وما صلبوه وما قتلوه لكن شبه لهم

بآية يتيمة منفردة ينكر مؤلف القرآن صلب المسيح الذي هو عماد العقيدة المسيحية دون ان يقدم دليلا واحدا يثبت صدق ادعاءه . حيث جاء في القرآن :
[وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا] سورة النساء 157
اما شواهد المسيحية في صلب المسيح فكثيرة جدا ، ورفع الصليب فوق الكنائس وداخلها و اتخاذه شعارا مقدسا للمسيحية يكفي اثباتا لحادثة صلب يسوع المسيح ، اضافة الى الوثائق الرومانية التي يحتفظ بها الفاتيكان والخاصة بقرار صلب المسيح و شهود الاثبات و المدعين لازالت محفوظة في خزائن الفاتيكان . هذا عدا نبؤات الانبياء القدماء عن صلب المسيح التي تحققت كلها بدقة عجيبة .
اما الاسلام و قرآنه المقتبسة نصوصه المحرفة من التوراة والانجيل و الهاجاده وقصائد الشعراء و اساطير الاولين فلا دليل عليها و لا اثباتات غير الضن و النقل المحرف المعتمد على السماع الشفاهي.
انكار القرآن لحادثة الصلب التاريخية جاءت بآية واحدة يتيمة غير مكررة كعادة التكرار المملة في القرآن للنصوص ، ولم يستشهد كاتب القرآن بتاريخ الحدث او جغرافية المكان او اسماء الشهود ومن هم الذين مكروا من اليهود ليقابلهم اله الاسلام بمكر مماثل لكونه خير الماكرين الذي قام بتمثيلية خدعة التشبيه بشخص آخر برئ كي يتم صلبه بارادة هذا الاله الماكر كي يخلص مسيحه من الموت .


الانجيل بنسخه الاربعة القانونية كتبه اربعة من شهود العيان للحدث و عايشوه بأنفسهم او من كتبوا احداثه ممن عايش الحدث بكل تفاصيله لحظة بلحظة . ونقلوا ادق التفاصيل عن حادثة الصلب التاريخية من لحظة القاء القبض على يسوع المسيح في بستان الزيتون و محاكمته و تعذيبه ثم صلبه و انزاله من الصليب و تكفينه ووضعه في قبر جديد منحوت في صخر الجبل وحتى قيامته و ظهوره لتلاميذه وللناس الاخرين بعد القيامة من القبر.
تلك الاحداث مؤرخة بشكل دقيق و عجيب ، ذكرت فيها التواريخ بالساعة واليوم و المناسبة ، و اسماء الاماكن التي شهدت الاحداث كلها ، واسماء من قام بالشكوى على المسيح و التهم الباطلة الموجه له والمحاكمة و اسم الحاكم والشهود و اقوالهم و قرار الحكم ، وطريقة التنفيذ بكل التفاصيل .
فاين ادلة القرآن بنفي كل تلك الاحداث و الاثباتات ؟
فهل نصدق شهود العيان و مؤرخي تلك الفترة من اليهود والمحايدين ومخطوطات الوثائق الرومانية الرسمية المحفوظة في المتاحف و شواهد القبر الفارغ الذي شيّد فوقه اكبر كنيسة ، و مكان الصلب و العثور على الصليب الذي صلب عليه المسيح ، والمعجزات التي رافقت الحدث ، ام نصدق رجل بدوي امي لم يقرأ بحياته كتابا ولا يعرف من الحياة غير النكاح والاغتصاب والغزو والقتل وسلب الغنائم ، انكر الحادث جملة وتفصيلا بعد مرور اكثر من ستمائة عام على وقوع الحدث منكرا كل تلك الاحداث بسطر واحد لا دليل ولا شواهد يقدمها على الانكار ليعزز قوله .
ان خير ما يمكن ان نعلق على هذه الشهادة المزيفة هي انها لشاهد ماشافش حاجة .
40% من الاناجيل الأربعة تتحدث عن حادثة الصلب بكل تفاصيلها لحظة بلحظة .
مئات النبؤات لأنبياء العهد القديم تحدثت عن صلب المسيح ، وتحققت كل تلك النبؤات بكل تفاصيلها تماما ، حيث وقعت كل تلك الاحداث مطابقة للنبؤات وكأن المتنبئين كانوا يشاهدون احداث الصلب بعيونهم وقلوبهم .
فمن نصدق ، هل نصدق شهود العيان عاشوا الحدث ، ام شاهد جاء بعد 600 عام وماشافش حاجة ؟
ان مؤلف القرآن يختبئ وراء الوحي ليوهم الناس ان الله هو من يرسل كلامه بواسطة مراسله الخاص جبريل ليقنع المصدقين به ان القرآن هو كلام الله .
ان نكران كاتب القرآن لاحد اعمدة العقيدة المسيحية الرئيسية وهو صلب المسيح الذي تنبا هو بها و موعدها و قيامته ، لابد ان يكون معززا بشواهد واثباتات وادلة وليس الانكار و النفي ببضع كلمات منفردة لأكبر حاثة وقعت بالتاريخ شهدها الاف الناس و وثقها مؤرخون معاصرون للحدث وكتبها كتبة الاناجيل الاربعة بكل تفاصيلها الدقيقة لحظة بلحظة وكانوا شهود عيان وكتّاب لأعظم وأقدس كتاب عرفه البشر كُتب بايحاء الروح القدس .
ان اعتماد كاتب القرآن نفي حادثة الصلب على مكر وخدعة ربانية، واعتبار الفاعل هو الله بألقاء التشبيه لشكل السيد المسيح على انسان آخر، دون ان يعلمنا من هو الشبيه و اعتبار ان اليهود مكروا و مكر الله وكان الله خير الماكرين يضعف شهادة النفي لكونها بلا دليل و الفاعل غير موجود ماديا وعمليا ليدلي بشهادته ، و العملية برمتها هي تحايل و خداع من اله الاسلام الذي صاغ قصتها من كان مصابا بالصرع ويسمع باذنه صليل جرس و دوي نحل و صوت بعير ، وكان بأمكان الله القادر على كل شئ ان يرفع عيسى الى السماء دون ان يضحي بأنسان آخر ليصلب بدلا عن المسيح ويسخر من اليهود، ام كان الله يريد ان يستمر اليهود بتنفيذ مخططاتهم دون ان يشعروا بالمكر الرباني ؟
الغاية من نكران صلب المسيح هو محاربة المسيحية وعقائدها، كما حاربها رسول الاسلام بتكفير اتباعها واتهامهم بعبادة ثلاث الهة وطرد اهل الكتاب من جزيرة العرب بعد الابادات الجماعية التي مارسها صعاليك قثم بن آمنة ، وفرض الجزية عليهم في البلاد التي يغزوها اتباعه . القرآن كما ادعى كاتبه جاء ناسخا لكل الاديان الاسلام ليبقى هو بنظر اصحابه اشرف الانبياء والرسل و خاتم الانبياء ، وبهذا حاول غلق الطريق على كل من يكذبه والغاء الاديان السماوية السابقة ، لأن الدين بنظره عند الله الاسلام فقط .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

4 Responses to وما صلبوه وما قتلوه لكن شبه لهم

  1. س . السندي says:

    ١: بالمنطق ، كيف يعقل أن يكون حمير البعران وصاحب القرأن ، أفهم وأذكى من عباقرة الإغريق والرومان وشهود العيان ؟

    ٢: ما يجهله الكثيرون أن بعد القيامة ، كان السيد المسيح يظهر ذاته فقط لمن يريد ، بدليل أن قادة اليهود والمتعاونين معهم من المرتشين عجزو في البحث عنه وأيجاده بعد انتشار شائعة قيامته ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    بعيداً عن التعصب وقريباً من المنطق والعقل ، كيف يعقل أن يكون السالب والناهب والقاتل والفاسق والزاني والغازي والمغتصب والميت أشرف خلق ألله وأشرف من الطاهر والقدوس والحي الْقَيُّوم والديان يوم الاخير ، فقط قليل البحث والمقارنة والتفكير والتحليل نستكشف الكثير الكثير ، سلام ؟

  2. muslem says:

    القرآن لم ينكر حادثة الصلب إنما من فسر القرآن توهمظنوا أنه قتل ولكن يقينا هو لم يقتل و قد رفعه الله إلى السماء

    القرآن يقول وما قتلوه وماصلبوه و لكن شبه لهم وما قتلوه يقنيا
    وماقتلوه يقينا .. توقفوا عندها كثير رجاء
    التفسير هو أن فعلا المسيح لم قتل في حادثة الصلب التي حدثت و لكن شبه لهم أنهم قتلوه .. وليس شبه لهم أنه شخص آخر
    ويقينا هذا ان الله أعلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من شهد حادثة الصلب

  3. صباح ابراهيم says:

    محمد اتخذ من الكتاب المقدس ( التوراة والانجيل ) مرجعا له اقتبس منها الكثير من قصص الانبياء ، و ادخلها في نصوص القرآن بلهجة قريش ، لكن القرآن وهو الاحدث زمنا لا يكون هو المرجع المعتمد لآحداث وقعا قبل زمن محمد بمئات والاف السنين . و لا دخل لوحي السماء في كل ما كتب بالقرآن فهو من تأليف محمد و جماعته . و كتب فيه ما يلائم سياسته ضد اليهود و نصارى نجران . مرة يمدحهم ومرة يشتمهم ويلعنهم و يكفرهم ويجعل منهم القردة والخنازير .
    الله لا يتكلم بهكذا لغة وليس سبابا لعانا حاشا له .

  4. فرن الحلوين للحمه بعجين says:

    كل المسلمين لا يفهمون معنى الصلب والقيامه ،ولا يعرفون ان هناك فئه مسيحيه لم تفهم الصلب والتعذيب للاله اي بمعنى اخر الناسوت[الجسمي] واللاهوت [الروحي].كل ما يفهمه الصحراوي هو اكل اللحم وشرب اللبن غير الحامض والنكاح لمن استطاع اليه سبيلا. يقول صلوات الله عليه حببت الي من دنياكم النساء والثريد اي اللحمه بعجين هذا منتهى الارب في سدره المنتهى.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.