طلال عبدالله الخوري 23\11\2016 © مفكر حر
كما عودناكم بتحليلاتنا السياسية والاقتصادية, نحن ننطلق من حقيقة أن كل ما يجري من نزاعات وحروب وعمليات ارهابية في اي بقعة من العالم, إنما هي بالنهاية حرب بالوكالة ورسائل متبادلة بين الجبارين العالميين المعسكر الروسي ومخابراته الكي جي بي والمعسكر الأميركي ومخابراته السي اي ايه, ولهذا نحن نعتبر النظام السوري والايراني وحزب الله مجرد بيادق صغيرة, لا محل لهم من الاعراب, تتحكم بهم المخابرات الروسية ولا يستطعوا ان يفعلوا شيئا واحدا من دون اخذ الأوامر المباشرة, وقلنا باكثر من مقالة بأن عائلة الاسد لم تحكم سوريا قط وانما من حكمنا لمدة 45 عاما هي المخابرات الروسية من خلف ستار عائلة الاسد الاجرامية… وقلنا في مقال سابق بأن حافظ الاسد الضابط في المخابرات الروسية جنده معلمه “اندروبوف ” رئيس الكي جي بي آنذاك, وخطط له الانقلاب الذي اوصله الى سدة الرئاسة في سوريا عام 1970, وقلنا بأن طريقة عمل المخابرات الروسية هي طريقية “ماسونية” لا تجند الافراد فقط وإنما العائلة بأكملها, بحيث يتم ربط مصير عائلة العميل بمصير الكي جي بي, وشرحنا كيف ان حافظ الأسد اضطر الى ان يتخلى عن اخوه المقرب وذراعه الأيمن رفعت الاسد ويرميه في مجاهل الغربة, لأنه أراد ان يغير تبعية سوريا من المعسكر الشرقي الروسي الى المعسكر الغربي الحر, والذي يعني ببساطة تدمير حافظ الاسد وعائلته من قبل الكي جي بي, ولهذا السبب سخي بأخوه .. ويجدر بالذكر هنا, ان من الاسر المتورطة مع الكي جي بي هي اسرة الزعيم الدرزي كمال جنبلاط رئيس الحزب الاشتراكي اللبناني, فقد اعترف وليد جنبلاط أنه أخفى الجاسوس السويدي “ستيغ برجلينج”, الذي جندته المخابرات السوفييتية والذي كان يعمل ضابطاً في الاستخبارات السويدية، قرب منزله في الجبل اللبناني في منطقة المختارة في تسعينيات القرن الماضي، بأمر من المخابرات الروسية، ولم يستطع رفض طلبهم كما لم يستطع قبله حافظ الاسد, ولن يستطع اعضاء حزب الله واعضاء النظام الايراني رفض طلبهم.. لأنه كما قلنا طريقة تجنيد العملاء في الكي جي بي هي بإتجاه واحد: الداخل مفقود والخارج مولود ولكن لا احد يستطيع الخروج.. وقلنا ايضا بأن الكي جي بي تجند كل من يطأ ارضها من طلاب, بما فيهم الطلاب السوريين مثل بسام البني ورندة قسيس اللذان ظهرا على الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس مع العميل المزدوج للمخابرات السورية والقطرية فيصل القاسم, الذي اعطاهم المنبر لكي يوصلوا رسائل الخابرات الروسية وتهديداتها للشعب السوري والمعارضة من على منبره,.. ولولا الحظ والصدفة وقوة القاعدة العلمية والفكرية, لتم تجنيد كاتب هذا المقال ايضا, عندما ارسلوا لي على مدى 6 سنوات مدة دراستي بالاتحاد السوفييتي بشكل مستمر طلبة سوريين من الحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش لكي يقوموا بتجنيدي, ولو نجحوا بذلك لكنت الان ادافع عن بوتين كما يفعل البني وقسيس وعائلة الاسد ..
ما نريد ان نقوله من هذه المقدمة هو انه لا يستطيع اي عميل ان يرفض اي طلب, حتى ولو كان انتحاريا تطلبه المخابرات الروسية الجبارة, ومن اللذين جندتهم الكي جي بي ايضا هو الزعيم الدرزي وئام وهاب الذي تلقى أوامر مباشرة من رؤوسائه في الكي جي بي بأن يطلق “سرايا التوحيد” الدرزية والتي استعرضت قبل بضعة ايام عددا من مقاتليها، ومن بينهم عدد من السوريين، وقد حرصت ال”كي جي بي” على أن يكون في منصة الاستعراض نائب رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” محمود قماطي ، والقيادي في حزب “البعث السوري” الوزير السابق فايز شكر, لكي ترسل رسالة سياسة روسية واضحة, كرد على الاختراق السياسي الذي حققته المخابرات الاميركية بنزعها ورقة الرئاسة اللبنانية من يد المخابرات الروسية, وفرض انتخاب ميشيل عون لكرسي الرئاسة الشاغر منذ اعوام! ( للمزيد من التفاصيل نزكي لكم مقالنا السابق: الرابح والخاسر من أنتخاب عون)
ماذا تعني هذه الخطوة بالنسبة للثورة السورية؟ هي تعني ببساطة بأن الكي جي بي وحلفائها لن يستسلموا بعد, وسيستمرون بدعمهم لنظام الاسد وحربهم على الشعب السوري, وخسارتهم لورقة الرئاسة في لبنان جعلتهم يفقدون صوابهم, فقاموا ” بضراطة وفسية” .. والضراطة هي استعراض حزب الله في القصير والاعلان عن انه اصبح جيشا!! والفسية هي استعراض سرايا التوحيد الدرزية … هذا يعني بان معسكر روسيا يخسر كل يوم ومعسكر اميركا يربح كل يوم, ولكن لا يجب ان نستهين بضراط وفسى الكي جي بي, فقد ضرطوا علينا سابقا عائلة الاسد فحكمتنا 46 سنة وابادت مئات الالاف, وهجرت اكثر من 10 ملايين سوري, ودمرت البنية التحتية, ولذلك على المعارضة السورية ان تتقرب اكثر من المعسكر الاميركي الوحيد القادر على انتزاع سوريا من براثن المخابرات الروسية.