كثير من النساء ترى في أنفسهن “عورة” حتى وهن يرتدين المايوه

ثلاث نساء مسلمات محجبات يقدن طائرة من بروناي الى السعودية البلد التي تمنع بها المرأة من قيادة السيارة ويا لسخرية القدر

ثلاث نساء مسلمات محجبات يقدن طائرة من بروناي الى السعودية البلد التي تمنع بها المرأة من قيادة السيارة ويا لسخرية القدر

Assil Zaben

لنفهم شيئا مهما: ليس اللباس هو من يحدد ذكاء الشخص وقوة شخصيته وقدرته على الإنجاز. وهذه مغالطة يقع فيها الليبراليون المتطرفون. فأن أرفض الحجاب لا يعني أن أقلل من شأن وأهمية من ترتديه. فالعقل يتنفس حتى من تحت الأغطية. وهنا تكمن معجزته. والفئة المقابلة تقع في مغالطة اعتبار ارتداء الحجاب حرية شخصية دون أن يكون نقيضه حرية شخصية. قد ترى الكثير من النساء في أنفسهن “عورة” حتى وهن يرتدين المايوه. نحن بحاجة لكل ما تنتجه العقول. وليقرر كل منا ما سيفعله بلباسه ومظهره-شريطة أن يكون نتيجة اختيار حر- ونقرر معه سوية ما سنقدمه لإصلاح واقعنا ونبذ التطرف. الإصلاح لا يبدأ بالقشور.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

داعية سعودي افلام رسوم متحركة سبونج بوب خطرة البنت قوية والصبي ضعيف لميوعة أولادنا

داعية سعودي الشيخ نبيل العوضي افلام رسوم متحركة غربية ” سبونج بوب” المنتشرة في العالم خطيرة لاظهارها البنت قوية والصبي ضعيف  من اجل التأثير على اطفالنا وجعلهم يميلون للميوعة

Gorillagirl-showing-mid

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

الحياة تدب في لوحات فان جوخ

في هذا الفيلم تتحرك لوحات فان جوخ كما لو أن الحياة قد دبت فيها. كل لقطة من الفيلم مكونة من لوحات زيتية.
يأتي الفيلم في ذكرى مولد فان كوخ ليصور لمحة عن قصة حياته والغموض الذي يكتنف ظروف موته. الفيلم إسمه
Loving Vincent
وهو انتاج تعاوني بين بريطانيا وبولندا. ويوصف الفيلم على أنه أول فيلم مكون من رسمات زيتية.my van gogh mulberry tree in Crayola

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

حقل ازدكان بين العراق وإيران

rashedالشرق الاوسط اللندنية

كانت إحدى محطات التلفزيون الإيرانية هي التي أذاعت توقيع الحكومة اتفاقًا سريًا مع شركة «توتال» لتطوير حقل حدودي مشترك مع العراق يعتبر من أكبر المواقع البترولية في المنطقة، بطاقة ثلث مليون برميل يوميًا. وليس مستغربًا أن تستعجل الحكومة الإيرانية عقود البترول، لأنه الحافز الأساسي وراء الاتفاق مع الغرب، بعد أن فشلت في تطوير قدراتها البترولية على مدى ثلاثين عامًا. فالنفط وراء المصالحة مع الغرب والاقتتال مع العرب. إنما المقلق في استعجالها تركيزها على المناطق المتنازع عليها، أو المشتركة، مثل هذا الحقل المشترك مع العراق، وما يزيده ريبة أن الاتفاق سيتضمن بنودًا سرية.

والحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات قامت نتيجة نزاع حدودي معظمه على مناطق البترول، والدافع لا يزال هو نفسه؛ الرغبة في السيطرة على المناطق الغنية بالنفط من قبل إيران التي تستثمر الكثير من أجل أن تحكم نفوذها على بغداد. ومنذ أن بدأ فك الأقفال عن قفصها، سارعت الحكومة في طهران إلى توقيع العديد من العقود مع الشركات لتطوير قدراتها التنقيبية والإنتاجية البترولية، بما في ذلك في المناطق الكردية من الجانب الإيراني، وحقول مشتركة في مياه الخليج مع بعض دول مجلس التعاون، وتظل أهم الاتفاقات وأكبرها تلك التي تقع على الحدود مع العراق، مثل حقل ازدكان الجنوبي الذي نقل من اليابانيين إلى الفرنسيين.

ومن الطبيعي أن تثار تساؤلات متشككة حول قدرة الحكومة العراقية على تمثيل مصالح بلادها العليا وحمايتها، في مسائل حيوية، مثل الحدود والمياه والبترول، في ظل عجزها. وأحد أسباب فشل حكومة العبادي، إيران نفسها، التي تعزز مكانة القوى السياسية والميليشيات العراقية المعارضة، والحليفة لها، على حساب السلطة المركزية!

ومع ضعف الحكومة في بغداد، وغياب دور البرلمان هناك، وسيطرة الإيرانيين على ميليشيات الحشد الشعبي التي تنافس الجيش في العراق، فإن إيران لا تبدو مهتمة كثيرًا بالرأي العراقي ولا حتى بالرأي العالمي.

وعندما توقع إيران اتفاقًا مع شركة غربية، وتشترط إبقاء بعض بنوده سرية في منطقة مشتركة مع العراق، فإنه من الطبيعي أن تظهر الشكوك والتساؤلات؛ لماذا لا تعتمد الشفافية من أجل دحض التشكيك الذي رافق إعلان الاتفاقات النفطية، بما فيها الأخير مع شركة «توتال»، خصوصًا أن هناك تغولاً من قبل السلطات الإيرانية داخل الحدود العراقية، وتحويلاً لمياه الأنهر، مما أثار غضب السكان العراقيين المحليين الذين يعيشون على الزراعة هناك؟

بسبب تمادي النظام الإيراني في إضعاف العراق، ومحاولة الهيمنة على قراراته ومقدراته، تقريبًا كما كان يفعل النظام السوري في لبنان على مدى ثلاثة عقود، أتوقع أن يؤدي في وقت لاحق إلى ظهور قوى رافضة لهيمنة الجار، تحيي الخلاف والعداء. إيران تشعر بأنها انتصرت في المعركة الإقليمية فقط لأن الغرب رفع عنها العقوبات مقابل تراجعها عن برنامجها النووي، وهذا يفسر سعارها وقتالها في العراق وسوريا وتحريضها في اليمن. لكن العراق دولة كبيرة، لن يكون سهلاً على طهران ابتلاعه، كما فعلت سوريا في لبنان.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

صالح مسلم: إذا حررنا الرقة لن نسمح للجيش السوري بدخولها

صالح مسلم: إذا حررنا الرقة لن نسمح للجيش السوري بدخولها
salehmosalem

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

التانغو الأخير في بوينس أيرس

obamtangoسمير عطا الله

فيما كانت صور أوروبا الغارقة في الدماء والرعب تملأ العالم، تداخلت فيها صورة من بلاد التانغو: باراك أوباما يراقص امرأة من بوينس أيرس على انغام الكومبارسيتا (شاهده هنا: فيديو تمايل أوباما مع راقصة التانغو الأرجنتينية يثير العالم المكلوم بضحايا بروكسل ) . وكان يقال إن الفارق بين التانغو والمصارعة الحرة هو أن بعض “المسكات” ممنوعة في المصارعة الحرة.
ذهب أوباما إلى جولته اللاتينية فيما كانت الدنيا تعيد وتكرر دراسة مبادئه ورؤيته السياسية لأحوال – وليس لأهوال – هذا العالم. ولا بد أن الذين جمعوا بين صورة التانغو وصورة المرأة التي عراها انفجار مطار بروكسيل، تذكروا الحكمة التي اطلقها في حديثه المتسلسل إلى “أتلانتيك مانثلي”: يُقتل من الناس في اميركا زحطاً في المغاطس أكثر مما يُقتل منهم على أيدي الإرهاب.
جبّار، يا سيد التاريخ المقارن، وقلبٌ مليء بالعطف. ذات مرة قتل الإرهابيون في أسوان نحو 15 سائحاً وسائحة ألمانياً. وأقدم ثلاثة منهم على بقر بطون السائحات، ثم اغتصابهن. ونددت الصحافة الأميركية بالجريمة، فدافع وزير السياحة المصري يومها عن الاوضاع قائلاً، إن أضعاف ذلك العدد يُقتلون في حروب المافيات في اميركا. أدب مقارن.
يقول روجر بويز في “التايمس”: “لم يقضم شيء من مكانة الولايات المتحدة مثل غرور هذا الرئيس”.
سوف تكون صورة الراقصة شبه العارية بارزة في “الالبوم” الذي يجمعه أوباما. وبعد عاميه الأولين، صار لدي اقتناع بأن الرجل سوف يكتفي بإصدار كتب اخرى تدر الثروة على العائلة، مليئة بالصور التذكارية لأنه لم يتبلغ بعد، ومن الصعب أن يبلغه أحد، أنه اصبح رئيساً للولايات المتحدة، الكرسي الذي بدأ باعداده له أبراهام لينكولن.
الحديث الذي أدلى به إلى “أتلانتك” هو حديث مقاه، لا بيت ابيض. يستخف بالرؤساء الذين سبقوه، يهمل مبدأ العلمانية لكي يتدخل بين السنة والشيعة، ناسياً أن “نظرية المؤامرة” تتهم أميركا بتغذية الصراع بين هؤلاء وأولئك. وإذ يعرض مبدأه في صيغة صبيانية مجردة، يقرر أن يلغي الشرق الأوسط برمّته من الخريطة: لنذهب إلى آسيا لأن الأمور شديدة التعقيد هنا.
يدافع أوباما في مبدئه عن الاشياء التي لم يحققها. ويفعل ذلك مثل أي طفل، أو مثل أي أقليّ أخفق في مسؤوليته. فالخطأ ليس خطأه، بل دائماً هناك سياسي آخر يتحمل الذنب. فالحرب الليبية كانت “مسرحية غائطية” يتحمل وزرها تائه يدعى ديفيد كاميرون، أو بهلوان يدعى نيكولا ساركوزي. فقط في الموضوع السوري يُقر بشيء من التقصير. لكن الحالم الأسمر الذي راهن عليه العرب ومعظم العالم في أن يحقق معادلة ما للقضية الفلسطينية، لا يقول لنا اطلاقاً كيف انتهى به الأمر ألى هذا الإخفاق. فقط يكرر التأكيد أن سلامة اسرائيل مسألة اخلاقية عند الرئاسة الاميركية، مندفعاً في الهرب من الحل، بل عازماً على الهرب من منطقة الشرق الأوسط برمّتها. ومن يقرأ “مبادىء” الرؤساء السابقين، يذهله ان هذا الاتجاه يعكس، أو ينقض، جميع الالتزامات الماضية التي كانت ترى في المنطقة جزءاً من أمن الولايات المتحدة نفسها، ومن الأمن العالمي بصورة عامة. وبدل أن يواجه أوباما الفشل الاميركي على جميع المستويات الشرق الاوسطية، يفعل ما يفعله المراهقون: يقرر ترك المنطقة إلى الأبد.
إلى أين يريد الذهاب من هنا؟ إلى آسيا؟ وأي سعادة أسعد من آسيا؟ خذ كوريا الجنوبية. خذ سنغافورة. خذ ماليزيا. بل إذا شئت خذ تايوان المحتقرة ومضرب المثل في خِطب لبنان. إنها الاقتصاد الخامس عشر في العالم من 170 دولة. تُصدّر إلى الآخرين كل سنة 360 مليار دولار مقابل سبعة للبنان، ومعدل البطالة فيها 2%. أما عندنا فتطلّع حولك. لكنها مضرب مثل في بلاد الحكايات والزبالات والامثال، على كل حال.
الأفضل أن نعود إلى أوباما الذي يترك الرئاسة الاميركية وهو بعد في الرابعة والخمسين، لنسأل تكراراً لمن يريد أن يترك الشرق الأوسط؟ سلم الرجل المنكفىء موقع أميركا إلى الروسي المندفع في كل مكان. واحد لا يرى مبرراً لاستمرار التفوق الاميركي لأنه باهظ التكاليف، وواحد يريد استعادة مجد الاتحاد السوفياتي، مرسلاً دباباته إلى القرم، مقسماً أوكرانيا، ملعلعاً في القوقاز، مطارداً الشيشانيين إلى سوريا، حيث قامت مقاتلاته باوسع عرض عسكري لها منذ الحرب.
إذ يرسل أوباما مبررات التخلي عن الشرق الأوسط، يخرج من النص مرة أخرى، رجل يسيء استخدام التعابير. إنه يدعو إلى أن “تتقاسم” السعودية وايران هذه البقعة البركانية. لم يستخدم أحد هذا المصطلح على ما أذكر. حتماً ليس على مستوى الرؤساء ورجال الدول. أو بالاحرى ليس منذ المسيو بيكو والسير سايكس، اللذين نحتفي بمئويتهما هذه السنة. لقد اعتدنا خرائطهما (إلا طبعاً فلسطين)، والآن يريدنا بوتين واوباما أن نعتاد شيئاً آخر. الاميركي الرسمي يقول إن سوريا لن تعود كما كانت، والروسي الرسمي يتحدث عن الفيديرالية كأنها الترياق الآتي من العراق. يا له من نموذج جهنمي، ذلك الذي قام بين النهرين.
تحيِّر المطالعة المطولة في “أتلانتك مانثلي” في أمر الرجل أوباما. فهو أول رئيس “يعاتب” منتقديه. وقد أبلغه أحد أعضاء الكونغرس ان ملك الأردن عبدالله الثاني ينتقد سياساته، فما أن التقاه بعد ذلك في مؤتمر عالمي، حتى انتحى به جانباً ليسأله هل صحيح ما نُقل إليه. طبعاُ نفى الملك ذلك، وتمت المصالحة فوراً. وهو اول رئيس “يقرِّع” العالم العربي ويؤنبه ويعتبره مجرد بئر نفطية لم يعد لها حاجة في الاستراتيجية الاميركية. ثمة خفة شديدة في هذا المسلك نحو التاريخ. رئيس الولايات المتحدة يردد ما يقوله ويعرفه جميع الناس، وهو ان بلاده سوف تكون بعد حين في غنى عن النفط العربي. حسناً، ماذا يحدث؟ إذن لا حاجة بها للمنطقة، أو العلاقات الخاصة التي دامت أكثر من 80 عاماً. هذا كلام يقوله محلل سياسي أو نفطي، لكن لا يعلنه رئيس دولة. فإذا لم تعد هناك مصلحة لأميركا مع العرب، فليس لها مصلحة ايضاً في معاداتهم، ولا في معاداة سواهم. ولعله يلاحظ بعد ولايتين في البيت الأبيض، أن المسافات الوجودية بين العالم قد ضاقت كثيراً، وان أوروبا مهددة، وأن مواجهة الارهاب المنتشر في كل مكان، من افريقيا إلى آسيا إلى أوروبا، لم تعد مهمة دولة واحدة، بل صارت مهمة كونية لا مفر منها، لأن طبيعة الحرب الحالية لا سابقة لها. فالاميركيون يقولون مثلاً إن 22 الف داعشي قتلوا، في حين لم يعلن عن اعتقال سوى واحد. حرب لا معتقلون فيها ولا شهود.
عندما وصل باراك حسين أوباما إلى البيت الأبيض، كان هناك تفاؤل عالمي بأن ثمة مرحلة كونية على وشك أن تبدأ. فالعالم الذي يمكِّن ابن كيني مسلم من الرئاسة الاميركية، قد وضع خلفه ذلك العالم الأليم المليء بالعنصريات والصدامات الهمجية والحروب المجانية والاعتداءات والمظالم والغطرسة والاستقواء ورفع رايات الجهل والقتل. وربما كان في ذلك الأمل بعض المبالغة في التفاؤل. غير أن التحول كان مذهلاً الى درجة أن الناس رفضت الأخذ بمنطق المحدوديات. هوذا دون كيخوته شاب في أعلى قمم السياسة العالمية، يرى الطواحين من فوق، لا من تحت، وسيفه من حديد، لا من خشب. لكن شيئاً واحداً لم تحسب الناس حسابه، هو أن دون كيخوته الجديد اختار سيف دون كيخوته الأصيل. وقف “بسيف خشبي امام الطواحين مهدداً باللا شيء”.
في الداخل الاميركي استنسخ أوباما احلام دون كيخوته الصعبة: العدالة للايتام والأرامل. الضمان الصحي للفقراء. العناية والمساواة للأقليات. ولكن حتى في هذا المشروع الطوباوي وجد الباب إلى التاريخ ضيقاً. حاصره الكونغرس كما حاصر من قبل “الغرباء على واشنطن”، واختلف مع معظم مساعديه، بدءاً بهيلاري كلينتون. أما جون كيري، فكان أكثر طاقة على التحمل.
“مبدأ” الرئيس مطالعة صبيانية في أحوال العالم و “حالة الاتحاد”. رجل هاو، أو متدرب، لا يتردد في استخدام التعابير الشديدة الابتذال في وثيقة تاريخية يختتم بها عهده.
ما هي خلاصة العهد وما هو جوهر “المبدأ”؟. إن الحق على جميع الآخرين. الاوروبيون والعرب والمسلمون، بل حتى، اجهزته الخاصة التي اخفقت في اعطائه الصورة الحقيقية عن “داعش”، اكبر خطر دولي في عالم اليوم. هذه “نهاية اللعبة” كما يقول المثل الاميركي. دخلها أوباما شاباً وخرج منها مراهقاً. والعالم من حوله يتمزق. والناخب يشتهي دونالد ترامب. وتانغو في عيون الحاسدين.

نقلا عن “النهار”

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

أقدم كنيسة في الإمارات وأصول التسامح!

turkildekhilتركي الدخيل

عندما وقف الإنجليزي بيتر هايلير على مسرح الفائزين بجائزة أبوظبي، في العام 2013، كان قد أمضى في دولة الإمارات نحواً من أربعين عاماً، مستنفذاً فيها شغفه بالآثار، ممارساً فيها الصحافة والعمل في المجالات الثقافية والنفطية. غير أن ليلة من ليالي بيتر خلال أربعين عاماً قضاها في الإمارات كانت الأصعب، ولم تستطع عيناه أن تغمض للنوم جفناً!

في العام 1992، كان برفقة المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في جزيرة صير بني ياس، حيث كان الشيخ زايد، كعادته، يقود فريقاً لتنمية الجزيرة التي يعود تاريخ سكناها لآلاف السنوات.

لقد اكتشف بيتر ضمن فريق أن في الجزيرة التي جاء بهم إليها رئيس الإمارات كنيسة يعود تاريخها للقرن السابع الميلادي، وبلغ عمرها 1400 سنة، كيف سيتقبل قائد أمة مسلمة كشفاً أثرياً لكنيسة؟! لا بد أن هذا خبر قد يعكر مزاجه؟ ربما يحرجه أمام شعبه؟! هل أخبره؟ هل يبقى الأمر في طي الكتمان؟ كانت هذه الهواجس تمور في ذهن الرجل موراً!

في اليوم التالي، سأله الشيخ زايد، ما سر القلق والإرهاق على وجهك، فتشجع وقال: إننا اكتشفنا بوادر تدل على وجود دير مسيحي، فما كان من الشيخ زايد إلا أن شجعه. وقال: ما الذي يمنع أن يكون أجدادنا الأولون مسيحيون قبل الإسلام؟! وأعطى توجيهاته بالحفاظ على المكان واحترامه والعناية به.

كانت الرؤية واضحة في ذهن الشيخ زايد، فالثقافات تتابع، وتتنوع، وافتراض القطيعة بينها وهمي، يتبناه المتشددون في كل ثقافة. وهو ما يؤكد أن للتسامح في الإمارات أسساً واضحة لا طفرات وقتية.

لقد استوعبت الإمارات نماذج من التسامح عبر التاريخ. يأتي تحويل ذلك التاريخ إلى عملٍ مؤسسي ليساهم في جعل التسامح مثل الماء والهواء، أمراً يومياً، بدهية من البدهيات. اطلعت على دراستين، إحداهما لفاطمة الصايغ والأخرى لعمر الحمادي، فيهما نماذج كبرى وعديدة ترصد تاريخ التسامح في الإمارات منذ عقود مضت.

على سبيل المثال رجل الأعمال الهندي فيجاي باتيا يروي أن الشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي (1958-1990) كان يزورهم في مناسبة أعيادهم الدينية، وكان يأكل مما يأكلونه، كما كان الشيخ راشد يعطي المعلومات لطهاته بإعداد الوجبات الهندية النباتية لهؤلاء الهنود عندما يزورونه في بيته. هذا الأمر يعكس تقبل الشيخ راشد والحكام -آنذاك- مبدأ الاختلاف الديني وتشجيعه أتباعه على تقبل مبدأ الاختلاف مع الآخر.

وبناء على هذا الامتداد، فقد حظيت الإمارات بتقدير دولي نظير رعايتها العيش المشترك والتلاقي بين مئتي جنسية من كل الديانات والملل، ففي سبتمبر (أيلول) 2007 أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديره للإمارات؛ لتسهيلها إنشاء كنيسة أرثوذكسية تخدم الجالية الروسية بالإمارات. وفي أبريل (نيسان) 2007 استقبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، البابا شنودة الثالث، بمناسبة افتتاح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أبوظبي.

إضافة إلى أن قانون تجريم الكراهية في الإمارات يعد سبقاً تشريعياً عالمياً ضد كل ما يحيط بالدولة ومنطقة الخليج والوطن العربي من مخططات وتحديات ومساعٍ لتأجيج أشكال التمييز كافة؛ ونبذ خطاب الكراهية وتحريم التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة؛

ذلك جزء من أنموذج التسامح الإماراتي الذي لم يغادر ساسته، فضلاً عن المجتمع المتسامح بفطرته.

وترسم الإمارات النموذج المتسامح على الطريقة التي وصل إليها في منطقة ابتكاره وتشكّله في أوروبا، إذ كانت الأزمة متشابهة؛ يحدثنا عن قصة هذا الصراع، محمد أركون: «لم يكن العقل الديني المسيحي في أوروبا، في إبان القرون الوسطى، مختلفاً عن العقل الديني الإسلامي عند العرب في الفترة نفسها؛ فقد كان كلاهما عقلاً دوغمائياً يرى نفسه وحده صاحب الحقيقة ويرى الآخر، أيَّ آخر، من الضالين، بل كان هذا يصدق حتى على أصحاب المذهب الواحد ضمن أي دين من الدينين.

وقد انطلق العقل التنويري الأوروبي في معركته ضد العقل الديني الدوغمائي من حيث انطلق نظيره في العالم العربي، أي بمحاولة «إحلال الميتافيريقا العقلانية – المركزية محل المركزية اللاهوتية الدوغمائية للعقل الديني» التي شغلته مفاهيمها واهتماماتها زمناً طويلاً، غير أنه تمكن في خاتمة المطاف من زعزعة السلطة الكهنوتية العليا للمسيحية «وفرض محلها قطيعة حاسمة بين سلطة الكنيسة والذروة البشرية المتمثلة بالسيادة الشعبية أو حق التصويت العام للشعب». وهكذا فقدت القوانين كل صفة قدسية، وأصبحت قابلة للتعديل والتطوير بحسب الظروف والحاجات».

فضاء التسامح الممتد في الإمارات، لعله ينتج عدوى لدى الدول العربية الأخرى، لصناعة مجتمعٍ يتجاوز الثنائيات والقناعات المغلقة (الدوغمائيات) والتصفيات الرمزية والجسدية.

نقلا عن “البيان”

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | 1 Comment

ويسألونك عن طائفية الحكومة!

ALI_Kashقال الشّعبيّ” تعايش الناس زماناً بالدّين حتى ذهب الدّين، وتعايشوا بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثمّ تعايشوا بالحياء حتى ذهب الحياء، ثمّ تعايشوا بالرّغبة والرهبة، وسيتعايشون بالجهالة زماناً طويلاً”.
بلا أدنى شك تعتبر الضوابط العسكرية من أهم مظاهر الحياة العسكرية، والضبط العسكري واحد من أهم مميزات الجيوش المتقدمة والذي يتمثل بالتصرف السليم والمظهر الأنيق وإحترام القوانين وتنفيذ الأوامر والتعليمات التي تصدرها السلطات العليا، والضبط من مخرجات التدريب والتربية العسكرية
والإلتزام بالتعليمات، والتعود على تحمل المصاعب، وإكتساب قوة الصبر وروح التعاون، وضبط النفس وإداء الواجبات على أفضل صورة.
وبسبب إختلاف الحياة المدنية عن العسكرية فقد سنت دول العالم القانون العسكري لتمييزه عن بقية القوانين. وطالما ان عناصر الجيش والشرطة تخدم الشعب كله كما يفترض وليس شريحة قومية او دينية او مذهبية او عشائرية معينة، على إعتبار ان تتسلم رواتبها من ثروات الشعب والضرائب التي يدفعها المواطن للدولة، عليه يجب ان تتميز هذا العناصر بروح الوطنية والتآخي مع الشعب وليس قمعه وإضطهاده والتعامل معه بنظرة دونية كما يجري في العراق بعد الغزو الامريكي الإيراني. الجيوش التي لا تخدم الشعب ولا تحترمه ليست لها أدنى قيمة عند الشعب، وسيلفظها عاجلا ام آجلا، إن تجربة الفلوجة والموصل وصلاح الدين تُعد أفضل شواهد على كراهية الشعب لعناصر قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية.
لو اجرينا مقارنة عادلة بين طريقة تعامل عناصر الجيش والشرطة مع المعتصمين في الفلوجة والحويجة ـ وهما تبعدان مئات الكيلومترات عن المنطقة الخضراء ـ مع طريقة تعاملهم مع المعتصمين من التيار الصدري على أبواب المنطقة الخضراء، لرأينا البون الشاسع بين الإسلوبين. كان الإعتصامان كلاهما سلميين، وكلاهما عراقيين، وكلاهما طالبا بإنهاء حالات الفساد الحكومي، ورفع المظلومية عن الشعب، وإنهاء المحاصصة الطائفية، وإطلاق الأبرياء من السجون، وفي كلا العهدين كان حزب الدعوة هو الحاكم، وعناصر الشرطة والجيش كما هما لم يتغيرا، والولاءات كما هي، مع ان المعتصمين في الفلوجة والحويجة كانوا بلا قيادة مذهبية، ويحملون سجادة الصلاة والقرآن الكريم، في حين كان إعتصام المنطقة الخضراء بقيادة مذهبية، والمعتصمون يرفعون صور قائدهم المفدى كما يسمونه.
الفرق ان قوات الجيش والشرطة إستقبلت الصدريين بترحاب لا نظير له، وفتحت لهم الجسور والطرق، وسمحت لهم بإقامة الخيم وإعداد الطعام، ووفرت كل مستلزمات إنجاح الإعتصام، بل رأينا ما يثير العجب كأن يرتمي مسؤول أمن المنطقة الخضراء الفريق الركن (محمد رضا) على يد مقتدى الصدر ليلثمها! وكذلك فعل العشرات من الضباط والمراتب، وهم يُحيون الصدر ويهتفون بإسمه ويرفعون شعارات التأييد لإعتصامه! بل ان بعض الضباط والمراتب يقدمون الخدمات للمعتصمين كالشاي والقهوة. وهؤلاء هم أنفسهم الذين إستباحوا دماء المعتصمين في الفلوجة والحويجة والزركة ونفذوا مجازر تأريخية لا يمكن محوها، بأمر من ما يسمى برئيس دولة القانون.
الأسئلة المطروحة: لماذا هذه الإزدواجية في التعامل من شرائح الشعب مع ان المطالب هي واحدة؟ هل هناك إختلاف في طريقة الإعتصام السابقة واللاحقة وكلاهما سلميتان، فأوجبت الأولى إستخدام السلاح والثانية الترحيب بالمعتصمين؟ أي من الإعتصامين يهدد فعلا المنطقة الخضراء ويشكل خطرا على ساكنيها من الفاسدين والعملاء؟ أي من الإعتصامين يهدد الأمن الوطني برمته، وجاء توقيته في فترة قلقة للغاية؟
هل يمكن أن نصف بموجب إختلاف الأساليب قوات الجيش والشرطة بأنهم غير طائفيين، ناهيك بالطبع عن الشعارات الطائفية المرفوعة، والملصقات الحوزوية على المدرعات والدبابات، وتسمية لواء العلقمي، وتسمية المالكي (الفرقة الذهبية) لأن أساسها التأريخي هي الفرقة التي أسسها الفارسي آغاسيد محمد القريشي، والشتائم عبر مكبرات الصوت في المناطق ذات الأغلبية من أهل السنة، اللطم في ساحات التدريب وغيرها من التصرفات التي تدل بأن هذه القوات تمثل طائفة واحدة فقط، وليس الشعب العراقي كله. عندما يصبح المذهب هو المرجعية السياسية، ويتحكم في المصلحة الوطنية وليس العكس، فإن التنازع بين شرائح المجتمع سيكون بمثابة الشرارة التي تشعل الحريق، فتتشظى الدولة إلى شظايا متنافرة ومتباغضة ومتصارعة.
لو وضعنا هذه الإمور جانبا، سنجد ان وزارة الداخلية أصدرت بيانا حذرت فيه منتسبيها من مغبة التضامن مع مقتدى الصدر والمعتصمين، بعد أن تبين لها ان ولاء عناصرها للصدر وليس للحكومة والوزارة، ولا نقول للوطن، فالوطن ومصلحته بمعزل عما يجري حاليا. بل تمادت الوزارة في غييها مهددة بعقوبة الإعدام لمن يخالف أوامرها، وكأن الوزارة ليس لها سابق عهد بأن عناصرها ذوو ولاءات متعددة،! عناصر ميليشيا بدر في الوزارة مثلا ولائهم للعامري وليس للحكومة، بإشارة واحدة من العامري لعناصر ميلشيا بدر في وزارتي الدفاع والداخلية سوف يقبلون ظهر المجن لحكومة العبادي، وهذا ما يقال عن بقية الميليشيات المنضوية تحت جناح وزارتي الداخلية والدفاع.
إن جريمة دمج عناصر الميليشيات الإجرامية مع قوات الجيش والشرطة وبقية الإجهزة الأمنية هو الذي أسس لتنوع الولاءات. وهذا الأمر لا يقتصر على هاتين الوزارتين بل على كل الوزارات العراقية.
لا ولاءات للوطن! الولاء للحزب والميليشيا التي كان لها الفضل في تنسيب هذه العناصر في الأجهزة الأمنية، وتوزيع الرتب العسكرية بصورة هزلية، مع أن معظمهم من أصحاب السوابق وأسافل القوم. يقول مونتسيكو “إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل من الرجال، فضع في يده سلطة أو مالاً، ثم أنظر كيف يتصرف”. فلا عجب من تصرفاتهم.
اشارت وزارة الداخلية الى ان نص البند (اولا/أ) من المادة (3) من قانون العقوبات رقم ( 14) لسنة 2008 المعدل بالقانون رقم (38) لسنة 2015، حيث ورد في البند (ثانيا) من المادة (29) من القانون المذكور ((يعاقب بالحبس كل من انتمى الى حزب او جمعية سياسية او شارك في مظاهرة سياسية او وجد في اجتماع سياسي او كتب مقالات سياسية او القى خطابا سياسيا حزبيا في وسائل الاعلام او حرض غيره للقيام بهذة الاعمال)).
حسنا! لو طبقنا هذه المادة على الوزارة، فهذا يعني ان جميع منتسبي الوزارة إبتداءا من الوزير لحد عمال خدمات الوزارة يجب أن يعاقبوا بالحبس! لأنهم جميعا منتمين الى أحزاب سياسية. هل وزير الداخلية على سبيل المثال او وكلائه وكبار الضباط لا يشاركوا في إجتماعات سياسية مع أحزابهم الحاكمة؟
ممن يتسلم وزير الداخلية الأوامر، من رئيس الوزراء العبادي او رئيس حزبه هادي العامري؟ ولو افترضنا كان هناك تعارض في الأوامر بين العبادي والعامري، من سيطيع الوزير؟
الجواب معروف بالطبع!
من موقف الحكومة تجاه الإعتصام الصدري، يمكن ان نستخلص الأتي: أما ان الحكومة طائفية للعظم، وترفض اي تحرك لأهل السنة وتجد ذريعة مناسبة لتصنيفه كإرهاب. أو ان الإعتصام بحد ذاته مسرحية مفبركة بين الحكومة والصدر، سوف تنتهي كما بدأت دون أن تترك أثرا نافعا للشعب، والأيام القادمة شواهد.
علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

التغيرات التي طرأت على عرس النسوان الحلبي بالتدريج في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي:

adibelshaar1-4-2016
طرأت تغيرات عديدة على طقوس عرس النسوان الحلبي وذلك بالتدريج في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، نذكر منها مايلي:
انتهاء دور الرقاصة وبقاء دور المطربة الخوجة. وفي مرحلة لاحقة استغنى بعضهن عن كثير من طقوس الرقص والطرب لصالح درس ديني من قبل بعض النساء المتمكنات (كان هذا موجوداً قليلاً سابقاً واسمه عرس بمولد).
انحسار دور الفرقة الموسيقية لصالح حلول الأورغ الذي يمكن لعازفه أن يجلس مع الأورغ في غرفة مستقلة أو القبو بعيداً عن النسوان اللواتي يرغبن أن يأخذن راحتهن في السفور و تقصير اللبس وعرض البنات للخطبة والزواج من خلال الرقص بأثمن الألبسة (ويحل حالياً السي دي محل الأورغ). فعلى سبيل المثال، تحول دور ضاربة الطبلة المتقدمة في السن نظلة، إلى مرافقة للمطربة، من أهم واجباتها إعداد القهوة للمطربة.
انحسار عملية دخول أقرباء العريس، خاله عمه…، إلى قاعة العرس في مرحلة معينة حيث كانت الكثيرات من أقرباء العريس لايتحجبن منهم…لكن بقيت عملية “التمسيك إيد بإيد” من قبل والد العريس.
تحول الضيافات نحو البذخ.
تحول الشريحة الأغنى من المجتمع نحو الأعراس المختلطة خصوصاً تلك المرفقة بعشاء (عرس بعشا).
بشكل عام كان اتجاه محور تلك التغيرات يتناغم مع اتجاه محور تحول البلد بشكل عام نحو مزيد من الالتزام الديني.
عن الحجة سوسن شعار…وأهلاً بكل إضافة لأي تغير لم يرد ذكره أعلاه مع التحية.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

محطة مدينة كون . قصة سينمائية

hamidoqbiكعادته حمودي يأتي إلى محطة القطارات مرة وأحدة في اليوم، يتوقف للحظات عند المدخل الخلفي ــ ينظر بإهتمام إلى الشاشة الإليكترونية المعلقة في أعلى المدخل الخاصة بمواعيد المغادرة، ينتقل بنظره لشاشة القدوم، يشعل سيجارة، يدخنها وهو يتأمل حركة بعض المسافرين، بعضهم يدخل قلقاً، بعضهم يخرج فرحاً، لكل وجه ملامحه الخاصة ولكل شخص إنفعالاته، هناك وجوه تُحسّ أنها أليفة، بعضهم يهز رأسه لتحيتك، هناك أيضاً وجوه عابسة وأخرى حزينة أو مهمومة.

ينتهي من سيجارته، يهبط إلى النفق الأرضي المؤدي لعدة منافذ توصل إلى أرصفة وقوف القطارات القادمة أو المغادرة، هنا يستمتع كعادته لسماع كوكتيلاً من الأصوات والضجيج، يحلو له الإنصات لصوت الكعوب العالية للمسافرات، يستطيع تميز وتذوق إيقاعها ( طق طق طقط قق ـ توك تيك تيك طوك ـ طوق طبق طيق تاك ..)، هنا من الطبيعي أن تجد من يركض للحاق بقطاره المغادر أو لإستقبال شخص عزيز، هذا الممر الأرضي يحسه بارداً لكن مايثيره هذه التي يسميها سيمفونية المحطة حيث تختلط طقطقات الأحذية والكعوب العالية مع أصوات عديدة ــ يأتي صوت عبر المكبرات: ” السيدات والسادة نرجو الإنتباه وعدم ترك أمتعتكم علماً سيتم إتلاف أي حقيبة مهجورة بغض النظر عن مكوناتها، كما يرجى سرعة الإبلاغ عن أي حقيبة متروكة..من أجل سلامتكم”

يمتزج هذا النداء مع ضجيج الحركة مع صوت عجلات حقائب السفر لبعضها لحناً مميزاً ( تشكش شقق طشق طق طوق توم بك)، يعود صوت المكبر : ” السيدات والسادة نعلمكم أن القطار القادم من باريس سيدخل الآن المحطة، يرجى الإبتعاد عن الرصيف وإنتظار توقفه..من أجل سلامتكم..)

يسمع صوت صفارة الكمسري، يصبح من السهل سماع قدوم القطار، يزاد الإيقاع الصوتي والصوري نشاطاً، في هذه اللحظة الحية يكون بقرب السلالم المؤدية لصالة الإنتظار وبهو المحطة حيث يوجد مطعماً وكافتيريا ومكتب خدمات بيع التذاكر ..الخ، يلتقط بنظره أكثر من صوره ذأت دلالات ــ شابة جميلة تسير ملتصقة برفيقتها كل وأحدة تحسحس على مؤخرة الأخرى ــ سيدة مسنة تمشي ببطء وصعوبة تُعلق بصدرها حمالة تضع فيها كلبها الصغير تقبله عدة قُبلات حنونة وتداعبه قائلة : “لا تخاف طفلي الحبيب، أنا أمك سأهتم بك ياقلبي ..أعدك أن نقضي سفراً سعيداً ياحياتي ..”

يصعد الدرج كأنه وأحداً من الواصلين، يصل إلى الصالة الرئيسية الكبرى مع لحظة دخوله يكون مع بداية مشهد مثير، يقف كغيره متسمراً لمشاهدة تفاصيله الدرامية حيث يصرخ أحدهم شاب فرنسي في وجه رفيقته شابة فرنسية جميلة ــ يأخذ منها هاتفها، يرمي به أرضاً لتتبعثر أجزائه ثم يدوسها بعنف وهو يصرخ

الشاب : عاهرة وسافلة..تخونيني مع أعز أصدقائي..ظهر معدنكم القذر ياسفلة..كلكم أنذال وأنا طلعت مغفل

تبكي الفتاة، تصرخ منفعلة : دعني في حالي، أتركني أذهب سيفوتني القطار..أنت أيضاً فعلتها مع كل صديقاتي حتى أختي نمت معها ولم تحترمني

يقترب منها، يصفعها، تدفعه بغضب ــ يأتي رجل أمن المحطة، يخاطب الشاب مهددا

رجل الأمن : أنت أيها الشاب إلزم الهدوء وإلا ساتصل بالشرطة

تنهض الشابة طالبة عدم التدخل، يقترب الشاب منها وهو يحاول التحكم في أنفاسه

الشاب : عاهرة وحقيرة مع ذلك أحبك، لنمنح أنفسنا فرصة أخرى لا أستطيع الحياة بدونك

تبتسم الفتاة محاولة التوقف عن البكاء، يمسك يدها، ترتمي في حضنه وهي تسبه وتقبل العودة

الشابة : أنت أيضاً لا ترتكب حماقات..لا تنتقم أو تضرب صديقك، أنا ذهبت إليه، لننسى كل شيء

يضمها، يتبدلان القُبلات، يبتسم البعض لهذا التحول السريع والنهاية السعيدة، تتجه الشابة بنظرها نحو أحد أبواب الخروج، يمسك بحقبتها، يخرجان هي تمسك بذرعه الأيمن وتمطره بالقبلات هو يجر حقبتها ــ يستمع لصوت عجلات الحقيبة( قرققق طقق ).

يخطو حمودي عدة خطوات، يناديه ظريف الذي يجلس.. يتلصص بنظره، يصل حمودي للتسليم عليه فهو يعرفه، ظريف شاب سوداني وصل إلى المدينة منذ عدة أشهر وقدم طلب لجوء.

ظريف : تعال يا صاحبي، صار لي ثلاث ساعات جالس..المحطة كانت صحراء قاحلة..الآن تبارك الله الخير بقدومك..السماء تمطر بنات جميلات..ما أحلى الصدور والمؤخرات، متع نظرك..الله على القشطة والزبدة والحليب النورماندي، شقروات وأجساد..شوف الأفخاذ ملمس حرير.

يضحك حمودي لكلام صديقه، يدخل معه في نقاشٍ ظريفٍ

حمودي : طيب ماذا تستفيد من هذا كله؟ هيا قم وتحدث مع أي وحدة..إنظر هناك فتاة تبدو لوحدها ربما تكون بدون صديق

يرد ظريف ليفسر فلفسته

ظريف : أنا ما أتكلم فرنسي..أنا هنا لتمتع بمشاهدة فقط دون كلام أو لمس..بعدها أذهب إلى دورة المياة وأتخلص من شهوتي في المرحاض، هذا يكلفني 20 سنتيم فقط لدخول دورة المياة..العادة السرية تجوز لي..الزنا حرام وأنا رجل على باب الله أنتظر رد طلبي على اللجو..لا ينقصني معاصي تجلب النحس..لا كذا أنا مرتاح..أشبع نفسي بالنظر والشهوة في المرحاض لاضرر ولاضرار.

يضحك حمودي لهذا المنطق، يعلق سريعاً

حمودي : هذا مرهق ذهنياً وجسدياً

يقاطعه صديقه

ظريف : جزاء الله خير أصحاب الصليب الأحمر بعد قليل ستمر عربتهم، يوزعون علينا الحليب والخبز وبعض المعلبات، وكذلك يوجد اليوم عقيقة في المسجد يعني سنأكل شوربة ولحمة وحلويات، سأذهب إلى بالطبع سأغتسل هناك من الجنابة ثم أصلي وأستغفر وأستمع للمحاضرة وبعدها العشاء، لولا جماعة الصليب والمسجد لكنت اليوم هيكل عظمي…صديقي حان الوقت..نلتقي مرة ثانية..

ينهض متجهاً إلى دورة المياة وهو يبحث في جيبه عن 20 سنتيم..يعثر على مبتغاه، يلتفت لتوديعي مبتسماً مع وصوله لهدفه.

للحظات يتوقف حمودي لينظر عبر القاطع الزجاجي إلى الشارع في الخارج، فذلك عالم آخر فيه ما فيه من الحكايات والشخوص المرتبطة بهذا المكان، يقترب منه يوسف التونسي كالعادة يتحدث عبر هاتفه مع فتاة تعرف عليها عبر مواقع التعارف، ينتبه حمودي لصديقه

يوسف : أهلاً بالكاتب، كيف أخبار الكتابة..هل تتعرف على بنات؟

يضحك حمودي، يساله عن مستجداته

حمودي : هل وجدت عروسة؟

يوسف : ستفرج، نريد وأحدة للزواج والأوراق تكون فرنسية، مش مهم الطول والعرض والوزن والعمر، هذه مشكلة الحريم يريدون الحبّ والمتعة والخروج والسهر إنقرض هدف الزواج..يا ناس أريد امرأة فرنسية وأوراق الإقامة..زواج رسمي.

يستمع حمودي له وكأنه يعرف ماسيقوله، ثم ينشغل للحظات يتابع حركة شابة أفريقية غريبة الأطوار، كما يرى العم حديد يقترب منها، يبدو ثمة حوار بالإشارات بينهما، يتطلع يوسف لمشاهدة نفس المشهد، يتحول الفاصل الزجاجي كشاشة عرض سينمائية ويتولى يوسف سرد تفاصيل المشهد ويضيف أحياناً تحليلاً للشخصيات – يبدو أنه يعرف ماسيحدث، يحكي كأنه راوي ومعلق على الحدث.

هذه الفتاة نسميها عاهرة البؤساء، لا تطلب الكثير يعني خمسة يورو وأحياناً بسيجارة فقط، لا يهمها أي شيء، الله يستر على هؤلاءِ لو معها الإيدز ستروح أرواحهم إلى الجحيم، المساكين يبحثون عن ثقف لقضاء شهوتهم، لكن هذه أظن صار ثقبها كالباب لكثرة الداخلين فيه، كل يوم على الأقل أكثر من عشرين زبون، أنظر إليها ليست بشعة جداً، ربما تكون مريضة نفسياً، مؤخرتها تتضخم كل يوم، جسدها أصبح مختلف الأضلاع، نظراتها مشتتة، تبصق مئة مرة في الساعة، تسير كبقرة عرجاء.

هذا العم حديد عمره تجاوز 60 عام ــ يسكن بالقرب من هنا في غرفة عشرة متر، بعد أكثر من أربعين سنة في فرنسا حاله بائس رغم أنه متجنس فرنسي منذ أكثر من ربع قرن، يعيش الآن على المساعدة الإجتماعية، يظهر أنه سجل كزبون دائم لدى عاهرة البؤساء، الآن يتقدم أمامها، هي تتابعة، ستلحقه إلى غرفته، مسكين الرجل بعد معاشرة هكذا امرأة محتاج إلى كورس مضاد حيوي وفيتامينات وشربة كوارع، بعد ساعة سينزل العم حديد يمشي على عكازة وهي ستراها تدخن وتبحث عن آخر.

يتحول نظر حمودي إلى وجه صديقه الذي مايزال يحدق في الشارع، يصفق حمودي ضاحكاًـ

حمودي : أنت تصلح معلق رياضي أو راوي درامي.

يبتسم يوسف لكن يظل يراقب الخارج كأنه ينتظر وصول شخص

يوسف : مواهبنا كثيرة لكن فرنسا بلد لا يكتشف المواهب، ربما هو الحظ ..الأكثرية هنا يعاكسهم الحظ لسنوات طويلة.

أنا أنتظر غزالتي ماري ستأتي بسيارتها لتأخذني عندها هذه الليلة، وربما لعدة أيام، هي شرهة في الأكل والجنس، نكون خلصنا جنس تذهب تأكل، تكمل أكل تأخذني للسرير للمعاشرة، نضحي بصحتنا من أجلك يا فرنسا..كله علشان أوراق الإقامة..

حمودي : يعني قطعت شوطاً، الموضوع جد وزواج ؟

يوسف : طبعاً هدفي زواج لكنها تقول إنها معقدة من الزواج ووعدتني إذا حصل حمل ممكن نتزوج، لو حدث هذا ممكن نستخرج إقامة لما تلد ويصبح عندنا مولود..المزيد من الصبر، أنا شغال معها فوق طاقتي ليل ــ نهار نمارس الحب..إن شاء الله يصير حمل..هي ماتزال شابة تقترب من سن الثلاثين، سمينة قليلاً، تعيش مع أمها شوية مريضة وصماء..لحسن الحظ عندها بيت صغير في طرف المدينة، عائلة فقيرة وهي ليست جميلة كثيراً، لكنها طيبة وتموت في الحنان والأحضان والمداعبات.

يتوقف للحظات، يتطلع لسيارة ثم خروج ماري..ينتبه حمودي للخارج، يشير يوسف برأسها ليؤكد أنها وصلت

حمودي : هذه غزالتك؟

يوسف : يعني تقدر تقول ثلاث غزالت متحدة، هي سمينة تبارك الله مية وعشرين حسب ميزان بيتهم، ربما تكون زائدة عشرة..

يقاطعه حمودي : قصدك عشرات

يستعد يوسف للخروج للقاء غزالته والذهاب معها، يودع صديقه

يوسف : يا أخي السمينات الفرنسيات أغلبهن فيهن خير ورق الإقامة..يحتجن لشخص عنده صحة خصوصاً غزالتي تموت في المعاشرة..دعواتك..مع السلامة.

يتابع حمودي خروج يوسف وهو يتكلف الإبتسامة، تلمحه ماري، تُسرع بإختطاف يده وجره إلى سيارتها، مبتهجة بصيدها.

هنا يتجه حمودي إلى مكينة القهوة الأتوماتيكية، يصادف شخص يعرفة يسمى صادق وهو شاب جزائري، يقضي معظم وقته في محيط هذا العالم..يسلم عليه..يبتسم صادق ليدور حوار وحكاية جديدة.

صادق : مرحبا صديقي الكاتب..شو أخبارك..هل تعلم ..دائما نلتقي ويكون عندي موعد مهم..بعد دقائق متواعد مع جاوريه

حمودي : غزالة جديدة؟

يرد صادق بضحكة ثم يكون جاداً يتحدث ليوضح فلسفته

صادق : أخي أسمعني زين..الغزالة يعني فتاة شابة وربما متهورة ومفلسة تبحث عن شخص عنده المال أو الشباب والقوة أو الزواج..أنا الغزالة عندي المرأة التي جيبها مليان وتكون عاقلة..مطلقة أو أرملة أو عازبة وحتى متزوجة..ليس مهم عندي الجمال ولا الشباب..المهم المال، نقضي معها ساعة أو عدة ساعات نذهب لمطعم وبعدها إلى بيتها أو الفندق..نعطيها ضربة حنان ورومانسية وتعطيني مئة يورو وأحياناً بعضهن يعطين أكثر وكل واحد يروح لحاله، وعندما تحتاجني تعيط لي بالهاتف…عمل خفيف ومربح لا فيه كذب ولا عشق ووجع رأس…هذول ماملكت أيماننا فهن جاوريات ونصرنيات فلوسهن وكل شيء حلال لنا…نقضي مصلحة والسلام ختام.

يستغرب حمودي لهذا المنطق الذي يصفه صديقه بالحلال..يرى صادق ملامح الإستغراب يكمل حديثه لشرح تفاصيل أكثر لكن يبدو أن موعده يقترب، يسير إلى أحد أبوب الخروج يلمح سيدة نحيفة في الخمسينات من العمر، يشير لها، تبتسم وتظل في مكانها.

حمودي : الظاهر أنها ناشفة

يرد صادق على وجهه علامات الرضاء

ــــ الجسد ناشف وضامر لكن الجيب..الحقيبة وكرت البنك رطب ومليان فلوس..يورو ودولار..كذلك تفرح جداً للمارسة واحدة ما ترهقني..الشابات يحتجن لفحولة وقوة الباءة..شرهات في الجنس ويحتجن لهداياء وتظل مرتبط مع البنت منهن..أنا لا أبحث عن حبيبة ولا زوجة ولا أوراق…المال يا خويا…مع السلامة.

يخرج وهو هادئ ومتزن، تسبقه لسيارتها، يلحقها، يرفع زجاج نافذة السيارة، تتحرك السيارة لتغادر هذا المكان العجيب، حيث كل وجه يعني حكاية قد تحوي بعض المرارة والبؤس أو أحلاماً متعبة.

يخرج حمودي من المحطة لا يدري هل سصادف حكاية جديدة، يستخرج سيجارة من جيبه، يُشعلها، يأخذ النفسّ الأول، تقترب منه شابة جميلة توزع نسخ مجانية من صحيفة المدينة، تعرض عليه أخذ نسخة، يرحب بذلك شاكراً، هنا تأتي فتاة فرنسية ضمن الجماعة الكحولية المتشردة التي تجلس بالقرب من المحطة، تطلب الفتاة منه سيجارة، يعطيها، تركض الفتاة فرحة وتعود لجماعتها، أحد رفاقها ينهض ويبول في مواجهة شجرة، تمر سيارة الشرطة بالقرب منه، يخلع المخمور سرواله، يستدير بمؤخرته جهة الدورية ويعريها في وجوههم، يضحك أفراد الدورية وينطلقون بسيارتهم بينما يظل المخمور يسب الشرطة والحكومة ورئيس الجمهورية.

تصفق المجموعة لرفيقها لسخريته وشتائمه البذيئة التي وجهها للشرطة والنظام، يعود إليهم، يسرع بأخذ قنينة نبيذ والشرب منها مباشرة، يبدو أنهم يدخلون في نقاش حول ما حدث.

تبتسم الفتاة بقرب حمودي الذي يركز وجهة نظره نحو تلك المجموعة

الفتاة : كان مشهداً فنتازياً، لحسن الحظ عندنا ديمقراطية لكن الحكومة سربت عشرات القوانين التعسفية ضد الحرية الشخصية وحرية التعبير منذ حادثة شارلي إيبدو وتفجيرات باريس، نكاد نختنق خصوصاً نحن الشباب نحسّ أن مستقبلنا مجهولاً ألا تتفق معي؟

يستمع لها في إهتمام ويهز رأسه موافقاً

حمودي : أنا معك. أنا حمودي وأنتِ؟

الفتاة : أنا لوسي، طالبة بكلية الحقوق، أليوم بدأت هذا العمل في توزيع صحيفة الغرب الفرنسي مجاناً، هذا المكان غريب وفيه حكايات كثيرة وأنت ماذا تعمل؟

حمودي : أنا كاتب ويسحرني هذا المكان، فيه فعلاً الحكايات الغريبة ملامح شخصيات بائسة، أنظري ضمن هذه المجموعة الكحولية شابة صغيرة وطفلها الرضيع في عربته، يظل معها في هذا الجو المتقلب وتلك طفلة صغيرة المفروض أن تكون في المدرسة وليست في الشارع.

لوسي : هذا محزن فعلاً، توجد هيئات تربوية وإجتماعية مسؤولة عن هكذا ظواهر، الخلل والتقصير والإهمال يبدو أنه أصاب بعض مؤوسساتنا الإجتماعية..فرنسا كانت من أهم الدول في العالم التي تملك هيئات إجتماعية عريقة وأنظمة لحماية الطفولة ودعم الأسرة، ستكون كارثة لو إنهار نظام الرعاية والتكافل بدعوى الأزمة الإقتصادية.

حمودي : فرنسا تظل حلم الكثير، يعبرون البحار والمحيطات بحثاً عن الحرية والكرامة خصوصاً الآن مع كثرة الحروب والإضطرابات في المشرق العربي ودول أفريقية.

لوسي : نحن أيضاً أقصد الغرب إرتكبنا أخطاء فادحة في دعم الحرب ضد العراق، كنت شخصياً متابعة لثورات الربيع العربي للأسف فشل حلمكم وتحول إلى خريفٍ قاسي

حمودي معجباً بالفتاة : تعجبني ثقافتكِ وأحاسيسك النبيلة

لوسي : تشرفت بمعرفتك يجب أن أعود لعملي، الناس لا ترحب كثيراً بالقراءة لو أني أوزع بسكويتاً أو مادة إستهلاكية سيركض الجميع نحوي..يمكننا أن نلتقي في شارع الطلبة وسط المدينة في المساء سأكون مع رفيقتي…أنا سحاقية ورفيقتي فنانة تشكيلية تعشق الشرق بجنون

حمودي : أحيانا أذهب هناك..تعجبني أجواء ذلك الشارع وحاناته

تودعه لوسي متمنية لقائه في المساء وتعود لعملها..يستقل حمودي حافلة متجهة لوسط المدينة، ينزل قرب حانة هادئة، يدخلها وينزوي في زاوية، يستخرج من جيب معطفه دفتراً صغيراً وقلماً، يغوص في عالم تلك الحكايات ويحاول البدء بكتابتها.

*كاتب وسينمائي يمني مقيم في فرنسا

aloqabi14000@hotmail.com

Posted in الأدب والفن | Leave a comment