العنف المنهجى ضد أقباط مصر

جنيف فى 25/11/2014qobtishr
مجلس حقوق الإنسان
المنتدى المعنى بالأقليات الدورة السابعة
العنف المنهجى ضد أقباط مصر
شكرا سيدى الرئيس
مقدمه لسيادتكم : مدحت قلادة , رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوربا ومنظمة الشرق الأوسط لحقوق الإنسان بسويسرا وأمثل هنا الاقلية وهم من الشعوب الاصيلة .
يبلغ تعداد الأقباط نحو 18 مليون نسمة بالإضافة إلى مليونين آخرين يعيشون بالخارج فى دول أوربا وأمريكا وكندا واستراليا .
يعانى الاقباط من التمييز والاضطهاد العرقى والدينى من الحكومات المتعاقبة منذ ثورة 1952 وحتى الآن وبلغ ذروة هذا الاضطهاد العام الماضى عندما قامت جماعة الاخوان المسلمين بحرق 84 كنيسه وسلب وحرق 1970 منزل و16 صيدلية وحرق 3 بواخر سياحية علاوة على مدارس ومؤسسات تابعة للاقباط
ولم يتم حتى الآن القبض على معظم الجناة ومن تم القبض عليه أخلى سبيله أو افلت من العقاب.
ومازالت الاعتداءات على الأقباط من قبل الجماعات الارهابية مستمرة
فمنذ مايقرب من ثلاثين عاما ومسلسل خطف الفتيات القصر قائم والجديد منذ ثورة يناير عام 2011 اصبح مسلسل خطف الرجال والأطفال والشباب القبطي مصدر ربح للجماعات المتطرفة
ففى احصائية دقيقة خطف حتى الان 78 قبطيا ودفعوا أكثر من 8 ملايين جنيها اتاوة للخاطفين ومعظمهم فى جنوب مصر فى نجح حمادي واسيوط مع غياب أمنى كامل !!
و تقدم اتحاد منظمات قبطية فى اوربا للجنة تقصي الحقائق التى تاسست بقرار من رئيس الجمهورية لبحث الاعمال الارهابية التى قامت به جماعة الاخوان المسلمين بعد فض مظاهراتهم اللاسلمية ببيانات تفصيلية بالاعتداءات على الأقباط وقمنا بزيارة مصر وكان لنا جلستان مع اللجنة لمناقشة الاعتداءات على الأقباط وتقدمنا بخطاب سلم لرئيس الجمهورية شخصيا من قبل اللجنة لحل مشاكل الأقباط يشمل 16 بندا لحل الأزمة ومشاكل الاقباط اهمهم على سبيل المثال :
1- العمل على تطبيق الدستور والقانون بدون تمييز تحت أي مسمي وإلغاء الجلسات العرفية ” الصلح العرفي الذى يتم خارج اطار القانون “.
2- خضوع الملف القبطي لرئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء وليس للسلطات الأمنية.
3-إجراء تحقيقات عادلة وشفافة مع ضباط الشرطة الذين يثبت تورطهم أو تواطؤهم في حالات خطف الأقباط بدوائر اختصاصهم مع توقيع الجزاء المناسب وتدارك عدم تكرار الأمر .
4- سرعة الفصل فى القضايا المنظورة بالمحاكم والخاصة بالتعدى على الكنائس والأديرة والجمعيات الخيرية القبطية وممتلكات الأقباط .
5- سرعة بناء الكنائس التى هدمت أو حرقت سواء جزئيا أو كليا على نفقة الدولة تأكيدا على مسؤولية الدولة والتزاما لوعود سيادتكم .
6- العمل على مراجعة المناهج التعليمية وإزالة كل ما بها من عبارات تحض على الكراهية والتمييز..و مراقبة القائمين على التعليم .
7- الغاء سياسة التمييز المعروفة والمعمول بها مثل حظر التحاق الأقباط بالوظائف ببعض الوزارات السيادية والمراكز ذات الحساسية الخاصة في الدولة
بما في ذلك المخابرات العامة والمحافظين وعمداء الكليات ورؤساء مجالس الادارات وذلك علي سبيل المثال.
8 – سرعة إنهاء إجراءات التراخيص الخاصة بالكنائس القائمة بالفعل والتى لم يصدر بشأنها ترخيص من قبل لتوفيق أوضاعها القانونية .. والغاء خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى وكافة الأوراق الثبوتية وإعادة بناء الكنائس التى تهدمت أو خربت اثناء اعتداء جماعه الاخوان المسلمين الإرهابية .
9 – الغاء قانون ازدراء الأديان الذى أصبح سيفا على رقاب الأقباط وإطلاق عفو على كل من حوكم به واعادة المسيحين المهجرين قسريا خلال السنوات الثلاث السابقة إلى ديارهم …
10- سرعة اصدار قانون بناء الكنائس وقانون الاحوال الشخصية للمسحيين .. ,وانشاء مفوضية مكافحة التمييز التى نص عليها الدستور المصري .
سيدى الرئيس إن بلادنا مصر فى حرب مع الارهاب وجماعاته المتعددة, وقياداته بداخل مصر وخارجها ونأمل فى تعاون المجتمع الدولى مع بلادنا
ولذلك فإننا نوصى المجتمع الدولى بوضع جماعة الاخوان المسلمين وجماعة حماس وأنصار بيت المقدس والسلفية الجهادية على قوائم الارهاب وحظر نشاطهم ومصادرة أموالهم .
وشكرا
مدحت قلادة
رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى أوربا
ورئيس منظمة ميدل ايست لحقوق الإنسان بسويسرا

Geneva 25/11/2014

Human Rights Council
Forum on Minorities seventh session
Systematic violence against Copts in Egypt

Thank you, Mr. President

My name is Medhat Kelada, President of the European Union of Coptic Organizations for Human Rights and the Middle East Organization for Human Rights, Switzerland, I represent Minority Original People.

The population of the Copts about 18 million people in addition to the two million living abroad Europe, America, Canada and Australia.

Copts suffer from ethnic and religious discrimination and persecution for successive governments since the 1952 revolution and yet reached the peak of this persecution of last year, when the Muslim Brotherhood, burned 84 churches and looted and burnt 1970 homes, 16 pharmacies and burnt 3 ships in addition to schools and institutions belonging to Copts

No criminals have been taken to court and most of the perpetrators who have been arrested were released one way or another escaped punishment.

Attacks on Copts by terrorist groups are continuing.

For nearly thirty years kidnapping of minor girls is continuing, and since the revolution of January 2011, the kidnapping of men, children and young Coptic have become source of income for extremist groups

Statistic showed the kidnapped Copts so far reached 78, the ransom paid so far to the kidnapers exceeded 8 million pounds, mostly in southern Egypt in Nag Hammadi and Assiut in total absence of a security.

European Union of Coptic Organizations for Human Rights provided the Fact Finding Committee on Acts of Terrorism in Egypt which was established by Presidential Decree full details of the terrorist activity against Copts carried out by the terrorist group Muslim Brotherhood, also I visited Egypt twice, attended two session with the committee, presented a letter to the president comprising 16 paragraphs to address the problem of persecution of Copts, the most important for example are:

1. Application of the Constitution and the law without discrimination under any name and the abolition of Police sponsored Reconciliation Session which takes place outside the framework of the law.”

2. Coptic files to belong to presidency or the Council of Ministers and not the security authorities.

3-A fair and transparent investigations of the police officers who were implicated or colluded in cases of kidnapping of Copts with the application of the appropriate sanction and punishment according to the Law.

4. Speedy court hearing and conclusion in cases of infringement on churches, churches properties and monasteries, charities and property of the Coptic Christians.

5. Speedy reconstruction of churches demolished or burned at the expense of the state to emphasis state responsibility and a commitment.

6. Review of the curriculum and the removal of all the expressions of hate and discrimination, keeping a watchful eye on teachers who spread hate.

7. Prohibition of discrimination against Copts appointment in sovereign ministries and centers with special sensitivity in the state including general intelligence, governors and deans and heads of departments, chief executive officers, for example.

8. Revision of all religious materials and erase all the hate, violence and religious discrimination with speedy legal action taken against whoever found guilty of those crimes.

9. Speedy up licensing for churches that already exist without license to reconcile their legal status… And the abolition of religion affiliation from national ID card and all the papers and rebuild churches destroyed or vandalized during the terrorist attack the Muslim Brotherhood.
10 – Abolition of the law of contempt of religion, which has become a sword on the necks of the Copts and the launch of an amnesty on all who were tried under this law, repatriate who ever forcibly displaced during the past three years to their homes.

11. Speed up issuance of regulation of building churches and the law of personal status for Christians.., and the creation of the Office of anti-discrimination enshrined in the Egyptian constitution.

Ms. Chairperson, our country is at war with Egypt terrorism and his groups, and leaders inside and outside Egypt and we hope in the international community’s cooperation with our country

We therefore recommend that the international community put the Muslim Brotherhood and Hamas group and Ansar Beit Almaqdis and the Salafist jihadist of terrorist organisation lists and ban their activities and the confiscation of their money.

Thank you
Medhat necklace
President of the European Union of Coptic Organizations for Human
Head of the Middle East Organization for Human Rights, Switzerland

Posted in فكر حر | Leave a comment

بس تشوفوا هالتلاتة حلّوا عن قفانا رح ابدأ معك ثورتنا الحقيقية

assbbirthلحتّى ما بقا حدا يعذّب حالو ، و يخض بدنو ، و تتكهرب أحاسيسو ، و تنخدش مشاعيرو ، فقط لمجرّد رغبتو بمعرفة رأيي بداعش او النصرة او الاخوان او الائتلاف او اي فصيل سياسي او عسكري او إنساني على الارض السورية ..
اربع سنين عدوّي واضح و ثورتي على المستوى الشخصي واضحة..
عدوي الاول بشار الاسد ..
عدوي التاني نظام بشار الاسد ..
عدوي التالت عيلة بشار الاسد ..
بس تشوفوا هالتلاتة حلّوا عن قفانا، بوعدك انّو رح ابدأ معك ثورتنا الحقيقية ..
فما حدا بيشطف يا خي قبل ما يمسح الغبرة الا الخويتة ..
خلّونا نشيل الغبرة بالاول ، و بعدين منكب مي..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

القوات العراقية تواصل وضع عراقيل أمام نقل المرضى في ليبرتي الى المستشفى

khaleqsynbolالقوات العراقية تواصل وضع عراقيل أمام نقل المرضى في ليبرتي الى المستشفى

يتواصل الحصار الطبي اللا انساني على سكان مخيم ليبرتي وتعرقل القوات العراقية أمام نقل المرضى الى المستشفى بشتى الطرق.
يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر منعت القوات العراقية نقل اثنين من المرضى كان من المقرر الذهاب الى المستشفى وذلك في وقت كان جميع المرضى يتوجهون الى مستشفى واحد ولم تكن أي ذريعة لشطب المريضين عن قائمة المرضى.
كما وفي نفس اليوم شطبت القوات العراقية اثنين من مترجمي المرضى من القائمة حيث اضطر المرضى الذهاب الى المستشفى دون مترجم و عمليا لم يتمكنوا من انجاز قضيتهم في المستشفى فألغيت بعض مواعيدهم الطبية.
وفي 22 تشرين الثاني/ نوفمبر منعت القوات العراقية مجددا نقل المرضى الى المستشفى بينما كانت المواعيد الطبية قد تم اخذها من قبل وبالغاء مواعيدهم يجب ان ينتظروا حتى يأتي دورهم لمواعيد لاحقة.
واما في يوم الأحد 23 تشرين الثاني/ نوفمبر فمنعت القوات العراقية نقل 3 مرضى اثنان منهم مصابان بمرض في القلب ومريض آخر لديه موعد لاجراء عملية جراحية.
كما في يوم الأحد 23 تشرين الثاني/ نوفمبر منعت القوات العراقية من ذهاب مترجم برفقة مريض حاد لديه موعد لعملية جراحية في المرارة (كيس الصفراء) ويجب ان يرقد عدة أيام في المستشفى بحيث لم يتمكن المريض من الذهاب الى المستشفى لاجراء العملية الجراحية التي كان ينتظرها منذ مدة طويلة. انه يعاني من آلام شديدة بسبب وجود الحصى في المرارة (كيس الصفراء) منذ 8 شهور وانه حاليا على وشك تفجر المرارة، مما يجعله في حالة خطيرة. وابلغ المريض والمرضى الآخرون مراقبي اليونامي بالأمر حضوريا وبالتفاصيل الا انه ومع الأسف ليس لم يفعل اليونامي شيئا لمعالجة الموضوع فحسب، بل قدموا تبريرات لممارسات القوات العراقية الاجرامية ولم يولوا اهتماما بمشكلة المرضى الواقعية بانهم لم يتمكنوا من اجراء مواعيدهم العلاجية دون مترجم.
ويعتبر موت المرضى باسلوب بطيء في مخيم ليبرتي سياسة لا انسانية معروفة تنفذها القوات العراقية تحت امرة فالح الفياض حيث فقد 22 من سكان اشرف وليبرتي أرواحهم لحد الآن.
ان المقاومة الايرانية تدعو الادارة الامريكية والأمم المتحدة الى التدخل العاجل لوضع حد للحصار الطبي على المخيم ووصول سكان الحر الى الخدمات العلاجية نظرا الى تعهداتهما تجاه امن وسلامة سكان ليبرتي.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

ولي في – الطاسة- مآرب اخرى

العراق يتطور بسرعة صاروخية لامثيل لها،فبع ان تركت ” امهات الروب” طاسة الروبة وبعد ان وضعها مخاتير قرانا الحبيبة sadamdaughterفي ” الرازونة” ابتدع شبابنا وظيفة جديدة لها،ولأنهم يعرفون قساوة المطر ودخوله دون استئذان الى كل الصرايف وبيوت الجينكو فقد بادروا الى جمع الطاسات من كل الراوزين والكناتير القديمة لاستعمالها في التصدي لهذه المياه الغازية.

كانوا حين يغرفون مياه الامطار امس ويالطاسة ارادوا ان يوجهوا رسالة شفهية لاغبار عليها الى المسؤولين وخصوصا ذاك الذي قال ان امطار هذا العام ستكون قليلة التأثير.

ظلوا امس يغرفون لساعات وكان المطر يعاندهم فهو يسقط بمئات الحبات وهم يغرفون بعشرات الحبات، وقدمت البصرة اروع مثال لذلك.

طاسة المطر هذه لم تنتقل الى مقبرة دار السلام بالنجف فهناك رجال ليسوا كالرجال اذ جعلوا منها ملاذا لكل القتلة واللصوص واصبحت سراديبها خير مكان للعيش بهناء بجانب الذين راحوا ضحية كواتم الصوت والتفخيخ.

هذه المقبرة انتقلت من دار للسلام الى وكر للداعرين وهنيئا لمجلس المحافظة والمرجعيات هناك.

وهنيئا لمحافظ البصرة الذي عبر الى بيته بسلام دون ان تلطخ ملابسه مياه الطين الحري.

ويقال ان رجال الطين قد بادروا الى تعليم سيارات المسوؤلين على السباحة بشراء كميات كبيرة من البالونات من دول الجوار وربطها باسف السيارة بعد نفخها بالاوكسجين المحلي وجعلها تطفوا سائرة بعناية الله ورعايته الى حيث يريدون.

وقد ارسلوا بهذا الخصوص برقية مناشدة الى شباب واسط بالضغط على مجلس المحافظة هناك لعدم تقديم مدير المجاري الى المساءلة وقالوا في برقيتهم : ان الامطار تتسرب بسرية تامة كما تسربت ايادي البغي الى الموصل والانبار وتكريت وبيجي.

نقطة نظام: حين قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي في العام 1983 صفق احد الصحفيين الفلسطينيين فرحا وقال حتى يرى العراقيون مدى معاناتنا،واليوم تكر المسبحة ولكن على شكل مطر مدرار.

محافظ النجف لايعرف اليوم رأسه من رجليه بعد وصلته اخبار المقبرة التي تحولت الو وكر داعشي.

محافظ البصرة عرف رأسه من رجليه بعد اكتشف طريقة جديدة للوصول الى بيته وسط الامطار التي لم تدم الا ساعة واحدة.

محافظ واسط وبمعيته اعضاء مجلسه توصلوا الى حل عملي يقول: خليها نرميها براس مدير المجاري انطلاقا من مقولة(ارميها بركبة عالم واطلع منها سالم).

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

محنة اليهود في أرض اليمن السعيد!!

fkrhur1بقلم: عضيد جواد الخميسي

يرجع تاريخ اليهود الى ابراهيم الخليل، رئيس قبيلة عشائرية بدوية كانت تسكن في اور في منطقة الناصرية ما بين النهرين ، وتنتقل من ديار الى اخرى حتى عبرت الفرات ووصلت أرض كنعان . ودعيت تلك العشيرة بالعبريين وذلك سنة 1500-1650 ق. م . ثم دخلوا مصر وبقوا فيها اربعمائة سنة استعبدهم فيها الفراعنة ولاقوا منهم الظلم والعسف وعاشوا عيشة الاجانب، واجبروا على اقامة الاهرامات وبناء مدينتي بيقوم ورعمسيس ، حتى قام من بينهم النبي موسى سنة 1300 ق . م فأخرجهم من مصر زمن الملك رعمسيس الثاني(1300 – 1273 ق. م) وقادهم الى (أرض الميعاد) بعد تيه دام اربعين سنة في صحراء سيناء.
وفي ارض الميعاد أسسوا مملكة اسرائيل الاولى ، وقام منهم الملوك شاؤول وداود وسليمان الحكيم الذي شيد الهيكل الأول سنة 965-926 ق.م.

شنَّ الاشوريون حملتهم على اسرائيل سنة 721 ق.م واجلوا 2780 اسرائيليا الى بابل ، وبعد 19 سنة حمل الملك سنحاريب الاشوري على مدن اليهود ، وأسر من سكانها حوالي 20 الفاً ايضاً.
ثم من بعده نبوخذنصر البابلي(604-561 ق.م) فخرب الهيكل الاول الذي بناه الملك سليمان ، واستولى على خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسر جميع اواني الذهب وساق قوافل الاسرى الى العراق سنة 586 ق.م وكان عددهم حوالي الـ 50 الف نسمة.

وفي العراق وجد اليهود الاسرى الذين اجلاهم نبوخذنصر اخواناً لهم سبق ان جاء بهم الى العراق جيش شلمناصر والملك سنحاريب الاشوري ، فاختلطوا بهم وتعاونوا معهم حتى غزا(كورش) ملك الفرس بلاد الرافدين(سنة 549 ق.م) ، وسمح لليهود الذين جيء بهم أسرى الى العراق بالعودة الى أرض الميعاد بقيادة (زوربابيل) ، واعاد اليهم كنوز الهيكل التي سبق ان سلبها نبوخذنصر، ولم يتم بناء الهيكل الثاني حتى تولي الحكا دارا الاول سنة 515 ق.م.

اما الجالية اليهودية التي فضلت البقاء في بابل فقد كانت مكونة من تجار واطباء ومهندسين وزراع ابتاعت الاراضي وزرعتها ، وغرست فيها اشجاراً وأنشأت حدائق وجنان ، واشترت حقولاً حرثتها واسست قرى على ضفاف الانهر فسكنتها ، وكان التجار يقومون بمعاملات وعقود تجارية ومالية وسفاتج . وقد عثر سنة 1874 اثر التنقيبات في العراق على جرار عديدة فيها اسماء عبرية مع صور عقود ومعاملات تجارية ومالية وسندات مع ذكر تاريخ اليوم والشهر والسنة التي تم فيها العقد.

وتمتع اليهود في فترة الحكم الفارسي بحرية ممارسة شعائرهم الدينية، وما ان حل عهد الاغريق 332-64 ق.م ، حتى اصبح وضعهم يتأرجح بين المد والجزر، فتارة يقعون تحت حكم البطالمة في مصر، وطوراً تحت حكم السلوقيين في سورية.
وعندما استولى اسكندر الكبير على بابل سنة 331 استقبله الاهلون برحابة صدر، ولكنه عامل اليهود بقسوة وفرض عليهم الجزية، إلا ان اليهود تداركوا الأمر فاسترضوه وصالحوه، وتطوع عدد منهم للخدمة العسكرية في جيشه.

ولاقى اليهود أسوأ المعاملة في عهد الملك السلوقي انطيوخس الرابع، (175-164 ق.م) فدمر هذا الملك الهيكل، ونهب خزائنه، واجبر اليهود على نبذ الديانة اليهودية واعتناق الوثنية اليونانية. وهنا اخذ الصراع بين اليهودية والاغريقية يشتد يوماً بعد يوم حتى اندلعت ثورة المكابين سنة 176 ق. م بقيادة يهودا المكابي واخوانه الاربعة ، الذين برز منهم اخواه يونثان وشمعون ، ودامت الثورة عدة سنوات حتى استعادت البلاد استقلالها سنة 165 ق.م ، بعد أن رزحت تحت حكم الفرس والاغريق ما يقارب الاربعمائة سنة ، ويحتفل اليهود بذكرى هذه الثورة حتى يومنا هذا بعيد الانوار(الحانوكة)…

وجاء بعدئذ دور الرومان، إذ انهم بعد أن تغلبوا على السلوقيين واستولوا على سورية بقيادة القائد الروماني بومبي سنة 64 ق. م ، عرج هذا القائد بعد سنة واحدة على اورشليم والحقها بحاكم سورية الروماني ، وذلك دون ان يطلق سهما او يلقي حجراً واحداً !.
وقد بطل عجبه عندما عرف ان السبب ، هو أن يوم الهجوم صادف يوم سبت ، وهم يوم محرم فيه على اليهود القيام بأي عمل، ودخل(قدس الاقداس) من الهيكل، ولم يعثر بداخله على اي تمثال كما كان يظن، وكذلك لم يجد الواح التوراة المنزلة على النبي موسى والتي حفظها اليهود في(قدس الاقداس) ، إذ كانت قد دمرت عندما استولى نبوخذنصر البابلي على أورشليم وخربها في القرن السادس قبل الميلاد.

مذبحة أورشليم//
وفي هذه الفترة جرت محاكمة المسيح وصلبه سنة 29 م. وتولى الحكم على ارض الميعاد عدد من الحكام الرومانيين، وكلهم فاسدون ومرتشون ،الى ان تسلم القيادة طيطوس الذي سيطر على الموقف بمساعدة جيشه المؤلف من 15 الف جندي ، وتمكن من القضاء على الشغب والعصيان الذي حصل هنا وهناك ، وضرب اورشليم سنة 70 م ، واوقع مذبحة مريعة بأهلها، وأحرق الهيكل بيت الرب ، وذبح كهنته وساق لاحياء الباقين عبيداً ، وقضى تماماً على الكيان الذاني لدين اليهود بما في ذلك المؤسسات الادارية والدينية التي كانت تتمثل في السنهدرين، وهو المجمع الديني الاعلى وكان عدد اعضائه لايقل عن السبعين، وكلهم من كبار الكهنة والاحبار والفقهاء.

أما يهود العراق فكانوا في عهد المملكة الفرثية ، والتي قامت في القرن الثالث قبل الميلاد ودامت حتى منتصف القرن الثالث الميلادي، يتمتعون بما يضاهي الاستقلال والحكم الذاتي. ففي المدن التي كان لهم فيها طوائف كبيرة كان لهم استقلال محلّي ، وحق انتخاب قضاة وحارة خاصة بسكناهم.
اما في عهد الساسانيين(241-642 م) فقد تقلبت احوالهم بين الطمأنينة والاضطراب.
وقد اشتهرت مدينة((نهر دعه)) على ضفاف الفرات في التاريخ اليهودي بمدرستها الدينية(المثيبة) [ وهي مستوطنة من المستوطنات اليهودية القديمة الكبيرة التي تأسست في جنوب بلاد بابل ، وتقع عند فم نهر ملكا ، أي مخرج نهر الملك من الفرات في مملكة الحيرة ] .
وكانت تلك المدينة آهلة بالسكان اليهود الذي اتخذوها مركزاً يجمعون فيه تبرعات وهدايا يهود العراق وبلاد ماذي وفارس ويرسلون بها الى اروشليم.
وبعد خرابها عام 259 م انتقلت مدرستها الى مدينة بوميديتا التي نالت شهرة عظيمة في علومها الدينية والروحانية. واشتهرت بجانب هذه المدرسة مثيبة((سورا)) التي اقيمت عام 219م. وتخرج من كلتا المدرستين مئات من العلماء والاحبار على مختلف العصور. إذ انهما بقيتا نحو ثمانية قرون مبعثاً للعلم ومصدراً للتعاليم الدينية اليهودية.

وبقيت العلوم في أوساط يهود العراق زاهرة بعد ما خبا نورها في اورشليم والديار المقدسة. إذ شرع احبار سورا في القرن الرابع الميلادي بوضع التلمود البابلي الذي تم انجازه نهائياً في اواخر القرن الخامس الميلادي. ولغته آرامية شرقية مندائية ، بينما كتب التلمود الاورشليمي باللغة الارامية الغربية. وقد تضاءلت انوار تلمود اورشليم امام التلمود البابلي فنال الاخير منزلة سامية عند علماء اليهود ولا يزال كذلك حتى يومنا هذا.

وفي خضم تلك الصراعات السياسية والدينية ،نزح العديد من اليهود والذين يشكلون مجموعات قبلية الانتماء من ارض بابل الى انحاء شتى من المناطق المجاورة والبعيدة ، لاسباب الاضطهاد، وتعرضهم للظلم والاستبداد من خلال القوانين الجائرة التي تفرضها سلطات مناطق تجمعاتهم البشرية ، وايضا لاسباب تجارية اقتصادية تفتح لهم منافذ اخرى لممارسة تجارتهم او لاعمالهم الحرفية والمهنية ، وقد وصل الكثير منهم الى نواحي الجزيرة العربية الشمالية والجنوبية ، وقد واستوطنت مجاميع منهم نواحي آسيا واوروبا.
ومن بين تعدد مراحل النزوح للحقب التاريخية المختلفة ليهود بابل ،اتخذ البعض منهم اليمن موطنا جديدا لهم ،حيث وجدوا الاستقرار والطمأنينة لعدد من الاجيال ،لذا طاب المقام لهم في ظل حياة جديدة .

اما عن المهد الأصلي للساميين فقد ذهب المؤرخون في ذلك مذاهب مختلفة ، أقل ما نقول عن معظمها بأنها ناجمة إما عن اضطراب في المصادر التاريخية الحقيقية ،أو لمجرد الرغبة في حرف الحقائق خدمة لأهداف محددة ،ولا نبتعد عن هذه القناعة وهي تشمل المصادر التاريخية الرائجة في بلاد مابين النهرين والذي وقع بعض المؤرخين العرب في أحابيلها دون وعي كبير .
لقد رأى نفر من المؤرخين أن المهد الأصلي ، إنما هو أرض بابل في شمال العراق ورأى آخرون ان شرق أفريقيا وبالأخص ” الحبشة ” وطن الساميين وذهب آخرون إلى حقيقة ان الجزيرة العربية هي المهد الأول للسامية وآخرون إلى غير ذلك .
فكيف نوفق بين هذه الادعاءات وبين تطور حياة اليهود في اليمن وبقية مناطق الجزيرة العربية ، وبين أصالة وقدم أرض بابل ؟
لهذا ينبغي الانتباه إلى الخطأ القائل بأن يهود اليمن قدموا من خارج بابل، لعوامل كان مجملها هجمات الرومان على بلاد الكنعانيين عام ( 70م ).

وجود اليهود في اليمن شمالها وجنوبها وفي يثرب أو ما يعرف اليوم بالمدينة المنورة وهي اكثر منطقة تجمع فيها اليهود آنذاك وفي مكة ،كما كانت مناطق ازدهارهم تنحصر في شمال صنعاء وبالذات في ” حاشد ” وذلك قبل الإسلام وحروبه المعروفة مع الأوس والخزرج .

بالرغم من العلاقة بين يهود اليمن ويهود بابل في هذه الفترة التي كانت قوية جداً بقيت لهجتهم البابلية باللغة العبرية والآرامية خاصة بهم. واستخدموا تنقيطاً خاصاً بهم يخالف التنقيط العبري وهو بابلي الأصل. كما نجد في مخطوطات التلمود البابلي في اليمن نسخة خاصة جداً بهم. وهي أحياناً أوضح من نسخة التلمود المطبوعة في أوروبا، لأن الكتّاب اليمنيين حرصوا عند نسخ كتبهم أن تكون دقيقة جداً كما أمليت عليهم تماماً.

ويظهر فحص الحمض النووي DNA ، بين اليهود اليمنيين وأفراد من جاليات يهودية مختلفة أخرى في العالم روابط وراثية جينية مع معظم تلك المجتمعات وتتشارك في الصفات الوراثية للكروموسوم الذكري X
والكروموسوم الانثوي Y من اليهود اليمنيين ، هي أيضا مشابهة لتلك الموجودة لدى شعوب شرق أوسطية اخرى ، وبالاخص يهود جنوب بلاد الرافدين ،على الرغم من الإقامة الطويلة للأجل في بقاع مختلفة وعزلتهم عن بعضهم البعض.
النتائج تدعم الفرضية التي تقول بأن اليهود من اصل واحد ،حيث ثبت الفحص الجيني للمجتمعات اليهودية من أوروبا ، وشمال أفريقيا ، والشرق الأوسط مع جينات الأسلاف في مناطق تواجد اليهود في عهود سابقة ، والتي تشير إلى أن معظم هذه المجتمعات اليهودية المعزولة نسبيا عن المجتمعات غير اليهودية المتجاورة خلال وبعد الشتات محافظة على هويتها الوراثية ..
ووفقا لعدة دراسات جينية، ومنها تبين لليهود اليمنيين بعض الروابط الوراثية في منطقة الجزيرة العربية الجنوبية لنجد والحجاز من البدو وكذلك لبدو فلسطين، هذا قد يكون عن طريق أصل التنقلات والنزوح لكلا جنوب وغرب المملكة العربية السعودية من خلال الحروب أو الرحلات التجارية من بدو وعرب جنوب غرب البلاد في مرحلة ما قبل ظهور الاسلام.

ذكرت المصادر التاريخية بأنه اكتشفت في مدينة “بيت شعاريم” في الجليل القريبة من حيفا في إسرائيل مقبرة يهودية تعود إلى القرن الثالث الميلادي كما ذكر بعض الباحثين، وتشير الكتابة المحفورة على حائط القبور باللغة اليونانية بأن الراقدين هنا هم “من أهل حِمْيَر”. وذلك يدلنا بأن رفات بعض المتوفين اليهود في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية في فترة (مملكة حِمْيَر) كانت تنقل إلى أرض إسرائيل لدفنها هناك. وربما فعلوا ذلك كما ذكرت التوراة بأن يعقوب وابنه يوسف اللذين توفيا في بلاد مصر طلبا دفنهما في أرض إسرائيل. كما أيضاً ذكر التلمود بأن قبل وفاته في آسيا (ربما تركيا الآن) طلب الحاخام مئير بأن ينقلوا رفاته إلى أرض إسرائيل لدفنه فيها (التلمود الأورشليمي كلأييم).

بدأت الأئمة الزيدية في اليمن عندما جاء يحيى بن الحسين من المدينة المنورة عام 839م إلى اليمن وبقيت هذه الإمامة حتى ثورة الجمهوريين عام 1962 في اليمن.

من خلال المعلومات الشحيحة لدينا ومن الواضح أن يهود اليمن حافظوا على علاقات وثيقة مع الحاخامات في المركز اليهودي العراقي الذين أطلق عليهم الاسم “جاؤون”. ترجم الحاخام سعيد الفيومي (882– 942م) الكتاب المقدس العبري إلى اللغة العربية المسمى «كتاب التاج» في بداية القرن العاشر الميلادي في بغداد. واستخدمه يهود اليمن مع تفسيره الطويل كما درسوا جميع كتبه في تقليدهم ودروسهم الدينية .

لم تكن علاقة اليهود في اليمن بالثقافة العربية علاقة شكلية بل علاقة عميقة، فقد اتخذ اليهود الثقافة العربية واللغة العربية أداة للتفكير والكتابة، شأنهم بذلك شأن غالبية التجمعات اليهودية في المناطق العربية ، وكان أهم موضوع يشغل اليهود هو علاقة الدين بالفلسفة.
ألف الحاخام نثانئل بن فيومي اليمني (1147م) كتابه الفلسفي «بستان العقول» بالعربية وبالحروف العبرية. وكان هدفه أن يكون تعايش بين الناس بشكل العام وخاصة في اليمن بين الإسلام واليهودية.

ازدهرت التجارة الدولية بين يهود اليمن وأبحروا من ميناء عدن في الجنوب إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى الهند، وازداد ثراء الجالية اليهودية في اليمن وبرز منهم تجار كبار.
ذُكر في الوثائق الموجودة في مكتبة “الجيزة” القاهرة. تعايش التجار اليمنيون اليهود خلال القرن الحادي عشر وحتى القرن الثالث عشر مع يهود الهند ومصر وشمال أفريقية وتبادلوا التجارة بينهم من استيراد وتصدير وعظُمت التجارة بينهم وكان يهود اليمن جزءا لا يتجزأ من العالم اليهودي في هذه المنطقة المسلمة الواسعة الانتشار حتى شواطئ المحيط الأطلسي وإلى الهند.

في هذه الفترة كانت اليمن تحت حكم الأيوبيين الذين حكموا مصر، وكانت العلاقات الطائفية والدينية مع الحاخام موسى بن ميمون وابنه الحاخام إبراهيم كانت علاقة وثيقة ، وكلاهما من رؤساء الجالية اليهودية في مصر والقريبة من الحكومة.

كانت الفترة الأيوبية (1172 – 1254م) جيدة بالنسبة لليهود اليمنيين، إلا لفترة قصيرة عندما أجبرهم المعز الدين إسماعيل (1196 – 1201م) على اعتناق الإسلام، إلا أن ذلك لم يتم بسبب وفاته المفاجئة.

إن انتقال الحكم في اليمن من الأيوبيين إلى أسرة رسولي (1254م – 1454م) لم يأت بأي تغيير جذري في الأوضاع السياسية والاقتصادية لليهود. على الرغم من وجود تفاصيل متفرقة في المصادر الإسلامية حول بعض اليهود الذين اعتنقوا الإسلام، وهناك احتمال كبير وبشكل عام أن اليهود كانوا يعيشون في هدوء وبشكل آمن. وبقيت علاقتهم التجارية والأدبية مع يهود مصر تحت حكم المماليك علاقة وثيقة. وتعتبر هذه الفترة لليمنيين الفترة الذهبية في التجارة والثراء وربما في كل المجالات.

تغيرت الأمور مع تولي بني ظاهر الحكم في 1454م ، على ان احد اليهود قد زعم بانه هو المسيح ، واستقطب العديد من اليهود والمسلمين.
وبعد أن قُتل هذا المسيح الكاذب على يد الحكومة ، حرمت الحكومة على اليهود أن يسكنوا في منطقة حضرموت. وكانت هذه المرة الأولى التي منعت الحكومة اليمنية اليهود من الاستيطان في منطقة ، واضطروهم إلى الانتقال إلى مناطق يمنية أخرى. وبعد ذلك بفترة قصيرة، عادت الأئمة الزيدية إلى السيطرة وسيطرت على أكبر الأقاليم في الهضبة الوسطى حيث عاشت الجاليات اليهودية الكبيرة.

عندما جاء الأتراك العثمانيون الذين طردوا الزيديين إلى الشمال بعد السيطرة على الهضبة الوسطى، بما في ذلك صنعاء، حسّن الأتراك ظروف المعيشة لليهود. الذين عانوا بشدة من الحرب المستمرة بين الجيوش العثمانية والمتمردين الزيديين. في النهاية انتصر قاسم بن محمد رئيس القيادة القاسمية، من سلالة الأئمة الزيدية الجديدة، على الأتراك عام 1636م.
وفقاً للمؤلف اليهودي سالم شبزي الذي عاش أنذاك ، نعلم بأن يهود اليمن ساعدوا الإمام قاسم ضد الأتراك. وقد أُطلق على الإمام قاسم “الإمام الجميل”، ومن ثَم انقلب الإمام قاسم على اليهود اليمنيين الذين عانوا الكثيرَ تحت حكمه.

في 1667 زعم رجل في تركيا بأنه المسيح اليهودي واسمه شبتاي صبي واعتقد كثير من اليهود في أنحاء اليمن بأنه هو حقيقةً المسيح المنتظر، وكذلك آمن به كثير من اليهود في جميع أنحاء العالم.
وكانت ردة فعل الإمام إسماعيل قاسية بأنه ألغى القانونً الذي يحمي اليهود وخيّرهم أن يتبعوا الشرائع الإسلامية أو الموت. وبعد سنوات، عندما كان على فراش الموت أوعز إلى خليفته الإمام المهدي أحمد (1676– 1681م) أن يطبق هذا الحكم.
طرد الإمام المهدي أحمد اليهود من اليمن واستقر بهم المطاف في مدينة موزع، وهي بلدة صغيرة في غرب البلاد، وعاشوا ظروفاً معيشيةً قاسيةً جداً لا تطاق. بعد نحو عام ونصف تقريباً، سُمح لليهود بالعودة إلى مدنهم وقراهم، وشيّد اليهود مساكن جديدة لهم في أحياء جديدة خارج الجدار في المدن المسورة بعد أن كانت الحكومة استولت على منازلهم في السابق.

حوالي عام 1720م نقل الحاخام سالم العراقي إلى يهود اليمن الأسلوب الديني الشامي بدلا من العادات اليمنية الأصلية التي ما زالت حتى يومنا هذا عند البعض.
خدم هذا الحاخام ثلاثة أئمة وجمع الضرائب وكان مسؤولا عن البيت النعناع. شارك اليهود في تجارة جديدة مع الهند البريطانية. لكن ذلك كان فقط لفترة قصيرة، وذلك بسبب غيرة المسلمين على الثروة المتنامية عنداليهود. وأُلقي الحاخام العراقي في 1762م في السجن، وكان عمره أكثر من ثمانين سنة، وتمت مصادرة ثروته والممتلكات، وأغلقت جميع المعابد اليهودية في صنعاء لمدة ثلاثين عاماً.
تولى الحاخام يحيى بن صالح (1805م)، الذي رفض الأسلوب الشامي، أمور الطائفة اليهودية في صنعاء وألف كتبا دينية عديدة يدرسها يهود اليمن الى الآن ..
استولت بريطانيا على عدن عام 1839م ، ودخلت الجيوش التركية إلى صنعاء في 1872. في هذا العام بدأ اليهود من اليمن الهجرة الجماعية المتعاقبة إلى الأراضي المقدسة.

شهدت الطائفة اليهودية في اليمن الكثير من الاضطرابات خلال النصف الأول من القرن العشرين. في بداية هذا القرن، كانت اليمن تعاني بشدة من المجاعة الناجمة عن ثلاث سنوات من الجفاف (1903 – 1905)،
في الفترة التي حاصر الجيش المتمرد اليمني صنعاء كانت الظروف قاسية جداً وقويت المجاعة، حيث لقي يهود العاصمة حوالي أكثر من النصف (أو وفقاً لأحدى التقديرات ما يقرب من تسعين في المئة ــــ وهي نسبة مبالغ بها ) حتفهم. وأدى ذلك إلى هجرة اليهود في زمن الإمام يحيى عندما تدهورت الأوضاع الاقتصادية ،هاجروا إلى الأراضي المقدسة أو إلى مدينة عدن التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، حيث عاش اليهود في ظروف أفضل.

الحديث عن الطائفة اليهودية في اليمن ذو شجون ، فما يعرف عن هذه الجماعة من الناس محدود وضئيل بحيث لا يساعد على تكوين معرفة حقيقية بالمجتمع اليهودي الذي يعيش وسط المجتمع اليمني المسلم ويتعايش معه .
لقد كان عدد اليهود في اليمن حتى اربعينيات القرن الماضي لا بأس به ، لكن بعد قيام دولة اسرائيل واتجاه اعداد كبيرة منهم نحو الهجرة الى الدولة العبرية اخذ عددهم يتناقص حتى وصل في وقتنا الراهن الى حوالي400 نسمة فقط .

كان انحسار عدد افراد الطائفة اليهودية في اليمن حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم بفعل الهجرات الى اسرائيل في اواخر الاربعينات من القرن الماضي .
تلك الهجرات وان كانت قد بدأت قبل قيام دولة اسرائيل إلا انها بلغت ذروتها مابين عم 1949م وعام ،1951 بحيث قدر عدد الذين رحلوا من اليمن خلال تلك الفترة بحوالي ( 45 ) الف نسمة جرى ترحيلهم وفقا لعملية منظمة عرفت بـ ” بساط الريح ” ، وتمت تحت غطاء سلطة الاحتلال البريطاني في عدن ، وبموافقة السلطة الامامية في شمال اليمن انذاك ، فمن خلال الجمعية اليهودية في عدن والوكالة اليهودية العالمية بالاضافة الى الوسطاء وسماسرة الترحيل من اليمنيين كانت تجري عملية ترحيل اليهود من اليمن الى اسرائيل .

نقل اليهود اليمنيون تقاليدهم وعاداتهم الدينية والاجتماعية إلى إسرائيل وحافظوا عليها حيث لا تزال بعض النساء تضع أغطية الرأس التقليدية والتحف والمجوهرات اليمنية. وهناك العديد من الكنس (المعابد) اليهودية اليمنية في جميع أنحاء إسرائيل بينما معظم اليهود اليمنيين وأبناؤهم تركوا عاداتهم اليمنية وانصهروا في المجتمع الذين يعيشون فيه.

تناقص عدد اليهود في اليمن بالاضافة الى ميلهم للعيش في تجمعات منعزلة عن تجمعات المسلمين جعلهم في حكم المجهول , فلا تكاد وسائل الاعلام ان تتحدث عنهم او تسلط الضوء على همومهم ومشاكلهم إلا فيما ندر , وغالبا ما يكون ذلك من باب الترويج السياسي الذي لا يهدف الى التعرف على مجتمعهم والتعاطي معهم كطائفة لها تاريخها وخصوصيتها وعلاقاتها بالمجتمع .

تشير بعض المصادر التاريخية الى ان عدد اليهود في اليمن كان في مطلع القرن العشرين يتراوح بين 75 الف و100 الف نسمة , موزعين على حوالي 1000 تجمع سكاني ، وان 80 % من تلك التجمعات كانت في القرى ، بينما 20 % منها فقط كان يسكن المدن ، وكان اكبر تركز سكاني لليهود في مدينة صنعاء ، اما في عدن فقد كان اليهود يشكلون نسبة 50 % من عدد سكانها عندما احتلتها بريطانيا عام 1839م حيث كان عدد السكان يقدر حينذاك بـ 600 نسمة ، غير ان هذا العدد تضاعف كثيرا في ظل السلطة الاسرائيلية حتى وصل في عام 1948م الى نحو 6000 نسمة .
وقد سكن اليهود عددا من المدن والقرى مثل صنعاء ,, عدن ,, لحج ,, تعز ,, ريدة ,, حورة ,, صعدة ,, خمر ,, وحبور الى جانب بعض وديان حضرموت ، غير ان القسم الاعظم من تلك التجمعات قد اختفى من الخارطة الجغرافية ولم يتبق منها سوى عدة تجمعات صغيرة في بعض المناطق ، حيث تعيش الطائفة اليهودية (حالياً ) موزعة بين بلاد المشرق بمحافظة صعدة ، ومنطقة( أرحب) بمحافظة صعده ، وفي مديريتي ريدة وخارف بمحافظة عمران ، ولا يزيد عدد سكانها عن أربعمائة نسمة وبما يقرب من ستين أسرة ..

وان اكبر تجمع سكاني لها ، تشكل في الآونة الأخيرة هو ذلك الواقع في التقارب الجغرافي مابين الحي الغربي من مدينة ريدة و(السوق الجديد ) بمديرية خارف بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء .
هذا التجمع تكون عبر نزوح جماعات اليهود من عدة مناطق سكنوها سابقاً ومنها : العرقة و ناعط و كانط وبني عبد و عثار وغيرها ، وآخر نزوح او انتقال كان قبل ستة عشر عاما عندما انتقلت أسرة ( سالم الشغدري ) من منطقة ( الشغادرة ) بمحافظة حجة لتنظم الى التجمع اليهودي في منطقة ” السوق الجديد ” .
الفريق الصحفي( صن شاين نيوز) الذي زار اليمن يحاول تقديم صورة عن اليهود في اليمن وتسليط الضوء على جوانب من حياتهم ومشاكلهم والمصاعب التي يواجهونها في معيشتهم اليومية :

في طريق زيارتنا للطائفة اليهودية ، وعند مدخل منطقة ( السوق الجيد ) بمديرية خارف ، ومن أمام احد المباني الذي على ما يبدو ان بناءه لم يكتمل منذ سنوات ركب ( محمد سائق التاكسي)السيارة واصلنا طريقنا فيما كان يتحدث إلينا عن المنطقة وما أن علم بقصدنا الحي اليهودي حتى ظن بان مقدمنا لغرض العلاج مما جعله يحاول إقناعنا بعدم جدوى علاجهم – يقصد اليهود – وبان هناك احد الاطباء من المسلمين في ذات المنطقة : (مضمون ) حد تعبيره .. واتضح لنا فيما بعد أن (محمد) وغيره ممن يتخذون من ذلك المبنى عند مدخل السوق الجديد مقرا لهم، للتكسب من زوار المنطقة الذين يفدون اليها لغرض العلاج، فيعملون على اقتيادهم إلى من يدفع لهم عمولة من المعالجين مقابل كل زبون.

( بقعة اليهود ) هكذا يطلق على الحي الذي يسكنه اليهود في منطقة السوق الجديد ، ليس منفصلاً أو معزولاً عن جيرانهم من المسلمين ، إلا أنهم (أي اليهود ) يحيطون منازلهم بأسوار عاليه ومتينة ، شيدت مرتفعة بضعف ارتفاع المنازل ، وأرجعت المعلومات سبب ذلك إلى الحماية من اللصوص ومن باب الاحتياط الأمني ، خاصة وقد تعرض العديد من منازلهم لعمليات السطو والسرقة , كان آخر تلك الاعتداءات ما تعرض له منزل ( سليمان يعقوب ) مدير المدرسة العبرية بـ ( خارف ) ، حيث هوجم ليلاً بعد أن أغلق الباب الرئيسي للمنزل , فجرت محاولة لفتح وكسر ( المخلفه) أي الباب المؤدي إلى سطح المنزل دون جدوى , وظل اللصوص محاصرين منزل ( سليمان ) طوال الليل ولم يغادروا المكان إلا عند الفجر , بعدها كلف سليمان احد الجنود لحراسة منزله لعدة ليال , ولم يعاود اللصوص محاولتهم , ولم يتم القبض او حتى التعرف عليهم .

حياة اليهود في تجمعات يفسرها العيلوم يعيش بن يحيى ” 82 عاما ” بالقول : بان أي أقلية في منطقة ما في بلد ما بما في ذلك الطائفة اليهودية في اليمن ألتي أصبحت في عداد الأقليات مما جعلها تتشكل وتتقارب في ثلاث تجمعات وأكبرها هنا بمحافظة عمران ما بين خارف وريدة ، لحاجتنا لبعضنا ولتكافلنا وللاطمئنان على أحوال بعضنا البعض ، وبالإضافة لإقامة صلواتنا وأعيادنا ( سبوتنا ) إلى جانب بناء المدارس لتعليم أبناءنا وبناتنا التوراة و الزبور و ( الحياة وموت ).

دفعت الاعتداءات المتقطعة التي شنها المتطرّفون المناهضون لليهود في السنوات الأخيرة باليهود المقيمين في اليمن إلى التمركز في مدينة ريده لتوخي مزيداً من الأمن وكذا الحفاظ على مجتمعهم. لقد تراجع عدد السكان اليهود كثيراً خلال السنوات الخمسين الماضية، فمن عشرات الآلاف أصبح عدد اليهود في اليمن لا يتجاوز بضع المئات وذلك بسبب الهجرة ( المصدر : التقرير العالمي للحرية الدينية 2006م)

ليس من بين اليهود من يمتلك الأرض الزراعية أو العقارات أو المحلات التجارية ، كما أن ليس من بينهم من يتقاضى راتباً شهرياً كموظف في الجهاز الإداري للدولة عدا شخص واحد هو” فائز الجرادي ” مدير مدرسة الشبزي العبرية بـ ( ريدة) , ليسوا أوفر حظاً ولا أحسن حالا في معيشتهم عن باقي الشعب اليمني فالجميع يئن تحت وطأة البؤس والفقر وضيق الحالة المعيشية يقومون بأعمال حرفية عدة كالحدادة والنجارة وإصلاح السيارات ويعمل البعض سائقاً للدرجات النارية وآخرين ( إسكافي ) أي إصلاح الأحذية على الطرقات والأسواق العامة إلى جانب العمل في مواسم الحصاد الزراعي لدى ملاك الأراضي الزراعية من المسلمين .

أن التدهور الاقتصادي وسؤ حالتهم المعيشية وفقرهم المدقع حدا بالعميد طــه هاجر المحافظ , قبل حوالي اربع او خمس سنوات (سنة 2000 ) الى إعفائهم من دفع الضرائب ( الجزية ) للدولة والتي كانت مفروضة عليهم إلى عهد قريب ، ولذات الأسباب الاقتصادية والمعيشية فإن غالبيتهم يرجع تزايد نسبة النزوح والهجرة إلى إسرائيل خلال العقد الأخير،حيث وصلت النسبة إلى ما يقرب من 50% من تعدادهم الحالي اي حوالي 200 فرد ، ولربما اقل من هذا العدد في خضم الصراع الحالي في اليمن ( المصدر : التقرير العالمي للحرية الدينية 2013 ) .

ذكر عدد من أبناء الطائفة اليهودية في اليمن وممن لهم أقارب في إسرائيل أن أول فوج من يهود اليمن وصل (ارض إسرائيل ) وفي أربعينيات القرن الماضي وٌطن في منطقة (روش عين)بالقرب من تل أبيب، حيث وضع ما يقرب من 99 بالمائة منهم في مخيمات حتى يتم تجهيز منازل لهم ، إلا أنهم لم يقبلوا بذلك الواقع فقاموا بتكسير الأحجار وبناء منازلهم ،وبدؤا بناء مجتمعهم اليمني الصغير داخل إسرائيل، ناقلين معهم شجرة القات التي امتدت زراعتها ( مؤخراً ) إلى عدة مناطق ومنها (تل أبيب) ، واستحدثوا لها أسواقا ًتجارية يتناولون (القات) طرياً ويبيعونه لليهود الشرقيين والغربيين ويصدرونه إلى أمريكا ودول أوربا طرياً أيضاً، بعد أن رفضه (الموالعة ) أي القات مصنعاً وجافاً على هيئة أقراص ومستحضرات أخرى .
( سليمان يعقوب ) مدير المدرسة العبرية بمنطقة السوق الجديد بخارف تحدث للفريق الصحفي ، بان هذه المدرسة التي يتم بناؤها هي مدرسة للبنين وهناك مدرسة أخرى قد بنيت سابقاً للبنات وتدرس فيها 28 طالبة بُنيت بمساهمة محلية من المواطنين اليهود في المنطقة كما أن هناك مدرسة أخرى في مركز مديرية ريده هي مدرسة الشبزي العبرية .
وأضاف الأمية منتشرة بين المواطنين اليهود ويرجع ذلك لإحجام الطلاب اليهود عن الذهاب إلى المدارس الحكومية الأمر الذي كان يضطرنا إلى تعليمهم علوم الديانة اليهودية واللغة العبرية , إما في المنازل أو في الكنيس أو الابتعاث إلى أميركا أو إسرائيل لمواصلة التعليم والدراسات العليا ,
وكما أشار الفريق الصحفي ـــ صن شاين نيوز ـــ بأن ( باروخ سعيد ) في التاسعة من العمر تقريباً , يجذبك بحدة ذكائه وسرعة بديهته ولباقة لسانه ودبلوماسيته في الحديث استغربنا اسمه بداية الأمر،على حد ما ذكر الفريق الصحفي ، فأدرك ذلك وأوضح : باروخ اسمي وهي كلمة عبرية تعني بالعربية مبروك أو مبارك , وأضاف انه طالب في المدرسة العبرية في الصف الثاني – حد قوله – وكشف سبب إحجام أبناء الطائفة اليهودية عن الدراسة في المدارس الحكومية, حيث قال، الطلاب المسلمون يقومون بضربه في المدارس الحكومية ومضايقتهم, وأضاف : ان أحد أبناء اليهود قد ضرب في,, ريده ,, في الآونة الأخيرة من الطلاب المسلمين ضرباً مبرحاً حتى أسالوا دمه , وعندما اشتكى الأمر لوالده لم يستطع عمل أي شيء له سوى منعه من الذهاب إلى المدرسة والآن يدرس في المدرسة العبرية !.
(الموري أي الحاخام يحيى يعيش ) تحدث أيضا عن التعليم بالنسبة لأبناء الطائفة اليهودية في المدارس الحكومية لايوجد طلاب يهود يدرسون في المدارس الحكومية(ولم يوضح أسباب ذلك ) إلا انه قال :
تلقيت تعليمي شخصيا ، حتى منتصف العام الدراسي للصف الثالث الثانوي ونظرا لظروف خاصة وعائلية لم أتمكن من مواصلة التعليم وكان ذلك في مدارس حكومية وكان لي زملاء وأصدقاء في المدرسة من أبناء الطائفة المسلمة وكنا نذهب المدرسة سويا ونذاكر دروسنا مع بعض ولم تكن لدينا أي مشكله حول ذلك (الدين لله والوطن للجميع) .

وفي( ريده) تحدث الأستاذ فائز الجرادي مدير مدرسة (الشبزي) العبرية التي تتكون من فصلين افتتحت في العام 1999م ، موضحا ان المدرسة يتلقى فيها الطلاب تعليمهم الأساسي في مختلف المواد عدا التربية الإسلامية التي يحل عوضاً عنها التربية اليهودية الى جانب اللغة العبرية .
ويواصل الجرادي : بعد التعليم حتى الصف السادس يتم ابتعاث الطلاب إلى أمريكا لاستكمال دراستهم وتأهيلهم في عدة مجالات , إلا أن تلك المدارس التابعة لأبنا الطائفة اليهودية غير مدرجة ضمن مدارس التربية والتعليم الرسمية ولم نتعرف على أسباب ذلك.

عثار إحدى المناطق التابعة لمديرية خارف ، تبعد عشرات الكيلومترات عن مركزها ، و تقطعها السيارة بما يقرب الساعة عبر طريق شاق ووعر.
وهنا في عثار لا تزال بعض منازل اليهود قائمة حتى اليوم، جنبا إلى جنب مع منازل المسلمين على الرغم من هجرها وانتقالهم إلى منطقتي ( ريده والسوق الجديد ) .

ذات الحال بالنسبة لمقبرتي الطائفتين الذي لا يفصل بينهما سوى طريق لا يتجاوز عرضه المترين إلا أن قبور اليهود تتعرض للتخريب والطمس لمعالمها من قبل مجهولين إلى جانب قيام السيارات بشق طريقها فوق ووسط القبور ، بررها بألم شديد (يحيى – 13 عاما ) الذي وقف على قبر جده قائلا( للوايتات يٌسقوون القات ) ويقصد السيارات الكبيرة التي يتم بواسطتها نقل المياه لري مزارع القات المجاورة.

وبالنسبة لـ ( ماشا يحيى يهودا ) تحدث قائلا : حاولنا 10 مرات بناء سور حول المقبرة لحماية قبور موتانا من التخريب والعبث بها وتجنيبها المرور بالسيارات من وسطها وعلى القبور ، وفي كل مرة ننهي بناء السور ، نفاجئ في صباح اليوم التالي ، بزواله واختفاء أحجاره ومن قبل مجهولين ، وأما بالنسبة للقبور ومنها قبر والدي الذي تعرض للاعتداء أكثر من مرة أحداها عندما قمت بنقش اسمه عليها وتاريخ وفاته من باب التعريف وبقاء الذكرى كبقية قبور خلق الله المجاورة ، وبعد أن وضعتها على القبر مثبتتا بالاسمنت إلا أنها وفي صباح اليوم كانت قد اختفت وبقية الأحجار من على القبر ومن قبل مجهولين ..!!

مقبرة اليهود بـ ( عثار ) هي ما تبقى لدفن موتاهم فيها حتى اليوم ، في حين يبحثون عن أرض أخرى تكون قريبة من منطقة تواجدهم لإقامة مقبرةًََ لموتاهم .
يذكر أن اعتقاداَ كان يسود لدى البعض في المنطقة بان اليهود يدفنون موتاهم والى جانبهم أموالهم من ذهب وفضة وقد يكون ذلك المعتقد سبباً فيما يحدث من نبش لقبور موتى اليهود في العديد من المناطق التي كانوا يسكنوها مثل مقبرة (قينه) بمديرية جبل عيال يزيد و مقبرة( بني عبد) بمديرة ريده … الخ .

كانت قد تعرضت الطائفة اليهودية لأكثر من محاولة للقضاء عليها في منطقة السوق الجديد بمديرية خارف أثناء تجمعهم في ( الكنيس ) أي المعبد لممارسة إحدى طقوسهم الدينية ( إلقاء قنبلة يدوية عليهم ) في داخل المعبد من قبل احدهم إلا أنهم افشلوا محاولته تلك عند ما تنبه احدهم إليه فامسك به ليرمي من يده بالقنبلة ولتتفجر بعيداً عنهم وعن المعبد ، ومرات أخرى تكرر الحادث وأفشلت في إحدى احتفالات الزفاف للطائفة ، وفي مناسبات عدة يتعرض ابناء هذه الاقلية الى الاذلال والتهميش والاقصاء .
بالرغم من كل تلك المعاناة والمشاكل التي يواجهونها ، تبقى اليمن الوطن الذي يحبونه ، ويخلدون مقولتهم بـ,, أرض اليمن السعيد ,, …..

المصادر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوناثان. ب. كراسنر، جوناثان سارنا ـــــــ تاريخ الشعب اليهودي ــــ 2006
مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في اليمن ــــــ الدينية الدولية ــــ الولايات المتحدة 2008.
جيسون آرونسون ـــــــ الجاليات اليهودية في الأماكن الغريبة ــــ نيويورك 2000.
ريفا سيمون، ، مايكل لاسكير، وسارة ريجوير (فريق صحفي) ـــــــ اليهود في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العصر الحديث ــــــ جامعة كولومبيا، 2002.
بارفيت، تيودور ـ ــــ اليهود في اليمن والطريق إلى الخلاص من 1900ـــ1950 ــ ــلندن 1996.
الحاخام شالوم شرابي ـــ السيدوروالكهنوت اليهودي المدرسة الدينية .
د. يوسف زيرولي ـــــ يهود اليمن من الجيل الأخيرـــ 1992
الحاخام ياكوف كليمان ــــــ أدلة الحمض النووي ليهود اليمن ـــ 2007
يوسف قافيه ــــ وثائق بين تيمان التي كتبها الحاخام حاييم حبشوش كيتافيم (أوراق جمعها)، أورشليم القدس 1989.

مواضيع ذات صلة:  كيف يسلم “اليهودي”

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

تونس .. ابعدي عني هذه الكأس!

tunisflag

في وطن يحدق سكانه النظر في القراءة بعيون مستهترة، أو علي أوفر التقديرات حظاً، يعتبرون القراءة ترفاً، هل يجوز لي أن أستعير أصابع شاعر مثل “قيصر باييخو” في إطار الحديث عن قضية يكترث لها حتي بسطاء القوم وهو من أوفر الشعراء حظاً في التجسس علي الأصوات التي كانت تنبض في أعماقه وترجمتها علي الورق غموضاً، نعم، ترجمتها غموضاً بكل معني الكلمة؟

ربما، إلي هذا السبب وحده، تنخفض العلة التاريخية لعظمة “باييخو”، وإلي هذا السبب وحده، وبنفس القدر، أحصي الرجلَ كلُّ من لمس عالمه العميق في طليعة الشعراء الأكثر التباساً وعسراً علي الإطلاق..

فإن مما هو في حكم المؤكد ألا شاعراً خاطب المتلقي بتلك الخصوصية شاهقة الارتفاع جداً كما فعل شاعر “ألبيرو” الفادح هذا، بلغت هذه الخصوصية حداً ليس من السهل أبداً أن يستطيع المتخصصون حتي تصميم جسور تربط بين متاهات عالمه الشعري دون السقوط في حفر التأويلات المتعسفة للنص الشعري، وهذا أمر غريب يندر حدوثه..

لا يجوز هذا أعتقد، غير أنني سأفعل، أقصد، سوف أستعير أصابع هذا الشاعر العسير، بل أستعير شعره في ذروة النقطة، حين رق وصفا واستحال رموزاً مغلقة أمام الأذهان، مع ذلك، هي مرشحة لاستقطاب المتعة، تطرب لها الصدور تماماً كما تطرب الصدور لأغنية بلغة أجنبية لا نفهم معاني كلماتها لكنها توقظ أشجاناً نائمة في مناطق بكر ٍمن أعماقنا لم نكن قبل سماع تلك الأغنية ننتبه إلي وجودها أصلاً!

في أجمل دوواوينه وأشدها التصاقاً بالألم الإنساني، وأعظم ديوان مكتوب باللغة الإسبانية في زمانه وفي ما قبل زمانه، ولعله آخر دواوينه، ديوانه (اسبانيا.. ابعدي عني هذه الكأس)، يقول:

يا أطفال العالم، إذا ما سقطت “اسبانيا”، – أعني، هو خاطرٌ فحسب-، إذا ما سقطت “اسبانيا”، نازلةً من السماء، أوثقوا ساعدها، في لجامٍ، بلوحتين أرضيتين!، أيها الأطفال، أي عمر هو عمر الرؤوس الفارغة!، كم باكراً في وضح النهار ما كنت أقوله لكم!، كم قريبة في صدوركم الضوضاء العتيقة!، كم قديمة سنواتكم الاثنتين في مفكراتكم!

من الواضح جداً أنه كان أثناء الكتابة يلتقط أصواتاً من داخله ويسجلها كما هي في لحظتها الحارة المجردة، واضح أيضاً أنه كان يكتب تحت وطأة إحساس بالقلق يمزق روحه، سوف يستدير هذا الكلام في أذهاننا عندما نعلم أن توقيت كتابة هذه القصيدة هو توقيت اندلاع الحرب الأهلية في “أسبانيا”، وطنه الأم، حدث هذا في (17-يوليو – 1936)، وشغلت بال كل الناطقين بالإسبانية في جنبات العالم حتي (1-أبريل – 1939)..

كان مجموعة من العسكر بقيادة الجنرال “مولا” في الشمال، والجنرال “فرانكو” في “المغرب” والجنرال “كييبو دي يانو” في “أندلسيا” وجنرالات آخرين قد انقلبوا علي الشرعية في “مدريد”، وكان هذا كافياً لاندلاع تلك الحرب الضروس بين الجمهوريين والقوميين، ودون تفكير، انحاز “قيصر باييخو”، ككل المثقفين الجوهريين في “اسبانيا” والدول الناطقة بالإسبانية في ذلك الوقت ضد العسكر، وهذا انحياز في سياقه الطبيعيِّ بطبيعة الحال، فمتي وأين، ولا متي ولا أين، ولدت حرية من رحم دولة يحكمها عسكر؟..

يقول أيضاً:

يا أطفال العالم، أمنا “اسبانيا” وبطنها على كتفيها، معلمتنا بعصيِّها، هي الأم والمعلمة، الصليب والخشب، لأنها منحتكم الرفعة، الدوار و التقسيم و الإضافة، يا أطفال، هي مع نفسها، آباء منصفون!

إذا ما سقطت “اسبانيا”، -أقصد، هو محض خاطر- إذا ما سقطت “اسبانيا”، نازلة من الأرض، يا أطفال، كيف لكم أن تكفوا عن النمو!، كيف للسنة أن تعاقب الشهر!، كيف لن يكون أبداً أكثر من عشرة أسنان لكم!، كيف للإدغام أن يبقى في سكتة، الميدالية في دموع!، كيف سيستمر الحمَل مقيداً من ساقه إلى محبرة كبيرة!، كيف ستهبطون درجات الأبجدية نحو الحرف الذي ولد فيه الألم!

طلاسم، هذا واضح، لكن الحقيقة أن تلك الحرب كان لديها أثر كبير علي نضج تجربة هذا الشاعر الكبير، ذلك الأثر يلمع كالخنجر في كل ما نزف من شعر بعد اندلاعها، لقد توقف في الحقيقة، تعقيباً علي تلك المأساة، عن أن يكون ذلك الشاعر الذي كانه قبلها، كان قد التحم تماماً بالمطلق، وذاب فيه، فشفت روحه واحتدت بصيرته حتي أنه، وهذا ثابت، تنبأ بموته في “باريس”، بل تنبأ أن موته سيكون يوم “خميس” ممطر، وله في هذه النبوءة شعر، الغريب، أن هذا هو ما قد حدث فعلاً، وبحذافيره!!

ويستأنف طلاسمه:

يا أيها الأطفال، يا أبناء المحاربين، في هذه الأثناء، اخفضوا أصواتكم، لأن “اسبانيا” في هذه اللحظة توزعُ طاقتها على مملكة الحيوان، الزهور الصغيرة، المذنبات و الرجال..

اخفضوا أصواتكم، لأنها في عظمة شدَّتِها، لا تعرف ما هي فاعلة، و في يدها الجمجمة تتحدث وتتحدث و تتحدث، الجمجمة، بالضفيرة، الجمجمة، على قيد الحياة!

هذا كلام يصعب استيعابه علي نحو دقيق، أعرف هذا وأتعايش معه، لكن، لماذا قلتُ ما قلتُ، أو قلتُ ما قال “باييخو” علي وجه الدقة؟

الإجابة “تونس”، نعم، قلته من أجل “تونس” طبعاً، ذلك أن نذراً سوداء توحي بأن البلد الذي كان الحجر الذي بني عليه الربيع العربيُّ كل فرضياته عقب “ثورة الياسمين” هناك، الآن فقط، هناك نذر سوداء توحي بأنه مقبل علي أمر عظيم!

قد يقول قائل:

– أهل “تونس” أدري بشعابها..

هذا صحيح، لكن عذري الوحيد هو أنني حين أحاول أن أتجسس علي مخاوفي من الخطر المتربص بـ “تونس” إذا استقرت الأوضاع في الإطار الذي تفضحه الأخبار التي ترد من هناك حول ترجيح فوز مرشح حزب “نداء تونس” المحسوب علي نظام “زين العابدين بن علي” برئاسة هذا البلد، عقب فوزالحزب بأغلبية مقاعد “برلمان” هذا البلد، أقول:

إذا استقرت الأوضاع، القلقة حتي الآن، في هذا الإطار، فلابد أن يختل إيقاع التوازن الضروري بين القوي السياسية عقب الثورات علي وجه الخصوص، لابد أيضاً أن خطراً داهماً سوف يولد بين الأجنحة السياسية المتصارعة قد يعصف بالثورة من الأمام ومن الخلف ومن الجانب الآخر، بل قد يتطور الصراع في بلد داخل دائرة الفقر وملتهب الحدود مثل “تونس”، بالإضافة إلي أنه يقع تحت طائلة الكثير من المؤامرات الإقليمية في الوقت نفسه، وهذا هو الأهم، قد يتطور الصراع إلي حرب أهلية، وهذا فقط هو كل ما يعنيني..

ذلك أنه سوف يولد من سقوط “تونس”، لا قدر الله، في الحفرة التي سقط فيها من قبل كل بلدان الربيع العربي، دليل لا يقبل القسمة علي اثنين علي فشل فرضيات الثورات العربية كلها، ثم، أنا أيضاً، كالتونسيين، لدي دراية بشعاب “تونس”..

أدرك أن أداء الرئيس التونسيَّ ” المنصف المرزوقي” كان هزيلاً وضحلاً، دفع الكثيرين من التونسيين، الشباب خاصة، إلي الإحباط، وتخثرت بفضله الكثير من الأحلام البيضاء التي كانت تراودهم عقب الثورة..

أدرك أيضاً أن “جماعة الإخوان المسلمين” في نسختها التونسية، علي الرغم من كون المنتمين إليها أشد دهاءاً وأرقي فكراً وأكثر انفتاحاً من أعضاء ” جماعة الإخوان المسلمين” في “مصر”، أبداً لم يستوعبوا الحالة التونسية علي نحو صحيح، ولم يدركوا أبداً أن دغدغة مشاعر القطيع بالخطاب الديني فقط، بعد أن جرت مياه كثيرة في نهر الإنسانية، توقفت عن أن تكون كافية للعبة سياسية ناجحة..

أدرك كذلك، وهذا هو الأهم، أن المتربصين بالتجربة التونسية، للأسباب التي لمستها من قبل، كثرٌ، بل كثرٌ جداً، وهوية هؤلاء، هوية القبيلة والخيمة والوتد وحنين النوق، معروفة، معروفة جداً..

وهؤلاء ما زالوا هناك، ومن المؤسف أن أصابعهم الملطخة بالزيت بمقدورها الوصول إلي رئة تونس والعبث بأنفاسها حتي الاختناق، لهم أساليبهم أيضاً، ولهم امتداداتهم من مرضي القلوب من التونسيين، و”الموساد” لهم أيضاً، ليت التونسيين يضعون هذه الحقيقة في بالهم كجمرة في البال!

في النهاية..

ثمة سؤالٌ يتراقص علي مقدمة لساني منذ ساعات لم يجف بعد، أود، لو كان هذا بإمكاني، أن أوجهه إلي كل تونسيٍّ علي حدة:

– ما دام الأمر هكذا، أما كان من الأولي أن تدَّخروا المال الذي بذرتموه في الإنفاق علي الاستحقاقين الإنتخابيين لبناء مكتبات ومستشفيات ومدارس بعد أن تحسموا منه فقط ثمن عدة مقاعد في طائرة تقل “زين العابدين بن علي” وأفراد أسرته من “السعودية” إلي دولة ما قبل “17 – ديسمبر- 2010″؟!

رحم الله “محمد البو عزيزي”، ذلك الرجل الذي استوعب أكثر من أي شخص آخر، وعن غير عمد، نظرية الأواني المستطرقة!

علي أية حال، هناك دائماً شئ رقيق للغاية ودقيق للغاية يولد من خلال الدهشة، فلقد أكدت الحالة التونسية أن اللعبة السياسية في هذه البقعة الرديئة من العالم تعتمد علي أدوات ثابتة لا تتغير، ووفق نسب ثابتة أيضاً:

1- إعلام مضلل = 75 %

2- مال سياسي = 24 %

3- سياسة = 1 %

علي أية حال، يجب علي جميع الأطراف في “تونس” أن تذعن لما تقول الصناديق، فلا معني للحديث عن الديمقراطية إلا باحترام لهجة الصناديق، كما أن بديل عدم الإذعان هو الهاوية بكل تجلياتها وصورها، لذلك أقول:

تونس.. ابعدي عني هذه الكأس..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الصبي ابو جعفر يعظ عن العذارى العيون السود

صبي يدعى ” أبو جعفر” يعظ لحشد صغير عن “العذارى ذوات العيون السود بالجنة”. يمثل الصبي “مركز الدعاة الجهاد ” أسسها الداعية السعودي “عبد اللهالمحسيني” وهو احد المقاتلين الأجانب القدامى في سوريا، والذي أعلن في سبتمبر ايلول انه افتتح معسكر تدريب عسكري للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 14 وأكثر.

A video posted on the Internet on November 8 shows a boy called Abu Ja’far (“The Father of Ja’far”) preaching to a small gathering about the “black-eyed virgins of Paradise.” The boy represents the Center for Preachers of Jihad was founded by Saudi preacher Abdallah Al-Muhaisini, one of the veteran foreign fighters in Syria, who announced in September that he was opening a military training camp for boys aged 14 and over.
childgaiishpledge

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

النظام يرتكب مجزرة في الرقة 120 قتيلا وعشرات الجرحى

شنت مقاتلات النظام  10 غارات بالصواريخ الفراغية على وسط مدينة الرقة وأطرافها، مما أسفر عن مصرع 120  من المدنيين، وإصابة العشرات، في حالة من الذعر في واكتظاظ المشافي بالقتلى والجرحى, حيث استهدفت الغارات المستودع الأصفر شمال المدينة، والمنطقة الصناعية (حارة الصواحين) في الجهة الشمالية الشرقية، ومنطقة جامع الحني وسط المدينة المكتظ بالمدنيين، ما أدى إلى سقوط مأذنة الجامع، وحي اﻟﻤﺸلب، ومنطقة نزلة المتحف وسط المدينة، وغيرها. و إن أكثر من 15 منزلاً دمر جراء الغارات.

khaldiya

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

ملاحقة تونس أمام الجامعة

checkboardتلقت دائرة الشكاوى القومية في المجلس الأعلى للجامعة العربية، الرسالة التالية:

«سعادة السيد رئيس الدائرة المحترم (أو الفاضل)، بعد رفع التحيات والتمنيات إلى جنابكم، نعرض على الهيئة الكريمة، وعلى وجه السرعة، هذا الطلب القومي العاجل:
لما كانت تونس، دولة وشعبا ومسؤولين، خالفت جميع القواعد والأصول والعادات العربية المعهودة والمعمول بها، من سائر الفئات والمستويات، ولما كانت هذه المخالفة تلحق الضرر الفادح بالسمعة القومية المألوفة، ونظرا إلى تهديد سلامة مفاخرنا وتقاليدنا ومفاهيمنا، ولما كان سلوك التونسيين، دولة وشعبا وجهات، يهدد أمن جيرانها وعاداتهم، ونخص بالذكر ليبيا، المعروفة سابقا بالجماهيرية العظمى، وأيضا الاشتراكية الشعبية، التي تضم حروب فزان ومصراتة وبنغازي وطرابلس وجرف والزنتان، وعموم حقول ومصافي ومرافئ النفط.
وبما أن تونس هذه، أجرت انتخابات برلمانية ورئاسية، من دون أن تمتع الأمة بمشاهد الدماء وقطع الرؤوس، وبما أن السلوك الإنساني يعتبر تحديا لمشاعرنا وبطولاتنا.. ولما كانت هذه المخالفات الفاضحة والارتكابات المشينة، تهدد التوافق الجمعي على تذويب الدول وتشريد الشعوب ودفن المستقبل، وتهديد النشيد الأممي الذي مطلعه (بالروح بالدم)..
فإننا نطلب إلى جنابكم، على وجه السرعة، طرد تونس من عضوية الجامعة بلا عودة، وتوجيه تأنيب خاص إلى حزب (النهضة) لقبوله بالنهج الديمقراطي العميل، وتذكير الشعب التونسي بأن ولاءه الأول يجب أن يكون للطلائع المتقدمة في سوريا والعراق وغيرهما».
وقد تلقت اللجنة الموقعة من الهيئة الرسالة التالية:
«إلى عموم أهل العراق وسوريا ولبنان وليبيا والصومال واليمن وفرع مصر:
تلقينا بمزيد من الاعتزاز والارتياح مذكرتكم الفاضلة حول الشكوى من الخروق التونسية الفاضحة للميثاق العربي المودع لدينا تحت عنوان (بالروح بالدم)، ونلفت انتباهكم الكريم إلى أننا ألحقنا المذكرة بالشكوى الأولى والأكثر عمقا، وهي أن الرئيس التونسي السابق تخلّى عن حُكمه من دون قتيل واحد، على الأقل، أو سلسلة تفجيرات أو إرسال برقية تضامن واحدة إلى علي عبد الله صالح في مسعاه لإنقاذ وحدة اليمن.
ولقد أخذنا بعين الاعتبار شكواكم المحقَّة من أن (إخوان) تونس تصرفوا مثل سائر التونسيين، متجاهلين النداءات القومية التي بثتها الفضائيات، قائدة الأمة ورائدة الفكر القومي الحديث. ولقد دعونا إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى بموجب البند الأول من قانون الأصول والفصول، الفقرة (ألف)، المتعلقة بوجوب تقديم (بالروح بالدم)، نشيدا على جميع الأرواح والدماء، خوفا من مخالفة العادات والتقاليد.
ودمتم – إذا صح التعبير».
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

الى دي ميستورا

stafandemestora** الى دي ميستورا **
السجين لا يسـاوم
هو رغم القيد مقاوم
سيفه في الغمد صارم
طالما العدوان قائم
**
ليس في القاموس هدنة
أنها محض افتراء
كي ينال الخصم مهلة
ثم يسعى للفناء
قد عرفنا الغرب كاذب
عاهر بثوب القضاء
لن يساوم لن يسلم
ثائر عرف الاباء
**
كان في يد الاطفال غصن
كدليل للسلام
لم كنا طلاب حرب
بل دعاة للوئام
احرقوا الغصن وقالوا
استكينوا للنظام
انتم ارهاب وكفر
ودعاة للظلام
كيف بالله نفاوض
أنتهى عصر الكلام

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment