ونفخنا فيه من روحنا – اين كان النفخ ومن هو النافخ ؟

جاء في سورة الانبياء ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿٩١)
وفي سورة التحريم
(( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴿١٢﴾ ))
المقصود من هذه الآية افهام الناس عملية خلق عيسى المسيح في رحم مريم . هي عملية شبه بشرية بقدرة ربانية ، حسب المفهوم القرآني لعملية الاخصاب والحمل .
يخلق الله ما يشلء بكلمة كن ، فهل كان الله بحاجة ان يرسل ملاكه جبريل ليتمثل لها بشرا سويا وينفخ في فرجها ليتم الاخصاب والحمل ؟
هل يخلق الله البشر بطريقة النفخ في الفروج ام بكلمة كن ؟
هل هذه لغة قدسية بكتاب يقال عنه كريم و مقدس ؟
وهل من الضروري ان ينفخ في فرجها رجلٌ ( بشر سَويا ) بدلا من ترى في حلم او رؤية البشرى بالحمل بغلام بأمر الله وكلمته ؟ وكان ذلك عند الله امرا هينا وأمرا مقضيا ؟
هل يعصى على الخالق ان يقول كلمة فتحدث معجزة الخلق ؟ ومن كان الشاهد على تلك البشرى حتى يصدق الناس حملها بغلام بامر الله وهي عذراء لم يمسسها بشر ولم تكن بغيا؟
ولماذا ينفخ ذلك الرجل المجهول ( البشر السوي) بفرج العذراء البتول (أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ ) ؟ ليتم الحمل ، الم يقل : ( اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ )
اين هي قدرة الله وارادته في الخلق بكلمة كن ؟
ولماذا الخلق بالنفخ وفي الفرج وبآية قرآنية علنية ؟
لقد تحايل عدد من المفسرين أما خجلا اواحتراما للعذراء مريم اوتجميلا لشناعة الكلمة المستعملة في القرآن ، في تفسير كلمة (فرج) فمنهم من فسرها على ان النفخ تم في درع ثوبها ، او فتحة فيه او كُم ثوبها . ولكن الكلمة واضحة لا تحتاج الى تجميل او تفسير آخر .
وهذا ما يهين قداسة الفتاة التي اختارها الله واصطفاها وطهرها كي تحمل بكلمته وروحه ليتجسد بإنسان زكي .
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴿٤٢﴾
فهل يصح من طهرها الله واصطفاها على نساء العالمين ان يقول عنها ( نفخنا في فرجها ؟)
هل هذا اصطلاح الهي ام اسلامي فقط ؟
هل يقبل اي انسان على الارض ان يذكر شيئا عن فرج زوجته او امه او اخته علنا يقرأها ويرددها مليارت الناس على مدى الاجيال حتى يوم القيامة ؟ اي قداسة هذه في كتاب يقال عنه مقدس ؟
ان هذا الكلام الغير مؤدب يدل بكل تأكيد على بشرية الفكرة والتأليف ، في عملية اخصاب امراءة يتم بالاتحاد ما بين ما يخرج من الرجل ب (النفخ) وما بين ما تستلمه المراءة في جوفها او (فرجها) .فهل يليق بروح الله (حبريل) ان يقوم بعملية نفخ في فرج فتاة عذراء كي تحبل بغلام من روح الله وكلمته ،وينزل شرح تلك العملية بأية ويكلف الله ملاكه لنقلها من السماء الى أذن محمد و منه لمليارات البشر . الا يمكن احداث ذلك الخلق العجيب بكلمة (كن) فقط من دون الحاجة الى وسيط بهيئة رجل تقي او شقي يـنزل من السماء ليقوم بعملية نفخ في فرج فتاة عذراء ؟
اين قدرة الله في الخلق العجيب بدلا من عملية النفخ المعيب ؟
ولدينا تساؤل آخر :
هل ارسل الله الملك جبريل ليبشر مريم بنت عمران بولد اسمه المسيح ، وتمثل لها بشرا سويا ، افزعها شكله ، وقالت عنه اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا ؟ وانا اشك ان كلمة (تقيا) كتبت في القرآن خطأ بدلا من كلمة (شقيا) .لأن التعويذ بالرحمن لا يكون من التقي بل من الشقي المخيف.
وهناك تناقض في الآية التي تشير بوضوح ان من بشّرّ مريم كان رجلا واحدا بهيئة بشر سوي ، (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا)
بينما الأية رقم 45 من سورة آل عمران تناقضها وتشير الى مجموعة من الملائكة هم من بلغّوا البشرى لمريم !!
” إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ” ﴿٤٥﴾ فهل كان المبشر ملاك واحد بهيئة بشر ام مجموعة من الملائكة ؟ ما اكثر التناقضات في هذا الكتاب ؟
ما هو الصحيح في القرأن ؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.