مركز بومبيدو للثقافات والفنون

قبل الدخول الى المركز سنأخذ لمحة عن الواقع الذي تأسس فيه مركز بومبيدو للثقافات والفنون
لا أريد الدخول في تفاصيل تاريخيه تثبت وبالدليل والحجه أن فرنسا ومنذ عهد لويس السادس عشر حتى اليوم هي ليست أكثر من مستعمره أمريكيه في اوربا , لكني سأبدأ من نهاية الحرب العالمية الأولى لأقول بأن البنوك الأمريكيه العامله في أوربا كانت هي من قامت بصناعة هتلر كقائد ألماني عظيم , حولته من رسام مشرد في الشوارع ينام على الأرصفه ولا يجد قوت يومه الى قائد أعلى للأمه الألمانيه , ودخلت به الحرب العالمية الثانيه فكان من أول ما قام به أن إندفع فإحتل باريس
إستنجدت فرنسا بالجيش الأمريكي لتحرير العاصمه , فكان وكعربون لعقد التحرير المبرم مع الجيش الأمريكي أن تنسحب فرنسا على الفور من سوريا ولبنان لتتحولا ومنذ أربعينات القرن الماضي الى جمهوريتين أمريكيتين
شارل ديغول ضابط مشاة فرنسي عمل تحت قيادة الجيش الأمريكي كقائد للمليشيات الفرنسيه التي شنت حرب عصابات ضد الوجود الألماني في فرنسا , بنهاية الحرب وكمكافئة له على الطاعه وحسن السيره والسلوك تم تعيينه رئيساً على فرنسا , فبدأ على الفور بتسديد باقي فاتورة ثمن التحرير الى الولايات المتحده الأمريكيه بإعلانه خطة منحه مستعمرات فرنسا ( إستقلالها ) وتحت عنوان الإستقلال تم تسليم مستعمرات فرنسا ( تسليم يد ) لتتحول الى مستعمرات أمريكيه , يغطي شارل ديغول خلالها على تراجعه بحملات من السب والشتيمه المنظمه لحلف الناتو والأنكلوسكسون
قبل أن يشارف عهد شارل ديغول على النهايه كان على الحكومة الأمريكيه أن تبدأ بصناعة البديل , وهكذا وصلنا الى جورج بومبيدو
جورج بومبيدو بالأساس هو رجل مصرفي عمله هو مدير مصارف روتشيلد , عينه شارل ديغول رئيساً لوزراء فرنسا للفتره ما بين 14 نيسان 1962 _ 10 تموز 1968 وذلك بعد إستقالة ميشيل دوبريه من المنصب

ورغم فضيحة الصور المخله لمدام بومبيدو التي إنتشرت بعد مقتل ستيفان ماركوفيتش بودي غارد حراسة النجم ألان ديلون , والذي وجدت جثته مرمية في مكب للنفايات في الضواحي , حيث إتهمت الشائعات بومبيدو بالعلاقه بقتله من أجل الثأر لفضيحة زوجته , إلا أن جورج بومبيدو فاز فوزاً كاسحاً في الإنتخابات الرئاسيه 15 حزيران 1969 التي أعقبت تنحي شارك ديغول عن الحكم بعد فشل الإستفتاء الدستوري في نفس العام , فقد كان الرئيس الأمريكي الجديد ريتشارد نيكسون وكبير مستشاريه هنري كيسنجر ( معجبين ) ببومبيدو ولهذا كان يجب أن يفوز , فهو كمصرفي وكمدير لمصارف بنك روتشيلد كان قادراً من موقعه في البنك وعلاقاته مع عائلة روتشيلد على تقديم خدمة لا تقدر بثمن في المرحله التي سيقدم فيهاا نيكسون على فصل سعر الدولار الأمريكي عن التقييم بالذهب وكحجه ظاهره قيل أنه (( للحد من تدهور معدلات البطاله ومعدلات التضخم في الإقتصاد الأمريكي )) ولكن في حقيقة الأمر كان (( من أجل البدء بعملية ربط الدولار ببيع النفط كعملة إلزاميه _ والعمل بسياسة البترودولار _ من أجل إحكام السيطره على جميع دول العالم )) هذا كان هو السبب الحقيقي لإعجاب نيكسون وكيسنجر ببومبيدو

خلال فترة رئاسة بومبيدو لفرنسا لم يكن له على صعيد السياسة الخارجيه لبلده غير تطوير علاقة بلده بدول الشرق الأوسط , الدول المتاخمه لحوض البحر الأبيض المتوسط على وجه الخصوص , وتحسين شكل علاقة فرنسا مع مستعمراتها الإفريقية السابقه , وكان أكثر براغماتيه من سلفه ديغول حين سهل معاملة إنضمام بريطانيا الى الإتحاد الأوربي في اليوم الأول من مفتتح عام 1973

أما على صعيد الداخل الفرنسي فهو لم يطور شيئاً عدا عن كونه عمل خلال فترة رئاسته للجمهوريه وكأنه عمدة لباريس لا غير , جهود مستمرة لتحديث العاصمة الفرنسية حيث تم هدم أسواق الهواء الطلق في ( ليس هاليس ) والاستعاضة عنها بمركز التسوق الذي يحمل نفس الاسم ، وبناء برج مونبارناس ، وبناء طريق سريع على الضفة اليمنى من نهر السين , وتم بناء متحف للفن الحديث هو ( مركز بيوبورغ ) الذي أعيدت تسميته : مركز بومبيدو .. بعد وفاته , ويقع على حافة منطقة ماريز في باريس

يضم مركز بومبيدو للثقافات والفنون مكتبة عامه , ومتحف وطني للفن الحديث , ومعهد في أبحاث الموسيقى والصوتيات
تبلغ مساحة المركز حوالي ألف متر مربع , بدأ العمل على بنائه عام 1972 وقام المهندسان رينزو بيانو الإيطالي وريتشارد روجرز البريطانى بتصميمه وإنجازه خلال 5 سنوات حيث تم إفتتاحه رسمياً في 31/01/1977
تم تحديث وتجديد المركز عام 2000 وهو يقدم نشاطات وخدمات متعدده لقاصديه

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.