من خلق الله ؟ كثيرا ما يردد الملحدون والتطوريون هذا السؤال اثناء جدالهم عن الخلق او اثناء مناقشتهم لنظرية التطور مع المؤمنين بالخلق لغرض احراجهم بسؤال عقيم من خلق الخالق ؟
هذا السؤال بحد ذاته سؤالا غبيا ، لأن من يريد معرفة من خلق الله الخالق للكون، فهذا يدل على عجز عن فهم معنى الخالق ، فالخالق لا يمكن ان يكون له خالق آخر ، والا فإنه ليس بخالق الكون والحياة بل اصبح مخلوقا وهناك خالق آخر خلقه وهم يبحثون عنه ، وهنا سيبدأ السؤال اللانهائي ، ومن خالق هذا الخالق الآخر ؟ فاصبح الثاني مخلوقا ، ولابد من خالق ثالث هو من خلقه ، وهكذا نستمر في التسائل دون ان نلقى الاجابة الشافية . فالسؤال هذا هو سؤال عقيم لا أجابة له ، لأنه سؤال عن خالق له صفات وقدرة اكبر من عقولنا التي لا تستوعب فهم الخالق ، ولا تعرف حد يحده. فإن كان اله التطوريين ومبتدع نظريتهم هو جارلس داروين ، الذي كان يشكك حتى في نظريته وافكاره ضمن احد فصول كتابه اصل الانواع ، فالمؤمنون بالخلق لهم ايضا اله يؤمنون به وبقدرته اللا محدودة ولا يشكون بقدرته .
الخالق هو محور الوجود للمادة والروح . فان ابعدنا الخالق عن المخلوقات ، فما الذي تبقى في الوجود ، الجواب هو المادة فقط ، طيب وهذه المادة من اوجدها ؟ هل يمكن للكون ان يخلق نفسه بنفسه ؟ هل المادة تُخلق وتُستحدث من العدم ؟ العلم يقول كلا والف كلا . اذن كيف وجدت الشمس وتريليونات التريلونات من النجوم والمجرات والغازات والكواكب ؟ ومن اين اتت طاقة الكون الحرارية والاشعاعية ، وكيف خلقت العناصر الكيميائية ذات المواصفات المختلفة الغازية والفلزية واشباه الفلزات ؟ كيف وجدت الالكترونات والنيترونات والبروتونات ومن خلق قوى التجاذب الكهربائية السالبة والموجبة الموجودة في مكونات الذرات ؟
من خلق الحياة والنفس والروح والمشاعر والاحاسيس والغرائز في الكائنات الحية ؟
من علّم نحل العسل لغة الرقص والحركات للتفاهم بها مع بقية النحل لتدلهم على مواقع الزهور وبعدها واتجاهاتها ؟ ومن وضع التخصص في مملكة النحل للعاملات والحرس ومربيات الصغار، ومن وضع البوصلة في ادمغة الطيور المهاجرة ونحل العسل والاسماك والحيتان لتحديد الاتجاهات ومعرفة فصول التزاوج واماكنها ؟ هل كل تلك الغرائز والخلائق والتراكيب العجيبة لكل مخلوق في فسيولوجية الجسم بدءأ من الشعرة الى الدماغ هو من نتاج الصدف والعشوائية في التطور التي يتذرع بها الملحدون واتباع داروين ؟
من ركب الحوامض الامينية وصنع الحمض الوراثي ( دي ان اي) ووضع فيه اعقد شفرة وراثية فيه ؟ هل الصدف تخترع وتبدع الاعاجيب ام تصنع العشوائيات ؟
الله لم يره احد قط ، لكننا عرفناه بالعقل ومن عظمة وجود مخلوقاته وطبيعة تركيباتها الفائقة التعقيد والكمال ، نظرة واحدة لتركيب ووظيفة عضو واحد في جسم اي كائن حي تجعل العاقل ان يقول سبحان من خلق هذا باعظم صورة ، انظر الى القلب ، تلك المضخة التي لتعمل منذ الشهر الاول لعمر الجنين وحتى موت الانسان وهو في ارذل العمر بعد سنوات طويلة ، لا تكل ولا تمل من الحركة دون توقف ليل نهار، وليس من يديرها ويحركها او يتحكم بها سوى الروح التي تسكن في الانسان او النفس في الحيوان التي تنتج كهربائية ذاتية في عضلة القلب لتنظم حركته وسرعته في الانقباض والانبساط لضخ الدم في اتجاه الرئتين والى انحاء الجسم المختلفة . هل كل هذا الابداع في التصميم والعمل جاء نتيجة صدفة ايها العقلاء ؟
الخالق ازلي ابدي ، لا يحده مكان ولا زمان لأنه فوق المكان والزمان وهو من اوجدهما في بدء الزمان عندما قال كن فكان كل ما ارادت مشيئته.
يقول الكتاب القدس في سفر التكوين وفي اولى كلمات الكتاب : ” في البدء خلق الله السماوات والارض ” كلمات بليغة تخبرنا عن الفعل ( الخلق ) والفاعل ( الله ) والمفعول به ( السموات والارض) ، تخبرنا عن بدء الزمن وبدء خلق المادة ( في البدء ) تعني بداية خلق الزمن ، والسموات والأرض تعني خلق تكوين المادة . وهذا ما يقوله العلم ان الكون تكون من خلق المادة في وقت لم يكن قبله زمن ، وتلك المادة انفجرت بارادة خالقها ومكونها ، فانتجت الانفجار العظيم الذي اسماه العلماء بيك بانك ، وهنا بدء الكون في سلسلة عمليات التكوين والتصميم المسيطر عليها بقوة الخالق الجبارة ، فأوجد الطاقة الهائلة التي ملئت الكون واوجد المادة معها التي فسرها انشتاين انها وجهان لشئ واحد ويمكن تحويل احدهما للاخر وحسب
E= M C2 مقدارها بمعادلته الشهيرة الطاقة تساوي الكتلة ضرب مربع سرعة الضوء .
وبدء الزمن منذ لحظة الانفجار العظيم ، وهذا ما ماجاء في اول آية من بدء سفر التكوين
(في البدء خلق الله السماوات والارض ). حيث خلق الزمان والمكان (المادة) .
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
الست ميسون الباتي
انت لست الا مذيعة تلفزيونية ، فما هو مدى علمك في الاديان والبيولوجيا؟
ما الذي اغاضك في المقال وازعجك ، حاوريني ان اردت الدفاع عن الالحاد ونظريات الملحدين