يبدو أن الانتخابات المغربية الأخيرة تحسم مسالة مستقبل الربيع العربي، في أن يكون مركز ثقل هذا الربيع العربي مستقبلا، هو المغرب العربي بالمعنى الاقليمي (خاصة نونس والمغرب ) الذي اظهر قابليات أكبر باتجاه ممكنات الانتقال إلى الديموقراطية والتحول السلمي للسلطة من مشرقنا العربي المشتعل بالحروب والغاطس باادماء …
المغرب العربي (الملكي ) يواصل مسيرة إصلاحه الديموقراطية ، لتتهيكل تجربة مسيرة المغرب بين تيارين رئيسيين ( نقليدي / تجديدي : فمن جهة حزب إسلامي العدالة والتنمية وهو التيار الليبرالي الاسلامي متمثلا في فضاءات اقليمية ثلاقة (تركيا وتونس والمغرب)، ومن جهة أخرى حزب الخصوصية الحضارية التاريخية الحداثي : (حزب الأصالة والمعاصرة) الذي حل ثانيا بعد حزب العدالة والتنمية بعد أن تمكن كتيار فكري ثقافي أن يشغل الساحة الثقافية العربية من خلال انتاج رموز قكرية رفيعة كمدرسة محمد عابد الجابريي وتلاميذه من أمثال كمال عبد اللطيف المجددة حداثيا لعقلانية الفكر الاسلامي العربي، ومدرسة عبد الله العروي في خطابها التجديدي الحداثي التنويري (الخصوصية اليسارية المطابقة ) …
وبذلك فإن مغرب ( ابن خلدون وابن رشد وابن عربي) ينتج (ترسيمة برنامج سيرورته، ومصفوفة تطوره الخصوصي من خلال هويته الحضارية المدنية والثقافية عبر وعي منقدم ونوعي عربيا لمسالة الخصوصية التي كانت تعني دائما بالنسبة للخطاب القومي المشرقي (البعثي والناصري) أنه خصوصية الاستبداد الشرقي،ولعل السبب الرئيسي لهذه (الخصوصية التراثية الحداثية التي تجعل من حزبي الهوية الأرقى عربيا ( حزب العالة وحزب ا-لأصالة ) يحوزان معا على أغلبية برلمانية مطلقة، ونحن نتمنى تحالفهما لم يمكن لحزب الأصالة والمعاصرة أن يلعب دورا تنويريا وتقدميا في البيئة الثقافية والفكرية لحزب العدالة الأكثر قابلية للتطور الفكري الحداثي للاندراج بروح العصر في الحراك السياسي الاسلامي ليس في المغرب فحسب بل وفي تونس وفي المقدمة تركيا ….
هذه المزية للاسلام السياسي المغربي المتقدم على الأخوانية المشرقية ، تكمن في أن المغرب العربي كان أكثر المجتمعات العربية اقترابا جغرافيا، وتمازجا حضاريا وتفاعلا ثقافيا وسياسيا مع الآخر الغربي الأوربي عبر المرحلة الكولونيالية والاستقلالية ……
بينما في المشرق العربي ظلت الحركة الأخوانية نراوح في المكان مع مزيد من النكوص، بنكوص كل تيارات الفكر العربي القومي واليساري، فكانت موازية له انكفائيا بسبب هيمنة الأنظمة البوليسية الشمولية في مصر (والشمولية الطائفية الرعاعية الأسدية في سوريا)، حيث أن الشرعية التاريخية المدنية في المغرب بدأت تتشكل في بيئة سياسية رفيعة رغم ملكيتها، ولذا فقد سبق الملك الشاب أبوه الملك الحسن في الفصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية وتكليفه لليوسفي القومي اليساري بتشكيل وزارة تحكم في ظل ملكية دستورية نسبية، بينما النموذج الشبيه والمماثل في وراثة السلطة في المشرق من خلال النموذج السوري هو في سوريا الأكثر تراكما في مجال الديموقراطية البرلمانية في الزمن الكولولونيالي وبعده بحقبة الاستقلال في الخمسينات ….
حتى أتت البعثية الشمولية التي حلت محلها الأسدية كظاهرة طائفية أمنية عسكرية محتكرة عسكريا وامنيا طائفيا أسديا من أصول رعاعية حثالية منحطة، بالتناقض المطلق بين أصول الملك محمد الخاس المغربي ابن الشرعية الدستورية الملكية، وبين ابن جيله الأسدي (بشار الجزار بن أبيه التنيني) الذي اوهمنا بعيشه بالغرب (لندن )، لكنه في وحشيته وهمجيته وكأنه لم يغادر ضيعة ابيه (القرداحة )، حيث الانتخابات البرلمانية المغربية تظهر لنا الفرق الشاسع بين المغرب الأكثر استقرارا وتنمية ومساحة ديموقراطية تعددية سياسية ، وبين ابن الأسد المدمر (الرعاعي الحثالي الهستيري بشار الجزارلسوريا بعدائية همجية اسيطانية طائفية رثة للشعب السوري الذي تعتبره الطائفة الأسدية هو العدو الأساسي لرفضه للاسدية كظاهرة استيطان ( طائفي إيراني ومافيوي روسي ) …. تحية للمغرب وللشعب المغربي