هل الإسلام دين تبشير أم دين تدمير؟

daiishdestroyninawaهل الإسلام دين تبشير أم دين تدمير؟ ربما لو كتبتُ هذا المقال قبل 5 سنوات سأكون بحاجة إلى الأدلة التاريخية لإثبات صحة ما أقوله, ولكن والحمد لله أن داعش موجود الآن ويعطينا صورة طبق الأصل عن هذا الدين الذي يدمر كل شيء ليكون تعبيرا صادقا عن نهج الصحابة والخلفاء وما فعلوه بكل البلدان التي غزوها ونهبوها وسرقوها وسبوا نساءها ورملوهن ويتموا الأطفال وحرقوا الأخضر واليابس وتركوا خلفهم أطفالا يصرخون من الجوع من أجل أن تشبع بطون الصحابة في المدينة المنورة ومكة والطائف والحجاز وتهامة وذلك حين كانوا يأخذوا القمح من بلاد الشام كلها ومن مصر ويرسلوا به إلى الخلفاء الراشدين لينعموا به وهم يقولون(الحمدلله على نعمة الاسلام) أي أنهم كأي نظام إمبريالي انتهازي تسلطي شبعوا على حساب جوع وفقر الشعوب التي استعمروها, وبالتالي الاسلام ليس دين تبشير بل دين تدمير.

استغرب جدا وأنا أقرئ للقوميين العرب كيف بالبعض منهم ينادون بالقومية على أساس أننا جميعا أمة عربية إسلامية ذات رسالة واحدة وخالدة, فأولا الأردن مثلا ليست عربية منذ القِدم وكذلك فلسطين وكذلك إسرائيل, فمن أين يستقي هؤلاء القوميون معلوماتهم بأننا كنا ذات يوم أمة عربية؟ فسوريا مثلا ليست عربية ومن أسمها نستدل دلالة واضحة على أنها سُريانية أو سوريانية إن صح التعبير, والعراق لم تكن يوما عربية, فكلمة أو جملة أننا شعوب عربية واحدة هذه بحد ذاتها جريمة تاريخية, فنحن لسنا عربا ولا نمت للعروبة بأي صلة, ومصر ليست عربية فمن أين عرفت مصر القبطية العروبة؟ ومن متى كانت مصر عربية, إنه منذ سقوط كليوبترا واستسلامها حتى الملك فاروق 1952م لم يحكم مصر أي مصري وكان جمال عبد الناصر هو أول مصري يحكم مصر منذ أن استسلمت كليو بترا لروما…..إلخ.

يجب علينا أن نتجرأ منذ الآن ونصف الإسلام والعروبة بأنهما من أسوأ أنواع الاستعمار التي شهدها التاريخ, فالإسلام حين جاء إلى الأردن وسوريا والعراق وإسرائيل(أورشاليم) كان قد عمل على طمس اللغة الأصلية للسكان الأصليين وهي اللغة السريانية ومن ثم عمل على طمس السكان الأصليين أنفسهم, أي أن الاستعمار الإسلامي ارتكب جريمة طمس اللغة ومن ثم وحتى يخفي جريمته الأولى قام بارتكاب جريمة ثانية أخرى وهي جريمة إبادة السكان الأصليين من خلال إبادة آدابهم الشفوية وثقافتهم العرقية وعاداتهم وتقاليدهم, أي أن الاستعمار الإسلامي لم يحافظ على سلامة السكان الأصليين الذين استعمرهم بل على العكس عمل على طمسهم حتى أصبحوا بعد عدة مئات من السنيين لا يعرفون شيئا عن هويتهم الأصلية وفقدوا الذاكرة إلى الأبد ولم يعد أحد منهم يتذكر عشتار وتموز أو أنانا ودموزي ولا الملك جلجامش….إلخ, ونحن لم نكن نعلم هذا الشيء إلا عندما كشف لنا علماء الإنكليز عن هويتنا الأصلية وعن تراثنا الذي عُثرَ عليه مؤخرا منذ بداية القرن المنصرم وحتى نهايته, يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كان الإسلام دين تبشير أم كان مثلا دين تدمير؟ لقد كان الإسلام دين تدمير يبيد المنطقة التي يدخلها ويطمس هوية أصحابها وسكانها الأصليين, تماما كما يحدث أو حدث معنا في كل من سوريا والعراق والأردن وفلسطين وإسرائيل وإذا كان القارئ يشك بكلامي فلينظر إلى اللغة العامية وإلى بعض الكلمات غير المفهومة ليكتشف بأن هذه الكلمات هي من بقايا لغة أجداده الذين عاشوا هنا في هذه المنطقة قبل 1500 عام وما دون, لقد جاء الإسلام ليس من أجل التبشير فأنا مثلا لا أعتبر بأن الاستلام دين تبشير بل الإسلام دين تدمير يدمر الحياة العامة لأنه جاء تطبيقا عن طبيعة عقلية الرجل البدوي الذي عاش في الصحراء منذ مئات السنين هذا العقل الذي يكره الرومانسية وحرية الرأي والاعتقاد والتفكير وحقوق الإنسان هذا العقل الذي يبني نفسه ومجتمعه على أساس تطبيق النصوص وليس على أساس التفكير والاجتهاد, هذا الدين الذي يحارب مناهج الجمال ونظرية الأخلاق ومعاييرها التي تختلف من عصر إلى عصر ومن مجتمع إلى مجتمع باختلاف العادات والتقاليد.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.