!! مذبحة ” الفرهود ” في بغداد التي وقعت في يومي 1-2 من حزيران 1941
عدنان نور الدين
احداث مذبحة ” الفرهود ” في بغداد التي وقعت في يومي 1-2 من حزيران 1941 بعد فرار رشيد عالي الكيلاني والمفتي الحاج أمين الحسيني والعقداء الاربعة وغيرهم من انصار النازية في العراق ، لفشل الجيش العراق في الصمود أمام القوات البريطانية في الحبانية وتراجعه الى بغداد ..,تبعه الجيش البريطاني الى أن عسكر حول السفارة البريطانية في بغداد
واليوم فقط أخذ المثقفون العراقيون يدركون مدى المأساة التي مرت بيهود العراق في مذبحة الفرهود التي وقعت في بغداد1-2من حزيران 1941حيث أستغـّل الناس فقدان السلطة وعدم وجود جيش أو شرطة في البلاد فخرجوا إلى الشوارع والأسواق والساحات مسلحين بالخناجر والعصي والسكاكين ليقوموا بعمليات (الفرهود) التاريخية وينفذوا ضد اليهود حملة قتل ونهب واغتصاب قلما شهد لها تاريخ العراق مثيلا
هب المسلمون يهاجمون دور اليهود ومحلاتهم التجارية ويفتحونها فيسرقون ما كان فيها ويحطمون ما لا يقدرون على حمله ويبقرون بطون النساء الحوامل ويقتلون الأطفال ويذبحون الرجال ثم يعمدون الي أثاث ألدار ومحتوياته أو إلى ما في المحل من بضائع فيسرقونها بأسلوب النهب البدوي المتوارث ، كان الجار المسلم يقتحم دار جيرانه من اليهود الذين ترعرع معهم منذ الطفولة وعاش معهم العمر بسلام وصداقة ليسبي بناتهم ونساءهم وينتزع منهن مصاغاتهن الثمينة من الذهب والفضة ويغتصبهن بضراوة جنسيا ويقتل من أهل البيت من يشاء بكل قسوة
وبعد أن تمكنت السلطة الشرعية ممثلة بالملك الصغير وخاله الوصي على عرشه الأمير عبد الإله والداهية نوري السعيد من السيطرة على العاصمة وفرض الأمن بواسطة الشرطة وبعض وحدات الجيش وضع حد قاطع لعمليات البوغروم الرهيبة ، توقف نشاطات (الفرهود) كما يسمى البوغروم في العراق
وشرعت الحكومة في إحصاء الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها يهود بغداد خلال ست وثلاثين ساعة من غياب السلطة : ثلاثة ألاف قتيل [؟؟؟] ، ألاف من حالات الاغتصاب منها الكثير مما وقع ببنات قاصرات بل طفلات وبصبيان أيضا ، أملاك سرقت وقدرت بملايين الدنانير ومنها أربعة ألاف دراجة هوائية وثلاثمائة سيارة … تلك كانت حصيلة الفرهود الخاطف المريع
وبعد يومين من الفرهود التاريخي تمكنت السلطة العائدة من سيطرتها على البلد وأخذت تتحرى حالات القتل والاغتصاب والسرقة وتمّ توقيف أكثر من ألف إنسان وأعلن الراديو بيانا شديد اللهجة دعت فيه الحكومة جميع المواطنين الذين سلبوا اليهود إلى إعادة الممتلكات التي سرقوها إلى مراكز الشرطة بأقرب فرصة واتبعت الإنذار بحملات تفتيش عشوائية على الدور والمحلات
والأمر الذي أثار دهشة التاريخ هو أن جموع الشعب العراقي أجمعت على التلذذ بالفرهود واعتباره ملحمة قومية إسلامية مجيدة وظلت تتغنى به لعدة سنوات بعد العام 1941 وشاعت بين الناس اهزوجة شعبية تقول :
الله اشمحلا الفرهود يا أسلام يا ريته يعود كل سنة وكل عام