تعيس صالح .. ذلك الممثل الفاشل!

saiidsaleh

غريبٌ أن أجدادنا ذوي الدماء المختلطة، بفعل الغزو و موجات الهجرة و الرغبات الجانبية، استطاعوا أن ينتجوا خصائص متشابهة، لكن، لسبب ما، علي الدوام، كانت نادرة هي الوجوه التي تلتقطها الأعماق بمجرد أن تلمسها العيون، و بلا شروط، وجه ” سعيد صالح “، بلا جدال، يأتي في مقدمة تلك الوجوه ..

ثمة تفاصيل في ملامح وجهه تُلحِق بكل من يراه خليطاً من الارتياح و الألفة، تفاصيل هزليٌّة تزخر بالبراءة، يستطيع معها كل إنسان أن يقف علي الجذور الحقيقية لأدق مشاعره ..

ربما، لذلك، استطاع، منذ بداياته، ليس أن يمرَّ فحسب، بل أن ينسحب في نعومة الحرير مباشرة إلي يمين القلوب، ويبني بها أعشاشه كواحد من أعظم فناني الكوميديا و صناع البهجة في تاريخ الفن العربي، بل الأعظم في هذا السياق علي الإطلاق، و لا أستثني أحدا ..

و ليس يوم ” سعيد صالح ” بواحدٍ من قلم نزف فيه هذه الشهادة، فهذه الشهادة تتحد بشهادة فيه لأحد الساخرين العظام، و أحد الذين لمسوه من مسافة قريبة في الوقت نفسه، لذلك، هو يستطيع، بوصفه ساخراً قبل كل شئ، أن يصطاد كل أبعاد شخصيته في حرارتها المجردة دون أن يضيع وقتاً للتنظير لها، إنه الأستاذ ” محمود السعدني ” ، لقد قال عنه في كتابه ” المضحكون ” :

( يأتي بعد ذلك ” سعيد صالح ” في المقدمة من شلة العيال، و هو أخفهم دماً، بل هو أخف دم مضحك على الإطلاق، و هو قادر على إضحاك الطوب بحركته أو بلغته أو بإشارة من إصبعه الصغيرة، ثم هو، لأنه نجا بمعجزة من عملية حشو الرأس بشعارات المثقفين، ودعاوى الأدعياء، و لأنه نبتٌ شيطانيٌّ فهو ابن الطبيعة، و هو ممثل لأنه خُلق ليحترف هذه المهنة، و هو يشترك مع ” علي الكسار ” في ميزة هامة لأنه لا يعتمد التمثيل، و لكنه يتحرك على المسرح كما يتحرك في الشارع، ويتكلم بين شلة من الأصدقاء المقربين ) ..

هذا الكلام أصدق ما يمكن أن يقال في ” سعيد صالح ” أو عنه أو حوله، فهو أبداً لم يكن ممثلاً، إنما كان كما قال ” السعدني ” : يتحرك علي المسرح، و أضيف، و أمام الكاميرا، كما يتحرك في الشارع، و يتكلم بين شلة من الأصدقاء المقربين، فيقلق قوانين المكان، و هذه هي ذروة النقطة في موهبة كل فنان، و هذا هو مكمن جمال ” سعيد صالح “، أيضاً، للأسف، هذا هو مكمن انحراف نجمه عن مكانه الطبيعيِّ في سماء الفن الشاهقة إلي سماء متوسطة، أو فلنقل، مزدحمة بالنجوم الشاحبة علي الأقل!

أمام تلك القدرة علي تفجير السخرية بأدوات بسيطة، ليترك المتلقي مشحوناً بالبهجة لساعات طويلة، و تلك القدرة علي مضغ المرارات، لا مفر من أن تحب “سعيد صالح “!

لا مفر أيضاً من أن تأسف لضمور نجمه، و للتعاسة التي كان يمرُّ منحنياً تحت أقواسها منذ سنين طويلة..

لا مفر، أخيراً، من أن تتذكر ” سعيد صالح ” دون أن يطرأ عليك من كل جانب ” عادل امام “، و أن تستنكر ذلك الفارق الرهيب في العقود الأخيرة بين شحوب نجم ” سعيد ” و بريق نجم ” عادل امام ” علي الرغم من أن هذا الفارق كان في البداية يصب في صالح ” سعيد صالح “، و أن تتسائل : لماذا و كيف و متي حدثت هذه الفجوة ؟

و هنا، لابد أن نلمس بعمق البعد الرئيسي، و الوحيد، من أبعاد شخصية ” سعيد صالح”، ” سعيد صالح ” الإنسان، فلا أعتقد أن الممثل ” سعيد صالح ” يمثل بعداً من أبعاد شخصيته، ربما، لهذا السبب وحده، كان ضمور نجمه ارتكاب نفسه لا ارتكاب الآخرين، و خطيئة طيبته، بل سذاجته علي الأرجح ..

ربما، لا يعرف الكثيرون أن ” عادل امام ” الذي لم يحضر، لسبب ما، تشييع جثمان ” سعيد صالح “، كان في جلسات العمل الأولية للمسرحية الحدث ” مدرسة المشاغبين “، مرشحاً لدور ” مرسي الزناتي “، لكن، حدث، بناءاً علي طلب من ذكاء ” عادل امام ” لصديقه، أن تنازل له ” سعيد صالح “، عن طيب خاطر، عن دور ” بهجت الأباصيري “، و هنا، كانت البداية الحقيقية للفجوة التي الآن بينهما، و التي اتسعت فيما بعد بعصبية شديدة ..

أيُّ كلام تريدون مني بعد ذلك عن نقاء ” سعيد صالح ” و بياضه؟

لقد طُبِعَ ” سعيد صالح ” علي عدم الهوس برأي الآخرين فيه، و لم يكن يقيم وزناً للعلاقات الاجتماعية التي تمتص قدرا لا يستهان به من التفكير والطاقة، و كان من الممكن أن نغفر له هذا الطبع لولا أنه بذَّر في ظلال الكسل كل الأوقات التي ادخرها من المساحة المفترضة للعلاقات الاجتماعية، لذلك، لم أستغرب وداعه غير اللائق و عزوف زملائه، أو لأكون أقل حدة، عدم اكتراثهم لتشييع جثمانه إلي حفرته الأخيرة !

لم يدرك فقيدنا الممتاز أبداً أن عدم الهوس برأي الآخرين فيه، و أن اللا مبالاة بالعلاقات الاجتماعية طبعٌ يليق بأي صاحب مسار ما عدا الفنان، و أزعم أنه لو فطن إلي هذه البديهية ما كان شئ ليكبحه عن التحليق في مطلق أشد بريقاً من مطلق رفيق دربه و الخشبة، ” عادل امام ” !

من الجدير بالذكر أن الأخير استوعب هذه البديهية منذ البداية حتي جذور أعصابه، لذلك، واظب علي حراسة نجمه اللامع، و تنشيطه كلما لمس هبوطه، و حمايته من الغبار الذي يثيره المنافسون في كل وقت، و الحاقدون أحياناً، و الدماء الشابة في أغلب الأحيان!

من أجل هذا، في كل محطة من محطات رحلته في هذا الوسط، القاسي جدا، عمل ” عادل امام” علي استقطاب كتيبة من الصحفيين و الاعلاميين ذوي الأرواح الهشة المتآكلة، و هولاء كثر، و هولاء أوتار مشدودة علي الدوام لتسخير أقلامهم و أصواتهم لمن يجود بأي شئ، و إن كان دعوة علي حفل عشاء، و إن كان حتي ” كارت شحن ” أحياناً، آه و الله!

و هؤلاء هم الذين جعلوا من ” عادل امام ” صنماً صناعياً لا يهتز لمد الزمان وجذره، و لا لعوامل التعرية و الشعر الأبيض، و هو صنم من ضوء كاذب و حروف مدفوعة الأجر علي كل حال، حتي أن التدليس في ضوء ” عادل امام ” و حجمه الطبيعي تجاوز المبالغة في أرقام ايرادات أفلامه و أجره إلي الاحالة، و الحقيقة التي لا تقبل القسمة علي اثنين أن ايرادات خمسة أفلام من أفلامه لا تعادل ايرادات فيلم واحد للفنان ” أحمد حلمي “!

لا يمكن أن نغفل في هذا السياق أهمية اصطياد مقعد حول موائد المهرجانات المتعفنة، و بعضها رخيص الثمن جداً ..

و ماذا عن ” سعيد صالح “، ذلك الطيب القلب، و الغبيُّ اجتماعياً؟

في الوقت الذي كان ” عادل امام ” ينمّي الضوء في اسمه يوماً بعد يوم، و يسخر الأقلام لإضفاء المزيد من الظلال الأسطورية علي صورته في أذهان الجماهير، نجد ” سعيد صالح “، كغالبية المصريين، كان مجرد غرفة انتظار مفتوحة علي مصراعيها لأي جديد بشرط ألا يطارد هو هذا الجديد، رد فعل للآخرين لا أكثر، و كان الكسل بالنسبة إليه اكتشافاً عظيماً، يرضي بما هو متاح، و إن كان دوراً ثانوياً في عمل من بطولة فنان محدث ضوء لم يكن، ربما، قبل أسابيع قلائل، ينظر اليه بوصفه كوميدياناً عظيماً فحسب، إنما كان، يري فيه نموذجاً يسعي إلي محاكاته، ثم يعود بعد ذلك للجلوس في انتظار أي متاح آخر، و يكتفي بتعرف رجل الشارع عليه، و ظل حاله هكذا حتي تسرب العمر من بين يديه كحبات الشعير، و انحسرت مواسم الاختيار، و تبددت الطاقة و ضمرت معها الفرص الكبيرة ..

سبب آخر، و الأهم، ساهم في إخماد الضوء في اسم ” سعيد صالح “، و هو علاقته السيئة بالسلطة، و للأسف، هو نفس السبب الذي اقتطف ” عادل امام ” من وراء القفز فوقه تلالاً من فاكهة الضوء المدبر!

من المعروف أن ” سعيد صالح ” كان أحد المغضوب عليهم من السلطة، نظام ” حسني مبارك ” تحديداً، و أنه، لذلك، واجه عقوبة السجن أكثر من مرة!

من المعروف أيضاً أن السبب الحقيقي وراء سجنه للمرة الأولي بالتهمة التي كانت في ذلك الوقت حدثاً غير مطروق، تهمة ” الخروج عن النص و خدش الحياء العام “، هو خروجه عن النص قبل ذلك فعلاً في مسرحية سابقة اسمها ” لعبة اسمها الفلوس ” التي قال فيها جملته الشهيرة:

” أمي أتجوزت ثلاثة مرات، الأول أكلنا المش، و التاني علمنا الغش، و الثالث لا بيهش و لا بينش “

واضح أنه اسقاط واضح علي رؤساء ” مصر ” الثلاثة بالتعاقب، ” جمال عبد الناصر “، ” السادات “، ” حسني مبارك “!

جَلَدَ ” حسني مبارك ” مرة أخري في اسقاط آخر و خروج آخر عن النص في مسرحية ” كعبلون “، و لعل سجنه للمرة الثانية في بداية التسعينيات كان تعقيباً علي هذه الحادثة ..

لا شك أن ” سعيد صالح ” كان متصل الظاهر بالباطن، كما يقول المصريون في لهجاتهم : ” اللي في قلبه علي لسانه”، و هنا، أتذكر أنني سمعته ذات مرة يشتم، كأنه، يعاتب ابنته علي الهواء، فهو لا يحرس الكراهية و لا يزيف ابتسامته و لا طباعه و لا ينقب كالآخرين عن اتجاه الريح، فمثلما، طبع علي عدم الهوس برأي الناس فيه، طبع أيضاً علي عدم الهوس برضا السلطة عليه، و هذا كان أكبر أخطائه علي الإطلاق!

لأنه، ببساطة، كل دولة يقف في القلب منها أحد العسكر لابد أن تعمل علي استبعاد الأغلبية لصالح أقلية بشرط أن تدور هذه الأقلية في دائرة مغلقة حول محور الزعيم الملهم الذي يعرف كل شئ، و يري أبعد، و تعمل بكل وسعها علي حراسة بقائه، هو أيضاً يعمل علي حراسة رسوخ هؤلاء في قمة محيطهم بمنحهم بعض الامتيازات الشخصية المنظمة، كتأمين وظائف لأبناء العائلة كل حسب درجة قربه من النظام، وراثة الابن مقعد أبيه في الهيكل الوظيفي لـ ” تكية الست كرامات “، أو الإنعام بمقعد في مجلس الشعب أو الشوري، أو حراسة ” العمودية ” في عائلة تتوارثها جيلاً بعد جيل، و هكذا!

في مثل هذه الظروف، يستطيع من يشاء بقراءة سريعة لنسيج قرية أو مدينة أو نجع أو حي أن يدرك مدي مراوحة التاريخ الآسن و الجغرافيا التي لا تتآكل للجسد الاجتماعي للقرية أو المدينة المستهدفة في نفس المكان، أقصد، أن القارئ لتاريخ و جغرافيا قرية أو مدينة سوف يجد ” عمدة ” القرية الآن، علي سبيل المثال، لابد أن يكون ابن ” عمدة ” القرية السابق، و أثرياء القرية في حمسينيات القرن الماضي هم هم أجداد أثريائها الآن، و ملاك الأرض هم سلالة ملاك الأرض، و تتابع التعاسة في لهجات فقراء القرية انتشارها، حتي اشعارآخر ..

و في مثل هذه الظروف، حتي التعليم لا يصلح جسراً للانتقال من طبقة إلي طبقة أكثر رقياً..

و في مثل هذه الظروف لابد ان يكون النفاق هو الخُلُق العام للمجتمع!

دائرة مغلقة، متي ضاقت هذه الدائرة و توترت حوافها، تبدأ الثورات!

و لا أدري، ألسوء حظ الفنان أم لحسن حظه، بسبب تأثيره علي البسطاء، و بسبب التفاف قلوب الحشود حوله و تحديقهم النظر اليه مثل فاكهة بشرية، وقع اختيار الأنظمة المولعة بالديكتاتورية عليه كأحد المنتمين، و إن قسراً، إلي الأقلية التي تدور في دائرة الحاكم، أو، لا يدور، فلهم أساليبهم أيضاً، و لابد من إجهاض الضوء المبهر في اسمه، لكنهم، لا يمانعون، بعد ذلك، من السماح لبعض الضوء المقنن الذي يسقط علي الحواف من أن يطال اسمه ..

و الضوء، قبل كل شئ، شئ نسبي، و كم من ملوث و غير حقيقي، كأنه الوهم، يكاد أن يختنق ضوءاً، و لحسن الحظ، ثمة أشياء جانبية أخري لا يستطيعون السيطرة عليها بالقوة، أشياء أهم و أطول عمراً، لا يعرفونها ..

تلك الغابات من القلوب التي آوت ” سعيد صالح ” دون شروط و دون انتظار لمنحة أهم، التاريخ الذي خارج سيطرة الجلاد أهم، و لسوف ينصف ” سعيد صالح ” دون شروط، بكل تأكيد ..

قبل نهاية كلامي هذا، أحب أن أقول شيئاً صغيراً يرج حتي الآن جماله و بساطته و عفويته في قلبي، كاد والله حين اعترض عينيَّ أن يربَّي فيهما الدموع ..

الأسبوع الماضي، فوجئت بمستخدم خليجيٍّ علي تويتر، أنشأ حساباً باسم ” صدقة جارية للفنان سعيد صالح “

أيُّ جائزة، حتي الأوسكار، تعادل قيمتها هذه المشاعر الصحية التي لم تتسرب يوماً إلي قلوب ذوي القلوب المتسخة؟..

وداعاً ” سعيد صالح “، كم أتمني، و الحشود، أن يُنْزِلُ بك التاريخ ذكراً لم يطرأ يوماً علي مخيلتك، بقدر ما منحت البسطاء من متعة مجانية، و بلا شروط ..

ارقد في سلام ..

محمد رفعت الدومي

‎محمد رفعت الدومي – مقكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الوجه المقنع للشرور

crosingyoungdaiishكان يتخيل دعاة دولة داعش أن الفيديو الوحشي لذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي الذي قاموا ببثه، من شأنه أن يعمل على تخويف العالم وترويعه، ولكن لم ينشأ الناس على ذلك، سواء في الدول الإسلامية أو في أي مكان آخر؛ فعندما يرى الناس مثل هذا السلوك الوحشي وغير الحضاري، فإنهم يشعرون بالاشمئزاز والغضب.

وفي رد فعله على نشر الفيديو، تحدث الرئيس أوباما، بدقة كبيرة ووضوح قائلا إن داعش «لا يمثل أي دين. الغالبية العظمى من ضحاياه مسلمون، ولا يوجد دين يدعو الناس لذبح الأبرياء..».
مقطع الفيديو الذي يظهر ذبح فولي كان علامة على ضعف داعش، وليس على قوته. وقال الرئيس أوباما: «مثل هؤلاء الناس مآلهم الفشل في نهاية المطاف». وأضاف: «إنهم يفشلون، لأن المستقبل سيكون من نصيب أولئك الذين يعمرون، وليس أولئك الذين يدمرون». وتحدث – كما ينبغي لرئيس – عن عواقب قتل المدنيين الأميركيين، قائلا: «سنكون يقظين وسنعمل بلا هوادة. حينما يقوم أناس بإيذاء الأميركيين، في أي مكان، سنفعل كل ما يلزم لنتأكد من تحقيق العدالة».
حياة أسامة بن لادن وموته يوضحان لماذا ستؤول الاستراتيجية الإرهابية إلى الفشل، إذا تمسكت الدول المتحضرة بإرادتها. وقد صادق أوباما على العملية التي لاحقت زعيم تنظيم القاعدة في مخبئه في أبوت آباد (باكستان). ولكن في الأشهر التي سبقت وفاته، كان يدرك بن لادن أنه فشل؛ فقد كشفت الوثائق التي عثر عليها في مخبأ بن لادن، أنه في أيامه الأخيرة كانت تؤرقه الأخطاء التي ارتكبها تنظيم القاعدة؛ فقد أسفرت أعمال القتل الوحشية التي ارتكبها التنظيم عن ترويع المسلمين ونفورهم، للدرجة التي جعلت بن لادن يتساءل ما إذا كان يجب إعادة تسمية التنظيم ليمثل قوة أقل سمية، واقترح عشرة أسماء بديلة قد يكون لها وقع أفضل على آذان العالم.
وأوضح بن لادن ذلك في مسودة رسالة عن «الحسابات الخاطئة» و«سقوط ضحايا من المدنيين لا داعي له»، مما أضر بالقضية المنشودة، قائلا: «ارتكاب هذه الأخطاء يشكل قضية كبيرة»، مشيرا إلى أن سفك «دماء المسلمين» أدى إلى تنفير معظم الأمة الإسلامية، كما أوضح أنه يتعين على زعماء تنظيم القاعدة المحليين «الاعتذار وتحمل مسؤولية ما حدث».
ويسير الجلاد المروع، هذا الأسبوع، والذي كان ملثما بزي أسود، على خطى سلالة المتشددين الذين كان يدينهم بن لادن (قادة تنظيم القاعدة في العراق)، فقد اختارت الجماعة التي جاءت بعد ذلك – وهي داعش أن تحط من شأنها من خلال اللجوء إلى الثورة المتشددة الأكثر تطرفا وتعطشا للدماء. التصرفات التي تقوم بها والأفعال التي تتباهى بها ليست سوى فانتازيا جهادية تحتفل بالعنف الإباحي للقتل الديني من خلال المذابح وعمليات الصلب والإبادة الجماعية ضد المسلمين الشيعة والإيزيديين والمسيحيين والمعارضين من المسلمين السنة.
يمكننا أن نرى الشر يخرج من خلال فتحة عيني اللثام الذي كان يغطي وجه قاتل فولي. ولكن وقف هذا الشر يعد مهمة أصعب؛ فكما شهدت أميركا على مدى العقد الماضي، من الممكن أن يورط هوس مكافحة الإرهاب البلاد في حروب خاسرة وأعمال غير أخلاقية.
ولعدة شهور كان يناضل الرئيس أوباما لمعرفة كيفية التعامل مع الأمر بشكل صحيح هذه المرة، وكيف يمكن، في نهاية المطاف، احتواء داعش والقضاء على هذا التنظيم، دون النظر إلى أميركا باعتبارها عدوا للعالم الإسلامي.
كان من الممكن أن يكون صوت أوباما واضحا وأكثر قوة في البداية، ولكني أعتقد أن المسار الأساسي للسياسة التي تبناها كان صحيحا؛ حيث إنه تحرك خطوة خطوة من الناحية الاستراتيجية، وقام بجمع كل الأدوات التي قد يحتاج إليها لمواجهة هذا الورم الخبيث.
انظر كيف تبلورت هذه السياسة: لأنه يرى أنه يتعين على العراقيين قيادة المعركة ضد القتلة الذين يعيشون بينهم، رفض أوباما تقديم الدعم الجوي الأميركي لحين تأييد العراقيين لحكومة أكثر شمولا. ومع الإقرار بأنه ينبغي أن يكون للمهمة أهداف مبدئية محدودة، ركز أوباما على إنقاذ الإيزيديين المحاصرين على قمة جبل سنجار. وأخذا في الاعتبار أن إقليم كردستان العراق سيشكل منبرا حاسما لتنبؤ الولايات المتحدة بالسلطة في العراق، تعهد أوباما بالدفاع عن أربيل.
ومثلت حملة استعادة سد الموصل منعطفا حاسما. ومع فهم أن سيطرة الجهاديين على سد ضخم يعد بمثابة الخنجر في حلق العراق، قال أوباما في التاسع من أغسطس (آب) الماضي: «هناك بنى تحتية أساسية داخل العراق يجب علينا أن نهتم بها». ولم يلاحظ الكثير ذلك الأمر؛ ففي هذا الشهر، شنت القوات الجوية الأميركية 57 من أصل 90 غارة دعما للقوات العراقية في سد الموصل.
ومع قيام المتشددين باحتجاز الصحافيين الأميركيين رهائن، أمر أوباما بشن غارة جوية في وقت سابق من هذا الصيف لإطلاق سراحهم. ورغم فشل هذا العمل الجريء، فإنه كان صحيحا. ورغم علمه أن الحكومات الأوروبية دفعت فدية كبيرة للإفراج عن الرهائن، فإن أوباما رفض ذلك. كانت هذه القرارات صعبة ولكنها سلمية، ووضعت الأساس من أجل حملة طويلة ضد القتلة الوحشيين.
* خدمة «واشنطن بوست»
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

رئيس الجمهورية السورية..ليوم واحد فقط!

syr12تميزت المرحلة السياسية التي عاشتها سورية بعد الاستقلال بعدم الانتظام والاضطراب بشقيه السياسي والاقتصادي، وبدا الرئيس شكري القوتلي عاجزا عن ضبط الأمور السياسية في البلاد، وجاءت نكبة فلسطين عام 1948 لتزيد الوضع سوءا حيث عمت الفوضى السياسية والمظاهرات و توجت الأحداث باستقالة حكومة جميل مردم في الأول من كانون الأول عام 1948، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للتدخل العسكري المباشر في شؤون الحكم ،حيث عمد قائد الجيش آنذاك حسني الزعيم وفي الثالث من كانون الأول عام 1948 إلى التدخل العسكري المباشر لوضع ” حد للاضطرابات الواسعة، وأخضع الصحافة لرقابة قاسية ونجح خالد العظم بتشكيل حكومة حكمت تحت مظلة الجيش حتى أواخر 1949..
وفي صباح 30 آذار 1949 قام الزعيم حسني الزعيم بتسلم زمام الأمور في سوريا، فعمد في 3 نيسان لنفس السنة إلى حل المجلس النيابي رسمياً ،وفي7 نيسان، قام بإعلان إقالة كل من شكري القوتلي وخالد العظم ووضعهما في سجن المزة. شكل الزعيم في 17 نيسان 1949 حكومة وترأسها بنفسه ثم انتخب رئيساً للجمهورية بالإجماع ثم شكل حكومة رأسها محسن البرازي .
لم تستتب الأمور طويلا لمصلحة حسني الزعيم إذ عاجله سامي الحناوي في 13 آب بإنقلاب عسكري أطاح بالزعيم، وبعد يومين على الانقلاب سلّم سامي الحناوي السلطة رسمياً إلى هاشم الأتاسي ، وفي 19 كانون الأول 1949 قام العقيد أديب الشيشكلي بالتحرك عسكرياً واحتجز اللواء سامي الحناوي وأعلم الرئيس الأتاسي بالأمر، وطلب منه تشكيل حكومة جديدة ، وعندما لم ينجح بذلك ، قام خالد العظم بتشكيل حكومة جديدة وأدى الرئيس الأتاسي القسم الدستوري .
لكن الخلافات لم تحل المشكلة وبدت الحكومات عاجزة ومترهلة لا تقوى على النهوض بنفسها حيث تغيرت عدة حكومات في هذا العهد، فبعد حكومة خالد العظم، قام ناظم القدسي بتشكيل حكومتين متتاليتين وكان الجيش ممثلاً بوزير الدفاع فوزي سلو ، ثم عاد خالد العظم وشكل وزارة جديدة في آذار عام 1951، وفي شهر تموز قدم استقالته ليقوم حسن الحكيم بتشكيل حكومة جديدة بموجب المرسوم التشريعي رقم 1191 بتاريخ 9- 8-1951،، لكن لم يكتب لهذه الحكومة العيش مطولا نتيجة الخلاف المستمر مع البرلمان الذي كان يرأسه ناظم القدسي ونائبه سعيد اسحق، حيث قدم السيد حسن الحكيم استقالة حكومته التي استمرت قرابة الثلاثة أشهر , بعد ذلك دخلت البلاد في أزمة وزارية لمده 19 يوما تم على أثرها تكليف السيد معروف الدواليبي بترؤس الحكومة، فشكل حكومته بتاريخ 28 /11 /1951 ،ولكنها اصطدمت برفض الجيش لها ،مما دفع الجيش للتدخل عسكريا بعد يوم واحد فقط من إعلان الحكومة أي في 29 – 11 – 1951، واستلم الجيش زمام الأمور وتم اعتقال رئيس الوزراء معروف الدواليبي وناظم القدسي رئيس مجلس النواب كما تم إعتقال بعض الوزراء والنواب الآخرين , وقدم الدواليبي ( شفهيا ) استقالة حكومته لرئيس الجمهورية هاشم الاتاسي بتاريخ 1 كانون الأول 1951 من سجن المزة , وبتاريخ 2 كانون الأول قدم رئيس الجمهورية هاشم الاتاسي استقالته الى سعيد اسحق النائب الأول لرئيس مجلس النواب ،كون رئيس المجلس ناظم القدسي رهن الاعتقال وسجلت هذه الاستقالة في ديوان مجلس النواب برقم 177 تاريخ 1951/12/2، وفي نفس اليوم ( 2 كانون الثاني ) صدر المرسوم رقم ( 1) عن رئيس الأركان العامة رئيس المجلس العسكري الأعلى العقيد أديب الشيشكلي هذا نصه :
[ إن المجلس العسكري الأعلى بناء على استقالة فخامة رئيس الجمهورية السورية وعدم وجود حكومة في البلاد تتولى شؤونها، يأمر بما يلي:

1- يتولى رئيس الأركان العامة (فوزي سلو) رئيس المجلس العسكري الأعلى مهام رئاسة الدولة ، ويتمتع بكافة الصلاحيات الممنوحة للسلطة التنفيذية.
2- تصدر المراسيم اعتبارا من 2 كانون الأول 1951 عن رئيس الأركان العامة رئيس المجلس العسكري الأعلى.
3- ينشر هذا الأمر العسكري ويبلغ من يلزم لتنفيذ أحكامه ].

وكان أول مرسوم يصدر عن الشيشكلي بصفته رئيس المجلس العسكري الأعلى هو مرسوم حل مجلس النواب في 2/12 / 1951 ،علماً أن هذه المراسيم نشرت بتاريخ 3 كانون الثاني في الجريدة الرسمية بالعدد رقم ( 55 )، وهذا يعني من حيث الضرورة وجود شاغر دستوري في الفترة الواقعة بين الثاني من كانون الأول تاريخ صدور المراسيم وبين الثالث منه تاريخ نشرها لتصبح نافذة قانونا، لذلك كان لا بد عمليا من العودة إلى النصوص الدستورية لمعرفة من قام بمهام رئيس الجمهورية في هذه الساعات الـ 24 تقريبا ؟ حيث أنه حدث فراغاً دستورياً نتيجة استقالة رئيس الوزراء السيد معروف الدواليبي وإيداع رئيس مجلس النواب ناظم القدسي قيد الاعتقال وقيام رئيس الجمهورية السيد هاشم الأتاسي بتقديم استقالته إلى نائب رئيس مجلس النواب السيد سعيد اسحق لذلك وطبقا للدستور القائم آنذاك في مادته السابعة والثمانين :

” يمارس رئيس مجلس النواب صلاحيات رئيس الجمهورية حين لا يمكنه القيام بها، وفي حالتي الوفاة والاستقالة يجتمع مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية جديد، أما إذا كان مجلس النواب منحلاً أو بقي لانتهاء ولايته اقل من شهرين فان رئيس المجلس يستمر في ممارسة الصلاحيات المذكورة “

وعليه يصبح السيد( سعيد اسحق ) من الناحية الدستورية رئيسا للجمهورية العربية السورية بالوكالة ولمدة 24 ساعة تقريبا، أي لحين نشر المراسيم التشريعية التي أصدرها المجلس العسكري الأعلى بالجريدة الرسمية ،وهنا لا بد من تقديم نبذة عن حياة سعيد اسحق و المفارقة الدستورية التي حصلت بتوليه لرئاسة الجمهورية بالوكالة :

ولد سعيد اسحق في مدينة ماردين من عائلة ” مسيحية ” وأتقن اللغتين العربية والسريانية، وألمّ باللغة التركية ثم انتقل وهو شاب مع الكثير من بني قومه إلى بلدة “عامودا” في الجزيرة السورية اثر رسم الحدود بين تركيا وسورية وإلحاق منطقة “ماردين” وتوابعها بالدولة التركية عام 1928 ،حيث دخل مجال العمل السياسي حين انتخب رئيسا للمجلس البلدي في مدينه عامودا رغماً عن إرادة الفرنسيين .
شكل عام 1932 منعطفاً هاماً في حياة سعيد اسحق حيث خاض غمار أول تجربة برلمانية له، حيث انتخب نائباً عن “الجزيرة” في مجلس النواب السوري، كما تم انتخابه أمينا لسر المجلس النيابي، وتوالى انتخابه نائباً عن الجزيرة خمس دورات انتخابية، حيث نجح في انتخابات عام 1936 عن منطقة الجزيرة , وأيضا كان عضوا في مجلس عام 1943 وفاز بمنصب المراقب وذلك في آب من عام 1943, وعام 1949فاز عن قضاء القامشلي وانتخب بتاريخ 12 كانون الأول 1949 مراقبا للجمعية التأسيسية والتي تحولت إلى مجلس النواب وانتخب بتاريخ 1-10 -1951 نائبا لرئيس مجلس النواب قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية بالوكالة .

وبالطبع فإن المفارقة الدستورية تكمن هنا في كونه ” مسيحيا ” في الوقت الذي يذهب فيه الدستور السوري إلى اشتراط الإسلام دينا لرئيس الجمهورية وهنا نذهب إلى رأي احد المحللين السياسيين، في قوله ” أن ذلك ممكن في إطار تفسير النص الدستوري، على أنه يشترط شرط الإسلام في المرشح الذي يخضع لانتخابات أو استفتاء شعبي، أما الرئيس المكلف فإنه لا يشترط فيه شرط الإسلام، لأنه لا تتوافر فيه صفة المرشح التي تتطلب هذا الشرط” .

وبذلك يكون السيد سعيد اسحق دستوريا، رئيسا للجمهورية العربية السورية بالوكالة في سابقة دستورية هي الأولى من نوعها في البلاد .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

مين اللي من المفترض يسأل وينن!!! نحنا ام انتو؟؟

تفنّن الشبيحة بالتلات سنين الماضية بالحملات و الوقفات الذكية اللي ابتدعوها كرد فعل على احداث خارج حدود عقولهون..brainshiting
فمن حملة ” من طيزي ” اللي أطلقها مجموعة من قرود القرداحة ، الى حملة ” على أجسادنا ” اللي قام فيها المتثاقفين على تخوم جبل قاسيون ، و اليوم ظهروا علينا بحملة جديدة خلنج وكالة موديل ٢٠١٤ أطلقوا عليها اسم ” وينن ” كناية عن بحثهون عن جيف قتلاهم و مصير معتقليهم..

مين اللي من المفترض يسأل وينن!!! نحنا ام انتو؟؟
وينن ضمائركون لمّا برمتوا ظهوركون لأهلكون و بعتوها للشيطان؟؟؟
وينن عقولكون اللي حدودها بوط الاسد شمالاً و مستقبل اولاد الاسد جنوبا؟؟؟
وينن قلوبكون اللي قطعتوا عنها الدم و تركتوا شرايين السم تدخل فيها ؟؟
وينن عيونكون اللي ما شافت ميّات آلاف الشهداء و ملايين النازحين و صور العذاب في خيم اللاجئين ؟؟

ما في شك انو عندكون ضمير ليحكم ، و عقل ليقرّر، و قلب ليحس ، و عيون لتشوف، و لكن توزيعها الجغرافي جاية غلط على أجسادكم و العياذ بالله من هيك خلقة ..
فضميركون بقفاكون، و عقولكون أسفل أقدامكم ، و شرايين قلوبكم في أمعاءكم الغليظة، و عيونكم خلف رؤوسكون ما بتشوف سوريا الا ببعد واحد..

بس اذا كان و لابد و مصرّين تاخدوا جواب عن سؤالكم اليوم ، وينن المعتقلين و وينن جثث أولادكم؟؟؟
شخصياً بعرف الجواب بس ما فيني قولو ، فتربيتي المنزلية ما بتسمحلي قلكون وينن..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

و تستمر جرائم آل الأسد عفواً الكهرباء باللاذقية من حرائق الغابات إلى المعامل و الآن المشافي!!

و تستمر جرائم آل الأسد عفواً الكهرباء باللاذقية من حرائق الغابات إلى المعامل و الآن المشافي!!latakiashore
مساء يوم الخميس 21/8/2014 نشب حريق هائل التهم مشفى الأطفال باللاذقية هذا المشفى الحديث و المتطور و الذي يقدم خدمات كبيرة لأبناء اللاذقية و الوافدين إليها هذا المشفى و الذي يعالج أبناء و بنات شهداء اللاذقية احترق بالكامل الطابق السفلي به و هو الطابق الذي توجد به المعدات المتطورة و غرف الإسعاف و التصوير و للعلم هذا المشفى حديث لم يمضي على افتتاحه أربع سنوات و هو أكبر و أضخم مشفى للأطفال على مستوى القطر و المنطقة طبعاً الكهرباء اختارت مساء الخميس و هو ليلة العطلة الأسبوعية بسوريا و اختارت الليل بمنطقة ما أن ينتهي الدوام الرسمي بها تخلوا من المارة و قامت بماس تأملوا يرعاكم الله على هكذا كهرباء تختار الزمان و التاريخ المناسبين لتشعل حريق !!! و نحن لنا خبرة كبيرة مع الكهرباء و جرائمها باللاذقية فلقد سبق لها أن أشعلت حريق هائل بجبل التركمان مهد لتمليك رامي مخلوف آلاف الهكتارات من أراضي الجبال و الغابات المحروقة بمنطقة تعد من أجمل مناطق المتوسط سبحان الله حرقت الأرض و لكن رامي قرر أن لا يترك النيران تتغلب علينا و بعد ذلك لم تتوقف الكهرباء عن جرائمها بل حرقت واحد من أكبر معامل الغزل و النسيج بالمتوسط طبعاً حريق الكهرباء غطى على صفقة آليات فاسدة احترقت و قدمت خدمة لا تقدر بثمن لأحد أهم رموز الفساد بالساحل السوري أيهم كمال الأسد و شردت آلاف الأسر و قضت على مشروع صناعي يخدم الساحل و أهله و يؤمن لهم فرص عمل و الآن تمتد يد غدر الكهرباء لمشفى يعالج الآلاف من أبناء الفقراء و من أبناء شهداء الجيش و قوى الأمن لماذا يا ترى للتغطية على فساد من !! و ليستثمر آل شاليش و إنشاءاتهم العسكرية بإعادة التأهيل غطوا على فساد و استثمروا بفساد آخر !!!
العلويون يموتون على الجبهات و الآل الأسد و ملاحقهم الثقافية يحرقون البلد و يستثمرون بها أبناؤكم يموتون و آل الأسد و مخلوف و شاليش يضاعفون ثرواتهم يا حرام يا بلد ناس تقطع رؤسها و ناس تشغل عقولها لإشعال الحرائق و الاستثمار بها و أي علوي يتكلم يقولون له داعش قادمة !!! كم مرة سيقتلونكم يا أبناء الساحل كان الله بعونكم يا أهلي أما آن الأوان لتقتلعوا رؤوس الفتنة من بلدنا و ساحلنا !! أما آن الأوان لتسألوا أنفسكم متى و كيف ستنتهي أزماتنا إن بقيت هذه العائلة و ملاحقها الثقافية !!!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بالفيديو عباس يتهم حماس بضحايا عزة والكذب بشأن خطف الاسرائيليين

qardawamashaalعباس يتهم حماس بضحايا عزة والكذب بشأن خطف الاسرائيليين

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

تصفية المرحوم عبد المنعم السامرائي ألوكيل الاقدم لوزارة النفط

ropiraqueمضت حوالي 28 سنة على اعدام عبد المنعم السامرائي الوكيل الأقدم لوزارة النفط في بداية ايلول 1986 بعد اعتقاله بتاريخ 10 شباط 1986 اثناء وجودي في أحد ربايا دربندخان في شمال العراق (كانون الثاني لعام 1986) ضمن برنامج المعايشة الذي ابتدعه صدام في وقتها وكانت حصتي الاولى ضمن اول دفعة على السواتر الترابية المتقدمة لحقل مجنون لمدة شهر بداية حزيران 1985 . ومنذ عدة سنوات وأنا أفكر بنشر ما أعرفه عن هذا الرجل على الاقل لتبرئته من تهمة الرشوة التي الصقها به النظام تبريرا لتصفيته لاسباب سياسية بحتة. لقد أعددت هذا المقال قبل أكثر من شهرين وتريثت قليلا لتدقيق بعض المعلومات التي وردت فيه كونها من ألذاكرة غير أن الوقت الآن اصبح ملائما لنشره في زمن قل فيه تواجد مثيلا للمرحوم عبد المنعم الذي جسد في تصرفاته المواطنة الحقة بعيدا عن الانتماء الطائفي.

عرفت ابا مازن من الستينيات عن بعد لكن معرفتي به توثقت عن قرب في الاعوام 76- 86 وخاصة عندما عملت مديرا عاما لدائرة التخطيط في الوزارة (ومقررا لمجلس النفط وكل من اللجنة المشتركة للخط العراقي الاردني والتركي) خلال الاعوام 1983 – 1986 حيث جمعتنا ظروف عمل تتطلب مواقفا وطنية واضحة, فكان ابا مازن خير ما انجبه القطاع النفطي في العراق متمسكا بمواطنته وحبه للعراق في عدة مناسبات ساذكر قسما منها. لقد كان المرحوم دؤبا , خبيرا وبعيدا عن الممارسات الطائفية (يتهمه البعض بانه صديق الشيعة والشيوعيين كما كان يقول ولم يكن ألرجل ماركسيا بالمرة)

مواقفه ألوطنية أثناء الوظيفة
مناسبات و حوادث تشير الى مواقفه الوطنية ,شهدتها او كنت جزأ منها , أسرعت الثلاثة الاولى منها بتصفيته:
1- الخط العراقي الاردني
تقدمت شركة بكتل بدراسة جدوى فنية اقتصادية لانشاء خط عبر الاراضي الاردنية وميناء تصدير ومصفى في العقبة وذلك في اواخر كانون الثاني من عام 1984, واحيل الموضوع الى لجنة مشتركة:
الجانب الاردني : الرئيس وزير الصناعة جواد الخطيب ,نائبه والمقرر د ابراهيم بدران
الجانب العراقي: الرئيس وزير النفط قاسم احمد تقي , نائبه الوكيل الاقدم عبد المنعم السامرائي والمقرر(كاتب ألمقال).

وبعد دراسة المشروع من كافة الجوانب الفنية والمالية والسياسية والامنية:
 ايد الجانب الاردني جدوى اقامة المشروع بحماس
 اثار الجانب العراقي (بعد التنسيق بيني وبين عبد المنعم وكان يسكن قريبا من داري في حي المهندسين ببغداد) الاحتمالية العالية لقيام اسرائيل بضرب الخط او مصفى ألتصديرالذي كان سيشيد في العقبة في موقع لا يفصله الا بضعة كيلومترات عن ميناء ايلات مما يسهل رميه بالهاونات من هناك على اقل تقدير.
ولغرض ان نمنطق السبب للابتعاد عن المشروع اقترحت (بصفتي مقررا للجنة المشتركة) ان نضمن اتفاقية الخط بين الجانبين والطرف المنفذ فقرة لتعريف “القوة القاهره” تقول ان الجانب العراقي غير مسؤل عن تحمل تبعات الاضرار الناتجة عن قيام اسرائيل بضرب اي جزأ من المشروع, كما تم الاتفاق على الطلب من حكومة الولايات المتحدة الامريكية ضمان عدم قيام اسائيل بضرب المشروع كشرطا للمضي بتنفيذه. وعلى هذا الاساس حصلت موافقة رئيس “اللجنة الاقتصادية ” (طه ياسين رمضان) على هذا التوجه (توصية الوزارة بكتاب خرج من دائرتي (الدراسات والتخطيط والمتابعة) وعلى أثر ذلك توجه المرحوم الى لندن لمقابلة السفير الامريكي للحصول على ذلك الضمان.
تم سفره الى لندن لمقابلة السفير الامريكي غير أنه رجع بخفى حنين وكانت تلك السفرة نهاية المطاف للفقيد , وقد أتصل بي صباح اليوم الاول لمباشرته الدوام بعد سفرة لندن تلك , على الهاتف الداخلي يطلب حضوري في مكتبه ليخبرني بأن مقابلته السفير الامريكي لم تثمر بالحصول على الضمان المستهدف من حكومة الولايات المتحدة الامريكية وكان أول ما سئلته ان كان سفره قد تم لوحده أم اصطحب معه ممثل المخابرات الذي يسمى عادة “مدير في وزارة الخارجية” فأجاب بالنفي مما أثار استغرابي فقلت له بان ذلك خطأ فادحا ارتكبه لاءهمية السفرة ولضمان عدم الاتصال بطرف ثالث أثنائها ,تفاديا لاية مسائلة لاحقة . بعد أيام معدودة طلب للحضور لمقابلة مدير الامن العام فذهب مع سائقه ولم نراه بعدها.

ونتيجة لموقف الجانب العراقي (كما جاء في اعلاه) فقد تعطل القرار بالمضي بتنفيذ المشروع واصبح مجرد ذكريات حتى بعد محاولة احيائه من قبل السيد عصام الجلبي وكيل الوزارة لشؤن الاستخراج في وقت لاحق, مدعوما من قبل دائرة المكامن وتطوير الحقول حيث تركت أنا مقر الوزارة بعد أن طلبت نقلي الى المشاريع النفطية في 7 حزيران 1986 متأثرا مما حدث للمرحوم عبد المنعم.

2- الخط العراقي السعودي
لم يتولى المرحوم مسؤلية مباشرة في اللجنة المشتركة للخط حيث كان السيد عصام الجلبي نائبا لرئيس الجانب العراقي) وكانت الجهة الفعالة في المشروع شركة المشاريع النفطية المرتبطة بالوكيل الاقدم.
أشترطت السعودية بان موافقتها تتضمن قيام شركة ارامكو بتشغيل و ادارة الخط وميناء التحميل في البحر الاحمربأجر سنوي (240 مليون دولار على ما أتذكر) بدون ان يكون للجانب العراق دور في تلك الادارة . وقد رأى المرحوم في ذلك خطرا كبيرا على المشروع في ضل الاوضاع السياسية المستقبلية .
تم عقد أجتماع مع النائب الاول طه ياسين رمضان (ألذي وبخ عبد المنعم بشدة في لقاء آخر) وحضر الاجتماع اضافة لي:
الوزير قاسم أحمد تقي وعبد المنعم السامرائي و عصام الجلبي وراجح محي الدين (مدير عام المشاريع النفطية). وتلخصت وجهة نظر عبد المنعم بما يلي:
أن سلامة واستمرار التشغيل تتطلب قيام الجانب العراقي بالتشغيل والادارة وليس كما أشترطت السعودية حيث ان ذلك البديل:
o يعطي السيطرة الكاملة للسعودية على مصير المشروع في حالات الظروف الاستثنائية أو تردي العلاقة مع السعودية
o يكلف العراق مبالغ سنوية خلال عمر المشروع في الوقت الذي تملك وزارة النفط القدرة الكافية للقيام بتشغيله.
في ذلك اللقاء القصير لم يتم أخذ ملاحظة المرحوم بنظر الاعتبار حيث أن “ألتوجيهات” ترى ضرورة تنفيذ الخط حتى تحت طلب السعودية .
كانت النية احالة المشروع الى شركة سايبم الايطالية بعد فتح العروض وتمت التوصية بذلك وسنرى لاحقا كيف وجد صدام سببا ,اضافة الى الموقف من الخط العراقي الاردني, لاتهام المرحوم بالرشوة من شركة سايبم ثم اعدامه بسبب هذه التهمة.

3- تصدير النفط الاسود
تكدست كميات كبيرة من النفط الاسود خلال الحرب مع ايران وكان النظام يصدرها الى تركيا من شمال العراق بواسطة وسطاء أكراد منهم من هو في السلطة الحاكمة في الاقليم حاليا.وكان سعر الطن حوالي 55 دولار يستقطع منها 45 دولارا اجور نقل مما حدى بأحد خبراء النفط المخضرمين (أ.أ) أن يكرر انتقاده لسعر التصدير البخس والكلفة العالية للنقل وكانت هذه الانتقادات تجري في مكتب المرحوم المعرّض للتسجيل بواسطة لاقطات مخفية.هذا وقامت السلطة بحجز الخبير لمدة سنة بعد رفضه طلبها باستدعاء ابنتا له موظفة فى الوزارة غادرت العراق بدون موافقة.
قضية أخرى تخص تصدير النفط الاسود الى تركيا أخبرني المرحوم بها في مكتبه مفادها بأن أمين العاصمة عبد الوهاب المفتي طلب منه عدم الاعتراض على عقد تصدير الى تركيا بقيمة عشرة ملايين دولار كان ينوي الامين استخدامها لاستيراد معدات ومكائن هندسية لمعالجة التربة كثر استعارتها من امانة العاصمة من قبل رجال السلطة (التكارته؟) لاستخداماتها للاغراض الشخصية فأراد المسكين شراء دفعة جديدة بمبلغ التصدير وتخصيصها لهم لضمان عدم تلكأ عمل الامانة. أضطررت عند سماعي القضية أن انبه المرحوم على “عقلانية” طلب الامين وضرورة الموافقة عليه خوفا من تبعات تسجيل محادثتنا. وسنرى أن الامين أعدم مع عبد المنعم كما أخبرنا به في ندوة “الامن القومي” التي سأذكرها لاحقا.

4- مستودع الطوبة
طلبت شركة المشاريع النفطية من وزارة النفط في عام 1985 استحصال الموافقة لاحالة مستودع الطوبة الى شركة بتروبراس بقيمة تخطت المئة مليون دولار ولم يكن العرض تنافسيا حيث كانت تلك الشركة المقدم الوحيد للمشروع ولم تعترض اية جهة على كون العرض غير تنافسيا, ولكون دائرة التخطيط هى المسؤلة عن مفاتحة الجهات العليا للموافقة على الاحالة فقد قمت بالمداولة مع المرحوم الذي أيد توجيه كتاب الى اللجنة الاقتصادية بمفاتحة شركات اخرى لاعادة التقديم وابلغت شركة المشاريع النفطية بذلك. وكانت النتيجة احالة المشروع الى شركة يابانية بقيمة سبعين مليون دولار فقط.

5- توسيع الخط العراقي التركي
ضمت اللجنة المشتركة وزير النفط قاسم عريبي رئيسا للجانب العراقي وعبد المنعم السامرائي نائبا للرئيس و كاتب المقال مقررا.
طلب الجانب التركي زيادة عوائد المرور بمناسبة توسيع المشروع الذي سيصب في مصلحة العراق ويوفر له عوائد اضافية في وقت كانت فيه الحرب مع ايران لا زالت مستمرة. كان الدكتور رمزي سلمان (رئيس مؤسسة التصدير سومو) حاضرا الاجتماع حيث أفاد بتعارض ذلك مع شروط الاتفاقية الحالية للخط بسبب وجود نص صريح فيها يقول بعدم جواز اعادة النظر بالعوائد التي ثبتت ب 35 سنت للبرميل مع ملاحظة وجود حد ادني للضخ بطاقة 400 الف ب\ي وايدنا انا والمرحوم ومحمد الشديدي التمسك بعدم زيادة العوائد. وبعد عدم موافقة الاتراك على العوائد القديمة طلب السيد الوزير ايجاد سبيل لاقناع الاتراك للمضي بانشاء الخط الثاني لان لديه اوامر من صدام بتنفيذ التوسيع. وبعد المداولة ونتيجة للاصرار على عدم التساهل مع قضية العوائد اتفق الجانب العراقي على طرح بديل زيادة الحد الاعلى الى 40 سنت للبرميل على معدل 400 ألف ب \ي و تناقصه عند المعدلات الاعلى استنادا الى جدول تنازلي حصلت عليه موافقة الجانب التركي (الارقام من ألذاكرة).

6- الاستفادة من الغاز المصاحب
كان المرحوم مهتما بصناعة الغاز منذ أيام شركة نفط العراق وقد سعى كثيرا لانشاء خط الغاز القطري وتوصيل الغاز الى جنوب الموصل وتولى مهمة التنسيق مع وزارة الصناعة بشأن الوقود الصناعي لأستخدامات توليد الطاقة الكهربائية.

7- طاقات التصفية في العراق
كان لعبد المنعم دورا بارزا في توسيع طاقة التصفية لتصل الى حوالي 750 الف ب\ي عند بداية الحرب مع ايران وخاصة في مجمع بيجي.

الاسباب الحقيقية وراء تصفيته
كل من عرف المرحوم ابا مازن عن قرب لمس منه بكل وضوح كرهه وانتقاداته الشديدة لنظام الحكم السابق وقياداته خاصة رئيسه.ومن عباراته التي يكررها بين الحين والاخر:

– صدام اختارته المخابرات الامريكية وانتقادات اخرى يكفي واحدا منها لتصفيته جسديا اذا تم تسجيله أو وشى به أحد
– شركة النفط الوطنية تسببت بحرب ايران نتيجة الموارد التي وفرتها من مبيعات النفط التي شجعت صدام تكديس الاسلحة. وبالمناسبة لم يكن يتفق مع زيادة سقف الانتاج لاكثر من 3.5 مليون ب/ي عندما بدأنا بوضع الخطة الخمسية في عام 1983 .
– صدام كان يخطط لحرب ايران منذ عام 1972 كما اعرب عن ذلك في ندوة خاصة حظرها المرحوم عبد المنعم انذاك.
ومن المؤسف أنه لم يهتم بالنصائح المتعددة من أصدقائه للكف عن انتقاداته اللاذعة للحكم دون أن يأخذ حذره من رقابة المخبرين وكانو كثرة. كان تصرفه ذاك محرجا بالنسبة للقريبين منه بسبب تعريضهم للمسائلة والحساب (عادة الاعدام) لكل من حضر مجلسا قيل فيه انتقادا للقائد الضرورة فكيف سيكون الجزاء اذا كان الكلام تخوينا لذلك القائد؟ لقد كانت أيام سوداء لاصدقائه اول أسبوعين من ايداعه الحجز وكان الكثير منا يتوقع القاء القبض عليهم؟

التهمة الموجهة اليه
وجه النظام تهمة الرشوة من شركة سايبم المنفذة لمشروع الخط العراقي عبر السعودية على أساس تلقيه مابين 2 الى 3 مليون دولار رشوة منها لقاء احالة التنفيذ عليها. ونشرت التهمة في صحيفة النظام في وقته.

ندوة “الامن القومي”
اقتيد الكادر المتقدم لوزارة النفط (مدير عام صاعد ) لمشاهدة فيلم فيدو لما عن “اعترافات مجموعة متهمين” منهم عبد المنعم وأمين العاصمة عبد الوهاب المفتي (لاحظ بيع النفط الاسود أعلاه). بين وجوم تام للحظور وشعور بالالم المرير لاكثرنا في القاعة, اظهر لنا عبد المنعم الذي تكلم بضعة دقائق و لم يقل أكثر مما يلي:
– موقعه الوضيفي وعائلته
– جوابه لوسيط لشركة سايبم سأله عن الموقف من عرض الشركة قبل أن يحال عليها وكان الجواب بأن القرار لم يتخذ بعد من اللجنة المسؤلة لوجود تنافس مع شركات اخرى.

بعدها انقطع شريط العرض ونهض “ممثل المخابرات” قائلا بأن المجرم عبد المنعم أنهار وأعترف بذنبه …لكننا لم نرى شيئا يضاف الى ما جاء في أعلاه؟؟ وحالما انهى كلامه نهض د سامي شريف (وكان على علاقة متشنجة مع عبد المنعم) قائلا “رفيق ممكن اعادة عرض شريط عبد المنعم لاننا لم نسمع ما قاله جيدا” ,ربما ليبين ان كان هناك شيء آخر غير ما اسمعنا يكفي لادانة المتهم أو لما اعتقده البعض الآخر التأثير على الحضور باعادة تثبيت التهمة؟؟

من شهد عليه؟
من الشائع جدا لدى الكثير من النفطيين الذي صاحبو حدث التصفية وما انتشر من ضنون ومداولات بأن:
– النظام قد قرر تصفيته منذ مدة وكان لديه الكثير من التسجيلات له اضافة الى تقارير المخبرين التي أرادت تثبيتها والاقرار بها من قبل شاهد أوشهود من الكادر النفطي المتقدم المدين للنضام الذي أوصلهم الى المناصب التي تقلدوها.
– يعتقد الكثير بقيام شاهدين على الاقل بالاقرار بسلوك عبد المنعم, أحدههما من قطاع التصفية “ألشاهد -1” والاخر من قطاع الاستخراج “ألشاهد -2 “

معلومات جمعت حول تصفيته
أ‌- من أهل الضحية
• نقلها مسؤل نفطي صديق لعبد المنعم والكاتب:
o أخبرعبد المنعم عندما كان محتجزا ولده مازن عند زيارته والده في أعياد تموز 1986 (بناية تسفيرات الامن ألعامة) بانه لم يكن خائنا أو مرتشيا واوصاه بأخذ الحذر من شخص له كنية دالة على كونه “الشاهد-1” وكان قد أخبر مازن الخبير ذاك هذه المعلومة في لقاء في 17 تموز 1986 .
o أفاد خبير اخربما يلي:
أن مازن أخذ اجازة وكان يؤدي خدمة الزامية في موقع مصفى بيجي أثناء اعتقال والده ويضهر أنه تعدى الفترة الممنوحة قليلا حيث اعتبر هاربا من الخدمة واعتقل من دار والده في حي المهندسين حيث كان يسكن ثم احتجز في معتقل ألاستخبارات العسكرية في الصويرة. توسط الخبيرهذا لزيارة مازن الذي أخبره بأن ألاستخبارات العسكرية التقت به عدة مرات طالبتا منه الانتماء لحزب البعث وقد سألوه مرة “هل انت حاقد على صدام حسين؟ فأجابهم بنعم لان والده بريء. أعدم مازن وأتصلت الاستخبارات العسكرية بزوج اخت المرحوم لاستلام جثته ودفنها بالسر بدون عمل “فاتحة”
• في كلام مباشر من قبل اخت الضحية لي بعد التصفية مباشرة, أكدت فيها أسمي ألشاهد-1 وألشاهد-2.

ب‌- مقابلتي مع المغفور له قاسم أحمد تقي:
قدمت الى بغداد في 2005 وزرت الاستاذ قاسم الذي كان لا يزال ساكنا في داره في حي المهندسين قرب داري. وقد أخبرني بأن الامريكان طلبو منه أن يتولى منصب وزير النفط لكنه اعتذر وسألته عن موضوع الشهادة على عبد المنعم فأيد اسم أحد الشاهدين دون ذكر الآخر.

تصفية اخرين من رجال النفط
• اسماعيل النجار : رئيس شركة النفط الوطنية في البصرة (مهندس نفط ), ذو الاخلاق الرفيعة والقدرة الادارية الممتازة. اعدم مع مجموعة كوادر متقدمة في الحزب الحاكم ( انقلاب قاعة الخلد- تموز 1979)
• ماجد أدهم :تولى منصبي رئيس شركة النفط الوطنية في البصرة وسكرتير عام سابق في “لجنة المتابعة لشؤن النفط وتنفيذ الاتفاقيات” (مهندس كهرباء) ,كادر متقدم وهاديء الطبع:.اتهم بالمشاركة بمحاولة انقلاب مع الدكتور راجي التكريتي واخرين .قيل في وقته انه انتقد صدام وجرى رصد ذلك في بار نادي العلوية الذي كان يأمه ماجد.
• عدنان الحمداني: تولى عملية التعريق في شركات النفط الاجنبية العاملة في العراق منذ توليه منصب مدير ادارة في وزارة النفط في أوائل الستينيات.شغل منصب سكرتير عام لجنة المتابعة لفترة طويلة كما كان وزيرا للتخطيط في عهد صدام عند اعدامه (انقلاب قاعة الخلد- تموز 1979)
• كوادر متقدمة من ألشركات ألمؤممة
o فاروق الشابندر: كادر عراقي متقدم عمل في شركة نفط العراق اتهم بشتم صدام حيث اعتقل وسجن هو وزوجته ألزميلة ألسيدة أمل شنشل (مهندسة ألمكامن ألمرموقة) ثم اطلق سراحه وتوفى سريعا نتيجة ما يعتقد بأنه سم بطىء التاثير اعطي له في الاحتجاز.
o غانم العقيلي: تولى منصبي رئيس شركة نفط الشمال سابقا و رئيس شركة النفط الوطنية في أوائل تأسيسها , قضى وقتا طويلا في السجن . كما حكم على ألزميل طارق شفيق (كادر متقدم في شركة نفط العراق ثم شركة النفط الوطنية)…..
o كذلك سجن لمدة طويله ظلما وعدوانا كل من المرحوم خضر الشريفي مدير عام الذاتيه في شركة نفط البصره وسعدي نزهت مدير عام الذاتيه في شركة نفط الشمال بعد التأميم.

بهذه المعلومات
آمل أن أكون قد وفقت في الوفاء لذكرى المرحوم عبد المنعم السامرائي أسكنه الله فسيح جنانه راجيا أن تصل هذه التغطية لخلفية قضيته الى ابنته ندى الباقية الوحيدة من عائلته والاحياء من ذويه اينما كانوا.

ثامر العكيلي 28 آب 2014

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

العلاج والأدوية عند الصفوية والمتصوفة

iraqmealكاتب ومفكر عراقي

بالتأكيد الإنسان عرضة للإصابة بالأمراض بمخلف أنواعها، والمرض صفة ملازمة للبشر منذ فجر التأريخ الإنساني ولحد الآن رغم تطور وسائل المناعة والوقاية والتعقيم، يأتيه بعدة طرق: أولهما: بواسطة الماء: كالكوليرا والحمى التيفودية والبلهارسيا والديدان. ثانيهما: بواسطة الهواء: كالسل الرئوي والقرمزية والجدري والحصبة والدفتيريا. ثالثهما: بواسطة الغذاء: كالتيفوئيد والدفتيريا والديدان والتدرن المعوي. رابعهما: بواسطة الحشرات (الناموس، البق، البراغيث، الذباب) كالحمى الصفراء وداء الفيل والملاريا والطاعون ومرض النوم. خامسهما: بواسطة الملامسة، كمعظم الحميات والأمراض الجلدية والزهري والسيلان. كان الإنسان البدائي عندما يصاب بالمرض يُعالج من قبل الكهنة والسحرة.
إرتقت مع التطور الحضاري طرق العلاج وتشخيص الأمراض ووسائل العلاج من خلال الحكماء الذيم بحثوا في علم الطب والعلوم ذات العلاقة به مباشرة أو غير مباشرة كمعرفة طبيعة الأعضاء البشرية وآلية عملها، ومنها دراسات البيئة وعلوم الحيوان والنبات وغيرها، وقطع العلماء شوطا كبيرا في هذا المجال فصنفوا كتبا عديدة في الطب والأدوية، وكان العرب بلا شك الرواد في العلوم الطبية.
إهتم العرب بالطب بشكل مميز، وذكر إبن صاعد الأندلسي بأن العرب لم تكن تهتم في جاهليتها بعلم أكثر من الطب لحاجة الناس إليه (طبقات الأمم)، علاوة على إهتمامات أخرى كعلم الفلك. ومن أبرز الأطباء العرب كان أبو بكر الرازي الذي برع فيه وفي علوم أخرى كالفلسفة والفلك والكيمياء والحساب والموسيقى، وعرف عنه التبحر في البحث والدقة، ومن أبرز كتبه الطبية (الحاوي في صناعة الطب) و(المنصوري في الطب) و(طب النفوس) و(دفع مضار الأدوية) و(منافع الأغذية ودفع مضارها). ويعتبر الرازي أول من إستخدم خيوط الحيوان في الجراحة، وأول من عَني بطب الأطفال، وأول من أكتشف الأمراض الوراثية، وأول من فرق بين الجدري والحصبة، بل هو أول من بحث في علوم الطب النفسي.
من المشاهير أيضا إبن سينا وهو صاحب كتاب (القانون) الذي كان المرجع الرئيس للأطباء في الشرق والغرب لما يزيد عن ستة قرون، وقد ترجم لعدة لغات أجنبية، وكان المصدر المعول عليه عند بقية الأمم في هذا المجال. من مؤلفاته الطبية (كتاب الشفاء) و(الأدوية القلبية). ومن المشاهير في علم الطب أيضا أبو القاسم الزهراوي وكان خبيرا في تركيب الأدوية والتشريح، نظم القواعد العشر لعلم التشريح، ومن مؤلفاته (مقالة في أعمال العقاقير المفردة). ومن المشاهير كذلك علي بن أبي حزم القرشي الملقب بإبن النفيس، وكان عالما في الطب وصناعة الأدوية، وهو أول من إكتشف الدورية الدموية في الجسم، ومن أبرز كتبه (الشامل في الصناعة الطبية) وهي موسوعة كبيرة تضم (80) مجلدا لا تزال مخطوطة وقيد التحقيق. و(الموجز في الطب) و(شرح القانون لإبن سينا) و (شرح فصول أبقراط) و(رسالة الأعضاء). ومن الأطباء البارزين ضياء الدين إبن البيطار وكان رئيسا للعشابين والصيادلة في مصر في عهد إبن الملك العادل الأيوبي، وهو صاحب أهم موسوعة في الأعشاب والأدوية (الجامع لمفردات الأغذية والأدوية) ويعد ثاني أقدم كتاب في هذا العلم بعد كتاب (هيولا النبات) لديسقوريدس. ومن مؤلفاته الأخرى (المغني في الأدوية المفردة) و(ميزان الطب) و(رسالة في الإذية والأدوية). ومنهم أيضا أبو الفرج يعقوب الكركي الملقب بإبن القف، وعمل في الجراحة أيضا ومن أهم مؤلفاته (عمدة الإصلاح في صناعة الجراح) و(الشافي في الطب). وهناك عدد كبير من الأطباء العرب، يمكن الرجوع إليهم بيسر في الموسوعات.
هؤلاء هم عباقرة الطب العربي ممن ساهم في رفد البشرية بإكتشفات رائعة إفادت البشرية ومهدت الطريق للوصول إلى العلوم الحديثة. فالفضل للرواد الأوائل بلا شك مهما تعدت القرون وتوالت المخترعات. والعلوم الطبية العربية يشيد بها الغرب أيضا، فقد إستفادوا منها فائدة كبيرة وعَنوا بكل تفاصيلها وجزئياتها. مقابل هذه العلوم الصرفة هناك تخاريف أقرب للدجل والسحر منه للعلم، نسبت إلى الأئمة والمتصوفة على حد سواء، ولا نبالغ إذا قلنا إن البعض منها لا يمكن أن يصدر عن عقل سليم، حتى في عهد الكهانة لا توجد ضحالة وإمتهان للعقل في هذا المستوى الرقيع. والأغرب منه أن بعض الحمقى والجهلة يؤمنوا لحد الآن بصحتها، ويعملوا بها.
وضع العرب شروطا لمن يعالج الناس ويمارس الطب، فقد ورد في كتاب الأصول لعلي بن رضوان الشروط التي تتوافق مع رأي أبقراط وهي أولا:أن يكون تام الخلق صحيح الأعضاء حسن الذكاء جيد الرؤية عأقلاً ذكوراً خير الطبع .ثانيا: أن يكون حسن الملبس طيب الرائحة نظيف البدن والثوب. ثالثا: أن يكون كتوماً لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم. رابعا: أن تكون رغبته في إبراء المرض أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة، ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغيته في علاج الأغنياء. خامسا: أن يكون حريصاً على التعليم والمبالغة في منافع الناس. سادسا: أن يكون سليم القلب، عفيف النظر، صادق اللهجة، لا يخطر بباله شيء من أمور النساء والأموال التي شاهدها في منازل الأغنياء، فضلاً عن التعرض لشيء منها. سابعا: أن يكون مأموناً ثقة على الأرواح والأموال لا يصف دواء قاتلاً، ولا يُعلِمه، ولا دواء يعالج الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه. (مجلة المقتبس الجزء/18/44 السنة 1907).
من طريف ما أتذكره بهذا الصدد، أنه قبل ثلاثة عقود تصاعدت جحور النمل في حديقتنا وأخذت تنخر في الأشجار وتعبث بالتربة وتدخل البيت بفضول وتعبث على راحتها، وحكت الوالدة الحاجة رحمها الله إلى جارتنا هذه المشكلة، فسارعت الجارة في مبادرة طيبة وحسن نية بالقول إن العلاج لديها وهو مجرب ومضمون النتائج. وأسرعت إلى بيتها، وأتت بدلا عن مسحوق أو سائل الدواء بكتاب أبيض الجلد أثار إستغرابنا، وقالت للحاجة إحضري ورقة وقلم وأكتبي التالي، مع غرابة الأمر ـ كانت على مستوى معرفي رفيع ـ مضت معها للنهاية. فكتبت الحرز ووضعته في الجحر الأكبر حسب وصية الجارة، بعد أيام وإذا بالنمل على حاله وربما زاد. ويبدو ان الحاجة كانت تقصد الإستمرار بالأمر رغم معرفتنا بأنها لا تؤمن بمثل هذا الخزعبلات لغاية ما لم تفسرها في حينها. المهم لم يتغير الوضع. فقالت الوالدة للجارة لم ينفع علاج الأئمة يا جارتي الطيبة! لنجرب علاج علمي غير حرزالإئمة، وفعلا إشترينا أحدى المبيدات، وكانت النتيجة خاتمة النمل في الحديقة، وخاتمة زيارة الجارة. العبرة من الحكاية ان العلم والدجل لا يمكن أن يلتقيا في أبسط الأمور.
لم يعرف عن الأئمة والمتصوفة بأن لهم باع في مجالات هي غير علوم الشريعة، وحتى هذه العلوم لم يبدعوا فيها، إذا أردنا الحق وليس المجاملة، فقد عاش علماء وكبار أئمة أهل السنة في زمن الأئمة وكبار المتصوفة، ومع هذا لا يوجد كتاب فقهي واحد يتحدث عن فقه الأئمة والمتصوفة! في الوقت الذي إشتهر بين الناس كتاب الموطأ لمالك، والأم للشافعي، والفقه المسند لأبن حنبل، والفقه الأكبر لأبي حنيفة. كل ما لدى الأئمة هو أحاديث متفرقة أما مكررة عمن سبقهم أو عاش في زمنهم من علماء أهل السنة، او تأويلات للقرآن الكريم والسنة النبوية، او أحاديثا أقرب للتخاريف تمثل إنحرافا خطيرا عن القرآن والسنة النبوية. والمشكلة في الأساس ليسوا هم، بل من نسبها لهم عن خبث، فقد قال محمد الباقر” لو كان الناس كلهم لنا شيعة، لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا والربع الآخر أحمقا”. (رجال الكشي/179). وقال الصادق” ان من ينتحل الأمر(التشيع) لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين اشركوا”. (المصدر السابق/253)
حاول المؤرخون ذوو الميول الشعوبية ومنهم الصفويين ان يضعوا فقها خاصا بهم ونسبوه للأئمة زورا وبهتانا.، وهذا الفقه يسيء للأئمة ولا يرتقِ بسمعتهم، لأنه يعكس جهلهم ونفاقهم وتناقضاتهم المريبة. لقد شوهوا صورة الأئمة من حيث دروا أم لم يدروا، ولكن الأقرب هو عن قصد، فهذا ديدن الشعوبيين. أما ما يُسمى بنهج البلاغة المنسوب للإمام علي، فهو كتاب يتضمن بعضا من خطبه وماتبقى أحاديث من إبتكارات الرضي وأعوانه، لأنه لا يمكن أن يصدر عن الإمام سب وشتم لأبي بكر وعمر وهناك الكثير من الأحاديث التي يثني فيها عليهما، لذا هناك إحتمالان، أما الأحاديث كاذبة ومنسوبه إليه زورا! أو إن الإمام علي منافق ودجال ـ حاشاه بالطبع ـ . لذا الإحتمال الأول هو الصحيح. أما بقية الكتب السحرية كجفر الإمام علي وقرعة الصادق وغيرها فإنها أسخف من أن يُعلق عليها، والإئمة براء منها، ومعاذ الله أن يدخلوا هذا النفق المظلم. كذلك الحال مع ما نسب إليهم من علوم طبية بعضها يثير الضحك، والآخر يثير البكاء من الجهل المدقع والدجل المنسوب رياءا إليهم من قبل إتباعهم، مما يجعلنا نجزم بأن الإئمة كانوا على حق في ذم أتباعهم والبراءة منهم.
سوف نستعرض بعض من علوم الأئمة في مجال الطب والأدوية، ونلحقها بعلوم المتصوفة في ذات المجال، وننصح بضبط الأعصاب عند القراءة لهول المفاجئات الطبية والعلاجية.
قبل كل شيء لنطلع على النصائح الطبية التي نسبها لهم كبار مراجعهم كإبن بابويه القمي والطوسي والكليني والمجلسي وغيرهم ممن يعتبرون من الثقات! عن أبي عبد الله “كَرِهَ النَّظَرَ إِلَى فُرُوجِ النِّسَاءِ وَقَالَ يُورِثُ الْعَمَى وكَرِهَ الْكَلَامَ عِنْدَ الْجِمَاعِ وَ قَالَ يُورِثُ الْخَرَسَ (من لا يحضره الفقيه3/556). إذن عرفنا سبب العمي والخرس! ويبدو انه لا علاج عندهم للعمي، لكن عندهم علاج فاعل لوجع العين كما ورد في مفاتيح الجنان وهو” التوسل بالإمام موسى عليه السلام ينفع لوجع العين”. (الباقيات الصالحات745/ ملحق بمفاتيح الجنان). ونسبوا للنبي(ص) القول: من قلم أظفاره يوم السبت ويوم الخميس، وأخذ من شاربه عوفي من وجع الاضراس ووجع العين”. (الخصال2/31) لم يثبت العلم بعد (14) قرنا بوجود علاقة بين الأظافر ووجع الأسنان، أو الشارب ووجع العين! وللوقاية من الجنون والبرص والجذام ينصحنا عباس القمي عبر وصايا الأئمة “أن يقص شاربه ويقلم أظفاره فذلك يزيد في الرزق ويوجب الأمن من الجنون والجذام والبرص” (مفاتيح الجنان/63) هذه المرة تعلق الأمر بالرزق. ومن نصائح أبو الحسن كما ذكر الكليني” إن أكل التفاح والكزبرة يورث النسيان”. (الكافي6/366). ولكن الإمام كما يبدو نسى أن يوضح لنا أي من التفاح هو الذي يورث النسيان، فهناك العديد من الأصناف والألوان والمذاقات، فجاء الجواب الشافي في مكان لاحق” لتجنب ما يورث النسيان هو أكل التفاح الحامض والكزبرة الخضراء والجبن”. (المصدر السابق/802) إذن التفاح الحلو لا مضرة منه، والحمد لله. لكن هناك الأدهى من علومهم الثمينة التي وضحت لنا أسبابا أخرى تورث النسيان وهي” البول في الماء الواقف، المشي بين إمرأتين، وإلقاء القملة الحية على الأرض والنظر إلى المصلوب”. (المصدر السابق) لا تعليق على هذه الوصايا القيمة الصادرة من الأئمة! وعن الإمام الصادق” أكل الجرجير بالليل يورث البرص”. (بحار الأنوار63/237) لكن كما يبدو أكله في الصباح لا مضر منه. أما عداء الأئمة مع الجرجير فالسبب كما شرحه الإمام الرضا” الباذورج لنا، والجرجير لبني أمية”. (طب الأئمة/139)، سبحان الله على هذا الذكاء النير! الجرجير معادي لأهل البيت! لله درك على هذه العبقرية!
ولننتقل الى فقرة مهمة وهي العلاقة الوثقى بين النعال والضعف الجنسي! وهذه النظرية الجنسية ـ النعلية، مع ان مكتشفها منذ عدة قرون هو خازن علوم الله أبو عبد الله، لكن مع الأسف لم يستفد منها لا علماء الطب ولا صانعوا الأحذية! ربما بسبب جهلهم وفقر معلوماتهم عن هذه العلاقة الخطيرة! فقد روى مرجعهم الموثوق ابن بابويه القمي” عن أبي عبد الله أنه رأى رجلا وعليه نعل سوداء، فقال له: مالك يا رجل ولبس نعل سوداء؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال؟ قلت: وما هي جعلت فداك؟ قال تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم، وهي مع ذلك لباس الجبارين، عليك بلبس نعل صفراء، فيها ثلاث خصال! قلت: وما هي؟ قال: تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم”. (كتاب الخصال1/99). الإمام لم يشخص العلة فحسب بل قدم لنا العلاج الشافي والوافي لشد الذكر، وهو النعال الأصفر! ونأمل أن يطبق من يعاني من ظاهرة الرخو الذكري هذا العلاج الإمامي ويوافينا بالنتيجة المعروفة سلفا. ولأن القمي فارسي لا يحسن العربية، فإنه لم ينقل عن الإمام قوله للرجل لابس النعل أو منتعل بل قال عليه نعل! وحرف الجر على يفيد الفوقية.
هناك علاج فاعل لجميع الأمراض ذكره يزيد بن مسلم” قال أبوعبد الله عليه السلام: المشط ينفي الفقر ويذهب الداء”. (مكارم الأخلاق/74).كلنا يا إمام نمشطالأغنياء منا والفقراء! وكل بقي على حاله. وهذه وصفة علاجية ثلاثية الفائدة للإمام الصادق نقلها لنا مؤسس المذهب الشيخ الطوسي نفع الله المؤمنين بعلمه الوافر جدا جدا ” تسريح الرأس يقطع البلغم، وتسريح الحاجبين أمان من الجذام، وتسريح العارضين يشد الاضراس”. (مكارم الأخلاق/78). هكذا هو العلم الصحيح وإلا فلا!
للحرز والحجاب والرقيه دور كبير في العلوم الطبية الأمامية والصفوية، ربما إستلهموها مما ورد في سورة الإسراء/82 ((وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)). وسورة فصلت/44 ((قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)). وسورة يونس/57 ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)). لكن المصيبة إنهم لا يعملون بالقرآن الكريم، وإنما بأحجبة وأحراز ورقى صادرة من مخيلاتهم المريضة وبلغات لا وجود لها إلا على ألسنتهم الفارسية العوجاء. مثلما هو معروف إن الإسلام أجاز الرقي بشروط. قال الحافظ ابن حجر العسقلانى” قد أجمع العلماء على جواز الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط، أولا: أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته. ثانيا: تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره. ثالثا: أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى”. (فتح الباري في شرح صحيح البخارى10/195). نموذج على هذه الرقيه تلك الواردة في الحديث النبوي الشريف” مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهْوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِىَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ”. (أخرجه البخاري/6403). لكن ستلاحظ أن الشروط الثلاثة المشار إليها غير متوفرة في الرقى والأحراز الصوفية والإمامية.
ذكر بسطام النيسابوري لعلاج المحموم” تؤخذ بيضه وتكتب عليها سبعة مرات جيم (ججججججج) وتلقى في خمط وتطبخ حتى تنضج وياكل المحموم اللب الابيض والاصفر وهذا مجرب صحيح”. (طب الأئمة/159). وإن لم ينفع فلا بئس! عليك بهذه الوصفة الأخرى” تؤخذ ثلاث ورقات وتبلع كل يوم ورقه ويكتب على كل ورقه .الورقه الأولى يُكتب عليها(طسطسف هوز وسق). والورقه الثانيه (طسطسق بزر سقامي) والورقه الثالثه (طسطسق سمرر وسعمو)”. (المصدر السابق). كما قال شيخ الطائفة الطوسي في علاج الجرب” شكا بعضهم إلى أبي الحسن (ع) كثرة ما يصيبه من الجرب فقال: إن الجرب من بخار الكبد، فاذهب وافتصد من قدمك اليمنى والزم أخذ درهمين من دهن اللوز الحلو على ماء الكشك واتق الحيتان والخل، ففعل ذلك فبرأ بإذن الله تعالى”. (مكارم الأخلاق/77) الجرب من بخار الكبد! أين علماء الطب من هذه المعلومة القيمة؟ علاوة على الوصية المهمة: إتقِ الحيتان والخل! مع انه ينصح الأطباء بإستخدام دهن الحوت لإحتوائه على مواد غنية مفيدة للصحة، وكانت توزع بشكل حبوب على طلاب المدارس في العراق جبرا ومجانا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
أبى المتصوفة إلا أن يخوضوا في هذا المستنقع الآسن، المليء بطحالب الجهل والتخلف، كما فعل الأئمة أو الأصح ما نُسب لهم من قبل كبار مراجع الشعوبية، لكن بصوره أقل فعالية وجاذبية، فأغلب علومهم الطبية مرتبطة بالطلاسم والحرز. مع إن هناك تعارض في أقوالهم كالعادة. قال بعض المتصوفة ومنهم أبو طالب المكي” لا يجوز التداوي”. على أساس ان الانسان عليه القبول والرضا بما يبتلى به من أمراض وعلل، كما ان فضل الشفاء سيرجع للدواء وليس لله تعالى. وهذا الرأي يخالف ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد جاء في سورة النحل/69 عن فوائد العسل((فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ))، وهو حث العباد على إستخدام العسل والإستفادة منه. ونقل أبو الدرداء عن النبي(ص) قال” إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ”. (أخرجه أبو داود/3874). ولكن مع هذا فأن العديد من شيوخهم أبحروا في هذا اليم المفزع، ومنهم أبن عربي والغزالي والبوني وغيرهم.
ذكر ابن الملقن لإيقاف النزف” يكتب انقلب يا دم بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هج لج هج لج هج لج هي لخطاي هي تكتب في ورقة وتعلق بين عيني المنزوف على انفه”. (كتاب الدر النظيم/50). ولو إكتفى إبن الملقن بالقول” يكتب انقلب يا دم بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي” بدلا عن الهج واللج لأراحنا وأراح العباد من طلاسمه! ويذكر الشعراني عن عبد الواحد بن زيد” كان رضي الله عنه يقول عليكم بالخبز والملح، فإنه يذهب شحم الكلى ويزيد في اليقين”.(الطبقات الكبرى1/43). وينسب الشعراني للإمام احمد بن حنبل” لما مرض عرضوا بوله على الطبيب، فنظر إليه وقال هذا بول رجل قد فتت الغم والحزن كبده”.(الطبقات الكبرى1/52). وذكر الشيخ عبد المحمود نور لمعالجة إرتفاع حرارة الجسم” يكتب لمن به حمى هذه الأسماء: شقش شقموش نمو شلخ راع المنخ أبا نوخ العجل الساعة”. ( أزاهير الرياض /231).
هناك الكثير من الرقى والعزائم والطلاسم في كتبهم وأبرزها ورد في كتب الأوفاق وشمس المعارف الكبرى ومنبع أصول الحكمة. يحدثنا النبهاني عن شيخ يدعى زون بهار( أو روزبهار) ومن كراماته الصعق في حب الله، وقد وظف كرامته الصاعقة لخدمة الحوامل، حيث تضع الحوامل ما في بطونهنٌ من الصعقة الأولى! ومن ثم وقع الشيخ الصاعقة بحب امرأة بغي! فترك صواعقه وخرقته الصوفية من أجل البغي!(جامع كرامات الأولياء2/77). كما ذكر الشيخ يوسف النبهان عن عن الشيخ الحبيب العجمي” جاءه رجلٌ فاشتكى وجعاً في رجله وسأله أن يدعو له وكان في مجلسه فلما تفرق الناس أخذ المصحف وعلقه في عنقه، وقال: يا الله لا تسود وجه حبيب، ثم قال: اللهم عافه حتى ينصرف ولا يدري في أي رجليه كان الوجع، فوجد الرجل العافية في الحال. فسألوه في أي رجلك كان الوجع، فقال لا أدري”. (جامع كرامات الأولياء1/92). وعنه أيضا” يروى ان رجلا قال له: لي عليك ثلاثمائة .قال: من أين ؟ قال : قال لي عليك .قال: اذهب إلى غد، ثم قال: اللهم إن كان صادقا فأدِ إليه دينه وإلا فابتله في بدنه، فجيء به محمولا مفلوجا، فقال: التوبة. فقال الحبيب: اللهم إن كان صادقا فعافه، فكأنما نشط من عقال”. (المصدر السابق1/387).
كما ذكر الشيخ محمد الكسنزان الحسيني” ان رجلا قال: كنت مصاباً بتشمع الكبد سنة1967 فراجعت الأطباء مدة طويلة ولكن دون جدوى وكان والدي أحد مريدي الشيخ عبد الكريم الكسنزان وقد بلغ من العمر ما يزيد على الثمانين وهو رجل متصوف، فقال لي يوماً: يا ولدي اطلب الاستمداد من روح الشيخ عبد الكريم الشاه الكسنزان واقرأ له سورة الفاتحة هدية لروحه الطاهرة! ففعلت ما أمرني به والدي، ونمت في تلك الليلة فرأيت رجلاً يقول لي: لِمّ ناديتني يا بني؟ قلت له: من أنت؟ قال لي: أنا الشيخ عبد الكريم الشاه الكسنزان ثم مسح بيده على بطني، وقال لي: قُم مشافى معافى بأذن الله فاستيقظت من النوم ولم يبقّ بي من أثر المرض الخطير شيء”. (الطريقة العلية القادرية الكسنزانية/363). لاحظ ان الشيخ في البداية لم يعرف سبب دعوته! من ثم مسح يده على بطن المريض قبل ان يتحدث المريض عن مرضه!
ومما ذكره الشيخ يوسف النبهان عن الإمام علي” أن واحداً من محبيه سرق، وكان عبداً أسود فأتى به إلى الإمام علي فقال له أسرقت؟ قال: نعم .فقطع يده، فانصرف من عنده فلقيه سلمان الفارسي وابن الكواء فقال ابن الكواء: من قطع يدك؟ فقال: أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين وختن الرسول وزوج البتول .فقال: قطع يدك وتمدحه؟ فقال: ولِمَ لا أمدحه! وقد قطع يدي بحق وخلصني من النار، فسمع سلمان ذلك فاخبر به علياً فدعا الأسود ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات، فسمعنا صوتاً من السماء ارفع الرداء عن اليد، فرفعناه فإذا اليد قد برأت بإذن الله تعالى”. ((جامع كرامات الأولياء1/388). لكن هل قطع يد السارق في الدنيا تعتبر عفو من الله تعالى عن السارق في الآخرة؟ ولماذا لم يتمكن النبي(ص) من علاج الصحابة الذيم استشهدوا في الغزوات بسبب جراحهم؟ هل السارق أفضل من الصحابة؟ أم علي أفضل من النبي(ص) فمنح هذه القدرة؟
كما ذكر ابو بكر العطاس للعلاج من وسوسة الشيطان سيما مع أداء الفروض، حسبما جاء في شكوى للشيخ عبد الرحمن بن محمد أجاب عنها” إذا أردت أن تصلي إحمل في ثوبك بعرة، فقال السائل: بعرة بعير أو غيرها؟ فأجابه” بل بعرة حمار”. (تذكير الناس بكلام احمد العطاس/46). تصوروا بعرة حمار قذرة في جيبه ويؤدي الفروض! أين الطهارة يا شيخ! إتقوا الله في العباد.

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

الستات نعمه وإللى يكرههم يعمى

Fifa World Cupيقول المثل الشعبي الموروث والمضل الخادع (اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعه وعشرون ) و ( آن كان للمرة متود هده )آي ان كان لها مورد رزق يجعل لها عزه وكرامة دمره حتى تظل مكسورة الجناح و يزيد الموروث الشعبي الطين بله ويقول ( مشورة المره ” اى المراه ” تجيب لوره) ويضيف(مشورة المره لو صحت تخسر النص ( مشورة المره تخرب الدار سنه )ولو حصرنا الأمثال الشعبية لوجدناها زاخرة عامرة متخمة بما على غرار ما سبق و آخر يقول(لا عمر مره ربت ثور وحرت)( دليل على آن تربيه النساء لا تثمر سوى الفاشلين مع آن الواقع افرز ملاين الأفذاذ العباقرة والأبرار والأنبياء والقديسين 0000000 ربتهم أمهاتهم كأفضل ما يكون، ولكن بحثا عن مصدر هذه الأمثال الشعبية الفاسدة الخادعة المضللة التي يزخر بل ويتفرد بها فقط التراث العربي نجد أن مصدرها ومنبعها الأحاديث الشريفة لأكرم خلق الإله كأعلى مصدر من مصادر الصدق والمصداقية بالنسبة إلي من يؤمنون بذلك فنجد( إنهن ( ناقصات عقل و دين )و ( لن يفلح قوم ولووا آمراه عليهم ) هو الذي لم ينطق عن الهوى ” ص ” بل كل ما نطق به هو من الإله ” تعالى ” مباشرا فهل الإله ناقص الفهم وقاصر الرؤية حشا ، بل إن البعض ينسبون رؤيتهم وخبرتهم العاجزة القاصرة المريضة المشوهة إلى الله لأنه هو الذي ألهمهم إياها وليس نفوسهم وعقولهم المريضة، وحتى لا يجرؤ احد على منا قشتها او الاعتراض عليها ،

وتمتلئ كتبهم بما يؤيد و يشرح ويفسر عظمه هذا القول وحكمته التي ما بعدها حكمه مع ملاحظة أنهم كلهم بلا استثناء من الرجال والرجال فقط الموتورين المعقدين نفسيا وذوى الأمراض والعاهات والتشوهات النفسية و الاجتماعية و الروحية و العقلية وهم لا يعلمون ولا يدرون سوى أنهم أعظم خلق الله ( فالرجال قوامون على النساء ) ولديهم من النرجسية و جنون العظمة ما يهلك الكون كله و للآسف هم ممن يملكون القدرة والمهارة والموهبة على السرح بعقول الآخرين والتأثير على قياده العامة ويملكون سلطات غاشمة ويتربعون على عرش الإفتاء في مسائلنا الاعلاميه ويشرعون مناهجنا الدراسية ويبثون سموما في موروثا على غرار ما سبق، ومن الواضح آن من اخترع وروج ودون كل ما سبق هو الرجل كما أوضحنا من قبل ، فهذه أحد أسلحته لتدعيم سطوته وسيطرته وهو الصراع النابع من الغرائز الفطرية الموجودة في كل من الجنسين منذ بداية وجوداهما على كوكب الأرض واستمر عبر كل العصور بلا استثناء ولكن في بعض المجتمعات التي توافرفيها أراده التغير للتقدم و الرغبة في الازدهار غرست في كافه وسائلها الاعلاميه والتعليمية و الدينية جذور وبذور المساواة الكاملة بين الإنسان آيا كان جنسه أو نوعه أو لونه أو دينه او000000000 فالكل له حقوق المواطنة كاملة وعليه واجباتها كاملة والتمييز والفرق يكون على أساس إجادته لعمله وليس نوع عمله لان جذور ووباء وفيروسات التمييز على غير هذا الأساس كفيله بتمزيق أوصال الجسد الواحد فميكروب التمييز سيتكاثر وينشطر سريعا ويقضى عليه تماما فكما آن الإنسان يمكن آن يموت بسبب ميكروب واحد وفيروس واحد يدخل جسده وهو لا يدرى ويشعر فقط بالوهن والضعف والهزل وهو لا يدرى سبب ذلك بل يكابر ويوهم نفسه انه في أفضل حال ، لذا فهو ليس في حاجه إلى علاج ويظل هكذا يصارع المرض متوهما انه في قمة الصحة ويضل يتدهور حتى يموت، و هكذا أيضا يبدأ الميكروب الفكري بالتقسيم والانشطار والتكاثر بقوه دون ان تدرى ،لأنه لم يعرف الصحة الحقيقية يوما حتى يقارن بينها وبين وضعه الحالي فيكتشف كم الخداع الذى يحيا فيه .

فالخداع والتضليل الفكري في الموروث الثقافي العربي متعدد الجوانب والأبعاد والمستويات بحيث لو أردنا رصده كله لعجز فريق ضخم من الباحثين على ذلك لعده عقود ، ولكني سألقى الضوء على إحداها فقط وفى عجالة سريعة جدا ، فمن بين ما غرس في عقولنا من ضمن ملايين البذور الفاسدة التي لا تحصى ولا تعد ونحن لا ندرى لأننا كنا صغار في السن وفى المعرفة ولم نعى خطورته ولم ننتبه أليه إلا بعد أن بلغنا من العمر ارزله، وقضيناه في القراءة والبحث في شتى العلوم والمعارف سنوات وللآسف مازال العديد من كبار السن صغارا جدا في معارفهم مازالوا يؤمنون كل الأيمان بأنه الحكمة الكاملة النازلة من السماء مباشرا إليهم هم وحدهم دون غيرهم في نظره أحاديه جدباء و مستسلمون للموروث الثقافي الفاسد استسلام تام وكامل

لأنهم لا يملكون القدرة على التمرد والعصيان الإرادي عليه و لا حتى الرغبة في تغيره ا وتعديله أو حتى تنقيته مما يشوبه ، ومن ضمن البذور الفاسدة التي غرست في عقولنا آن الأنثى مهيضة الجناح ، وأنهن مفعول بهن فمن عادات العرب قديما قبل الإسلام هذا الوباء الفكري أيضا ، فكانوا يقسمون البشر ويميزونهم ، فهذا فريشي من الأسياد المكرمين والباقي عرب وهم آدني مرتبه قليلا أما ذاك فهو أعرابيا بدويا ( وهو اشد كفرا ونفاقا ) ورغم هذا التقسيم المفعم بالحقد والعنصرية والطبقية الكاملة المدمرة ألا إنهم جميعا في كفه وأحده ( هم جميعا عرب ) هم الأعلى مرتبه على الإطلاق من باقي الأجناس الأخرى الأدنى والاحقر منهم ( ويسمونهم عجم اى بهائم ) وتوارث الفكر الاسلامى هذا الميكروب والوباء الذي ينشطر سريعا مرات ومرات عديدة – هذا رجل وهذه أمراه، والرجال قوامون على النساء وهذا مسلم وذاك غير مسلم ( ولا ولأيه لغير المسلم على المسلم ) ويتم تقسيم المسلم إلى( سني وشيعي ) كل منهما يكفر الأخر ثم يتم التقسيم إلى شرائح عديدة ( وجعلناكم فوق بعض طبقات) إذا العنصرية أمر ألهى يتم غرس سرطان التفرقة بين كل طبقه وأخرى بآيات وأحاديث قدسيه مدسوسة من الذين يريدون الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهويتهم كطبقه مميزه متميزة عن الآخرين الأدنى والاحقر والأقل إلى آن ينتهي الحال إلى تكفير كل طبقه للأخرى بل تتمزق الطبقة الواحدة نتيجة اختلاف الرؤى وصراع المصالح وتطاحن ألا رادات المتباينة ، وجميعهم ليس لديه آدني إحساس بالمسؤليه الاجتماعية للجماعة الواحدة المتعددة الأعراق والثقافات والملل والنحل والمجتمع الواحد المحلى أو القومي أو الدولي ويذكر لنا العرف العربي القديم قبل ظهور الإسلام (ا نصر أخاك ظالما أو مظلوما) وهو عرف آخذه الإسلام وجعل نصره الأخ الظالم والانتصار له بالوقوف بجانبه أولا ثم بعد ذلك رده عن ظلمه واخترعوا له مثل شعبي يدعمه ويعضده ( آنا و اخويا على ابن عمى وآنا وابن عمى على الغريب) تأصيلا لفكر التمييز والانحياز للأقرب في الدم لا لغرس فكره الانحياز للحق والعدل ، وكتطور غريزي فطرى لما تم غرسه من بذور فكريه فاسدة سيصبح المثل الكامن في الأوعى والغير معلن في القول ولكنه معلن في الفعل والسلوك الظاهر هو ) آنا ونفسي ضد آخى و ضد الآخر وضد آي شي يتعارض مع مصالحي ) فاخترع و ابتكر العقل أقوالا ما ثوره عديدة كثمار للفكر السابق منها ما ردده رجل الشارع الامى ودكتور الجامعة معا في نفس الوقت فعلى سبيل الذكر لا الحصر ( حيثما وجدت المصلحة فهناك شرع الله) كما رددوا أيضا ( ( آن وجدت أعمى كل عشاه آن كان ربك بيحبه ماكانش عماه ) و ( أنا وبعدى الطوفان ) – ( آن بيت أبوك وقع خذلك منه طوبة – يا جحا الضرب شغال في بيتكم قال مادام بعيد عنى خلاص – قمة الخسة والدنائه والحقارة كإفراز طبيعي لتسلسل منطقي لقوانين التطور والنمو الذي هو إما لأعلى اولاسفل السافلين و الانحدار إلى الأسفل هو الأسهل والأسرع والأقوى حسب قوانين الجاذبية الارضيه الذي هو ليس للأجسام المادية فقط بل للأخلاق أيضا فلا يوجد شي مستقر أبدا في هذا الكون فالحياة إما آن تنحدر إلى أسفل بقوه بالهدم والرذيلة وترك النفس إلى الأوعى وإما آن تصعد إلى أعلا بالبناء والفضيلة وملء العقل الواعي بما يجعله قوه جبارة للارتقاء والسمو وهذا يتطلب مجهود شاق مخطط له ومدروس بعناية فائقة

وبعد هذا نتساءل بغباوة وجهل لماذا وصلنا إلى هذا المستنقع والبكابورت من الأخلاق والسلوك فلانجد سوى الحل الجاهز والتفسير المعلب والمغلف والجاهز للاستهلاك السريع و المريح للأغبياء
ونحن نيام في سبات عميق وناموسيتا كحلي و بمبي ووردي إحنا ميه ميه و ميت فل وعشره وصاغ سليم وزى الجنيه الذهب و لن نتغير ونتغير ليه؟؟؟؟؟؟؟ هو فيه أحسن من كده ايه؟؟؟ وسنعمل جاهدين بكل قوه على جعل العالم كله مثلنا ولو بالقنابل والإرهاب

رفيق رسمى

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

دعوني أحدثكم

___

دعوني أحدثكم عن الحياة
سيصرخ الغالب منكم ، لا تفعل، الحياة تعاش فقط.
الكلمات تفسد الحياة الحقيقية
الكلمات تركلنا إلى خارج المشهد
الكلمات لأولئك الذين يهوون الفرجة.
أما الحياة، الحياة ذاتها فتعاش بصمت.
..
إذن دعوني أحدثكم عن الحياة المزرية
نعم نسيت بأنكم جميعاً تعرفونها جيداً،
ولستم بحاجة إلى الكثير من الكلمات المبهرجة لوصفها
أتفق معكم، الحياة المزرية لا تنقش لها الكلمات، وتكال لها المعاني المنمقة.
تلك المعاني التي تجعلها تبدو كلوحة غير قابلة للمس.
..
إذن دعوني أحدثكم عن شيء آخر
دعوني أحدثكم عن الموت ،
نعم، نعم ، صحيح، لا يمكن لحي أن يتحدث عن الموت
لا يمكن لكلمات ابتدعتها الحياة أن تصفه
علي أن أموت أولا ثم أقوم هناك بابتكار لغة جديدة خاصة بذلك العالم.
ثم أعود لأعلمكم أولاً لغته، ثم أصفه. هكذا يقول المنطق الملعون.
..
إذن دعوني أحدثكم عن الله،
أسمعكم جيداً وانتم تقولون كيف يمكنك الحديث عن الله بينما الرصاص الذي يطلق بسمه يصم آذانكم، كما أني أعرف أن الحديث عن الله أصبح متعباً ومخيفاً، لم يعد مبهجاً أو مسلياً، أصبح لكل منكم ثأره الخاص ضد الله.
الله المسيحي، والله اليهودي، والله الشيعي، والله السني..، نعم كيف يمكن الحديث عن الله وكل المفردات ستكون مصابة بكل هذا الانفصام الذي لم تشهد الحياة واللغة مثله.
..

إذن دعوني أحدثكم عن الأمل،
لا تخبروني بأن الأمل اصبح سخيفاً وساذجاً منذ ان نزلت علينا مخلوقات التنمية البشرية. يبدو الأمر كذلك، لكني أريد أن أحدثكم عن الأمل القديم، الأمل الذي عرفته جدتي التي عاشت مائة عام متشبثة بالحياة، تغني بغرفتها المجاورة، أغاني قديمة لم أكن أفقه منها شيء، لكنها صدقوني كانت مفعمة بالأمل والحياة، كالمطر تماماً، لا ملامح حرفية له، لا كلمات واضحة فيه، لكنه يبعث فيك إحساساً تعجز الف قصيدة عن بعثه.
ماذا؟،
تعرفون هذا جيداً! ..
..
إذن دعوني أحدثكم عن نفسي قليلاً،
توقفوا لا تقولوا شيء، هنالك أمور كثيرة لا تعرفونها عني
أمور تستحق أن تقال
مثلاً ،
أنا شخص لن يموت.
شخص سيتعرف عليه حتى أبنائكم وأحفادكم البعيدين جداً.
أتمنى أن تعيشوا طويلاً لتسمعوهم وهم يقولون: نحن نعرفه، أنه حي، أنه لا يموت.
لا تسألوني كيف، وهل يمكن للفيزياء تفسير ذلك.
قد يقول قائل: الأمر لا يحتاج إلى كل ذلك
الأمر يحتاج فقط إلى كلمات خالدة، فالكلمات هي ملامحنا الأبدية، وأرواحنا الأزلية. فالرب قال ” في البدء كانت الكلمة، والكلمة كان عند الله”. فكان خالداً أول من نطق هذه الكلمات.
مع أن هذه الإجابة مبهرة لتأخذ أنفاس الذين يؤمنون بميتافيزيقية اللغة، لكني أبعد ما يكون عن هذا النوع من التصوف صدقوني، وهذا شيء آخر من الجيد أن تعرفوه عني.
أنا فقط لن أموت.
فالتمسوها لعنة/ أو غروراُ كتابياُ أو جنونا لا أساس له من الصحة العقلية.
فقط حينما تخرجون من شوارع اللغة، وتقفلون ورائكم كل الأسماء، ستعرفون عن أي جنون أتحدت.

طلال قاسم – مفكر حر

Posted in الأدب والفن | Leave a comment