شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق

شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق

السريان حاضرة الماضي والزمان والمكان

سرسبيندار السندي

1-

إن المسيحيين كانوا في يومٍ ما من أيام الدولة العباسية في المقام الأول ونالوا أعلى المناصب في تلك الدولة وعلّموا ساداتهم الذين كانوا إلى ذلك الحين في حالة الجهل فلسفة اليونان وعلم الفلك والطبيعيات والطب ونقلوا إلى العربية تأليفات أرسطوطاليس وأقليدس وبطليموس وأبقراط وجالينوس وديوسقوريدوس ، وبواسطة الكلدان سكان العراق الأصليين تعلم العرب الأرقام الهندية وآلة الأسطرلاب وغير ذلك .

2-

إن مدينة بابل كانت في يومٍ ما عاصمة لأقوى أمبراطورية بالعالم ألا وهي الأمبراطورية الكلدانية والتي فيها عشتار وبرج بابل الشهير.

3-

إن كلمة بلابوش وحريشي ومسگوف ويشجر التنور و عَزَه وطرگاعة وسرسري وأسليمة الطَمِّتَك و ما طول (وهي تعني بسبب) – كلها كلمات آرامية الأصل وليست عربية .

4-

إن حي الكرخ كان يحمل أسم قرية محصّنة كما يشير إلى ذلك أسمها الآرامي ( كرخا ) وسكانها كانوا من الآراميين في غالبيتهم وإن”كرخا”الآرامية كانت تشير إلى مدينة محاطة بالأسوار المنيعة وفعل كَرَخَ يعني أحاط أو سوَّر أو لف وهناك منعطف للنهر يدعى كرخايا ( ألبير أبونا، بغداد عاصمة العباسيين ، بين النهرين )

5-

أن اللغة الأرامية كانت هي اللغة الدارجة ولغة عامة أهل العراق لحد القرن الخامس عشر الميلادي حينما أستولت عليها اللغة العربية وأنهتها من جميع المدن الكبيرة والصغيرة عدا عدد قليل من المدن التي لازالت تتكلم بها .

6-

كان للمسيحيين عدداً من الشعراء والأدباء والعلماء فعلى سبيل المثال هل تعرفون أسماً مثل يوحنا الموصلي وجيورجيوس وردا وخميس القرداحي الأربيلي،  وهل تعلمون بأنه كان لهم دواوين شعرية شهيرة كُتبت بالكلدانية جمعوا فيها البلاغة والفصاحة ( شعراء النصرانية – لبولس شيخو) ؟

7-

إن السلطان عبد العزيز في إحدى خطاباته قال: ليس في الوجود سياستان واحدة مسلمة والأخرى مسيحية, فالعدل واحد ؟

8-

لقد كانت سامراء عامرة بديارات الرهبان (جمع دير) حيث يذكر اليعقوبي في كتابه (التاريخ والبلدان) أسماء بعض تلك الديورة منها دير السوسي ودير مرمار ودير عبدون .

9-

إن باب المعظم في بغداد كان يسمى (باب الشماسية) نسبة للشماس ، وهي درجة دينية عند المسيحيين تعني مساعد الكاهن أو القسيس ، وفي منطقة الصليخ كانت قد أُنشئت أهم الكنائس ومنها كنيسة (بيعة درب دينار) التي بقيت قائمة حتى العام 1333.

10-

تقول فاطمة صابر: إن أهم إنجاز حضاري قامت به المسيحية العراقية هي أنها فتحت مدرسة في كل كنيسة وفي كل قرية ومدينة, فصارتعليم القراءة والكتابة والعلوم ألأخرى جزءاً من النشاط الديني والإيماني لهم ، وكانت هذه الخطوة بداية خروج العراقيين من دهاليز الظلام نحو أفق النور والتحرر.

11-

في كركوك ( كرخ سلوخ ) كان هنالك الكنيسة الحمراء وترابها أحمر نتيجة سقوط الآلاف من الضحايا فقد تحول تراب تلك البقعة من الأرض إلى اللون ألأحمر نتيجة أصطباغه بدماء الشهداء ولازال كذلك إلى يومنا هذا ، علما أن تراب المنطقة المحيطة بها ليس كذالك ؟

12-

يا مَن تتبرّكون بالشيخ معروف الكرخي أسمعوا هذه الحكاية ؟

يقول الكاتب رشيد الخيون: أتدرون أين دفن الشيخ معروف الكرخي في القرن الثاني للهجرة ، لقد دفن في مقبرة دير تحولت بالتدريج إلى أن عرفت بأسمه وأخذ الناس يتباركون بها ويستسقون ، والدير الأعلى في ألقوش كان ينزل فيه الخليفة المأمون عند سفره إلى الشام ؟

13-

في الأنبار يوجد دير مار يونان في مرابعها  وأراضيها ، وإنه دير يعود للقرن الرابع الميلادي وهو الدير الذي شهد نكبة البرامكة وفيه قُتل الخليفة هارون الرشيد ؟

14-

في مدينة عانة يوجد بإسم دير مار جرجيس وهو كان مشهورا ؟

15-

إن البصرة إسمها آرامي وكانت سابقاً تدعى (بصرياثا) وتعني منطقة الصرايف (با – صريافا) أي الأكواخ ؟

16-

إن المدائن في العهد الآرامي وفي ظل الإحتلال الفارسي كانت قد تحولت إلى عاصمة المسيحية العراقية, وكان فيها كنيسة تسمى كنيسة بابل وهي مقر المرجع الديني الأعلى للمسيحية في العراق (الجاثليق) ، وقد ظلّت المدائن مقراً لكنيسة المشرق طيلة الحكم الفارسي، وبعدها تعرض أتباع هذه الكنيسة إلى الكثير من المذابح والإضطهادات من قبل بعض ملوك فارس الزردشتيين , كما إنه قبل عدة سنوات تم أكتشاف آثار كنيسة طيسفون هناك ؟

17-

أما بالنسبة لشمال العراق فحدث أيضا ولاحرج ، فهناك الكثير من البيع والأديرة الضائعة بين الجبال لقديسين مشهورين وهم من القومية الكردية وأشهرهم مار قرداغ والذي لازال يسمى بإسمة جبل قرداغ تيمنا بإسمه ، ويقع على الجهة اليمني للطريق المؤدي لسيد صادق من السليمانية ، وكذالك القديسة الشهيدة شيرين والتي يقع ديرها في منطقة قلعة دزة ، وكذالك القديس بيثون والذي لازالت أثار ديور له في الموصل ودهوك ؟

18-

وحديثا إكتشفت إحدى البعثات ألأثرية ٢٤ ديرا في منطقة النجف وكربلاء ؟

19-

أخرا وليس أخير هذا غيث من فيض لما للمسيحيين من كنوز وفضل في حضارة العراق والتي طمرها ولازال يطمرها غزاة التاريخ ؟

20-

ويبقى السؤال الجوهري هنا حتى متى يستمر ظلم الغزاة الجدد من تجار الدين والمنافقين ، وحتى متى يبقو ناكري أصل وناكري جميل ، وحتى متى لايدركو أن صولهم كلدانية أو أشورية سواء كانو عربا أم أكراد ، بدليل بشرتهم ووجههم والكثير مما في لغتهم وسلوكهم ، فهل من منصف يقول الحق أو ذي ضمير حي ؟

****

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

6 Responses to شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق

  1. س . السندي says:

    للعلم رجاء
    أولا : المقال وصلني من صديق ولست أنا كاتبه ؟

    ثانيا : بناءا علي طلب الكثير من ألأحبة بنشره ، قررت نشره في موقع المفكر الحر لما فيه من شذرات مخفية من تاريخ العراق ولتعميم الفائدة ؟

    ثالثا : أعتذر لكاتب المقال مسبقا وأشكره عليه من منظور أن حقائق التاريخ هى ملك الجميع ؟

    سرسبيندار السندي
    مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية

  2. admin says:

    اشكر الكاتب المبدع س السندي على هذا التوضيح

    وشكرا

  3. Mariam says:

    الشذرات المخفية ن تاريخ المسيحية في العراق

    شذرات جميلة تعبٌر عن واقع المسيحيٌة المتحضر ..وهكذا الحال مع جميع الدول العربية التي دخلها المستعمر الإستيطاني

    المسلم الهوية

    شكرا لك ولصديقك

  4. جاسم الازيرجاوي-مهنس أستشاري says:

    لقد نسيت ان جامع براثا في كرخ بغداد كان ديرا للمسيحيين ويقال ان علي بن ابي طالب نزل في هذا الدير ليشرب من ماء بئره

  5. admin says:

    نشكر الأستاذ جاسم الزيرجاوي والمهندس الاستشاري على تعليقه واضافته ونتمنى أن يرسل لنا كتاباته ايضاُ لكي ننشرها بموقع المفكر الحر

    كل المودة

    المحرر

  6. س . السندي says:

    ١ : إلى ألأخ العزيز جاسم الزيرجاوي صدقني لم إنسى ولكن مجرد سردها يسبب لي وللكثيرين حسرة وحزنا وألما ، ليس بسببها بل بسبب تصرفات أمة إقرأ التي لغاية لاتتعض ولاتتعلم ولاتقر؟

    ٢ : هل تعلم أن سلسلة جبال قرأ داغ في قاطع سليمانية مسماة على إسم القديس الشهيد مار قزدغ وهو كردي ألأصل
    ،من سلالة ملكية وكذالكالقديس الشهيد مار بثيون والذي هناك الكثير من ألأديرة بإسمه في شمال العراق وحتى في الموصل ،؟

    ٣ : وهل تعلم أن هناك ديرا لازالت أثاره باقية لليوم إلى الشرق من مدينة قلعة دزة بإسم القديسة شيرين والتي تعني (الجميلة أو الحلوة ) وهى فارسية ألإصل ومن سلالة أميرية ؟

    ٣ : صدقني وأشهد أمام ألله لايهمني كثيرا إن كان زيد مسلما أو عبيد مسيحيا بل مايهمني أن يكون كل إنسان محبا للأخرين ومنصفا بحق نفسه قبل غيره عملا بمقولة السيد المسيح ( إفعلو بالناس ماتحبون أن يفعلوه بكم ) والتي قال عنها إنها خلاصة الشريعة والأنبياء ، ولكن مصيبتنا في أمة إقرأ أنها من أكثر ألأمم كسلا وجهلا و لاتقرآ ، وأذا قرأت لاتفهم وإذا فهمت لاتقوي على قول الحقيقة وتلك حقا لمأساة لكل ذوي لنفوس و المشاعر الرقية ؟

    ٤ : أخر الكلام : تقبل تحياتي لك وأمنياتي بدوام الصحة والتوفيق والسلام ، والسلام للعراق والعراقيين مسك الختام ؟

    أخوك في الوطن والإنسانية
    سرسبيندار السندي
    مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.