العثور على حمض نووي نباتي قديم عمره 2900 سنة في طابوق آشوري
بقلم : عضيد جواد الخميسي
لقد تطورت اختبارات الحمض النووي في علم الآثار بسرعة كبيرة ، مما أدى إلى العديد من الاكتشافات الجديدة المتعلقة بالمورّثات البيولوجية لدى كل من الإنسان والحيوان والنبات في العالم القديم .
من خلال عمليات التنقيب في محافظة نينوى التي أُجريت في عام 1949 ميلادي ؛ استطاع فريق من علماء الآثار من الدنمارك والمملكة المتحدة ؛ التقاط حمض نووي نباتي قديم سليماً من نموذج طابوق طيني كان محفوظاً لدى المتحف الوطني الدنماركي منذ ذلك التاريخ .
والنموذج الطيني الذي تم تحليله في هذه الدراسة ، ومن خلال النقش الآشوري ؛ تبيّن أنه واحداً من بقايا القصر الفخم للملك الآشوري ” آشور ناصربال الثاني” (عام 883 ـ859 قبل الميلاد) وسط العاصمة الآشورية “نمرود” ( كالح) . وتلك هي المرة الأولى التي يتم فيها تحقيق مثل هذا النجاح .
وكتب مؤلفو الدراسة في ورقة بحثية نشرت في مجلة التقارير العلمية
Scientific Reports
بتاريخ 22 / 8 / 2023 ؛ التعليق التالي :
“من خلال هذا البحث حققنا اكتشافاً رائداً مفاده أن الحمض النووي القديم ؛ المحمي بشكل فعّال من التلوّث داخل كتلة من الطين، والذي تمكنّا من استخلاصه بنجاح من طابوق طيني عمره 2900 سنة” .
ثمّ أضافوا :
“نحن نشجع البحث المستقبلي في هذا الموضوع، حيث أن الآفاق العلمية لهذا النهج كبيرة ، ومن المحتمل أن تؤدي إلى فهم أعمق للحضارات القديمة والغامضة.”
عندما وصل النموذج الطيني إلى الدنمارك، كان قد انكسر إلى قطعتين أفقياً. ويعتبر الطابوق الطيني نوعاً ما قوياً ، إلا أنه عرضة للتشقق ، وعندما أُعيد فحصه عام 2020 ميلادي ؛ انكسر النصف السفلي فجأة إلى نصفين عمودياً .
في السابق ، كان مثل هذا الموقف يُنظر إليه بأنه حادث عرضي مؤسف . لكن هذه المرّة ؛ أتاح تشقق وتكسّر هذا النموذج الطيني القديم فرصة ذهبية لتوسيع حدود اختبار الحمض النووي القديم في اتجاه جديد ومتطور .
ولدراسة جميع الاحتمالات ، فقد أثار اهتمام فريق جديد من العلماء البريطانيين و الدنماركيين من ذوي الخبرة في الكيمياء والبيولوجيا وعلم الوراثة ؛ موضوع النموذج الطيني المُجزّأ حديثاً ، وذلك لمعرفة ما إذا كان من الممكن التقاط عينات الحمض النووي من الجزء الداخلي لذلك الكسر ، وأن مثل هذا الشيء لم يكن متاحاً من قبل ، إلا أن علم الوراثة قد تقدّم إلى النقطة التي بدا فيها ممكناً من الناحية النظرية . Continue reading