واخيرا تم العثور على كنز سليمان بالعراق

لا احد من شيوخنا الاجلاء وفقهائنا الاجاويد استطاع ان يقدم لنا دليللا واحدا فقط على وجود كنز سيدنا سليمان، ورغم ان هذا الكنز نال شهرة عالمية على مر القرون وذهب مثلا في ادبيات بعض الدول الا انك حين تسأل عنه سيقولون لك “لا نعلم عن شيء اسمه كنز سليمان إلا الكنز المذكور في الكذبة التي كذبها الشياطين، وراجع كذبها في كتب التفسير عند تفسير قوله تعالى: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ {البقرة:102}.
ولو افترضنا ان هذا الكنز يحتوي على ذهب ومعادن اخرى فانها لاتساوي شيئا باسعار الاسواق العالمية الحالية الا كونها أثرية فقط.
ولكن الذي ليس اثريا بل هو كنز حقيقي هو الذي يسمى الان وزارة الكهرباء العراقية.
لناخذ الشليلة من راسها او ذيلها،كما تريدون، ونبدأ مع المحكمة الجنائية المركزية التي اصدرت أمس أوامر القاء قبض بحق وزير الكهرباء الاسبق كريم وحيد ووكيل الوزير السابق سلام القزاز بتهم الفساد ، كما تم توقيف المفتش العام للوزارة علاء محي الدين واحالة ملفه إلى هيئة النزاهة للتحقيق معه بتهم الفساد.
رغم ان هذه الاوامر جاءت متأخرة جدا واتيح للصوص الهروب بجوازات سفرهم الاجنبية الى خارج البلد الا ان ذلك لايمنع من القول ان الكنز،اقصد كنز سليمان، مازال عامرا بالذهب والفضة.
وبعد مرور اكثر من سنتين وافق سعادة دولة رئيس الوزراء ،ونعتقد لأغراض انتخابية، على إحالة ملف المفتش العام لوزارة الكهرباء علاء رسول محي الدين إلى هيئة النزاهة للتحقيق معه بشأن قضايا فساد «.
لنأخذها بالتسلسل حتى لاتتخربط الحسبة:
1- شغل كريم وحيد وزارة الكهرباء الذي لايعلم احد كم مليارا سرق منها او بالحقيقة كم برميل من الذهب والفضة حلبها بعقود وهمية.
2- استقال هذا الوزير بعد ان “طلعت” الريحة وشلع الخيط.(لأن الاخ يحمل جواز سفر ….!).
3- تولى الوزارة بعده رعد شلال الذي استقال من منصبه في العام 2011 على خلفية عقود وهمية تجاوزت قيمتها مليارا و700 مليون دولار.
4- أصدرت المحكمة أمر القاء قبض بحق وكيل وزير الكهرباء السابق سلام القزاز بتهم الفساد.
” وكانت وزارة الكهرباء أعلنت ان سلام القزاز نقل مع اثنين من الوكلاء الاخرين إلى هيئة المستشارين الذين تم نقلهم بأمر من رئيس الوزراء ، وهم كلا من الوكيل الأقدم المهندس رعد الحارس، ووكيل الوزارة لشؤون المشاريع المهندس سلام قزاز، ووكيل الوزارة لشؤون التوزيع المهندس عامر الدوري”.
5- تم توقيف المفتش العام لوزارة الكهرباء المهندس علاء محي الدين واحالة ملفه إلى هيئة النزاهة للتحقيق معه بتهم الفساد.
6- صدور مذكرة اعتقال بحق رئيس هيئة النزاهة السابق رحيم العكيلي لتورطه بقضايا فساد.
7- كشفت الهيئة (شلون هيئة عيني) عن شغل المفتش العام بوزارة الكهرباء، علاء رسول محمد رضا محمود محيي الدين (اسمه طويل عريض ليش؟؟)، منصبا آخر في شركة عراقية للتجارة والمقاولات وامتلاك زوجته اسهما بشركة لنقل المنتجات النفطية، فيما أمهلته مدة 30 يوما لإزالة هذه المخالفات (بس؟؟؟).
وسربت هيئة النزاهة وثيقة تؤكد انه «بعد تدقيق المعلومات المثبتة في استمارة كشف المصالح المالية لعام 2012 ومراجعة الدوائر ذات العلاقة، ثبت ان المفتش العام لوزارة الكهرباء، علاء رسول محمد، هو مساهم ومدير مفوض لشركة (العراقية للتجارة والمقاولات العامة المحدودة) والتي تعمل بنشاطات متعددة”.
8- هذا المفتش العام، الذي ينتمي لحزب الدعوة، وجهت اليه اتهامات بانه لا يمتلك شهادة الهندسة، وان لديه جواز سفر كندي حيث كان يعيش في كندا قبل عام 2003.
9- المهم ان كنز سليمان موجود في وزارة الكهرباء العراقية وله فروع متعددة في بقية الوزارات وعلى رجال الدين الا يستشهدوا مرة اخرى بالآية الكريمة السابقة “الا فيما يتعلق بالشياطين” وكل ماعليهم بعد سؤالهم عن موقعه ان يشيروا باصبعين ، الاول نحو وزارة الكهرباء والثاني نحو المنطقة”الصفراء”.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.