لو رفرفت فراشة في طوكيو قد تحدث إعصارا في سان فرانسيسكو

beautiful-butterfliesأجد نفسي مدفوعة باتجاه ذاتي العليا مشحونة بطاقة تضخّها قناعة من أن لا أحد مديون لي، ولا أحد
ملزم بأن يُرضيني…
لا أتوقع الكثير ممن يحيطون بي، ولذلك قلّما أُصاب بخيبة أمل….
أكثر ما يصدمك في الحياة هو أن لا تقابل ما تتوقعه…
لذلك، عندما تخفض مستوى توقعاتك يقل إحتمال إحساسك بالخيبة والإحباط، وتزداد قدرتك على تفهم الناس
وعلى أن تنسجم مع انسيابية الكون بلا تصادم!
إياك أن تؤمن بأن أخاك ملزم بدفع فواتيرك…
إن ساعدك فهذا كرم أخلاق منه وليس واجبا…
عندما تقدم هدية لشخص ما بمناسبة ما، لا تتوقع أن يردّها لك في أول مناسبة…
أنت تعطيه، لأن في العطاء مسرّة لك، ولا يُفترض أن تؤجل مسرّتك حتى تسترد ما أعطيته!
لا شيء يذهب هباءا، وليس مهما أن يقابلك الآخر بنفس جميلك!
اعطِ كي تنسجم مع انسيابية الكون، ولا تتوقع من أحد جميلا…
لو فعلت قد تصاب بخيبة أمل لاحقا، والإحساس بالخيبة يعرقل مسيرك
باتجاه ذاتك العليا وباتجاه كونيتك المطلقة!
………………………..

عندما تخضع لـ “أناك” الدنيا لن تصادف في طريقك إلاّ هؤلاء الذين يخضعون لـ “أناهم” الدنيا..
لذلك، ترى الحياة عندها مجرد حلبة لصراع الثيران، وأنت فيها قاتل أو مقتول!
تغدو كمن يقاتل ظله، لا أمل في أن يقضي عليه حتى يقضي على نفسه!
لكن عندما تتقمص ذاتك العليا ستشدّك الطاقة الإيجابية التي تضخّها تلك الذات باتجاه مثيلتها، فتصادف من هم على شاكلتك، وتصبح قادرا على فهم وقبول من يختلف عنك.
في كلا الحالتين، سيسحرك جمال الكون، لأنه المرآة التي يعكس ما بداخلك!
….
لو افترضنا أنك ربت على كتف زميل لك بالعمل، زميلٍ شعرتَ أن طاقة سلبيّة تتحكم بعلاقتكما لسبب ما، وقلت له:
يسعد صباحك عزيزي خالد، مبروك قميصك الجديد!
قلتها وكأن الأمور بينك وبينه على خير ما يرام….
لو كانت الطاقة تُرى بالعين المجردة لرأيت الطاقة السلبية التي تتحكم بعلاقتكما تتحول في ومضة إلى طاقة إيجابية، كما لو أنك
تراقب يرقة قبيحة وهي تشق شرنقتها وتحلق خارجها فراشة ولا أجمل!
سيعود خالد إلى بيته ويبتسم (ربّما على غير عادته) في وجه زوجته، ثم يقول لصغيره: اعطني بوسة حبيبي أحمد!
لن يدرك خالد أن سلوكه ذلك اليوم كان انعكاسا لسلوكك معه، لأن أغلب سلوكياتنا يتحكم بها اللاوعي في غفلة عن الوعي!
ستشعر زوجة خالد على الفور بطاقة إيجابية لم يسبق أن شعرت بها من قبل في كل مرّة يلج بها خالد الباب عائدا من عمله..
وستجد نفسها مدفوعة باللاوعي لأن تطرق باب جارتها أم علي وفي يدها صحن من الطعام…
ثم ستنتقل عدوى الطاقة الإيجابية من أم علي إلى من يحيط بها، وهكذا دواليك…

على حد القول المشهور:
When a butterfly flaps its wings in Tokyo it can cause a hurricane in San Francisco

(لو رفرفت فراشة في طوكيو قد تحدث إعصارا في سان فرانسيسكو)
لكل طاقة اهتزازاتها…
والإهتزازت تنتقل وتنقل معها طبيعة الطاقة التي ضختها….
…..
مقطعان من كتابي القادم “دليلك إلى حياة مقدسة”
الكتاب يشرح باسهاب كي تصل إلى ذاتك العليا متحررا من “أناك” الدنيا…

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.