وفاء سلطان :مقابلتي مع مجلة الملحدين العرب!

ولدت في 14 حزيران 1958 في بانياس, سوريا لعائلة مسلمة علوية على الرغم انها ارادت ان تصبح كاتبة, وفضلت دراسة الأدب العربي, لكنها درست في كلية الطب في جامعة حلب أصطدمت بالعلمانية في العام 1979 بعد الأعمال الفظيعة التي ارتكبها الأخوان المسلمون بمشاهدتها بأم أعينها عندما كانت تدرس الطب عملية اغتيال دكتورها الجامعي من قبل مسلحين بالرشاشات عندها قالت جملتها الشهيره: (اطلقوا عليه مئات الرصاصات يصرخون “الله أكبر” في تلك اللحظة فقدت ثقتي بإلههم وبدأت أشكك في كل تعاليمنا. لقد كانت نقطة التحول في حياتي, وأدت بي الى وضعي الحالي, أضطررت للرحيل, كان علي أن أبحث عن إله آخر(
هاجرت الى الولايات المتحدة بالعام 1989 حيث انتقلت الى لوس أنجلوس, كاليفورنيا وأصبحت مواطنة تحمل الجنسية. اضطرت للعمل كمحاسبة في محطة للبنزين ومحل للبيتزا ومنذ فترة وصولها أسهمت بكتابة مقالات لصحف عربية في الولايات المتحدة وأصدرت ثلاثة كتب بالعربية
اهلا وسهلا بضيفتنا الكريمه
* س: هل تودين اضافة شيء ما على مقدمتنا؟
…………….
لا، رغم أنها ضحلة ولا تعنيني…..
أهم ما جاء فيها أنني من اسرة علوية، تلك العبارة تجسد طفولتي، وطفولة الانسان تلعب دورا كبيرا في تكوين شخصيته…
لا أستطيع أن أقدم نفسي، لأن كتاباتي خير من يقدمني…
يقول المفكر الأمريكي

Ralph Waldo Emerson:

“لا تصرخ، لم أعد قادرا على سماع صراخك، أفعالك تصم أذني”
المقدمات ـ خصوصا عندما يقدم المفكر نفسه ـ هي نوع من الصراخ، بل أبشعه وأكثره ضجيجا…
إنجازات المفكر هي وحدها التي تستطيع أن تخترق غشاء الاذن، وتستقر داخل الدماغ….
وهي وحدها التي تستطيع أن تقدمه!
****
*س: في تلك اللحظة فقدت ثقتي بإلههم وبدأت أشكك في كل تعاليمنا، هذه الجملة التي قلتها بعد الحادث، الا اني اود ان استفسر لماذا في تلك اللحظه بالذات، فكما نعلم، كل يوم يموت الكثيرين تحت اسم الدين، لماذا صرحتي بهذه المقوله في تلك الحادثه بالذات؟
………..
اللحظات قبل الساعات، وقبل الأيام، وقبل السنين تحيك حياتنا وتنسج ثوبنا الفكري….
على طاولة مكتبي لوحة صغيرة، كانت قد أهدتني إياها ابنتي الصغرى في عيد ميلادي، تقول:
Life is not measured by the number of breaths we take, but by the moments that take our breath away
(الحياة لا تقاس بعدد مرات تنفسنا، ولكنها تقاس بعدد اللحظات التي نشهق فيها)
تلك اللحظة التي تسألني عنها، هي اللحظة التي شهقت فيها!
تلك اللحظة هي التي يطلقون عليها، نقطة انعطاف….
كأنك تسير في درب الحياة باتجاه ما، وأنت تشعر بأنه لا يوجد قوة على سطح الأرض تستطيع أن تغير اتجاهك، ثم ومن حيث لا تدري، يواجهك منعطف حاد، يجبرك على أن تلف ١٨٠ درجة!
مايجبرك على أن تلف ليس شرطا أن يكون حدثا كبيرا، فقد يكون حصوة صغيرة، تقع تحت قدمك فتتزحلق باتجاه معاكس.
فمابلك عندما يكون ذلك المنعطف مقتل استاذي أمام عيني!
هل تتوقع هناك لحظة تجبرك على أن تشهق، أقوى وأمضى من تلك اللحطة!
ليس هذا وحسب، بل عندما يزعم القاتل بأنه يملك يد الله ويؤتمر بإرادته!!
في تلك اللحظة يسقط الله، وتبقى الجريمة شاهدا حيا على خلبية ذلك الله!
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لا بد وأن يمر الإنسان بظروف سابقة تجعله أكثر عرضة للحظات انعطاف، وأكثر تأثرا بها!
أقصد ظروف تمهد للإنصياع لذلك الإنعطاف….
لا شك، أن جرائم الإخوان المسلمين التي شهدتها سوريا في تلك الحقبة، لعبت دورا في تحضيري لأن أشهق في اللحظة، اللحظة التي اغتالوا بها استاذي تحت سوط تكبيراتهم، تلك التكبيرات التي مازالت تلسعني في عمق الوعي واللاوعي عندي!
جئت إلى الكون أحمل طبيعة اسفنجية، تمتص من الآلام ماا يحتاج الغير إلى مجهر كي يحسوا بها.
هذا ماجعلني إنسانة تختلف عن الكثيرين، وخصوصا في مجتمع ليس للحياة فيه قيمة، وليس لبشره قدرة على أن يحسوا بكبائر الآلام فكيف بدقائقها!!
لم يكن مقتل استاذي وحده سر عدائي للإسلام وإلهه، بل كان أيضا قتل الإسلام للإحساس عند هؤلاء المجرمين.
عندما أفلسف تلك اللحظة، وأتعمق في محاولة فهمها، أراهم ضحية كما هو استاذي ضحية!
يحزنني تجردهم من إنسانيتهم، كما يحزنني موت استاذي…
هم جزء من هذا الكون الكلي القدرة، كما هو استاذي…
الفصل بين المجرم والضحية في هذا السيناريو يفصلني عن انسانيتي، ويجردني من هويتي الكونية…
لذلك، في نظري هم جميعهم ضحايا، والمجرم الأول والأخير عقيدة إرهابية موغلة في وحشيتها!
اتساءل في لحظات تجلي واستناره، أمر بها: لماذا اختلف عن الجميع؟!!
اليوم، تزداد تلك اللحظات تواترا في حياتي، وتزداد معها تسأؤلاتي، والسبب مايجري في وطني الأم سوريا!
ظاهريا، أنا ـ مع الشيطان ـ ضد هؤلاء الارهابين، ولكنني في سري أتساءل: ماهي لحظة الإنعطاف التي تحول البشر لحجر؟!
في سري أتعاطف مع المجرم بقدر ما أتعاطف مع الضحية، وهذا ما يشعرني بأنني أختلف عن الكثيرين!
منذ عدة أشهر تلقيت طلبا من المحكمة العليا في المنطقة التي أعيش بها تطالبني بأن أكون أحد أعضاء لجنة المحلفين ـ لأشارك في إصدار الحكم على أحد المجرمين.
بدأ القاضي بشرح ملابسات الجريمة بالتفصيل، المجرم شاب في مقتبل العمر، قام بسرقة سيارة، فطاردته سيارات البوليس حوالي ثلاثين ميلا حتى حاصرته، ترجل من السيارة وراح يطلق النار عليهم بشكل عشوائي فأردى أحدهم قتيلا!
بالصدفة المطلقة، جلست في كرسي خلف الكرسي الذي جلس عليه المجرم محاطا باثنين من المحامين للدفاع عنه…
القاضي يشرح وأنا أتأمل في رأس المجرم من الوراء، وأمعن النظر في الندبات التي تبدو واضحة على فروة رأسه، وأتساءل: ماسر هذا العمر من العنف؟!!
عندما بدأ القاضي باعطاء نبذة عن حياة المجرم، أشار أولا إلى أنه ولد في التاريخ الفلاني السنة الفلانية…
سرت في جسدي قشعريرة باردة، وتساءلت: اليوم الفلاني، السنة الفلانية؟؟؟
هل هي مجرد صدفة أن يكون قد ولد في نفس الشهر، نفس العام التي ولدت به ابنتي الوسطى؟؟؟
هي اليوم تحضر لشهادة الدكتوراه في علم النفس ـ قسم الإرشاد العائلي، ومسؤولة عن بيت وطفلين، وهو مجرم ينتظر مصيرا اسود؟؟؟
ورحت أتساءل:
هل احتفل والداه بقدومه، كما احتلفت وزجي بقدوم فرح؟
هل رقصت أمه عندما ناغى….حبا….مشى….دخل المدرسة….تخرج منها، كما رقصت أنا؟
أشك….
أين كان الخلل، وماهي نقطة الإنعطاف؟!
عندما تفلسف تلك اللحظات التي تشكل منعطفا في حياتنا، تنسى المجرم وتصر على طبيعة تلك اللحظة واللحظات السابقة التي مهدت لها!!
في سياق تساؤلاتك قد تصل إلى المجرم الحقيقي!
لذلك في اللحظة التي اغتالوا بها استاذي وراحوا يكبرون، سقط الله من حساباتي، وظلت الجريمة شاهدا حيا على خلبيته!
أنا اليوم لست ضد هؤلاء المجرمين، وإن كنت أبدو ظاهريا كذلك، ولكنني ضد المجرم الحقيقي
الذي سلبهم انسانيتهم، ألا وهو الإسلام!
******
س: هل تعتقد الاديبه وفاء سلطان، ان المشكله في الاسلام ام في القائمين عليه؟ كيف؟
..
أجبتك بنعم في جوابي على السؤال السابق!
المشكلة الحقيقة تكمن في الفكرة التي تقودنا إلى الاعمال اشريرة…..
صار الاسلام مفضوحا كمزرعة جرثومية تحت عدسة مجهر الكتروني…
كان كتابي “نبيك هو أنت، لا تعش داخل جبته” العدسة الأولى التي سلطت الضوء على تلك المزرعة، ومنذ حينها والعدسات تتنافس، وخصوصا على صفحات الفيس بوك!
طبيعة الفكرة هي التي تشد الإنسان ليسلك وفق هذا المنحى أو ذاك.
بعد أن يتبنى فكرة ما، يبدأ بالبحث عن كل فكرة أخرى تتشابه وتتعاضد مع الفكرة الأولية!
هكذا الإسلام بدأ ببعض الأفكار الفاسدة، والتي تراكمت فوقها افكار أخرى تشابهت معها وتعاضدت، على مدى ألف وأربعمائة عام.
ليس كل ماتراكم من صنع محمد، ولكن كل ما تراكم، تراكم بفضل ماصنعه محمد!
البعض يتمسك بعدم مصداقية هذا الحديث أو شرح تلك الآية في سياق دفاعه عن الاسلام.
دون أن يعي بأن “دود الخل منه وفيه”، بمعنى أن هذا الحديث الذي يُفترض أن يكون ملفقا، قد تراكم فوق حديث حقيقي لا يقل سوءا عنه!
الغريب في الأمر، يصرون على عدم مصداقية حديث ما أو حدث ما، ولا يملكون الجرأة على حذفه من كتبهم،، فهو هناك منذ مئات السنين.
خوفهم من المطالبة بحذفه دليل واضح على ترجيحهم لمصداقيته، لأنه لا يخرج بالمعنى عن نطاق أحاديث اخرى موثقة!
استشهدت مرة بحديث محمدي يقول: جعل الله لي رزقي تحت حد سيفي!
رد القرضاوي عليها متهجما بقوله: هذا حديث ضعفه “العلماء”، وهو يقصد أن انشتاين المسلم قد ضعفه (!!!!!)
ضعفه؟؟؟
ربما…
لكن، لماذا لم يحذفوه مادام ضعيفا؟
لسبب واحد، الضعف لا يعني الرفض بالمطلق، وهم يستخدمون كلمة “ضعيف” في وصفه، لأنهم من طرف يخجلون منه، ومن طرف آخر يؤمنون في اللاوعي أنه يتناسب مع غيره من الأحاديث والاحداث الموثقة!
إنه الصراع بين الحس الأخلاقي العام

common sense،

الذي وهبته الطبيعة حتى لمجانينها، وبين البرمجة الدينية التي قولبت المسلم بطريقة حديدية!
كل إنسان عاقل يقرأ القرآن والأحاديث والسنة المحمدية بموضوعية وبعيدا عن برمجته التربوية، سيكتشف جذر المشكلة، وسيرى في محمد ذلك الجذر!
ليس لدي رغبة لأن أضرب مثلا، وليس لدي رغبة في أن أخوض أكثر في التعاليم الاسلامية، فلقد صار الحديث عنها مكررا جدا ومملا جدا….المثل الأمريكي يقول: لا تضرب حصانا ميتا!
لم يعد لدي الرغبة في أن استمر في ضرب ذلك الحصان، الذي مات وشبع موتا!
********
*س: بعد تلك التصريحات، قالت الجامعه ان اسمك ليس موجودا بين الخريجين ولا حت بين طلاب الجامعه، ما مدى صحة هذا الكلام؟
……..
لم يقولوا هذا وحسب، بل قالوا أيضا في ردهم على كتاباتي: محمد لم يفاخذ عائشة في السادسة ولم ينكحها في التاسعة، الإسلام كرم المرأة، الإسلام دين تسامح، محمد نبي الرحمة…
لا تخرج مصداقيتهم بخصوص هذه الأقوال عن حدود مصداقيتهم عندما قالوا، بأنني لم أتخرج من الجامعة…
في سياق الدفاع عن الاسلام لا فرق بين عميد كلية الطب والقرضاوي، كلاهما شربا وارتوا من نفس المنبع، وهو منبع فاسد يقتل لدى المرء الحس الأخلاقي العام.
كما قال نزار قباني: في قريتي يعرفني الكبير والصغير….
وأنا يعرفني كل من عاصرني، شهاداتي معي وبناءا عليها تم تعديل شهادتي في أمريكا، ولست
بحاجة لاعتراف شرذمة من الخلفاء “غير” الراشدين!
*****
*س ـ في عام ٢٠٠٦ تم تصنيفك من قبل مجلة تايمز كواحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم..
حدثينا كيف يتم اختيار مثل هذه الشخصيات، وعلى اثر ماذا تم اختيارك؟
……..
كانت مقابلتي على الجزيرة حدثا لم يشهده التاريخ الاسلامي من قبل.
امرأة تقف أمام الملايين لتقول علنا، وللمرة الأولى في تاريخ الاسلام: الاسلام هو المشكلة، حدث لم يكن عاديا، وسيبقى فريدا من نوعه!
الأحداث غير العادية هي التي تترك بصمات جديدة، وهي التي تحفر في العقلية الجمعية، وتلعب دورا في إعادة برمجة تلك العقلية!
بناء على تلك الحقيقة تم اختياري….
*****
*سكلنا نعلم تلك الحوارت التي اجريتها على قناة الجزيره في برنامج الاتجاه المعاكس، سؤالي هنا ينقسم الى شقين
1ـ كيف وجدتي مساحة الحرية في هذه القناة
نعود هنا إلى ماذكرته في جوابي على أحد الأسئلة السابقة: سلوك الجزيرة لا يخرج عن نطاق التفكير العام، ذلك التفكير الذي يعيش في مجتمعاتنا اليوم حالة من الصراع بين الحس الأخلاقي العام والبرمجة الدينية الحديدية.
الجزيرة تعيش هذا الصراع!
تريد من جهة أن تظهر للغرب بأنها، كأي مؤسسة إعلامية، تمتلك مساحة كبيرة من الحرية، لكنها في الوقت نفسه تصطدم بحدود البرمجة على الطريقة الاسلامية…
لذلك أعطوني فرصة رائعة في ثلاث مقابلات، واضطروا في الثالثة، وعندما فقدوا قدرتهم على تحمل جرأتي، أن يحذفوا المقابلة ويعتذروا!
لكن، في عصر الانترنت والفيس بوك خرج الأمر عن نطاق سيطرتهم…
ساهموا في شهرة المقابلة ولم ينجحوا في إخفائها….
مهما كان موقفهم، سأظل مدينة لهم لتلك الدقائق التي قدمتني للعالم كله، وسأظل أحلم بأن أتلقى مزيدا من الدعوات لأظهر على قنوات أخرى!
من يدري؟
دعونا نصبر وننتظر، وإن غدا لناظره قريب….

2- هل تعتقدين انه قد يأتي يوم نستطيع به ان نظهر على الفضائيات العربية لاجراء حوارات تكون لنا فيها كامل الحريه بالتعبير دون الخوف على حياتنا
…..
لو أجبت على هذا السؤال قبل يومين لجاء جوابي مختلفا، ولو قليلا، عما سيكون اليوم.
مجريات الأحداث لا تطمئن كثيرا، على الأقل بخصوص المستقبل القريب، ولكن يبدو أنني
لا أستطيع تقدير مستوى الحرية الذي وصلت إليه بعض المؤسسات الإعلامية في العالم العربي، ربما لأنني لا أعيش هناك، أو لتقصير مني في متابعة ما تقدمه تلك المؤسسات.أجرت معي صحيفة “النهار” اللبنانية حوارا مقتضبا جدا، ولم أكن أرغب في إضاعة دقيقة واحدة من وقتي في الإجابة على الأسئلة الأربعة التي طرحوها علي، ليقيني بأنهم لن يتجرأوا على نشر الأجوبة، ولكن تحت ضغط الصحفي الذي استجوبني ـ وباعتباره صديقا عزيزا ـ خاطرت بوقتي!
نشروا المقابلة، بعد حذف بعض الجمل، ولكن يكفي مانشروه منها ليمنحني بعض الأمل، ويفائلني بخصوص مستقبل الصحافة العربية.
أعتقد أن الحرية التي نمارسها على النت والفيس بوك تحديدا، ستساهم في فرض الحرية على كل صعيد صحفي لاحقا.
دعنا نأمل ونتفائل، لعل المستقبل يجعل أملنا حقيقة ملموسة….
…………………………
*س: برزت وفاء سلطان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر بمشاركتها بمناظرات الشرق الأوسط السياسية، كيف كانت بداية انخراطك بهذه المناظرات وكيف وجدتي ردود فعل المناظرين، وما هي اشهر تلك المناظرات؟
لم يكن مشواري سهلا، لأنني اخترت دربا لم يطرقه أحد من قبلي، فكان علي أن أرسم ملامح ذلك الدرب وأحدد بدايته ونهايته!
أيهما أسهل أن تعبر طريقا معبدا او أن تشق طريقا جديدا؟
هذا السؤال يجيب على سؤالك السابق!
كانت البداية صعبة، لكن الإصرار والإيمان بقدراتك الذاتية وحدهما يساهمان في تذليل الصعوبات وتمهيد الطريق!
أول كلمة نشرتها كانت مباشرة بعد أن وطأت قدمي أرض أمريكا…
رحت أنشر مقالاتي في صحف تصدر هنا بالعربية، وكانت تلك الصحف لا تتعدى كونها إعلانات مدفوعة القيمة، تهلل لهذه السفارة العربية أو تلك!
فالصحافة العربية تتسول وتتاجر بضميرها، دوما على عتبة الحاكم!
لذلك، كانت تطردني الصحيفة لتتلقفني الأخرى نكاية بالاولى. وهكذا حتى تعبت ومللت!
تزامنت مجزرة الحادي عشر من أيلول مع بزوغ فجر الانترنت.
حررتني المجزرة من مخاوفي، وحررتني الانترنت من براثن الناشر، ثم جاء الفيس بوك ليهدم آخر الحواجز ويطلق الصقر من عقاله!
لست اليوم تحت رحمة أحد، فأنا أحلق والسماء حدودي!
********
*س: لطالما أثارت تعليقاتك وخطاباتك ردود أفعال سلبية لدى معظم العرب المسلمين،، كيف تعاملتي مع هذه الردود؟
يقول جورج برناردشو: الفكرة الجديدة تمر بأربع مراحل:
الأولى: يصفها الناس بالتهريج
الثانية: ينعتوها بالخيانة
الثالثة: يطرحون اسئلة ويطالبون صاحب الفكرة بأجوبة
الرابعة: يقبلونها كحقيقة
لقد مرت أفكار وفاء سلطان، ولا زالت تمر، بتلك المراحل الأربعة.
أصادف في كل يوم مسلمين يمرون بمرحلة من تلك المراحل!
الذين تعرفوا على أفكاري حديثا يظنون أنني أهرج، ولا يصدقون حتى يستمرون في قراءتي، فينفجرون لاحقا في وجهي سيلا من الشتائم والإتهامات.
أمام صلابتي واستمرارهم لقراءة جديدي، يجدون أنه لا مجال لتغييري إلا بطرح اسئلة قد لا أجد لها جوابا!
يطرحون أسئلة يظنون أنه محرجة وستصيبني بالإحباط، ليجدوني أصلب مما ظنوا….
وهنا تبدأ عملية الإقتناع، بعضهم يعترف باقتناعه بما أقول، والبعض الذي يصعب عليه الاعتراف يتركني وشأني، ويتظاهر بأنه لم يسمع بي من قبل!
هذا من جهة ومن جهة ثانية، لاحظت ـ ومن خلال تجاربي في الحياة،ـ أن الغضب الذي ينجم عن الأكاذيب يدوم، أما الغضب الذي ينجم عن قول الحقيقة يزول!
لذلك، بعدعقدين من عمر الكتابي، لم أعد اُواجه بالغضب الذي واجهوني به في بداياتي.
لو كان يعرفون في أعماقهم أنني أكذب عندما يتعلق الأمر بعقيدتهم لاستمروا في غضبهم، لكنهم يدركون في وعيهم وفي اللاوعي عندهم، أن ما أقوله هو الحقيقة التي لا يمكن أن تُخفى!
أما كيف تعاملت مع ردود الأفعال، فهو السؤال الأهم!
أتمنى أن يساهم جوابي في دفع المزيد من شباب اليوم إلى أن يتمردوا على واقعهم وعلى مسببات ذلك الواقع!
دعوني أروي لكم قصة خيالية، لكنها ذات دلالات عميقة!
تسابقت مجموعة من الضفادع لتسلق جدار في محاولة للوصول إلى أعلاه.
وقف الناس يضحكون ويستهزأون من تلك الضفادع، لأنهم ظنوا انها لا تقوى على التسلق، راحوا يصيحون: يا للمهزلة….انظروا….انظروا!
سقطت أول ضفدعة ميتة على الارض، فازداد ضحك الناس واستهزاؤهم…
سقطت الثانية…الثالثة….الرابعة….الخامسة، وهكذا حتى بقيت ضفدعة واحدة مستمرة في تسلقها بطريقة بهلوانية رائعة!
وصلت تلك الضفدعة إلى نهاية الجدار وتبوأت أعلى قمة فيه.
ركض إليها الناس ليسألونها عن سر نجاها، فوجدوها صماء لا تسمع الأسئلة.
العبرة من تلك القصة، هو أنك ولكي تنجح في الحياة، عليك أن تؤمن بقدراتك وتسقط
مواقف الناس المثيرة للإحباط من حساباتك!
لقد أسقطت تلك المواقف السلبية من حساباتي خلال رحلتي الكتابية، وركزت فقط على إمكانياتي، وقدرتي على إثبات ذاتي.
وها أنا اليوم وفاء سلطان، كما أردتها أن تكون!
*****
*س: هل حقا قام الكونجرس الامريكي بتوجيه دعوه لكي كي تلقي محاضره في تل ابيب؟ او ما هي حقيقة هذه الاشاعه؟
…….
كنت حتى تاريخ هذا السؤال اظن بأنه لا يوجد سؤال غبي على سطح الأرض!
الكونغرس الأمريكي وجه لي دعوة لألقي محاضرة في تل أبيب؟؟؟؟ ولماذا يريدني الكونغرس الأمريكي أن أحاضر في تل أبيب؟؟؟
لو قالوا أن تل أبيب وجهت لي دعوة لألقي محاضرة في الكونغرس الأمريكي، لبلعنا الكذبة، ولكن تلك الإشاعة تبدو كذبة أكبر من قدرتنا على بلعها!
أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي وجه لي دعوة لإلقاء كلمة في مبنى الكونغرس، قبلت الدعوة وألقيت المحاضرة، ولم أخرج في موضوعها عما قلته في أية مقابلة بالعربي!
لم أتلق أية دعوة لزيارة تل أبيب، وعندما أتلقاها، أحب أن أؤكد لكم، بأنني سأقبل الدعوة شاكرة!
********
س: ما هي حركة (مسلمين سابقين) وكيف تم انشاؤها؟
…….
حركة مسلمين سابقين حركة أنشأتها السيدة الأمريكية من أصل مصري مسلم، والمعروفة عالميا نوني درويش.
أحست بالحاجة إليها بعد سيل التهديدات التي تلقتها وتلقاها الكثيرون ممن تركوا الإسلام هنا في أمريكا، وطبعا أنا واحدة منهم.
كان لي شرف العمل مع السيدة نوني درويش لإنشاء تلك المؤسسة، ومازال اسمي موجودا على قائمة المشرفين عليها، كضيفة شرف!
إذ أنني لم أستطع أن ألتزم بجدول أعمالها لضيق الوقت وكثرة مسؤولياتي.
مازلت على تواصل مستمر مع السيدة نوني، وهي صديقة مقربة جدا، ونتشاور دائما في امور تخص المنظمة!
تضم المنظمة أعضاء كثيرين، وكلهم من أصول اسلامية، وهم في تطور مستمر. تقف تلك المنظمة كالند للند في مواجهة المنظمات الاسلامية الأخرى التي تنشط في أمريكا والتي مهمتها تبيض وجه الإسلام الأسود، فتدحض أكاذيبهم وتساهم في تثقيف الشعب الأمريكي حول حقيقة العقيدة الاسلامية!
هناك منظمة شقيقة لها في بريطانيا ونحن على تواصل معها، وسمعت بأن أخرى كانت قد تشكلت مؤخرا في فرنسا بجهود الشاب الفلسطيني الملحد وليد الحسيني!
********
*س: في تشرين الأول 2010 دعيتي كشاهدة خبيرة لتكوني شاهده في محاكمة خيرت فيلدرز صاحب فلم فتنه،، حديثنا عن هذه المحكمه وعن هذا الفلم؟
……الفيلم يعرض بالوثائق العلاقة بين الإرهاب والقرآن.
هو فيلم وثائقي رائع، اكتسب مصداقيته من أنه تجاوز الأحاديث والسيرة المحمدية واعتمد مباشرة على القرآن، كي لا يترك مجالا للبعض بالإدعاء أن تلك الأحاديث ضعيفة، على غرار ما يفعل القرضاوي عندما تواجهه بقباحتها!
اُقامت بعض الأحزاب اليسارية مدعومة من قبل الإسلاميين في هولنده دعوى قضائية ضد السيد ويلدرز بتهمة الإساءة إلى الإسلام.
لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يسيء إلى الاسلام أكثر مما أساء إليه نبي الاسلام!
تقدم محامي الدفاع بعريضة تضم حوالي ثلاثين شاهدا، وافق القاضي المحقق على استقدام ثلاثة، وكنت أنا واحدة منهم.
قابلت القاضي في هولندة، واستمرت المقابلة من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة بعد الظهر!
كل الأسئلة التي طرحها القاضي علي جاءت على الشكل التالي: لقد صرح السيد خيرت ويلدرز بكذا وكذا، هل توافقين على ماقال؟ ولماذا؟
يحضرني الآن أحد هذه الاسئلة: شبه السيد ويلدرز القرآن بكتاب كفاحي لهتلر، فسألني القاضي: هل توافقين على هذا التشبيه؟
جاء ردي: لا لا أوافق!
لا أوافق لأن القرآن أسوا من كتاب هتلر!
لقد سبب القرآن زهق أرواح وإراقة دماء عبر أربعة عشر قرنا من الزمن أكثر بملايين المرات مما سببه كتاب هتلر.
من ناحية ثانية، كتاب هتلر كتاب سياسي، كان من الأسهل محاربته واستئصال أفكاره من الأجيال التي أعقبت هتلر، لكن القرآن كتاب ديني، يُزعم أنه من عند الله، وهنا تكمن خطورته، ويبدو أنه من الصعب جدا أن تستأصله من عقول الناس التي تبرمجت عليه!
في النهاية أسقط القاضي الدعوى، والآن حزب السيد ويلدرز يتقدم باضطراد وشعبيته تزداد بطريقة مذهلة!
*****
*س: وفاء سلطان ترى ان الاديان بشكل عام والاسلام بشكل خاص سينتهي، هل يمكن ان تلخصي لنا هذه النظره، وما هي الاسس التي بنيتي عليها هذا الافتراض؟
……
لم أقل في حياتي بأن الأديان ستنتهي، بل قلت بأن الإسلام سينتهي!
الإسلام بشكله السلفي الأصولي المحمدي ليس دينا بقدر ماهو عقيدة سياسية تفرض نفسها بالقوة، ولذلك ستنتهي لأنها لا تتماشى مع متطلبات العصر الحالي.
لا أعتقد بأن الدين عموما، وتحت أي ظرف، سينتهي!
أعتقد، ليس من منطلق علمي مبرهن، وإنما من منطلق شخصي ومن خلال دراساتي وتجاربي، أن بعض الناس مبرمجون بيولوجيا ـ ولاديا ـ على أن يؤمنوا بالغيبيات دون غيرهم.
في الانكليزي نقول ـ Wired ـ ولا أجد لها تفسيرا سوى “الشبكة العصبية السلكية الموجودة في أدمغتهم، مبرمجة على أن تؤمن بالغيبيات!
هذا البعض يحس بحاجة ماسة للإيمان بخالق، ويفقد قدرته على السيطرة على مجريات حياته مالم يؤمن بوجود غيبيات!
لذلك، لا يمكن أن تلغي الدين من حياة هؤلاء.
لست ضد هذا الأمر ماداموا لا يفرضون معتقداتهم على الغير!
تلك النقطة بالذات تضعني على خلاف، يكاد يكون جذريا ، مع الملحدين!
لا اؤمن بأي دين لأن عقلي لا يمكن أن يتقبل خرافات أي دين، ويبدو أنني غير مبرمجة بيولوجيا لأحس بحاجتي للإيمان بدين.
لكن، لا أمتلك الحق في أن أطالب بإلغاء الأديان، طالما أن هناك من يحس بأنها حاجة وضرورة لا بد منها، إذ ليس من حقي أن أتطاول على حاجات الغير!
أحب السيد المسيح، لأن مر كطيف وكان لطيفا ومسالما في مروره، أميل روحانيا إلى البوذية، لكنني لست مع تفاصيلها الدقيقة، وأعتبرها فلسفة أكثر مما هي دين!
أنا ضد الإسلام لأنه يكرس العنف ويفرض نفسه بالقوة على الغير، ولأنه عقيدة قلبت المفاهيم وسلبت أتباعها الحس الأخلاقي العام!لذلك، أصر على أن مصيرها إلى زوال!
البعض يؤمن بأن الإسلام قابل للإصلاح، وإذا أثبتوا جدارتهم في إصلاحه سأكون أول من يصفق ويبارك لهم إنجازهم النبيل!
**********
*س: المسلمون يستمرون بالمطالبه باقامة دولة الخلافه، هل يمكن ان توضحي لنا الموانع التي تمنع اقامة مثل هذه الدولة في القرن الواحد والعشرين؟
………
إنه حلم إبليس بالجنة، على حد قول المثل الشعبي، رغم أنني لا اؤمن بابليس ولا اؤمن بالجنة!
كنت أتحدث مؤخرا مع شاب مصري في سنته الثانية في كلية الطب بجامعة القاهرة…
وأنا، بالمناسبة، أقدس الوقت الذي أدردش فيه مع هؤلاء الشباب.
أرى فيهم الكنوز التي يمكن أن نستثمرها للمستقبل.
أتعلم منهم الكثير، وأطلع على صورة الوضع هناك بتفاصيله من خلال تعبيراتهم البريئة والتي يطلقونها بعفوية وبلا أية حواجز…
المهم، رحت أدردش معه عن الوضع في مصر…
قال لي عبارة، أعتقد أنها تلخص بطريقة دقيقة ورائعة أصل المشكلة في ذلك العالم المسمى “قسرا”عربيا واسلاميا!
قال بالحرف الواحد: لو أجرينا استفتاءا (هل تريد خلافة اسلامية؟) لوجدت على الأقل ٩٠٪ من المسلمين يقول نعم!
ولو أقمنا دولة اسلامية وأخرى علمانية، لوجدت على الأقل ٩٠٪ من المسلمين يطالبون بالعيش في الدولة العلمانية!
نعم، هناك صراع نفسي رهيب لدى المسلمين اليوم، صراع بين عقيدة يدركون في أعماق أعماقهم بأنها غير صالحة لحياة اليوم، وبين متطالبات تلك الحياة.
هم يعيشون مشروخين بين القرن السابع الميلادي وبين القرن الواحد والعشرين!
صراعهم النفسي هذا يضعهم في موقع المواجهة مع بعضها البعض من جهة، ومع بقية العالم من جهة ثانية.
لذلك، أكبر المعوقات التي تحول دون قيام خلافتهم المزعومة، هي خلافهم مع بعضهم البعض حول شكل وقوام تلك الخلافة، وأيضا خلافهم مع بقية العالم لنفس السبب!
العالم اليوم قرية صغيرة، والتكنولوجيا التي اختصرت المساقات واختصرت الزمن، تفرض على إنسان اليوم أن يتنازل عن الكثير من خصوصياته في سبيل التأقلم مع الآخرين الذين يشاركونه تلك القرية!
فما بالك عندما تتطلب خصوصياته أن يلغي الآخر ولا يعترف بوجوده؟
الخلافة الاسلامية ذات التاريخ الأسود المليء بالقتل والدماء، والتي قامت في القرن السابع ميلادي، لا يمكن أن تكون مقبولة في القرن الواحد والعشرين!
أغلبية المسلمين يدركون استحالة الحياة في ظل خلافة كتلك، ولذلك هم جاهزون لإجهاضها قبل أن تولد، ناهيك عن بقية العالم، الذين لن تأخذهم رحمة في مواجهة ذلك المشروع الظلامي!
*******
*س: للنتقل الى الشارع السوري وما يحدث به الان، انا اتسائل،، هل ترين ان ما يحدث في سوريا، ثورة شعبيه ام انها خيانه وطنيه؟
……..
من أكثر الموقف إحراجا، هي عندما تسأل المفكر رأيه في قضية معقدة بتداخلاتها وتفاصيلها، ويختلط بها حابل الشر بنابل الخير!
نحتاج إلى ثورة مدنية علمانية تخرج من الجامعات لا من الجوامع، تقبل الجميع تحت لوائها، وتتطالب بكامل الحريات الشخصية والحقوق الدنيوية!
الثورة، أية ثورة حقيقة وعبر التاريخ البشري، احتاجت إلى ثلاثة أنواع من الثوار، مفكر يحضر لها، ومتطرف يشعل فتيلها، وسياسي يحصد ثمارها.
الثورات التي اشتعلت في العالم العربي والاسلامي هي ثورات لعب المتطرف أدوارها الثلاثة.
حضر لها وأشعل فتيلها ويتطلع اليوم لحصد ثمارها، مستغلا واقعا مزريا للغاية!
الديكتاتور قضى على كل فكر مستنير كان بامكانه أن يحضر لثورة أخلاقية حقيقية، ليس هذا وحسب، بل غذى الفكر الاسلامي المتطرف وسمح بتناميه دون أي رادع، مقابل أن يكفوا شرهم عنه!
يحضرني هنا قول تشرشل: عندما تتهادن مع التمساح سيؤجل أكلك للأخير!
وهذا ماحصل في سوريا!
الطغمة الحاكمة تهادنت مع الإسلاميين، محاولة أن تتبجح باسلامها فيتغاضوا عنها، وهاهم اليوم يفترسونها ويفترسون الوطن كله معها!
لقد ساءت الحياة خلال الاربعين عاما الأخيرة في سوريا إلى حد لم يعد يُطاق..
استشرى الفساد بطريقة رهيبة، انتشر الظلم والفقر، واحتقنت مشاعر الناس ضد ذلك الواقع حتى صارت برميل بارود مضغوط وقابل للانفجار في أية لحظة.
كانت اللحظة مواتية جدا لانطلاق ثورة حقيقية….
وجد الاسلاميون الذين تحركهم أهوائهم السياسية وأحقادهم الظائفية فرصة مواتية لاستقطاب الكثيرين واستغلال تلك اللحظة!
كان من المفروض أن تكون الثورة التي تنشدها ضمائرنا وأخلاقنا، ونؤمن إيمانا عميقا بأنها مستحقة منذ قرون.
لكن، لا يمكن أن أقف مع ثورة حضر لها العرعور وأشعلها ويطالب اليوم أن يمسك زمامها!
لا أستطيع أن أناصر ثورة ليست واضحة الخطى والأهداف!
هناك طرفان شريران يتصارعان، وبالنسبة للعامة من الشعب السوري، هناك مبررات لتقف مع هذا الجانب أو ذلك!
تلك هي ورطة كبيرة على المفكر أن يعرف كيف يتجنبها!
نحن هنا نواجه حالة من الفوضى التي يختلط بها الحق بالباطل بطريقة متداخلة، كصحن المكرونة يصعب أن تميز هذا الخيط من ذاك!
للأسف سيستمر هذا الصراع ـ مهما كان مكلفا ومؤلما ـ حتى يتبين الحق من الباطل، أو نظل ندور في رحاه!
في النهاية لن يحصل الشعب إلا على ما يستحقه، وهذا هو فلذة إيماني:
(ما تعطيه أنت للحياة تعلبه وتعيده لك بالبريد المضمون)!
********
*س: هل تعتقدين انه لولا تدخل من يطلقون على انفسهم انصار السنه لكن من الامكان التوصل الى حل سلمي في سوريا؟
ليس فقط “أنصار السنة” من أساؤوا إلى الثورة في سوريا، بل عندما يتدخل الدين في الثورة بأي شكل من الأشكال سيكون له نفس التأثير.
كما قلت في جوابي السابق، كان من الممكن أن تكون ثورة حقيقية، ولكن ليس لدى الشعب السوري ما يؤهله ثقافيا وفكريا للقيام بتلك الثورة!
في مجتمع يؤمن بالعدالة التي تقول على مبدأ: (أنا وأخي ضد ابن عمي، وانا وابن عمي ضد الغريب) لا يمكن أن تقام ثورة حقيقة وأخلاقية تضم الجميع تحت لوائها!لقد انطلقت الثورة السورية من الجوامع وحملت شعار “المسيحيون عا بيروت والعلويون عا التابوت”، ولم أسمع أية قوة علمانية، وخصوصا في جبهة المعارضة السياسية، تقف في وجه تلك الشعارات بزخم وحزم.
تلك الشعارات كانت مبررا للكثيرين، ممن آمنوا سابقا بضرورة الثورة، مبررا لهم ليقفوا إلى جانب الديكتاتور في وجه المد الإسلامي المرعب!
للأسف، لم تستطع القوى العلمانية أن تتواجد بقوة على الساحة السورية، لقد تركت الأمر للإرهابيين أن يقرروا مصير تلك الثورة، وبالتالي مصير الوطن كله!
*********
*س: بغض النظر عن عواطفك تجاه الشعوب المسلمة و الناطقة بالعربية وتمنياتك لها بالازدهار و التقدم، و بكل موضوعية و صراحة ، هل ترين أمل في الأفق ؟
……..
يجب أن نستدل على ذلك الأمل بالبصيرة لا بالبصر، لأننا لا نستطيع أن نراه بالعين المجردة.
كل الحواس تنفي وجوده، وحده الحدس ـ الحاسة السادسة ـ يستطيع أن يستقرأه!
حدسي يقول: على المدى القريب ستغرق المنطقة في بحر من الدماء، وعلى المدى البعيد، لا بد أن يصل الناس إلى نقطة يدركون عندها عبثية هذا الصراع، وقباحة التعاليم التي تحركه.
لم يصل شعب في العالم إلى حريته، قبل أن يدفع ثمن تلك الحرية، وثمنها جدا باهظ!
كم سيأخذنا من الوقت للوصول إلى تلك المرحلة؟
لا أعرف، ولكنني شبه متأكدة، ليس أقل من عقد من الزمن!
منذ سنوات، وقبل سقوط الاتحاد السوفياتي الذي كان سريعا ومفاجئا، اطلعت على كاريكاتور في صحيفة “لوس أنجلوس تاميز”.
كان السيناريو عبارة عن طفلين يحمل كل منهما مسدسا على شكل لعبة أطفال، ويصوب كل منهما مسدسه نحن الآخر.
واحد يلبس قبعة العم سام، والآخر الشعار السوفياتي.
المهم، طلقة الأول أصابت الثاني في رأسه، وطلقة الثاني أصابت الأول في صدره.
الصورة الأخيرة من الكاريكاتور، تجسد الطفلين يقتربان من بعضهما ويصيحا: إنها لعبة غبية، ليس
بها من منتصر!
هكذا هي اللعبة بين الطرفين المتصارعين، لكن لا أعرف كم عاما ستأخذ كي نرى آخر فصل من هذا الكاريكاتور!
******************
*س: ما هو الحل الأمثل – حسب رؤيتك – للقضاء على الدغمائية الدينية و العقلية المتحجرة لدى الشعوب المسلمة و كل ما يتبعها من تبعات بأخذ الاعتبار بآخر المجريات على الساحة ؟
……..
الخطوة الأولى والتي لا بد من اتخاذها، هي أن يتصالح المسلمون مع الغير، ويتجسد ذلك الغير عموما في الغرب وتحديدا في اسرائيل!
عندما يتصالحون ويعترفون بأنهم ليسوا ضد الآخر، سيسمح لهم ذلك الآخر بأن يتحرروا ويستعيدوا انسانيتهم التي سلبتهم إياها الدوغما الاسلامية!
قد يبدو كلامي غريبا وغامضا، لأن الكلام الذي يأتي بالحقائق البسيطة والمغيبة عن الوعي دائما يبدو غريبا وغامضا.
نعم، الغرب يحاربنا بالاسلام، وتكريس الإسلام وتجذيره في عمق اللاوعي عند المسلم هو الضمان الوحيد لبقاء إنسان المنطقة عاجزا ومشلولا.
من حق أي دولة في العالم أن تحمي نفسها من جيران يضعون نصب أعينهم هدفا واحدا وهو القضاء على تلك الدولة!
حتى القوى التي تسمي نفسها، ثورية وتقدمية وليبرالية والملحدين منهم، في العالم العربي مبرمجون على الطريقة الاسلامية، ليكونون ضد الغرب وتحديدا ضد اسرائيل!
كما قال أحد الفيس بوكيين مؤخرا: أمريكا تتبع سياسة “من اسلامو كيلو” (كيلو، بشد الياء، تعني بالعامية السورية املأ الكيل واعطيه)!
بمعنى آخر: داوها بالتي كانت هي الداء!
أمريكا تدرك تماما خطورة العقيدة الاسلامية على العالم كله، ويدرك خبراء السياسة وعلماء النفس والسلوك، أن أخطر وأشد الاسلحة فتكا هي ذلك الحقد الأعمى الذي تضخه العقيدة الاسلامية في شرايين أتباعها!
في مواجهة هذا الواقع، تحاول أن تقص أصابع الاسلام السياسي بأية طريقة ممكنة، ويبدو أنها وصلت إلى قناعة “دعوا الإسلام ينهي بعضه” كما تنتهي أية مزرعة جرثومية!
فالمعروف أن الذيفانات والفضلات التي تفرزها الجرائيم هي لاحقا تسبب في القضاء على تلك الجرائيم…
المسلمون يقتلون بعضهم البعض، دون حاجة لأن يخسر الغرب جنديا واحدا…
في الختام، وبالعودة إلى سؤالك، أعتقد أن من الأفضل أن تعلن كل القوى العلمانية، وأهمها الملحدين العرب، بأنهم ليسوا ضد الآخر بما فيه الغرب واسرائيل، مقابل أن يبنوا دولة علمانية تتجاوز احقاد الماضي وتبني مستقبلا أفضل!
اليوم، الحضارات تتنافس ولا تتصارع، ولكي نكون قادرين على بناء حضارة، يجب أن نتعلم كيف نتحرر من أحقادنا، وكيف نكتسب روح التنافس لا العداء!
*******
س: كيف يمكننا أن نتصرف –كمؤسسة إلحادية ناطقة باللغة العربية – في نظرك لتكثيف جهودنا و جعلها أكثر تركيزا على السعي للنتائج التي ذكرتها بجوابك السابق ؟
…..
جمع الشمل وتجاوز الخلافات هي الخطوة الأولى…
لقد تبرمجنا جميعا على أن نرفض من نختلف معه على لون جوربه….
يجب على المحدين العرب، وكل القوى العلمانية، أن تدرك تلك الحقيقة وتحاول جاهدة أن تتجاوز الخلافات التي لا تمس المبدا…
لا بد من برامج تلفزيونية تصل إلى عامة الناس، إذ لم يزل التلفزيون أهم وسيلة إعلامية، ولا بد من قيام مؤتمرات لكي نقابل بعضنا البعض على ارض الواقع، ولا بد من صحف مكتوبة تنشر
مبادئنا وتعاليمنا الإنسانية.
لا تسألني: كيف؟
لأنني لا أعرف!
نحتاج إلى جهة تدعم مشاريعنا تلك ماديا، ولا أرى أملا إلا في التواصل مع المؤسسات العلمانية الغربية، علها تساعد!
***********
*س: الاديبة وفاء سلطان لها العديد من المؤلفات الادبية، نرجو منك ان تذكري لنا بعض من هذه المؤلفات ونبذه عن محتوياتها وان تشرحي للقارئ عن توجهاتك المستقبلية؟
……….
المؤلفات الأديبة التي نشرتها حتى الآن هي غنية بعمقها ومادتها وليس بكميتها!
هي فريدة من نوعها، في عالم مازال محصورا داخل زجاجة منذ أربعة عشر قرنا.
لقد فتحت تلك المؤلفات ثقبا، مهما كان صغيرا، في جدار ذلك السجن الحديدي!
لقد أحدثت خدوشا فيه، فقوضت من صلابته، وجعلته هشا أمام المطارق التي انهالت عليه لاحقا!
لقد نالت تلك المؤلفات قصب السباق من حيث نوعيتها وتزامنها، وسأظل فخورة بذلك القصب!
هي ثلاثة كتب بالعربية، إضافة إلى الكثيرمن المقالات والردود، هي ثلاثة كتب ساهمت في نبش اللاوعي عند قارئ العربية، أكثر مما ساهمت معاوله في شق تربته على مدى التاريخ الاسلامي!
لقد نبشت تلك الكتب وزرعت وأثمرت، أكثر مما أثمرت الصحراء العربية لعشرات القرون.
لا أبالغ، لأنني وحدي أعرف عمق تأثيرها من خلال تواصلي اللحظي مع قرائي حول العالم!
وأعرف أيضا من خلال تواتر بعض أفكاري وجملي فيما يُكتب ويُنشر اليوم على المواقع العربية والفيس بوك!
بقدر ما تتكرر الفكرة، بقدر ما يدل وجودها على عمق تأثيرها!
الفكرة التي ترسخ في أذهان الناس هي وحدها التي تحفر عميقا في الذهن، وهي وحدها التي تساهم في تغيير سلوك الناس لاحقا!
أمامي الآن أكثر من مشروع كتابي، ولكن التفرغ العقلي لإنجازها ليس سهلا، فالحياة في أمريكا تسرق جل اهتمامك ووقتك.
على كل حال، أقرب تلك المشاريع لولادة مبكرة، هي كتاب يختلف عن كتبي السابقة، كتاب يضم مجموعة من القصص القصيرة، مكتوبة بلغة سلسلة وجميلة، وتعكس الواقع المعاش
في البلدان المسماة “عربية”
الكتاب سيكون بعنوان “الحقنة”، وهو عنوان القصة الأولى فيه!
يبدو عنوانا غريبا، ولكنه يجسد أكبر الأزمات في الثقافة الاسلامية البدوية التي تتحكم بشعوب المنطقة.
“الحقنة” في اللاوعي عند بطلة القصة الأولى ترمز إلى قضيب الرجل!
يلي ذلك المشروع من حيث تزامن نشره، كتاب بعنوان “الدليل المقدس”، وهو يدور بشكل رئيسي حول مفهومي للكون وللقدرة الكلية التي تتحكم بهذا الكون، وتتحكم بنا كجزء منه!
يضم الكثير من الحكم والقيم التي يستطيع بموجبها القارئ أن يكون جزءا فعالا من كوننا، بدلا من أن يكون متجزأا منه!
يحرك العقل، ويجبر القارئ على أن يتعمق فيما يحيط به، لكي يعيش اللحظة الأنية بعمقها ويحس بجمالها.
كنت مغرمة بالشعر، في شبابي المبكر…
وكان الصراع الدائر بين الشاعرين الفرزدق وجرير يستقطب جل اهتمامي.
قرأت مرة عبارة للفرزدق رسخت في ذهني، وظلت تلازمني في حلي وترحالي.
قال الفرزدق ردا على بيت من الشعر لجرير، لم أعد أذكر البيت: والله لو سمعت هذا البيت وأنا أقع في بئر لحفظته!
حتى بضع سنوات خلت، كنت أجهل سر إعجابي وتعلقي بذلك البيت، لكنني ـ ومن خلال تعمقي في علم النفس والسلوك، ومن خلال ممارستي لليوغا واطلاعي على بعض تعاليم البوذية، توصلت إلى قناعة بأن الحياة يجب أن تعاش وفقا لتلك العبارة!
يجب أن يرفع الإنسان مستوى وعيه لكي يعي تفاصيل الواقع، حتى وهو يقع في بئر!
كل ما يجري في اللحظة التي نعيشها يستحق أن نعيه، كما لو كان الفرزدق سيحفظ بيت جرير وهو يقع في بئر!
يجب أن نمتلك وعيا عاليا وحادا، كما هو وعي الفرزدق الذي تمكن من حفظ بيت جرير وهو يقع في البئر، لأن تفاصيل الحياة رغم عبثيتها لا تقل جمالا عن بيت جرير!
الفلسفة “الزينية” Zen Buddhism لدى بعض البوذين تركز على رفع مستوى وعيك لكي تعيش اللحظة بحذافيرها، حتى ولو كنت تقع في بئر.
قام Guru، أي معلم مستنير، مختص في تلك الفلسفة بزيارة أمريكا لحضور مؤتمر.
خلال المؤتمر جلس مرة يتناول طعامه وإلى جانبه جلس رجل أمريكي مغرم بتلك الفلسفة، سأله الرجل: هل تستطيع أن تلخص لي “الزينية” بعبارة واحدة؟
لم يرد المعلم المستنير وتابع أكله، فنكزه الرجل الأمريكي من كتفه وكرر سؤاله.
بحلق المعلم المستنير بالرجل وقال له بصلابة: كُل!
بعد انتهاء الطعام، وفي طريقهما إلى قاعة المؤتمر، سأل المعلم الرجل الأمريكي: هل أعجبتك الكلمة التي لخصت بها الفلسفة الزينية، فاستغرب الرجل، وقال: لم تقل شيئا!
رد المعلم: نعم، لقد خلصتها بكلمة واحدة بدلا من عبارة، ألم أقل لك “كُل”؟!!
وتابع يقول: تلك هي الفلسفة الزينية، أن تركز وعيك على اللحظة التي تعيشها، عندما تتناول طعامك يجب أن تتذوق الطعام وتركز كل أحاسيسك على الإستمتاع به!
كتابي “الدليل المقدس” سيساعد القارئ على الإرتقاء بمستوى وعيه كي يأكل على الطريقة الزينية ويصغي إلى ما يقال على الطريقة الفرزدقية!
*********
في ختام هذا اللقاء الشيق، نتوجه بالشكر الى الاديبة العربية الكبيره وفاء سلطان، ونطلب منها ان توجيه كلمة اخيره للمراه العربية بشكل خاص، وللمجتمع العربي بشكل عام.
عزيزتي المرأة:
كوني “زينية”!
لا تتركي لحظة تمر إلا وتدركي أبعادها، وعمقها!
عندما تعيشين في عمق اللحظة تدركين ما يجب أن تقبلي به، وما يجب أن ترفضيه وتغيريه!
قبول المرأة المسلمة عموما والعربية خصوصا بواقعها القبيح على مر السنين، كان سببه عدم ادراكها لتفاصيل ذلك الواقع.
لقد سلبوها قدرتها على التفكير، في محاولة منهم لجبرها على قبول واقعها وانصياعها لتعاليمهم!
يجب عليك أن تستعيدي تلك القدرة، التي ستساعدك على فهم الواقع وبالتالي محاربته!
تحضرني الآن عبارة للمفكر عبدالله القصيمي، قال بما معناه: الإنسان (أعتقد يقصد هنا الإنسان العربي) أقل شأنا من الحشرة!
الحشرة تعيش واقعا لا تعيه، ولذلك لا يفترض أن تسعى لتغييره، أما الإنسان يعيش واقعا يعيه ولا يسعى لتغييره.
هنا أختلف مع القصيمي، لأن الحقيقة هي أن الإنسان العربي عموما والمرأة العربية تحديدا لا يعون طبيعة الواقع الذي يعيشونه، والذي هو مجمل تلك اللحظات!
أعزائي القراء:
ما قلته للمرأة في رسالتي السابقة أود أن أقوله للرجل أيضا!
لو امتلك اباؤونا وأجدادنا الجرأة على مواجهة التعاليم البدوية التي أوصلتنا إلى هذا الوضع المزري لما وصلنا إليه.
تقع على أكتافكم مسؤولية تغيير ذلك الواقع كي لا تعيش أجيالنا القادمة الوضع المزري الذي نعيشه.
توماس بن، أحد بناة أمريكا وواحد من أكبر مفكريها قال يوما: إذا كان ولا بد من أن مشكلة ما ستقع، فلتقع في زمني، لأنني أريد أن يعيش أولادي بسلام وبلا مشاكل!
واجهوا مشاكلكم باصرار وبأخلاق، وتذكروا بأن الإنسان أخو الإنسان مهما اختلف لونه وعرقه ومنبته الطائفي والسياسي!
وحده الحب سيبني مستقبلكم، ولا أمل مادام الكره سيد الموقف!
************
اخيرا،، ارجو منك اضافه اي نقطه ترين اننا اغفلناها، او اي شيء تودين نشره، وسنقوم بوضع السؤال المناسب لاي شيء تذكرينه
وشكرا جزيلا لمساهمتك
……
شكرا لاختياري، أعتبر المقابلة فرصة ذهبية للتواصل مع قرائي، وتقديرا منكم لجهودي!
لم يبق ما أود قوله في تلك المقابلة، إلا نصحية مقتضبة للملحدين العرب:
كنت أتوقع أن تسألوني بعض الأسئلة التي تتعلق بتوجهكم الإلحادي، ولم يحدث هذا!
على كل حال، أرجوكم أن لا تحولوا قناعاتكم الإلحادية إلى دين آخر، فلقد اكتفينا من الأديان!
تبادلوا وانشروا أفكاركم، ولكن لا تحاولوا أن تدفشوها في حلقوم الناس بالقوة!
هناك شعرة واهية جدا بين حقكم في التعبير عن آرائكم وبين فرض تلك الآراء بطريقة قسرية غير مقبولة!
المفكر الجيد هو من يعرف أين يقف، كي لا يقطع تلك الشعرة!
في حياتي كلها، لم أتدخل فيما قاله أحد، إلا من باب الدفاع عن نفسي بعد أن اساء إلي هذا الأحد!
يقول مفكر أمريكي: أملك من الحرية ما يسمح لي أن ألوح قبضتي حتى حدود أنفك!
وأنا اؤمن إيمانا قطعيا بحدود تلك الحرية…
لوحوا قبضاتكم حتى تصل إلى الشعرة الواهية التي تفصلكم عن انوف الآخرين، ولكن إياكم أن تقطعوا تلك الشعرة.
يخسر المفكر مصداقيته عندما يقطع تلك الشعرة، فعندها تتحول أفكاره إلى دين، ونحن هنا في مواجهة حقيقة مع الدوغمات الدينية!
محبتي للجميع!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.