أن دخول الروس والإيرانيين والأتراك والسعودية كوسيط لمحادثات السلام التي ستعقد في جنيف بين وفدي المعارضة المٌشكل في السعودية التي لم يعد لها أي دور حقيقي وفاعل على مستوى المنطقة أو العالم بالسياسة الخارجية واي ودور إيجابي في تشجيعها للثورات العربية. وبين والنظام ومعارضته التي شكلها للتفاوض. ما هو إلا أكبر أهانه لعقولنا العربية وبالأخص السورية. لهذه المهزلة التاريخية التي تٌمارس علينا والتي أوصلنا بها بلدنا وشعبنا لهذا الجنون الأعظم لتحقيق المصالح الدولية والتوازنات الخارجية والانقسامات.
فمنذ اندلاع الثورة السورية السلمية لأسقاط نظام الديكتاتورية والإرهاب الذي حكم البلد لأكثر من نصف قرن.
أتخذ النظام خيار القمع الأمني والعسكري بكل الوسائل والخيارات الممكنة وما يقف ورائه من قوى دولية مسانده تساعده بهذا الخيار والدفاع عنه بشتى الوسائل الممكنة
ولا شك بان أي تهديد لسقوط وزعزعة نظام “الاستبداد والإرهاب” هو تهديد ايضاً ل فلاديمير بوتن والمشروع الإيراني في المنطقة وتهديد حقيقي لسقوط حليف لهما يحافظ على نفوذهم ومشاريعهم في المنطقة العربية بطبيعة هذا النظام القائم منذ أكثر من نصف قرن بسياسته الخارجة عن إرادة الشعب السوري.
فالإيرانيين والروس والنظام السوري اشتركوا بسياستهم على الأرض بقتل المتظاهرين السلميين وقصف المدن المعارضة بالكيماوي وأبشع أنواع الأسلحة وتجويع البشر بالميلشيات العسكرية التابعة لهم والتي تقاتل في صفوفهم.
للحفاظ على بقاء الأسد ومصالحهم واتجهت روسيا بنفوذها السياسي في عرقلة أي حل لا يناسب مصالحها وطموحاتها وتوجهها خلال الفترة الماضية التي شهدناها من طرح حلول مختلفة. لتجعل من الشعب السوري صفقة لأجل مصالحها وهو كل يوم يذوق أشد أنواع الممارسات في التهجير والقتل والتعذيب وحرب إبادة جماعية ضد كل المعارضين السوريين لنظام الأسد. ومن هنا أخفق المجتمع الدولي أو الدول الصديقة للشعب السوري في وضع حد لهذه الممارسات الإرهابية وأخفق ايضاُ بعدم ادانة هذه الجرائم المٌرتكبة بأنها جرائم تُصنف على قائمة الإرهاب وأيضا حجب بارك أوباما نظره عن هذه الجرائم وعدم التعامل بشكل جدي بدور أميركا الفاعل في القضايا الخارجية واتجاه مطالب السوريين التي بدأت بشكل سلمي. مما أفسح المجال أكثر أمام الروس والإيرانيين في البلد لمساندة النظام في إرهابه والسيطرة على البلد. وتجيش العديد من السوريين والأصوات الدينية وغيرها لحجتهم المبنية على تلفيق الكثير من الأكاذيب للاستمرار في النفوذ والمجازر المُرتكبة وحشد المؤيدين لطرحهم.
وان تدخل الاتراك والسعودية في الشأن السوري كحليف للثورة السورية بطرق لم تكٌن تصب في اهداف الثورة ومصالحها ومسارها الحقيقي والتركيز في الدعم والمواقف على جانب دونما الأخذ بعين الاعتبار جوانب أخرى للحفاظ على التوازن في المصالح. أدى وانجرار الكثير من المعارضين وراء هذه الطرق التي ابتعدت عن التمثيل العقلاني والصوت السياسي العقلاني والناضج والتي ايضاً أبعدت بعض المكونات الشعبية الثائرة أيضا عن مسارها الوطني إلى مسار ديني في معظم الحركات وأصبحت تٌعد الثورة لسورية حرب أهلية طائفية يغديها الصراع السني الشيعي. وأدى إلى زيادة التطرف بالخطاب السياسي والمذهبي الطائفي. وساعد على دخول الحركات الدينية كالنصرة وداعش استغلالٍ للمناخ السائد الطائفي والذي ساعد النظام أيضاً وحلفائه بعلو وتيرته بين مختلف المكونات بالطرق التي مارسها والتي حولت مسار التوجه الدولي من تعامل مع الثورة السورية كثورة بدأت محقة وسلمية إلى حرب ضد الإرهاب وحرب أهلية؟ والاخفاق والانحياز لطرف دون اخر في تصنيفه على لوائح الارهاب أدى إلى زيادة شعلة الصراع والتراجع في الحلول.
وهذه الهيكلية التي تطورت عبر مراحل مختلف في السنوات الخمس الأخيرة أدت إلى انقسام السوريين فيما بينهم في تقرير مصير بلدهم سواء كانوا من الموالاة أو المعارضة بأن كل طرف خارجي ساعد على حشد مجموعة من المعارضين يدافع عن طرحه ومصالحه وتوجه هذه الأطراف في الشأن السوري.
ولا شك بأن النظام يبقى هو المسؤول والباعث الرئيسي لهذه الفوضى التي نشهدها التي بدء بها بالخيار الأمني والعسكري وتهميش المجتمع السوري لأكثر من نصف قرن.
واليوم محادثات جنيف برئاسة رياض سوف تتجه وتصب بهذه الهيكلية بعد أن خرجت ورقة الحل واسقاط النظام من ايدي السوريين إلى الأطراف الدولية وبالأخص الدول الأربعة التي ذكرتها في النص أعلاه بعد أن سعت روسيا بكل جهدها لدخول الأسد كشريك بمرحلة انتقالية في قرار مجلس الامن 2245.
وان اليوم الاختلاف في تمثيل بعض الحركات المسلحة على الأرض على أنها إرهابية وغير إرهابية للمشاركة في المفاوضات ك ممثل لجيش الإسلام والحر، وحزب الاتحاد الديمقراطي ما هو إلا أن هذه مشكلة تواجه العالم حالياً في منهجيته لتصنيف الإرهاب وفي عدالته الدولية اتجاه الأزمات وفي انحيازه لطرف دون أخر في القضية السورية، وخلق صراع أخر أمام المتفاوضين على حساب دماء الشعب السوري وحريتهم ومطالبهم المحقة التي هي هكذا بدأت. وهكذا أوصلها نظام الأسد وحلفائه. وهكذا الروس والإيرانيين يسعون لصب المفاوضات لصالح النظام وصالح كل طرف سواء من الاتراك أو غيرهم في تمثيل المعارضة السياسية حتى تتوازن المعادلة الكونية في سوريا.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :