أنت يا يسوع وأنا أجملُ اثنين,أنت الأب وأنا الطفل الذي يحتاج إلى رعايتك.. أنا الأعمى الذي يحتاج إلى نورك, أنا الجائع الذي يحتاج إلى رغيف خبزك, أنا الذي يحتاج قلبه إلى القليل من نبيذك المعتق بالجرار السريانية التي شرب منها أجدادي في الماضي, أنت البيت الذي أبحثُ عنه لأعيش تحت سقفه خوفا من البرد ومن أشعة الشمس الحارقة, أنت والكنيسة المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالراحة الأبدية..أنت وأنا لوحتان زيتيتان أتحدتا في لوحة واحدة, وأنت الألوان التي عشت طوال حياتي أسأل عنها, أنت يا يسوع وأنا عبارة عن ملحمة أثرية وحكاية قرمزية اللون أنت يا يسوع وأنا أفضل رمزين انتحر قربهما العشاق وعبارة عن ظل شجرة زيتون نام تحتها المتعبون من هذي الحياة , أنت رؤيتي الجديدة للكون وخطتي العظيمة لجعل هذا العالم أكثر جمالا من أي وقتٍ مضى, وأنت كل توقعاتي التي تزيدني تفاؤلا وأملا في الخلود, أنت ليس لك شبيه وليس لك نديمٌ مثلي, أنت ينبوعي الذي أغترف منه وشمسي التي تشعرني بالدفء, أنت ملاذي الأخير حين أكون خائفا وطبيبي حين يؤلمني رأسي, أنت عنواني الذي نسيه الناس, أنت الفاتح الذي يفتح عليّ كل يوم ضوء النهار, أنت الوسادة التي شاهدتُ عليها كل أحلامي أنت وأنا أجمل قصيدة كتبتها مخيلة أعظم شاعر, أنت وأنا أجملُ أغنية عزفتها أرقُ أنامل, أنت وأنا علاقة وطيدة مثل العلاقة ما بين السماء والأرض , أنت وأنا روحين ملتصقتين مثل السمك في الماء ومثل الطيور في الجو, أنت وأنا أجملُ حكاية وأعظم رواية وأفضل شريكين, أنت وأنا قصة ليس لها نهايةٍ وبدايةٍ ليس لها جذور, أنت يا يسوع وأنا قصة من الصعب أن نصف بدايتها ومن الصعب أن نعرف نهايتها, أنت وأنا ما لنا من مجالسنا بدُ تروي لي عطشي وتعطيني الفرصة لأنجو بنفسي.. أنت وأنا أجمل عاشقين عشقا بعضهما حتى الثمالة, أنت يا يسوع وأنا أجمل أبٍ مع أجمل ابن, أنت يا يسوع وأنا حكاية لن تتكرر إلا في كل ألف عام مرة واحدة, أنت يا يسوع وأنا أجمل شهيدين, أنت وأنا أفضلُ بريئين, أنت مشواري الطويل الذي بدأته منذ ربع قرن.
يتخيل لي أن هنالك أكثر من يسوع في هذا العالم, فلكل الناس يسوع واحد وأنا يسوعي ليس له مثيل, يتخيل لي أنك لي وحدي, يتخيل لي أن ليس للناس معبودا مثل معبودي وربا مثل ربي, يتخيل لي أن ليس هنالك مخلصٌ مثل مخلصي وحبيبا مثل حبيبي يتخيل لي أنني عشت معك مئات السنين وأكلت وشربت معك مئات السنين, يتخيل لي أنني قرأتك في كل القصائد التي كتبتها طوال حياتي ولمستها أنت بأناملك الرقيقة,, أنت قصة الرجوع الأخير, وتبقى أنت يسوع وأنا عبارة عن ديانة جديدة وفهمٌ جديد للمسيحية, من ليس له يسوع مثل يسوعي فعليه أن يبيع كل شيء يملكه ويشتري لنفسه واحدا مثله, كل من لا يملك يسوعَ مثل يسوعي عليه أن يبحث له عن واحدٍ مثل يسوعي الذي معي, ف يسوع الذي معي لا يمكن أن يجد الناس واحدا مثله, يسوع الذي معي لا يمكن أن يمتلك كل الناس واحدا مثله, يسوعي عالم يأخذني بعيدا في دنيا الأحلام, يرميني في عبق الزمان, يعطرني بالعطور الفرنسية ويعطيني أملا بالرجوع الأخير, أحيا معه ويحيا معي, ليس لكل الناس خالقا مثل خالقي والاها مثل إلهي, أستغرب بالناس لماذا لا يبحثون عن يسوع بين قصاصات الورق القديمة واللوحات الفنية القديمة والقطع الزخرفية القديمة, لماذا لا يبحثون عنه هنا وهناك حين تفوح عليهم مساء وصباحا رائحة الورود لماذا لا يفتشون عنه في عبق المكان, لماذا لا يفتشون عنه بين الجداول المائية وتحت الماء وفوق السماء!! لماذا لا يصنع الناس لهم يسوعَ مثل يسوعي, لماذا لا يصنعونه بكثرة التأمل وكثرة البكاء!!! لماذا لا يبحثون عنه بين ملابسهم الجديدة التي يلبسونها في كل عيد وفي كل صلاة!!.
من هو حبيبي إن لم يكن يسوع الذي رفع عني العذاب ورفع عن روحي الهم والغم والتعب, من الذي أنقذني من الشرير إلا هو؟ من الذي وضعني فوق السحاب وفوق حبات المطر إلا يسوعي؟ من الذي كفكف لي دموعي إلا يسوعيي؟ من الذي قهر لي كل أعدائي إلا هو؟ من الذي أجبر العالم كله على احترامي إلا هو؟ من الذي فاجئني بكثرة زياراته إلى بيتي إلا هو, من الذي غسلني من الأوساخ إلا هو؟ من الذي أعطاني الطمأنينة إلا هو؟ من الذي بارك لي كل حياتي إلا هو؟ من الذي افتداني بدمه إلا هو؟ من الذي تأخذه الرأفة والرحمة بأعدائه إلا يسوعي! من الذي أنام على كتفه إلا يسوعي؟ من الذي جعل للنهار عيونا إلا يسوعي, من كساني من غطاني من واساني من أعطاني؟إلا يسوعي , علاقتي بيسوع علاقة لا يمكن أن ينساها الزمن, ولا يمكن أن تتكرر أبدا, علاقتي بيسوع علاقة غرامية, علاقة تلميذ بمعلم, علاقتي بيسوع علاقة أبوية, علاقة مميزة, علاقة لها علامة عالمية , علاقتي ب يسوع علاقة لن يشهد لها مثيل, وليس لها بديل, علاقة سيكشف عنها يوما ما كل عقل متنور وكل قلب مفتوح للمحبة وللإنسانية , علاقة ستظل قائمة إلى الأبد وتشهد على قصة إنسان أضاع من يديه كل الفرص وكل المعبودات لكي يشتري لنفسه الخلاص الحقيقي , علاقة ستذكرها الأجيال القادمة لمئات السنين, وحين يشتد بي الألم لا أجد معي إلا هو, وحين تعصرني الأحزان لا أجد فرحا أفرح به إلا هو, يأتيني في كل لحظة ليبرد لي قلبي, ليرشني بالماء, ليغسل لي وجهي بعد أن منت اغسله بماء عيوني, أنت الحق وبك الحق فمن أي شيءٍ أخافُ بعد اليوم؟.
طُوبَى لَكَ يَا جهاد ابن علاونة ، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ الآب الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هو من هداك الى رب المجد يسوع الفادي.
طُوبَى لِذلِكَ الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هكَذَ
« طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».
طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا
هنيئا لك يا جهاد حب الرب يسوع المسيح
صباح ابراهيم