ملمعات صورة نظام الأسد للغرب

موقع الرصيف
في إطار حملته الإعلامية الهادفة إلى تحسين صورته، اعتمد النظام السوري على وجوه نسائية عدّة تبدأ من المستشارة السياسية والإعلامية للقصر الجمهوري وتصل إلى حدّ الاستفادة مما تقدّمه فتاة جميلة وصفت نفسها بأنها مجرّد متدرّبة في القصر الرئاسي. يهتم النظام السوري بمخاطبة الرأي العام الغربي ولذلك يلجأ إلى وجوه نسائية أكملت دراستها في جامعات لندن وأميركا. فالمرأة التي تظهر بمظهر عصري وحداثي قادرة على تحسين صورة النظام. في الآتي سوف نستعرض رسولات النظام إلى الوعي الغربي.
بثينة شعبان

بثينة شعبان والمهاترات السياسية ونكران الشمس

بثينة شعبان والمهاترات السياسية ونكران الشمس

المستشارة السياسية والإعلامية للقصر الجمهوري بثينة شعبان هي إحدى خبرات النظام السوري الأجنبية. السيدة المولودة في قرية المسعودية في حمص تحوز على شهادة دكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة وورويك

Warwick

في انكلترا.

بعد عودتها إلى سوريا عملت كأستاذة للشعر والأدب المقارن في قسم اللغة الإنكليزية وأستاذة للأدب العالمي في الدراسات العليا في جامعة دمشق ثم صارت رئيسة قسم الأدب المقارن في الجامعة. انتدبت شعبان للترجمة في وزارة الخارجية عام 1988 وفي العام 1994 طلب منها وزير الخارجية آنذاك فاروق الشرع تولي مهمة الترجمة بين الرئيس حافظ الأسد ووزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر

Warren Christopher.

كان هذا أول عمل لها على تماس مع السياسة.

في عام 2002، تم تعيينها مديرة لدائرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية. وفي العام 2006 تم تعيينها وزيرة للمغتربين.

شعبان هي عضو في رابطة الشاعرين كيتس وشيلي

Keats & Shelley

في الولايات المتحدة. عام 1990 سمّيت أمينة تحرير لمجلة “الآداب الأجنبية” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب. كتبت كتباً عدّة، باللغتين الإنجليزية والعربية، تتحدث فيها عن النساء العرب منها “باليمين والشمال/ النساء العربيات يتحدثن عن أنفسهن”، “الرواية النسائية العربية 1892- 1992″ إضافة إلى أعمال مشتركة مع كاتبات في الولايات المتحدة تتحدث عن المرأة والأدب، والمرأة والإسلام.

عام 2009 عرض المخرج الأميركي من أصل سوري، زياد حمزة، فيلماً يروي سيرتها الذاتية، بعنوان “امرأة“، ويقدّمها كنموذج للمرأة العربية التي تنجح في التوفيق بين التقاليد والقيم العصرية. رشحت كذلك في العام 2005 لنيل جائزة نوبل للسلام.

خلال الثورة السورية كانت شعبان تغيب ثم تطلّ لتدلي بأحاديث تثير الجدل! هي أول من أطلق تصريحاً رسمياً بعد أحداث درعا التي أشعلت نار الثورة. عقدت مؤتمراً صحافياً وعدت فيه الأهالي بزيادة الأجور وبإقرار قانون جديد للأحزاب وبالبحث في إلغاء حالة الطوارئ. كما قالت لصحيفة نيويورك تايمز

New York Times،

في منتصف العام 2011: “آمل أننا نعيش المرحلة النهائية من هذه القصة، أعتقد أن الأخطر أصبح وراءنا. آمل ذلك، وأعتقد ذلك”.

في منتصف العام 2012, روت لصحيفة الاندبندت

Independant

قصة خوفها من الذهاب إلى حمص في ذكرى وفاة والدتها لأن هناك مسلحين يقتلون على أساس طائفي ويستهدفون زوار المقابر. كما قصّت عليها قصة مشاهدتها صاحبة مخبز مسيحية في دمشق تبكي لأن رجالاً ملتحين اتهموها بأنها تعجن الخبز بالويسكي ما اضطرها لإغلاق متجرها.

غابت شعبان طويلاً ثم أطلت مؤخراً، بعد مجزرة الكيميائي، لتتحدث إلى قناة “سكاي نيوز”

Sky News

الإنجليزية وتخبرها أن تنظيم القاعدة “قام بخطف الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضرهم إلى الغوطة، وقام بوضعهم في مكان واحد واستخدم ضدهم الأسلحة الكيميائية” وصوّرهم. بدت واثقة من أقوالها وعلى قناعة بأن سوريا ستكون أفضل مما كانت عليه في الماضي.

لونا الشبل

المستشارة الإعلامية للرئيس السوري لونا الشبل هي إعلامية سورية كانت تعمل في قناة الجزيرة. كانت تقدّم برنامج “ما وراء الخبر” قبل أن تستقيل مع عدد من زميلاتها بسبب خلافات مع إدارة القناة يقال أن بعضها يتعلق بالزيّ الذي ترتدينه. تعرّف السوريون عليها قبل ذلك حين كانت تقدّم برامج على التلفزيون السوري عن الجولان المحتل ومنها “من عتمة الاحتلال” و”اللهم فاشهد” بالإضافة إلى تقديمها البرامج الحوارية الرئيسية.

حين وجّه بشار الأسد خطابه الشهير الى السوريين من ساحة الأمويين في دمشق، في 10 يناير 2012، التزم بالاستشارات التي قدّمتها لونا الشبل زوجة الإعلامي اللبناني سامي كليب ومنها ظهوره بين الجماهير لكي يعطي انطباعاً بأنه يملك شعبية، كما يفعل الرئيس الأميركي باراك أوباما. في 7 فبراير 2012، حين زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف Serguei Lavrov دمشق، التزم المنظمون نصيتحها الداعية إلى تنظيم المظاهرات المؤيدة على الطريق التي سيمر بها الضيف الكبير عوضاً عن تنفيذ تجمعات في أماكن متفرقة كانت لتبدو هزيلة.

الشبل كانت أبرز عناصر ترسانة السوريين ضد قناة الجزيرة. تحدثت للتلفزيون السوري، في برنامج “لقاء خاص“، عن غرف سوداء في القناة تفبرَك فيها التقارير المصوَّرة والأخبار حول ما يجري في سوريا.

ريم حدادrh

هي شابة جميلة وناعمة تتحدث الإنجليزية بلكنة بريطانية راقية. ظهرت كثيراً في العام الأول للثورة على قنوات التلفزيون الناطقة باللغة الإنجليزية (“سكاي نيوز”، “بي بي سي”، “الجزيرة” وغيرها) لتنفي سقوط قتلى مدنيين.

حداد تحوز على ماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة أكسفورد وشغلت منصب مديرة التلفزيون السوري والناطقة باسم وزارة الإعلام السورية. كتب عنها جايمس هايدر

James Hider:

“بشرتها فاتحة اللون، وشعرها أحمر، المذيعة السابقة ابنة سليمان حداد، مسؤول كبير في المخابرات السورية، تشبه الممثلة جوليان مور”. شغل والدها منصب السفير السوري في ألمانيا الغربية وهو الآن يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

في تصريح لـ”سكاي نيوز”، أكّدت حداد أن “المثال الوحيد حيث أطلقت قوات الأمن النيران هو عندما أطلقت عليها النيران، ولهذا السبب هناك نحو 500 شخص من قوى الأمن والجيش قتلوا. كيف قُتل هؤلاء الأشخاص إن لم يطلق أحد النار عليهم؟”.

في حزيران 2011، كان الجيش السوري يحاصر منطقة جسر الشغور تمهيداً لاقتحامها. روت حداد للـ”بي بي سي”، في إجابتها على سؤال عن النازحين إلى تركيا، أن “هذه القرى هي الحدود، والكثير من السكان هناك لديهم أقارب يعيشون في القرى المجاورة على الجانب التركي… الأمر أشبه بأنه لديك مشكلة في الشارع الذي تعيش فيه، وأمك تعيش في الشارع المقابل، فتذهب لزيارة أمك لفترة… ليس هناك جيش في جسر الشغور”.

شبهتها صحيفة الغارديان بمحمد سعيد الصحّاف ونشرت صحيفة الـ”تايمز” موضوعاً احتل نصف صفحتها الثالثة، مع صور لحداد، وذلك تحت عنوان: “يهربون؟ يا إلهي.. لا.. هم فقط يزورون الماما، تقول الناطقة”.

فجأة اختفت حداد! أقيلت من منصبها وتوارت عن الأنظار. ربما يعود السبب إلى سخرية الصحافة العالمية منها.

شهرزاد الجعفريشهرزاد

شهرزاد أو اختصاراً “شيري”. لقبها البعض بـ”كيم كارداشيان سوريا” بسبب جمالها. الشابة اليافعة هي إبنة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري. تشتهر بكونها متحدثة لبقة وبأنها بارعة في نسج العلاقات العامة. هي الخبرة الآتية من نيويورك!

ذاع صيت “المستشارة الإعلامية للعلاقات الخارجية” للرئيس السوري بعد تمكن مجموعة معارضين من اختراق بريدها الالكتروني. تبيّن أنها عملت في القصر الرئاسي وأن لها دور أساسي في تنسيق المقابلة التي أجرتها الإعلامية الأمريكية باربرا والترز

Barbara Walters

، مقدمة البرامج الشهيرة في قناة “آي بي سي”، مع الرئيس السوري في ديسمبر 2011.

في صندوق بريدها الالكتروني عشرات الرسائل التي أرسلتها وسائل إعلامية عالمية طالبةً فيها مساعدتها على ترتيب مقابلات مع الأسد. في إحدى رسائها إلى الرئيس، اقترحت عليه إجراء مقابلة مع آن كوري

Ann Curry،

الصحافية في قناة “أن بي سي” لأنها تمتلك “مقاربة حسنة” لما يجري في سوريا. من أبرز نصائحها للرئيس دعوته إلى إلقاء المسؤولية عن العنف في سوريا على “العصابات المسلحة” وحثه على الحديث عن عدم وجود “زعماء معارضة” بل فقط “شخصيات معارضة” لا تتفق على برنامج مشترك. كتبت: “النفسية الأمريكية يمكن التلاعب بها بسهولة حين تسمع بوجود أخطاء، والعمل يتم حالياً على إصلاحها”.

حاولت شهرزاد لعب دور رئيسي في القصر الرئاسي من خلال إقصاء بثينة شعبان ولونا الشبل. أرادت أن تكون الرقم واحد في مسائل التعامل مع الوفود الزائرة والنشاطات المتعلقة بالعلاقات العامة. “الله يلعنها هيدي لونا”، كتبت مرّة مضيفة أنها ستوزع اللحوم في دمشق حين تسمع بخبر وفاتها. لكن حلمها خاب فالرئيس امتعض من المقابلة التي أجرتها معه والتزر لأنها كان قاسية في الأسئلة التي وجهتها إليه.

أبعدت الجعفري عن القصر وعادت إلى نيويورك. هناك حاولت والتزر مساعدتها على إيجاد عمل في شبكة سي أن أن وعلى الحصول على مقعد دراسي في جامعة كولومبيا. وحين انكشف هذا التفاهم اضطرت الصحافية المخضرمة إلى الاعتذار علناً.

بعد الفضيحة التي طالتها، قالت “شيري” لصحيفة دايلي ميل

Daily Mail

أنها عملت لحساب النظام السوري من أجل تحسين “السي في” الخاص بها “مثلما ستفعل أي فتاة أميركية طموح”. وأشارت إلى تضخيم دورها في فريق الاتصالات التابع للرئيس السوري ولفتت إلى أنها كانت مجرد متدربة صغيرة تحاول “مساعدة بلدي على تجاوز أزمته”. حديثها تناقضه رسائلها الشخصية الطبع إلى الرئيس والتي تخاطبه خلالها بـ”دود”

dude

وتقول له: “مشتاقة إليك، لا أستطيع التوقف عن التفكير بك”.

هديل العلي

في رسائلها الالكترونية إلى صديقها سام (الإسم الذي اختاره بشار الأسد لبريده الالكتروني)، والتي تمت قرصنتها، كانت تقول له: “أنا مشتاقة جداً إليك” و”يا لك من وسيم”. كانت تؤكد له حرصها على استمراره والتزامها بنهجه السياسي.

هديل زهير ماجد العلي هي شابة من مواليد القرداحة. قطعت دراستها للأدب الإنجليزي في جامعة دمشق لتنتقل إلى دراسة العلوم السياسية في جامعة مونتانا في الولايات المتحدة الأميركية حيث عاشت الخبرة الاميركية كاملة ثم عادت إلى سوريا لتكمل اختصاصها الأساسي وتبدأ بتعليم اللغة الانجليزية في إحدى الجامعات. ولكنها، مع اندلاع الثورة، تفرغت لمساعدة الرئيس.

راحت تكتب مقالات مؤيدة لبشار الأسد وتعمل على تنسيق مقابلات له مع وسائل الإعلام الغربية ومع صحافيين يتبنّون رواية النظام عن المقاتلين الإسلاميين المتطرفين. في إحدى رسائها إليه أرسلت إليه الرابط الالكتروني لتحقيق أعدّة مراسل الـ”بي بي سي” بول وود

Paul Wood

عن الأوضاع في مدينة حمص وذلك لتلفت انتباهه إلى تسلل الصحافيين الأجانب من لبنان إلى سوريا. وفي رسالة ثانية أرسلت له صفحة فايسبوكية لناشطين سوريين معارضين وقالت له: “أعتقد أننا قد نجد أسماء رغم أنها قد تكون مزوّرة”. وفي رسائل أخرى كانت تقترح عليه إجراء تغييرات في بعض المواقع الحزبية وتعديلات في بعض المراكز الإدارية.

أبرز نصائحها للرئيس ما قالته في إحدى رسائلها: “من الجيّد مهاجمة العدو الإسرائيلي وذكر الموضوع الفلسطيني لتحقيق شعبية”. إلى نصائحها الخاصة نقلت إليه نصائح من مدير قناة العالم الإيرانية حسين مرتضى تقول له أنه ليس من مصلحته اتهام تنظيم القاعدة بالتفجيرات في سوريا. ونقلت إليه نصائح من المستشار الإعلامي والسياسي للسفير الإيراني في سوريا تدعوه إلى الحديث بـ”نفَس إسلامي” والتركيز على قضية فلسطين ومقدساتها الإسلامية والتأكيد على أن الدولة قصّرت في تلبيية حاجات المواطنين بسبب انشغالها بمواجهة المؤامرة. كزميلاتها اللواتي فضحتهنّ الرسائل الالكترونية المسرّبة اختفت هديل العلي.

جمانة حديدjh

في ذروة الحديث عن توجيه أميركا ضربة عسكرية للنظام السوري عقاباً له على استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة، تم الاسبوع الماضي تداول فيديو لشابة أميركية سورية واجهت السناتور جون ماكين في لقاء عام ودعته إلى احترام السيادة السورية. هكذا اشتهرت جمانة حديد، التي يعرفها السوريون الأميركيون كداعمة لخطاب النظام السوري. بحسب الكلام الذي قالته لماكين، كانت من مؤيدي خطه السياسي ومن داعميه. قالت أنها غير معجبة بالأسد ولكنا تعارض الضربة لكي لا تتفكك سوريا وتتحول إلى عراق آخر أو أفغانستان أخرى. فهل ما قالته هو رأي فردي أم أنه افتتاح لسياسة إعلامية جديدة قوامها عدم الغزل بالأسد وتبرير دعمه بأنه الوحيد الذي يحول دون تفتت سوريا؟

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.