلمانوي / الإسلاموي !!!؟؟

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

(التكاذب السني /الشيعي) حول شرعية (الحسين) ومظلوميته أمام (يزيد) !!
د.عبد الرزاق عيد
تسمع خطاب الإسلاموي، فيتشاطر عليك (محتالا)، بأنه مع الدولة ( المدنية ) بوصفها ضد (الدولة العسكرية والدينية)، ويذهبون في التأويلات لمفهومهم للدولة الدينية التي هي خاصة الدولة في الغرب في العصور الوسطى ..
بل ويتشاطرون على الفرب الأوربي بأنهم يتفهمون ثوراته (العلمانية)، لأنها كانت موجهة ضد تدخل الكنيسة في الحياة المدنية للبشر …بينما هذه المشكلة لم يعشهاالمسلمون،بتدخل الدين في شؤون الدنيا والسياسة، وحريات التعبير الفردية والشخصية السياسية والفكرية …

ويرد عليهم العلمانيون (متكاذبين) تحايلا ومراوغة ..بانهم ضد تدخل الدين في شؤون الدولة، وليس في شؤون المجتمع والفرد …!!
في حين أن الجميع (المتأسلم والمتعلمن) يعرف أنه لم يبق في المجتمع العالمي سوى المجتمعات الإسلامية التي لا يزال فيه الدين يتدخل في السياسة (دون مراوغة دينية أو دنيوية )، حتى أننا لا نزال حتى اليوم نتلقى تهديدات (متأسلمة) ضد وصفنا (السياسي الهجائي ) لراقصات الأسد بأن سلوكهن (سحاقي) كسلوك جميع البيئات المغلقة (المثلية )إن كانت (قبيسية / متأسلمة ) أو مدارس داخلية (متمدينة)، مغلقة واحدة الجنس ( ذكورية كانت أم إناثية ) …
مما يذكرنا بالحادثة الشهيرة في المدرسة الشرعية الداخلية في حلب في أواخر السبيعينات ، عندما اضطر مديرها الإصلاحي بعد اختلاف شديد حول إدارة المدرسة ،ان يقول : هل تريدون لمدرستنا بسبب هذا الانغلاق (المثلي) أن نخرج خطباء سوريا، كلهم من (الشواذ البعثيين ) ….!!! وهو مما يتساءل عنه الشعب السوري ،خاصة في دمشق وحلب عن دور خطباء الجمعة في الثورة !!! بل إن أحد (المناضلين المتأسلمين المدافعين عن القبيسيات)، يهددنا بأننا (سنحاسب) على قولنا هذا، وكأنه (خليفة المسلمين )، وهو لم يزل بعد في صفوف من يعتبر ون أنهم ثوار ومجاهدون في صفوف المعارضة …
كفى تكاذبا وتدليسا (متعلمنا / أو متأسلما )، فالدين -حسب شيخنا وأستاذنا العظيم أبي حيان التوحيدي: إن الدين هو (هو الإيمان ) … ليس فيه (لماذا وكيف !!) فهذه الأسئلة (لماذا وكيف !!) هي أسئلة (البرهان العقلي الفلسفي) الذي لا علاقة له بالإيمان الديني …
كفانا تكاذبا، كالتكاذب (السني/ الشيعي)، حول (الإجماع) على شرعية ( الحسين ) ضد (يزيد بن معاوية) الشريك الجدي لأبيه (معاوية) في تأسيس الامبراطورية الإسلامية ..
جيث الجميع يسبه ويشتمه -يسب (يزيد ومعاوية)- في خدمة المشروع التوسعي الإيراني…
الأمر الذي أوصلنا، إلى طمع إيران فينا و (استحمارنا): إلى حد أن تلغي هويتنا الوطنية والدينية والقومية، عبر عملائها الطائفيين الأسديين الوثنيين الذين لا يؤمنون (لا بالشيعية ولا بالسنية) …إنهم لا يؤمنون إلا (بصنميتهم الأسدية الإلهية ) التي هي أعلى وأكبر من ( يزيد والحسين .. والمالكيين والداعشيين الطائفيين في العراق ولبنان وأسلافهما ..)…
وهذا ما سيكون موضوع حديثنا القادم عن الهزيمة الثقافية للإسلام الأكثري ( السني ) أمام شائعة (بروبغندا) التأليه الطائفي الشيعيي الفارسي الإيراني للـ (الحسين ) !!
إلى حد الطرفة العراقية الشهيرة، عن لمرأة العجوز الشيعية التي تزور مقام الحسين ..لتشكو للحسين ظلم (الله ) لها بأخذ ابنائها في الحروب الدائمة للعراق …!!!؟؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment