أنا مشغول في هذه الأيام بنادين البدير ,لا أستمع إلى نشرات الأخبار غير تلك التي تتحدث عنها,فلم يعد هذا العالم من حولي مهما بالنسبة لي, لم أعد مهتما بآخر الغزوات ولا بآخر الأخبار ولا أهتم بالإعلانات لأنني أتابع كل ما تكتبه وما تعلن عنه من أفكار ولن تستطيع أعتا قوة في العالم أن تأخذها مني, ولن تستطيع أخف يد ماهرة بالسرقة وبالخداع أن تسرقها مني, هذه المرة خبئتها في علبة ألواني وعلى وسادة نومي وبنيت لها حديقة معلقة وفرشت أرضيتها بالحنارء, أنا مشغول جدا بنادين المثقفة ذات العقلية التنويرية, مشغول جدا هذه المرة برسمها لوحة جدارية على أسوار المدينة, مشغول جدا بجعلها قصة عظيمة في قريتنا يحكي عنها الناس ويعقدون الندوات العلمية على أبواب الدكاكين ليبحثوا آخر ما وصلت إليه العملية الغرامية بيني وبينها من طرفٍ واحد, مشغولٌ هذه الأيام بتفجير قصتها في الموصل وفي جزيرة القِرم..جمعتُ لك يا نادين هذا المساء أجمل الأغاني الطربية التي أحبها وأهديتها لك, وجمعتُ لك منذ ساعات الصباح الباكر أجمل اللوحات الزيتية والفحمية التي خربشتها أعظم الريش الفنية وأعظم الأقلام الفحمية وأهديتها لك, لمحتُ صورتك في كل لوحة فنية, ورأيتُ عيينيك في أجمل القصائد الغزلية, توترت كثيرا وجزعتُ وحزنت كثيرا وتألمتُ كثيرا لأنني وضعتك في كل الصور التشكيلية ولم أقدر أن أضع صورتي إلى جانبك, بكيت كثيرا وعصرتُ عيوني لأني قرأتك في كل الرسائل الغرامية التي أحرقتُ فيها مشاعري وذكرت أسمك فيها ولم أسطع أن أذكر أسمي, أنا لا أريد من الناس حين يتذكروني بعد عمرٍ طويل إلا أن يتذكرونك معي …أنا لا أريد من الناس أن يتكلموا معي, ولا أريد من أحدٍ أن يسليني لكي أمضي معه وقت الفراغ, فأنا أتسلى كثيرا في طيفك وهو يمرُ من أمامي, أتسلى كثيرا بصورك الجميلة وأنا أشتمها كما تشتمي أنت رائحة العطر ورائحة الورود والزهور والبساتين الجميلة, فأنا في هذه الأيام مشغول جدا بحبك العظيم وبالكلام معك عن آخر تطورات الرومانسية وإلى أين وصل الحب الدافئ بيني وبينك, هذا الحب من طرفٍ واحد وهو أنا, وأنا فعلا مشغول بالعذاب معك ومدمنٌ على عذابك وصدك وهجرانك وبعدك عن باب بيتي وبقربك من قلبي, أنا مشغول بالحب الذي لا ينضب من دفاتر شعري وأوراقي الكثيرة المترامية هنا وهناك, أنا مشغول جدا ولا أريد من أحدٍ أن يكلمني لأن مشغول جدا بالكتابة عن نادين وإلى نادين, مشغول جدا بالتبحر بعينيك السوداويين, مشغول بانكسار الضوء في عينيك وبانعكاس ضوء القمر عن وجنتيك, مشغول جدا بالتفاحتين على خديك, لا أريد من أحدٍ أن يطعمني فأنا مشغول بأكل أصابع يديك الجميلتين, أصابع يديك مثل أصابع(البوبو-البيبي),لا أريد أن أحلم بأنني ألمس أجساد الحوريات فالحلم بجسد نادين يكفيني, لا أريد تصور امرأة أخرى في حياتي فصور نادين البدير المعششة في مخيلتي تكفيني, أنا مشغول جدا بنادين البدير ولن تشغلنِي امرأة أخرى غيرها, نادين تلهيني عن كل نساء الأرض, نادين تغنيني عن أجمل نساء الأرض لأنها الأحلى والأغلى والأجمل والأكثر أدبا وأخلاقا.
لم أرَ امرأة طوال حياتي مؤدبة مثل نادين البدير أو محترمة مثل نادين البدير, لم أرَ امرأة أصدق بمشاعرها من نادين البدير, لم أرَ امرأة روحها نقية مثل نادين البدير أو مباركة في السماء والأرض مثل نادين البدير, لم أرَ امرأة لا أصفى ولا أزهى من نادين البدير, وأنا مشغولٌ بها, متولعٌ بها, منجرفٌ إليها, وحين تطويني الغربة وحين أشعر بوحشة المكان لا أحد يخرجني من غربتي أو وحشتي إلا الكتابة إلى هذه الإنسانة الرائعة, فكم أنت رائعة يا نادين وكم أنت جميلة وكم أنت نقية!!!!! مشغول جدا بوضع يدي على شعر رأسك الأسود ومشغول جدا بالبحث عن رائحتك الجميلة وشمها من أخمص قدميك إلى أعلى الرأس, لا أريد من أي أحد أن يحبني أو أن يعشقني لأني مشغول بحب نادين البدير, مشغول بتقاسيم وجهها وبابتسامتها التي أحلم أن أراها مكتوبة لي على الورق الأبيض, مشغول بحبة التوت المرسومة على شفتيك, أنا مشغول بحب نادين البدير, مشغول بخصرها وبقدها وبطولها وملهوف على رؤية الساقين حين تلتف الساق اليمنى على اليسرى, ولا أريد من أحد أن يكلمني لأني مشغول بالتكلم مع عيون نادين البدير, مشغول جدا برسم صورة جميلة عنها للعالم الذي يجهل من هي نادين البدير, لا أريد في فصل الشتاء مدفئة تدفئني لأن حب نادين البدير فيه الكثير من الدفء, لا أريد من أحد أن يعطني وعودا كثيرا فوعود نادين البدير تكفيني, أنا مشغول جدا في حب نادين البدير, مشغول بهذا الجمال ومشغول بهذا العشق الأبدي الذي يدوم أكثر من حب قيس وليلى وجميل وبثينة وكُثير وعزة, أنا لا أشتاق إلا إلى عذاب نادين البدير ولا أشتاق إلا لحب نادين البدير, لا أريد من أحد أن يطعمني أو يسقيني فحب نادين البدير أطعمني هذا الصباح وسقاني حين لملمتُ كل جراحاتي ولعقتها بلساني , حب نادين يجعلني أشعرُ بأن معدتي ممتلئة, حب نادين البدير يجعلني أشعر كم أنا جميل وكم أنا حزين حين ينزل الليل بستائره وحين أنظر حولي وأرى الناس كلها من حولي ونادين وحدها الغائبة عن الحضور والحاضرة دوما في وجداني, ونادين البدير هي الإنسانة الوحيدة التي تعيش في مخيلتي وفي أحلامي, هي المتواجدة في هواجسي وفي خزعبلاتي, إنها قصة لن تنساها الناس ولن تطويها الأيام وسيذكرها التاريخ ويذكرني, وسيذكر التاريخ رجلا عذبته نادين ومرمطته نادين وخنقته نادين بشعرها الأسود وسيذكر التاريخ رجلا قتلته نادين بعينيها اللتان تشبهان عينا الزرافة, سيذكر التاريخ رجلا شاب شعر رأسه منذ أن عرف وشاهد وسمع صوت نادين البدير.
أنا رجلٌ سحرته نادين البدير وكل الأطباء وكل العلماء وكل المشعوذين لم يستطع واحدٌ منهم أن يخلصني من هذا السحر الذي سيطر على كياني, نادين البدير عالمٌ غير مرئي بالنسبة لي, عالمٌ أصبحت تسكنه الهواجس والأحلام, عالمٌ صار بعيدا عن أرض الواقع ذلك أن نادين امرأة غير عادية..نادين حبيبتي, قصيدتي الجميلة, أنت الشمس التي تشرق على وجهي كل صباح والنجم الذي أهتدي به إلى الشمال وإلى الجنوب, نادين يا أجمل قصة صادفتها في حياتي, يا زهرة تفوح منها رائحة العطر كلما افتقرت إلى رائحتك الجميلة, أنا مشغول هذه الأيام بالتمعن في أصابع يديك, أشعر بأنهما شموع تضيء المكان حين يهاجمني الليل بلونه الأسود القاتم.