الضرورات السورية الراهنة

wisamsaraفايز سارة

لا يحتاج إلى تأكيد، قول إن القضية السورية تمر بمرحلة شديدة التعقيد، بسبب ما أحاط بها من تطورات وتدخلات في الأعوام الخمسة الماضية. ويتضاعف هذا التعقيد مع انعقاد مؤتمر جنيف3 في ظل حقائق أساسية من بينها حدوث تغيير في التوافق الدولي على أسس حل القضية السورية بنقل هذا التوافق من جنيف1 وتوابعه ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2118 القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات إلى أوراق فيينا والقرار الدولي 2254 حول تشكيل حكومة ذات مصداقية، فيما تسعى أطراف منخرطة ومعنية بالقضية السورية لتهميش المعارضة ممثلة بمؤتمر الرياض والهيئة العليا للتفاوض التي انتخبتها، والسعي إلى إيجاد بدائل لها فيما لو رفضت المشاركة أو الاستجابة لإملاءات بعض الأطراف، وهو ما يترافق مع مساعٍ حثيثة لخلق وقائع على أرض الصراع في الداخل السوري، هدفها إضعاف المعارضة سواء في شقها السياسي والمدني أو في الشق العسكري عبر تكريس الحصار على مناطق واسعة خارجة عن سيطرة النظام وحلفائه من جهة، وتصعيد الهجمات الجوية والأرضية على التشكيلات المسلحة وحواضن المعارضة المدنية لإعادة السيطرة عليها.

وسط هذه التطورات الخطيرة، تبدو الحاجة السورية ملحة لخلق ظروف وشروط أفضل من جانب المعارضة وغالبية السوريين للقضية السورية، تتجاوز ما تفرضه التحديات الراهنة من نتائج، ولعل التعبير الأبرز من جانب المعارضة وعموم السوريين في مواجهة هذه التحديات، كان انعقاد مؤتمر الرياض بمشاركة طيف واسع من المعارضة السياسية والعسكرية والشخصيات المستقلة، وفيه تم الاتفاق على نقطتين أساسيتين؛ إصدار بيان سياسي يتضمن التوافقات الأساسية للمعارضة، وقيام الهيئة بتشكيل وفد للمفاوضات مع النظام حول الحل السياسي في سوريا، وقد أحيط مؤتمر الرياض بموجة من التأييد السوري لمؤتمر الرياض ومخرجاته، مما أعطى زخمًا أقوى للمعارضة، جعلها أقدر في طرح رؤيتها حول المشاركة في مؤتمر جنيف3.

ولخصت المعارضة من خلال الهيئة العليا للمفاوضات رؤيتها للمشاركة في المؤتمر في نقطتين أساسيتين؛ أولاهما تأكيد الفصل بين الإنساني والسياسي في القضية السورية، بإخراج الموضوعات الإنسانية من دائرة التفاوض مع النظام أو غيره في أي مستوى كان، وباعتبار ما يتصل بها إجراءات واجبة التنفيذ، أما في الموضوع السياسي، فقد تضمنت الرؤية حق المعارضة في تشكيل وفدها على نحو ما هو حال النظام في تشكيل وفده دون أي تدخلات أو فرضيات إقليمية أو دولية، كما تضمنت ضرورة تأكيد أن مؤتمر جنيف3، يمثل حيزًا للمفاوضات بين المعارضة والنظام هدفها الوصول إلى حل سياسي، وليس مجرد مكان لإجراء مباحثات أو نقاشات حول القضية بغض النظر عن الأطراف التي تشارك فيه، وما يمكن أن تطرحه من موضوعات، والنقطة الثالثة في الجانب السياسي من رؤية المعارضة، هو تأكيد المرجعية الدولية للحل الشامل المنصوص عنه في بيان جنيف 2012 والقرار 2118 عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات، تأخذ سوريا إلى نظام ديمقراطي، يكون بديلاً لنظام الاستبداد والقتل، وليس عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية، سيكون من نتائج تشكيلها، تكريس وجود النظام ورئيسه رغم كل ما ارتكبه من جرائم بحق السوريين.

ومما لا شك فيه، أن هذه الرؤية تصطدم بموقف النظام وحلفائه المشاركين في المجموعة الدولية، بل إن بعضًا منها، لا يجد قبولاً أو دعمًا من جانب قوى إقليمية ودولية، تركز على تداعيات الأحداث السورية وخصوصًا في ملفي الإرهاب والهجرة، أكثر مما تركز على الأحداث بما فيها عمليات حصار المدنيين، التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها «جرائم حرب»، الأمر الذي يعني أن أولى ضرورات المرحلة السورية الراهنة، تكمن في تثبيت رؤية المعارضة حول العملية السياسية، ليس فقط لأنها تعالج القضية بصورة جوهرية، بل لأنها أيضًا تعالج في الوقت نفسه تداعياتها في وقف هجرة ولجوء السوريين إلى بلدان أخرى، وتحاصر الإرهاب، وتعزز الحرب عليه وصولاً إلى القضاء عليه.

الأمر الثاني في الضرورات السورية الراهنة، يكمن في تعزيز وحدة المعارضة، وتطوير مؤسساتها وأساليب عملها، وتعزيز علاقاتها في الداخل السوري وفي المهجر مع القوى المدنية والسياسية ومع الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإعلامية لضمان مشاركتها القصوى في المعركة من أجل الحل السياسي ومستقبل سوريا باعتبارها وطنًا لكل السوريين. ولا ينفصل في هذا الجانب عمل المعارضة عن عملها وتفاعلها مع تشكيلات المعارضة المسلحة لدعم صمود الأخيرة في مواجهة النظام وحلفائه بما فيه العدوان الروسي، وتقوية توجه تلك التشكيلات للسير باتجاه الحل السياسي في سوريا.

والأمر الثالث في الضرورات السورية الراهنة، سعي المعارضة إلى تقوية علاقاتها الخارجية مع المجتمع الدولي ورأيه العام بعد التدهور الشديد الذي أصاب تلك العلاقات في السنوات الأخيرة، مما يتطلب إعادة تقييم تلك العلاقات بعواملها الإيجابية والسلبية، ورسم استراتيجية جديدة في العلاقة مع المنظمات الدولية والقوى الدولية والإقليمية من أجل كسب تأييدها ودعمها لقضية السوريين ومستقبل سوريا في إطار الجماعة الدولية الساعية إلى الحرية والسلام ومحاربة الإرهاب.

ومما لا شك فيه أن التعامل مع ضرورات المرحلة الراهنة، لا يقتصر على جهود المعارضة، وإن كان على الأخيرة أن تلعب دورًا نشطًا وفاعلاً في ذلك، بل يتطلب جهد كل السوريين بجماعاتهم وشخصياتهم، ليس لأن المهمات كثيرة ومتشعبة، وتحتاج إلى إمكانيات وطاقات، لا تستطيع المعارضة توفيرها بشكل منفرد، إنما لأن المعارضة تحتاج إلى دعم ومساندة أوسع طيف من السوريين حاليًا وفي المستقبل أيضًا.

*نقلاً عن صحيفة “الشرق الأوسط”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

التدخل البري السعودي في سوريا

rashedتصريح مثير للمتحدث والمستشار العسكري لوزير الدفاع، العميد أحمد عسيري، عن استعداد الرياض للقتال في سوريا برًا أثار الكثير من التساؤلات، فهل هو تبدل في السياسة الخارجية؟ ولماذا نقاتل في أرض بعيدة؟ ولماذا نقاتل مع التحالف الدولي؟ وإذا كانت هناك الرغبة فلماذا لا نقاتل نظام الأسد الأكثر إجرامًا؟

القتال برًا في سوريا يبدو أنه توجه جديد، كونها المرة الأولى التي يطرح فيها الحديث بمبادرة من الجانب السعودي، وبشكل صريح، أن هناك استعدادًا للمشاركة في الحرب البرية لمقاتلة تنظيم داعش في سوريا. في السابق، كانت هناك إيماءات عن استعداد السعودية للمشاركة دون تحديد طبيعة المهام. لكن القتال في سوريا قائم، فالسعودية منذ العام الماضي عضو في التحالف الدولي الذي يقاتل جوًا التنظيمات الإرهابية في سوريا.

أما لماذا القتال ضمن التحالف الدولي؟ فمن بين الأسباب، قانوني. على السعودية إما أن تحصل على موافقة من نظام الأسد في سوريا، كما تفعل روسيا اليوم، وهو أمر مستحيل أن تطلبه الرياض ومستبعد أن توافق عليه دمشق، أو تأذن به الأمم المتحدة، كما يحدث حاليًا في اليمن، حيث تحارب القوات السعودية بموافقة من مجلس الأمن. لهذا يمنحها التحالف الدولي الغطاء الشرعي، ويمثل منظومة متكاملة من ثلاث عشرة دولة.
أما ما الذي يهم السعودية حتى تقاتل «داعش» في سوريا، فإنها مثل الكثير من الدول، تعرف أن التنظيم سيستهدفها في مرحلة لاحقة. ويعتقد أن الكثير من السعوديين المغرر بهم، بالمئات، يقاتلون هناك، وقد حاول بعضهم العودة وتنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية. كما أن أدبيات «داعش» صريحة في معاداة السعودية واستهدافها، كما كانت تفعل «القاعدة» من قبل.

والسؤال الأكثر إحراجًا، لماذا نحارب «داعش» ونترك نظام الأسد الذي ارتكب أكبر جرائم قتل وتدمير في تاريخ المنطقة؟ أولاً السعودية ليست دولة مجاورة لسوريا، بل يفصلها عنها العراق والأردن. وثانيًا، لا تستطيع القتال هناك دون تفويض دولي وإلا اعتبر عملاً عدوانيًا، وله تبعات خطيرة. هذه تركيا حاليًا ومنذ فترة تقاتل «داعش» داخل العراق وسوريا، لكنها لا تقاتل النظام السوري رغم غضبها منه منذ بداية الأزمة قبل خمس سنوات. ولتركيا أطول حدود مع سوريا، وتملك واحدًا من أكبر جيوش العالم، سبعمائة ألف جندي محترف، ويصل إلى مليون فرد مع احتساب الاحتياط، ومع هذا تركيا ملتزمة بالقوانين الدولية، فلا تتدخل عسكريًا.

مقاتلة «داعش»، عمل سياسي لا عسكري فقط. ستلغي ذريعة الروس والإيرانيين التي جعلوها لهم حجة لتدمير المعارضة السورية الوطنية، التي لا علاقة لها بالجماعات المتطرفة والمقاتلين الأجانب، بل إن إضعاف «داعش» بالقضاء على معظم مقاتليه، سيعزز وضع المقاومة السورية التي طالما استهدفها المتطرفون وقوات نظام الأسد وحلفاؤه، كما نرى الوضع في محافظة درعا جنوبًا، حيث ينشط حلفاء النظام السوري في ضرب «الجيش الحر» تحت أكذوبة أنهم تنظيمات متطرفة.

وعند وضع تصريح العميد عسيري في إطاره، يبدو واضحًا أن السعودية مستعدة للدخول إلى سوريا بشرطين؛ توفر إرادة دولية، وضمن منظومة عسكرية كبيرة.

*نقلاً عن صحيفة “الشرق الأوسط”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هكذا يحول داعش الأطفال إلى جلادين

هكذا يحول داعش الأطفال إلى جلادين
childrenisisicamp

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

هذه أسعار الأطفال والنساء في أسواق داعش

هذه أسعار الأطفال والنساء في أسواق داعش
womenslaves

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

تعرف على قصة الحمار الديموقراطي والفيل الجمهوري

تعرف على قصة الحمار الديموقراطي والفيل الجمهوري
donkeyekephant

Posted in فكر حر | Leave a comment

أمراء الكورد البوتانيين في طور عبدين

kurdcemetryطور عبدين ، منطقة جبلية تقع في ما بين النهرين في الشمال الشـرقي لمدينة ماردين ، متوسطة الارتفاع ، كثيرة القرى ، والجانب المطل على المنطقة المعروفة قديما بـ ” باعربايا ” أو (المنطقة العربية ) يعرف بـ ” جبل ازلا ” وقد سمّاه الاغريق “ماسيوس ” .
ان الجغرافيين العرب يصفون طور عبدين أمثال ابي القاسم ابن خرداذبة 848 م حين يقول : ,,ان منطقة بيث ريشا وبيث محلم ( المحلمية ) هي كورة في ديار ربيعة,, وابو القاسم ابن حوقل البغدادي 970 م يقول : ,,ان طور عبدين هو أكبر من جميع الرساتيق المحيطة بمدينة دارا,, . وياقوت الرومي المتوفى سنة 1222م يقول : ,,انه المنطقة المحاذية لمدينة نصيبين ، وفيه الجبل المطل عليها ، والمتصل بجبل جودي ، وهو عماد الكورة كلها ,, .
وان جبل طور عبدين يتوسط بين جزيرة ابن عمر ، وماردين ونصيبين ، وآمد ( ديار بكر ) وسعرت .

ان سكان هذا الجبل الأصليين هم من الآراميين ، وكانـوا يقطنون جبل “ماسيوس ” والمعروف اليوم بجبل ” قره جه طاغ ” وقد حاربهم شلمناصر الأول الملك الاشوري ( 1276 – 1256 ق.م ) واحتلّ مدنهم وهدّم حصونهم وكانوا قبائل وافخاذاً كثيرة ضاربة بين أنهار دجلة والبليخ والفرات .
ويذكر في أخبار الملوك الآشوريين الواردة في الكتابات المسمارية المكتشفة في أنقاض مدنهم ، ان الملك الاشوري هود ناواري ( نيراري ) الثاني ( 911 ــ 889 ق.م) ابن الملك اشوردان ( 922 – 910 ق.م ) حارب آراميي طور عبدين مرات كثيرة .
وان هذه المنطقة جميلة جدا ، وهواؤها نقي صحي ، الا ان ماءها قليل ما خلا القسم القريب من دجلة والذي بنيت فيه مدينة دارا وقرية كفرجوسى ، أما الباقي فانه يعتمد على مياه الأمطار التي يخزنها السكان في جبوب ضيقة .

اما كيفية تسميته بطور عبدين ، كما ورد في قصة الكفاني ما يأتي :
(عندما جاء الفرس سنة 604 م، وطردوا الاغريق من دارا ونصيبين وأطرافهما , واستولوا على شرقي الفرات، ونزح المسيحيون المقيمون في منطقة طور عبدين ( طور ابدين ) والتحقوا بالرومان الذين اسكنوهم في ناحية تعرف باسم ( دار الروم ) , وبعدها عادوا ملوك الاغريق لهذه المنطقة لينتقموا من الفرس وآشور ونينوى وبانوهدرا ( منطقة زاخو ) وباجرمي ( اربيل) وبيت سلوخ ( كركوك ) وغيرها , وقاموا بسبي اعدادا كثيرة من الزرادشتيين والوثنيين وأسكنوهم في هذه المنطقة حدودها من جبل ازلا الى ارزون ، ومن قرية فنك الى حصن الصور وماردين . وعندما استقروا في هذه المنطقة , سمّي هذا الجبل بجبل العبيد ، لانهم جيء بهم للعبودية والرق , فاتخذ الجبل اسمه من اسم ( العبودية ) وهكذا سمي بـ ( جبل ابدين ) او ( جبل عبدين ) (طور عبدين ) من أيام الملك يوستنيان ) .
ولم يرد في القصة عن تاريخ عودة الاغريق الى المنطقة ثانية وتحريرها من ايدي الفرس .

كان الامراء الكورد البوتانيين( البختيين ) يحكمون الجزيرة الشمالية ، وكل المنطقة المسماة (بهتان او بوتان) واولهم هو الامير عبد العزيز نحو سنة 1300 م ، وآخرهم عز الدين شير الرابع ومسّور( مسعود) بك الثاني ولدي سيف الدين بك الثاني اللذان قبضا عليهما سنة 1855 م وسيقا الى القسطنطينية كما كان قد سيق قبلهما ابن عم ابيهما بدر خان بك بن محمد الثاني
.
حكم الجزيرة و طور عبدين سبعة وثلاثين اميرا من هؤلاء الامراء الاكراد من سنة 1300م الى سنة 1855م أي خمسمئة وخمسين سنة . اما الذين خلفوا الدمار وسببوا القتل والنهب والظلم في طور عبدين فهم:
شرف الثاني 1505 – 1513م وشمدين (شمس الدين) 1711 – 1714 م وبدرخان 1833 – 1846م وعز الدين شير واخوه مسّور (مسعود) 1854 – 1855م .

يذكر كتاب (الشرفنامة) ان اول هؤلاء الامراء هو عبد العزيز والد سيف الدين . واورد اسماء واحد وعشرين اميرا ومملوكا الى عهد الامير شرف بن خان عبدال الذي عاش في نهاية القرن السادس عشر .
اما بقية الاسماء جمعت من المصادر السريانية وصبح الاعشى للقلقشندي الكاتب المصري .

كان في طـور عبدين ثلاثة حصون هي : حصن الهيثم ، وحصن كيفا ( الحصن الحجري ) والقلعة الجديدة. وفي سنة 684 م أُقيم حصن جديد لكي يلجأ اليه سكان المنطقة في الأوقات العصيبة والحروب التي تنشب بين الرومان والفرس .
في سنة 1185 م اشتعلت الحرب التي اثارها الاتراك ، واستمرت ثماني سنوات ، وهم يعيثون في مناطق كثيرة تخريبا وتدميرا كأرمينيا وبلاد أشور ، وما بين النهرين وسوريا وقفدوقيا (كبدوكيا) وسبب ذلك ان الاكراد البوتانيين كانوا يهاجمون الاتراك ويقتلون منهم اعداد كبيرة وهم يقطنون في مناطق سوريا الجنوبية . وقتل الاتراك نحو مئتي رجل من الاكراد في المناطق المتاخمة لحدود ماردين ، فثار البوتانيون لينتقموا من الاتراك . تمركز الجيش الكردي عند منطقة نصيبين وطور عبدين بزهاء ثلاثين ألف مقاتل كردي بوتاني ، والجيش التركي تمركز في منطقة الخابور ، وعند التقاء القوتين بحرب طاحنة انهزم الاكراد شر هزيمة ، فاعملوا فيهم السيف وحصلت مجزرة لم ينجوا منها أحد .

كتب المؤرخ الاكليركي الرهاوي في مجلده الثاني الفصل 14 عن قضية ظهور الامام المهدي :
(( في هذا الزمان وفي عهد الخليفة المأمون ، اعتقد الاكراد الذين كانوا مستولين على الحصن (حصن كيفا) ان الامام المهدي قد ظهر ، فاجتمعت جموع غفيرة من الناس ، من كورد وفرس وعرب ووثنيين الى رجل ادعى انه المهدي ، ولكن معظم هؤلاء كانت غايتهم الاولى السلب والنهب والسبي والدمار، وجعل (المهدي) مقره في الجبال الكردية الحصينة . وشرع مع اتباعه هجومه على المدن والقرى ، هدما وسلبا ، وتخريبا ، فدمر بازبدي (منطقة آزخ) وطور عبدين ، حتى سكرت الحراب من شرب الدماء ، وكان لايعرف الرحمة ، حتى خشى بأسه المأمون بالذات . ولما كان المهدي واتباعه ينشرون الموت والذعر والتخريب في طور عبدين ودير قرتمين والقرى المحيطة به ، هاجمهم الحسن أمير هذه المنطقة ، ورأى ما اقترفوه بحق المسيحيين والرهبان بصورة أخص . وكان هذا الحاكم رحوما برعاياه وشجاعا ، وهكذا باغتهم مباغتة خاطفة ، فانهزم الاكراد شر هزيمة وهرب المهدي المزعوم الى منطقة اسحق بن اشوط حيث ذُبح وفُصل رأسه عن جسده )) .

وفي سنة 1432 م استولى البوتانيون على قلعة هيثم ، وفي سنة 1433 م ، هاجم السلطان حمزة بن عرتمان التركي منطقة هيثم ، وساق في السبي جميع سكان باسبرينا وأسكنهم في منطقة ماردين حتى تصالح الولاة فافتدوا بني باسبرينا بمبالغ ضخمة من المال واسترجعوهم من حكم حمزة ، وذهب وزير الحصن وأتى بالفلاحين الى القرية .
وفي سنة 1462 م استولى الامير التركي الأعور ابن خليل مولى حسن بك الطويل على قلعة هيثم ، وطرد منها الامير احمد بن نطفة الضرير ، وجمع اليه عصابات كثيرة من الاكراد ، ومن الجارودية والمحلمية ، وامرهم ان يعيثوا في الارض فسادا ، سلباً ونهباً وتقتيلاً ، وان يقتلوا الامير أحمد الأعور المتحصّن يومئذ في القلعة . اما خليل المشار اليه كان قد استولى على مدينة شروان ، وكان في صبيحة كل يوم يهاجم صاحب قلعة هيثم ، ويسبي ويقتل من الاكراد أتباع الضرير . وكان المتحصنون في قلعة هيثم ايضاً يخرجون ويهجمون على المسيحيين بالقتل والسرقة والسلب . وارسل ابن نطفة لصوصاً على باسبرينا فقتلوا فيها ثلاثة رجال وسبوا كثيرين ، وأسّروهم في القلعة وباعوا كل واحد منهم بمبلغ كبير من المال . اما صاحب حصن هيثم فانه ثار على الحصنيين والاتراك ، واستولى على كميات كبيرة من مخزونهم من الحنطة والشعير والعسل والزبيب والاغطية في القلعة ، وقطع الاتراك له وعدا بالا يسيئوا اليه ، وتنازلوا له عن قلعة هيثم بعد ان تكبّدت المنطقة خسائر كثيرة بالأرواح والممتلكات.

ان الشاه صفوي اسماعيل عندما نزل في مدينة كوي ، حضر لديه الامير شرف الثاني صاحب بدليس ، وبرفقته احد عشر اميرا وحاكما كرديا . منهم الملك خليل الايوبي صاحب حصن كيفا ، والشاه علي البختي ( البوتاني) حاكم الجزيرة . وبعد ان اكرمهم وقلّدهم ، عاد فسجن الامير شرف والملك خليل ، واصطحبهم الى خرسان ، وذلك بمسعى من محمد خان حاكم مدينة آمد ، وكان ذلك حوالي سنة 1499م وهرب الامير شرف الدين ووصل بدليس ، وبعد ثلاث سنوات فر ايضا الملك خليل الايوبي وعاد الى حصن كيفا 1502م . وفي سنة 1505 اتفق والامير شرف الثاني البختي صاحب الجزيرة ، يالهجوم على طور عبدين ، مما تسبب بدمار المدينة من جراء ذلك.

وفي سنة 1515م هاجم السلطان العثماني سليم الاول ، مدينة ديار بكر ، بشخص قائده محمد باشا ، وتمرد خليل صاحب حصن سعرت على الشاه اسماعيل بقصد اخلال ملكه . ووصل الشيخ ادريس البدليس الكردي الى حصن كيفا ، وعقد اتفاقاَ مع محمد باشا القائد التركي ، طبقا للاوامر الصادرة من السلطان سليم للشيخ ادريس ، وضما اليها خليل صاحب الحصن . وزحف الثلاثة متحالفين بجيوشهم على ديار بكر ثم ماردين ودنيسر (قوج حصار) . وبعد حرب دامت سنة كاملة احتل العثمانيون قلاع ماردين وحصن كيفا واورفا (الرها) والرقة والموصل سنة 1516م .
واعاد شرف الدين الى خليل صاحب حصن سعرت الذي قتل شر قتلة منطقة حصن كيف ، بعد ان انتزعها من الحاكم البختي ، واخذ عوضا عنها من صاحب الحصن (خليل) ، منطقة ارزون ، واعادها الى صاحبها الامير محمد بك الصاصوني .

ذكر شرف خان في كتابه ان بدر بك الثاني بن شاه علي بك الذي حكم من سنة 1514م الى سنة 1568م او اكثر ، وعاش خمسا وتسعين سنة . اعاد اليه السلطان التركي امارة الجزيرة ما خلا طور عبدين ومنطقة قلعة هيثم ولما توفي اخوه ناصر بك استعاد طور عبدين وهيثم كما كان سابقا ، وخلفه ابنه محمد الاول وقتل سنة 1578م .
عند موت ناصر رغب ابنه خان عبدال بجميع ملكه بما فيه طور عبدين وهيثم وعليه قصد السلطان سليم الثاني في الاستانة (1566 – 1574م) ومنعه رئيس وزراء السلطان من مقابلته، فطرده وبعد ذلك قتله والذين معه بامر السلطان .. وكانت منطقة هيثم ، ومعظم سكانها مسيحيون غنية جدا بالمحاصيل الزراعية والمنتوجات الحيوانية، وكانت تلبي حاجات امراء الجزيرة بكل مايحتاجونه ، والقبيلة الكردية التي كانت تقطنها هي قبيلة جلكي وهي من القبائل المسيحية.

ولما كان بعض الامراء البوتانيين قد عقدوا معاهدة صداقة مع محمد باشا حاكم راوندوز وكبدوا القرى المحيطة بطور عبدين اهوالا لا بد من المرور ببعض اخبار هذا الحاكم وكما يلي:
كان محمد باشا الكردي 1808م، والمعروف بالامير كور اميرا على راوندوز وهو من الامراء المعروفين بـ (سوران) الذين اولهم عيسى وآخرهم رسول وهو ابن مصطفى بك الكريم العين ولذلك يسمى بـ (كور) أي الاعمى . كان قويا جدا وصارما متوحشا .
وكان مركز حكمه راوندوز المدينة الكردية الواقعة على مسيرة خمسة ايام شرقي الموصل بين كردستان التركية وكردستان الايرانية وكان فيها يومئذ زهاء ثمانمئة دار وتتبعها زهاء مئتي وثمانين قرية . ورأس ( محمد باشا ) قبائل كردية كثيرة حوالي سنة 1820 م .
وفي سنة 1831م استولى على منطقة حديابين ، واربيل ، وكويسنجق، والى السليمانية .
وفي سنة 1832 م استولى على قرى اشور وهاجم قرية حطارة ( الشيخان) وقتل من القوش مئة واثنين وسبعين رجلا ما عدا النساء والاطفال وقتل علي بك امير الأزيدية . وفي سنة 1833م استولى على الزيبار وعقرة ، وفي السنة التالية استولى على العمادية ، ونصب أخاه رسول حاكما عليها .
لجأ اليه الاميران البوتانيان سيف الدين ، وبدرخان فعقد معهما معاهدة صداقة وزحفوا سوية على مدينة الجزيرة ومنطقة بهتان (بوتان) وقتلوا في بازبدي (آزخ) مئتي رجل وقسسا وشمامسة كثيرين، وسبوا النساء والاطفال في مطلع تشرين الاول سنة 1834م، وكبدوا الأزيدية في شرق الموصل خسائر كبيرة وقتلوا اعدادا هائلة منهم .
وفي سنة 1836م كسرت شوكته وغلب في معركة قائداها علي باشا قادما من بغداد ورشيد باشا القادم من القسطنطينية واسر وسيق مكبلا الى العاصمة . وقتل سنة 1837 م .
وفي سنة 1855م ، اتفق عز الدين شير ومسّور(مسعود) بك من الجزيرة , وزحفا على الجبال الكردية الشمالية , حتى وصلا الى سعرت , وقتلا حاجي محمد الحاكم وتسعة آخرين , كما قتلا محمد بك في كربوران وبلغت اخبارهما امير بلجة وسكان شروان , وفتاح بك حاكم منطقة غرزان . فاتحدوا جميعا بعد الاتفاق وقاموا بحملة عسكرية كبيرة ، وقابلوا الغزاة في معركة حامية الوطيس استمرت ثلاثة ايام وثلاث ليال سقط فيها من الجانبين مئات القتلى والجرحى , الا ان عز الدين هزمهم جميعا فارسلوا السعاة الى قسطنطينة مستنجدين . استنفرت اسطنبول قواها العسكرية ، وسارت جيوشها الضخمة وكبحوا جماح عز الدين ومسّور بمعركة ضارية وكسروا شوكتهما وفرقوا جيوشهما واقتادوهما اسرى الى القسطنطينية ونفذ بهما حكم الاعدام ، وبذلك انتهت حقبة الكورد البوتانيين في طور عبدين .

في سنة 1926 شق عصا الطاعة على الاتراك زعيم كردي في خضم اعقاب حملة الابادة الجماعية للارمن والسريان ( سيفو ) وتداعياتها، وفي طريقه اكتسح الاديرة والابرشيات والقرى الصغيرة وعاث فسادا في انحاء طور عبدين . ولما هزمه الجيش التركي وولى الادبار ، ضرب الجيش التركي نفس الاديار والكنائس والقرى بحجة تصفية جيوب المهاجمين من الاكراد، وقُتل من قُتل وهرب من هرب الى سنجار والموصل .

بعد هذه الويلات والاهوال والمحن والحروب الطاحنة، تفشى الوباء في كافة انحاء طور عبدين . فمات الكثيرون من فضلات السيوف . وممن مات في الوباء، ولم ينج من هذه الكوارث الا القلائل .
زحف ملوك وحكام قساة ودمروا الجبل ، فقتلوا الكهنة والاعيان وسفكوا دماء الابرياء العزل وحولوها انهارا، وبثوا الرعب والخوف في النفوس وألبوا الالوف منهم ليقتلوا وينهبوا ويسبوا ويدمروا كل ما على الجبل ….وفي سنة 1955 اعيد تجديد بناء المدينة وترميم اديرتها وكنائسها وابرشياتها وبعض المناطق العمرانية …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هرمز أبونا ــ آشوريون وكورد وعثمانيون ــ نيويورك ــ 2008 .
أ. كوهرت ــ طور عبدين . الشعوب الاصلية ــ لندن ــ 1995 .
أفرام برصوم ــ تاريخ طور عبدين ــ ترجمة متي موسى ــ سبتمبر ــ 2008 .
هارفي مورس ــ لا للاصدقاء بل للجبال ــ جامعة اوكسفورد ــ 1993 .
ديفيد ماكدويل ــ تاريخ الكورد الحديث ــ واشنطن ــ 2004 .
والتر سكوت ــ القبائل الكوردية العثمانية ــ لندن ــ 2008 .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (88) إنهاء الانتفاضة بين الاحتواء المرن والحسم الخشن

mostafalidawiتمخر الانتفاضة الفلسطينية عباب شهرها الخامس وهي على حالها من القوة والعنفوان، والحيوية والنشاط، لا يعتريها الضعف، ولا يسيطر عليها اليأس، ولا تعيش الإحباط، بل يسكنها الأمل، ويحركها اليقين، وتثبتها الثقة في الله على الطريق، فتمضي قدماً ولا تتعثر، وتسير ولا تتأخر، وتُبتلى فلا تسقط، وتُمتحن فلا تفشل، وتقدم الشهداء ولا تحزن، وتضحي بزهرة شبابها ولا تبخل، فغايتها عظيمة، وآمالها كبيرة، وتطلعاتها عالية، وأهدافها عزيزة، وهي تريد أن تحقق بانتفاضتها إنجازاً، تنتزعه بالقوة، وترغم العدو عليه عنوةً، فما أقدم الفلسطينيون على انتفاضتهم إلا ليعودوا منها بكسب، ويخرجوا منها بنصرٍ، وهذا الذي كان في الأولى والثانية، وهو ما يجب أن يكون في الثالثة، وإن تغيرت الظروف وتبدلت، فهي علينا وعلى العدو تتبدل، ولكنها دوماً تتغير لصالح هذه الأمة ومستقبل الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه.

يشعر العدو الإسرائيلي بهذا اليقين ويلمس هذه الثقة، ولا يستطيع أن ينكر وجودها أو ينفي مفاعيلها، بل إنه يعاني منها، ويعترف بها ولا يستخف بأثرها، إذ يرى أن الفلسطينيين يسكنهم الأمل، ويعمر قلوبهم اليقين، وأنهم مع كل يومٍ جديدٍ يكونون فيه أكثر عزماً وأشد قوة، وأنه لن يتمكن منهم رغم عنفه الكبير وبطشه الشديد وسياسته العسكرية القاسية.

بل إن أقطاباً إسرائيلية كبيرة، وقادةً عسكريين كثر يرون عقم سياسة القوة وفشلها، وعجز القبضة الحديدية وضعفها، وأنها تؤدي إلى نتائج عكسية، وتتسبب في رداتِ فعلٍ قاسية، فهي تزيد في عنف الانتفاضة، وكأنها تزود النار المشتعلة بحطبٍ جديدٍ ووقودٍ آخر، يذكي نيرانها، ويزيد في أوارها، ويجعل ألسنة لهبها تحرق الإسرائيليين وتخرب اقتصادهم، وتتلف إنتاجهم، وتعرضهم لمستقبلٍ غامضٍ كانوا في غنىً عنه.

يتسابق الإسرائيليون فيما بينهم في البحث عن السبيل المؤدي إلى خلاصهم، والمنقذ لهم من أزمتهم، فكان العسكريون أسرعهم تفكيراً وتصرفاً، عندما انتهجوا العنف واستخدموا السلاح والقوة المفرطة في التعامل مع جيل الانتفاضة الشاب المتقد حماسة والملتهب عنفواناً، والذي لا يعرف معنىً للخوف أو الرهبة، ولا يجزعه السجن ولا يحد من عزمه ما فيه من أهوال، وما يتخلله من تعذيب وتنكيل، ومع ذلك فقد سادت على مدى الأشهر الماضية النظرية العسكرية، أو مفهوم القوة، في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية في سبيل إنهائها ووضع حدٍ لها، لكن المهمة فشلت، والجهود خابت، والانتفاضة استمرت وقويت، واشتدت وانتشرت، وتوسعت وامتدت، وزادت خسائر العدو المادية والبشرية، وتضررت سمعتهم واهتزت ثقتهم بأنفسهم.

أما الآخرون الناعمون الماكرون، الذين يتلطفون في كلامهم، ويحسنون انتقاء مفرداتهم، ويحرصون على استخدام مفردات التعايش والتفاهم، فإنهم أصحاب مدرسةٍ أرسى قواعدها ثعلبهم الأول شيمعون بيرس، الذين يرون أن القوة ليس الوسيلة المثلى لإنهاء الانتفاضة، وليست السبيل المجدي لإقناع الفلسطينيين بالتخلي عنها، بل إنها أفضل وصفةٍ لزيادة مستوى العنف بين الطرفين، ورفع درجة التحريض والتعبئة بينهما، فهذه القوة التي سبقت إليها الحكومة والجيش برأيهم، هي التي تسعر الانتفاضة وتعطيها عمراً أطول ومدىً أوسع.

فقد صرح الجنرال الإسرائيلي أيال بن رؤوبين منتقداً السياسة العسكرية التي يمارسها يعلون ورئيس حكومته نتنياهو “لا يوجد حل عسكري لانتفاضة السكاكين، ويصعب مواجهة هذه الانتفاضة، والحل هو سياسي فقط”، ولهذا فإن فريقاً من هذه المدرسة التي تضم عسكريين وسياسيين، وإعلاميين وباحثين، يرون وجوب انتهاج سياسة أخرى، واعتماد سبيلاً آخر، يطلقون عليه اسم سياسة الاحتواء، ولا تكون القوة أساساً فيه، ولا طاغيةً عليه، وإن كانت ضرورية ولازمة في كثيرٍ من المواقف، لكنها يجب أن تكون تالية لجهودٍ أخرى.

يرى هذا الفريق ضرورة الاستعانة بالسلطة الفلسطينية والتعاون معها، فهي أقدر على التعامل مع شعبها منهم، وهي لا تلقى ردات الفعل العنيفة التي يتعرض لها الجيش والمستوطنون، ولكن التعاون مع السلطة يلزمه مرونة سياسية، ومكاسب تحصل عليها من الجانب الإسرائيلي، الذي ينبغي عليه أن يقدم تنازلاً مما استعاده منهم، مما كان لها وتحت سيطرتها بموجب مختلف الاتفاقيات التي وقعها معها.

كما يدعو هذا الفريق إلى ضرورة التعاون مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، إذ أنهما يستطيعان من خلال المساعدات والمنح التي يقدمونها، وكذلك من خلال المشاريع الاقتصادية والإنسانية التي يقترحونها، إشغال الفلسطينيين بها، ولفت أنظارهم عن الانتفاضة، أو على الأقل عزل نشطائها، ومحاصرة فعالياتها، والتضييق عليهم، ولكن هذا الأمر لا يتحقق دون تسهيلاتٍ حقيقيةٍ تقدمها الحكومة إلى السلطة الفلسطينية وإلى الدول الراغبة في تقديم المساعدة، ذلك أن الشروط والعقبات التي تضعها الحكومة أمام تنفيذ هذه المشاريع، من شأنها أن يمنع دول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، وهم محل ثقة الفلسطينيين وأملهم، من القيام بمشاريع اقتصادية وحيوية حقيقية، تشغل الفلسطينيين وتصرفهم عن انتفاضتهم.

إنه حلمٌ يراود العدو الإسرائيلي، حكومةً وأمناً وجيشاً، ويتمنون أن يتحقق بسرعة، وألا يطول أكثر مخافة أن يتحول إلى كابوسٍ مزعج، وهو أن تنتهي الانتفاضة، وأن تتوقف فعالياتها وتتعطل أنشطتها، وأن يعود الهدوء إلى المناطق الفلسطينية، وأن تتوقف أعمال الطعن والدهس والقنص وغيرها، وأن تعود الثقة إلى المستوطنين الإسرائيليين، كي يشعروا بالأمان إذا خرجوا من بيوتهم، أو كانوا في مراكز عملهم، فلا يجدون أنفسهم مضطرين إلى البقاء في بيوتهم، أو مغادرة مناطقهم هرباً إلى أماكن أخرى يظنونها آمنة وبعيدة عن متناول النشطاء الفلسطينيين، فقد فقدوا الثقة في حكومة كيانهم وجيشه، وباتوا يرون أنفسهم في مواجهة كوابيس الموت ذبحاً أو دهساً، وهو قتلٌ بشعٌ ومخيفٌ، ويثير في النفس رهبةً، وفي القلب رعباً يصعب نسيانه مع الأيام أو تجاوزه مع مرور الزمن، ولو كان حلماً أو خيالاً، فضلاً عن أن يصبح حقيقةً لا احتمالاً.

بيروت في 6/2/2016

Posted in فكر حر | Leave a comment

صوروني وانا ادعي وأصلي ، انشروها بالإعلام بارك الله فيكم ، خلوهم يعرفون نفاقي وريائي!

malkiprayingصوروني وانا ادعي وأصلي ، انشروها بالإعلام بارك الله فيكم ، خلوهم يعرفون نفاقي وريائي!

لو صلى المالكي خمسين مرة باليوم واغتسل خمسين ايضاً،سيظل نجساً وسيبقى المالكي هو القائد المجرم ومن أثار الفتنة الطائفية بالعراق ومُحرّكها الأوّل، وهو الذي رسم خارطة العراق المذهبية اذ لم يكن رئيساً بل كان مندوب ايران بالعراق يتحرك وفق تعاليم سادته هناك، المالكي صنعته معامل إيران وقذفته بالساحه العراقيّة ليشعل أكبر فتنة طائفية سنية شيعية بالقرن الواحد والعشرين.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

ان كان من آية قرآنية تحرم التبني فأتوني بها

maghikhozamطلب من الاخوة المسلمين و شيوخ و رجال الدين الاسلامي على وجه الحصر كي ننهي معضلة ‫#‏التبني‬
هل يمكن لأحدكم ان يعطينا الآية القرآنية التي حرمت التبني ؟ المشكلة ليست بسيطة فنحن امام كارثة من الاف الاطفال الذين فقدوا ذويهم بالحرب ، و كلنا يعرف الحياة القاسية في مراكز الايتام و الايواء ، كفالة اليتيم لن تعوضه عن حنان الام و حضن العائلة ، اليتيم بحاجة لاسم و كنية من عائلة ليتربى بين ابنائهم كواحد منهم دون ان يشعر انه لقيط .
من الممكن المحافظة على اسمه و نسبه الحقيقي في سجلات الدولة خوفاً من اختلاط الانساب مستقبلاً ولكن من الضرورة ان يحمل اسم العائلة التي تربيه و يرث منها كولد من اولادها .
ان كان من آية قرآنية تحرم التبني فأتوني بها و ان لم يكن من آية صريحة تحرمه فاذاً علمائكم و شيوخكم فصلوا تشريعاً على هواهم و لكثرة من يتبعونهم عالعمياني لم تجرؤ الدول على مخالفة الشريعة الظالمة التي فصلها رجال لم يعاصروا النبي محمد و اجتهدوا بحسب مصالحهم .
لا اريد احاديث جاءت بعد النبي محمد ب 200 عام ، ان كان القرآن بوصلتكم فلنعتمد على ما ذُكر في القرآن فقط .

نزكي لكم قراءة ليش مسموح التشرد والاغتصاب تحت اسم زواج القُصَّر وممنوع التبني ؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

توقف المفاوضات في جنيف

opposition delegationرياض نعسان أغا

لم أكن متفائلاً بأن تجد المعارضة السورية حلاً سياسياً مقبولاً في جنيف، فالنظام الذي استدعى الاحتلالين الإيراني والروسي ليدمرا سوريا ويقتلا شعبها ويشردا إثني عشر مليون مواطن، لن يقبل بأي حل سياسي يزعزع بقاءه مستبداً يحتكر السلطة ويقبض أرواح شعبه.

وكنا في الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكلت بعد مؤتمر الرياض قد استجبنا لدعوة الدول الداعمة لإيجاد حل سياسي للقضية السورية، وقد مثل المؤتمر أوسع شرائح المعارضة وضم إليه لأول مرة فصائل ثورية تمثل «الجيش الحر»، وأعلن المعارضون جميعاً سياسيين وعسكريين أنهم يقبلون بالحل السياسي ضمن خريطة الطريق التي رسمها قرار مجلس الأمن 2254 وقد نص القرار على ضرورة التمهيد للمفاوضات عبر مرحلة حسن النوايا وبناء الثقة وحدد ما ينبغي عمله قبل التفاوض بأنه «الوقف الفوري لقصف المدنيين، وإنهاء الحصار على المواقع المحاصرة التي يتعرض سكانها للموت جوعاً والسماح بإيصال المساعدات الغذائية والدوائية إليها، وإطلاق سراح المعتقلين ولاسيما النساء والأطفال». وعلى رغم ما تعرضت له هيئة التفاوض من محاولات إرغامها على تجاهل تنفيذ هذه الالتزامات التي حددها قرار مجلس الأمن وترحيل الحديث فيها إلى مرحلة التفاوض، فإن الهيئة أصرت على ألا تبدأ المفاوضات قبل الوفاء بهذه المرحلة التي نصت عليها البنود 12 و13 من القرار، وقد أرسلت إلى المبعوث الدولي رسالة تحمل هذا الإصرار فجاء جواب «ديمستورا»، مؤكداً حق المعارضة بمطالبها الإنسانية واعتبرها فوق التفاوض. ولكن تعنت النظام ورفضه للتنفيذ مع نصائح من بعض الدول الداعمة بإهمال الملف الإنساني، جعل هيئة التفاوض تستشعر عدم جدية المفاوضات، فالعاجزون عن إدخال مواد غذائية للمناطق المحاصرة وإنقاذ آلاف الأطفال والمسنين من الموت جوعاً سيكونون أكثر عجزاً حين يأتي الحديث عن هيئة حكم انتقالية! ولكن أصدقاءنا سرعان ما تدخلوا قبل أن تعلن الهيئة انسحابها ما لم تنفذ دول مجلس الأمن قرارها، وقدم جون كيري تعهداً بأن يتم تنفيذ ذلك مع الذهاب إلى جنيف، وكذلك فعل عدد من وزراء خارجية الدول الصديقة، وشجعوا المعارضة على الذهاب، وقلنا حسناً نذهب، ليرى العالم كله جديتنا في الإقدام على الحل السياسي، ولنختبر الإرادة الدولية ونكشف زيف سلوك النظام وإصراره على الحل العسكري.

وقد انتظرنا في جنيف أياماً بدأ خلالها التباحث مع «ديمستورا» حول آليات تنفيذ مرحلة ما قبل التفاوض، ولكن تصريحات وفد النظام جاءت ساخرة ومستهزئة بالعملية السياسية كلها، حيث أعلن رئيس الوفد أن لديهم في النظام «قرآناً غير قرآن المسلمين»! وأن سورة «الفاتحة» تقول «لا تفاوض»! وقد منح «آيته» إمعاناً في السخرية حين قال بعدها «صدق الله العظيم»!.. وقد كان هذا الاستخفاف بآيات القرآن الكريم والاعتداء على مشاعر المسلمين لتأكيد رفض التفاوض، كافياً لكي نفهم استحالة قبول النظام بشيء من قرار مجلس الأمن.. وبتنا نشعر بأن المجتمع الدولي يقف عاجزاً عن تنفيذ وعوده والوفاء بالتزاماته، على رغم ما نجده من سفرائه ووزرائه من تعاطف وإقرار بمشروعية مطالبنا، وبكونها مطالب قرار مجلس الأمن ذاته.

وقد كانت الجلسة الختامية مع «ديمستورا» أمس الأول مكاشفة صريحة وشفافة عبر فيها المبعوث الدولي عن عجزه أمام رفض النظام تنفيذ المطالب الإنسانية، وكان تصعيد الهجمات الروسية على المدن والقرى الروسية بمثابة الرد على مطالب الشعب السوري، ففي حين نطلب إنهاء الحصار على مضايا والمعضمية وداريا والغوطة ودير الزور وسواها من المناطق يبدأ الروس بحصار حلب، ودرعا، وتتصاعد أعداد الموتى من المدنيين تحت الأنقاض، ويكفي أن نذكر أن روسيا نفذت 215 طلعة جوية لقصف حلب وريفها في يوم واحد.

وأمام هذا الإعلان عن العجز الدولي والرضوخ العالمي للغطرسة الروسية كان لابد من أن نعلن وقف المفاوضات، وقد طلب «ديمستورا» ألا نعلن انسحاباً كي لا تقتل العملية السياسية، وقال إنه سيرفع الأمر إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن وسيدعو المجموعة الدولية الداعمة لاجتماع يعرض فيه ما حدث.

لقد تعرضت سوريا لعدد ضخم من الغزوات الخارجية كان أخطرها في تاريخنا الغزو المغولي والغزو الصليبي، ولم تتمكن تلك القوى العظمى من قهر إرادة الشعب، وأتوقع أن تبدأ مرحلة جديدة هي الكفاح الشعبي المسلح للتخلص من الاحتلالين الإيراني والروسي، ومن طغيان حكومة الديكتاتورية والاستبداد.

*نقلاً عن “الاتحاد” الإماراتية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment