و كانت الصدمة القاتلة .. و فهمت الحياة و معناها! و لم اصدق نفسى ..
فجاءت يوماً امى و قالت سوف نسافر انا و خالك و انتى معنا, رفضت فى البداية و رضخت بعدها ..
و كان ابن خالى معنا و هو لا يشبه و لا يمت له شكلاً بصلة. و كنت سألت امى اين زوجة خالى, و دائما كانت ترد “لقد توفيت من زمان ..”
و بعد العودة من السفركنت قد فقدت كل شىء, فلقد كنت انا من دفع ثمن الشقة التى اشترتها امى!
فخالى الإفتراضى ليس اكثر من قواد !!!
و من شابه أباه ما ظلم !!
و سرنا على طريق اللآلام و اصبحت انافس أمى بالعمل, اما كيف حدث ذلك؛ فقد تم تخديرى و نهشنى الذئب البشرى و اللذى بعد فعلته اقسمت على قتله و فى كل يوم كان خالى وولده و امى هدفاً فى حياتى ان اراهم فى قبر جماعى سوية …
اصبح الحقد طريقى و الهوى سلاحى و كرهت الرجال كلهم و قررت ان انتقم من المجتمع …
و انتهيت من الثانوية بنجاح و دخلت الجامعة, فى الجامعة اصبح لى اسم جديد و مطلوبة كثيراً خصوصا من الأساتذة الذين لا يعرفون كيف يعطونى الدرجات العالية.
أما فى الصيف فكنت اسافر مع شلة جميلة و اعود محملة بالهدايا و تمكنت ان اشترى فيلا بعد تخرجى من الجامعة و اصبح لدى رصيد جيد فى البنك, وحصلت على وظيفة جيدة فى السياحة و بدأت اسافر كثيراً و يزداد على الإقبال و الشهرة و المال.
و فى احدى السفرات بدأت حياة جديدة .. .
فلقد التقيت بشخصية مرموقة و طلب منى ترك الوظيفة و العمل معه, و كانت الإغراءات كبيرة, و قبلت بذلك و قضيت اشهر اتنقل معه و مع شلته التى لم ارى افسد او اقذر منها.
فى احدى الليالى صارحنى بشيء غير حياتى مرة اخرى و قبلت به لكى احقق حلم حياتى.
هذا الشيء هو ان اكون رئيسة الجمهورية فى بلدى !!!
و السبب هى الرغبة فى الانتقام و الشهرة …
لقد تم تجنيدى فى مخابرات دولة اجنبية لها اطماع فى بلدى و كانت هذه بداية رحلة القوة و المال و الشهرة …
العودة للوطن ووظيفة جيدة فى مجلس الوزراء .. ((تصور, “دوللى” فى المجلس وجها لوجه مع الرئيس!!)).
و قلبت المجلس لملهى رسمى بدون اعلان و كان الانقلاب الأول اللذى اطاح بكل المسئولين فصورهم معى و لياليهم مسجلة و مصورة معى انا و بقية طاقمى من البنات. وكوفئت بشدة من قبل الدولة الأجنبية و اصبحت كافة الأرشيفات فى يدى و منها لهم …
و هكذا تم دعمى لانتخابات رئاسة الدولة.
و لكن قبل ذاك السيناريو وضعت خطة لمدة ثلاثة الى خمسة سنوات؛
أولاً: تصفية بعض الرموز و تم سجن بعضهم بتهم ملفقة و تم فتح الطريق لى بالبلد وزر. ثانياً: طلبوا منى ان اذهب هذه السنة للحج و عند العودة أتحجب وفعلت رغم كرهى لذلك فأنا احب التباهى بشعرى و قوامى الجميل و اصطياد الرجال, فهى هوايتى و لكن الطموح له ثمن!
و بعد مضى ثلاثة سنوات من التحجب و الالتصاق بالجامع و الجمعيات الخيرية و الليالى الرمضانية اصبح اسمى الحاجة المبروكة دلال هانم و استخدموا الحبر السرى و اخفوا الماضى و تزوجت احدهم.
فى السنة الرابعة بدأت الاضطرابات فى بلدى من قبل مجموعات كانت مهيأة لهذا الحدث و استمرت لمدة سنة و صعد نجمى و إلتفَت حولى الجماهير المؤمنة و الجمعيات النسائية خصوصاً (( و كانت بسبب تبرعاتى المذهلة التى لم يسألنى احد عن مصدرها))
و عمت الفوضى بلدى و آزرنى عسكر بلدى . و بالمال الخارجى تارة اخرى و بالأمر الخارجى و التعليمات من خلال سفارة الدول الأجنبية.
و لم اجد نفسى الا اليوم بعد انقلاب شكلي اجلس على كرسى السلطة و لأول مرة تحكم بلدى امرأة اسمها
” الحاجة المؤمنة المباركة “.
أول ما فعته هو ارسلت البوليس السرى الى خالى و ابنه الإفتراضى و تمت تصفيتهم و دفنهم فى الصحراء و ابعدت امى عن البلاد مع كافة افراد العائلة للدولة الأجنبية .. و جلست على العرش .
و تذكرت الحى القديم و كلام امى عن “عليك تعلم الحياة ..” و فعلاً تعلمتها و لكن عن الطريق الأعوج و الشر. هكذا اصبحت السيدة الأولى و اصبح زوجى (الكشكول) حامل الصولجان واسمه قرن الزمان.
قصة من دمعة الم