” ماء ودم “

iraqdevided” ماء ودم “

تباكى اليوم ” كبير قومهم ” على الماء عجبا ولم يبكي هو والمجتمع الدولي على بحور الدم التي تجري شلالا في ارضنا ،

بالملايين مهجرين ، مليونان قتيل خمسة ملايين يتيم وملايين الأرامل ، طائفية قتل على الهوية ، سرقة ، فساد هدر ثروات العراق وتدمير تراث أغنى أمة في التاريخ .

الموصل الماء والسد أنسانيون شرفاء ديمقراطيون ومن ( ك أ م ) كافي دجل يا سفلة دماء أهلنا أصبحت المنظر اليومي في الأخبار العاجلة ،

لا تهتمون بالدم تهتمون بالماء ! لقد نسيتم الله وسوف ينساكم الله ، ونحن ننتظر كلمة الرب في قدركم ونحن منتظرون .

هيثم هاشم

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

التطرف الديني .. بقايا تاريخ مهمل ..وواقع لحال المنطقة وأزماتها

*د.محمد الموسويiraq-security
.. الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها .، والتطرف احد أشكال الفتنة الواجب تركه تركا للفتن والتحلي بالإيمان واحتراما للشرائع ودرءا للمصائب التي تقع على رؤوس البشر بسبب التطرف والفتن .. لذا لعن الله من ايقظها لعظم مصائبها.
التطرف سلوك كامن يمكن له ان يطفو على السطح عند ايقاظ الفتن .، وينتمي التطرف الى العصبية المنتمية الى الجاهلية الكامنة فينا او تلك التي اعادوها بعدما تحول الدين من معتقد جميل الى وسيلة لبلوغ السلطة أو مكاسب أو تجارة.
التعصب لعرق أو دين أو مذهب أو طائفة أو رأي هو قاتل للمتعصبين .. وهنا لا يتفق التعصب مع مبدأ الحريات ومنطق التسامح الديني والرقي البشري .، وكلما كنا أقرب الى البداوة كلما وفرنا مناخا أكثر خصوبة للعصبية والتخلف والتطرف والفتن والحروب مكونين لبقع منكوبة على كوكب اراد الله له الخير والسلام ..، وتتسع البقع ونتحول دون أن ندري الى كوكب موبوء معطوب يتآكل بفعل الوحشية المتأتية من جحيم العصبية والجهل والتطرف والفتن ناهيك عن الكائنات البشرية التي تعتاش على الازمات وضيق الرؤى وكوارث الغير.
وهنا يمكننا ان نلوم انفسنا والجميع فكلنا ساهم في صناعة التطرف وساهم في استحضار الجاهلية وعصبيتها .. ساهم الجميع بشكل أو بآخر ولا يجوز لأي من المسئولين أو النخب أو من كان لهم الامر والدور أن يبرءوا أنفسهم لأن ذلك وإن دل فإنما يدل على غياب الرشد والجمال ..، فضيق رؤيتنا وما ورثناه من خطايا وتاريخ مزيف أدى بنا الى أن نكون بموقع فاعل وداعم ومتفرج وصياد أزمة.
لقد دفع طغيان العثمانيين والصفويين الذي كان قائما على العصبية والتطرف وإمتطاء الدين واستعباد الشعوب باسم الدين لقد دفع طغيانهم بالشعوب الى التفكير في الخلاص والنجاة منهم حتى ولو على يد مستعمر غير مسلم فلما زال طغيانهما عن المنطقة اصبحت منقسمة على نفسها وكل شطر فيها يترفع على الاخر منكلا به طاعنا في هويته كما اصبحت اي المنطقة في فراغ تام عبأه الفرنسيين والانكليز بطريقتهم ولما نجت المنطقة من المستعمرين الاثنين الاخرين وقعت في مأزق القومية وتعصبها وقلة تجربتها وكثرة المتخوفين منها حتى داخل البيت الواحد ..، ورغم ان التجربة القومية كانت في خطاها التحررية الاولى سطورا مضيئة في عملية التحرر العربي إلا انها كانت مليئة بالأزمات وشهدت تداولا للسلطة بالدم والعنف في بعض الدول ولا تزال تبعات هذا التداول قائمة مهلكة بالعراق ..، كما انتشت وظهرت ونمت قوى الاسلام السياسي المتطرفة تحت المظلات القومية وبات لها ان تتوسع في اجواء خصبة قومية وغير قومية متفقة ومختلفة على افكار ورؤى وكان لابد من اكتمال عناصر وباء التطرف فيها فجاءت ثورة الشعب الايراني مكملة للعناصر .. تلك الثورة التي سرقتها جماعة الاسلام السياسي المتطرف في ايران عام 1979 سرقوها من العمال واليسار الايرانيين وبعد اكتمال عنصري التطرف الديني يعود الصراع في المنطقة من جديد الى شكله التاريخي السابق وبأبشع صور التطرف الديني والعرقي والطائفي والمذهبي وقد اصبحت الاراء في هذا الاتجاه معززة بمال وسلاح ودعم سياسي وخطاب تخدير ينطلق من ثقافة بنيوية اسسوها كلغة لهذا الوباء لتشتعل المنطقة بأسرها وتصبح حطبا للتطرف المدعي الناطق باسم الدين وخلافة الله .، ويقوم هذا النوع من التطرف والخلافة الالهية في ايران على شكليات دينية ممزوجة بعادات تاريخية وانتماءات قومية شديدة مستترة بعباءة الدين ولم يهذبها الرقي البشري بعد..، بالإضافة الى خلط بين الانتماءات القومية والأعراف الموروثة .، وأطماع توسعية كبيرة غير معلنة لكنها تذكرك بالصفوية ولبلوغ الغايات يباح احتضان الشر وتباح دماء المناضلين وأموالهم وحرماتهم وما يملكون ويطعن في ايمانهم ويوصفون بالكفر وتغص بهم وبذويهم السجون ويحاكم الاغلبية منهم بأكثر من حكم على تهمة باطلة واحدة فأنت ان انتميت الى جماعة رأي تعد كافرا خائنا معاديا للنظام ولله ..، في حين ان كثيرا قد اعتقلوا ولم يروا ولم تعرف اسمائهم سجلات ولا سجونا او محاجر توقيف فقد قتلوهم في اماكنهم او قتلوا وقبروا سرا ..، ولا زال التطرف والخلافة الالهية في ايران ولازالوا يلاحقون خصوم الرأي موتى وأحياء كأعداء لله واجبة ملاحقتهم وإبادتهم فريضة بعد مرور خمسة وثلاثون عاما على الثورة الايرانية المسلوبة يلاحقونهم بالقتل وهتك الحرمات والتنكيل وقتل جرحاهم ومرضاهم .. وللتطرف والخلافة ولاة واذرع …، وعلى ذكر الثورة الايرانية المسلوبة فقد فشلت ايران التوسعية في نسخ تجربتها في مصر عندما بدءوا بسلب الثورة في مصر.، اما الشعب الايراني القابع تحت ظلم الخلافة فقد نزعوا ارادته وصادروا رزقه وقوته ومسوا بكرامته وأنهكوا عقيدته واضعفوا ايمانه وحملوه تكاليف ارهابهم وتطرفهم المصدرين تحت مسمى تصدير الثورة .، أما على الصعيد الخارجي فقد كانت هذه الثورة المسلوبة المصدرة وبالا على العالم والمنطقة فقد كان لها لغة وثقافة وأرصدة وعناوين مسؤوليات تسعى وراء مواضع الازمات وشركائهم في الفكر والتوجه والتطرف خاصة اولئك الذين لا يعلنون عداواتهم الطائفية .، وفي اطار هذا التوجه الميكافيلي لمدرسة التطرف الايرانية لم تهمل العلاقات مع اي جانب وخاصة الغالبية العظمى من قوى التطرف في المنطقة والعالم فكانت العلاقات قائمة مع كل الفصائل المتواجدة على الاراضي الافغانية في حينها بما في ذلك طالبان والقاعدة ومن يعتقد بوجود قطيعه بين ايران والقاعدة مخطئ فلابد ان يلتقي الشركاء لقاء مصالح وتبادل مواقف .. وهذه هي المدرسة الايرانية.
.. اما القوى الدينية العربية المدعية المتطرفة فهي قوى احضرت معها سواد وخزي جاهليتها وخلطت بين الدين وجذور جاهيلتها وأعرافها وبنت للدين نهج يتطابق مع رؤيتها وأهدافها فصعدت من عصبيتها وتطرفها وبدأت تستقطب بأبواقها العالية جماهير ومناصرين غيبت عقولهم دهورا وخلى واقعهم من الوعي وتبنت العداء لمن يخالفها الرأي فان لم تك منهم فأنت على غير هدى ومن الهالكين ..، وزاد العداء للآخرين في جانب وزاد خلافها مع الذات داخليا في جانب آخر فتشققت وأصبحت جماعات شتى يرفض بعضها البعض ويطعنوا في شرعية البعض ..، وكما للتطرف الذي تصدره الخلافة الايرانية لغة وفكرا ونهجا وأرصدة وتوجه كذلك هو الحال لوباء التطرف الديني العربي الذي تتبناه تلك الجماعات المتطرفة بل وأصبحت له مدارس وجلسات دروس تزرع الفكر وترعاه وتموله وتحتضنه فلم يسلم منه صغيرا او كبيرا رجلا او امرأة طفلا او بالغا ولا ننكر بأننا رأينا لـ مدرستا التطرف الايرانية والعربية مسجدا وروضة اطفال ومستشفى خيري او محطة مياه او شيء خدمي في منطقة ما إلا اننا نعلم ان ذلك كله يقع في اطار عمليات الحشد والتعبئة لتوجهاتهم ونهجهم ولم يعد ذلك خافيا إلا عن قلة قليلة من البشر .. لقد كان التطرف غافلا عن حقيقة استهلاك الشر لذاته في حضور النور.
.. لسنا في حرب مع اي طرف من الاطراف التي نعنيها بمقالنا وإنما هو رفضنا لسلوكهم ونهجهم المتطرف وتشويهم للدين وأخلاق الاسلام .. فهذه ليست رسالة الله .. لسنا مع التطرف الايراني وتصديره للإرهاب ولسنا مع استعباد الشعب الايراني وتجويعه وتشويه تاريخه وإبادة ابنائه جماعيا وكل ذلك يتم تحت راية الله .. لسنا مع نشر ايران للفتن في المنطقة في العراق والبحرين ولبنان والخليج واليمن وفلسطين باسم الدين ..، لسنا مع تهديد ايران للأمن القومي العربي وتدخلاتها السافرة في المنطقة كما اننا لسنا مع الخمول العربي تجاه ذلك .، لسنا مع ضرب الدولة في لبنان وهدمها في العراق ولا مع زرع الشقاق بين الاشقاء في فلسطين وتعطيل مشروع دولتهم المرتقبة بسبب دعم حماس وتطرفها حتى اصبحت حماس معطلا لمشروع قيام الدولة ومسوغا لإسرائيل توفر لها الاسباب السياسية والذرائع الامنية التي تحتاجها اسرائيل في حوارها مع الجانب الفلسطيني ..، كذلك فأننا لا نقبل بصراع صفوي عثماني من جديد في المنطقة كهذا الذي يحدث الان.
ولابد ان تتحمل مدرسة التطرف الدينية العربية مسئولية ما يجري في العراق من اضطهاد وقتل للأقليات والطوائف الاخرى وكل من يختلف معهم بالرأي بالعراق ولبنان ..وكذلك الحال في مصر وسوريا فعصابة داعش قد ولدت من رحم وباء التطرف الديني العربي هذه هي داعش نتاج هذه المدرسة كغيرها من المواليد غير الشرعية التي تريق الدماء بغير الحق وتستبيح الاعراض فلم يكن مسيحيو العراق في حرب مع داعش او القاعدة وكذلك جميع العراقيين من سنة وشيعه وايزيديين وتركمان وأكراد ولم يذهب العراقيين اليهم لمحاربتهم بل انهم من قدم اليهم للتطاول عليهم ولا يعقل ان يكون ذلك الا وحي شر وبغي ..لذا نقول اوقفوا ما صنعتموه فقد يصل وباءه اليكم قريبا او عاجلا والتاريخ مليء بأحداث مشابهه .. اوقفوا هذا البغي اوقفوا هذا البلاء اوقفوا مدرسة التطرف والرعب هذه لتنعموا بالأمان في الخليج والعراق ولبنان واليمن وفلسطين ومصر والسعودية وقطر وليبيا والمغرب العربي وتركيا وإيران وأفغانستان وباكستان .، ادعموا التسامح والاعتدال وأوقفوا تشويه هذه الجماعات للدين ورسالات السماء .. وأعيدوا للعراق مسيحييه وانقدوا الانسان فيه ..انقدوا بقاياه من ظلمات التطرف ودوامة العنف .. ومن قبل بهذه الجماعات وبظهورها ونشأتها ونشاطاتها فليتحمل تبعاتها او يتبرأ منها ويعلن نصرته لضحاياها.
فيما يتعلق بمدرسة التطرف الايرانية الحاكمة في ايران والمنطقة والمؤثرة في ما لم تكن حاكمة فيه لا توجد قراءات عربية سليمة كما لا توجد رؤية عربية سليمة في هذا الاتجاه وهذا ما سيتيح لإيران البقاء كدولة ومنظومة مهددة للأمن القومي العربي والمنطقة بأسرها ولا يمكن للعرب ان يلعبوا دورا متقدما في كبح النظام الايراني إلا من خلال دعمهم للشعب الايراني الممثل بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وهو ائتلاف ايراني معارض ديمقراطي معتدل يمثل كل اطياف الشعب الايراني وتوجهاته .. المعاملة بالمثل ودعم البديل الايراني لبناء ايران جديدة يمكن التفاهم معها وتكون شريكة في بناء الامن والسلام بالمنطقة .. ايران تكافح الارهاب والتطرف بدلا من ايران داعمة للإرهاب والتطرف والقلق والتوتر بالمنطقة .. ايران الجديدة ستعيد مفهوم الدولة الى لبنان والعراق والأمن والأمان للمنطقة.
لقد كان ولازال اهمال العرب للتغيير السياسي في ايران كوسيلة لمكافحة الارهاب والتطرف خطيئة من الخطايا التي يدفعون ضريبتها اليوم وتستمر الضرائب ما داموا على خطاياهم.
الخير في وفي امتي الى يوم القيامة .. بالدين الحق والتسامح ونشر الخير وتثبيت القيم الاخلاقية والاعتدال وقد اهملنا بناء فكر معتدل متسامح نقي يقوم على الفضيلة كبديل للفكر المتطرف المشوه للدين .. كنتم خير امة للناس .. مشروطة بالأمر بالمعروف .
انقذوا الاسلام انقذوا رسالات الله الرحيمة انقذوا المنطقة من وباء التطرف الذي سيحصد الجميع ان استمروا في غفلتهم.
والى غد افضل.
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

صناعة الخوف

crosingyoungdaiishZeitgeist Arabic زايتجايست العربية

صناعة الخوف …

“ان االمتحكمين بهذا العالم يتآمرون و “الاذكياء” يتفاخرون بانهم يعرفون ذلك”

اذا اراد لصا صغيرا سرقة محل للجواهر فانه بكل تاكيد سيضع مخطط و سيدرس المكان و يجد افضل السبل للقيام بعمله هذا. فما بالك اذا ارادت حفنة من اصحاب المصارف و الثروات ممن يتحكمون في العالم ان ينهبوا شعوبا باسرها. هل سيكون الامر غريبا بان يضعوا خطة و مؤامرة للقيام بذلك؟ كلا بالتاكيد بل لا ينبغي ان نتوقع بان شركات و مصارف مالية كبرى عريقة في اعمال النهب تتصرف دون تخطيط. لذلك فاننا نود ان نتحدث هنا ليس عن المؤامرة نفسها بل عن الايديولوجية التي تقف ورائها و الاهداف التي تريد الوصول اليها. ليس لاننا من هواة التحليل و لكن لان فهم العقلية التي تقف وراء ما يجري يعد ضروريا لمقاومتها و ابطال مفعولها.

الولايات المتحدة الامريكية مثلها مثل اي نظام سياسي اخر ليست عبارة عن كيان منسجم من السياسيين بل انها عبارة عن شركات و بنوك و مصالح تتفق او تتصارع فيما بينها. و لكن الكتلة الاكبر و الاكثر نفوذا منذ عقود طويلة هي الكتلة المعروفة بصقور البيت الابيض. اشتهرت هذه الطغمة في الماضي بكونها من اشد انصار الليبرالية الجديدة التي كانت تدين بالحرية المطلقة للاسواق و عدم تدخل الدولة في شؤون الناس. و لكن منذ دخول الراسمالية عصر انحطاطها و انكشاف ازماتها و مخاطر انهيار الدولار تحولت هذه الطغمة من صقور الى وحوش بدأت تنهش الشعوب بهدف حماية الدولار من السقوط.

هذه الطغمة المتنفذة في امريكا تعمل منذ فترة على اساس ايديولوجية مستمدة من نظرية كارل شميت أحد أهم مفكري النازية الألمان وأكثرهم إشكالية في القرن العشرين. صاحب المقولة المشهورة التي تقول:

لاجل ان يكون لديك مجتمعا متماسكا لا بد ان يكون هنالك عدو خارجي.

ومنذ انتهاء الحرب الباردة بالانتصار على “الخطر الشيوعي” 1989 كانت هذه الطغمة تهم في البحث عن اعداء خارجيين جدد تستخدمهم لتبرير سياسات النهب و لاخضاع المجتمع الامريكي و قبل كل هذا و ذاك حماية تماسكه امام الاخطار المحدقة التي سيتم افتعالها. فكانت احداث سبتمبر 11 هي بداية عصر جديد يواجه فيها الغرب خطرا جديدا مفترضا و هو خطر الارهاب. و بعد ان انتهت الولايات المتحدة من استهلاك هذا الخطر لما بدى و كان الغرب قد انتصر في حربه على الارهاب, فان استمرار التخبط الاقتصادي و عدم عودة الاسواق الى انتعاشها و موجة الاعتراضات التي بدات تضرب اوروبا و امريكا و غيرها من دول وضعت موضوع العدو و الخطر الخارجي على الطاولة من جديد.

و هكذا يقوم الصقور هذه الايام بالتهويل و الترويج عن المنظمات الارهابية و المتطرفة سواء كانت بغطاء ديني كما في العالم العربي او نازية جديدة كما في اوروبا لكي ينتشر شبح العدو المتوحش الهمجي على المجتمع. وسائل الاعلام الغربية و العالمية تروع هذه الايام جميع شعوب العالم عبر نشرها للافلام و الصور في عناوينها الرئيسية كل يوم تتحدث عن اعمال وحشية و رؤوس مقطوعة و عمليات اعدامات و افلام عن تهديدات منظمة ارهابية خطيرة.

و الذي يتتبع مزاج الناس في الشارع و على الاقل في صفحات الفيسبوك مثلا سيرى بوضوح كيف ان الخوف من هؤلاء الوحوش اصاب الجميع بالهلع و الياس و دفعهم الى التخندق في الجانب المقابل حول انظمتهم السياسية. و هذا هو المطلوب بالضبط. فقد عمل السحر مفعوله بسرعة. و سنرى في الايام القادمة و سنقرا عن اعمال وحشية شنيعة و تفجيرات ستتزايد كلما تزايد تخبط الراسمالية في ازمتها و هم سيضعونها لك في صدر نشراتهم.

و لكن دعني اقول لك شيئا … ان ما تراه حول اعمال ارهابية و حشية كانت هناك دائما. هذه الاعمال الشنيعة ارتكبتها الانظمة و المنظمات الارهابية دائما. الفرق هذه المرة هو انهم يضيفون الملح الى الطبخة و يتلاعبون بالاحداث هنا و هناك و من ثم يجعلونك تراها عبر اعلامهم و هم يتوعدونك كل يوم لان هذا ضروري لحمايتك من خطر المطالبة بحقوقك في الازمة القادمة …

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

«الماشطة» و«البلانة» و«الأيمة» .. مهن نسائية انقرضت

مها عارف : الشرق الاوسطmashtta
كانت فيما مضى ذات شأن
ربما لا يعرف الجيل الحالي شيئا عن «الماشطة والبلانة والمرضعة والأيمة والخاطبة والممسدة» وغير ذلك.. هذه كلها اسماء لمهن كانت تقوم بها النساء في الماضي، وهي مقتصرة على المرأة مع مرور الزمن اختفت هذه المهن ولم يعد لها مكان سوى في الذاكرة الشعبية. كانت تصاحب هذه المهن عادات وتقاليد وطقوس تمارسها المرأة، ليس هنا فحسب بل في العديد من البلدان.
الماشطة
* تمثل مزينة الشعر في العصر الحالي، وكان يطلق عليها اسم «كواية» أو قصاصة الشعر، وارتبطت مهمتها بتزيين العروس فترجل شعرها، وتزينها بأنواع الحلي والحلل والشكول. كانت الماشطة تقوم بدور الخادمة لدى العروسين تنتظر امام باب المخدع لتنفيذ ما يطلب منها. ونظرا لأن ادوات الماكياج لم تكن كما هي عليه اليوم، فإن الماشطة كانت تستخدم «البياض السليماني» وهي مادة تحتوي على اكسيد الزئبق توضع على الوجه و«المفرة» وهي مادة حمراء تباع عند العطارين تستعمل لتحمير الوجنتين والشفتين عند المرأة.
ومن أنواع الزينة التي كانت تستخدمها الماشطة «البوق» ويسمى البهرجان وهو عبارة عن قصيصات مستدير ة من السوليفان تكون بلون الذهب أو الفضة تثبت على الوجه لصقا.
ويعطينا الباحث سمير عبده في كتاب «التحليل النفسي للعقلية الشامية» صورة اكثر وضوحا عن الماشطة في الشام فيقول الماشطة بالعروس الى غرفة مجاورة وتخلع منها ثيابها وتضع عليها ثيابا أخرى وتلبسها عمامة كعمامة القاضي وتمسك سيفا مسلولا بيدها فيأخذ الزوج السيف منها ويهوي به على رأسها ثلاث ضربات دون ان يصيبها دلالة على ضرورة الخضوع وكانت الماشطة تتقاضى أجرا يتناسب مع الوضع المادي والاجتماعي للعروس.. وقد ذهبت ايام الماشطة وحلت محلها صالونات الزينة بأدواتها الحديثة التي تجعل من القرد غزال« ومن المكنسة ست النساء.
البلانة
* وهذه المهنة التي تقوم بها المرأة تتمثل في تدليك النساء بالكيس وصبغ شعورهن في الحمامات الشعبية وتغسيل رؤوسهن كما تقوم بفتح الماء البارد أو الساخن والبلانة تقوم بتدليل المرأة اذا كانت «دفيعة» أي تعطيها اجرتها وزيادة «بقشيش» وتقوم ايضا بتغسيل جميع الاطفال.
الأيمة
* اما الايمة فإنها تقوم ايضا بفتح صنابير المياة البارده والحارة ومهمتها ايضا القيام بوضع «البيلون» الترابة الحمراء وايضا الدريرة على رؤوس زبوناتها وتقوم بتمشيط الشعر بمشط خشبي.
الخاطبة
* كان لها دور كبير في الحارة الشعبية فهي التي تعرف الفتيات وعن طريقها تتم الزيجات فكانت تصف جمال الفتاة ومحاسنها وتعدد صفاتها بالتفصيل الدقيق عندها يذهب اهل العريس لرؤيتها فاذا اعجبتهم خطبوها. ورغم دخول الاجهزة المستحدثة ـ وبعض الرجال ـ كمنافسين للخاطبة الا ان هناك من قامت بتطوير عملها واصبحت لها مواقع على شبكة الإنترنت.
المرضعة
* ولعل هذه المهنة من اقدم المهن في التاريخ وكانت المرضعة تقوم بارضاع الاطفال لنساء لا يأتيهن حليب. وتؤكد اخصائية التغذية نورة الصالح على ضرورة حليب الام للطفل وأمه على حد سواء بقولها: على الرغم من تعدد مصانع الحليب وتنوعها بأصناف جميعها تناسب الاطفال، لكن يبقى لبن الأم هو الافضل للرضيع، كما ان ممارسة الرضاعة تقي الام من العديد من الامراض.
الممسدة
* في الماضي كانت المرأة اذا اصابها مغص أو تلبك معوي تذهب الى الممسدة، وهي امرأة تقوم بتمسيد ودلك وتمريخ بطن المرأة بزيت الزيتون وكانت لهذه الطريقة ناجحة وشائعة ومن المعلوم ان لزيت الزيتون فوائد عظيمة لا تعد ولا تحصى.
الغسالة
* في الماضي وقبل ظهور الغسالة الكهربائية كانت بعض النساء الفقيرات يقمن بهذا العمل مقابل اجر معلوم فيذهبن الى البيوت منذ الصباح الباكر ويقمن بغسل الملابس والثياب ومع دخول الغسالة الكهربائية تلاشت هذه المهنة

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

عندما تتحالف شياطين المجوس والكفار

** عندما تتحالف شياطين المجوس والكفار **clintonfaqih

رغم أن الذي حدث بين الشيطان الأكبر (أمريكا) والشيطان الأصغر (الولي الفقيه) بالامس ليس بجديد على كل ذي بصر وبصيرة ، فما كان يجري بينهما من عداوة كان لذر الرماد في عيون السذج والمغفلين ؟
لأن الكل يدرك كيف أتى ومن الذي أتى بهذا النظام القابع في قم وطهران ، ويكفي صدق قولنا أن الخميني هذا لم يكن إيرانيا ليحن على من في إيران من نساء أو شيب أو شباب ، وقد رأينا كيف تسبب بحرب طالت ثمان سنوات مع جاره العراق ، بل هندي الأصل والنسب والمصيبة الأكبر أنه كان ولم يزل مجهول الاثنين ، فهل يعقل أن يضيع أصل ونسب إنسان خلال مائة عام وكشخصية مثل الخميني ؟

لنعد لتحالف الشيطان ألصغير مع الشيطان الأكبر ودوره في الإطاحة بنظام صدام حسين وتخريب العراق منتقما من القادسيتين ، فبعد أن تكشفت أوراق هذا النظام القابع في قم وطهران شيئا فشيئا خاصة بعد تسليم العراق له على طبق من ذهب من قبل الأمريكان ، ومن ثم إطلاق يده في كل المنطقة فاعلا مايشاء دون رقيب أو حسيب حتى وصلت ليس فقط ألى سوريا ولبنان بل إلى موريتانيا واليمن والسودان ، وما مسرحية النووي ومفاوضات (5+1) إلا ضحك على العقول والذقون ، وووجه أخر من الابتزاز السياسي لمن يقلقهم أمر النووي الإيراني في المنطقة بدليل إستمرار جولات المفاوضات إلى مالا نهاية ، وما تهديدات هذا النظام والعنتريات لأمريكا وإسرائيل إلا وجه أخر من الابتزاز المكشوف ؟

فهل يعقل أن يكون كل هذا التسليم مجانا رغم غدر الإيرانيين للامريكان مرّتين ، وهذا التحالف (الخفي والمكشوف) قد أورق حكام الخليج وخاصة السعوديين وهم بهذا معذورين ، ولقد رأينا كيف أسرع أميرها (بندر) على رأس وفد الى موسكو لعد صفقات سرية من تحت الطاولة بحجة مناقشة أمر سوريا ، وكانت تلك الزيارة القشة التي قصمت ظهر البعير السعودي بعد إفتضاح أمرها وغايتها (العلاقات مع أمريكا) متناسين أن ألروس والأمريكان مع الصين شياطين ملاعين ؟

وما يهمنا ألان هو رعب السعودية وإيران من الغول الداعشي ، هذا الغول الذي أفقد الاثنين صوابهما حتى رأينا كيف أن إيران بكل جبروتها في العراق والمنطقة لم تستطع تحرير ناحية واحدة محاصرة (مدينة صغيرة) لأكثر من شهرين من قبل الدواعش لولا مساعدة الشيطان الأكبر ، كما رأينا كيف أجبر الشيطان الأكبر(أمريكا) شيطانه الصغير(الولي الفقيه) على الإقرار بعجزه وتصريحه علنا تحالفه وتعاونه معه ، رغم تصريح الناطق باسم خارجية الشيطان الاكبر ماري هارف بأن لا خطط للتنسيق مع إيران لمواجهة داعش ولا مشاركة للمعلومات معهم ، فمن نصدق وقد رأينا كيف رقص قاسم سليماني رقصة الدواعش وسط المليشيات الشعية بعد تحرير ناحية أمرلي المحاصرة ؟

كما رأينا رعب ملك المملكة السعودية الذي لايقل عن رعب الولي الفقيه ، والذي دشن يوم أمس إفتتاح المرحلة ألأولى من مشروع بناء سور الصين العظيم حول مملكته وبمليارات الدولارات ( للمزيد من التفاصيل راجعوا قناة العربية) وبحضور ملك البحرين ، متناسيا حقيقة مرة كالعلقم أن منجم الدواعش الاول في العالم يقع داخل مملكته من شيوخه ؟

وسؤالنا … هل سيفلح السور في حماية من قررت الشياطين نهايته (كش ملك) لا أعتقد ؟

وأخيرا … صدق من قال ( إن من يزرعون الريح … لابد أن يحصدوا العاصفة ) سلام ؟

سرسبيندار السندي
Sep / 7 / 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

جائزة الواقي الذكري لحماية الأسد من الحمل الغير شرعي

doridasmaمتل كل سنة، بيجتمع اللبنانين في حفل توزيع جوائز الموركس

Murex

لتكريم الفنانين و المبدعين اصحاب الأدوار التمثيلية المميزة..
و كذلك هالسنة ، و عالرغم من ظروف لبنان الصعبة ، قدر هالبلد الصغير يتجاوز مصاعبو و نظّم كالعادة حفل ضخم قدر يجذب كل وسائل الاعلام لتغطيتو..
احد المكّرمين كان المنافق دريد لحام عن دورو في مسلسل ” سنعود بعد قليل” ..
بخطوات تمثيلية مترددة و متوترة طلع دريد عالمسرح متقمّص دور ابو الهنا الاهتر، و بكلمات ممزوجة بالنفاق و بمحاولة لاستخراج ابتسامات من وجوه الحاضرين نطق أغلظ الكلمات ..
مد أيدو ابو الهنا و استلم جائزة

Murex

عن اداءو في مسلسل سنعود بعد قليل ، و سيعود بعد قليل الى سوريا ليستلم من الشعب السوري جائزة

Durex

عن دور حماية نظام الاسد من الحمل الغير شرعي..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

بناء استراتيجية مع توخي الحذر

obamaهرعت أميركا  على نحو طائش لشن حرب في العراق عام 2003. ولكن هذه المرة لا يستطيع أحد على أقل تقدير توجيه مثل هذا الانتقاد لها.
تسير الإدارة الأميركية على خطى حذرة لتنفيذ ما تعهد به الرئيس أوباما بـ«إضعاف وتدمير (داعش)». ويبدو بالفعل أن لديه استراتيجية يتبناها حظيت بالقبول من جانب حلفائه بالخارج، ولكن لا تزال كثير من عناصر تلك الاستراتيجية غير جاهزة حتى الآن.
قرار أوباما بشأن العراق وسوريا يشبه سياسية الحذر التي وصفها إبراهام لنكولن بـ«سياسة تتسم بالبطء»، في إشارة إلى الجنرال جورج ماكليلان. لا يزال يساور أوباما القلق بشأن التكاليف المحتملة في حال التعامل مع الأمر على نحو خاطئ؛ إنه بحاجة لمزيد من التركيز لمواجهة ذلك الأمر بشكل صحيح، بما في ذلك بناء دعم سياسي في الداخل.
ووصفت ليزا موناكو، مستشارة البيت الأبيض في شؤون الإرهاب، «داعش» بـ«خليط»؛ فهو عبارة عن منظمة إرهابية، وفي الوقت ذاته جيش مسلح. ورغم أن «العنف العشوائي» الذي يمارسه «داعش» يشكل تهديدا على منطقة الشرق الأوسط والأميركيين في المنطقة، قالت موناكو إنه «لا يوجد معلومات موثوقة» حول تخطيط «داعش» لشن هجمات على أميركا حتى الآن.
وبالتالي كيف تعتزم الإدارة إضعاف هذا العدو؟ تعد الاستراتيجية الأساسية معقولة، وهي تكمن في: العمل مع الشركاء والحلفاء، وجعلهم يخوضون في أعمال القتال على الأرض. لا للمزيد من ترك أصدقائنا يرتدون معطفنا، بينما نضطلع نحن بالأعمال القذرة. ففي هذه المرة، سوف تُقدم القوة الجوية والعسكرية الأميركية إلى الدول التي تبين أنهم يخوضون المعركة بأنفسهم.
إنها استراتيجية معقولة، ولكنها صعبة التنفيذ. تكمن المرحلة الأولى لهذه الاستراتيجية في موافقة العراق على تشكيل حكومة جديدة شاملة. ولكن أميركا تريد منهم الموافقة على برنامج أساسي – يقوم على اللامركزية، وإصلاح الجيش، وتقاسم العائدات النفطية، والتراجع عن بعض قواعد اجتثاث حزب البعث القاسية – قبل توزيع الحقائب الوزارية. فهذا من شأنه أن يضع الحصان قبل العربة بشكل سليم.
دعونا نفترض أن العراقيين قاموا بتشكيل حكومة متماسكة. الاستراتيجية الأميركية تفترض أن الجيش العراقي – الذي انهار بنحو كارثي في الموصل سوف يعاد بناؤه جنبا إلى جنب مع القوات الإقليمية، مع اعتزام وحدات يسيطر عليها السنة (تنتمي إلى المقاتلين القبليين) محاربة «داعش» في الشمال والغرب، وانضمام قوات البيشمركة وألوية شيعية إليهم – وجرى التنسيق بينهم جميعا، على نحو غير محكم، تحت إشراف وزارة الدفاع العراقية الجديدة.
وفي غضون ذلك، فتحت أميركا قناة خلفية هادئة لإيران لـ«الفصل» بين الاشتباكات المحتملة، نظرا لأن كلتا الدولتين تستخدمان القوة الجوية من أجل مهاجمة أهداف «داعش». هذه تمثل سياسة معقولة، وقد تمثل بداية لمناقشات أوسع نطاقا.
وتجمع المرحلة الثانية من استراتيجية الإدارة الأميركية الحلفاء في المنطقة لتشجيع المسلمين السنة في العراق وسوريا على محاربة «داعش». وحتى الآن يعد الحلفاء الثلاثة الرئيسيون هم: السعودية والأردن والإمارات.
ويكمن الجزء الأصعب من الاستراتيجية في سوريا؛ حيث يدعي البعض في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة تقصف المراكز اللوجيستية والتدريبية في سوريا التي تعد ملاذات آمنة لـ«داعش». قد تعد تلك الهجمات قادمة، ولكن يريد المسؤولون الأميركيون التأكد من أنه بمجرد بدء القصف الأميركي داخل سوريا، سيكون المقاتلون المعتدلون من الجيش الحر السوري على أهبة الاستعداد لملء الفراغ.
وقد دربت وكالة الاستخبارات الأميركية سرا بالفعل، أكثر من أربعة آلاف من المقاتلين التابعين للجيش السوري الحر، ويمكنها زيادة هذا العدد بشكل سريع. كما تعتزم أميركا أيضا التدريب العلني لعشرة آلاف أو أكثر من السوريين، في إطار قوة مستقرة يمكن أن تسيطر على المناطق التي اضطر متطرفو داعش إلى التخلي عنها.
هل ستعمل هذه الاستراتيجية؟ لقد شدّت من أزري التعليقات التي أدلى بها الشيخ أحمد الجربا، الرئيس السابق للمعارضة السورية، والآن هو رئيس غرفة العمليات المناهضة لـ«داعش». وفي مقابلة أجريت معه، كان يتفق الجربا مع الإدارة الأميركية في أن الغارات الجوية في سوريا «لن تكون فعالة إلا مع دعم المقاتلين على الأرض». وأوضح أن لديه أربعة آلاف من نشطاء الجيش السوري الحر في شمال سوريا يعملون بالتعاون مع عدد مماثل تقريبا من المقاتلين من أبناء العشائر السورية، مشيرا إلى أنه قام بتنسيق العمليات مع زعيم الأكراد مسعود بارزاني. وقال الجربا، مخاطبا الفريق الذي يعلن عن عمليات الذبح الوحشية: «معظم السوريين يعتقدون أن داعش أحمق»، وأضاف: «نحن السوريون لا نقبل بوجود هذا السرطان في جسمنا».
استراتيجية أوباما الناشئة ببطء ضد «داعش» سوف تنجح بقدر نجاح الجربا والآلاف من السوريين والعراقيين الجديرين بالاحترام في مواصلة العمل على تنفيذ هذا التعهد حتى النهاية.
* خدمة {واشنطن بوست}
تقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

همس الشياطين يتعالى في المنطقة

علي الكاش كاتب ومفكر عراقيwalifaqih

هناك المئات من الأدلة التي تفضح التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة الامريكية ونظام الملالي الحاكم في إيران قبل الغزو وبعده. فقد كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) أنّ الإدارة الأمريكية أعطت (107) مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة لشركات أمريكية وأجنبية لتقوم بأستثمارات في إيران سيما في قطاع الطاقة، وذلك على الرغم من إدعاء الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة وشديدةّ على طهران بسبب برنامجها النووي. وأشارت الصحيفة أنّ هذه الشركات حصلت على المبالغ بصورة مدفوعات لعقود أمريكية ومنح ومزايا أخرى بين عامي 2000 ـ 2009. أما التعاون العسكري فحدث ولا حرج إبتداءا من غزو إفغانستان والعراق وإنتهاءا بفك الحصار عن ناحية آمرلي بالتنسيق والتعاون العسكري بين الولايات المتحدة من جهة، والحرس الثوري والميليشيات الشيعية من جهة أخرى.
من الوقاحة والصلافة الإدعاء بمحاربة قوة معادية أمام الرأي العام، والتعاون والتنسيق معها خلف الستار. ومن المخجل أن يعلن نظام الملالي والقوى الشيعية الموالية له عدائهم للولايات المتحدة والكيان الصهيوني ظاهرا ويوالونهم كل الولاء باطنا. ومن ذا الذي لا يذكر عنتريات الخميني والخامنئ تجاه الشيطان الأكبر وقوى الإستكبار العالمي؟ ومن لا يستذكر مزاعم السوبرمان النجادي ضد الكيان الصهيوني؟ أو تهديدات النائب الإيراني محمد كرامي راد، عضو لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، الذي تبنى فكرة طوباوية نقلها موقع (إيران فوكس الإخباري) حيث أكد كرامي أن المعركة مع الصهاينة ستحسم لصالح إيران، متوقعاً أن تشهد تل أبيب وحدها نزوح ما بين 2 إلى 3 مليون مواطناً في حالة اشتعال الحرب بين البلدين. حيث يدرك العالم الآن بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك إمكانات صاروخية هائلة يجعلها قادرة على ردع أي شكل من أشكال العدوان”.
أو تحذيرات رئيس اللجنة الدفاعية في مجلس الشورى (غلام رضا)، ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي تناقلتها (وكالة فارس الإيرانية) بقوله” إن الاقتدار الصاروخي يتمثل بإطلاق أعداد كبيرة من صواريخ ارض – ارض في وقت واحد ما يذهل أعداء الثورة الإسلامية، وإن جميع القوات الأمريكية والقواعد العسكرية التابعة لها في الشرق الأوسط وبقية الدول الأخرى تقع في مرمى صواريخ ارض – ارض الإيرانية، وبمجرد أن تقوم بأي اعتداء فان القوات المسلحة الإيرانية ستوجه صواريخها في الحال إلى القواعد الأمريكية”. كلام فاضي كهواء في شبك، بدأت حرب غزة وإنتهت دون دعم إعلامي إيراني مناسب ولا نقول دعم عسكري لغزة. أما ضرب القواعد الامريكية فلا تعليق عليها! لأن الحليم تكفيه الإشارة.
إيران التي صدعت رؤوسنا منذ بداية ثورة الخميني ولحد الآن بإزالة الكيان الصهيوني من الخارطة حسب زعم الرئيس السابق نجادي لم تطلق رصاصة واحدة على هذا الكيان المسخ، وفي الوقت الذي رفعت فيه شعارها الهزيل” تحرير القدس يمر عبر كربلاء”! أصبح العراق كله وليس كربلاء في قبضتهم، ومازال طريق التحرير مغلق لغرض صيانة الكيان. ربما يتبجح البعض بأن تحرير فلسطين هي مهمة العرب وليس الإيرانيين؟ نقول له هذا صحيح جدا. ولكم لماذا يتشدوقون بهذا الأمر؟ ومن الذي رفع شعار تحرير القدس؟ ومن الذي شكل فيلق القدس؟ ويبالغ في إحياء يوم الأرض؟ ومن الذي وعد وعاهد بإزالة الكيان من الخريطة؟ ومن ومن….؟ التفسير الوحيد الذي لا يقبل الجدل هو إن هذه الشعارات تكتب على الورق ثم تُرمى في مكب النفايات!
مع كل الفضائح القديمة والجديدة فإن نظام الملالي لا يزال يعزف على قيثارة محو الكيان الصهيوني من الخارطة، وآخرها تصريح عطاء الله صالحي، القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، الذي عزف لنا نفس الأغنية المملة” في حال موافقة الخامنئي فإننا سنمحي إسرائيل من الخارطة خلال(11) يوما”. لكن الطريف إنه لا الخامنئي وافق! ولا الكيان الصهيوني علق! وهذا الجرذ اللبناني المعمم حسن نصر الله الذي صرح” نحن شيعة علي ابن أبي طالب في العالم، لن نتخلى عن فلسطين، ولا عن شعب فلسطين، ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين”. تخلى رغم أنفه عن فلسطين لأنه لم يتلق إشارة من إلهه الخامنئي في التدخل بغزة، متفرغا لقتل الشعب السوري. ويا ويل لبنان اليوم من سوريا الغد! بالون حسن نصر الله الذي ينفخ فيه الخامنئي سيرجع لا محالة إلى حجمة الطبيعي، وتفتح سجلات الحساب الواحد تلو الآخر.
لقد وضع أرييل شارون النقاط على الحروف في العلاقة بين كيانه والشيعة عموما سواء في ايران أو لبنان بقوله ” توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الأخرى، لا سيّما الشيعة والدروز، شخصياً طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقليتين، حتى أنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومن دون الدخول في أي تفاصيل. أنا لم أرَ يوماً في الشيعة أعداءا لإسرائيل على المدى البعيد”. (مذكرات أرييل شارون/583). وهذه النظرة لا تتعلق بهذا السفاح فقط، وإنما بالنظام السياسي كله. فقد صرح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في 10/12/2013 ردا على سؤال فيما إذا كان مستعدا للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني إن “إيران ليست عدوا لإسرائيل”. كما قال في كلمة ألقاها في مؤتمر لرجال الأعمال عقد في تل أبيب ” ليس لنا أعداء. ونحن لا نعتبر إيران عدوا”. وهذا ليس كلام فحسب، بل واقع حال. في الجانب المقابل، صرح المسؤلان الإيرانيان في الخارجية الإيرانية (محمد رضائي) و(مهدي صفري) بأن” مواقف ايران ضد اسرائيل هي اعلامية، وإن إيران مضطرَّة لإعلان مثل تلك التصريحات لكسب ثقة الشعوب الإسلامية، وتحقيق حلم الثورة الخمينية عام 1979م بأن تصبح إيران قائدة العالم الإسلامي”.
لكن أنى لأتباع الولي الفقية من العرب والمسلمين أن يتفهموا تلك الحقائق ويفكروا فيها بعمق! فهم لا يسمعون إلا صوت الشيطان المعمم في طهران وصداه القوي في عقولهم الخاوية. وأنى للعرب إن يحترزوا من الشر الزاحف لهم! فسياط الخامنئي المحرقة ستلفح وجوههم اليابسة، وقد أمست أقرب مما يتصورون، سياط من اليمن التعيس، وسياط من العراق الفطيس، وخلايا يقظة متأهبة يُسمع لها هسيس.
لكن إذا كان الكيان الصهيوني لا يرى في إيران عدو له! إذن من هو عدو إيران الحقيقي في زمن رفعت فيه التقية بأنواعها؟
هذا ما أجاب عنه اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني، خلال كلمة ألقاها في مقر فيلق القدس بمحافظة أصفهان نقلها موقع (عماريون) العائد للحرس الثوري الإيراني” إن إيران سوف تدخل في حرب شاملة مع الدول العربية المعادية للثورة الإسلامية الإيرانية في المنطقة”. مضيفا ” نحن لن نبدأ هذه الحرب، ولكنها قادمة إلى المنطقة، وعلينا أن نخوضها بكل بسالة، مثلما شاركنا بالحرب المقدسة ضد العراق”، منوها بأن “أهم إنجازات الثورة الإيرانية هو تصديرها إلى الدول العربية التي تعاني من الديكتاتوريات منذ عقود طويلة، والدول الأفريقية الفقيرة التي يتم أستغلال ثرواتها من خلال الشركات الغربية والأمريكية”. وأشاد بالميليشيات التابعة له في العراق وسوريا ولبنان كاشفا” إن تجربة الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج تم استنساخها في الكثير من المناطق والدول بالمنطقة، وأصبحت تُطبق اليوم في سوريا والعراق ولبنان، لقد استطعنا أن ننقل تجارب الحرس الثوري الإيراني الناجحة إلى هذه الدول العربية الحليفة”.
لكن إذا كان الشيعة ليسوا أعداءا للكيان الصهيوني حسب تصريحات كبار المسؤولين الصهاينة، وما نشهده من دعم صهيوني مكشوف لجزار دمشق، فمن هم أعداء إسرائيل الذين هم بالنتيجة أعداء للولايات المتحدة الأمريكية؟
هذا ما توضحه البرقية السرية التي سربها موقع (ويكليكس) الصادرة عن وزارة الدفاع الاسرائيلية والمؤرخة في 21 أيلول 2005″ عقد لقاء بين رئيس الدائرة العسكرية والسياسية بوزراة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد ومساعدة شؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأمريكية إليزابيث ديبل وتنقل السفارة الأمريكية في تل أبيب ما مفاده أن جلعاد أقر امام اليزابيث ديبل بأنه يحتقر بشار الأسد، لكن سوريا ستكون من دونه أسوأ، مضيفا بأنه إذا أزيل نظام بشار سيكون السنة في دمشق متحدين مع السنة في العراق، مما يشكل خطرا على الأمن القومي للكيان الصهيوني”.
الموقف واضح لا غبار عليه، الكيان الصهيوني لا يجد في الشيعة كأنظمة أعداءا له، بل يرى أهل السنة عموما وليس كأنظمة فقط أعداءا له. لاحظ عبارة عموم أهل السنة وليست الأنظمة! والصهاينة ليسوا كالمعممين في إيران والعراق، فهم يعنون ما يقولون ولا يؤمنون بعقيدة التقية.
كما أن الشيعة الحاكمون حاليا في العراق هم من أصدقاء الكيان الصهيوني، وبنفس الوقت حلفاء لنظام الملالي، وهذا الولاء المزدوج يعكس بوضوح صفو العلاقة بين نظامي الملالي والصهاينة، فقد صرح ( إيهود أولمرت) بتاريخ 13/2/2004 خلال زيارته لموسكو” آمل أن تبقى علاقتنا التي كانت متميزة مع الزعماء العراقيين الجُدد، الذين سبق وأن التقيت معهم شخصيا خلال زياراتي إلى أميركا وأوربا وأنهم لن ينسوا ذلك بعد أن أصبحوا زعماء الآن”. من المؤكد إنهم لم ينسوا! لقد حقق الأمريكان الحلم الوردي للصهاينة عندما كاشفهم عضو مجلس النواب الامريكي توم لانتوس (Tom Lantos) بقوله” لا تقلقوا فلن تجابهوا أي مشاكل مع صدام، سنضع في مكانه دكتاتورا صغيرا مواليا للغرب، يكون جيدا لنا ولكم”. (صحيفة آهارتس الاسرائيلية). وكان المالكي هو الدكتاتور القزم!
إن تعاظم الحركات الجهادية لأهل السنة في مقارعة نظام الملالي وقوات الغزو الأمريكية، سيما بعد أن سطر رجالها أروع الملاحم البطولية في العراق وسوريا، شكل هاجسا للكيان الصهيوني وحليفه الولايات المتحدة، وبنفس الوقت هاجسا لنظام الملالي، وهذا يعني إن السنة هم العدو الرئيس للمثلث العدائي(الولايات المتحدة وحليفيها العلني الكيان الصهيوني، والسري نظام الملالي). لقد وصف (بول وولفوونز) نائب وزير الدفاع الامريكي أهل السنة بأنهم” نازيون” حسب ما ذكره (الن كويك) المحلل السياسي في صحيفة (آسيا تايمز). وهو نفس رأي رئيس سلطة التحالف المؤقتة في بغداد (2003-2004) بول بريمر، عندما صرح ” كل سُنّي بعثي، وكل بعثي صدّامي، وكل صدّامي نازي”. وهذا الحقد الأمريكي الإيراني الصهيوني إنما هو وليد المقاومة العراقية البطلة التي كبدتهم خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، جعلتهم يجرون ذيول الهزيمة والخيبة ورائهم، وهذا لا نقوله نحن فحسب بل أعدائنا أيضا.
إقرأ هذا الخبر الذي ذكرته القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ وإستنتج بنفسك” قال المُحلل الإستراتيجي المُخضرم (أمنون أبراموفيتش) أُريد أنْ أُذكّر دعاة إعادة احتلال قطاع غزّة، بأنّ الأمريكيين، مع جميع أسلحتهم المتطورّة والمتقدّمة، لم يتمكّنوا من حسم المعركة في مدينة الفلوجة العراقيّة، التي يبلغ عدد سكانها 60 أف نسمة، وليس 1.8 مليون، كما هو الحال في قطاع غزّة”.
لله درك يا فلوجة! أمسيت رمزا للصمود في العالم. هنيئا لك هذه السمعة الطيبة وحلو الكلام، وهنئيا لأهلك الغيارى النشامى الكرام.
علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

إبريق الوضوء

التئم جمعٌ غفير حول إبريق الوضوء, فمعظمهم واجهوا مع إبريق الوضوء كثيرا من المشاكل اليومية العالقة , لأن إبريق

صورة نادرة لجارية (طفلة) عارية بشكل كامل وهي تصب الماء لمالكها ليتم وضوءه ويذهب للصلاة - 1910م

صورة نادرة لجارية (طفلة) عارية بشكل كامل وهي تصب الماء لمالكها ليتم وضوءه ويذهب للصلاة – 1910م

الوضوء أصلا من البداية كان غير موجودٌ وفقط لا غير منذ مدة قصيرة قرروا شراء إبريق وضوء يتوضأ منه كل من أراد الدخول إلى المسجد للصلاة, وكان كلما أراد رجلٌ من المصلين الدخول إلى المسجد ليتوضأ ويصلي كان لا يجد إبريق الوضوء في مكانه, فمرة كان يجدونه هنا ومرة كانوا يجدونه هناك, والمهم أن إبريق الوضوء في كل مرة ليس بمكانه المخصص له والأمور لم تكن لتمشي على قدمٍ وساق كما ظنوا, وتطايرت الكلمات هنا وهناك ورُفعت الشكاوى إلى تجار المدينة والقائمين على الصلاة ليلا ونهارا وتعالت الأصوات في المسجد لأن أغلب المصلين من أصحاب الدكاكين المحيطين بالمسجد كانوا هم المتضررين أكثر من إبريق الوضوء المتسكع هنا وهناك, وكلما دخلوا المسجد ليتوضئوا بحثوا عنه كثيرا ولم يجدوه, فمرة كانوا يجدونه مع الصبية يلعبون به ومرة كانوا يجدون الريح قد انتزعته من مكانه إلى مكانٍ آخر فاجتمعوا والتئموا حول إبريق الوضوء وقرروا عقد ندوة علمية بخصوصه, فقال الشيخ: محمد:

-يا جماعة الخير, إمبارح طلب مني مدير المدرسة القريبة من المسجد أن أتبرع للمدرسة بجزء بسيط من أموالي من أجل بناء صف جديد للمدرسة التي يتعلم فيها أولادنا, ونحن كما تعلمون تجار وأولادنا ليسوا بحاجة إلى التعليم لأنهم بعد أن يصبحوا يافعين بعمر ال13 سنة سيجدون عملا لهم بمتاجرنا, لذلك أنا شخصيا قررت أن أقوم بتعيين رجل من أهل القرية على نفقتي الخاصة من زكاة أموالي التي كنت أدفعها للفقراء, تكون مهمته تعبئة إبريق الوضوء والمحافظة على مكانه المخصص له..وأيضا من وجهة نظر عقائدية دينية الله يبني بيتا في الجنة لمن يبني المساجد ويهتم فيها ويرعاها ولا يبني بيتا في الجنة لمن يبني مدرسة يتعلم فيها الصبية القراءة والكتابة فهذا لم يرد عن رسول الله, فرسول الله أشرف الخلق وأكملهم لم يقل يوما: من بنا لله مدرسة في الأرض بنا له الله بيتا في الجنة, ومن هنا نستنتج أن بناء المساجد فيه فائدة للناس أكثر من بناء المدارس ولو كان العلمُ مهما لقال رسول الله عن المدرسة ما قاله عن المسجد, ثم نحن الأغنياء كما تعلمون لا يحتاج أولادنا إلى التعليم, فأبناء الفقراء هم الأحوج للتعليم لذلك يجب على الدولة أن تجمع من الفقراء المال اللازم لبناء المدارس, أليس كلامي صحيحا؟

صوت جماعة من المصلين قاطع الشيخ: (جزاك الله خيرا) ثم عاد الشيخ ليقول:

فبعد اليوم أرجو من الفقراء معذرتي لأن المسجد وإبريق الوضوء أولى بكثير منهم, سأقوم بتعيين موظف في هذا المسجد وتكون وظيفته الأساسية تعبئة إبريق الوضوء كل يوم وفي كل أوقات الصلاة فما رأيكم؟

الشيخ سامي: نعم صحيح, وجزاك الله خيرا, فأبنائنا ليسوا بحاجة ماسة إلى التعليم, الفقراء هم من يحتاج التعليم لكي تتغير ظروفهم.. أولادنا من الأولى بنا أن نحسن لهم المسجد وإبريق الوضوء فالصلاة والعمل بسنة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل بكثير من أن يتعلموا كلاما فارغا وغير مهم مثل لغة الكفار وهي الإنكليزية أو لا سمح الله أن يتعلموا ويدرسوا الكيميا(السيمياء), أنا رأيي من رأيك يا شيخ محمد.

الجميع قالوا بصوت واحد: نعم صحيح جزاك الله خيرا يا شيخ محمد, إبريق الوضوء أهم بكثير من الكلام الفارغ.

وبعد شهرين تكاسل الرجل الذي وظفه الشيخ محمد عن عمله, وصار يوما يملأ إبريق الوضوء ويوما يتركه بيد الصبية يتلاعبون به كما يتلاعبون بالكرة, وفي أيام البرد الشديد لا يخرج من منزله لصلاة الفجر فعاد المصلون إلى الشكوى والتذمر من سلوك الموظف, وتم استدعاء الموظف للمثول أمام مجلس التجار في المسجد وهم مجتمعون حول إبريق الوضوء عدة مرات ليسألوه ويستجوبوه عن سبب عدم إيجاد إبريق الماء أو إبريق الوضوء ممتلئا بالماء, وكان الرجل حاذقا في الإجابة على كل سؤال يطرحونه ولذلك دعا الشيخ محمد إلى اجتماع عاجل عقدوه في المسجد حول إبريق الوضوء في ظهيرة اليوم التالي:

الشيخ محمد: أريد حلا, ما رأيكم أن نقوم بتعيين مراقب يراقب أداء الموظف الذي وضعناه لملء إبريق الوضوء؟ وتكون أيضا مهمة المراقب أن يؤم بالمصلين..؟.

-الشيخ سامي: ونعم الرأي, وقد فكرت بهذا الموضوع من قبل ولكن كنت بحاجة إلى التشجيع من قِبلكم فهذا يترتب عليه الكثير من المصاريف ولا بد أن يساهم التجار في تغطية مثل تلك النفقات, لقد كنت أنوي تخصيص جزء كبير من زكاة أموالي من أجل تحسين العيادة الطبية التي يتلقى فيها الناس العلاج اللازم وأظن بأن المرض عقاب يرسله الله على أولئك الناس ولا داعي أن نتحدى إرادة الله لأنه هو وحده المحيي والمميت, وطالما أن المسجد بحاجة إلى موظف يراقب أداء عامل إبريق الوضوء وأن يؤم بالناس فالأولى أن أنفق هذا المال على إبريق الوضوء, وأنا من هنا أقول لكم, اختاروا مراقبا يراقب أداء عامل إبريق الوضوء وأنا سأدفع مرتبا شهريا له من زكاة أموالي, فالأعمار بيد الله, (وإذا مرضت فهو يشفين), نحن لا نحتاج إلى أطباء لأن الله هو الذي يحيي وهو الذي يميت واللي مكتوب له أن يعيش فسيعيش ليس بفضل الدواء وليس بفضل الأطباء بل بفضل الله سبحانه وتعالى.

واستمرت الأوضاع على هذه الحال ومضى الزمن والموظف الذي تم تعيينه من أجل ملء إبريق الوضوء توسعت مهماته فصار مسئولا عن تنظيف المسجد وحمامات المسجد, والمراقب تحول إلى وظيفة إمام مسجد وصار في المسجد موظفين رسميين أو شبه رسميين, ولكن هذين الموظفين واجها مشكلة صرف الراتب لكل واحد منهما فكانوا يجهدون جهدا كبيرا كلما أرادوا البحث عن التاجرين المتبرعين لاستلام مرتباتهم, وهذه الظاهرة قد عمّت جميع مساجد المدينة وكل المساجد صار فيها موظفا أو موظفين وأحيانا ثلاثة موظفين فبعض المساجد أصبحت أيضا بحاجة ماسة إلى موظف رسمي لإنارة المسجد من إبريق الزيت وصار لإبريق الزيت قصة مثل قصة إبريق الوضوء, واجتمع هؤلاء الموظفين وقرروا رفع شكوى إلى والي المدينة, فقرر الوالي تعيين موظف حسابات مسئول عن جمع التبرعات من التجار وتسليمها إلى موظفي المساجد, وبدل أن يدفع التجار أموالهم وصدقاتهم إلى الفقراء صاروا ينفقونها على بناء المساجد وعلى مراحيض المساجد وأباريق الوضوء تحولت أباريق الوضوء إلى كومة كبيرة من المواسير لنقل عملية الصرف الصحي,وصار شكل الإبريق عبارة عن مغسلة من الفخار مطلية بالسيراميك….. وحاشية الملك ووزراءه أقروا قرارا آخر وهو أن يقوم أئمة المساجد بإرسال 30% من الأموال التي يجمعونها إلى والي المدينة من أجل تعيين مشرفين دينيين على المساجد المنتشرة في أروقة الدولة, لأن هذا لا يمكن أن تترك إدارته إلى التجار بل إلى الدولة, وأنشأت الدولة (وزارة أوقاف) تقوم بالإشراف على المساجد وبنائها وتعيين أئمة لها يدعون إلى السلطان بطول العمر ويخطبون في الناس على مبدأ السلطان ورأيه وسياسته.

واستمرت الأوضاع على هذه الحال مدة طويلة من الزمن , وتزايدت الناس بشكل كبير وأصبحت هنالك حاجة ماسة لبناء مساجد جديدة للناس أولى وأهم من بناء المدارس والمؤسسات الثقافية والمراكز الصحية ودور الرعاية, وازدادت جيوب الفقر وازداد عدد الفقراء وظهر في السوق السوداء الدينية مساجد تفوق بأعدادها أعداد المدارس والجامعات وصارت كل قرية وكل مدينة تنفق على المساجد عشرات أضعاف ما ينفقونه على المدارس والجامعات والأبحاث العلمية, وكل ذلك بسبب إبريق الوضوء , وظهر تجار يتاجرون بالدين ويلقون الدعم المالي من أموال الأغنياء التجار الذين بخلوا على الفقراء ولم يبخلوا على المساجد وبنائها, ذلك أن الجنة بنظرهم مضمونة لمن بنا لله بيتا في الأرض, فالذي يبني مدرسة بنظرهم لا يبني له الله بيتا في الجنة, والذي يبني مستوصفا صحيا أو عيادة طبية يتلقى فيها الفقراء العلاج اللازم,كل هؤلاء لا يبني الله لهم بيتا في الجنة لأن بيوت الله في الجنة حصريا على من يبنون المساجد, واستمرت الأوضاع بهذا الشكل إلى أن اجتمع الوالي يوما بتجار المدينة كلهم وقرر بناء وزارة أوقاف من الأموال المتبرع فيها للمساجد مسئولة عن بناء المساجد وعن أئمة المساجد, ترعى هذه الوزارة حقوق جميع العاملين الدينيين , وتحرص على توفير سبل الراحة لهم وللمصلين,أما المرضى والمحتاجين للتعلم لا أحد يدفع عنهم أو لهم إلا بعض الفلسات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة, ذلك أننا شعب لا يحتاج إلى المدارس والجامعات والأبحاث العلمية والتشجيع على تأليف الكتب, أمة تهربُ من النور لتعيش في الظلام.

مواضيع ذات صلة لنفس الكاتب  بناء المساجد

 
Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

بناء المساجد

بناء المساجد في العالم العربي ظاهرة جد غير صحية فهي تقمع محاولات الآلة والمصانع الحديثة تحويل العرب من إسلوب arifimosqueالحياة القديمة إلى الحياة المدنية المعاصرة وقد كان الهدف الأسمى من بناء المساجد في عهد رسول الله كي يزيد إقبال الناس على نمط الحياة الإسلامية ولأن المجالس النيابية كانت غائبة ودور النقابات ومؤسسات المجتمع المدني فقد كانت المساجد لهذا السبب هي المؤسسة الوحيدة التي يجتمع بها المجتمع الإسلامي العربي وكان المسجد عبارة عن دار الندوة وكان أيضا مجلس حرب تخرج منه القرارات الحربية وتعقد به راية الحرب والإتفاقيات السلمية بين القبائل العربية .

أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما فقد حل مجلس البرلمان محل الحكم الديكتاتوري والإستبدادي العادل وحلت دور الرعاية الإجتماعية محل المساجد ولم يعد الإنسان اليوم ينتظر رحمة الصدقة والزكاة كي تنزل عليه بالقطارة لأن مؤسسات الدفاع الإجتماعي تعمل اليوم على أكمل وجه وكذلك المؤسسات التعليمية اليوم حلت محل التعليم في المساجد من خلال بناء المدارس والمكتبات ويتلقى اليوم طلاب العلم علمهم من المختبرات العلمية والبحث العلمي المجرب وكذلك إنتهى إسلوب التعليم – ببيضه ورغيف -وبدأ العلم ينحى منحنى أكثر جاذبية من إسلوب التعليم القهري , فلماذا تبنى المساجد ولأي هدف ؟

لا بد انه إسلوب قمعي من أجل إبقائنا في حالة تردي إجتماعي لأن بعض رجال الدين ينشرون من خلال المساجد تاعليم مناهظة للمجتمع المدني الحدبث ومن أجل إجهاظ العملية السلمية في الوطن العربي ومن أجل أن نبقى تحت رحمة الطبيعة بدل تحديها من الداخل والخارج .

ليس للمساجد اليوم شاغر يمكن توظيفها لان الحياة اليوم إختلف إسلوبها عن العهد القديم لقد كانت المساجد شاغرة لعدة وظائف أيام كانت المجتمعات العربية تعيش حياتها الإقتصادية على الحظ والصدفة فقبل تحسين ادوات الإنتاج كانت الحياة الزراعية تعتمد على إسلوب التوكل على الله وعلى الطبيعة وكانت شح الموارد تلعب دورا كبيرا في اللعب بمشاعر الإنسان الدينية وكان الإنسان نتيجة لهذا الضعف يشعر بتفاهته العقلية وإنه غير قادر على تحسين موارد الطبيعة والغذاء ولهذا كان في حالة ضعف يرتجي من الطبيعة ما لا ترتجيه هي منه ولهذا كانت المعابد الدينية أهم مؤسسة إجتماعية يتلقى منها الإنسان الرحمة والشفاعة .

أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما عن سابق عهده فقد كسر الإنسان حاجز الرهبة بينه وبين أمه الطبيعة وخالقته وإنتصر عليها بفعل تقدم الوسائل العلمية وتحسين ظروف الإنتاج وقد رافق كل ذلك التغيير في أنماط الحياة الثقافية والسياسية وحصلت الشعوب المقهورة دينيا وسياسيا على حقوق مدنية ودستورية جديدة لم يكن معترف بها من قبل وأحس الإنسان العادي من أن قيمته تزداد بمقدار زيادة علمه ومعرفته ولذلك قيمة الإنسان كفلتها الحقوق المدنية الجديدة ولم يعد الإنسان يشعر كسابق عهده من أنه عديم الفائدة بل أصبحت له فائدة بفضل تقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان على مستوى نشر ثقافة حقوق الإنسان وممارستها .

لذلك نرى اليوم أن رغبة الإنسان تتناقص تدريجيا من ناحية تالإقبال على المعابد الدينية سواء أكان ذلك في الشرق أو الغرب والمساجد التي أشاهدها اليوم تنتشر بنسبة مسجد واحد لكل أقل من ميل مربع واحد في الوطن العربي لا يدخلها أحد غير أيام الجمعة والأيام الرسمية والمناسبات الرسمية أما في باقي الأيام فإن الإقبال ضعيف جدا ونادر.

*******************************************************************************************
إن الدين له أهمية غير عادية في المجتمعات المسالمة عقليا وعاطفيا والتي لا ترغب بتغيير أجنداتها الثقافية والسياسية وأنا هنا أتحدث عن وجهة نظري فقط لا غير وأتمنى أن أكون مخطىء…. وأتمنى على الديمقراطية أن تتقدم خالصة صافية وافية من الشوائب وإن إسلوب التربية الدينية يعيق تقدم المجتمع المدني والمساجد لم تعد مجلسا للشيوخ كي تصدر منها قرارات الحرب والسلام لأن إسلوب الحياة قد تغير وتبدل وحلت محلها أنماط جديدة من التفكير الحر والسليم وإن الأنماط الإقتصادية قد تغيرت فلم يعد بذر البذور وحرث الأرض بالصدفة بل بالوسائل العلمية ولم تعد الرقيا الدينية تخرج الشياطين والأرواح الشريرة من داخل الجسد بعد أ، تقدمت العلوم الطبية والقاقير وكذلك لم تعد المرأة العاقر عاقرا من الله بل من القدرة البيولوجية وتم من خلال تحسين الطب تحسين النسل وتقوية الضعفاء.

وإن بناء المساجد له تكلفة مرهقة للشعوب العربية وبدلا من ذلك يجب مساعدة الفقراء وتحويل الأموال من بناء المساجد إلى بناء المصانع ودعم الكتّاب العرب والكتاب العربي .

وجاء في القرآن :
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر .
أي أن هنالك ما هو أولى من خدمة المساجد وهو الإنسان والعمل الصالح

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment