وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَنْتخِبُونِ

ساهم المصريون علي ارض السعودية

محمد البدري

 وبدون ملابس الاحرام في إنتخاب رئيس جديد لهم بعد ثورة مجيدة. هكذا وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابني قواعد الديموقراطية علي ارض السعودية أمام صندوق الانتخاب وليس بالطواف حوله. فالعري والتجرد من كل الحقوق بما فيها حق الرأي وحق الاختيار هو افضل ما في دستور السعودية، هذه المملكة التي تحكم بلا دستور. قبل هذا الحدث التاريخي الذي لا يقل في اهميته عن فتح مكة وقف المصريون ينظرون كيف ينتقم النظام السعودي من ثورة المصريين متهمين الناشط السياسي “أحمد الجيزاوي” بانه صاحب سوابق جنائية.

علاقة البلدين تاريخية تراوحت قديما بين المد والجذر طوال التاريخ. مقاتلين ياتون من هناك ليحكموا وقوافل مؤنة وغلال الي هناك لياكلوا. أما في العصر الحديث فاموال من هناك لرشوة الاسلاميين كسوابق جنائية ليدمروا ويخربوا بها الوعي السياسي المصري. ويقابلها عمالة، خالية من الحقوق، الي هناك ليبنوا ويعمروا. بعد الثورة، التي يكرهها ويتمني زوالها نظام خدمة الحرمين وقفت العمالة أمام صندوق انتخاب لينتخبوا … . اليست من المعجزات في عالمنا الحديث؟

يحرص الكتاب السعوديين في صحف المملكة الا تاتي كلمة الديموقراطية ضمن ما يكتب ويملأ صفحات صحفها، فهي مما يوسوس به الشيطان من مفاسد ويحذر منها علماء الامة وأهل الذكر هناك. ظل المنع قائما لهذه الكلمة “البذيئة” طوال عهد المملكة ومنذ نشاتها ومنذ ان اخترعها اصحاب “السوابق” بالكفر والعلمانية والديموقراطية والليبرالية والشيوعية وكل ما هو وضعي. وفجأة وعلي طريقة المدد السماوي بالملائكة المسومة اقام اقل الناس حقوقا علي ارض المملكة عرسا في “البذائة” علي ارض المقدسات الاسلامية دون مرجعية له في الكتب التي يؤمنون بها.

يذكرني هذا الموقف بما قيل يوما كحل لمشكلة القرآن واحكام الشريعة، بما نسخ نصا وبقي حكما. فالديموقراطية منسوخة نصا في عرف المملكة لكنها باقية حكما وتنفيذا عند الوافدين هناك من اصحاب قوافل عام الرمادة قديما. فما اكثر الاحكام الغير انسانية من بتر للاطراف وقطع للرقاب وجلد للظهور ورجم للاجساد كاحكام باقية طبقا للكتاب والسنة يدافع عن تنفيذها الحاكم الذي لم يات يوما عبر صندوق انتخاب. وما أكثر ما يحمله اهل الحضارة والبناء من آيات بينات في الديموقراطية لم يوحي بها بعد أو ربما من التي نسخت نصا وحكما عند العرب باعتبارها من المتشابهات المقصود بها الذين في قلوبهم مرض.

يشفق المصريون علي الرئيس الجديد فالتركة ثقيلة والفساد يملأ ربوع مصر كنور السماوات والارض وامانيهم كبيرة في الانتقال الي مجتمع ديموقراطي حقوقي حديث بلا فساد أو رشوة. لكنهم، ويا لها من مفارقة مذهلة، تستطيع المرأة في ادني الدرجات الاجتماعية عندهم أن تمارس ما لا تستطيعه الاميرات في العائلة المالكة. فالمرأة في مصر يمكنها قيادة عربة كارو يجرها البغال والحمير دون رخصة او تصريح من اولي الامر بينما الناشطة الحقوقية “منال الشريف” زميلة “الجيزاوي” في المطالبة بالحقوق لا تستطيع استخراج رخصة لقيادة السيارة الرولز رويس المنتظرة امام باب القصر. مؤخرا تعرضت منال للطرد من وظيفتها لو ذهبت الي النرويج لالقاء كلمة عن حقوق المرأة في السعودية التي كرمها الله واعطيت حقوقها كاملة منذ 1400 عام. فهل هناك نصوصا نسخت نصا تخص المرأة وتخفيها العائلة المالكة منذ جمع عثمان القرآن، دستور المملكة؟

سيكتب المصريون دستورهم الجديد. ويقول الاخوان “القرآن دستورنا” وعندما شكلت لجنة من اغلبية مجلسي الشعب والشوري (المجلسين جاءا بالانتخاب) لكتابته رفضها المصريون ورفضتها المحكمة الدستورية فتم حل لجنة اهل الحل والعقد التي كانت علي هوي الاسلاميين وهوي السعوديين. فما ياتي بالديموقراطية تلغيه الديموقراطية لو انه ليس علي هوي المصريون وصاحبة العربة الكارو وبغلها. فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون إذا ما اتت نتائج الانتخابات برئيس لمصر يحمل حزاما ناسفا ويرفع المصحف والسيف من المرشحين الذين تؤيدهم المملكة وتعززهم بأموال ورشاوي ضخمة وقف الجيزاوي ضدها. فالثورة حية والكفاح دوار والعربة الكارو والبغل الـ 12 سيلندر جاهزين للتوجه لقصر الرئاسة – بدون رخصة- لخلع اي ارهابي يحتله.

About محمد البدري

مهندس وباحث انثربولوجي
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.