هل نجى الاسد من شرط اخلائه حكم الساحة السورية؟ وكيف ؟؟

صافي الياسري

الثوار السوريون وحدهم هم الذين ما زالوا على رغم الانتكاسات التي تعرضت لها بعض فصائلهم ،مؤمنين بان مغادرة الاسد حكم الساحة السورية ضرورة لابد منها لاستعادة سوريا امنها، واستقرارها وتصالحها الوطني ،اما الاقطاب ( المتعاركين ) على الساحة السورية فهم يعترفون ان مصالحهم الغالبة هي الحاكمة ،وان الصفقات البينية لهم هي التي ستقرر مصير الاسد وانه في الاغلب فانه باق للموازنة بين هذه المصالح ، وعلى هذه الخلفية
نشرت مجلّة “ناشونال انترست” الأميركية تقريرًا للكاتب دانيال دوبتريس، تحدّث فيه عن أنّ الوقت حان لكي يقبل العالم بحقيقة أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل.
وقال الكاتب: “حملة النظام السوري على الغوطة الشرقية هي الدليل على المسار الذي تتجه اليه الحرب، والذي تغيّر منذ أن تدخّلت موسكو عسكريًا في أيلول 2015 من أجل مساعدة الأسد على البقاء”.
وأضاف: “يواجه المسلّحون الذين انقطعت عنهم الإمدادات والدعم من الداعمين الخارجيين، خيارَين، إمّا الإستسلام بدون شروط والتموضع نحو الشمال، أو الموت”، معتبرًا أنّه “على الولايات المتحدة أن تضع قاعدة جديدة لسياستها في سوريا، تحضيرًا لبقاء الأسد لسنوات في دمشق”.
وأكّد أنّ هذا ليس السيناريو الذي تريده واشنطن، لافتًا الى سياسة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون التي تحدّث عنها في وقت سابق هذا العام، والتي تقضي باستخدام الوجود الأميركي كوسيلة لتحريك العمليّة السياسيّة في سوريا، وأوضح الكاتب أنّ هذه السياسة تمّ تخطيها عبر الأحداث المتسارعة على الأرض في سوريا.
وأشار الى أنّه بالنسبة للأسد، فإنّ التفاوض حول تنازلات سياسيّة بما يخصّ مستقبل سوريا في الوقت الذي يستعيد الجيش السوري الأراضي، أمرٌ لا جدوى منه. وسأل: “أين ستضع الأحداث الولايات المتحدة؟، هل يمكن أن تعمل واشنطن مع الأسد مجددًا وتتناسى كلّ ما جرى؟”.
وأضاف: “إنّ الحكم السياسي في سوريا ليس في قلب الإهتمام الأمني الأميركي”، واعتبر الكاتب أنّ الأسد يعتمد على قوى خارجيّة، وشدّد على أنّ السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ستستمرّ بغضّ النظر عن وجود الأسد في القصر الرئاسي أم لا.
ولفت الكاتب الى أنّ الإقتصاد السوري قد دُمّر، وتحتاج سوريا 200 مليار دولار على الأقلّ من أجل إعادة إعمار المنازل، المستشفيات، المعامل والمزارع.


وقال الكاتب إنّ روسيا ساعدَت الأسد على البقاء في السلطة، والآن هي مسؤولة عن الحفاظ على ذلك.
اما موقف العرب وبخاصة المملكة العربية السعودية من بقاء او رحيل الاسد فقد هادن ولي العهد محمد بن سلمان مسالة بقاء الاسد على وفق الضرورات السياسية ومتغيراتها في المنطقة واحسب ان تمكن الاسد من شكم المعارضة فرض هذا الموقف اوا تاحه
وبهذا الصدد يشير أندريه أونتيكوف، في مقال نشرته “إيزفيستيا” الروسية ، إلى تغير موقف الرياض من الرئيس السوري بشار الأسد.
حيث كتب أونتيكوف:
ان المملكة السعودية وبعض بلدان الشرق الأوسط، التي كانت تصر على إطاحة بشار الأسد، لم تعد تطرح هذه المسالة في المفاوضات المغلقة. فقد تأكدت المملكة من أن الرئيس السوري سيلعب دورا كبيرا في مستقبل سوريا السياسي. هذا ما صرح به للصحيفة مصدر رفيع المستوى في الدوائر الدبلوماسية الروسية.
وأضاف المصدر أن السعودية وهذه الدول “أدركت أن بشار الأسد واقع يجب التعامل معه. وبالطبع هذا لا يعني موافقتها على ذلك، فهي ستطيحه في أول فرصة ممكنة، لكن ميزان القوى حاليا يجبرها على تغيير موقفها.
وقد طلبت الصحيفة من الخارجية السعودية ومن سفارتها في موسكو التعليق على هذه المسألة، لكنها لم تحصل من أي منهما على رد.
هذا، وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قد التقى قبل أيام خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير خارجيته عادل الجبير. ولوحظ أن الوزيرين خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك لم يذكرا قط اسم الرئيس السوري، على الرغم من أن مسألة النزاع السوري كانت أحد الموضوعات الرئيسة في المباحثات. وقد أكد الوزير السعودي ضرورة تنفيذ اتفاق “جنيف-1” وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشأن تشكيل حكومة انتقالية وبدء العملية السياسية لتحديد مستقبل سوريا.
على صعيد آخر، أفادت بعض وسائل الإعلام العربية، استنادا إلى مصادرها، بأن المملكة السعودية خلال اتصالاتها بالمعارضة السورية تصر على تخلي المعارضة عن مطلب استقالة الأسد، وأن عليها بدلا من ذلك، وفق رأي السلطات السعودية، مناقشة صلاحيات الرئيس السوري خلال الفترة الانتقالية.
من جانبه، أشار خالد باطرفي، المحلل السياسي السعودي، الأستاذ في جامعة الملك فيصل، في حديثه إلى الصحيفة، إلى أن “موقف الرياض من الرئيس السوري لم يتغير جذريا”. وأضاف أنهم “في المملكة السعودية واثقون من أنه لن يكون لبشار الأسد في مستقبل سوريا. بيد أن اتفاقية “جنيف-1” تسمح له بالمشاركة خلال الفترة الانتقالية، التي يجب ألا تزيد عن ستة أشهر وتنتهي بتسليم السلطة”، – كما يقول باطرفي وليس لدينا نحن المتابعين محددات ثابتة في هذا المؤشر لذا نحن نبارك لانفسنا الصبر حتى معرفة النهاية التي نرى انها ربما زادت على هذه الاشهر الستة المحددة ..

يذكر أن المملكة السعودية في السابق لم تكن تسمح من حيث المبدأ للرئيس السوري بالمشاركة في أي عملية سياسية. وكان عادل الجبير يردد “ألا مكان للأسد في الحكومة الانتقالية”. كما أنه تعهد في عام 2016 بأن على الرئيس السوري أن “يرحل إما عبر عملية سياسية أو يتم إبعاده بعمل عسكري على الأرض”.
في هذا الصدد، قال المدير العام لمعهد المشكلات الإقليمية دميتري جورافليوف للصحيفة إن “الرياض مجبرة في الواقع على تغيير موقفها. وذلك نتيجة التغيرات الجدية التي حصلت في ساحة المعارك. فالسعودية الآن قلقة ليس من بقاء الأسد، بل من تعزز قوة إيران. أي على المملكة السعودية حل مشكلات أصغر من الأزمة السورية، ولكن أكثر الحاحا”. وبحسب قول جورافليوف “المقصود هنا النزاع مع قطر”.

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.