من هم ملائكة الله وما دورهم ؟

صباح ابراهيم

الملائكة مخلوقات روحانية غير منظورة ، يسكنون السماوات ويقفون بحضرة الله لتنفيذ اوامره وتعليماته ، ولديهم اعمال كثيرة لا نعلمها ، يحيطون بنا نحن ابناء الله و يساعدونا ولا نشعر بوجودهم .
يحفل الكتاب المقدس بذكر الملائكة في الكثير من الأسفار ، وقد جاء وصفهم بصيغة المذكر ، وظهروا للناس في ازمان قديمة على الأرض على هيئة رجال . وهم كارواح ليسوا ذكورا او إناثا كالبشرالا ان حقيقة الملائكة كأرواح نورانية لا نعرفها تماما الا من خلال بعض ما جاء ذكره في الكتاب المقدس . وقد قال عنهم يسوع المسيح انهم لايتزوجون ولا يزوجون ولا ينجبون ملائكة مثلهم ، ولم يشر الكتاب ان الملائكة كانوا صغارا او راشدين وعاشوا على الأرض ثم ماتوا واصبحوا ملائكة في السماء .
الملائكة خلقهم الله قبل البشر لخدمة الله لذا يدعوهم الكتاب المقدس (أبناء الله) ولهم لغتهم الخاصة بهم فالكتاب يتحدث عن “لغات الناس والملائكة ” في كورنثوس 1:13 مما يدل على ان انهم يتحدثون بلغة خاصة بهم .
قال النبي دانيال ان الله تخدمه الوف الوف (الملائكة) وتقف بين يديه ربوات ربوات .
والربوة هي عشرة الاف . اي ان ملايين الملائكة تخدم الله .
يشير الكتاب بعهديه القديم والجديد ان الله ارسل ملائكته الى الأرض بمهمات خاصة بأجساد بشرية بهيئة رجال ليكلموا الناس بلغتهم ويوصلوا بشارة ما او رسالة من الله للمختارين ، ثم يعودوا الى السماء بهيئتهم الروحية بعد انتهاء مهمتهم ورسالتهم .
ارسل الله الى النبي ابراهيم ثلاث ملائكة بهيئة رجال : ” فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ …” سفر التكوين 2: 18
وقال له احدهم يبشره : «إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ »
يتحلى الملائكة بصفات القوة والاقتدار وارادة حرة ، فهم مخيرون كالبشر بين الصواب والخطا ، وقد تمرد قسم من الملائكة على الله العلي وارادوا ان يصيروا مثل الله ، فمسخهم الرب القدير الى شياطين واباليس وطردهم من رحمته الى خارج مملكة الله . الشيطان يعني (المقاوم لارادة الله) وابليس يعني (المفتري على الله) .
ورد ذكر الملاك جبرائيل رئيس الملائكة في مهمات كثيرة في الكتاب المقدس بالعهد القديم والجديد ، حيث ظهر لدانيال النبي عدة مرات ، وظهر ملاك الرب لهاجر جارية سارة وكلمها ، كما ظهر ملاكان الى لوط في مدينة سدوم ، وكلم ملاك من السماء أبينا ابراهيم .


وظهر ملاك ليعقوب في حلم وكلمه ، وشاهد النبي موسى مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ . وكان ملاك الرب يحرس شعب موسى ويسير امامهم في صحراء سيناء . و ظهر ملاك الرب امام بلعام بن بعور مبلغا له رسالة من الله .
كما ظهر ملاك الى جدعون بن يُوآشَ الأَبِيعَزَرِيِّ حاملا رسالة من الرب اليه . وظهر الملاك للنبي ايليا وكلمه ايضا .وهناك ظهورات اخرى كثيرة ذُكرت في كتاب العهد القديم .
اما في اسفار العهد الجديد فقد جاء فيه ان ملاك الرب جبرائيل ظهر الى زكريا على يمين مذبح البخور قائلا لَهُ :” أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ، َأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهذَا ” لوقا 1:19
وظهر الملاك جبرائيل لمريم العذراء مبشرا اياها بالحبل المقدس و ولادة المخلص يسوع ابن الله ، قائلا لها : ” سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ”.
وظهر الملاك في حلم ليوسف بن داود قائلا :” لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ” .
وظهر ملاك الرب لمريم المجلية ومريم الاخرى امام قبر يسوع وقال لهما : ” لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.”
وظهر ملاك الرب للرعاة في بيت لحم قائلا : “لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ” .
وشهد يوحنا في انجيله ان مريم المجلية رات ملاكين عند موضع قبر يسوع
“بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا”.
هناك ظهورات عديدة للملائكة لا يمكن سردها كلها في هذا المقال تثبت ان ملائكة الله يقومون بايصال رسائل الرب الى البشر .
يقول الكتاب المقدس ان الملائكة مستمرون بايصال رسالة البشائر مع المؤمنين بالرب الى كل قبيلة ولسان وشعب قائلين بصوت عال : ” خافوا الله واعطوا مجدا، لأن ساعة دينونته جاءت ، فأعبدوا خالق السماء والأرض والبحر وينابيع المياه ” .
و والانجيل المقدس يخبرنا ان “الملائكة تفرح بخاطئ واحد يتوب” لوقا 10:15
نتمنى لجميع الناس التوبة وحياة هانئة سعيدة تحت حماية رب المجد و ملائكته .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.