مصيبة كبيرة

تغيبتُ عنكم شهرا كاملا تفرغتُ من خلاله لنفسي بعض الشيء,وانكببتُ على قراءة علوم القرآن والحديث والمذاهب الأربعة, عشت هذه الفترة لأراجع حساباتي بيني وبين نفسي,فما زادني العلم الذي قرأته إلا المزيد من الشك في هذا وفي ذاك, كتابٌ كاملٌ فيه مئات الصفحات يتحدث فقط عن مغامرات النبي وزوجاته وكيف يستجيبُ الله لنزوات نبيه بل ويعللها الله ويضع من أجلها الحُججُ والبراهين,ويتعذر عن تصرفات النبي ويجد لها الكثير من التعذير,كتابٌ كامل كله تحريض على القتل وسفك الدماء وعدم احترام الآخر والتناقض المستمر في سورة(الكافرون)..(قل يا أيها الكافرون…لكم دينكم ولي دين) وهذه السورة يبدو أنها عندما كان الإسلام ضعيفا ولكن بعد أن صارت أعداد منتسبيه بالألوف بدء القرآن بالتحريض على القتال وعدم احترام الرأي والرأي الآخر,ويبدو من الطبيعي أن الحياة القاسية التي أعاني منها أنا ويعاني منها كبار المثقفين وصغارهم سببها تعاليم القرآن التي تُحرض على القتال ووصف الآخرين بالزنادقة وبالكفار,ومجرد أن نحيى كمثقفين حياة فيها الكثير من الاحترام يبدو هذا المطلبُ مطلبا مستحيلا وحلما من الأحلام المستحيلة, فالأجهزة الأمنية تُجيش بالشيوخ وبالمجتمعات العربية من أجل تضييق الخناق على كل المثقفين ورميهم بأقذع المسبات وبأقذع الشتائم,حتى أن محمدا نفسه كان سبابا شتاما للآخرين كقوله في القرآن(عتلٌ بعد ذلك زنيم).

فأين نحن يا أصدقائي من العالم الآخر الذي يحترم حرية الرأي والتعبير,إننا دولة عربية ديمقراطية شكلا فقط لا غير,وفي الخفاء تمارس علينا الأجهزة الأمنية نشاطاتها المعادية للمثقفين وللمفكرين, وبصراحة خرجت بعد عزلتي بقناعة واحدة فقط لا غير وهي:مكافحة الدين الإسلامي كما تكافح النازية.
كل آيات القرآن تحرض على القتال وتحرض بالذات على قتال من تختلف معهم بوجهات النظر,ومعروف لدينا في القانون أن المحرض على القتال والمحرض على أعمال العنف أمام القضاء يكون مثله مثل المجرم الرسمي,وبالتالي فالقرآن والحديث النبوي كلهم محرضون ويجب مكافحتهم وإيقافهم عند حدهم الذي لا بد من أن يقفوا عنده في يومٍ من الأيام.

كنت يا أصدقائي أود مراجعة نفسي قليلا لعلي مخطئ فيما أقوله أو كتبته ولكنني مع كل الذي كتبته اكتشفتُ أنني كنتُ مقصراً جدا في حق الإسلام,فالإسلام كدين يستحق مني الكثير من المقالات والأفكار لكشفه على حقيقته,وهنا أنوه إلى أن بعض المسيحيين في الشرق وفي بلدي الأردن أيضا مثلهم مثل المسلمين,في أسلوب تفكيرهم وفي الفساد الديني الذي يتمتعون به.

إن حال المواطن العربي لن يتغير إلى الأفضل طالما الإسلام كابسٌ على أنفاس المواطن العربي,فهذا الدين يريح الحكومة من سجن المثقف والمفكر, وتكتفي الدولة بالإسلام كعقاب رادع لأي مفكر يفكر في التغيير وتثقيف نفسه,إن الإسلام عقابٌ من الإله الحقيقي على الوطن العربي الكبير,وما يحزنني قبل أقل من شهر منظر امرأة عربية مسلمة تزوج زوجها عليها بعد أن وفرت له النقود وجعلته تاجرا ناجحا,وفي النهاية تزوج عليها بزوجة أخرى مدعيا أن هذا من الدين, فأصيبت المرأة بهستيريا ودارت حافية القدمين في شوارع المدينة,وكادت أن تفقد عقلها, فهل هذا الدين يستحقُ من المرأة أن تتمسك به؟أي دين يسمح لرجل بأن يمارس الجنس مع امرأة ثانية وثالثة في نفس شقة الزوجة الأولى؟ما هذا الهراء؟ولماذا التمسك بهذا الدين؟كيف بعد كل عمليات الزيجات المتكررة نقف أمام العالم والناس وندعي بأن ديننا هو الدين الأجمل , والوحيد الصحيح وبأن باقي العالم وباقي الديانات على خطأ؟.

إن تعاليم ديننا الإسلامي ما هي إلا عادات البدو والوثنيين,فكل الطقوس الإسلامية والشعائر الدينية كانت الناس الوثنيون يمارسونها في مجتمعاتهم قبل ظهور الإسلام ولم ينزل من السماء أي شيء جديد إطلاقا,الزواج الطلاق الحج العمرة…إلخ كلها ممارسات وثنية,ولست أدري حين العودة على بدء كيف بالقرآن كتابٌ كامل من مئات الصفحات كله تبريرات لتصرفات النبي وزيجاته ومغامراته النسائية,وبنفس الوقت نعتبره كتابا مقدسا لا يجوز المساس به,وكيف بلغته التي وضعت بعد نزوله بعشرات السنين نعتبرها منزلة من عند الله؟وبنفس الوقت ندعي أن الأدبيات التي سبقت القرآن ب150 عاما أو مائتان..نعتبرها من وضع نفس الأدباء علما أن هؤلاء الشعراء ما كانوا ليعرفوا لا اللغة ولا النحو ولا الصرف,فكيف إذاً جاءت أشعارهم وقصصهم الأدبية على قواعد اللغة والنحو والصرف؟,وحتى إن اعتبرناهم كانوا يعرفونها من قبل فهذه مصيبة أكبر من الأولى وهي أن القرآن سبقته علوم اللغة ولم تكن تلك المجتمعات جاهلة كما يدعي الإسلام ذلك, ذلك أن الإسلام ما زال يدعي بأن نبي الإسلام أخرج الناس من الجاهلية إلى النور, فكيف أخرجهم من الجاهلية وعندهم علوم اللغة؟هذا يدل على أن هنالك ثقافة سبقت الإسلام بقرنين من الزمان….نحن في مصيبة كبيرة.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

4 Responses to مصيبة كبيرة

  1. س . السندي says:

    ماقل ودل … للعزيز جهاد علاونة ؟

    ١: ماقام به محمد زمانه وصعاليكه هو نفس مايقوم به صعاليك الأعراب والمسلمين اليوم من خلق وسلوك مشين ، وهو إسقاط كل أمراظهم ونواقصهم وتخلفهم على الآخرين ، وحاشا ان يكون مصدره من رب خالق للعالمين ، هند وبوذ ويهود ومسلمين ومسيحيين وحتى لا دينيين ?

    ٢: لقد قلناها ولإزالة نقولها ما يحتاجه عالمنا وعلماءنا ليس فقط شلالات المعرفة ، بل الشجاعة في قول الحق والحقيقة ؟

    ٣: وأخيرا حقيقة هى أسطع من شمس الظهيرة والتي تكفي لتظهر الدين الصحيح وهى ، اذا تعمق الانسان المسلم بدينه والتزم صار إرهابيا ، وإذا تعمق الانسان المسيحي بدينه والتزم صار قديسا ، وخير دليل على قولنا هو الواقع والتاريخ والأعداد على ذالك بالمئات ان لم يكن بالآلاف ، سلام ؟

  2. سلام says:

    واو يعني كتير غلبت حالك وتعبت حالك ,درست الدين الاسلامي بمذاهبوا الاربعة والشريعة الاسلامية بكاملها خلال شهر
    ياأخي انت واحد عبقري,اللي بعرفو ان كل علم من علوم الشريعة بحاجة الى سنوات من الدراسة و اهل العلم بذلوا سنين ليتعلموا فرع أو فرعين ,وانت ياوحيد عصرك وزمانك ختمت العلم كلوا بشهر واجد وطلعت بنتيجة مليار ونصف بني أدم أغبياء ما وصلوا لها,
    عيب عيب عيب,هذا الموقع أسموا مفكر حر صحيح ,ولكن اعتقد أن الحر يجب ان يكون محترم وان يحترم الاخرين

  3. سلام says:

    العزيز السندي
    المسلم اللي بيتعمق بدينو مصير ابن سينا والزهراوي وابن رشد وابن زهر بتحب كملك القائمة ولا هدول بيكفوا
    ياريت ياعزيزي تقرأ التاريخ بفكر حر متل اسم هالموقع
    وأيضاً احترم الآخرين حتى يبادلوك نفس الشيئ

  4. سرسبيندار السندي says:

    خير الكلام للعزيز … سلام ؟

    ١: الحقاىق تقول ما ذكرته ، أتريدني أجاملك او غيرك على حساب الحقاىق التي في أمهات الكتب والتاريخ والواقع ؟

    ٢: انا أعذرك للمرارة التي في نفسك ولكن هذه هى الحقيقة التي تصدم كل ذي ضمير ومنطق وعقل ، هلا ذكرت لي كم غزوة قادها محمد نفسه ضد خصومه ( ٨٣) غزوة ، وكم خليفة راشدي مات موتا طبيعيا فحتى محمد نفسه مات مسموما انتقاما لجرائمه كما ابو بكر ؟

    ٣: اما قولك عن ابن سينا وابن خلدون وغيرهم كثيرون ، لو كانو حقيقة مسلمون لما كفروهم وفعلو بهم مافعلو ، ياريتك تقرا حقيقة ماحل بهم ، سأذكر لك ماحدث لابن خلدون ، فلقد كفروه ولو صيته وبهروبه لحرق كما حرقت كتبه ، وسأذكر لك ماقاله ( العرب اذا تغلبت على أوطان أسرع الخراب اليها ، والسبب في ذالك انهم أمة وحشية ، وذالك لاستحكام عوائد التوحش فيهم فصار لهم خلقا وجبلة ) كما أرجو ان تقرا مراحل بالحلاج وكيف رجم وحرق حيا ؟

    ٤: بالحقيقة ياعزيزي سلام انت من بحاجة لقراءة التاريخ ، ولكن بمنطق العقل والحيادية وعلى ضوء التحليل والمقارنة ، فحاشا لإله طاهر قدوس ان يجعل من جناته مأخورا فسق ودعارة ، وحاشا لإله ان يغير كلامه في ليلة وضحاها والملوك لا تفعلها ولو كان في ذالك فناها وووالخ ، فهنالك الكثير مما لا يصدقه عقل عاقل ؟

    ٥: وأخيرا أذكرك بقول ابن العربي الأندلسي ( أدين بدين الحب أيا كانت ركائزه ، فالحب ديني وإيماني ) فهل قال مثل هذا محمد ام فعل العكس تماماً ، علما الاول بشر عادي والثاني نبي لعبادة الله أصلا هو هادي ، سلام؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.