مسيحيو ومسلمو المشرق والحماية الدولية

مسيحيو ومسلمو المشرق والحماية الدولية !! الحرب في كل من سوريا والعراق، أعادت نظام الوصاية الدولية “الحماية” الأوربية الامريكية الى المنطقة. لكن الحماية الدولية ليست لمسيحيي الشرق الأدنى من تعديات المسلمين، كما كان الحال في الحرب العالمية الأولى، وإنما هي لحماية المسلمين، حمايتهم من الحروب الدينية/الطائفية المشتعلة بين الشعوب والأقوام الاسلامية. نظام الوصاية في الماضي حطم ثقة مسيحيي المنطقة بالغرب الأوربي الامريكي وبوعود حكوماته الكاذبة المتعلقة بحماية مسيحيي المشرق وضمان حقوقهم الدينية والسياسية في أوطانهم الأم، خاصة لـ(الشعب الآشوري)، أكثر شعوب المنطقة تضرراً من سياسات وخدع” نظام الوصاية” الغربية. مثلما فقد مسيحيو الشرق الأدنى الثقة بوعود ونظام الوصاية لحكومات الغرب، كذلك سيفقد مسلمو المنطقة ثقتهم بها، ولو بعد حين، وكلما استعجلوا في ادراك الحقيقة وفروا على انفسهم وعلى غيرهم الكثير من الضحايا والكوارث..
…………..
السوريون والعبرة من حروبهم الراهنة: الحرب السورية أسقطت الدولة السورية المركزية القائمة منذ الاستقلال، بنظامها السياسي وبهويتها العربية. إذا ما اراد السوريون البقاء والعيش معاً ،عليهم البحث عن نظام سياسي جديد لسوريا الجديدة وإعادة تعريف هويتها الوطنية على أن تعبر عن جميع هويات وثقافات القوميات والأقوام التي تعيش فيها وتحتضنها .. إذا ما أخفق السوريون في الوصول الى صيغ معقولة وممكنة للعيش معاً في سوريا الجديدة تضمن حقوق الجميع بشكل عادل ومتوازن، عليهم الاستعداد لجولات معارك وحروب جديدة ، ستكون أكثر دمار وتهلكة، وقد تمتد لعقود طويلة ، في ظل عالم تتنافس فيه القوى الكبرى على بيع أكبر كمية من السلاح.
سليمان يوسف

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.