هدنة في سياق الحرب

abdelqaderomarالهدنة التي فرضت في سياق الحرب المستمرة (على الارهاب ) على السوريين المتقاتلين سواء أكانوا من النظام او الجماعات المعارضة الذين لا يملكون القدرة على رفضها رغم بعض المشاغبات وفرقعة السلاح بين الحين والآخر واي من هذه القوة اذا حاولت ان تخرق الهدنة بشكل سافر وتتحدى إرادة راعيي الهدنة ستدفع ثمنا باهظا وستدخل ضمن خانة الجماعات الارهابية الغير مشمولة بالهدنة والحرب مستمرة عليها ولن تتوقف طالما هناك منظمات ارهابية.
ومثلما فرضت الهدنة على السوريين كذلك فرضت على الدول الاقليمية من طهران الى انقرة والى الرياض رغم عدم رضى هذه الاطراف كل لحساباته ومصالحه واجنداته داخل سوريا .واي منها لا يستطيع الى الان الخروج عن ارادة الراعيين رغم تصريحاتهم الكثيرة وشروطهم التي لم تنفذ منها اي شيء الى الان و رغم محاولات البعض منهم تحريك ادواته من السوريين ولكنهم فشلوا وردوا الى اعقابهم مع العلم ان محاولاتهم ستستمر بايجاد المبررات لكسر الهدنه اذا وجدوا الى ذلك سبيلا.
في ظل الهدنة بدأت المساعدات الانسانية تصل الى مناطق وتجمعات المدنيين المحاصريين منذ فترة طويلة من الجهتين بالضد من إرادة المتقاتلين وهذا مكسب كبير للشعب السوري و المدنين الذي ذاقوا الويلات من النظام وميليشياته الطائفية التي لو استطاعت لحجبت حتى الهواء عنهم وكذلك الحال مع بعض الجماعات المسلحة المحسوبة على المعارضة.
الهدنة مستمرة طالما يوجد توافق روسي وامريكي عليها ولا يستطيع اي طرف ان يغامر بخرقها في هذه الحالة لا من السوريين ولا من دول الاقليم ومن يخرقها سيخسر الكثير من نفوذه داخل الساحة السورية وخاصة الدول الاقليمية إلا اذا كان الخرق بمباركة من احد راعيي الهدنة.
فرضت الهدنة رغم ان الصراع في سوريا لم يحسم بعد على الارض وهو ليس في متناول اي من الطرفين لا المعارضة ولا النظام في الوقت الحاضر ولا في الايام والشهور القادمة رغم ان اكثر من نصف الشعب السوري اصبح خارج الوطن .
كما ان مصير سوريا كدولة مازال في غرفة الانعاش ولم يتبين بعد هل ستذهب الى غرفة التشريح وكل طرف ينهش ما يلزمة ويتقاسمو سوريا ارضا وشعبا وما يترتب عليه نتيجة ذلك على المنطقة ودول الاقليم وبالتالي يتغير وجه الشرق الاوسط الذي نعرفه وندخل في حقبة كيري –لافروف بعد سايكس-بيكو.
او ان سوريا ستذهب الى غرفة التجميل لانهاء النظام الدكتاوري المركزي ويتم تطبيق نظام يراعي مصالح ونفوذ راعيي الهدنة وبعض الدول الاقليمية ويحقق البعض من مطالب الشعب السوري الذي قدم الكثير من الدماء والارواح والخسائر ليتمتع بالحرية والكرامة ولقمة العيش الكريم.وهذا يتطلب خطاب جديد للمعارضة يستطيع ان يستوعب كل مكونات الشعب السوري وطموحاتهم ضمن دولة موحدة وشكل نظام تتفق عليه كل مكونات الشعب السوري والمعارضة بتركيبتها الحالية لا يمكن ان تنجز هكذا مشروع.
او قد يذهب بسوريا الى نظام فدرالي للمكونات السورية المختلفة سواء أكانت قومية او طائفية وهذا الحل سيدفع اليه النظام الدكتاتوري الحاكم اذا لم يتمكن من إعادة عقارب الساعة الى ما قبل الانتفاضة السورية وهذا يتوافق ايضا مع المشروع والطموح الايراني في سوريا اذا لم تتمكن من السيطرة على سوريا بشكل كامل وقد يشترك معهم الروس في ذلك بنهاية المطاف. وهذا الحل تعارضه بكل قوة تركيا وستقاتل من اجل افشاله لانها تخاف من انشاء اقليم كردي واقليم علوي على حدودها الجنوبية وما يشكلانه من تحد لتركيا ونسيجها الاجتماعي وما لحق باغلب مكوناتها المجتمعية من غبن وحيف خلال عقود من الزمن وبالتالي الخوف من انتقال التجربة اليها.
اما في حالة التصادم او عدم التوافق بين روسيا وامريكا وفشل الهدنة ومن بعدها الحل السلمي فان الحرب ستزداد وتيرتها بشكل كبير و الهدنة ستذهب ومعها سوريا وشعبها الى مصير مجهول وسيكون الحاكم على الارض امراء حرب من كل الطوائف يعملون لاجندات اقليمية ودولية مختلفه لا يمتلكون من امرهم شيئا وسيزداد التدخل الخارجي اكثر من الان ويتحول الى شكل تدخل عسكري مباشر واحتلال بعض الاجزاء والمناطق سواء من بعض الدول الاقليمية او الدولية. وسيدفع السوريون اكثر مما دفعوه باضعاف مما قدموه الى الان من خسائر .
لذلك الحفاظ على الهدنة والحل السلمي هي مصلحة عليا للشعب السوري واي تفريط بها من ناحية المعارضة خدمة لاجندات اقليمية يعتبر عملا غير مسؤول وخدمات مجانية لاعداء الشعب السوري والوطن السوري.
عبدالقادر عمر
29.02.2016
a.kadir-1959@hotmail.com

About عبدالقادر عمر

عبدالقادر عمر
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.