وهذا سارق آخر ومافيا الكهرباء يبيعون المهفات

ليس كثرة السرّاق مايزعج اولاد الملحة ولكنهم اصبحوا كالفطر السام يتكاثرون ومزودين بخبرات غاية في الدقة للاثراء السريع.
وهاهو سارق آخر يظهر على المسرح، انه مسؤول كبير لم يقبل باختلاس اقل من 400 مليار دينار.
ليش لا قابل ألاخرين اشطر منه.
يقول الخبر ،والذي قاله شديد الحياء جدا “أن هذا المبلغ هو جزء من القروض التي منحتها وزارة المالية للمصارف الاهلية ،وهذا المبلغ هو من اصل 689 مليار دينار، وقد استطعنا استرجاع 289 مليار دينار”.
الحمد لله، جهودكم مشكورة يا ابن العم. ولكن لماذا لم تذكر اسم المختلس ليس للشعب فهو كما معروف غير مبال بذلك ولكنك على الاقل تذكر انه تم احالة ملف القضية الى القضاء وليس الى هيئة النزاهة.
انك تقول وبحياء ايضا”اننا نحاول استرداد بقية المبلغ”.
اولاد الملحة يعرفون ماذا يعني قولك، ستزورون المختلس في بيته وتشربون الشاي اذا لم يكن سائلا آخر ثم تبدأون الحديث عن هذه المليارات، وفي النهاية تقبلون بتقاسم المبلغ على ان يأخذ المختلس حصة الاسد وشرطه ان تعلنوا انه تم استرجاع المبلغ بالكامل واذا لم يحدث ذلك ،كما يقول المختلس،تعرفون ماذا يحصل.
انتهى اللقاء وتمنى الجميع للمختلس التمتع بمليارات اصحاب الملحة وبعضكم زوده بعناوين في بيروت ودبي ولندن اذا احب ان يقيم هناك فلديهم عمارات سكنية تحت الطلب وباسعار تنافسية.
يا لبؤسكم ياسادة، فوالله دودة الارض اشرف منكم جميعا،على الاقل انها تحرث الارض مجانا وبصمت مطبق.
على المسرح ايضا برزت امس لجنة النزاهة النيابية وقال المتحدث باسمها عمار كاظم عبيد ” انها احبطت عقدا لوزارة الكهرباء مع شركة تركية من القطاع الخاص بقيمة 40 مليار دينار، وردّ عليه احد اعضاء لجنة الطاقة بالقول ” ان لجنة الطاقة النيابية تعزو انتشار الفساد في الوزارة الى احتكار مافيات محلية لمناصب عليا تدير الاعمال من دون علم الوزارة.
ياسلام على هذا التبرير .. لعد شنو شغل الوزيرهل هو خاروعة خضرة أم خيال المآته، ام الاثنين معا؟.
احباط العقد والغائه جاء بناءا على وثيقة من الحكومة التركية تؤكد عدم السماح لهذه الشركة بربط خط ناقل من الوطنية التركية الى العراقية والذي تم ترجمته وعرضه على مجلس النواب ومجلس الوزراء الذي رفض العقد بعد الدراسة والتاكد من الوثيقة المقدمة.
ويبدأ عبيد باللطم حين يقول” الا ان وزارة الكهرباء ما زالت تلوح بأن هيئة النزاهة السبب في تاخر قطاع الطاقة”.
ويلوح عبيد ان”الكهرباء اذا لم تلجم المافيات الداخلية فلن يستطيع الوزير فعل شيء ومن الافضل له تقديم استقالته”.
لطّام آخر من لجنة الطاقة اسمه بهاء هادي احمد دعا “الى التدقيق في عقود الكهرباء وانهاء احتكار المافيات لمناصبها.وان هناك ملفات يشوبها الفساد الى جانب العقود التي تبرمها وزارة الكهرباء التي تحتاج الى تدخل هيئات النزاهة المتعددة التسميات”.
مازال مستمرا في اللطم وهو يقول “هناك ادارات ووكلاء في الوزارة تتخذ خطوات شبيهة بعمل المافيات ويضرها توفير الطاقة وتتبوأ مناصب عليا لاكثر من 10 اعوام وفشلت تلك الادارات فشلا ذريعا ولم يتم تغييرهم او تحويلها الى قطاعات اخرى ولاسيما وكلاء الوزارة الذين دائما مايرمون الكرة على عاتق وزارة النفط بذريعة عدم توفيرها للوقود”.
واوضح احمد ان “ما ساعد هذه المافيات هو عدم اقرار قانون النفط والغاز والذي اصاب الوزارات بالضعف واحدث مشاكل بين المركز والاقليم”
في هذه الاثناء صرخت النائبة عن كتلة الأحرار عضوة باللجنة المالية البرلمانية ماجدة التميمي بعد ان رفعت يديها الى السماء مطالبة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني الالتزام بالترشيق الحكومي والاستقالة من منصبه، وانه أساء لي وللكتّاب الذين وصفهم بالمغرضين ويجب عليه (الالتفات لعمله الحقيقي كمسؤول عن شؤون النفط والكهرباء، وتنفيذ مطالب الشعب والمرجعية التي تتعلق بالترشيق الحكومي عن طريق استقالته من منصبه.
عيني حبابة شنو يعني الترشيق الحكومي اروحلك فدوى.
وقبل ساعات اعلن احد المتنفذين في الحكومة العوراقية العظيمة بانه مستعد لتوزيع المهفات على كافة افراد الشعب ومجانا “وستكون لي حسنة عند رب العالمين”.
احد الصحفيين الذين حضروا للاستماع الى الخطبة اسّر الى زميله “هذا الشخص يمثل المافيا الكهربائية ولكنه مسنود من كتلته ولا يجرؤ احد الاقتراب منه”.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.