وداعا

lhassanelkiriنظم: غابرييلا مسترال*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

في شاطئ بعيد
و في بحر من العاطفة
تبادلنا الوداعات
دون أن نقول وداعا.
و لم يكن حقيقة
ذاك الهذيان.
و لم تصدق ذاك الأمر
ولا أنا صدقته،
“و هو صحيح و ليس صحيحا في ذات الآن”
كما يقال في الأغنية.
إذ أنا ميممة نحو الجنوب
كنت أقول:
“هيا بنا إلى البحر
الذي يلتهم الشمس”.
و أنت ميمم نحو الشمال
كان صوتك يقول:
“هيا بنا كلانا حيث الشمس”.
لا تقل مازحا
أو حتى مبالغا
أن الأرض و البحر
فرقاننا
و أنها هي حلم
و هو هذيان.
لا تقل أنك وحيد
و لا يطلبن صوتك
مأوى منفردا
من الآوي.
ستطلق الظل
الذي دوما أطلق،
ستعض التل
بخطى حبيبين…
لكي لا ينعتنا
أي أحد
لا إنسان و لا إلاه،
بالمفترقين
كما القمر و الشمس؛
حتى لا يعلم و يقول
لا حجر و لا ريح هائمة
و لا نهر بمخاضة
ولا شجرة وارفة الظلال،
كذبا أو خطأ
عن الجنوب و الشمال
عن الواحد و عن الاثنين.
*القصيدة في الأصل الإسباني:

Adiós
En costa lejana
y en mar de Pasión,
dijimos adioses
sin decir adiós.
Y no fue verdad
la alucinación.
Ni tú la creíste
ni la creo yo,
«y es cierto y no es cierto»
como en la canción.
Que yendo hacia el Sur
diciendo iba yo:
«Vamos hacia el mar
que devora al Sol».
Y yendo hacia el Norte
decía tu voz:
«Vamos a ver juntos
donde se hace el Sol».
Ni por juego digas
o exageración
que nos separaron
tierra y mar, que son
ella, sueño y el
alucinación.
No te digas solo
ni pida tu voz
albergue para uno
al albergador.
Echarás la sombra
que siempre se echó,
morderás la duna
con paso de dos…
Para que ninguno,
ni hombre ni dios,
nos llame partidos
como luna y sol;
para que ni roca
ni viento errador,
ni río con vado
ni árbol sombreador,
aprendan y digan
mentira o error
del Sur y del Norte,
del uno y del dos!

*شاعرة شيلية مزدادة بمدينة بكونيا سنة 1889 للميلاد. تنتمي إلى جيل بثينتي هويدوبرو و بابلو نيرودا. ابنة معلم و منه شغفت بالتعليم و هي ذات ست عشرة سنة من عمرها فاشتغلت معلمة بالتعليم الثانوي و منه إلى مديرة مدرسة. جمعت بين الفن و السياسة و سافرت نتيجة ذلك إلى عدة بلدان؛ من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثم إسبانيا و غيرها. غلبت على كتاباتها الشعرية في البداية النبرة الحداثية لكن سرعان ما اجترحت لنفسها طريقة خاصة في النظم ترتكز على البساطة و الرنة الموسيقية و اللغة العامية و الفولكلور و الانهمام بقضايا الإنسان. و من المواضيع التي تحضر في أشعارها نجد الإحباط و الحب و الموت و الخيانة و الصدق و السعادة و الإحساس بالفقد و الضياع و الأمومة و الحنين و غيرها كثير نتيجة تأثرها بحادث انتحار حبيبها روميليو أوريطا الذي كانت قد تعرفت عليه سنة 1906. هذا و قد حصلت على جائزة نوبل للآداب سنة 1945 نظرا لقيمة منتوجها الشعري الذي لقي صدى واسعا بين القراء آنذاك. توفيت هذه الشاعرة الشيلية الإسبانو أمريكية العالمية بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية و كان ذلك سنة 1957 عن سن ناهزت 68 سنة.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

About لحسن الكيري

** كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.