مات ملك السعودية والعمر لكم!

خادم الحرمين وجماعة الأخوان المسلمين

خادم الحرمين وجماعة الأخوان المسلمين

مات ملك السعودية…
****
لا أدري إن كانت محض صدفة، لقد سمعت النبأ لتوي، وأنأ أتصفح كتابا للعالمة الروحانية الأمريكية سيلفيا بروان بعنوان:
Life on the other side!
الحياة في الجانب الآخر (الآخرة)

الكتاب محض خيال، لكنها تسرده بطريقة يقينيّة، وكأن انشتاين يبرهن على نظريته!
لا يهم، لست ملزمة كقارئة بأن أصدق كل ما أقرأه، لكنني ملزمة أن استمد مما أقرأ كل فكرة جميلة!
قبل أن أسمع نبأ موت الملك ربمّا بنصف ساعة، كنت قد وصلت في قراءته
إلى حيث تدّعي الكاتبة أن الإنسان، وعندما ينتقل إلى العالم الآخر، سيُحاسب
وطبعا، بناءا على قولها، لن يحاسبه الله ولا الملائكة ولا أحد!
هو من سيحاسب نفسه، كيف؟
تسرد الكاتبة: أنه سيراقب حياته منذ ولادته حتى لحظة رحيله وكأنه يراقب فيلما سينمائيّا.
طبعا، في العالم الآخر لا يعرفون الزمن كما نعرفه، ولذلك سيكون الأمر بمنتهى السهولة!
قد يخطر ببالك سؤال: وكيف يحاسب الإنسان نفسه؟ هل سيكون عادلا؟
لا تتركك الكاتبة تصل في تفكيرك إلى هذا السؤال، لأنها تذكر على الفور بأن الإنسان آنذاك سيكون مجردا من “أناه” ولذلك لن تقف تلك الأنا في طريق محاسبته لنفسه بعدل!
يا لها من فكرة جميلة!
عندما نتجرد من “الأنا” نستطيع أن نحاسب أنفسنا بلا انحياز!

مات ملك السعودية…
قد يكون الآن أمام شريط حياته من ألفها إلى يائها، من يدري؟!!
لا شكّ أنه سيكون سعيدا جدا لأنه تبرع بكل ثروته للجمعيات الخيرية التي تحمل اسمه والممتدة من شرق العالم العربي إلى غربه
ومن شماله إلى جنوبه، وذلك على غرار أغنياء العالم كبيل غييت ووارين بوفيت!
ستخلد ذكراه المراكز الثقافية التي بناها، وملاجئ الأيتام التي أنشأها،
والجامعات التي دشّنها، والمدارس التي أقامها، ورياض الأطفال ومآوي العجزةوالجامعات التي دشنها، والمدارس التي أقامها، ورياض الأطفال ومآوي العجزة
والمستشفيات والمراكز الطبية والمسارح والسينمات وهلما جرا…
وسيبقى حيّا في ذاكرة الآلاف من أرامل سوريا وأيتامها وعجائزها،
لأنه يده “الخيّرة” أفاضت عليهم أنهارا من العطاء!
………………
في كتابه (العادات السبعة للأشخاص المؤثرين بقوة)
The Seven Habits of highly affective people
يطالبنا المفكر الأمريكي
Stephen Covey
بأن نبدأ حياتنا بجنازتنا…

كيف؟؟
يقول:
تخيل أنك مت ومحمول في جنازة إلى مثوالك الأخير، واصغِ باهتمام إلى ما يقوله الناس عنك!
ابنِ حياتك بناءا على ما تودّ أن يقوله الناس عنك في جنازتك!
…..
أصدقائي:
مات ملك السعودية اليوم، ولم يجد في كفنه جيبا كي يدفش أمواله…
لا يسعني إلا أن أقول: الرحمة على كل روح تستحقها!
والعمر لكم!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.