جوائز نوبل 2014

جوائز نوبل 2014raadelhafez

مقدمة :
ستقرأون اليوم قصة مختصرة عن طريق العِلم والإبداع والطموح والتقدّم
في الواقع ليس هناك ثمّةَ حاجة لمزيدٍ من الجدل حول فوائد العِلمْ .
فهي لم تَعُدْ أسرار مُبهمة ,إنّما وقائع ملموسة محسوسة في جميع تفاصيل معيشتنا التي تحتاج العِلم وتطبيقاتهِ ومُنتجاتهِ اللامحدودة .
ولا يسع المرء قول الجديد !
إذ لا ماء صالح نشربهُ ,لا طعام صحّي نأكلهُ ,حتى لا هواء نقي نتنفسهُ ,وبالطبع لا دواء نتعالج به بدون العِلم !
أمّا الجهلاء من أعداء العلم ,فرغم أنّهم سُعداء في جهلهم يعمهون .
لكنّهم حتماً أوّل المهرولين الى الأطباء بحثاً عن علاج يشفي أمراضهم .
ولا غرابةَ في ذلك !
حيث المُتعلّم أقلّ إحتياجاً للطبيب بما توّفر لديه من أفكارٍ وقراءات و تجارب علمية حياتية !
الفرقُ بين المُتعلّم والجاهل لا يكمُن فقط في كمية المعلومات التي تنفع في تسيير تفاصيل الحياة .إنّما (وهذا هو الأهّم) في التفكير بطريقة علميّة ,التي سأشرحها لكم في خلاصة هذا المقال !nobel
***
جائزة نوبل هي الجائزة العلمية السنوية الأرقى على هذا الكوكب الأزرق
هذه جائزة تُمثّل أمجاد العِلم والعقل البشري على حدٍّ سواء !
بدأت أوّل مرّة عام 1901 , وتُمنَح للعلماء والباحثين في ثلاثة حقول علميّة هي .. الطب ,الفيزياء ,الكيمياء .
إضافةً الى ثلاثة حقول إنسانية هي .. الإقتصاد ,الأدب ,السلام !
في الواقع أنا من الداعين لإضافة فروع مستقلة مستقبلاً لهذه الجائزة الرفيعة ,كالفلسفة وعلم النفس والإجتماع والآثار وعلوم الكومبيوتر وما شابه ,وهي مُدمجة حالياً ضمن الفروع السابقة !
***
الفريد نوبل صاحب الجائزة (توفي عام 1896 عن 63 عام) هو عالم سويدي وعالمي قلّ مثيله .ومن عائلة علماء مخلصة لطريق العِلم !
كتبتُ عنهُ كثيراً في الأعوام الماضية ,إنّما يكفي اليوم التذكير بأنّهُ حائز على 355 براءة إختراع ,ليست جميعها من بلده السويد ,إنّما بعضها من أمريكا وإنكلترا وفرنسا وروسيا .
أهّم إختراعاته التي قضى فيه جُلّ عمرهِ (وأتمنى إدراك ذلك جيّداً) تتركز حول تطوير إستخدام النتروغليسرين (وهو غير آمن) ,الى الديناميت عام 1867 وهو أكثر أمناً من سابقه .
ثم إخترعَ عام 1875 الجلجلنيت ,وهذه مادة أكثر إستقراراً وقوّة من الديناميت .
ثم إستمرَ في هذا المجال ,حيث في عام 1887 إخترع نوبل البالستايت وهي مادة رائدة من الكوردايت !
وهكذا نرى أنّ همّهُ الأوّل كان السيطرة على المادة المتفجرة المطلوب إستخدامها في حفر الأنفاق والترع وشقّ الطرق خلال الجبال وما شابه ,كي لا تنفلت تلك المتفجرات من عقالها كما في السابق .
(وهو الذي خسرَ أخاه الأصغر في إنفجار مماثل) !
وضمّت وصيتهِ توصية بالجزء الأكبر من أمواله( 30 مليون كرونة في ذلك الوقت) لإنشاء هذه الجائزة العلمية الإنسانية الرفيعة !
السويديّون يقول عن ألفرد نوبل ما يلي :
Alfred Nobel är en av de mest berömda svenskarna genom tiderna.
Han uppfann dynamiten och tog patent på 355 uppfinningar under sin livstid .
Alfred Nobels testamente gav Sverige Nobelpriset.
Idag är det världens mest kända pris.
(ألفرد نوبل هو أحد أشهر السويديين على مرّ العصور !
إخترع الديناميت ,طوّر السيطرة عليه ,ونالَ 355 براءة إختراع خلال حياته .وَصيّته جعلت السويد صاحبة جوائز نوبل ,تلك الأشهر عالمياً) !
***
جوائز عام 2014
(قيمة الجائزة في كلّ فرع 8 مليون كرونة سويدية ,ما يُعادل 1,1 مليون دولار ,تُمنح لفائز موجود على قيد الحياة)
ستجدون الروابط ذات الصلة في نهاية المقال !

أولاً / الطب :
مُنِحت جائزة نوبل للطب ,لثلاثة علماء توّصلوا إلى إكتشاف نظام يُدعى ((نظام تحديد المواقع)) في الدماغ البشري .
وهو أقرب ما يكون إلى نظام تحديد المواقع العالمي ال

GPS أوGlobal Positioning System  .

ومُنحت الجائزة للعالم الأمريكي المُقيم في بريطانيا (جون أوكيف) مناصفة مع العالمين النرويجيين إدفارد موزر وزوجته ماي- بريت موزر.
توّصل العلماء الثلاثة إلى إكتشاف الطريقة التي تُمّكن الدماغ البشري من معرفة المكان الذي يتواجد فيه الإنسان .كما يمكن لها التجول من مكان إلى آخر .
ومن شأن تلك النتائج أن تساعد على تحديد السبب وراء عدم مقدرة المصابين بمرض الزهايمر على التعرف على الأماكن المحيطة بهم .
وأشادت الجهة المانحة للجائزة بهذه الاكتشافات الجديدة مؤكدة على أنّها “تمكنت من حل مشكلة كانت تشغل لقرون عقول الفلاسفة والعلماء.”
***
“جي بي إس” داخلي !
كان البروفيسور أوكيف (الأستاذ بكلية لندن الجامعية) قد إكتشفَ الجزء الأول من نظام التموضع الداخلي في الدماغ عام 1971.
وأظهرت نتائج إكتشافه التي أجريت على أحد فئران التجارب في ذلك الحين ,أنّ مجموعة من الخلايا العصبية تنشط في الوقت الذي يكون فيه الفأر في موقع معين داخل الغرفة .ثمّ ينتقل النشاط إلى مجموعة أخرى من الخلايا العصبية بإنتقال الفأر إلى موقع آخر .
ورأى أوكيف أن “خلايا المكان” تلك تعمل على رسم خريطة داخل الدماغ !
في عام 2005 توّصل فريق الباحثين المكون من الزوجين (ماي- بريت وإدفارد مويزر) من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا في تروندهايم
(فوزهم يذكرنا بعمل الزوجين العالمَين بيار كوري وزوجته ماري أو مدام كوري وإقتسامهم جائزة نوبل للفيزياء عام 1903 , ثمّ عادت مدام كوري بعد وفاة زوجها لتفوز عام 1911 بنوبل للكيمياء عن عملها في العناصر المُشعة .ولتصبح أوّل سيّدة تحصد جائزتين وفي فرعين مختلفين .توفيت عام 1934 لإصابتها بفقر الدم الناتج عن تعرضها للإشعاع لأعوام طويلة) !
الزوجان النرويجيان توّصلوا إلى إكتشاف جزء آخر في الدماغ (يحوي خلايا شبكيّة) أشبه ما يكون في عمله بنظام تخطيط ملاحي !
وتشبه تلك “الخلايا الشبكية” في شكلها خطوط الطول ودوائر العرض حيث تساعد الدماغ في تحديد المسافة والموقع الملاحي .
وقالت اللجنة التابعة لمؤسسة نوبل المانحة للجائزة إنّ الجَمع بين الخلايا الشبكية وخلايا المكان من شأنه أن يُنشئ نظام تموضع شامل أشبه ما يكون بنظام جي بي إس داخلي في الدماغ البشرية !
***
ثانياً / الفيزياء
جائزة نوبل في الفيزياء هي ثاني جوائز نوبل التي يتم منحها كلّ عام .
مُنحت الجائزة إلى اليابانيين إيسامو أكاساكي وهيروشي أمانو والأميركي من أصل ياباني شوجي ناكامورا .
وهم مخترعوا الصمام الثنائي الباعث للضوء أو ما يعرف بتقنية “ليد

LED”.
وكوفئ الباحثون الثلاثة على هذا الإختراع الذي يسمح بإقتصادٍ كبير جداً في إستهلاك الطاقة .
وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في بيانها بشأن ذلك :
مع ظهور مصابيح

LED

أصبح لدينا الآن بدائل أطول عُمراً وأكثر كفاءة من مصادر الإضاءة القديمة !
***
ثالثاً / الكيمياء
مُنحت الجائزة لثلاثة باحثين لعملهم في تطوير دقة الميكروسكوب .
حيث إستخدم إريك بيتزيغ وويليام مورنر (أمريكيان) ,وسيتيفن هيل( ألماني) جزيئات متوهجة لزيادة مقدرة الميكروسكوب الضوئي .
اُعلنت أسماء الفائزين في مؤتمر صحفي في السويد .
وبذلك إنضموا لقائمة مرموقة تضم 105 كيميائيا حصلوا على الجائزة منذ عام 1901.
وقالت اللجنة المانحة لنوبل إن الباحثين فازوا بالجائزة لعملهم على
(( تطوير رؤية ميكروسكوبية ذات دقة فائقة)) !
وقال رئيس اللجنة المانحة البروفيسور سفين ليدين ,اُستاذ كيمياء المواد في جامعة لوند :
إنّ عملَ الفائزين جعل بالإمكان دراسة العمليات الجُزيئية أثناء حدوثها !
ويَجدرُ بالذكر أنّ تطوير الميكروسكوبات الضوئية كان قد توّقف بسبب ما قيلَ عن قصوره .حيث كان يُعتقد أنّ دقتها لن تزيد عن نصف طول موجة ضوئية .
لكن العلماء إستخدموا جزيئات متوّهجة للتغلب على هذا القصور .
ممّا سمحَ لهم برؤية الأشياء بدقة ووضوح أكبر بكثير ,ومكّنهم من رؤية نشاط الجزيئات داخل الخلية الحيّة !
وقال البروفيسور هيل (من معهد ماكس بلانك) للكيمياء البايوفيزيائية في ألمانيا :
[لقد شعرتُ بالملل من الموضوع وفكرتُ أنّها فيزياء القرن التاسع عشر . كنت أتساءل عمّا إذا كان يمكن عمل شيء ذي مغزى للميكروسكوب الضوئي .ورأيتُ أنّ حاجز إنكسار الضوء هو المشكلة الهامة الوحيدة التي لم تُبحث .في النهاية أدركتُ أنّه بالتأكيد توجد وسيلة للّعب بالجزيئات ومحاولة تشغيلها وإطفائها ,للسماحِ برؤية الأشياء المُجاورة التي لم يكن بالإمكان رؤيتها في السابق] !
***
رابعاً / الأدب
تقريباً هي الجائزة الوحيدة التي لا يتشارك فيها إثنان ,وتحظى غالباً بأكبر إهتمام شعبي ومعها جائزة السلام !
فاز بها هذا العام الروائي الفرنسي باتريك موديانو (69 عام) !
قالت لجنة نوبل الأكاديمية : إنّ الروائي الفرنسي إستحق الجائزة لتمكنّه من فنّ الذاكرة الذي أنتج أعمالاً تعالج المصائر البشرية العصيّة على الفهم ,وكشفَ العوالم الخفية للاحتلال !
وقال سكرتير اللجنة (بيتر إنغلوند) :
إنّ موديانو كتبَ روايات تُعتبر أصداءاً لبعضها ,تتكرّر فيها مواضيعَ الهويةِ والفقدانِ والأملْ .
وأضاف :
لا في أوساط القراء الناطقين بالإنجليزية تتركز شهرة موديانو ,
إنّما في فرنسا بسبب قلّة كتبهِ المترجمة الى الإنكليزية !
وكانت معظم أعمال موديانو قد تركزت على حقبة الحرب العالمية الثانية وأربعينيات القرن الماضي .
لقد نشر موديانو (بعمر ال 23 ) روايته الأولى
“La Place de l’etoile”

أو (ميدانُ النجمة) عام 1968
وحازَ عنها جائزتي (روجيه نيميه و فينون).
ثمّ جاءت روايته (بولار دي سنتور) وحازَ عنها جائزة الأكاديمية الفرنسية للرواية عام 1972 .
وحازت روايته (شخص مفقود)على جائزة غونكور الفرنسية عام 1978
كما فاز بجائزة الدولة النمساوية للأدب الأجنبي عام 2012 .
يعيش (موديانو) في باريس في شبه عزلة عن الوسط الأدبي وحفلاته ومناسباته الاجتماعية والمهنية الكثيرة ,ومُبتعداً عن المقابلات الصحفية !
ومن المشاهير الذين حصلوا على جائزة نوبل للأدب في السابق
(عددهم وصل لحّد اليوم 111 كاتب وشاعر وأديب وفيلسوف)
الشاعر الهندي طاغور 1913
الأديب والناقد الإيرلندي الساخر برنارد شو 1925
الفيلسوف الإنكليزي برتراند رسل 1950
الأمريكي آرنست همنغواي 1954
الروسي بوريس باسترناك 1958 صاحب رواية دكتور جيفاغو .
لكنّهُ رفض الجائزة (ربّما بضغط من النظام آنذاك) .
ومثله فعل الفرنسي جان بول سارتر عام 1964
الشاعر التشيلي بابلو نيرودا 1971
الكولومبي الأشهر غابريل غارسيا ماركيز 1982
الروائي المصري نجيب محفوظ 1988
الروائي التركي أورهان باموك 2006
بينما حصلت عليها الكاتبة الكندية (أليس مونرو) في العام الماضي .
ولابُدّ لاحظتم أنّه منذ حصول نجيب محفوظ على هذه الجائزة الرفيعة
فإنّ إقتراب موعدها السنوي كان يجلب معهُ ,الإثارة للمثقفين وعشاق الأدب في العالم العربي ,الذين رشحوا لهذا العام الشاعر السوري أدونيس والكاتبة الجزائرية آسيا جبار وبالطبع الأديب المصري د.علاءالأسواني !
***
خامساً / الإقتصاد
نالها هذا العام الاقتصادي الفرنسي ((جان تيرول)) عن تحليله لـ
“قوة أسواق المال وسبل تنظيمها”.
تيرول هو ثاني فرنسي يحصل على نوبل لهذا العام بعد فوز الروائي الفرنسي ((باتريك موديانو)) أيضا بجائزة نوبل للأدب.
وفي بيانها قالت الأكاديمية الملكية السويدية :
[جان تيرول هو أحد أكثر الاقتصاديين تأثيراً في عصرنا ,وأهّم ما قدم هو إيضاح كيفية فهم وتنظيم الصناعات التي تضم عدداً من الشركات القوية]
جدير بالذكر أنّ جائزة نوبل في الاقتصاد بدأ منحها للفائزين عام 1968 وكانت تعرف رسميا بإسم جائزة (البنك المركزي السويدي) في العلوم الاقتصادية .
***
سادساً / السلام :
هذه الوحيدة من بين الجوائز الست التي تعتبر جائزة (سياسيّة) بإمتياز ,وتُمنح في أوسلو عاصمة النرويج !
فاز بها هذا العام (مناصفةً) كلاً من الفتاة الباكستانية (ملالا يوسف زاي)
والناشط في حقوق الأطفال الهندي (كايلاش ساتيارثي) .
أشادت لجنة جائزة نوبل بنضال الفائزين (من أجل حقوق الأطفال) !
تبلغ ملالا من العمر 17 عاما ,وهي بذلك أصغر من حاز على جائزة نوبل سنّاً في التأريخ !
تعرّضت (ملالا) إلى إطلاقِ نار من تنظيم طالبان في أكتوبر 2012
كونها دافعت عن تعليم البنات في بلادها .وهي تعيش الآن في برمنغهام في بريطانيا.
وعنها قال رئيس لجنة نوبل (ثوربجورن جاغلاند), مايلي :
[رغم حداثة سنّها فقد ناضلت ملالا سنوات عدّة من أجل حقوق الأطفال في التعليم وكانت قدوة لهم وللشباب ليحسنّوا أوضاعهم] !
أما ساتيارثي (60 عام) فقد إقتدى بالمهاتما غاندي ,قاد إحتجاجات سلمية ضد إستغلال الأطفال ,تبعهُ الكثير ,وطالبوا بسنّ القوانين اللازمة .
وعندما سمعَ بخبرِ فوزهِ قال إنّه يهدي الجائزة لجميع أطفال العالم .
كان من بين المرشحين لهذه الجائزة للعام الحالي :
[ البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ,بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ,إدوارد سنودن موظف المخابرات الأمريكية السابق الذي سرّبَ تفاصيل برنامج بريسم التجسسي الى الصحافة .. وآخرون ] !
***
لقطات من حفل توزيع جوائز نوبل 2014
الساعة الآن الرابعة مساءً ,وحشدٌ من المدعووين (ضيوف الملك ولجنة نوبل) مازالوا يفدون الى قاعة الحفلات الموسيقيّة Konserthuset

التي شُيّدت عام 1926 في وسط ستوكهولم ,ويتم فيها توزيع جوائز نوبل على الفائزين (ماعدا جائزة السلام حيث يُحتفل بها في أوسلو عاصمة النرويج ,الساعة الواحدة بعد الظهر) .
هنا تُلقى كلمات الترحيب (من لجنة نوبل) بالفائزين مع شرح وجيز لإنجازهم الذي نالوا بسببه الجائزة ,وتأثيره على مستقبل البشرية .
ثمّ يُسلّم الملك غوستاف السادس عشر الجائزة لكلّ فائز منهم .
غناء أوبرالي وعزف الفرقة السمفونيّة الملكيّة السويدية يتخلّل الأحداث .
وقد أبدعت اليوم أوبراليّة سويدية فائقة القدرة والجمال !
فساتين الملكة سليفيا وبناتها الأميرات فيكتوريا (وليّة العهد) ,والجميلة مادلينا ,خاصة لهذا اليوم بالذات ومتميّزة كالعادة .
إنّما أحدى المصوّرات لاحظت أنّ حليّة الأميرة فيكتوريا هي ذاتها حليّة والدتها التي إستعملتها عام 1976 في أوّل حفل نوبل تحضره ,ووضعت صورة للمقارنة !
بعد حوالي ساعة سينتقل جميع المشاركين في الحفل الى مبنى إدارة بلدية ستوكهولم

Stadhuset

هناك يُقام حفل عشاء نوبل الشهير الذي لا يُعلن عادةً عن محتويات الوجبة حتى لحظتها !
كلّ فائز يرافقهُ (كالعادة) أمير أو أميرة من العائلة المالكة !
أشدّ مايجلب نظر المرء جمال هؤلاء الندلاء السويديين من كلا الجنسين .
وشدّة أناقة الحضور والقاعة وكلّ شيء !

***
الخلاصة :
بماذا ينفعنا الحديث عن جائزة نوبل الرفيعة وحفلها المَهيب ؟
عندي أنّ الكتابة عنها ليس فقط غذاء للروح ومَبعث للأمل .
إذ من المعلوم أنّ الجوائز عموماً مع الشهرة والإحترام العالمي للمُبدع ,
تقع في قمّة (هرم ماسلو) للحاجات البشرية ,المكوّن من خمس طبقات , ضمن حاجات تحقيق الذات !
وبالطبع لا جائزة في هذا العالم تُضاهي جائزة نوبل بشهرتها وأهميّتها .
ورغم قيمتها المادية الجيّدة ,فإنّها لا تُقارن بقيمتها المعنوية ,التي تتفاقم سنويّاً من خلال العلماء وإختراعاتهم ,الاُدباء وروائعهم ,وثقة عموم الناس بتلك الجائزة الرفيعة !
وبالمناسبة فقد بيعت إحدى ميداليات نوبل مؤخراً في دار مزادات كريستي فبلغ ثمنها مايقرب خمسة ملايين دولار .
وتلك الميدالية تعود للعالم الأمريكي في الطب (جيمس واتسون 86 عام) الذي حصل عليها عام 1962 لإكتشافه تركيب الحمض النووي .
وقد باعها (وهذه أوّل مرة تحصل أن يبيع أحد العلماء وهو على قيد الحياة ميداليته) ,كونه تعرّض لظلم تأريخي بطرده من الجمعية العلمية عام 2007 بسبب تصريحاته التي وُصِفَت حينها أنّها (عنصريّة) !
عندما أشار الى أنّ أحد أسباب الفوارق في الذكاء البشري هو العِرق .
وأنّ من حقّ المرأة أن تُجهِض نفسها في حالة علمت أنّ جنينها سيكون مثليّ الجنس .
وقال واتسون أنّهُ سيتبرّع بجزء مهم من مبلغ الميدالية لجمعيات خيرية وللبحث العلمي !
***
مقالي السنوي الأهمّ هو هذا الذي يخّص جائزة نوبل !
لأنّهُ في محاولة (وإنْ خجولة) ,للمساهمة في نهضة شعوبنا البائسة ,
فقد أخذتُ على عاتقي تشجيع القراءة العلميّة ,مقابل القراءة الصفراء لكتب التراث المُزوّر في أحسن الأوصاف !
والحديث عن جوائز نوبل يدخل ضمن هذا الطريق العلمي الذي نبتغيه !
لأنّهُ بماذا إنتفعنا من كتب الدين والشريعة والتفسير والأصول والشروح والبطولات والإنتصارات الدونكيشوتيّة ؟
الترمذي النسائي القرطبي البغوي إبن كثير سنن أبي داود وموطأ مالك ؟
هذه مُؤلفات تقودنا لطريق واحد لاغير ,هو طريق الغيبيات والحقائق المُطلقة .إنّه طريق مُظلم كئيب شديد الضيق والسواد !
ولايجد تُجّار الدين من دفاعٍ واضح عن طريقهم هذا ,سوى الحديث عن العدالة والأخلاق والروح في أفضل الأحوال .
فأيُّ (عدالةٍ) تلك التي قادتنا الى مصيرنا الأسود مع دواعش اليوم ؟
ويا للعجب ! لماذا يتخيّلون أنّ (الأخلاق) لا تُكتسب ولا تَصلُح إلاّ من خلال الكتب الدينية ؟ بينما اُستغلت المعابد منذُ الأزل لأنواع السلوك الجنسي الشاذ ,والقصص في هذا المجال تملأ الفضاء !
حتى (الروح) التي يقولون أنّها همّهم الأوّل ,لم يَقُم عليها دليل علمي واحد الى يومنا !
بينما على العكس من هذا ,هناك طريقاً آخر .
إنظروا إليه واضح المعالم مُشرق الأنوار واسع الاُفق ,إنّهُ طريق العِلم والعقل والمنطق !
لا يقين دائم ,لا حقائق مطلقة (إنّما نسبيّة) ,لا لحظة فاصلة تُغيّر مسار الكون كقيام الساعة ,(ربّما ماعدا لحظة الإنفجار العظيم Big Bang

التي لم يكشف العِلم سرّها الى اليوم) .
الطريقة العلمية (التي وعدتكم بشرحها) تجري كالتالي :
ملاحظة ومراقبة وتجربة وقياس وتسجيل للوقائع والأحداث على الأرض بتفاصيلها المُمّلة ,خطوةٌ بعد اُخرى !
بحيث (العالِم) يُقيم وزناً لكل صغيرة وكبيرة ولكل شاردة و واردة .
حتى يصل العلماء الى كتابة ثمّةَ فرضيات .
وهذهِ تتحوّل عندما تثبت صحّتها بالتجربة والبرهان الى نظريات .
ثمّ تغدو تدريجياً مع الزمن ,مباديء مقبولة للغالبية .
وأخيراً بعد كلّ هذا الطريق الطويل تصبح حقيقة علمية .
مع ذلك تبقى (حقيقة) قابلة للدحض والنقض ,لو إستجّد ما يستدعي ذلك !
وفي هذا المجال يقول الكاتب المتخصص في أفلام الخيال العلمي (ريتشارد هولنغام) ما يلي :
[ الفشل ليس خياراً,عبارة أصبحت بالتأكيد تمثّل الفلسفة الأساسيّة لمهمة أبوللو 13 ومحاولتها الناجحة في نهاية المطاف لإعادة الطاقم إلى الأرض بسلام .مع ذلك كانت العبارة الأكثر نفعاً في تطوير رحلات الفضاء البشرية هي العكس: الفشل خيار !]
معناها العِلم والعلماء لايخشون الفشل .
بينما الأديان ورجالها ,لايقبلون أدنى نقاش وجدل !
***
الفارق المهم الذي يجعل أغلب العامة تستوحش طريق العِلم وتميلُ الى طريق التديّن ,يتلّخص أولاً في سهولته من ناحية القراءة والتعلّم والتثّقف (ويا لتُعس هذا التثقف !)
والثقة المُطلقة في حديث رجال الدين (مقابل الشكّ الذي يُخامر العلماء) .
كذلك شدّة العذاب والتخويف والتهديد والوعيد الذي يشهره رجال الدين في وجوه الناس ,مستعينين غالباً بسلطة الحُكام المستبدين .
لكن متى سمعتم عالِماً حقيقيّاً يُهدّد إنساناً ,إن لم يؤمن بمبدأ التطوّر والإنتقاء الطبيعي لداروين ,أو قوانين الحركة لنيوتن ,أوالنظرية النسبية لآينشتاين ,فسوف يُجلد ويُعذّب أو يُنفى من الأرض ؟
عموماً فإنّ النفوس الكبيرة /

Great Spirits

,تنتج عن سعة الإطلاع والقراءة العلمية وتقبّل الآخر ,وهذه هي ثقافة العمل والعلم !
بينما العقول المُنحطّة

/Mediocre Minds

,تنتج عن أصحاب الحقيقة المطلقة ,النقل من دون العقل ,رفض الآخر وتكفيره ,وهذه هي ثقافة الكسل والنوم في العسل !
فأيّ الطُرق أوثق ,أصلح ,أسلم لكم ولمستقبل أجيالكم ؟
عندي ..هنا يكمن إختيارنا الأهمّ في هذهِ الحياة !
***
الروابط :
أولاً / الطب
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2014/10/14
ثانياً / الفيزياء
http://www.alarabiya.net/ar/last-page
ثالثاً / الكيمياء
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2014/10/14
رابعاً / الأدب
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandculture/2014
خامساً / الإقتصاد
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2014/10/141013_nobel_economy_2014
سادساً / السلام
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2014/10/141010_nobel_peace_prize_malala
سابعاً / رابط بيع ميدالية نوبل مؤخراً
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2014/12/141205_dna_nobel_prize

***

تحياتي لكم

رعد الحافظ
10 ديسمبر 2014

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 2 Comments

ما سر الحنين للخلافة العثمانية؟

erdoghan2سهى الجندي

كثيرا ما يجادل الإسلاميون بأن الدولة العثمانية كان لها الفضل في منع اليهود من الاستحكام في المنطقة واحتلال فلسطين، ولم يتمكن اليهود من احتلال فلسطين إلا بعد انهيار الحكم العثماني. لكن هذا غير صحيح فقد تمكن اليهود من التوغل في فلسطين إبان الحكم العثماني. وتقدر المصادر التاريخية بأن عدد اليهود الذين هاجروا من أوروبا الشرقية إلى فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر أي في ظل الحكم العثماني بنحو 25000 يهودي، وقد شكلت لجنة أوديسا في مدينة يافا في عام 1890 التي تولت إدارة هجرة اليهود إلى فلسطين فيما كانت الدولة العثمانية منشغلة برد الهجمات الأوروبية من الشمال.

كما أن الدولة العثمانية تهاونت في مسألة التدخل الإنجليزي والفرنسي في الشؤون الداخلية للدولة بل أنها استجابت لهما في منح الحريات للأديان الأخرى أي المسيحية واليهودية حين أصدر السلطان عبد المجيد الأول الخط الهمايونى في عام 1856.

ويجب ألا ينسى هؤلاء الذين يدافعون عن الخلافة العثمانية أنها كانت السبب في الجهل والفقر والمرض الذي كان العرب يعانون منه في ذلك الزمن، إذ أن الدولة كانت حاضرة ضمن الحدود التركية أما بقية شعوب الدولة فقد كانوا مهملين في حين كانت القصور العثمانية تعيش حياة البذخ في ظل حكم دكتاتوري وراثي. فما هي الفضائل التي تركها الحكم العثماني وما هي الفوائد التي جناها العرب من وراء الحكم العثماني؟ وإذا كان الإسلاميون يحنون إلى دولة الخلافة الإسلامية، لماذا لا يحنون إلى الدولة الصفوية كذلك فقد كانت إسلامية أيضا؟

هل كُتب على العرب أن يظلوا خاضعين للأجنبي؟ ربما يكون العرب هم الأكثر من بين شعوب العالم تعرضوا للاحتلال الأجنبي سواء كان إسلاميا أم مسيحيا. فقد خضعوا لليونانيين والرومان والفرس والمغول والسلاجقة والمماليك والأتراك والدول الغربية الاستعمارية. ألم يحن الوقت للاكتفاء بصفة العروبة والتفرغ للبناء والتنمية والأخذ بأسباب القوة؟

إن من يريد إعادة الخلافة فإنه يفتح الأبواب لغير العرب من المسلمين، كونهم أقوى وأكثر تقدما، أن يعتبروا أنفسهم أحق بحكم الشعوب العربية وجمعهم جميعا تحت راية الإسلام التي يحملها أتراك أو فرس ومن ثم يعود العرب إلى كونهم مواطنين من الدرجة الثانية كما كانوا سابقا، حيث كان الحكم إسلاميا وراثيا أحاديا وشموليا خاصا بالخليفة وشعبه وعرقه، فيما كان العرب يسبحون في بحور الجهالة وانعدام الوعي، ولم يستفيقوا إلا عندما ضاعت البلاد واستبعد أهلها. وكأنهم يقولون لن نتوحد إلا تحت راية أجنبية. وأصبح لسان الحال يقول إذا ترك العرب وحدهم فسوف يختلفون على كل شيء ويقتلوا بعضهم البعض، أو يأتي الأجنبي ليوحدهم تحت راية واحدة يكونون فيها مواطنين من الدرجة الثانية وإذا خلقوا فوضى أو معارك داخلية فإن الحاكم الأجنبي يعرف كيف يروضهم ويقلم أظافرهم. ولكن ألا يستطيعون أن ينظموا أنفسهم وأن يثقوا ببعضهم البعض، أم أنهم يخشون من الجزء الثاني من داحس والغبراء؟

المصدر ايلاف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو عناصر النصرة في قبضة داعش

صفع كفوف والجولاني شو….. مرتد… مرتد
horiifreedom

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مقطع اليوتيوب الأكثر رواجاً عربياً وعالمياً 120 مليون مشاهدة

كشف موقع التواصل الاجتماعي للفيديوهات “يوتيوب” عن أكثر مقاطع الفيديو مشاهدة خلال عام 2014 على مستوى العالم، وجاء على رأس القائمة متجاوزا حاجز 120 مليون مشاهدة منذ إطلاقه للمرة الأولى في شهر سبتمبر الماضي فيديو
Mutant Giant Spider Dog (SA Wardega)
وهو عبارة عن شاب ظريف البس كلبه زيا تنكريا لعنكبوت ضخم فتاك واضاف اكسسوارات لجثث ضحايا مضرجة بالدماء مما ارعب المارة : شاهد الفيديو

spidertrick

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

إستراتيجية البقرة‎

cowstratigyهل تعرفون من هؤلاء ؟؟ هؤلاء جنديان بريطانيان اعتقلتهم الشرطة العراقية عام 2005 عندما كانا يزرعان قنبلة في احد الأسواق المكتظة ليلا كى يفجروها في الصباح لقتل أهل الشيعة و يساهموا في إشعال الفتنة هناك .

و اعترفا خلال التحقيق معهم عن قيامهم باختطاف 34 فرد من السنة والشيعة وقتلهم و تعذيبهم ومن ثم رميهم في الشارع لاتهام المقاومة العراقية بها .
إلا أنه سرعان ما قامت القوات البريطانية باقتحام مركز الشرطة و تحرير الجنديين .
هذا فيما قالت صحيفة الشعب الصينية ( وهى صحيفة مقربة من المخابرات الصينية ) في تحقيق لها أن 60% من عمليات تفجير الأسواق و المساجد و اختطاف الناس و قتلهم قامت به المخابرات الأمريكية عبر عملائها المندسين وسط البلاد.
أيام غاندي في الهند كان كلما أجتمع الهنود على عمل سياسي…

ترسل المخابرات البريطانية جنودها بلباس مسلمين يقومون بذبح بقرة… فتندلع حروب أهلية يموت فيها الآلاف وينسون الاستعمار و الانجليز… كانوا يسمونها إستراتيجية البقرة

Posted in فكر حر | Leave a comment

طريق الجنّة أعلام سود

geoegemasouhالتقى سيد قطب، مفكّر “الأخوان المسلمين”، والثورة الإسلامية في إيران، على شيء واحد خارج المُفترق بين السنَّة والشيعة: إسقاط الحدود بين أهل “الأمة”. وكانت فكرة القومية العربية وإيديولوجية “البعث” قد قامت أيضاً على إزالة الحدود. فيما الدول التي رسمَتها اتفاقات سايكس – بيكو سُميت “أقطاراً” موقتة، لا بد أن تستعيد وحدتها ذات يوم. وفيما رفَع القوميون العرب شعارات مثل “دم – حديد – نار” انتسب البعثيون إلى فكر جديد، “الاشتراكية”، التي دخلَت شعارهم المثلّث: “وحدة – حرية – اشتراكية”. وذهبَ الفكر السوري القومي في اتجاه اجتماعي وجغرافي آخر، لكنه قام في الأساس أيضاً على إلغاء الحدود ضمن بلدان “الهلال الخصيب” وخصائص دُوَله التاريخية.

وكان العصر القومي في العالم العربي، على تنويعاته أو تناقضاته أو خصوماته، مشابهاً للحركات القومية في أوروبا، أو متأثراً بها وبمفكّريها ودُعاتها. وهكذا، كان القاسم المشترك بين الجميع، أولاً، العصبية القومية، وثانياً، إزالة الحدود. وها هي الحدود تزول في بلدان كثيرة، لكن الذي يقوم بالدور فريق معادٍ ولاغٍ لجميع الأفكار والرؤى التي قامت عليها الحركات السابقة، قومية وعلمانية.

لم تكن الحدود السورية اللبنانية جديّة في أي وقت منذ استقلال البلدين. لكن التسلّل لقتل ستة عسكريين في مكمن واحد الأسبوع الماضي، أعاد إلينا أن عدم قيام دولة بلا احترام الحدود، مأساة معجّلة ومكرّرة.

التغيير الديموغرافي يغيّر جوهر الدول في أي مكان. ويثير تدفّق اللاجئين عبر الحدود العالمية حالياً، مناخاً من العداء الإنساني، يُشابه إلى حد بعيد مناخات ما قبل الحرب العالمية الثانية. خلال زيارة لأثينا، المدينة التي أحببْت مغانيها شاباً، فوجئت بحدّتها وقتومها. والعاصمة التي كانت ترقص – ومعها العالم – على إيقاع زوربا وميكيس تيودوراكيس، تردّد الآن النشيد الذي وضَعه فاشيّو “حزب الفجر الذهبي”. وقد تلاحظ أن الفاشيين في كل مكان، يُحبون هذه التمسية مثل “الفجر الجديد” في ليبيا، على أساس أن كل ما قبلهم ليل.

يرتدي شبّان “الفجر” الثياب السوداء لإخافة أعدائهم من المهاجرين. ليس على طريقة “داعش”، ولكن تشبّهاً بالنازيين القدامى. وفيما يهاجمون باستمرار العمال القادمين من بنغلادش أو أفريقيا، يضعون على الجدران والسيارات الخرائط التي تؤكّد مُلكيات الإمبراطورية السابقة، طبعاً من دون جميع فتوحات الاسكندر. الخريطة لا تتّسع.

مثلما كان النازيون يدْعون إلى صفاء العِرق الآري، هكذا كانت إسبارطة ترمي في البحر جميع المواليد الجُدد الذين يعانون من تشوّهات. وهكذا يدعو “الفجر الذهبي” إلى جيل نقيّ اليوم. وإذا كنتَ قد لاحظت أن المتطرّفين العرب يحرصون على مظهر رياضي وصدور عريضة، فإن المظهر نفسه يجمع بين أعضاء “الفجر الذهبي” أو الحركات المشابهة في بريطانيا وفرنسا. وكما ترفض “دولة الخلافة” في العراق والشام كل دين آخر، أو سلوك آخر، أو فكر آخر، هكذا تتسم الحركات الذهبية في أوروبا بظاهرة الرفض. لا مكان للآخر.

تستولد حركات مثل “داعش” ظواهر خوف مضاد في أنحاء أوروبا. لا يمكن أن أنسى ما قاله لي وزير خارجية مارغريت تاتشر، المستر دوغلاس هيرد، في نهاية مقابلة صحافية. قلت له: ألا تعتقدون إنه يجب التعجيل في حلّ القضية الفلسطينية لئلا يصل العنف إلى شوارع أوروبا؟ قال المستر هيرد، وهو يشدّ على يدي بقبضة هائلة: “نحن نبدأ نخاف عندما يختار الأوروبيون الإرهاب”.

يبدو أن مسألة الحدود الزائلة لا تُناسب أحداً. بريطانيا تُعيد النظر في كل الفكرة الأوروبية على رغم كونها جزيرة شبه مُحصنّة. وجادّات باريس ومحطات القطار فيها لا تعرف كيف تواجه مشكلة الغجَر القادمين من رومانيا وهم يُجيدون مهنة تاريخية واحدة: الاستعطاء. والغجر المتربّعون في الشانزيليزيه، يختلفون تماماً عن أولئك الذين غنّت لهم جولييت غريكو أو شارل أزنافور. لا رومانسيات في هذه اللُجاجة البائسة على الأرصفة.

العالم الذي نحن فيه هو نتاج النظام الذي أقمناه من حولنا. الفكر القومي، على اختلافه، وضعَه مفكّرون كبار وإنسانيون، وتولاّه فاسدون وجلاوزة وقُساة. وبدل تحقيق الحلم، أو شيء منه، انتشرت الخيبات في كل حقل: في الحرب وفي السلم، وفي النمو وفي العلم، وكل شيء آخر. أخذت الأنظمة الحريّات والرفاه والكفاية والطمأنينة ولم تعطِ مقابلها سوى الخيبة والقهر والخوف.
كان واضحاً للمُدركين أن هذا ما سوف تؤول إليه حال الأمة بعد عقود من حظر الفكر وطمس الآفاق وحظر النقاش. “فالمهزومون أول من يُدرك ماذا يخبّئ لهم التاريخ”. وعندما هُزمت الدولة اللبنانية تكراراً تحت رايات مختلفة، كنا نُدرك جميعاً أن فسيفساء متفجّرة سوف تمتدّ على مدى الخريطة، التي لم يعد أحد يتذكّر مساحتها، خجلاً وحياء. خرقة بالية وأعلام كثيرة.

نعود دوماً إلى الماضي لشدة ما يذكِّرنا الحاضر بالسقوط. بعد انهيار بيزنطية، أخذ الجميع يعودون إلى كتّاب اليونان القدماء. موجة المراثي التي تلقّاها سعيد عقل لم تكن احتفاءً به بقَدَر ما كانت حُزناً على سقوط بيزنطية. يعود الناس إلى شعرائهم كلما تفقّدوا بقايا أحلامهم المتناثرة على الأرض. حزنوا على أنسي الحاج لأنه كان، بلا كلَل، الجرس المحذِّر من الرماد، والصوت الصارخ في وجه التقهقر. توقيف مطلقة البغدادي كان مَدعاة خوف وفزَع بين الناس. يخافون ألاّ يكون في طاقة الدولة تحمّل عبء القانون. ولذلك، يفضّلون، بحكم التدجين، أن تقدّم المزيد من الأضاحي لئلا تُغضب التنّين الجائع.

أصبح ذلك عادة قديمة في النفوس الفاقدة الركائز التي يستند إليها عادة الخائفون. لم تعد تعرف مما وممن تخاف، وما إذا كان المجهول أكثر فظاعة من المعلوم. يزيد خوف الخائفين أن “اللبننة” التي كان يريد سعيد عقل نشرها في العالم فكراً وهندسة، تعمّمت الآن في أكثر بلاد العرب، حروباً أهلية وحواجز هويات ومناطق فاصلة و”خطوطاً خضراً” بألوان حمراء داكنة. تتفكّك دول الوحدة الكبرى في دمشق وبغداد، فيما يتولّى أمور الحرب وقرار السلام، أمبراطوريو الماضي ما بين طهران وأنقرة. تخرج آثار سايكس وبيكو لتدخل ذكريات داريوس والسلطان سليم. ولا يتردّد رجب طيب أردوغان لحظة في تدشين “بابٌ عالٍ” جديد، أضخم من البيت الأبيض وفرساي.

يتنقّل المهزوم، مثل المَنفي، من اللامكان إلى اللامكان. تطلّع جوزف غوبلز إلى المفكّرين والإنسانيين والخائفين على ألمانيا وعلى العالم، وقال إنهم “جثث في إجازة”. هكذا نظرَت الأنظمة العربية إلى شعوبها. غلّفت الانقلاب بقناع الثورة، ووَعَدت بكرامة لا رغيف فيها ولا كفاية، وفيما قلّدت الاتحاد السوفياتي بشاربي ستالين ومنافي سيبيريا، فاتَها أن تقلّده في الصناعة ونشر العلوم وتوفير الطبابة والوظيفة وأوسع مكتبات العالم.

لم يكن قسطنطين زريق وميشال عفلق وأنطون سعادة وزكي الأرسوزي وعبد الرحمن الكواكبي وساطع الحصري وناصيف اليازجي، يفكرون بأن الحُلم العربي سوف ينكسر ما بين بغداد والشام بهذه الطريقة. أو على هذا النحو. ولم يكن أحد يعتقد أن جيش لبنان سوف يُقتل يوماً في مكمن أو يُخطف في مكمن، أو أنه سوف يُصبح رهينة أحد. أما الآن فمن نهر البارد إلى جرود عرسال يخوض حربه وحروب سواه ويقع في الغدْر والجريمة.

سقطت القسطنطينية ليس فقط بسبب مثابرة محمد الفاتح، بل بسبب النزاع بين أهل الإمبراطورية. هكذا أيضاً سقط الأندلس، أجمل تجربة عربية في الحكم. يجتاح “داعش” عواصم وحواضِر الأمويين والعباسيين، بسبب أربعين عاماً من نزاع البعثين في بغداد ودمشق. بسبب الصراع الضّحل بين الناصرية والبعث. بسبب الأنظمة التي لم تقدّم لشعوبها سوى الخيبة والهزائم والفقر والقهر. ولأن سيدة اللغات صارت سيدة العَلك. وعندما سقطت جميع المقاييس والمعايير، أطلّت “داعش” بتفاسيرها لإحياء الأمة. طريق الجنّة رايات سود.

newspaper.annahar.com/article/196598-طريق-الجنة-أعلام-سود

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

سعيد عقل: شاعر الشام

saiidaqlكان سعيد عقل طاقة أدبية وإنتاجية كبرى، ولذا، شعر أن عليه أن يملأ لبنان طوال الوقت. الصحافة كانت وسيلته لبضع سنوات، لكنه عاد فأنكرها. كتب في «لسان الحال» جريدة مسائية سريعة. ثم كتب في «السفير» العروبية التي فتحت أبوابها للأديب النقيض. غير أنه ظل من خارج الأشياء والأمور الاجتماعية. مجرد ضيف من الخارج، يكتب على هواه، دون أن يلتزم سياسة أو أسلوب المطبوعة المضيفة، سواء في «الصياد» أو في «السفير»، التي قدمت موهبته الأدبية على انتمائها القومي.

رفض سعيد عقل دوما أن يصنف طائفيا. قال في لقاء مع الدكتور كمال ديب في أوتاوا «الحياة» إنه يرتضي أي لبناني كفؤ رئيسا للجمهورية. وقال إن اثنين من ثلاثة صنعوا لبنان مسلمان، هما صائب سلام ورياض الصلح. ورفض تهمة العنصرية ضد الفلسطينيين قائلا، إنهم أصحاب قضية عادلة. لم يختلف معهم سوى في «الحرب على لبنان» التي رفض أن يسميها «حربا أهلية». وقال إن «الخونة سموها كذلك لكي يتجنبوا المحاكمة كمجرمي حرب».
في تلك الحرب وقف أيضا ضد سوريا، هو الذي كتب: / يا شام عاد الصيف متئدا.. وعاد بي الجناح
صرخ الحنين إليك بي.. ونادتني الرياح / فأنا هنا جرح الهوى.. وهناك في وطني جراح / وعليك عيني يا دمشق.. فمنك ينهمر الصباح!
كان نزار قباني لا يتردد في القول إنه طالما تأثر بسعيد عقل. لكنني لا أعتقد أن كثيرين من شعراء القرن الماضي بلغوا براعته في الصوغ الشعري. كان مزيجا نادرا من العراقة والحداثة، وبيانا مشرقا وقافية متألقة:
يا قارئ القرآن صل له.. أهلي هناك وطيب البيدا / من راكع ويداه آنستا.. أن ليس يبقى الباب موصودا / أنا أينما صلى الأنام رأت.. عيني السماء تفتحت جودا.
تلك قصيدته في مكة البادئة:
«غنيت مكة أهلها الصيدا.. والعيد يملأ اضلعي عيدا». وقد حمل صوت فيروز سعيد عقل «العروبة» إلى كل مكان في مكة والقدس والشام، الثلاثية التي رددها كارهوه ومحبوه. غير أنه ظل في حياته اليومية ملازما عشق لبنان، ولا عشقا آخر. وقد سئل مرة في برنامج زاهي وهبي، كم مرة أحب؟ فقال: «لقد أحبتني ثماني نساء». وعندما كرر زاهي السؤال، كرر هو الجواب.
عاش وحيدا إلا من زواج قصير المدة انتهى بانتحار الزوجة التي أغرم بها، كما شغفت به في شبابه نسوة كثيرات. فقد كان وسيما، طاغي الحضور، يتحدث كأنه على مسرح إغريقي في دور سقراط. وقد رأى في نفسه معلما في الأدب والفكر والتاريخ واللاهوت. وإذ حافظ على كلاسيكية الشعر، حاول أن يحمي كلاسيكية الفن، فحمل على بيكاسو، وكل من شوه ما سماه الدكتور جوزيف صايغ «أشياء الجمال عند سعيد عقل» في كتاب بهذا العنوان صدر في الستينات. ولم يحب الضعف ومظاهره ولا الاستسلام للحزن. وكان يقدر الكلمة سواء كانت كلمته أو كلمة سواه، ولذا، كان يحاسب الصحف على سعر الكلمة، لا سعر المقال.
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ليبرتي بين مطرقة المالكي وسندان العبادي

libertysiegeعلي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

حاول الكثير من الكتاب ان يلمعوا صورة رئيس الوزارء الجديد حيد العبادي في محاولة يائسة لسلخة عن توجهات حزب الدعوة العميل الذي ينفذ مشروع نظام الملالي الحاكم في إيران، وتبرئة ساحته من ولاية الفقية على إعتبار إنه من ولاية بلير وحاصل على الجنسية البريطانية، ومشبع بالحضارة الانكليزية وتقاليد وضوابط الانكليز. وفات هذا البعض حقيقة إن العراق صار جزءا من ولاية الفقيه وقاعدة لإنطلاق الثورة الإيرانية إلى دول الخليج كما عبر مؤخرا الفريق محمد علي عزيز جعفري القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني ” إن قوة إيران الدبلوماسية هي حصيلة روح الثورة الإسلامية، وقوة المقاومة والممانعة، وأن إيران استطاعت أن تظهر كقوة كبيرة مسيطرة في سوريا، والعراق، والبحرين، واليمن”. إن أي شخص يتولى الوزارة في العراق سواء العبادي او من سيخلفه لا يمكن ان يتجاوز الخطوط الحمراء التي يضعها الولي الفقيه لإدارة العراق، لأن تنصيبه أصلا يكون بموافقة الولي بغض النظر عن جنسيته. كما إن حزب الدعوة الذي يدار من قبل نظام الملالي لا يمكن ان ينتج حزبا وطنيا او قائدا عراقيا يكون ولائه للوطن العراقي، لأن هذا الأمر منافيا للخطة الخمسية المعلنة من قبل النظام الحاكم في إيران.
كانت حجة البعض بأنه لا يجوز الحكم على العبادي ولم يمض من تسلمه دفة الحكم إلا أشهر قليلة، وهي كلمة حق أريد بها باطلا، لأن الإناء ينضح بما فيه، وإناء حزب الدعوة لم ينضح سوى بالعمالة والإرهاب والفساد والنفس الطائفي المقزز. مع هذا إنسقنا مع الإتجاه العام في إنتظار ما تسفر عنه سياسة العبادي من تطورات ولا سيما في مجال الإنقياد الأعمى لنظام الملالي، ومن المؤكد بأن أفضل بوصلة يمكن بوساطتها قياس إنحرافات توجهات العبادي عن سلفه أو التوجهات الوطنية بصورة عامة هو ملف ليبرتي.
التعامل مع ملف ليبرتي يُعد واحد من أهم المعايير التي توضح مدى إنسلاخ العبادي عن رفيق دربه المالكي، وهو ملف حساس ويكتسب أهمية مميزة على كافة الصُعد. فهذا الملف ظُلم بشكل لا يصدق من قبل ثلاثة أطراف، وهي تتحمل مسؤوليته القانونية والاخلاقية.
الأول: الولايات المتحدة التي تعهدت بحماية اللاجئين، وبعدها سلمتهم الى مجزرة الحكومة العراقية بطيب خاطر، وهذا ليس غريبا عن الولايات المتحدة المعروفة بمكرها وتنصلها عن مسؤولياتها.
الثاني: الحكومة العراقية التي نفذت عمليات إرهابية ضد اللاجئين في حالة نادرة لم تحصل في تأريخ المفوضية العليا للاجئين، ولا في أي بلد في العالم يضم لاجئين من دول أخرى يحضون بالحماية الدولية، تعاديهم الحكومة بهذا الطريقة التعسفية، وتُحرض الميليشيات الإرهابية للإنتقام منهم.
الثالث: الشرعية الدولية ويجسدها ممثل الأمين العام في العراق، وقد قفت بقوة مع الإرهاب الحكومي والميليشيات التابعة لهما، وتنصلت عن شرفها الأممي فلم تتمكن من الوفاء بأبسط واجباتها تجاه اللاجئيين. إن موقف الشرعية الدولية كما هو واضح الوقوف مع من يدفع أكثر! إنها تجارة بأرواح الأبرياء.
أرسل الرادار الكردي إشارات واضحة حول تبعية حيدر العبادي لنظام الملالي يمكن إلتقاطها بسهولة، فقد ذكر النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان بأن ” العبادي لديه ميول كبيرة لإيران، قد تكون أكثر من ميول المالكي”! مضيفا ” إن إيران أصبحت مهيمنة على العراق أكثر من ذي قبل، وأصبح العراق وكأنه بلدهم”.
يا للهول! المالكي كان ومازال عبدا مطيعا لولاية الفقيه، ولا يتحرك قيد خطوة إلا بريموت الولي الفقيه، ومع هذا فالعبادي أكثر ميلا منه! ماذا تنستنج من هذا الكلام الخطير؟
ومع هذا قلنا مؤخرة الرجل لم تتكيف بعد مع كرسي المالكي لننتظر قليلا، فالرجل وعد بالكثير! وثم جاءت زيارة إيران كأول محطة للعبادي! وهذا الأمر لا يمكن إعتبارة مجرد بروتوكول عادي، بل هي رسالة ذات معالم واضحة للولايات المتحدة والدول العربية عامة ودول الخليج العربي خاصة بأن الأولوية لإيران. وإستكملها العبادي بخطوة لا حقة عبر تعيين الزعيم في ميليشا بدر محمد سالم الغبان وزيرا للداخلية، رغم الضغوط الامريكية التي لم تسفر عن شيء، وممن يسمون أنفسهم ممثلين لأهل السنة في البرلمان، والغبان كالعبادي الأول هو الوجه البديل للإرهابي العتيد هادي العامري، والثاني هو الوجه البديل للمالكي. وقد أخل العبادي بوعده بتعيين وزير كفوء ومهني للوزارات الأمنية، فخاب الرجاء، وذعن الأمريكان وممثلوا السنة (كما يدعون باطلا) لتوجيهات الولي الفقيه.
مع هذا فقد وضعنا اللاجئين في ليبرتي مقياسا لمعرفة درجة إنحرافات العبادي. لأن ملف أشرف يختلف عن بقية الملفات لعدة أسباب منها:
أولا: إنه ملف ذو طابع إنساني بحت، ولا يجوز تجييره للحسابات السياسية مهما إشتدت الضغوط على حيدر العبادي.
ثانيا: ان الملف يحظى برعاية دولية وفقا لأتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين، فهم محميون وفقا للقانون الدولي، ولأن العراق طرف في الإتفاقية فهذا يقتضي الإلتزام بالصكوك الدولية او ينسحب من الإتفاقية طالما هو غير قادر على الإلتزام بها. أما التصريحات التي أدلى بها ما يسمى بوزير حقوق الإنسان محمد مهدي البياتي بأن” عناصر منظمة خلق لا يتمتعون بصفة اللجوء وبقائهم في العراق هو امر غير قانوني”. فهذا هراء لا يصدر من راشد عاقل.
هذا الوزير الأمعي بحاجة ماسة لقراءة نصوص الإتفاقيات الخاصة باللاجئين، ولا نعرف كيف غفلت لجنة حقوق الإنسان عن إدغامه بأحدى دوراتها ليعرف مفهوم حقوق الإنسان وماهي نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والصكوك الدولية بما فيها العهدين الدوليين. هذا الأخرق يفهم النصوص بشكل معكوس، وهو أمر طبيعي لأنه من نتاج مبدأ المحاصصة الطائفية (الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب). المشكلة في هذا الوزير نكمن في انه داهية وخبير في الإرهاب لأنه من زعماء فيلق بدر الإرهابي، وهو يمارس مهنة معاكسة تماما لتخصصه.
توقع المتفائلون ـ الحمد لله لم نكن منهم ـ بأن العبادي سيكشف بعض الطلاسم الخاصة بملف ليبرتي ومنها الميليشيات الإرهابية التي قامت بالهجومات الصاروخية على مخيمي أشرف وليبرتي، أو يصدر مذكرة بإعتقال قوات حماية المعسكر الذين قاموا بالمشاركة الفعلية او التواطؤ مع الجهات الإرهابية بإرتكاب المجازر في المخيمـ سيما إنهم معروفون بالأسماء والعناوين، أو الإفراج عن اللاجئين المختطفين الذين لا يعرف مصيرهم لحد الآن في دولة القانون! والكشف أيضا عن أماكن دفن جثث اللاجئين الذين رفضت حكومة حزب الدعوة الإسلامية جدا تسليمهم الى ذويهم ليدفنوا وفقا للشرع الإسلامي وغيرها من الألغاز.
وربما المتفائلون من أصحاب الشطحات توقعوا على أقل تقدير تخفيف المعاناة عن اللاجئين في ليبرتي، وفتح ثغرات في جدار الحصار الظالم المفروض على المخيم، سيما ان العراقيين أعرف من غيرهم بويلات الحصار وأي جريمة يعني! خصوصا عندما يتعلق الحصار بالغذاء والدواء والوقود وبقية الحاجات الضرورية للحياة.
لكن كما يقال المثل” نفس الطاس ونفس الحمام”! لم تتغير سياسة العبادي عن سلفه المالكي قيد أنملة، طالما إن مصدر التوجيهات واحد وهو نظام الملالي الحاكم في طهران. إستمر الحصار الغذائي والدوائي والوقودي بشكل أعنف من السابق، ومازالت مكبرات الصوت تثرثر بصوتها العالي في باحات المخيم ليلا ونهارا وهو ما يسمى في العرف العسكري (الإزعاج الليلي) كنوع من الحرب النفسية ضد اللاجئين، سيما ضد المسنين والمرضى والأطفال.
تصوروا معكسر صغير محدود المساحة تصدح فيه (320) مكبرة صوت على مدار الساعة! تنوح نواح الغربان في دياجير الظلام! وأحسبوا مستوى الضوضاء الناجم عن هذا النواح! كل هذه الممارسات الشاذة لم تُستنكر من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق!
ماذا يريد الصنم؟ هل يريد أكثر من هذا ليتحرك؟
علما إن اللاجئين ابلغوا مراقبي اليونامي عن الممارسات الشاذة التي تمارسها شرطة حماية المخيم مرارا وتكرارا، لكن كما يقول الشاعر المتنبي” لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي”.

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

النائب الاردني الزعبي داعش النصرة والجيش السوري الحر مؤامرة صهيونية

في مقابلة تلفزيونية مؤخرا، قال النائب الأردني ” فواز الزعبي” أن ” داعش”، “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر ” تم إنشاؤهم من قبل أمريكا والصهاينة, وأن الصراعات في الشرق الأوسط كلها كانت جزءا من مؤامرة لزيادة  الإيرادات من السياحة في الغرب.

In a recent TV interview, Jordanian MP Fawaz Al-Zoabi said that ISIS, Jabhat Al-Nusra, and the Free Syrian Army were created by America and the Zionists and that the conflicts in the Middle East were all part of a conspiracy to increase tourism revenue in the West. The interview was broadcast on the Lebanese New TV on November 27,2014.
tersiandonkey

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

أسرار فيديو “قطع الرؤوس” من داعش

مؤسسات أبحاث أجرت بحثا يظهر معلومات أكثر حول الرهائن والقتلة
crosingyoungdaiish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment