ولكم نبجي لو نلطم؟

سؤال محير فعلا،فهل يبكي العراقي ام يلطم الان؟.

بعض العراقيين حزموا امرهم ودمجوا الاثنين معا ولكن البعض الآخر بقى مشدوها ومايزال بفعل ماحدث من قتل علني للمرة الثانية خلال شهر في وسط بغداد لمجموعة من الكورد الايزيدون.

هذا البعض ظن لأول مرة ان المجموعة الملثمة التي اطلقت النار على هؤلاء في وسط بغداد انها مقطع من برنامج الكاميرا الخفية الا ان بعضهم أكد انه مقطع تصويري من فيلم عراقي اعد السيناريو له الكاتب الرائع فيصل الياسري وهو بعنوان “بغداد حلم وردي” الذي سيعرض قريبا.

ولكن حين حدث نفس المشهد للمرة الثانية وراح ضحيته اكثر من 10 اشخاص من هذه الطائفة امام مرآى ومسمع الناس وثق القوم بان الامر ابعد من ذلك.

لماذا قتل هؤلاء؟.

التهمة :كورد ايزيدون.

السبب:غير معروف.

المكان:وسط العاصمة بغداد امام مرآى المارة والعابرين

الزمان:الشهر الحالي.

التنديد: لاأحد

الاحتجاج: لاأحد

الحكومة:صامتة

من الغريب ان تبدي العديد من الدول استنكارها لهذه الجريمة البشعة بينما تتخذ حكومة العوراق العظيم الصمت ازائها.

فهل هناك تواطؤ بين بعض الاطراف من اجل تأجيج الطائفية؟.

لايمكن ذلك بدليل ان هؤلاء اناس مسالمين وفقراء لله وحده ولا علاقة لهم لا بالسياسة ولا بالفساد المالي والاداري ولا يتصريحات حسين الشهرستاني حول فائض الكهرباء.

الموثوق منه هو ان الذي يتجرأ ويطلق النار على اناس في وسط بغداد امام اعين رجال الامن والناس لابد ان يكون مدعوما من جهات اقل مايقال عنها ان القانون لايطالها، فمن هي ياترى؟.

الغريب،كما قلنا، ان الجميع بما فيهم معظم المرجعيات علقت السنتهم واصابهم الصم والبكم.

هل بات البعض يتنفس رائحة الدم ولايستطيع العيش بدونه؟يبدو كذلك.

هل بات العراقي الغلبان مشروع طائفي لتأجيج ما بقي من شرارات؟. يبدو كذلك.

لقد نسفت هاتان الحادثتان حكاية الارهاب والقاعدة وتدخل دول الجوار واصبح من الواضح ان الامر بيد مسؤولين رفيعي المستوى لهم مهمة محددة وهي اشاعة الفوضى والطائفية من اجل الاعداد لتقسيم العراق فوق ما هو مقّسم.

يبدو ان شعرة معاوية غابت هذه المرة عن عدد كبير من هؤلاء ال”رفيعي المستوى”.. هذه الشعرة تقول ان العراقي مثل صناعة السجاد الاعجمي له طاقة عجيبة على الصبر والتحمل ولكنه اذا انفجر سيكون انفجاره اضعاف اضعاف قنبلة هيروشيما.

هل نبالغ في ذلك؟ ربما ولكن الاحداث سترينا ما نحن بصدده.

حين يصحو الشيعي ليصافح السني ويستضيف الكوردي ويعانق التركماني ويقبل راس اليزيدي، حينها سيرحل كل هؤلاء الى مزبلة التاريخ.

فاصل اسمه عبطان يهدد:اكد النائب عن كتلة المواطن النيابية عبد الحسين عبطان “ان كتلته لن تسكت ازاء استمرار هبوط قيمة الدينار وما لذلك من تأثير على اقتصاد البلاد وحياة المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود والفقراء والذين للاسف يشكلون نصف المجتمع واذا لم يتحسن وضع الدولار فلنا كلام آخر”.

عبطان يبدي الاسف للفقر الذي يعيشه نصف المجتمع!!.

في الليلة الماضية دعا رئيس وزراء اليابان وزرائه لأجتماع طارىء لبحث دعوة عبطان الى اليابان لتحسين “الين” بعد معرفة ماهو هذا الكلام الآخر، اما محافظ البنك المركزي العراقي فقد سارع للحصول على تأشيرات لعدة دول من اجل الاستعداد للهرب من هذا الكلام الآخر.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.