قرار المحكمة الفرنسية يثبت شرعية مقاومة الإيرانيين ويعد بهزيمة حكومة ولاية الفقيه

maryamrajawiمريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية ورئيس جمهوريتها تتحدث لـ الزمان قرار المحكمة الفرنسية يثبت شرعية مقاومة الإيرانيين ويعد بهزيمة حكومة ولاية الفقيه

حاورها مصطفي عمارة
لعبت المرأه علي مر التاريخ دوراً بارزاً في الحياة السياسية للشعوب التواقة نحو الحرية والتعددية والتقدم وإذا كان التاريخ سيذكر أسم بناظير بوتو في عالم السياسة في باكستان فأن السيدة مريم رجوي ستظل واحدة من أولئك النساء اللاتي صنعن التاريخ الشخصي والسياسي لحركة معارضة تداخلت ملفاتها اقليميا ًودولياً ولا تزال الورقة الصعبة .و عقب صدور حكم المحكمة الفرنسية بإلغاء الملاحقة القضائية لمجاهدي خلق التي تقودها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المعارضة الايرانية كان ل الزمان معها هذا الحوار
ما مدي اهمية الحكم الذي اصدرته المحكمة الفرنسية بإلغاء الملاحقة القضائية لمجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة وتأثير هذا القرار علي عمل المقاومة في الداخل والخارج ؟
هذا القراريثبت شرعية مقاومة الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام وكذلك يعدّ هزيمة نكراء لحكومة ولاية الفقيه.
و يعدّ القرار النقطة النهائية لهذا الملف وللتحقيقات التي استغرقت زهاء 14 عاما ضد مجاهدي خلق وضد المجلس الوطني للمقاومة. وجاء فتح هذا الملف تنفيذًا لمطلب الملالي ونتيجة لصفقة قذرة عقدت بين الحكومة الفرنسية انذاك وبين النظام الإيراني.
وكشف كلود موريس رئيس التحرير السابق لصحيفة جورنال دو ديمانش بانه حضر شخصيا اللقاء الذي جمع بين دوويلبن وزير الخارجية الفرنسي السابق و كمال خرازي وزير الخارجية السابق للملالي عام 2003 في طهران و شاهد أن الطرفان اتفقا علي مداهمة الشرطة الفرنسية لمكاتب المجلس الوطني للمقاومة في ضاحية باريس. المداهمة التي أحدثت ضجّة كبيرة بمشاركة 1300 شخصاً من عناصر الشرطة في 17 حزيران » يونيو 2003.
في ذلك الوقت كانت فرنسا تبحث عن تعويض الخسائر التي لحقت بها جراء الاحتلال الأمريكي للعراق حيث فقدت سوقها العراقية، وتبحث عن هذا التعويض في إيران من خلال قبول مطلب الملالي في إلحاق الضربة رلي المقاومة وتفتيتها من أجل ترضية الملالي الفاشيين لكن صمود اعضاء المقاومة ودعم المواطنين الإيرانيين وبرلمانيين وشخصيات فرنسية واوروبية، أحبطت هذه الخطة.
انهم لم يجدوا في مكاتبنا ومراكزمقاومتنا أي شيئ غير قانوني، غير ان الملالي ومن اجل ممارسة الضغط علي المقاومة الإيرانية حاولوا ابقاء الملف القضائي ضد المقاومة مفتوحا من خلال دعاوي كيدية. وبتكاليف عالية ومن خلال توظيف جميع مؤسساتهم واجهزتهم ومنها المجلس الأعلي للأمن القومي، ووزارة الخارجية والسلطة القضائية، والزجّ بعملائهم وشبكاتهم المعلوماتية والدبلوماسية بهدف شحن هذا الملف بتهم كاذبة. لكن المعركة الحقوقية السياسية التي خضناها خلال هذه السنوات الحقت الهزيمة في الاخير بعملية فبركة الملف هذه.
ففي البداية اصدر القضاء الفرنسي قراره في العام 2011 لمنع التعقب اورد فيه بانه لا مجاهدي خلق ولا المجلس الوطني للمقاومة ولا جيش التحرير الوطني لم يرتكب أي منها عملية إرهابية في نشاطاته من أجل اسقاط النظام الإيراني. ثم في العام 2014 وفي قرار آخر ادحض القضاء الفرنسي جميع التهم المالية الموجهة إلي المقاومة الإيرانية.
وأكد القضاء الفرنسي ‘ ان صفة الإرهاب الواردة في هذا الملف يجب ان ترفع…. ان مجاهدي خلق لم تستخدم اساليب بطبيعة ارهابية…. ولا توجد في هذا الملف وثيقة تدل علي ان عملية مسلحة استهدفت مدنيين بصورة متعمدة … وفي المدن الإيرانية فان الاهداف كانت بصورة منظمة اجهزة القمع الأمنية والبوليسية والعسكرية والحكومية وكانت تنفذ العمليات ردًا علي القمع والتعذيب وآلاف الإعدامات والجرائم من قبل النظام الإيراني..
ان الحكومة الفرنسية ومن خلال تخصيصها كما هائلا من الوقت والطاقات البشريه والأموال لهذا الملف المزعوم، استخدمت قابلياتها عمليًا لإفشال من يناضل ضد التطرف الديني ولعرقلة بديل نظام ولاية الفقيه بدلا عن اختصاصها لمكافحة التطرف الديني والإرهاب. وهذه نفسها هي حالة وقعت في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والإتحاد الأوروبي وكندا حيث ان القابليات والإمكانيات التي كانت من شأنها ان تخصص لمكافحة الإرهاب، أهدرت بسبب توجيه صفة الإرهاب للمقاومة الإيرانية.
التغيير في السياسات
هل حدث تغيير في سياسات الحكومة الإيرانية بعد ان تسلم الرئيس الجديد حسن روحاني المنصب والذي يعتبرة البعض من الحمائم ؟
كلا، لم يحصل تغيير في سياسات النظام ومن السراب التوقع بان يحصل تغيير في سياسات الدكتاتورية العائدة إلي العصور الوسطي الحاكمة في إيران.
وروحاني الذي اصبح رئيسا للنظام في العام الماضي، هو أحد الرموز الأمنية وأكثر نشاطاته خلال الفترة الماضية في هذا النظام كانت في مجال القمع والإرهاب وتأجيح الحروب. ولمدة ربع قرن كان ممثلا لخامنئي في المجلس الأعلي للأمن القومي.
إنه لن يقترب ابدًا من اي تغيير او تخفيف في سياسة الإعدام وممارسة التعذيب وتصدير الارهاب والتطرف إلي المنطقة. كما وأنة منذ انتخابه تم إعدام ألف شخص في إيران وهو رقم قياسي مقارنة بالأعوام الماضية. انه يدافع بمليء الفم عن تدخلات النظام الإرهابية الإجرامية في سوريا والعراق ويعتبر الإعدامات الواسعة تنفيذا لحكم القانون.
لكنه بغض النظر عن طبيعة هذا الشخص وموقفه، فأن أهم شيء يجب فهمه هو الطبيعة المضادة للتاريخ والمتخلفة لهذا النظام الذي لا توجد عنده ادني القابلية للإصلاح.
وطبقا لدستور ولاية الفيه، فان زعيم النظام يمتلك صلاحيات لا حصر لها. ومنها القيادة العامة للقوات المسلحة واختيار رئيس السلطة القضائية ورئيس دائرة الإذاعة والتلفزيون، ونصب اعضاء مجلس الصيانة علي الدستور الذين سيقومون بدورهم بتأييد قوانين المجلس ، وصلاحية عزل واعفاء رئيس الجمهورية و صلاحيات عديدة اخري مادة 110 .
وتنص المادة 11 من الدستور علي التزام الحكومة بتحقيق ‘الوحدة السياسية الاقتصادية الثقافية للعالم الإسلامي و هذا لا يعني سوي تصدير التطرف الديني والإرهاب اللذين ينهمك النظام بهما بكل قواه في الوقت الحاضر. ان قوات الحرس تعد الجيش العقائدي والعمود الفقري لولاية الفقيه واستنادًا إلي الدستور تتولي ‘ حراسة الثورة ومنجزاتها مادة 150 . كما أن الدستور نفسه ينص علي التمييز الديني في حالآت عديدة. ان روح دستور الملالي التي تمت الإشارة إلي بعض منها، هي ولاية الفقيه أي سلطة الملا المفروضة علي مصير الشعب. هذه الولاية تعبر عن دكتاتورية منفلة من جهة، وعن ضعف وتهالك من جهة أخري. بعبارة أخري ان اقل تغيير إذا ما وجد في السلطة المطلقة لولاية الفقيه او في سياسة التعذيب والإعدام اليومية أو في سياسة تصدير التطرف الديني او في دور قوات الحرس أو في شتي حالات التمييز، فإن ظهور هذه الشروخ من شأنها أن تشمل النظام عرضا وطولا وستؤدي إلي انهيار النظام وزواله.
بعد قمع الانتفاضة الطلابية والشعبية التي حدثت في عهد الرئيس السابق نجاد هل يعني هذا يعني إسكات صوت المعارضة ؟ وهل تتوقعون انتفاضات اخري؟
المجتمع الإيراني طفح كيله من الاستياء. ولهذا الاستياء المستفحل موجبات لا حصرلها سلطة نظام رجعي مستبد أحادي مضادّ لثقافة الشعب وتطلعاته وآماله، إعدام 120 ألف معارض سياسي 90 بالمائة منهم من اعضاء المقاومة الإيرانية ، مجازر جماعية بحق ثلاثين ألف سجين سياسي عام 1988، ممارسة القمع والاحتقان المستمر الخانق علي جميع قطاعات المجتمع، التمييزوالاذلال بحق مواطنينا من اهل السنة وكذلك بحق اتباع سائر الديانات والقوميات الإيرانية المتخلفة الأكراد، العرب، البلوتش والتركمان والآذريون ، وأخيرًا حالة الفقر والحرمان والغلاء والبطالة المتفاقمة والناجمة عن ارسال معظم خيرات إيران إلي اتون الحرب في سوريا والعراق وماكنة القمع والكبت. في عبارة واحدة المجتمع الإيراني يمرّ بظروف علي حافة الانفجار. لهذا السبب وضع الملالي الخطة التنظيمة لقوات الحرس حسب مهمام المواجهة لانتفاضة الأهالي في كل محافظة. ويعود أحد اسباب خوف الملالي من مجاهدي خلق، إلي دورهم في اثارة الانتفاضات. واثناء انتفاضه عام 2009 كان المدعي العام يؤكد في تقريره الرسمي المقدم إلي برلمان الملالي والذي نشرته الصحف بأن ‘ مجاهدي خلق شاركوا بصورة منظمة ومدروسة في هذه الاحداث وعملوا علي اتساع رقعتها وتصعيدها . ان جميع الأشخاص الذين أعدموا من قبل النظام لمشاركتهم في احتجاجات عام 2009 كانوان من أنصار مجاهدي خلق حيث كانت التهم الموجهة إليهم تتعلق بعملية التنظيم للمظاهرات. وفي حينه صرح الملا علم الهدي وهو عضو في مجلس الخبراء وممثل خامنئي بمحافظة خراسان، في اجتماع عقد بطهران قائلاً ان مجاهدي خلق هم الذين قادوا أعمال الشغب.
ما هو المجلس الوطني للمقاومة وما هو دوره؟
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ائتلاف قديم تشكل من المنظمات والشخصيات الديمقراطية المطالبة بإسقاط النظام، وتعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إحدي أعضائه. ويعمل هذا المجلس كبرلمان في المنفي للمقاومة ويتكون من ممثلين للقوميات والديانات والمذاهب المختلفة في المجتمع الإيراني، فضلاً عن مجموعات ومنظمات لمختلف توجهات سياسية وعقائدية تشترك كلها معا في ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقرار الحرية والديمقراطية في إيران. تأسس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عام 1981، وصادق المجلس الوطني للمقاومة حتي الآن علي مشاريع وقرارات لمستقبل إيران حول مواضيع اساسية للمعركة الحالية من اجل الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل، وكل ذلك من أجل إيران الغد الحرة.
ما هو آخر موقف لموقع إقامة اعضاء مجاهدي خلق في مخيم ليبرتي؟ افلم تقلل من الضغوط التي كانت يمارسها النظام؟
تم نقل اعضاء مجاهدي خلق، اي اهم قوة معارضة للنظام الإيراني منذ عام 2012 من مخيم أشرف في محافظة ديالي إلي سجن ليبرتي.
انهم قد حوّلوا أشرف طيلة ربع قرن من قطعة ارض صحراء قاحلة إلي مدينة متطورة مع البني التحتية والمنشاءات المدنية والتعليمية. واقام اعضاء مجاهدي خلق علاقاتهم الداخلية علي اساس الحرية والديمقراطية والمساواة بينهم.
في الحقيقة كانت أشرف مدينة الحرية و رمزاً ونبراساً للنساء والشباب الإيرانيين، بحيث كانوا يستهلمون من أشرف من اجل نضالهم ضد الملالي.
وكان انتقال اعضاء مجاهدي خلق من أشرف إلي ليبرتي،عملية تهجير قسري وترحيل متعمد نفذ من قبل الحكومة العراقية بناءًا علي توجيهات من خامنئي وحظيت، مع الأسف، بمباركة ومسايرة الأمم المتحدة والإدارة الأميركية والإتحاد الأوروبي أيضاً. وكان الحكومات الغربية تبرّر دعمها لهذه الخطة بحجة خادعة بان مجاهدي خلق يتم نقلهم إلي مخيم مؤقت للإنتقال كي يتم إعادة توطينهم إلي بلدان ثالثة. لكن الآن وبعد مضي ثلاث سنوات تم نقل 10 بالمائة منهم فقط إلي بلدان ثالثة.
النظام الإيراني
وبأوامر صادرة عن النظام الإيراني، فرضت حكومة المالكي حصارًا لا إنسانياً قاسيًا علي هذا المخيم، وهذا الحصار مازال مستمراً، ومن ضمن هذه الإجراءات حرمان سكان المخيم من الحصول الحرّ علي الطبيب والمستشفي. وبفعل هذا الحصار الطبي، فارق حتي الآن 21 من المرضي الحياة من الذين كان بالإمكان علاجهم. وطيلة الأعوام الثمانية الأخيرة شنّن الحكومة العراقية 27 هجوماً علي أشرف وليبرتي تنفيذاً لمخططات ملالي إيران. وشملت هذه الهجمات ست مجازر جماعية خلفت كثيرين من الشهداء والجرحي.
انني اناشد الشعب المصري الشقيق واناشد الحكومة في هذا البلد ان تساند وتدعم الحقوق المسحوقة لأخواتهم وإخوانهم في مخيم ليبرتي وان تطالب الحكومة العراقية بإنهاء الحصار الجائر المطبق علي المخيم وان تطلب من الأمم المتحدة أن تعترف بهذا الموقع باعتباره مخيماً للاجئين خاصة وان سكان المخيم جميعهم من اللاجئين الذين هم محميون ايضا وفقا لمعاهدة جنيف الرابعة.
رغم ان اعضاء حركتكم في اشرف ثم ليبرتي يعيشون حصارا استمر لاكثر من 11 عام تحت وطأة مختلف التضييقات والهجمات والمجازر فضلا عن محاولة الحكومة الامريكية وسائر الدول الغربية فتح ملفات كيدية وادراجكم في قوائم الارهاب لتعطيل عمل الحركة الا ان المقاومة الايرانية ما زالت القوة الرئيسية في المعارضة الايرانية فما هي اسباب ذلك ؟
نعم هذا صحيح بان نظام ولاية الفقيه يعمل بلاهوادة علي حبك مؤامرات وهجمات وحملات للتشهير والشيطنة من اجل القضاء علي حركتنا؛ غيران مجاهدي خلق بصمودهم ونكرانهم للذات وتضحياتهم استطاعوا احباط هذه الضغوط والمحاولات، وأن تكون لهم حركة متنامية موحدة مقتدرة كقوة فاعلة في أهم تطورات تشهدها إيران، وان الملالي يجدون فيها تهديدهم الرئيسي دوما. ان اعضاء هذه الحركة ومن أجل تحقيق غاية الحرية لإيران ضحّوا بكل ما لديهم من غال ونفيس ولهم شعاران اساسيان في هذه الحركة هما التضحية والصدق.
ان القوة الدافعة لهذا الصمود، قبل اي اعتبار آخر، هي دعم الشعب الإيراني. لان هناك مطلب قوي في المجتمع الإيراني للحصول علي الحرية وإسقاط نظام ولاية الفقيه، وهذا المطلب الشعبي هو الذي تبلور وتجسّد في هذه المقاومة.
ان مواطنينا ومن خلال مجازفات عديدة يقومون بتمويل هذه الحركة ، وبفعل مثل هذه المساعدات الشعبية، تنمو وتتوسع شبكات المقاومة داخل إيران وتنظيمات انصار الحركة في خارج إيران وتقوم باحتواء الضربات الموجّهة من العدو علي الحركة وإعادة تأهيلها.
عنصر آخر هو التنظيم القدير لهذه المقاومة. لقد تعلم اعضاء هذه المقاومة ان يقيموا علاقات انسانية متطورة داخل صفوفهم تستمد قوته من روح التضامن الجياشة من اجل تلاحم الأواصر الجماعية الموحدة القادرة علي مقاومة ضغوط العدو.
وعنصر آخر هو الخطوط الفاصلة الحمراء بينهم و بين نظام الملالي والتركيز علي الهدف وهو إسقاط النظام بكافة اجنحته وتياراته. لان تخليص إيران من نظام ولاية الفقيه وإقرار الديمقراطية فيها يعد قضية حتمية لحركتنا. ومن غير ذلك فان حركتنا تفقد مناعتها في مواجهة النظام وسرعان ما تتقهقر نحو الزوال.
وقال زعيم المقاومة مسعود رجوي دون الحرية ودون الاحترام بالخيار الإنساني الحر، يبقي الايمان بالله وبالإسلام، فارغًا وعبثا. وفي معرفة الإنسان في ضوء الإسلام والقرآن، فإن الحرية تعدّ أهمّ ميزة الإنسان عن سائر المخلوقات. وعلي أساس مبدأ الحرية يستطيع الإنسان أن يحمل الأمانة اي المسؤولية.
هذه هي الرسالة التي تلقيناها من الإسلام الحقيقي. الإسلام الذي يعترف بحرية الإنسان باعتبارها القيمة الكبري. ونحن بتمسكنا والتزامنا بهذه الرسائل والقيم الأساسية للإسلام، نؤمن بمساواة المرأة والرجل وحوّلنا هذه القضية في نضالنا وسلوكية حركتنا إلي واقع عملي. إنّ تحقيق التكافؤ بين المرأة والرجل يفجّر طاقة كبري كانت مقيدة طيلة قرون ولهذه الطاقة دور حاسم سواء في إلحاق الهزيمة بالمتطرفين الدينيين أو في بناء الصرح الديمقراطي للمجمتع. هذه القناعة هي النقيض الفاعل القدير للتطرف الديني وهي المفتاح للخلاص والنجاة.
حقوق الشعب
ما هو موقفكم من الاقليات المهمشة داخل ايران والذين يتعرضون لاضطهاد النظام مثل عرب الاحواز ؟ وهل يمكن ان تنسقون معهم لمواجهة بطش النظام الايران ؟
اننا نشيد بنضال مواطنينا العرب من اجل إحقاق حقوق الشعب العربي مؤكدين علي ضرورة الالتحاق بنضال الشعب الإيراني في أرجاء إيران من أجل اسقاط نظام ولاية الفقيه. نحن ندين ممارسة القمع بحقهم بكل قوة ونكشف عن هذه الجرائم علي الصعيدين الداخلي والدولي.
لقد أكد المجلس الوطني للمقاومة منذ النشوء علي ‘ إلغاء الإضطهاد المزدوج عن جميع الاطياف والتفرعات للقوميات الإيرانية وضمان جميع الحقوق والحريات الثقافية والاجتماعية والسياسية ضمن إطار وحدة التراب والسيادة والتلاحم الوطني الغير قابل للتجزئة فيجب الإعتراف بحق استخدام اللغة العربية وترويجها للمواطنين العرب كما ينطبق الحال نفسه علي اللغات البلوتشية والكردية والآذرية وغيرها لمواطنينا الذين لهم لغة الأم.
وهنا تجدر الإشارة من قبلي بان عددا من اعضاء المقاومة ومسؤولي المقاومة سواء في منظمة مجاهدي خلق اوفي المجلس الوطني للمقاومة هم من ابناء مواطنينا العرب.
وبقدر ان تكون حركتنا طهرانية فانها هي الكردية والتركية والبلوتشية والعربية، ان اعدادا كبيرة من الاعضاء ومسؤولينا ومنهم مؤسس مجاهدي خلق كانوا ولايزالون من ابناء هذه القوميات.
وهل رفض النظام الايراني المشاركة في دعم الحرب علي داعش نابع من علاقة ايران ودعمها لهذا التنظيم ؟
المهم هو ان نبحث عن مصدر المشكلة. انني أري اليوم لم يبق مجال للشك بانه لو لم يكن هناك تصدير للإرهاب والتطرف الديني وترويج هذه الظاهرة المشؤومة من قبل النظام الإيراني ومسعاه من اجل فرض هيمنته علي العالمين الإسلامي والعربي، لم نواجه في الوقت الحالي مثل هذه الظاهرة. انظروا إلي واقع الحال في سوريا منذ اندلاع الانتفاضات للشعب السوري ضد دكتاتورية الأسد، لو لم تقم قوات الحرس التابعة للملالي بممارسة القمع والقتل وإبادة النسل في هذا البلد بكل قواها، لكان نظام الأسد قد سقط منذ فترة ولم تكن تتوفر الظروف والأرض الخصبة التي نشأت منها وترعرعت فيها تنظيم داعش.
وفي العراق ايضا لولم يحتل نظام ولاية الفقيه البلد بعد انسحاب القوات الأمريكية ، ولم يقم بممارسة القمع المفرط من خلال حكومتهم الصنيعة اي حكومة المالكي ولم يكن يهمّش اجزاء كبيرة من مكوّنات الشعب العراقي، فلن تكن هناك ارضية لنموّ داعش.
إذن هذه الجماعة هي وليدة ظروف اوجدها نظام ولاية الفقيه. لذا فإن المعالجة الجذرية لهذه الظاهرة تكمن في قطع اذرع الملالي في جميع هذه الدول، كما أن التطلع والتوقع إلي التحاق هذا النظام بالحرب ضد هذه الظاهرة بشكل فاعل يعتبر من قبيل نسج الخيال. ولدينا في اللغة الفارسية مثل يقول ان السكين لايقطع قبضته. الصورة عكس ذلك فان الملالي يشعرون بخوف كبير من تشكيل تحالف دولي وقيامه بعمليات عسكرية في كل من سوريا والعراق.
ورفض خامنئي مرشد النظام في 15 إيلول » سبتمبر الماضي بشدة تشكيل التحالف الدولي لمواجهة داعش. واما قاسم سليماني قائد قوة ‘القدس الإرهابية فقال للميليشيات العراقية ‘ ان عدونا المشترك هو أميركا والتحالف ويجب ان لا ننحرف عن الهدف .
ومعارضة النظام لم تأت من الصدف، وعلي سبيل المثال بعد بدء عمليات القصف اضطرّ نوري المالكي الذي راهن النظام الإيراني عليه منذ 8 سنوات، إلي التنحي من منصب رئاسة الوزراء مع أن الملالي كانوا يصرون حتي آخر دقيقة من الوقت الضائع لإبقائة في منصبه.
وتفيد التقارير الواردة من داخل النظام بان الملالي بدأوا بالإعراب عن قلقهم بان الأحداث التي اوجدها تشكيل التحالف الدولي واتساع رقعة عمليات القصف الجوي التي بدأت فعلا، قد تؤدي إلي سقوط بشار الأسد. ان الملالي يعتبرون حضور التحالف الدولي امر يتقاطع مع هيمنتهم واحتلالهم لهذه البلدان. والطريف هو ان النظام ينوي في الوقت نفسه، من خلال تدخله استغلال نتائج العمليات الدولية ضد داعش من أجل إعادة البناء والتعويض عن سلطته المهترئة في كل من العراق وسوريا. ان النظام يهدف إلي تكرار تجربة عام 2003 في العراق وينوي توسيع العمليات العسكرية وارتكاب الجرائم بحق الإنسانية للاحتفاظ ببشار الأسد في السلطة من خلال استغلال ظروف القصف الجوي، كما هوالحال في العراق حيث يتواصل النظام بعمليات إبادة النسل بحق أهل السنة ومعارضي هيمنة النظام بواسطة ميليشياته السفاحة.
يجب ان لا تتكرر الحكومات الغربية الاخطاء الكارثية للولايات المتحدة في عام 2003 حيث فتحت ابواب العراق علي مصراعيه بوجه النظام الإيراني من أجل الاستفادة من تعاونه حيث اضطرت في الخطوة اللاحقة إلي تقديم العراق إلي الملالي علي طبق من ذهب. ان الملالي ومن اجل تمرير مصالحهم، يعرضون صورة غير واقعية ويقولون إن التحالف الدولي او الحكومات الغريبة أمام خيارين لا ثالث لهما بأن تكون إما مع داعش او مع نظام طهران.
لكن العكس هو الصحيح ان المشكلة الرئيسة للمنطقة تكمن في النظام الإيراني. ان الأزمة في العراق وفي سوريا هي حصيلة سياسات النظام الإيراني في هذين البلدين وان استفحال الارهاب والتطرف الديني في المنطقة هو مردود القمع والجرائم التي اقترفها النظام الإيراني واقترفتها الحكومتان الصنيعتان له كالأسد والمالكي. ومن هنا فان الخطوة الاولي لمعالجة المشكلة تبدأ من قطع اذرع النظام الإيراني من كل من سوريا والعراق. يجب ان تطهير جميع الأجهزة السياسية والأمنية والعسكرية من عناصر النظام الإيراني وإلّا فان المشكلة ستبقي مستمرة كما هو الآن.
رغم تكرار المفاوضات بين ايران ودول 5 + 1 حول البرنامج النووي الايراني منذ اكثر من سنة فأن الخلافات الاساسية بين الجانبين لم تتقلص وليس هناك نتيجة واضحة في نهاية المطاف فما هي رؤيتكم في هذا المجال ؟
إن اكثر الحقائق اساسية والتي يجب ان نجعلها حجر الزاوية لاية دراسة هي ان الملالي كما صرح بذلك خامنئي ورفسنجاني قبل عقدين يريد القنبلة النووية لبقاء نظامه. ان الملالي ينوون من خلال الحصول علي السلاح النووي ضمان نظامهم أمام خطر السقوط من جهة ، وتهديد دول المنطقة بهذا السلاح من جهة أخري»

Posted in فكر حر | Leave a comment

الله فى فكر المتطرفيين

god1زيورخ فى 4/11/2041

الله فى فكر الاديان والفلسفات هو القوى العظمى التى تتحكم فى الكون منه الحياة وفي الحياة ..

رغم اختلاف الأديان السماوية او الوضعية فى مفهوم وكينونة هذا الإله إلا أن صفات الإله تكاد تكون واحدة لدى الغالبية من البشر فالله هو ضابط الكل وفاحص القلوب

وصفات الله عديدة منها الرحوم الرؤوف العادل الحق القوى …ومن العجيب أن الكل يؤمن بصفات الله مهما تنوعت ديانتة ولكن الله فى فكر شرقنا التعيس له مفهوم آخر عند الغالبية خاصة المتطرفين منهم فعلى سبيل المثال

الضعيف فكونوا جيوش له وانصار له وتسمع عن جنود الله وحزب الله مدجيين بالاسلحة ليس فقط بهدف حماية انفسهم بل الله الذى يومنون به فكونوا جماعات تجوب فى الارض فسادا تحت مسمي حماية فكر الله ونشر كلمته !!! التى فى الواقع هى كلمتهم وفكرهم واعتقادهم .

القاسي عجيب أمر شرقنا التعيس حولوا الله المحب الرحوم عن صفاته .. فتجد من يذبح وينحر البشر وآخر يستحل الاعتداء والاغتصاب تحت اسم الله ومن العجيب أنهم يتكلمون عن الشرف والعفة وحفظ الإنسان طاهرا وأعمالهم مملوءة نجاسة وعهارة بل يستبيحون النساء والأطفال تحت مسمى سبايا ويعيدون تاريخ مقيت ويصرون على الرجوع للخلف قرونا عديدة بأفكار ويجترون أفكار بالية وحياة متخلفة وأعمال مشينة تحت اسم الله .

السجان ليس من صفات الله ولكنهم باعمالهم أضافوا لله هذا الاسم, فحرية الاعتقاد الذين يتشنجون بها أصبحت هى الدخول لدينهم والإيمان بالأههم ومن يريد العودة أو من يسعى لترك الدين يجد دولة كاملة مسخرة للبقاء فى الدين تحت بنود دينية بالطبع تخالف فكر الله ..ولكن الاختلاف عندهم مرفوض والإيمان بغيرهم منقوض …

لقد أساءوا لله عز وجل فصوروه كسجان وفسروا الدين بفكرهم وسخروا الله حسب هواهم هم فأضافوا صفات لله عز وجل تختلف من ضابط الكل إلى المرتعب من الكل خاصة تاركى الأديان والله الرحيم الى الذابح الناحر وأخيرا صوروه كأنه إله ضعيف يحتاج الى من يساندوه بقوة بشرية وبسيوف وآلات حربية …. وقوانين ازدراء ….

لقد حول متطرفيي الشرق صفات الله ولم يكتفوا بالتغيير بل أصبحت الاضافات تزيد وتشوه هذا الإله وتبعده عن صفات الله فى كل الأديان …

ترى متى يعود الشرق لرشده ويدرك أن الإيمان بالله ليس فيما يقولون بل فيما يفعلون وإن كانت أعمالهم مشينة فكم يسيئون لله عز وجل

متى يدرك الغرب أن حرية الاعتقاد توافق طبيعة الله , فالله قيل عنه ” يمطر مطره عن الأشرار والأبرار ويشرق شمسه علي الجميع أيضا ” والله محب يترك الكل ليؤمنوا به عن حب وحرية كاملة وليس سجان من دخل أغلق عليه الباب …

أخيرا متى يؤمن الشرق أن الله هو القادر ولايحتاج إلى سيوف وسنج وأسلحة متطورة ليؤمن به الآخر لقد أساءوا للدين شوهوا الله الذي يومنون به بأعمالهم وحولوا صورة الله , من الله محبة وأسماء الله من المحب الودود العطوف إلى السادى المتعطش للدماء بالطبع ليس كل أهل الشرق بل هناك مازال نور يشرق فى العديد من التنويريين أصحاب الفكر فمتى تكون للأغلبية الفكر التنويري الذي يضيف ومتى تعلى الغالبية صوتها للسمو بالدين من خلال أعمال وليس من خلال شجب من خلال إصلاح وليس من خلال همس من خلال عمل على أرض الواقع .

الله محبة للكل ومن لم يؤمن بالمحبة فلن يولد من الله

مدحت قلادة

Posted in فكر حر | Leave a comment

لم نسرق الخزينة ،انه مصروف الجيب ياناس

لطمة من لطمات اللصوص تضرب على مؤخرة هذا الشعب فيما هو يلطم على صدره.iraqprisdentmlaki
كفخة اخرى من كفخات هذا الزمان يراها القاصي والداني وهي تنزل على الرؤوس بينما تصر هذه الرؤوس على نكأ الجراح واخراج الدم منها بالقوة.
لو استعنتم باي خبير في شطحات الخيال فلن يساعدكم في شرح الطريقة التي سرقت بها خزينة الدولة.
انها سرقة ابعد من الخيال نفسه وابعد حتى من خيالات كل رجال التحريات والامن والاستخبارات ومن ضمنهم كونان دويل خالق شخصية ارسين لوبين وغيرهم.
حتى لا ننجر وراء الكلمات الرنانة دعونا نضع تفاصيل الصورة في اماكنها الصحيحة:
قبل سبعة اشهر من تخلي الحكومة السابقة عن مسوؤليتها في الاستمرار في ازدهار البلاد واشاعة الديمغراطية وجر البلاد بحبال الامان الى “ذاك الصوب”،ارتأى المسوؤلون فيها انه لابد من الانتقام من الحكومة الجديدة بتقديم خزينة الدولة فارغة لهم اذ ربما يعترفون بعجزهم في مواصلة الاعمار الذي بدأته الحكومة ويقدموا الاعتذار لها ومطالبتها بالعودة الى الحكم.
السرقة تمت على المكشوف والانتقام كان واضحا لضرب عصفورين بحجر واحد، السلطة الجديدة والشعب الذي لايستاهل ان يقود نفسه كما قال المالكي ذات يوم.
ولكن المشكلة العويصة التي حيرت علماء الشرف والغيرة وجماعة النضال ضد الهوان الاخلاقي اضافة الى فريق الدرجة الثانية ل”عربنجية” المنطقة الخضراء هي كيف استطاع هؤلاء نقل هذه المليارات الى مكان آمن وكيف تم اقناع من له بقايا غيرة ان يشترك معهم في هذه المصيبة؟.
اتعرفون ان العراق هو البلد الوحيد بالعالم،اكرر،الوحيد،الذي ليس لديه احتياطي نقدي حين رحلت الحكومة السابقة،ولم يحدث في تاريخ الشعوب ان تعرضت خزينة الدولة لمثل هذا الهجوم.
في وقتها لطم المسؤولون الذين استلموا الحكم ان العراق مدين بنحو 79 مليار دولار، مؤكدين من خلال لطمهم على الصدور سحب رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي أموالاً كبيرة قبل تخليه عن منصبه.
وهاهو النائب عبدالعظيم العجمان يقول في تصريح صحافي أن البرلمان العراقي ناقش موضوع الموازنة بحضور وزراء التخطيط سلمان الجميلي ووزير المالية هوشيار زيباري ووزير النفط عادل عبدالمهدي، مشيراً إلى أن النقاشات كشفت عن ديون غرق بها العراق وصلت إلى أكثر من 79 مليار دولار، وهي من تركة حكومة نوري المالكي السابقة.
زين خوية عبد العظيم شنو سويت انت وربعك بعد هذا،اكيد سويت نفسك بطل امام الصحفيين وخليت شوية “تفال”على عينك للسبب اياه ثم …..بح وتناسيتم السرقة والمليارات راحت بجيوب اولاد الحرام.
بعضكم قال : يستاهل هذا الشعب اللي غركان بالنعي،ولو احنة سنحت لنا هذه الفرصة لسرقنا مثلهم واصبحنا في عداد اثرياء العالم.
اقسم لكم ان العديد منكم اتفقوا في جلسة سمر بالكرادة على ” طبطبة” الموضوع مقابل العمولة اياها.
كل هذا ومازال الشعب ينعم في غيبوبة لايريد ان يصحو منها حتى لو وضعوا مؤخراته في النار الازلية.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

هل العلوية مذهب طائفي أم فلسفي ليس في تاريخهم فيلسوف أو مفكر واحد

أدونيس شال عن عورتو ورقة التين

أدونيس شال عن عورتو ورقة التين

هل العلوية مذهب طائفي أم مذهب فلسفي!!! ليس في تاريخ الطائفة العلوية فيلسوف أو مفكر واحد !!! ؟؟
د. عبد الرزاق عيد
كنا كيساريين علمانيين …نصدق علمانية (الأقليات ) ونعتبرهم أقدر على اليسارية والعلمنة، بسبب أنهم لا يملكون تاريخا فقهيا رسميا مؤسساتيا كثيفا ومكتظا بالفتاوى والتفاسيركالمذهب الإسلامي (السني ) الحاكم الأكثري عبر اربعة عشر قرنا الذي ربما شكل عائقا أمام الانخراط في الحداثة…
ومن ثم المذهب (الشيعي ) الأقرب كمدونة وترسيمة فقهيا للمذهب السني رغم أنه الاقل عداء سياسيا عن الآخرين … لكنه الأكثر حضورا وقوة عددية من الأقليات الإسلامية ، الذي تم تأسيسه بوصفه ردا معارضا على المذهب الرسمي الأكثري السني …
النخبة العلوية (ومنهم جد آل اسد ) في توقيعها على الوثيقة الداعية إلى بقائهم تحت الاستعمار الفرنسي ، تحدثت عن نفسها كطائفة مستقلة عن (المسلمين )، وشبهت نفسها بالمظلومية ( اليهودية ) ، أي بأنها طائفة مضطهدة كاليهود في فلسطين الذين يتعرضون لإرهاب المسلمين الفلسطنيين على حد تعبير الوثيقة ..
كنا من منظور وطني سوري نرفض النظر إلى الطائفة العلوية بوصفها طائفة (غير مسلمة )، وربما من هذا المنظور الوطني لنظام الاستقلال السوري ، تم إعدام (سلمان المرشد ) عندما ادعى الربوبية ( الرب سليمان )، وذلك دفاعا عن إسلامية الطائفة العلوية ، التي كانت نخبها تعاني أزمة هوية بين سوريا العربية المسلمة، وبين البقاء في ظل الاستعمار الفرنسي …
ولربما أن النخبة الوطنية السورية، كانت تضمر تأييدا لانتصار التيار البعثي العروبي من خلال (حافظ الأسد ) الذي أظهر خياره مع القومية العربية على خياره (القومي السوري ) من جهة، ومن جهة اخرى، كان يعلن ويظهر انتسابه إلى ( سوريا : عربية كانت أم سورية “إسلامية” حتى ولو في حدود الهوية الحضارية غير الدينية !!! ) …وهي ذات التجربة القلقة مع الهوية السورية، التي يعيشها معهم اليوم فصيل (البي كيكي ) الكردي ( العلوي التركي) من خلال علاقته التحالفية العضوية الطائفية مع الأسدية ..
.لقد رفضنا كوطنيين سوريين- قبل الثورة أم بعدها – الأطروحة الاكليزية الشهيرة التي تتحدث عن أن لا جامع ( فكريا أو دينيا أو مذهبيا ) بين العلويين كطائفة سوى (عدائهم وكرههم للمسلمين السنة ) …!!!
رفضنا هذا التوجه الانكليزي، كوطنيين يساريين عرب أو مسلمين، وذلك قبل أن تتكشف لنا الباطنية الأسدية عن كل هذا الكره الاستثنائي نحو العرب والمسلمين، مما لم نعرفه منذ زمن المغول مرورا بالعهد الاستعماري الأوربي الفرنسي ، وصولا إلى زمن السيطرة والهيمنة الإسرائيلية على العرب والمسلمين والفلسطينيين اليوم …
هذا التمويه الطائفي الذي يتخفى تارة وراء ( ربوبية المرشد )، أو وراء توقيع النخب العلوية (بما فيها الأسدية بالبقاء تحت الاستعمار الفرنسي ) ،الذي يؤكد صدقية نظرية الانكليز، بأن ما يجمع العلويين، هو الكره لسوريا ووحتها ووحدة شعبها، هذه الوحدة الوطنية السورية التي تآلفت عليها كل القوى الوطنية الديموقراطية الثورية …تحت شعار (واحد واحد الشعب السوري واحد )، في ثورة الحرية والكرامة لسوريا وللسوريين ، والتساوي المواطني بين جميع الديانات والمذاهب والمكونات السورية الدينية والمذهبية …
هذه الفلسفة الانكليزية في احتواء العلويين منذ إعداد الأسد الأب (كعميل )، وابنه المعتوه للاستيلاء على سوريا، فإنه يعاد انتاجها العصري اليوم (انكليزيا وامريكيا وإسرائيليا) ، تحت تسمية العلوية، بأنها ( مذهب فلسفي )، لكن عماده كره المسلمين والوطنية للسوريين الوطنيين الداعين لوحدة سوريا كشعب وكوطن ..
وقد بدأ الإعلان عن هذه التسمية تحت يافطة يسارية علوية منذ شهور، يحمل صاحبها شهادات السجن من جماعة (حزب العمل الشيوعي !!!) بل ورئاسة حقوق الإنسان، حيث كان رئيسها في يوم ما…
والأطرف في الأمر أن كل الطوائف الأقلية الإسلامية الباطنية ( الدروز والاسماعيلية )، تحمل بعض أمشاج الفلسفة العرفانية الغنوصية الأفلاطونية المحدثة تاريخيا إلا العلويين… الذين تقوم عقيدتهم (الفلسفية” على فكرة (تأليه علي ) ، وعلى أن الله قد “حل في علي” ، وانه يقيم في القمر، وأن الرعد صوته ، والسحاب وجهه وتجليت وجهه …وغير ذلك من الخرافات البدائية الفانتازية الممتعة تخييليلا ، رغم فقرها الحسي البدائي الجبلي إذا ما قورنت بالفانتازيا اليونانية .!!..
الطائفة العلوية هي أفقر الطوائف السورية بالفلسفة المادية والميتافيزيقية، وأغزرها بالشعر الغنائي (الأنوي) لاتصاله بعالم الغريزة حسب أرسطو، إن أن الشعر (الغنائي الأنوي غير الدرامي) حسب أرسطو، هو الألصق بعالم الحس والغريزة والأشياء المغللة بالسحر والغرابة، حيث بدأت به (المحاكاة اليونانية ) الحسية البدائية قبل نشأة (محاكاة الدراما) ،وقد وكان معادل الشعر الغنائي المعبرعن اندفاعات الذات العاجزة عن المعرفة العقلانية الفلسفية للعالم، هي التي اعتبرها ارسطو عبر طه حسين: المعادلة سياسيا تاريخيا للنظام السياسي الاستبدادي الطغياني …
وربما هذا ما يفسر لنا الهستيريا السنوية الإعلامية العلوية الطقسية نحو أدونيس، إذ يريدون للعلوية أن يكون لها مفكر ولو واحد في تاريخها الرعاعي القناني …حيث لم يعرف التاريخ إلا الفلاسفة الأحرار …فالرعاع والأقنان لا ينتجون فلاسفة ومفكرين …
مهما حاول العلويون أن يضعوا كل دعمهم الاعلامي الأمني الأسدي …في خدمة مواهبهم الفكرية والفلسفية وأمالهم الحداثية، بين يدي شاعر (غنوصي)، لم يستطع يوما الانفكاك عن عالم الحس البدائي، لكي يعتبروه الساحر الذي يملك كل أسرار العلوم والمعارف التي تؤهله لنيل جائزة (نوبل )…
وكبير سحرهم هذا (أدونيس) لم يتناقض يوما في (شعبذاته وطلاسمه) الشعرية التي يظنونها فلسفة : شعرا ونثرا مع النظام الميليشي التشبيحي الأسدي حتى في ذبح الأطفال… وفق ترسيمة أرسطو عن البدائية الشعرية التي لم ترتق للفلسفة قط ، كما يتوهم بعض العلويين المكلفين بالمعارضة والانشقاق وقيادة حقوق الانسان، وتأسيس (علوية فلسفية ميلودرامية ) لتفسير الطقوس الأسدية بالذبح والقتل والتدمير والإبادة والإرهاب والجريمة كفلسفة ممنهجة ..ولعل المثل المعرفي والفكري الأكثر تمثيلا لهذه الفلسفة العلوية : “فيلثوفها المتحذلق ” الثأثاء الأسدي سليل (الفلثفة) الخنزيرية الأسدية السفاحة …………

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

Qat in Yemen – القات في اليمن

ماهي الخسائر الناجمة عن زراعة وتعاطي القات في اليمن؟هل هو منشط أم مخدر؟ ما الفائدة التي تجنيها الحكومة جراء سماحها بزراعة القات، وهل لذلك علاقة بالفساد؟ علي ، الباحث الاجتماعي ، مهووس بتعاطي القات وينفق الكثير من المال على شرائه وتعاطيه، ويؤكد ان القات محفز للخيال ومنشط لجسد الانسان بينما يسعى خالد ،الاعلامي والناشط الاجتماعي، الى محاربة القات معتبراً انه آفة اساسية من الآفات التي تتعرض لها اليمن.

What are the losses resulting from the cultivation and consumption of Qat in Yemen? Is it a tonic or anesthetic? What is the benefit behind the government allowing the cultivation of qat, does that have to do with corruption? Ali, a social scientist, obsessed with Qat use, spends a lot of money to buy and use it, and confirms that the Qat is catalyst for imagination and tonic for the human body. While, Khalid, the media and social activist, tries to fight Qat considering it an essential scourge in Yemen.

hothiyonqat

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

السياسة الإقتصادية والعسكرية والإجتماعية لدولة البغدادي الاسلامية داعش

womenslavesطلال عبدالله الخوري 9\11\2014 مفكر حر

عندما اعلن البغدادي خلافته على المسلمين من مسجد الموصل انتظرنا منه ان يقول لنا ما هي سياسته الداخلية والخارجية والاقتصادية, معتمداً على علوم السياسة والاقتصاد, ولكنه فعل ذلك بقوله أن دولته للخلافة تسير على نهج دولة الرسول (صلعم) الاولى! اي بأختصار ستكون لدولته نفس السياسة الداخلية والخارجية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية لدولة الرسول الاولى كما وصلنا توصيفها بامهات الكتب التراثية الاسلامية… اما الآن وبعد مرور شهور على دولته, فقد بدأت تضح معالم هذه الدولة الاسلامية وسياستها الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتي سنقوم على ترسميها بهذه المقالة:

اقتصاد الدولة الاسلامية الداعشية:

يعتمد بشكل اساسي على الغنائم كما كان الحال بدولة الرسول الاولى ومصادر الغنائم هي التالي:

أولا: اغتنام حقول النفظ والغاز والمصادر الاولية وبيعها للكفار او لمن يدفع الثمن المناسب من دون اي ضوابط وخلافه فالغاية تبرر الوسيلة, وكل شئ يهون في سبيل تحقيق الهدف الاسمى وهي دولة الخلافة, ويمكن حتى بيعها لنظام الاسد او للمافيات بيع النفط الغير قانونية.

ثانيا : سبي النساء وبيعهن في الاسواق وخاصة من المسيحيات واليزيديات أو ما يسمونهم بالكفار.

ثالثاً: الغنائم التي يحصلون عليها في المعارك من مال وعتاد واسرى يمكن مبادلتهم لقاء المال.

رابعاً: القوى البشرية هي اهم مورد للاقتصاد العسكري التي تنتهجه الدولة الداعشية, وكل شئ موجه لخوض الحروب والاستيلاء على الثروات والغنائم والسبابا, فهي تشجع مقاتليها على الزواج باكبر عدد ممكن من الزوجات والجواري من اجل انجاب اكبر عدد ممكن من الاطفال التي يتم تربيتهم عقائديا لخوض المعارك وتنفيذ العمليات الانتحارية للانتصار في المعارك  وجني مزيدا من الغنائم والثروات, فتكون الدورة الاقتصادية بالدولة الاسلامية على الشكل التالي:

زواج من اكبر عدد ممكن من النساء والجواري >> انجاب اكبر عدد ممكن من الاطفال >> تربية الاطفال تربية عقائدية تشجعهم على القيام بعلميات انتحارية من اجل الظفور بالجنة >> تجنيد الاطفال في معارك وخوض الحروب لكسب مزيد من الغنائم والسبايا والعبيد >> توزيع الغنائم وبيع السبايا والعبيد >> المزيد من الزواج والاطفال ….. وهكذ.

نلاحظ هنا تشابه سياسة داعش مع دولة حماس في غزة التي يعتمد اقتصادها ايضا على انجاب الاطفال واستخدامهم في الحروب  واحيانا كدروع بشرية, والفرق الوحيد بينهم هو ان حماس لا تحصل على غنائم وانما تعمل كبندقية للايجار لمن يدفع لها الثمن من اجل تنفيذ مصالح اقليمية لدافع المال مثل ايران او نظام الاسد.

السياسة الثقافية للدولة الداعشية:

بالواقع لا لزوم للجامعات التي تدرس العلوم الحديثة الهندسية والطبية وغيرها, فهم يستوردون حاجتهم الدنيا من العمالة الخارجية من المسلمين الراغبين بالانضمام اليهم او العمل لديهم بعقود, وتقتصر الثقافة على التعليم القتالي والتربية العقائدية التي ترفع من شأن العمليات الانتحارية من اجل الظفر بالجنة.

اي ان دورة حياة الانسان في الدولة الداعشية هي على الشكل التالي:

يولد الطفل  ومنذ نعومة اظفاره يبدأ تنشأته عقائديا وعسكريا >> يستخدم بالحروب من اجل كسب الغنائم والسبايا>> فان قتل يذهب الى الجنة حسب تربيتهم العقائدية >> وان بقي حياً يستمتع بالغنائم والجواري  وينجب الاطفال من جديد  لتتكرر دورة الحياة ذاتها مع ولادتهم من جديد.

اما بالنسبة للفتاة : ولادة >> زواج في ابكر سن ممكنة>> انجاب اطفال ليصبحوا جنود

الخطط العسكرية في الدولة الداعشية

كما لاحظنا ان اولويتهم هي الاستيلاء على المناطق التي فيها مؤيدون لهم ولفكرهم ولمبادئهم بالحياة من المسلمين مثل مناطق العراق وسوريا, ثم يبدأون بالحروب والتوسع على حساب المناطق والدول المجاورة مثل الاردن وتركيا والسعودية, وبعد ان ينتهوا من الدول الاسلامية سيبدأون بالدول غير الاسلامية حتى تصبح كل الكرة الارضية خالصة لهم تتبع دينهم

السياسة الخارجية بالدولة الداعشية:

كل ما هو خارج حدود الدولة الداعشية لا يوجد اي تعامل معه وهو دولة كفر يجب فتحها واخضاعها للدولة الداعشية للسطو على خيراتها وغنائمها وسبي نسائها, وذلك من اجل الحصول على عتاد ومقاتلين جدد و اعادة تكرار نفس الشئ مع دول ومناطق اخرى… وهكذا حتى يقول البغدادي للغيمة, كما قال سلفه هارون الرشيد, اذهبي حيثما شئتي فسيأتيني خراجك.

السياسة المالية:

ستضر الدولة الداعشية للتعامل بالدولار الاميركي لانه العملة الاكثر وثوقية بالعالم وليس لهم خيار في هذا, فربما في المستقبل يفكرون  بصك العملة.

السياسة الداخلية:

لا حاجة للهويات وجوزات السفر , والكل سواسية جنود يقاتلون وينكحون النساء ونساء وجواري تنجب الاولاد.

من هنا نلاحظ بان السياسات الاقتصادية والعسكرية الثقافية الاجتماعية بالدولة الداعشية بمنتهى البساطة والبدائية ولا تحتاج لتعقيدات الحياة المعاصرة, وتعتمد على ثلاثة عناصر: زواج و انجاب> معارك >غنائم وسبايا.

مواضيع ذات صلة لنفس الكاتب

رسالة الى قادة الالوية الاسلامية المسلحة في سوريا: كلنا نفضل الاقتصاد الإسلامي … ولكن؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

أمريكا مع التحية (18): ذكرى نكاح دعوش ودعوشة!

daiishescapسالم اليامي

في ذكرى نكاح الدعاوشة، دخل دعوش إلى بيته متغزلا في دعوشته القبيحة في ذكرى نكاحهما وقد أحضر لها هدية:

خذي يا دعوشتي.. خذي هديتك، في يوم ذكرى نكاحنا الأول.. قتلنا اليوم عشرين طفلا بعد أن فخخنا معتوها من رأسه حتى فتحة شرجه وأرسلناه كي يقتلهم جميعا…. وأحضرت لك هذه المزهرية:
جمجمة طفل وقلمي رصاص كان يكتب بهما.. فوضعتهما وسط عينيه المجرمتين، وعلى جبينه دفتره الصغير الذي وجدته ملتصقا في صدره الأجوف بفعل التفجير.
وأستمر في حديثه وهو يقدم لها الهدية متأملا في عينيها الجاحظتين يتطاير منهما الشر الأحمر:
أما هذه العلبة الصغيرة فليست سوى ألوان الرسم التي كان يرسم ويلون بها الطفل الكافر المجسمات ويحاكي الطبيعة.. هي لك يا قبيحتي لوني بها هذه الجمجمة كي تزيني بها بيتنا في ذكرى فرحنا الخالد… وهذا الكأس الأحمر بعض من دمه المسفوح على طاولته وسط الفصل الذي تحول الى بركة دماء لكل الطلاب الصغار الكفار.
شكرته دعوشه.. وهويقبلها بفم تبرز منه ثنيتان متسختان خارج شفتيه المنتفختين وقد منحته فما تتآكل آسنانه بفعل التسوس… وسكب الكأس الأحمر في جوفها وهو يقول:
إسكري يا دعوشتي إسكري من دم هذا الكافر.. في ذكرى أول يوم تعانق فيه الحقد.. والكراهية.
ضحكت دعوشة بغنج عبر صوت يزمجر كصوت وحش في غابة وقالت: ما رأيك لو نغير أسماءنا فنسميك حقدا.. وأنا.. كراهية؟!
دعوش: لا فرق يا قبيحتي بين الحقد ودعوش.. ولا بين دعوشة والكراهية.. كل زوجين ينتجان بعضهما البعض ، ويكفينا فخرا أن نستمتع بهذه الدماء وهي تسيل من جماجم الأطفال في فصولهم الدراسية لتسقي التراب الخالي من عشب أخضر.. كي تنبت لنا الأرض الدامعة مزيدا من الشوك الدامي.
سرحت دعوشة قليلا حين عادت بها الذاكرة قبل أن تأتي مناكحة.. تنهدت بعمق وقالت:
أتذكر تلك الأيام التي علمتني كراهية الحياة والناس.. لا أتعلم شيئا مفيدا.. وممنوع علي أن أفكر أو أحب حبا عذريا بريئا.. حتى تحجر هذا القلب وأصبح متعطشا لشرب الدماء، فحمدت الله أنني أشبع نهم القتل وأنا في طريقي الى الجنة.. وأشرب الدماء في الدنيا حلالا زلالا ، فأنتقم لشبابي المهدر في الضياع والكراهية وأرضي ربي وقد أفتاني كل شيخ مزيف يعشق القتل مثلي لكنه لا يملك الشجاعة ولا المقدرة .
دعوش: ولم لا يجد الشيوخ المزيفون فرصة لممارسة القتل مثلنا وقد أفتوا لنا بالقتل الحلال.. لماذا لا يودون الذهاب معنا الى الجنة ؟!
دعوشة: لأنهم يملكون المال والصبايا وكل شيء.. لكنهم يعوضون شهوة القتل بإرسالنا بدلا منهم.
الجنة بالنسبة إليهم: التمتع بملذات الدنيا بما فيها ملذات التمتع بآلاف الجثث وهي تتطاير بفعل خناجرنا وأحزمتنا المفخخة… بتأثير فتاويهم.
مهمتهم أولا: أن يفخخوا عقولنا بفكرهم الخطير وقمعنا بقسوتهم المفرطة وعندما تحين الفرصة التي يبيعون فيها أمثالنا مقابل شيء من المال، يبدأ النواح منهم ليرسلونا وقد أشبعونا بالضغينة كي نكون الوسيلة والقنبلة لتحقيق غاياتهم بإسم الله الذي لا يحبونه وقد كرهونا فيه… ثم يقول الناس أننا إرهابيون!
بل أن هؤلاء الشيوخ المزيفين:هم إرهابيون حقيقيون ونحن بالنسبة إليهم أبرياء نستحق الشفقة.
هؤلاء القتلة المتسترون بالدين: أخبث أنواع المخلوقات.. شياطين في صورة بشر.. يؤلفون الكتب لقتل الناس ويرتقون المنابر لإثارة البغضاء والكراهية وشحن الأنفس المريضة والضعيفة والمجهلة.. وعندما يستشعرون خطرا بسبب ما عملوه من مكر وفتنة يتباكون ويسيرون في مواكب عزاء الذين أفتوا بقتلهم… يتلون الواحد منهم كالحرباء.. ولا يستحي وهو يناقض نفسه ويعريها تحت ضوء الحقائق.
هؤلاء الخبثاء: يسري العهر في دماءهم، و يستحقون منا أن نشرب دماءهم ونعلق جماجمهم في كل مكان!

دعوش: لكن القطعان تنزههم.. وتثق فيهم. دعيهم يكذبون كي نجد من يحلل لنا جرمنا وقد أدمنا خمر الكراهية!
ثم جلسا وسط صالة منزلهما المفروش بالحجارة المدببة تتزين جدرانه بالسكاكين والحراب والسيوف، وتتدلى من سقفه القنابل وعلى أطراف الصالة تتوزع الجماجم والأجساد المقطوعة.. ضغطت دعوشة زر المسجل الذي تتوزع سماعاته في زوايا الصالة وكل سماعة ملبسة بجلد آدمي مسلوخ من جسد طفل تتوسطه أذن آدمي قطعت من جسد صاحبها كي تعطي إيحاءً سمعيا ذا دلالة للمستمع..
رقصت مع قبيحها وقد أسكرها كأس الدم على أنغام أغنية تتغنى بقطع الرؤوس.. ورقصا وسكرا حتى ثمالة الفرح وهما يرددان معا أغنيتهم الأقبح:
دعوشة: إذبح إذبح يا قبيحي.. إقطع إقطع جمجمة
بصحتك.. نشرب ونسكر من دمه.
دعوش: كلما جاعت قبيحة.. نقطع أحلى جمجمة
بصحتك.. نشرب ونسكر من دمه.
توقف الغناء.. وأرتخت الأجساد وقد أنهكهما الرقص وأتجها الى مطبخ الشقة ليطبخا صدر طفل مخمرا بالملوخية وبعض الأصابع..
تقول دعوشة لقبيحها وهي تمص أصابع الطفل المطبوخة بعناية: ما ألذ هذه الأصابع يا قبيحي.. كأنها شوكولاته سويسرية.
يعلق دعوش ساخرا: وهل ذقت الشوكولاته السويسرية ذات يوم يا دعوشة وأنت التي لم تغادري أوكارك المظلمة ؟!
ترد ضاحكة وقد نشبت أظافر الطفل وسط أسنانها المتسوسة: أليست الشوكلاتة أصابع طفل سويسري ؟!
يضحك دعوش ويلتهم إصبعين ويقول: كلا يا مجنونة إنها كتف طفل عربي تم مزجه بشيء من السكر والنبيذ في المصانع السويسرية.
تقول دعوشة: وأي لحم طفل ألذ من وجهة نظرك.. لحم الطفل السوري أم العراقي؟!
دعوش: لحم الطفل السوري أكثر طراوة.. ولحم الطفل العراقي أكثر ملوحة.. وقد أخبرني أبو الجماجم الشيشاني أن لحم أطفال العرب ألذ لحما في الدنيا.. يوافقه الرأي أخونا أبو الكراعين الباكستاني وكذلك أبو العربجي الصومالي… وجميعهم يتمنون أن تحين الفرصة لتجربة لحوم كل الأطفال العرب وسبي نساءهم.
دعوشة : وهي تضرب صدر دعوش بكف كل أصبع فيه تزن نصف كيلو قرام وقد تقوس حاجباها كالسكاكين: فما بالك بلحم الصبايا يا دعوشي.. هاااه ؟!
دعوش: أكرمنا الله يا قبيحتي بهؤلاء الصبايا السبايا في الدنيا، وسوف نجد أجمل منهن في الآخرة.. يقول مولانا أبو الجحش : لم أكن يوما أحلم أنني سآكل لحم فأر وأعاشر جحشة، فإذا بي آكل لحم طفل عربي وأعاشر صبية سبية عربية.. وأنا القبيح الذي رفضنني كل قبيحات العالم لولا نعمة جهاد النكاح والسبايا في بلاد العرب.
وتتغير ملامح دعوشة فجأة.. لتفغر فاها وكأنه صندوق قمامة لتصرخ في وجه دعوش: إياك أن تناكح سبية ؟!
ويرد دعوش مرتعدا: ألم تناكحي ألف شخص قبل أن تكوني معي ؟!
وفجأة تقفز دعوشة قفزة بهلوانية وتهجم عليه بقوة لتمزق جسده بكل أظافرها وأسنانها قبل أن تطلب النجدة من جارها الساكن في الشقة المجاورة.. أبولبؤة، الذي جاء إليها مسرعا ليشاركها تقطيع جسد قبيحها دعوش ويكملان السهرة بعد أن ذبحاه وشربا دمه ثم طبخاه فوق نار هادئة على صوت أنغام طبول داعشية صاخبة!

المصدر ايلاف

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

كواليس زيارة وفد سوري معارض لموسكو

khatibZakwan Baaj
كواليس زيارة وفد سوري معارض لموسكو
يتعامل الروس بفوقية كبيرة مع المعارضة السورية، وخاصة أن التسريبات الأخيرة لزيارة الشيخ معاذ الخطيب واللواء مجمد حاج على واللواء محمد نور خلوف ونزار الحراكي والسيد الحافظ لم يرشح عنها أية معلومات لأن الروس أرادوا تفشيلها وكأنهم يقولوا للمعارضة اعملوا ما تشاؤون فبدوننا لا يوجد حل للأزمة السورية.
إن وجود السيد وليد جنبلاط لم يكن مستغربا نوعا ما، خاصة أنه يمثل حالة متميزة، إلا أن السبب الرئيسي لوجوده يتعلق بالجهة التي يمثلها وهي الجنود الأسرى من جبل العرب عند لواء الإسلام الذي يرأسه زهران علوش بالإضافة لألفان وخمسمائة أسير من جبال الساحل.
محور الزيارة كان هو تطبيق هدنة في دمشق وريفها وربما على كامل الأرض السورية وتبادل الأسرى مع النظام،
فالنظام رفض مبادلة الأسرى على الأسرى بشكل عام وأسرى الساحل بشكل خاص وقال بأن أمرهم لا يهمه، لذلك عمد جنبلاط للذهاب لموسكو مع الشيخ معاذ للحديث حول ذلك، لكي توعز موسكو للعصابة الأسدية لخلق شروط لإطلاق أسرى جبل العرب وقد أعلن زهران علوش بأنه سيطلق سراحهم بدون مقابل.
لم يفتح المجال للعسكريين في الاجتماع أن يتفوهوا بأية كلمة بعد أن أنهى الشيخ معاذ كلمته على حد قول مصدرنا.
مشكلة الثورة هو انعدام التنسيق بين مكونات الثورة السورية، فيمكن استخدام أسرى النظام لاحراجه أمام حاضنته، بالإضافة إلى أن العمل المتكامل على كامل الأراضي السورية سيساعد على سرعة الحسم.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تاريخ الاسلام المبكر القسم الرابع

محمد آل عيسى: الحوار المتمدن moaawiyamoney

تاريخ الإسلام المبكر القسم الأول

تاريخ الإسلام المبكر القسم الثاني

تاريخ الاسلام المبكر القسم الثالث

تاريخ الإسلام المبكر 12 اليهودية في القرآن

(تقارب ـ قطيعة ـ صراع)
ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه
وجعلناه هدى لبني إسرائيل
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون
عندما تم جمع القريانة الأولى اهتم الجامعون بالأخذ من توراة اليهود. ولذلك كثرت في السور الأولى قصص الأنبياء. بطبيعة الحال عند دراسة الترتيب الكرونولوجي لسور القرآن فإن هذا الترتيب غير دقيق وغير مضمون وإنما هو تقديري ومجرد تخمينات حاول المفسرون والمؤلفون وضعها. ولذا نجد الترتيب الكرونولوجي يختلف بين المفسرين وبين المستشرقين. ومع ذلك يمكن القبول بذلك الترتيب لأغراض البحث.
ولأنهم نصارى يؤمنون بشريعة موسى ويرغبون بتطبيقها مع إيمانهم بالمسيح ورسالته دون فكرة التجسد والفداء التزموا الأخذ من التوراة وجمع قصص أنبيائها وأحداثها في القريانة التي ستكون كتاب صلاتهم. لكن هؤلاء اليهود أصحاب التوراة لم يكونوا في الحجاز بحسب ما يقوله التاريخ وإن كان منهم عدد ضئيل جدا فليس إلى درجة التأثير بهذا الشكل. من هنا فإن التأثير اليهودي على القريانة نابع من كون تلك القريانة تم إعدادها في البلاد السورية وليس في بلاد الحجاز.
فالكتابات التي وضعت عن يهود الحجاز لا تستند إلى مؤلفات تاريخية معاصرة للحدث ولا إلى نصوص جاهلية عربية أو أعجمية لها علاقة باليهود. لكنها تستند إلى روايات إسلامية ذكرتهم وأشارت إليهم لمناسبة ما وقع بينهم وبين محمد من خلاف. وقد ورد شيء كثير بحقهم في القريانة ومن ثم في الحديث المنسوب إلى محمد. من الغريب انه لم توجد أي كتابات أصيلة سواء يهودية أو غير يهودية تتحدث عن يهود يثرب أو الحجاز. ورغم خطورة أحداث مثل حروب اليهود مع المسلمين إبان فترة ما يعرف بدولة المدينة وأحداث مثل إجلاء اليهود من المدينة فلا توجد أي كتابات موثقة عن هذه الأحداث سوى ما كتبه الرواة المسلمون الذين وضعوا سيرة الإسلام. وتشير دراسة بعنوان: دراسة سريانية آرامية للقرآن أن التاريخ لا يشير أبدا إلى وجود يهود في يثرب. ولذا فيكون موقع الأحداث في شمالي الحجاز أو جنوبي الأردن. وقد وجدت هناك آثار للإلهات الثلاث اللات والعزى ومناة. لم يوجد في المدينة أي نقش بالعبرية رغم أن حجارتها مليئة بالنقوش الثمودية والصفوية واللحيانية. لكن البحوث والحفريات أثبتت وجود يهود في شمالي الحجاز عند مدائن صالح وتيماء ولكن لا نجد نقشا عبريا واحدا في يثرب مع أن الموروث والتقليد الإسلامي أخبرنا بوجود اليهود فيها مدة قرون.
لقد كان اليهود بحسب ما تذكر الروايات يدعمون تلك الدعوة النصرانية التي بدأت تتحول تدريجيا إلى دين مستقل. وتشير روايات إلى أن اليهود في العراق مثلا كانوا يخرجون لاستقبال جيوش المسلمين بالحفاوة والإكرام لأنهم كانوا يؤثرونهم على غيرهم إذ يرون فيهم قوما يؤمنون باله موسى وإبراهيم. وازدادت تلك الروابط متانة مع الوقت إلى أن دخل اليهود في جيوش المسلمين ليناضلوا معهم في الأندلس. ويعتقد ولفنسون انه لو ظهر شخص يهودي ذو عاطفة ربانية قوية ودعا العرب إلى الدخول في دين جديد يشبه اليهودية في جوهره ويبقى عربيا في عاداته وتقاليده لكانت دعوته قد وجدت آذانا مصغية وقلوبا واعية. فماذا فعل عبد الملك عندما جمع النصارى على ملة واحدة ووضع لهم القريانة سوى أن دعا إلى التوحيد الخالص مثلما يدعو اليهود ومجد إله إبراهيم وموسى مثلما يفعلون وأبقى على الإطار العربي الذي هو التقليد المعروف إلى الآن.
وما يقال عن يهود المدينة يقال عن يهود مكة. فهؤلاء لم يكتب عنهم أحد ولم يشر إليهم أحد في أي نص أو نقش أو كتابة أو شعر خارج نطاق المرويات الإسلامية المتأخرة. وان كان هناك البعض منهم فإن عددهم كان ضئيلا مثلما الأمر في المدينة لا يستحق الكتابة.
يذكر الموروث أن محمد قام بطرد قبيلتين يهوديتين من يثرب وأباد قبيلة ثالثة عن بكرة أبيها. لكن أحدا خارج الكتابات التقليدية الإسلامية لم يذكر هذه الأحداث ولا حتى من اليهود أنفسهم. وربما كان اختراع مثل هذه الأحداث وبهذه القسوة محاولة لإثبات أن الدين الجديد نشأ في الحجاز بحسب الرواية المتأخرة التي وضعت في السنين التالية.
التقارب والمودة بين النصارى واليهود في البلاد السورية دام ستة قرون تقريبا إلى أن أراد اكليروس الدولة الأموية تأطير النصرانية بنص مقدس مستقل. في البداية كانت النصوص ودودة مع اليهود، متسامحة مع عقيدتهم وداعية لهم لكلمة سواء. تحدث النص في البداية عن إيمان اليهود ولم ينتقص منه وترك الفصل فيه لله يوم القيامة. واستعمل معهم الترغيب والترهيب فقال لهم أن شاهدا من بني إسرائيل شهد على مثله فآمن واستكبرتم. يريد النصارى من اليهود الإيمان بالمسيح الذي رفضوا نبوته من الأصل. كان أبرز ما يشير إلى التقارب مع اليهود ومحاولة استمالتهم هو التزام شريعة موسى ومن ثم إنكار الصلب بما يتضمن تبرئة اليهود من دم المسيح وهم الذين قالوا بحسب الإنجيل دمه علينا وعلى بنينا. فإنكار الصلب بحسب العقيدة النصرانية يحمل أكثر من معنى. فهو أولا تبرئة لليهود وإلقاء الملامة على الرومان الذين قاموا بالتنفيذ. وهو ثانيا محاولة للتأكيد على فكرة توراتية بأن الأنبياء يموتون بسلام ولا يموتون بالعنف. وكان جدل اليهود بشأن المسيح أن الله لن يقبل أن يصلب نبيه لو كان صحيح النبوة. فإن أقرت النصرانية بصلب المسيح وقتله فإنها بذلك بحسب الفكرة اليهودية تنكر نبوته ومن هنا أصرت على إنكار الصلب ومن ثم تبنت فكرة الشبه المأخوذة من بدعة باسيليدس بقصد إقناع اليهود بالانضمام إلى أمتهم. ويمكن إجمال محاولة النصارى التقارب مع اليهود من خلال تبنيهم الأفكار التالية:
– الصلب: لم يصلب على الصليب وإنما ألقى شبهه على شمعون الذي صلب بدلا منه وربما كان الهدف أيضا تبرئة اليهود من دم المسيح بنسبة الصلب إلى الرومان وليس اليهود.
– عيسى: استعمل النصارى الإسم الإسيني عيسى لنفي صفة المخلص وجعل يسوع نبيا فقط
– تحريم الخمور: حرموا الخمر في الدنيا على امل أن يشربوها في الجنة
– طفولة مريم: مريم تهب حملها إلى الهيكل وكان رزقها يأتيها عبر الملائكة تماشيا مع الرواية التلمودية
– لحم الخنزير: حرموا لحم الخنزير التزاما بشريعة موسى والتلمود

كل هذا التودد لم يقنع اليهود بترك دينهم وتوراتهم والقبول بالمسيحية النصرانية ولا بالمسيح حتى مجرد نبي. عند هذه النقطة انتقل النصارى إلى الهجوم وخصوصا أن دولتهم كان تتشكل وكان اليهود شراذم بدون دولة. هناك آية في سورة البقرة تقول إن اليهود يكذبون الأنبياء ويقتلونهم وتنص على ما يلي: ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون؟ أي أنهم كذبوا موسى وقتلوا عيسى وكان هذا أقسى اتهام يوجهه النصارى إلى اليهود وبعدها كانت القطيعة. ووضعت نصوص تعيب على اليهود انحرافهم عن كتابهم الذي تنبأ بالمسيح. فقد تحدثت التوراة كثيرا عن النبي الآتي الذي هو المسيح وفقا للتقليد. هناك في التراث الإسلامي حديث كثير عن نبوة الكتاب المقدس عن النبي الآتي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة… أقيم لك نبيا من بين أخوتك… وهناك ثماني عشرة آية تهاجم اليهود في هذا المجال وحده. ومع أن النصرانية احترمت اليهودية والتزمت شريعتها لكنها واصلت منافحة اليهود وتطور الأمر إلى درجة معاداتهم وقتالهم. من هنا كان الحديث عن انحرافهم وتحريفهم ووضعت الروايات التي تتحدث عن حنثهم المواعيد وغدرهم ومكرهم وقتلهم الأنبياء وما إلى ذلك من قصص كثيرة متواترة في المرويات الإسلامية المتأخرة. لكن ما يلفت الانتباه في الإسلام هو احتواؤه على الإسرائيليات من رأسه إلى قاعدته واختص اليهود بالكثير من الآيات ومع ذلك فهو يواصل تحذير اتباعه منهم. والغريب أن الإسلام مملوء بما يتطابق مع اليهودية مما يعني أن التحذير من اليهود حدث متأخر ومقصود منه تحويل الأنظار حتى لا يكتشف الاتباع حقيقة المصدر الأصلي.
وقد يبدو في بعض الأحيان أن المسيحية اليهودية أي النصرانية لا تريد مجرد شريك بل تريد إخضاع المسيحية الهللينية وكذلك إخضاع اليهودية العبرانية فكان لا بد من محاربة الطرفين عندما اكتمل الإطار واستقر الأمر على الانفصال النهائي للنصرانية في دين جديد متوافق تمام الإتفاق مع اليهودية التوراتية ومختلف اشد الاختلاف مع المسيحية الهيللينية.

تاريخ الإسلام المبكر 13 المؤتلف والمختلف
الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها
ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
في فصل سابق رأينا القرآن يصرح بأن ما يعلنه إنما كان في الصحف الأولى أي صحف إبراهيم وموسى وهي التوراة والتلمود والإنجيل وغيرها من كتب اليهود والنصارى. في هذا الفصل سنفصل أكثر ونحدد أين وكيف وفي أي صورة توافقت قريانة الأمويين مع ما سبقها. لم يأت هذا التوافق صدفة بل كان مدبرا من البداية. فالقرآن أو القريانة هو كتاب القراءات الذي أمر بوضعه عبد الملك للنصارى عندما جمعهم في ملة واحدة لمواجهة المسيحيين الهللينيين الذين يغالون في المسيح ومواجهة اليهود العبرانيين الذين يرفضونه كلية. أراد إحياء الأمة الوسط التي تقيم التوراة والإنجيل وتؤمن بالمسيح نبيا رسولا.
توافقت النصرانية مع التوراة في نواح كثيرة واضحة جدا في معظمها وقليل منها بحاجة إلى توضيح. المشكلة الكبرى في القرآن الحالي تشابك نصوصه واختلاطها وسوء تبويبها. ربما كان الأمر مقصودا لإخفاء التشابهات والمقاربات بينه وبين كتب السابقين وبخاصة الإنجيل والتوراة. ومع ذلك قام كثيرون بالبحث والكشف عما هو مخفي واظهروا بالضبط وبتفصيل وتحديد أين يلتقي القرآن مع التوراة ومع الإنجيل ومع التراث ومع كتب الأقدمين وأساطيرهم وكتبهم المنحولة وأشعارهم.
لا نأتي هنا بجديد أو خطير ولكن لاستكمال البحث لا بد من الإشارة إلى مواطن التشابه التي أراد منها النصارى استمالة اليهود والمسيحيين من أجل الانضمام إليهم في أمة مقتصدة تقيم التوراة والإنجيل وتؤمن بموسى وعيسى والنبيين وترفع لواء العروبة. وكما كان للروم عقيدتهم وكتابهم أراد الأمويون أن يكون لأمة العرب عقيدتها وكتابها.
يعزو المدافعون عن الإسلام التشابه بين قصص القرآن وقصص الكتاب المقدس بأن المصدر للإثنين واحد فهي كتب منزلة من عند الله. قول التقليد الإسلامي في هذا الخصوص دفاعي محض. لكن الحقيقة أن تلك النصوص المتشابهة مع الكتاب المقدس وقد وصفت بالمتشابهات إنما تتشابه لأنها جمعت من الكتاب المقدس نفسه ومن ترجماته سواء الكتابية أو الشفهية أو القصص الشعبي الذي كان يرافقها بين البسطاء من الناس.
في مقابلة مع موقع الحوار المتمدن يرى نبيل فياض وهو أكاديمي سوري وباحث في الأديان المقارنة ويحمل رأيا واضحا في الإسلام يرى أن القرآن مليء حتى الثمالة بالأساطير الحاخامية المأخوذة عن التلمود أو المدراش. وتم تبني كثيرا من شرائعها وطقوسها. وفي المقابلة نفسها يؤكد نبيل فياض أن معظم شرائع الإسلام عندما اكتمل كانت مأخوذة عن اليهودية. وفي كتابه “حكاية إبراهيم” يكشف نبيل فياض أن حجم التطابق بين التلمود البابلي والنصوص القرآنية المقابلة يبلغ حدا كبيرا حتى لنجد الألفاظ ذاتها في بعض الأحيان.
هناك الكثير من الأدب اليهودي المنحول والمشكوك في صحته أغلبه من التلمود يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي الذي يمكن مقارنته مع الكثير من القصص والروايات. وعندما نقوم بذلك نجد تماثلا وتشابهات هائلة بين هذه الفبركات أو القصص الفولوكلورية والقصص التي تم سردها في القرآن.
وإذا كانت التقوى الكونية والخوف من نار جهنم تماثل التبشير السرياني فإن دور النبي ودلالة الوحي الكتابي والطاعة لأوامر الله والتشدد في الحياة الاجتماعية تنفيذا للتعليمات الدينية والتزاما بالحلال والحرام التزاما متطرفا كل هذا يماثل الأفكار اليهودية.
اعتمدت النصرانية في كتابها الذي جمعه اكليروس عبد الملك مفاهيم من التوراة تتعلق بوحدانية الله التامة، فكرة الخلق والأيام الستة، الدينونة والقيامة. وفيما يخص النساء على سبيل المثال أخذت من اليهودية فكرة الرضاعة حولين كاملين، وقيود الزواج وتحريماته. وفيما يتعلق بالأخلاق أخذت طريقة الصلاة في الشكل والحركات، وتحليل الصلاة القصيرة في الحروب. إضافة إلى طرق الصيام والزكاة والدية. ورد في سورة المائدة مثلا “وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس” وهي فكرة مأخوذة بالنص من الخروج فصل 21 آية 23.
قصص الأنبياء في القرآن كلها مأخوذة من التوراة أو من التراث الشعبي الذي كان سائدا وان أضيف إليها بعض النكهات الشعبية. لننظر في قصة إبراهيم مثلا وابنه الذبيح. الآيات لا تذكر أنه إسماعيل. وذكرت المرويات الإسلامية القديمة انه إسحق ولكن في مرويات متأخرة تغير الإسم بعد العداء مع اليهود.
لو دققنا في قصص المدراشة وهو كتاب تفسير التوراة نجد مثلا قصة تتحدث عن معراج موسى إلى السماء ونكاد نجد نقلا حرفيا لبعض المواضيع من هذه القصة في روايات معراج محمد التي ترويها التقاليد الإسلامية. في المدراشة صعد موسى إلى السماء ورأى الجنة والنار فرأى عذاب أهل النار ثم زار الجنة ورأى ما لم تره عين.
ومن كتاب المشنا العبراني استعار واضعو القرآن قصة قابيل وهابيل وكذلك قصة إبراهيم. بالنسبة لقصة قابيل وهابيل ليس فقط النص مأخوذ من المشنا بل أن تعليق الحاخام العبراني منقول بنصه كلمة بكلمة. أي أن واضعي القرآن لم يميزوا بين النص والتعليق.
لقد تم الإعتماد على النصوص المسيحية اليهودية لإنتاج التوحيد العربي ومنه تطور القرآن كمجموع نصوص معتمدة على تعاليم المسيحية اليهودية التي كانت سائدة خارج الجزيرة العربية. في شمالي الحجاز، أي البلاد السورية التي كان عرب الجزيرة يسمونها الشام.
تتشابه قصص القرآن كثيرا مع الكتب والأناجيل المنحولة. وهذه لم تكن مجرد ثقافة سائدة في المنطقة وقصص شعبي يتداوله الناس بل كان النصارى يؤمنون بها ويعتمدونها. من أبرز تلك القصص قصة الولادة البتولية التي ثبتت في سورة مريم فهي موجودة بالنص فيما يعرف بالإنجيل العبراني الذي كان يكتبه ورقة بن نوفل وهو شخصية كتابية رفيعة وربما كان أحد شيوخ النصارى الذين اعتمد عليهم عبد الملك في وضع القريانة. كما تم الأخذ عما يعرف بإنجيل الطفولة المنسوب إلى توما.
ثمة مقاطع عديدة من القريانة يمكن ردها للنصوص المسيحية وخاصة منها السريانية. فكرة الحوريات مثلا في الجنة. فهذه الفكرة ليست عن الحوريات من النساء الجميلات الكواعب ولكن سوء الترجمة جعل الزبيب الأبيض جميلات بيض. تراتيل الفردوس نصوص آرامية وضعها أفرام السرياني في القرن الرابع باللغة الآرامية وتتحدث عن فردوس بمعنى بستان مليء بعيون الماء ووفرة الفواكه وخاصة العنب الأبيض والزبيب.
يرى بعض المدققين أن ما تعرف بالصلاة الربانية في الإنجيل نقلت إلى القريانة ولكن بصيغة مختلفة قليلة. وهي تبدو في النص العربي جميلة بالفعل ويمكن الرجوع إليها في سورة البقرة ونصها كالتالي مع بعض الإضافات من مثل وانصرنا على القوم الكافرين في آخر الآية:
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا
نجد في القرآن الكثير من المفاهيم والمعتقدات اليهودية والمسيحية التي تشغل مساحات ليس قليلة ضمن النص القرآني. ومنها ما يشير إلى التوراة والإنجيل على أنها تستحق الإيمان والطاعة. تعلمنا المراجع أن الإسلام خضع لمؤثرات مسيحية ويهودية كان لها آثارها السلبية والإيجابية على الأجيال الأولى من المسلمين الذين عرفوا تلك المؤثرات دون الاعتراف بمصادرها الأصلية.
على سبيل المثال، ينص القرآن على ضرورة ترتيله. ما معنى ترتيله؟ انه طريقة القراءة للكتاب المقدس كما كان النصارى يفعلون وكذلك المسيحيون الآن في ترتيل الإنجيل. أما عندما يقول القرآن “وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا” فهي ترديد للعبارة التي تقال حتى الآن في الكنيسة عند قراءة الإنجيل: الحكمة… لنقف ونصغي” وربما كانت أيام النصارى: لنستمع إلى القريانة ونصغي باهتمام”.
من التحريمات التي التزمها النصارى بسبب التزامهم شريعة موسى تحريم لحم الخنزير وتحريم الخمور وتحريم التبني وتحريم الرهبانية. كما تمت إباحة تعدد الزوجات والطلاق وملكات اليمين وفرض الصيام والختان والوضوء. وكلها ممارسات نصرانية ثبتها اكليروس عبد الملك في القريانة.
وكما تشابهت قصص القريانة مع ما لدى اليهود تشابهت أيضا مع ما لدى الزرادشتيين والمانويين. فالتأثير الفارسي في النصرانية الشرقية كانت واضحة أيضا. فقصة الإسراء والمعراج كانت ذات مصدر فارسي أيضا إلى جانب أن كتبا منحولة نسبتها إلى إسراء موسى. ومقابل البغل المجنح في إسراء القرآن نجد الثور المجنح الأشوري، والقصة تماثل قصة فارسية باسم أرثا فيراف.
لم يحظ الأثر الفارسي الزرادشتي في الإسلام بالاهتمام الكافي وهو الذي صاغ الفرادة النوعية للإسلام، مثل التصور الفارسي للبراق مثلا. ولكن حديثا وربما من أجل تفادي أي تبريرات سلبية، توصل باحث يدعى الشفيع الماحي إلى أن الزرادشتية ديانة موحى بها من الله لكنها تحرفت إلى المجوسية. ناقش أحد الكتاب أطروحة الدكتور الماحي في مقال بدون توقيع في موقع الذاكرة وقال إن أبحاث الدكتور الماحي جاءت على خلفية المطابقات المذهلة المكتشفة في أقوال وأحكام بعض الأحداث في سيرة محمد مع سيرة زرادشت وخصوصا قصة الإسراء والمعراج بهدف تهدئة روع المسلمين وتخفيف غرابة التشابه بين الزرادشتية والإسلام. كما إن هناك كثيرا من التشابه بين قصة محمد وقصة ماني النبي الفارسي الذي زعم إن ملاكا ظهر له وكشف له الحقائق الإلهية.
قد تكون هذه الإضافات الفارسية التي أضيفت إلى النصرانية العربية مساهمة من العرب الفرس في نشر دين أجدادهم عبر إضافة ما هو عندهم إلى ما صار دينا راسخا في المشرق العربي.
يرى غولدتسيهر المستشرق الذي درس التأثير الفارسي في الإسلام إن هذا التأثير يتبدى في عدة مشاهد منها: الوضوء والطهارة، والتلاوة لغسل الذنوب وفكرة ميزان الحسنات والسيئات وكذلك فكرة الحساب الأخروي. ولكن التأثير الأكبر كان في عدد الصلوات وطريقة السجود. لقد كان النصارى ومن ثم المسلمون الأوائل يصلون ثلاث صلوات في اليوم مثلما يفعل اليهود لكنهم أضافوا إليها صلاتين أخريين لتصبح خمس صلوات مثلما هي صلوات الزرادشتيين.
وكذلك هي صلاة الصابئة. يقول محمد شكري الآلوسي في كتابه بلوغ الأرب في أحوال العرب الجزء الثاني أن صلوات الصابئة خمس صلوات في اليوم وبنفس الترتيب الإسلامي. وصلاتهم على الميت بلا سجود، وصومهم ثلاثين يوما والبعض منهم صيامهم في رمضان وكعبة صلاتهم مكة. وهم أيضا يحرمون الميتة والدم ولحم الخنزير ويحرمون في الزواج ما يحرم المسلمون.
كما تم الأخذ عن الوثنيين العرب بعد أن اختلط النصارى بالعرب عندما توسعت المملكة الأموية باتجاه نجد والحجاز. يقول الشهرستاني في الملل والنحل إن معظم ممارسات المسلمين مستمدة من الوثنية. فقد اعتاد العرب في الجاهلية على ممارسة شعائر أضيفت إلى الشريعة الإسلامية. كانوا يحرمون الزواج من البنت وأمها ويحرمون الجمع بين الأختين ويستنكرون زواج الرجل من زوجة أبيه. وكانوا يحجون إلى الكعبة ويطوفون حولها ويسعون بين الصفا والمروة ويرمون الجمرات ويغتسلون ويتمضمضون وينتفون الإبط ويحلقون العانة ويختنون ويقطعون يد السارق. لكن هذه الشعائر كانت أيضا سائدة في بلاد الشام. وبينما لا توجد إثباتات أركيولوجية في جزيرة العرب تثبت هذه الممارسات فإن في جنوب سوريا على سبيل المثال براهين أركيولوجية عليها. ففي منطقة سيدي بوكر في صحراء النقب تم اكتشاف موقع عبادة لأوثان جاهلية. في عام 1994 نشر يهودا نيفو مقالة في مجلة دراسات مقدسية تحدث فيها عن النقوش التي اكتشفت في النقب.
ثمة تشابهات أخرى مع الشعر الجاهلي وتمت الإشارة إليها في مكان سابق. أن التفسير للتشابه بين النص والأشعار هو أن الاثنين ظهرا في وقت واحد. في بداية عصر الدولة الأموية.
أخيرا لا بد من التنويه إلى الجهود الكبيرة التي قام بها بعض الباحثين الكبار. أحدهم فراس السواح وقد نشر بحثه في موقع الأوان. فقد قام بإجراء مقارنة هامة بين الإنجيل والقرآن من حيث ما قال إنها نصوص للمسيح في الإنجيل يوردها القرآن بترجمتها العربية. وقد فعل كثيرون الشيء نفسه بوضعهم لوائح وجداول بالعبارات القرآنية وما يوازيها من نص إنجيلي أو توراتي.
في حديث ينسب إلى محمد متواترا عن أبي هريرة يقول الحديث القدسي: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رات ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. لكن هذا النص بحرفيته موجود في رسالة القديس بولس الأولى إلى كورنثوس فصل 2 آية 9: بل كما هو مكتوب: ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان: ما أعده الله للذين يحبونه.
يحاول البعض أن يفسر كثرة التشابه على أنها تعني زيادة الاحتمالية بان يكون القرآن من مصدر سماوي. ولكن ماذا يكون الوضع عندما نجد نصوصا تناقض الكتاب المقدس؟
يتوافق القرآن مع الإنجيل والتوراة في كثير من النقاط لكنه ينحرف بعيدا عن الإنجيل وخصوصا فيما يتعلق بألوهية المسيح وصلبه وقيامته وبالتالي يرفض فكرة الفداء كلية. إن فكرة مصالحة الله والبشر غير موجودة في القرآن ويسوع ليس المخلص وليس الوسيط مع الله. انه مجرد نبي مثل إبراهيم وموسى. ليس هذا هو الخلاف الوحيد مع المسيحية الهللينية. هناك نقاط اختلاف عديدة مصدرها الكتب المنحولة. أما تناقضات القرآن في قضية المسيح فهي تكشف كثرة الأيدي التي عملت في وضعه، وكيف أن تلك المعلومات استقيت من مصادر مختلفة وهي في الأصل متضاربة. فهناك أفكار ثيولوجية أبيونية وأخرى مسيحية كما أن فيه تعاليم غنوصية وزرادشتية. وهناك اقتباسات مباشرة بالإضافة إلى الكلمات السريانية.
القرآن مليء بالآيات التي تناقض بعضها البعض ويمكن الرجوع في التفاصيل إلى عشرات المقالات في هذا المجال على الإنترنت. وقد وجد سدنة الدين الجديد طريقة ذكية للخروج من هذه الورطة سموها الناسخ والمنسوخ. ووضعت آيات خاصة بالنسخ. وقضية الناسخ والمنسوخ هي مسالة التبديل الذي قام به الحجاج ومن بعده آخرون غيروا في النص وكانت حجته انه يريد أن يأتي بما هو أحسن. تقول الآية: ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها. وهذا التبرير قد يكون من عند الحجاج أو عبد الملك. ولمساعدة السلطات في تبرير قضية الناسخ والمنسوخ تم وضع قصص أسباب التنزيل. وهذه كانت حيلة ذكية جدا للخروج من المأزق وتبرير التناقضات.
وإذا أخذنا التراث ككل فيما يتعلق ببدايات الإسلام سنجد الخبر ونقيضه، روايات متباينة ومتعارضة للحدث الواحد. كما نجد اختلافات صارخة حول قيمة هذه الشخصية أو تلك واختلاق الشخوص والأحداث التي لم توجد أصلا. وكثرة التناقضات وعدم معقولية الروايات في السيرة والحديث تثير الريبة في حقيقتهما وأبرز تلك التناقضات ما يتعلق بمن يسمين بنات النبي. وتشير الروايات المتناقضة إلى إن الذين كتبوها لم يكونوا على دراية بالتفاصيل ومن كان يتناقل الرواية شفاهة إنما كان يروي قصصا وهمية ومختلقة.

تاريخ الإسلام البكر 14 الإسلام من دون محمد
إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب
إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم
منذ أكثر من ألف وأربعمئة سنة بدأ الإسلام وانتشر واتباعه اليوم يربون على ألف ومئتي مليون نسمة موزعين في قارات العالم كلها. لكن هذا الدين لم يخضع للتمحيص والبحث والتدقيق إلا حديثا أي منذ ما يقرب من مئتي سنة فقط عندما تجرأ باحثون لمناقشة أصوله ومصادره وأركانه وشخوصه ونصوصه.
في التقليد الإسلامي المعروف يشكل النص القرآني وشخصية الرسول نقطتي الارتكاز الرئيسيتين التي ينتصب عليهما الإسلام. فهو خاتم النبيين وخلاصة النبوة والإنسان الكامل والأسوة الحسنة. لكن العلماء في العقود الأخيرة بدأوا يشككون في كثير من المسلمات. منذ البداية رأينا كيف أن الرواية الإسلامية التقليدية لا تصمد أمام البحث والتمحيص. فالقرآن الذي ينسبه التقليد الإسلامي إلى الوحي السماوي كان نصوصا متفرقة جمعت من المصادر المتوفرة في البيئة الدينية في القرنين السابع والثامن ليكون كتاب قراءات للنصارى الذين تبنوا مواجهة المسيحية الهللينية رافضين مقررات مجمع نيقية وملزمين أنفسهم شريعة موسى وتوراة اليهود إلى جانب إنجيل المسيح من دون الإيمان بألوهيته أو بعقيدة الخلاص المسيحية التي بلورها بولس الرسول.
وكما كان القرآن مثار بحث وتمحيص كذلك كانت شخصية نبي الإسلام. فشخصية هذا النبي تبدو شخصية وهمية تم اختلاقها وبالتالي ليست شخصية حقيقية وان محمدا كشخصية تاريخية لا وجود لها. وإن كلمة محمد لم تكن اسم علم وإنما كانت في البداية وصفا ليسوع المسيح الذي كان النصارى يعتبرونه نبيا ورسولا. وعندما شكك محمد كاليش بوجود محمد تاريخيا قال إنه يصعب الرجوع إلى محمد تاريخي محتمل بل إلى إيمان ثيولوجي أنتجته مراحل صيرورة متأخرة. وقد جعل محمد مجرد أرضية مشروع أسقطت عليه كل الرؤى الثيولوجية والفقهية وكل طائفة نسبت تشريعها وفقهها إلى النبي والشخصيات الأخرى المؤثرة المرافقة له. ويتساءل الباحثون إذا كان محمد شخصية غير موجودة فعلا فلماذا يتم اختراعه أصلا؟ ففي الأدبيات غير الإسلامية وعند الحديث عن السيطرة العربية على البلاد لم تكن هناك أي إشارات إلى الديانة التي يعتنقها الحكام الجدد. المصادر السريانية لا تشير إلى شخص محمد بأي إشارة ولا تتحدث عن أي إسلام بل عن غزو عربي ولم يلتفت أحد لوجود دين باسم الإسلام.
التفسير المحتمل كما يرى بعض الباحثين في الموضوع هو أنه لما كان لكل دولة أو إمبراطورية دينها الخاص بها أراد العرب أن يكون لهم دينهم الخاص. فكما كان للبيزنطيين مسيحيتهم الهللينية وللفرس زرادشتيتهم صار للعرب إسلامهم. وقد يكون الإسلام بالفعل سابق لمحمد. أي أن العرب الذين قننوا النصرانية الشرقية المعادية للمسيحية الهللينية لتكون متوافقة مع اليهودية الموسوية أرادوا أن يكون لهم نبي ورسول. وافتقار العرب إلى نبي وكتاب أسوة بغيرهم من الأمم وباليهود دفعهم إلى ترجمة وتأليف كتاب مقدس واختلاق سيرة لنبي لم يره أحد ولم يترك أثرا. وبما أن النصرانية كانت تعتبر يسوع مجرد نبي رسول فقد حولت صفته التي كانت تعطى تمجيدا له “محمد عبده ورسوله يسوع المسيح” إلى اسم علم تجسدت فيه شخصية صارت مع الوقت محمد بن عبد الله ومن ثم نسج حول هذه الشخصية ما نسج.
شخصية محمد لم تكن معروفة حتى منتصف القرن السابع. ولم يكن هناك أي حديث عن الإسلام كدين مستقل أو عن كتاب الإسلام ككتاب عقيدة وكذلك لم يكن هناك نبي رسول باسم محمد. بدأت قصص محمد بالانتشار لتبرير الإمبراطورية التوسعية للعرب ولإعطاء هذا التوسع بعدا لاهوتيا وتبريرا دينيا. لهذا السبب نشأ الإسلام كدين سياسي فهو إيمان مسيس والمظهر السياسي للإسلام برز قبل المظهر الديني. ويرى سبنسر أن الإسلام كما نعرفه كان مجرد وسيلة توضيحية للنجاحات العسكرية والسياسية للعرب في القرن الذي سبق أي انه ثيولوجيا متأخرة.
وفي كتابها خليفة الله تقول باتريشيا كرونة إن هناك ثمة حقيقة ملفتة وهي أن الوثائق التي عاشت منذ العهد السفياني لا تذكر على الإطلاق اسم رسول الله. أي أنها لا تأتي على ذكر عبارة رسول الله مطلقا. البردية لا تشير إليه، النقش العربي للمسكوكات العربية الساسانية تذكر الله وليس رسوله، كما أن المسكوكات البرونزية العربية البيزنطية التي ذكر فيها محمد كرسول الله والتي نسبت في السابق إلى المرحلة السفيانية تنسب الآن إلى المرحلة المروانية. حتى شواهد القبور تشير إلى الله وليس رسول الله وكذلك نقش معاوية في الطائف. ولذا فإنه في المرحلة السفيانية لم يكن للنبي أي دور.
أثار محمد سفن كاليش ضجة كبيرة في أوروبا عندما أعلن أن محمدا كشخص تاريخي يصعب إثبات وجوده ويرجح انه اختراع أسطوري مثله مثل الديانتان الأخريان اليهودية والمسيحية. لكنه في الوقت نفسه يقول إنه مثلما يصعب البرهنة على وجوده يصعب أيضا البرهنة على عدم وجوده لكنه في النهاية يرجح عدم وجوده ويقول إنه ما لم يتوفر دليل أركيولوجي على وجوده فلا يمكن حسم مسالة وجوده من عدمها. ولهذا ثارت عليه الجالية الإسلامية في أوروبا وأخرجته الجامعة من بين صفوفها. ويرى كاليش انه لا توجد أي وثائق أصلية من القرنين الهجريين الأولين والمصادر التي يمكن الوثوق بها تبدأ اعتبارا من القرن الهجري الثالث.
ولكن إن كان محمد غير موجود تاريخيا فمن أين أتت كل تلك السير والأحاديث؟ لقد ذهب بعض الباحثين إلى أن محمدا كان صناعة أسطورية متأخرة حتمتها الظروف العقائدية والاجتماعية للإمبراطورية العربية الناشئة. وقد رأينا في فصول سابقة كيف أن العرب عندما استقلوا عن البيزنطيين وعن الفرس وأقاموا دولتهم في المشرق تبنوا النصرانية الملتزمة شريعة موسى وإقامة التوراة والإنجيل معا. وبعد الاستقلال السياسي كان لا بد من الاستقلال الديني.
يرى بعض المستشرقين أن شخصية محمد مختلقة من أساسها ولم تكن إلا شخصية مخيالية احتاج إليها الغزاة من العرب الذين احتلوا بلاد غيرهم فكان هذا الشخص هو البطل الحضاري تماشيا مع حضارات أخرى كانت سبقت في خلق الأبطال والزعماء الأسطوريين. آخرون من المهتمين بهذا الأمر أشاروا إلى أن إنكار وجود محمد إنكارا قطعيا لا يمكن أن يكون منطقيا لذلك فهم يرون انه كان هناك أكثر من شخصية بهذا الإسم وفي أماكن مختلفة وعندما اكتمل الدين الجديد تم دمج سير هؤلاء الأشخاص في شخصية واحدة يلتف حولها المؤمنون الجدد.
تبدو أي دراسة لحياة محمد كما نعرفها الآن مستحيلة أو قاصرة. فالمعطيات المادية بالمعنى الحرفي أي البراهين الأركيولوجية معدومة. أما المعطيات النصية فلا يمكن الركون إليها لأنها تنطوي على فجوة زمانية هائلة تفصل بين زمن وقوع الأحداث أو ما يفترض أنها أحداث وزمن تدوينها والارتقاء بها إلى مستوى الشهادة التاريخية الجديرة بالاعتماد. فكتاب سيرة رسول الله الذي وضعه ابن اسحق عام سبعمئة وخمسين لا يمكن الثقة به فهو موضوع بعد أكثر من مئة وعشرين سنة من وفاة محمد المفترضة.
في السنوات الأخيرة نشر روبرت سبنسر كتابا أثار جدلا واسعا كان عنوانه: هل وجد محمد؟ بحث في أصول الإسلام الغامضة” في هذا الكتاب يجادل سبنسر بانه في السنوات الستين ما بين 630 و690 لم يكن هناك أي ذكر لمحمد أو للقرآن من قبل الغزاة العرب وهذا الصمت عن ذكر محمد طوال تلك المدة أمر مريب. وهو يرى أن وجود محمد يشبه وجود روبن هود لكن القصص التي حيكت حوله وضعتها الفئات المتنافسة وقام بتوثيقها مؤلفون مسلمون أضافوا إليها القصص المختلفة التي وجودها في التراث الشعبي لأسباب سياسية. أحد أسباب تشكك سبنسر بشأن محمد هو أن القرآن لم يذكره سوى أربع مرات بدون أي تفاصيل بشأن الشخص التاريخي. ولذا فإن وصف محمد قد يكون مجرد وصف تبجيلي للمسيح من قبل فئات معينة من المسيحيين الموحدين أي النصارى.
تأخذ الرواية الإسلامية الرسمية وجود محمد الفعلي أمرا مسلما به. قليلون يشككون بوجوده الفعلي. فما هي المؤشرات الضعيفة في الرواية الإسلامية التقليدية؟
لا توجد أي إشارة إلى وفاة محمد إلا بعد حوالي مئة سنة من تاريخ حدوثها المفترض. مثلما لا توجد أي سجلات معاصرة لفترة حياته المفترضة. كما أن التراث الشفهي المنسوب إلى محمد تضاعف كثيرا عبر السنين بدلا من أن يتواتر متماثلا متماسكا عبر الأجيال. كذلك فإن كتابات الشعوب التي غزاها العرب لم تشر لا إلى الإسلام ولا إلى محمد ولا إلى القرآن. بل سمي الغزاة بالإسماعيليين أو السراسين أو المهاجرين أو الهاجريين ولم يدعوا مسلمين أبدا.
غير أن الذين يسلمون بوجود محمد التاريخي يرون أن أي دعوة أو طلب لإثبات وجوده غير ضرورية لوجود كل تلك النصوص التي تتحدث عنه. لكن تلك النصوص تم وضعها بعد مئة إلى مئة وخمسين سنة على الأقل من وفاته المفترضة التي تتحدث عنها تلك النصوص. وهذه حقيقة لا يلتفت إليها المسلمون غالبا. وعندما يتحدثون عن محمد لا يخطر ببالهم أن أول كتاب فقهي وضع في التراث الإسلامي وهو الفقه الأكبر لابي حنيفة وضع عام 752 أي بعد وفاة محمد بمئة وعشرين سنة. كما أن معظم الكتابات التي وضعت في القرن التاسع منقولة من كتب وضعت في القرن الثامن تتحدث عن محمد الذي توفي في منتصف القرن السابع. كما أن كتب السيرة تنقل عن كتب سبقتها لم تعد موجودة هذا إن وجدت أصلا. فهذا ابن هشام مثلا الذي وضع سيرة لمحمد نقلا عن سيرة ابن اسحق يعترف انه لخص واختصر وأضاف وغير في النص الأصلي الذي أخذ عنه في حال وجد ذلك الكتاب الأصلي المنسوب لابن اسحق. إن كثيرا من المعلومات الواردة في سيرة محمد كما ينص عليها التقليد الإسلامي موضع شك. فما وضعه ابن اسحق كان روايات شفهية ومعظمها موضوع من قبل الرواة أنفسهم. وعندما تدور رواية السيرة مدة مئة عام شفاهة قبل تدوينها فمن يضمن أن تدوينها كان دقيقا ولم يعتريه أي تحريف؟
في ثلاثينيات القرن العشرين نشر مستشرق روسي كتابا بعنوان “هل وجد محمد؟” قال فيه إن معلوماتنا عن محمد متأخرة جدا وان سيرة حياته عبارة عن خيال نشأ من فكرة تفسير الأساطير عبر الثقافة المحلية لان كل الديانات بحاجة إلى وجود مؤسس. أما المستشرق الروسي الآخر تولستوف فيرى أن أسطورة محمد تتشابه مع تأليه ياكوتس والهدف منها توحيد القوى السياسية والتجارية والقبائلية لضمان وصول الطبقة الأرستقراطية للحكم. كما يرى موروزوف وهو روسي أيضا أن محمد التاريخي غير واقعي تماما مثلما أن يسوع غير تاريخي. ويعتقد أن الخلفاء الراشدين أيضا مجرد أساطير لان الإسلام كان شكلا من أشكال اليهودية حتى وقت الحروب الصليبية.
يعتقد باحثون أن افتقاد التفاصيل الموثقة للسجلات التاريخية والمواد البيوغرافية اللاحقة عن نبي الإسلام والجو السياسي والديني الخيالي الذي تطورت فيه تلك النصوص تفترض أن محمد الذي يعرضه التقليد الإسلامي لا وجود له. كما أن يهودا نيفو وجوديث كورين وضعا كتابا تناول قضية الوجود التاريخي لمحمد وخلصا فيه إلى أن محمد لم يوجد أبدا أو على الأقل إن وجد فإنه لم يكن على الشكل الذي يعرضه لنا التراث الإسلامي المعروف. إسماعيل أدهم كاتب سوداني يقول في كتابه مصادر التاريخ الإسلامي انه وجد للرسول حياة ليست كما تصورها لنا كتب السيرة. وهو يرى أن سيرة الرسول ابتدعتها العقول خلال القرنين الأول والثاني الهجريين فظهر من خلال ذلك التاريخ الإسلامي وسيرة الرسول مختلطة مادتها بالأقاصيص اختلاط قليل من الحقائق بكثير من الأوهام. كما يؤكد أن ما يعرف بنسب الرسول مختلق وان اسم عبد المطلب لم يكن لشخص بل اسم لصنم.
يربط المسلمون الآن شهادة لا إله إلا الله بشهادة أن محمدا رسول الله. لكن طوال أكثر من ستين سنة من وفاته المفترضة لم يكن اسم محمد يذكر مع هذه الشهادة. بل كان هناك إيمان توحيدي نصراني تطور من مفاهيم مسيحية ويهودية بأسلوب خاص. الشهادة المحمدية لم تظهر إلا في الفترة المروانية وظهرت فجأة كإعلان وحيد رسمي للشهادة الإيمانية. وحتى هذه وجدت على مسكوكة من العملة المعدنية ومع ذلك فكلمة محمد في هذا النقش لم تفسر على أنها اسم علم لشخص أو لنبي بل استخدمت وصفا ليسوع المسيح عبد الله ورسوله بحسب النصرانية. كما يشير وانزبرو أيضا إلى أن اسم محمد كان مجرد وصف إضافي لاسم يسوع. وتشير بعض المصادر إلى أن ثمة رسالة منسوبة لعمر ابن الخطاب موجهة إلى كسرى يدعوه فيها للإسلام لا يوجد فيها اسم محمد.
لقد كانت باتريشيا كرونة ومايكل كوك أول من نبها إلى دور عبد الملك بن مروان في ظهور الإسلام واختلاق رسوله. كتبت باتريشيا كرونة العديد من المقالات والكتب والدراسات التي تناولت الإسلام المبكر. وهي ترفض سيرة محمد كما ترويها كتب التراث الإسلامي وتستغرب من عبارة قالها المفكر الفرنسي أرنست رينان الذي أشار إلى أن الإسلام ظهر في ضوء التاريخ وتقول إن التاريخ مظلم تماما عن بدايات الإسلام. وترى كرونة أن قصة الإسلام وضعت في عهد عبد الملك بن مروان كاختلاقات متأخرة وتم إعادة بناء قصة الفتوحات والخلافة كحركة من قبل عرب الحجاز الذين تأثروا بفكرة اليهود عن أرض الميعاد.
لقد أصبح الإسلام منذ القرن الهجري الثالث دينا إمبرياليا اضطر لإنشاء واختلاق أدب ديني (سير تواريخ مغازي وأحاديث) بما يشبه الهذيان وفيه من الغرائب ما انزل الله به من سلطان وربما السبب في ذلك حاجته إلى شرعنة وجوده فسرد الرواة الغث والسمين ولم يتركوا خرافة تعتب عليهم. لقد شعر العرب وقد صار لديهم دولة كبيرة انهم بحاجة إلى أيدولوجية ومن هنا تم تجميع عقيدة الإسلام بحسب الطريقة التي شرحت في مكان سابق من الكتاب.
يرى ابن الراوندي وهو اسم مستعار لباحث عربي انه عندما أكمل العرب بناء إمبراطورتيهم وجدوا انهم بحاجة إلى دين لضمان بقاء وتماسك الإمبراطورية وتبرير حكمهم وشرعنته. فاقتضت الخطة أن يكتبوا التاريخ بأثر رجعي. وحيث انه كانت هناك اليهودية والمسيحية كمثالين فهذا يعني أن العرب كانوا بحاجة إلى تنزيل ونبي تكون حياته نموذجا لاتباعه.
خلاصة القول انه لا توجد معلومات كافية عن محمد، معلومات بمعنى حقائق بيوغرافية ثابتة يمكن الركون إليها. فالمعلومات المتوفرة حاليا بدأ وضعها بعد حوالي مئة إلى مئتي عام من وفاته المفترضة. ولذلك فهناك تشخيص خيالي وتوهمات كثيرة تتعلق بشخصيته وسلوكه وأخلاقه ومعاملاته وحتى وجوده الفعلي.
لم يرد اسم محمد في القرآن إلا أربع مرات وهذه المرات الأربع كانت فيما يعرف بالنصوص المدنية. أي انه طوال النص المكي وهو نص نبوي روحاني تبشيري لم يذكر اسم محمد على الأطلاق. لكن هناك إشارات عديدة إلى “النبي”. ولذلك لا يمكن الاعتماد على القرآن ككتاب تاريخي لإثبات وجود محمد. فالقرآن أصلا كما رأينا في الفصول السابقة لم يكن كتاب وحي سماوي وإنما كان تجميعا لصلوات وقراءات ليتورجية لاستخدامها في الصلاة والتعبد.
من المعروف أن النصارى كانوا يسمون المسيح عبد الله نكاية بالمسيحيين الذين يعتبرونه ابن الله. وكان اسم محمد أو محمدان يعني المختار أو الأفضل وكانت أيضا صفة تطلق على المسيح من قبل النصارى. وهاتان الصفتان لم تكونا أسماء علم عند العرب. واسم محمد مشتق من حمدوت العبرية أي المحبوب وهو لقب من نبوءة دانيال يخص المسيح. أما الباحث التونسي هشام جعيط فيرى أن اسم محمد هو واحد من التأثيرات المسيحية وانه نقل إلى العربية من السريان وانه يعني في لغتهم الأمجد وصيغتها الأولى كانت محمدان.
في تفسير محمد عبد الله ورسوله فإن كونها جملة اسمية تعني أن كلمة محمد ليس اسما لشخص بل صفة لعبد الله ورسوله كما لو كنا نقول: ممجد أو مبجل عبد الله ورسوله. والمقصود بهذا التبجيل هو عبد الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم حيث أن عطف عبد الله ورسوله بالواو يتسق مع المقطع الذي يقول: اللهم صل على رسولك وعبدك عيسى بن مريم. وعبارة عبد الله أو خادم الله تعبير كتابي ينطبق على يسوع المسيح كما في أشعيا(52/13): هوذا عبدي يعقل، يتعالى ويرتقي ويتسامى جدا.

تاريخ الإسلام المبكر 15 محمد من دون الإسلام
الذين يتبعون الرسول الأمي
الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل
كثيرا ما يستخدم المسلمون الآيات التي تشير إلى المسيح في العهدين القديم والجديد للإشارة إلى محمد. وهي فعلا وصف “للمحمد” الذي هو وصف للمسيح. الانقلاب الذي حصل في تغيير معنى الإسم ومن ثم ضياع الأصل واختلاق القصص بشأنه هو الذي غير كل شيء في تاريخ الأديان وغير مجرى التاريخ.
أكثر تلك الآيات المستخدمة في هذا المجال الآية 18 من الفصل 18 من سفر التثنية: “أقيم لهم نبيا من وسط أخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به”. لكن هذه الآية بحسب كل تفسيرات الكتاب المقدس وكبار علمائه تخص المسيح وليس شخصا آخر. وحتى الآية التي في القرآن التي يستخدمها المسلمون للقول إن آية التثنية تخص محمد في الحقيقة تخص المسيح أيضا. فالآية 157 في سورة الأعراف قد تكون تشير إلى الآية 18 من الفصل 18 من التثنية: “الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل …. واتبعوا النور الذي أنزل معه”. من المعروف أن المسيح هو الذي جاء معه النور. ففي الآية 46 من سورة المائدة يتحدث عن المسيح بقوله: “وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور”.
لقد كان المسيح في التراث المسيحي السوري هو عبد الله ورسوله. وكان لقب عبد الله لقبا للنبي أشعيا أيضا. وفي رسائل الآباء يوصف يسوع بانه عبد الله وخادم الرب. من هنا كانت عبارة “محمدٌ … عبد الله ورسوله يسوع … وجاء وصفه في القرآن الآية 30 من سورة مريم: “إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا”.
من المعروف في علم التاريخ انه لا يمكن كتابة تاريخ موثوق دون الاستناد إلى قاعدة صلبة على أساس المصادر المعاصرة للأحداث. وفيما يخص مسالة وجود محمد كشخص تاريخي حقيقي قام بتأسيس دين جديد رأينا انه لا توجد مصادر معاصرة للزمن المفترض انه عاش فيه. كما أن الأمر الأخطر هو عدم وجود براهين أركيولوجية مادية تثبت وجوده.
من الغريب أن أول ذكر لكلمة محمد كان ظهورها على مسكوكات الأمويين في سوريا ولكن الأكثر غرابة أن تلك المسكوكات تحمل إلى جانب هذا الإسم نقشا للصليب. ويرى الباحثون الذين تابعوا هذه المسالة بالشك والتمحيص أن كلمة محمد كانت مجرد وصف قصد به تمجيد يسوع المسيح إذ كانت المسيحية سائدة في البلاد السورية. وهذا الوصف والنقش كان موجودا على جدران مسجد قبة الصخرة عند بنائه مما يوحي أن أولئك الحكام كانوا ينتمون لطائفة مسيحية معينة ويرجح أنها طائفة النصارى.
كل الصيغ الإسمية التي ذكرت محمد في النقوش أو المسكوكات لم تكن تشير إليه على أنه نبي أو رسول حتى عام 691 للميلاد. وهذا الغياب وعدم ذكره في جميع النقوش المبكرة وبشكل خاص النقوش الدينية أمر بالغ الأهمية. فالمصادر المتأخرة كلها روايات وأخبار تخص حياة النبي بأدق تفاصيلها ولكن لا نجد أيا من هذه الأخبار في النقوش القديمة المبكرة والمعاصرة للفترة التي يفترض أن محمد عاش فيها. ففي النصوص الدينية العربية من المرحلة السفيانية الأولى المبكرة أي للسنوات 661 – 684 كان هناك ما يشبه “قانون إيمان” بدون الإشارة إلى محمد. فهذا الإسم لا يوجد في النصوص العربية إلا بعد العام 691. ومع أن عبارة محمد رسول الله ظهرت أولا في المسكوكات العربية الساسانية بدءً من عام 691 وضربت في دمشق فإن العبارة الكاملة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” فظهرت في منقوشات عبد الملك على جدران قبة الصخرة في العام 691 أي بعد حوالي ستين إلى سبعين سنة بعد وفاة محمد المفترضة وليس لها وجود قبل ذلك.
في المسكوكات التي رافقت الفاتحين العرب لم تذكر كلمة الإسلام أو القرآن طوال ستين سنة من بعد وفاة محمد المفترضة. لكن الإسم ذكر مرتين بدون تحديد وعلى الوجه الآخر من المسكوكة نقشت صورة رجل مصحوبة بصليب. وهنا لم يكن يقصد بكلمة محمد اسم علم بقدر ما هي توصيف شرفي بمعنى المبجل والممدوح يفترض كثيرون انه يخص المسيح. كما أن بعض المسكوكات الفارسية من أواخر القرن السابع نقش عليها عبارة محمد رسول الله ولكن كان يعلوها صليب.
لا توجد مصادر إسلامية موثوقة من القرنين الهجريين الأول أو الثاني. وحتى تلك المصادر إن وجدت ليس فيها ذكر لمحمد أو الإسلام أو القرآن. أما في المصادر الأجنبية غير الإسلامية فلم يرد فيها اسم محمد كشخص في البداية. ولكن لوحظ أحيانا في بعض المراجع الأجنبية من بيزنطية أو أرمنية وجود اسم مهمت
Mehmet
فهل كان هذا اسما حوله العرب إلى محمد ونسجوا بشأنه التاريخ الذي يريدون؟ مصادر أخرى مثل دوكترينا جاكوبي مثلا ذكرت اسم محمد بوصفه قائدا عسكريا محاربا. لكن الإشارة الأقدم إلى محمد في الأدبيات المسيحية الغربية وردت في تاريخ أوسيبيوس في القرن الميلادي السابع ولكن انحصر قوله في أن محمد شخص إسماعيلي ادعى النبوة على الطريقة اليهودية وعلم أبناء بلده العودة إلى دين إبراهيم.

في كتاب العقيدة اليعقوبية، دوكترينا جاكوبي، هناك إشارة إلى نبي حاربه قومه. لكن الكتاب لا يذكر أن اسمه محمد. كما أن الكتاب يشير إلى أن ذلك النبي لا يزال حيا وانه يحمل مفاتيح الفردوس. ولكن في تلك السنة بحسب الرواية الإسلامية الرسمية محمد كان متوفيا كما أن وصف حامل مفاتيح الفردوس لم يكن أبدا وصفا لمحمد في التقليد الإسلامي. كما أن المصادر غير الإسلامية التي أشارت إلى الغزوات الإسلامية والحروب العربية البيزنطية لم تشر إلى محمد أو الإسلام أو القرآن.
لكن اهم من كتب عن الإسلام ومحمد من العالم المسيحي كان القديس يوحنا الدمشقي. وفي موسوعته التي عنوانها ينبوع المعرفة لا يعطي الدمشقي محمد اسما شخصيا بل يعتبره لقبا وربما هذا ما كان سائدا أي لقب النبي المصطفى المختار المحمد. غير أن الدمشقي لم يكن معاصرا لمحمد المفترض بل ولد بعده بخمسة وأربعين عاما وعلى هذا تكون موسوعته قد كتبت بعد محمد بأكثر من مئة عاما على الأقل.
كل ما هو متوفر عن شخصية محمد وحياته وتصرفاته موجود في المصادر الإسلامية فقط فلا توجد أي مصادر أخرى. وحتى المصادر الإسلامية فكلها وضعت بعد وفاته بمئة إلى مئة وخمسين سنة على الأقل. ترى باتريشيا كرونة المتخصصة في المسائل الإسلامية أن محمد لو كان حقيقيا فإنه لم يكن نبيا بقدر ما كان مبشرا بتقاليد العهد القديم تهيئة لقدوم المسيح. من هنا تم اختلاق سيرته وبقية حكايته التي انتشرت في المصادر الإسلامية.
لقد تم اقتباس شخصية محمد كما ترويها المصادر الإسلامية من مصادر عديدة. فشخصية الراعي الذي يتزوج سيدة القوم إلى حين وحي النبوة إسقاط لشخصية موسى. وشخصية النبي المشرد والمنبوذ مقتبسة من شخصية ماني الفارسي. أما شخصية النبي المحارب فتوافق شخصيتي داود وزرادشت. أما شخصية النبي المالك الذي يتصرف باتباعه والمحب للنساء فتوافق شخصيتي داود وسليمان. وشخصية محمد كما في المرويات الإسلامية شخصية مركبة خلقها كتاب مختلفون في أزمانهم ومجتمعاتهم. ولكن يمكن تحديد اتجاهين واضحين: شخصية الراعي اليتيم ومن ثم التاجر توافق الصيغة اليهودية. أما شخصية النبي المحب للنساء والحروب فتوافق الفرس.
الأساطير العديدة والقصص الكثيرة التي رافقت قصة مولد محمد هدفت إلى إثارة عواطف الاتباع بغرض إعطاء قيمة أكبر للشخصية. أما أمه وأبوه فلا يعرف عنهما أي شيء. لم تظهر سيرة النبي الأولى التي وضعها ابن إسحق إلا في منتصف القرن الثامن أيام العصر العباسي أي بعد مئة وعشرين سنة من وفاة محمد المفترضة. وفي سيرة ابن إسحق تبدو شخصية محمد واقعية جدا: زعيم حربي يقوم بغزوات ويحكم بشكل طاغي. في سيرة ابن اسحق محمد شخص واقعي يصوره الكتاب بشكل سلبي جدا. وفي القرون التالية تحولت شخصية محمد من شخصية واقعية إلى شخصية مثالية. ويشير إلى هذا الأمر كتاب حياة القلوب.
لقد تم اختلاق سيرة رسول الله بناء على تخيلات من نصوص القرآن. فلا أحد يمكنه معرفة ما حدث. لقد صور التراث الإسلامي محمد أميا لا يقرأ ولا يكتب لكنه كان محاطا بخمسة وأربعين شخصا يكتبون له ويسجلون نشاطاته وحركاته ولا ينسب التقليد لمحمد انه جمع القرآن أو انه طلب تسجيل كلامه وأحاديثه. ويبدو أن هذه الصيغة في وصف محمد كانت بغرض إبعاد الشبهات.
ولكن لماذا يضع كتاب السيرة كل تلك التفاصيل والصفات ويلصقونها بشخصية محمد؟ أول ما يخطر على البال أن شخصية غير حقيقية لم توجد فعلا في التاريخ يمكن أن ينسج حولها سيرة يفتح الخيال أبوابه واسعة لرسم صورته. كما أن محاولات التبجيل والتعظيم كانت بدائية إلى درجة تسيء إلى الشخص. كما تهدف إلى إخافة الخصوم وجلب انتباههم. كما أن الذين كتبوا وأفاضوا بالكتابة لم يكونوا واعين لما يكتب غيرهم فكثير من تلك الكتابات لم تكن بريئة ولم يعرف كتابها أن انفجار المعرفة الكبير المستقبلي سيكشف الحقائق.
لو كان محمد غير حقيقي ولم يوجد فلماذا حبرت مئات الألوف من الصفحات في السيرة والحديث؟ لماذا اختلقت قصة محمد؟ وما الهدف منها؟ يذكر التراث الإسلامي قصة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة وهذا الحدث يعطي بعض المؤشرات. بدراسة قصة محمد كما هي في التقليد الإسلامي نكتشف الكثير من الإسقاطات التي استخدمت في بناء قصة محمد. والقرآن لم يذكر من الأنبياء سوى موسى والمسلمون يؤكدون دوما على التشابه بين موسى ومحمد. والحدث الرئيسي في قصة موسى كان الخروج. والحدث الرئيسي في قصة محمد كان الهجرة. وهذا سبب اختلاق قصة الهجرة في سيرة محمد لكي تتوافق مع قصة موسى. أما قصة مكة فهي قصة الهيكل اليهودي. وقصة أساف ونائلة هي قصة أفروديت وجوبيتر. وهبل كصنم أكبر يضاهي مارس إله الحرب عند الرومان. لقد وضع اليهود تلك القصص بعد أن دمرت أورشليم ووضعت أصنام الرومان في مكان الهيكل. فحلم اليهود بمخلص يعيد إليهم أورشليم ويحطم الأصنام. ومن هنا فقط تكون قصة محمد فبركة يهودية لدواعي سياسية قد لا تخطر على بال أحد.
وهناك إسقاطات عديدة من التراث اليهودي النصراني على سيرة محمد. فهل تسريب قصة تسميم محمد كما هي في السيرة النبوية من قبل امرأة يهودية محاكاة لقيام اليهود بالتحريض على يسوع وقتله بالصلب. كل المراجع الإسلامية تجمع أن محمد مات مسموما وهذا الحدث الدرامي كثير الشبهة بالدراما التي تنهي حياة البطل بشكل مفاجئ تحفظ إعجاب الناس فيه. ويقول التقليد الإسلامي أيضا أن أول خلق الله كان محمد والفكرة الأصلية كانت أن يسوع هو أول الخلق وان الخلق كان به بحسب ما جاء في إنجيل يوحنا. فهل هو إسقاط آخر؟
يقول إرنست رينان أن محمد ظهر وعاش في ضوء التاريخ. ولكن بعد هذ السرد الطويل إلى أي مدى يظهر هذا الضوء حقيقة وجود هذه الشخصية؟
يتبع قسم خامس

مواضيع ذات صلة:  الأسلام اول حركة قومية عربية

Posted in فكر حر | 1 Comment

الغرب يلوح و روسيا تصرح

putinobamaالغرب يلوح و روسيا تصرح
اخفاقات الغرب على مدى ما يقارب اربعة اعوام في مناصرة الثورة السورية على الرغم من ادعائه انه صديق الشعب السوري المكلوم ادت الى ما نحن فيه الان من تفاقم الازمة وتحول تنظيم الدولة الى كابوس يقلق الغرب بعد ان فشلت نظريته في تحويل سوريا لمصية للارهارب على حد ذعمهم من جعل الصراع مع النظام فخا لهم ومن ثم الانقضاض عليهم
الغرب لم يستوعب بعد ان ما يسميه هو ارهابا ليست جماعة قومية او عرقية يمكن اجتثاثها واستئصالها بالقوة انه فكر اجتماعي يولد كردة فعل نتيجة احباطات تمارسها الانظمة الديكتاتورية اينما وجدت فما يسمونه ارهابا هو حالة مواجهة لا دين لها ولا جغرافية تحدها فكما تنادت الحكومات الى تحالف دولي لمواجهة تنظيم الدولة و حشدت اكثر من عشرين دولة لهذه الحرب الابداعية فان تنظيم الدولة استطاع ان يحشد من اكثر من ثمانون دولة انصارا له
اخطىء مايسمى المجتمع الدولي ممثلا بحكوماته بنظرية عش الدبابير متوهما ان ساحة الصراع سيتم محاصرتها في سوريا والعراق و تضيق الخناق عليها ومن ثم يجهز عليها يبدو انه تناسى ان هذا الحشد الاممي لتنظيم الدولة عندما تتم محاصرته سيتفرق مقاتلوه الى سفراء لهذا الفكر يعدون به الى اوطانهم لنشروا فكرهم ولينتقموا من حكوماتهم التي قاتلتهم في سوريا والعراق و ليصبح العالم كله ساحة صراع و مواجهة
استطاع نظام الاسد خداع الغرب اكثر من مرة فلقد سبق وان قالت مادلين اولبريت لقد خدعنا بشار الاسد مرتين الاولى عندما استلم الحكم بالوراثة بسوريا و قدم نفسه كرئيس شاب منفتح و ديمقراطي و متحرر من ارث ابوه الديكتاتوري واتضح العكس ثم خدعنا في الاونه الاخيرة عندما قدم نفسه كعدو للارهاب وهو الارهاب بعينه
والاسد ونظامه يستمر بالخداع واستطاع ان يجعل المجتمع الدولي اليوم امام خيارين انا او داعش ومن الطبيعي ان يختار المجتمع الدولي الوقوف الى جانب بشار في محاولة للقضاء على داعش فما يهم الغرب عدم وصول داعش اليه حتى ولو كان على حساب معاناة السوريين من بقاء الاسد حاكما لسورية
ما يمكن ان ينطلي على الغرب لايمكن تمريره على روسيا فالروس يعلمون ان دعمهم لبشار عسكريا لايمكن ان يضمن له الاستمرار ضمن هذه الاجواء وان الغرب هو من يضمن استمرار بشار في حالة اعادة تاهيل نظامه ورفع الحصار عنه و عندها سيصبح الاتحاد السوفيتي خارج المنطقة عندما يتحول نظام بشار من ديكتاتور روسي محاصر من الغرب الى ديكتاتور غربي بلا حصار دولي
الغرب يتهيء لاعادة فتح قنوات التواصل مع بشار تحت ذريعة محاربة داعش
و روسيا يبدو انها استفاقت مؤخرا او في طريقها للاستفاقة من ان الراهن على نظام الاسد لبقاء موقع قدم لها بالشرق الاوسط رهان خاسر سواء سقط الاسد نتيجة صراعه مع الثورة او استعاد سطوته بدعم غربي ففي الحالتين روسيا ستكون الخاسر الاول اما ان يخرجها الغرب من سوريا سياسيا او يخرجها الثوار نهائيا مع سقوط الاسد
الغرب بدأ مغازلة النظام و روسيا بدأت مغازلة المعارضة ويبدو اننا امام مرحلة جديدة من تبادل الادوار ستتكشف خلال الاسابيع القادمة عن مفاجأت لم تكن بالحسبان
يبقى ان نشير ان الروس بغض النظر عن تاريخهم مع الثورة الا انهم اكثر مصداقية من الغرب الذي يتلون حسب مزاجه واهوائه

Posted in فكر حر | Leave a comment